الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2003, 11:24 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي

    سلامات
    الاحباب
    كنت اتصفح في سودانيل ووجدت مقالين احدهما لاخلاص مهدي والثاني للاخ الحبيب الصادق عبدالله يرد لها بعد ان اثارت كتابات استاذتنا لواعج الشجن في نفسه واليكم المقالين


    الأخت العزيزه الرائعه
    اخلاص
    اقسم بالذى ركز الارض معبد ابكيتينى وها انا اسطر لك الاحرف هذه ووالله العظيم
    الدموع على خدى فقد عزفت فينا عبر كتابتك فى سودانايل الما طالما تناسيناه وهربنا منه عبثا وهو خلفنا يلهث حالفا الا يدعنا حتى نغوص فى العذاب لاخمص اقدامنا نحن فعلا ننزف دماع وشوقا وحنينا ودولارا لاهلنا هناك عسى ان يستريحوا قليلا من عناء دهرا جاءهم فيه بلاء عظيم....ماعسانا ان نفعل قولى لى ونحن فى ميزان التشرد متشردين ليس المتشردين الذين ينامون فى محطة السكه حديد فى كوستى وهم يستنشقون البنزين فقط نحن منهم لكن نستنشق الحرمان من الوطن والسفر البعيد
    بلا عوده...
    خبرينى من اتعس منا فى هذا الكون ونحن نغنى مع مصطفى سيد احمد..

    ادينى احساس بالامل فى كل رحلة شوق تطول
    وادى الخطاوى الراجعه ليك فى سكتك عشم الوصول
    ما الدنيا كلها انتظار والارتحال قدر الفصول
    الموجه تحلم بالضفاف والغيمه تحلم بالهطول
    ها نحن قدرنا الارتحال ما عدنا نحلم بالضفاف ولا بالهطول وصرنا نحن فصولا
    مرتحلين فى هذه البسيطه...
    لا اطيل عليك فقد كتبت ما نعانيه
    الرواكيب القديمه
    امى امنه وناس حليمه
    خالتى ريا وناس نعيمه
    والدروب الفيها كنا
    نبنى احلامنا الجديده
    من رمال نبنى القصور
    اختى اوضه
    خالتى اوضه
    وامى دور
    ااااااااااااااه من هذا الزمان
    ياحلتنا عذبنى هواك
    لانى القادر اوصل اجيكى
    لانى الصابرعلى فرقاك
    وحبل الصبر الكان ممدود
    وكان فى الاربعه لينا حدود
    إتراخا خلاس
    ما اصلو الحمل عليهو تقيل
    لا ضل حيطه لا ضل شجره
    لا كوز مويه من اى سبيل
    انا انساك
    انتى الجوه عيونى خميله
    وردة فل بتفتح يومى
    اللون الابيض كاسى ضميرا
    وفوح العطر المارق منها
    ياما بيهو فاشى سريره
    جوه القلب بيسكن حبك
    ومين فى لدنيا بفتش بعدك
    ومين فى الدنيا الما بهواك
    يا حلتنا بدور الرجعه
    وتحت النيمه بكوس الهجعه
    وقصة وجعه
    تسكن جوف الخاطر هسى
    شوق لى ناسك
    فى عينيا باين واضح ما بدس
    وهسع كايس ليهو لماك
    حلقة ابونا الشيخ عبدالله
    عم على وود البله
    ناس مرضيه
    خالتك ريا
    ناس احسان
    ناس العازه
    وبرضو صفيه
    كل الناس البسكنو قلبى
    وقلبى عليهم فى ليلاتن والصبحيه
    والعجب البيت الفيهو كبرنا
    وفيهو تفتح باقى زهرنا
    وابدا زمنا ماجافانا
    ودايما كنا
    ابد ابدا
    راضيين بالقسمه
    وبرضو قدرنا
    ونحن معاك حليل ناس يمه
    اميره الطيبه وروضه محنه
    نسو قمرنا
    بكرى اخويا
    وعبدو الدره
    شتات فى الدنيا اصابو عمرنا
    علا العشم الساكن فينا
    بحلم نرجع ليكم تانى
    ونجمع تانى شتات العيله
    وتبقى الجمعه لينا مقيله
    .....
    حتى
    اقيفى عديل سيبيها الغمه
    طال ما النيل قدامك بجرى
    ضاميك بى حنان زمان من بدرى
    نحن برنجع غايتو قريب
    بى كرعينا
    او لو تسمعى مره نحيب
    لمن مره يجيك خبرنا
    اعرفى حبيبك راجع برضو
    يسكن ارضك
    بس من تحتك
    وتحتك وفوقك كلو قريب
    اختى اسهبت لكن والله غصب عنى سالت الحروف شكرا لزمنك الممنوح وتحياتى لكم
    وانتم تموتون فى اصقاع لدنيا مثلنا ...
    ودمت
    الصادق عبدالله
    قطر
                  

09-22-2003, 11:29 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ودرملية)

    مقال الاستاذة اخلاص مهدي
    نقلا عن سودانيل

    الى اشراقة مصطفى....

    أعيدى الي طفولتى... ولك الشكر .....

    اخلاص مهدى/استراليا
    [email protected]

    أبحث لإجتراح الذاكرة.. خارطة طريق .. مثلك تماما .. لأقتاد من ذلك المخزون الاستراتيجى ..من ذاكرة أضناها التعب .. فكل الذى مر أمامى .. كان و مازال حاضرا يعلن عن نفسه .. على امتداد ثوانى الزمن المسرعة..أنت وهم وهن ...وكوستى ..التى نمينا فيها براعما صغيرة مشاغبة .. نجرى معا بين المحطات .. و السوق الصغير ..و مدرسة امنة قرندة.. و طاحونة أبوى مهدى و جامع الأحمدين و حلاق أبو شامة .. و دكان عمى دفع الله.. لنرتاح قليلا جلوسا مع بائعات..(العجور بالشطة و قراصة النبق)..نلتحف الحميمية للناس والمكان .. وحتى المقابرذلك المكان الموحش..الذى يتجنبه الناس هربا من المجهول ..لدينا مع شواهد القبور علاقة تهجى أسماء الموتى .. تشهد عليها الشواهد..

    باكرا تذوقت طعم السفر و الترحال و الانسلاخ عنوة من الأرض التى أحب..

    وغادرناها...

    كوستى ..كان قلبى ذو السبع سنوات يتلفت يمينا و يسارا عسى أن يلمحك تسابقين الريح فى أحد شوارع الحلة الجديدة..ليلوح لك منشدا لن انسى اياما مضت....... الى اخر النشيد ..و لم يكن.

    ومرت عشرون عاما...بل أكثر..

    وحين التقيتك تحملين (واصلا).. بين الماض الذى لا ينسى و ذاك الأيوبى الجميل .. كان فى عينيك هدير مظاهرات ملتهبة .. تحرق جماهيرها لساتك العربات .. و أعلام دول لا تعرف الحياة الندية الا من خلال العملات الصعبة والبورصات التجارية ..وتمد لنا طرف الطريق اليها .. فنشكرهم.. و نأتى.. لنغسل لهم واجهات المدن ليلا...

    ويغسلون هويتنا وعقول اطفالنا فى وضح النهار ...

    لا تسألى كثيرا صديقة الطفولة و أيامها العذبة ..

    ما عاد فى الجراب من أجابة ..

    نعم...

    تبعثرنا فى كل واد ..

    وأدنا أحلامنا الصغيرة .. تماما مثلما وئدنا نحن ... فى زمن الجاهلية الأولى.. صغارا....فالأسباب متعددة الوجوه و الملامح و.... الموت واحد .

    صديقتى....

    لا أدرى من أين اتوا..فلم ارى لهم فى صفوف البشر اندادا... فانكروا علينا ان يكون لنا وطن نستظل (برواكيبه) .. نأكل من خيراته الوفيرة ...(كسرة بموية) ..ونشرب من نيله الممتد بطول قامته الممشوقة من نملى و.... الى حلفا ..اكواب مياه راكدة يعلوها اخضرار الطحالب ..مدفوعة القيمة..

    انكروا علينا ان نصاب بالسرطان و نداويه بالقرض و الحلبة و العطرون ..بعد ان ندفع ثمن الدواء ( بالاقصاد) ..و انكروا على بعض النساء ان يكن شريفات فنشطت تجارة اللحم الأسمر يتداولهن بعض من اساتذة و مدراء .. بعض من رجال..

    تبعثرنا.....

    فأن تقولى لهم.. لا ..انت الارهاب الذى يهدد بقاء الأمة الأسلامية بداخلهم ..انت من يجلب نزر الشؤم و غضب الله ..فيجف الزرع و الضرع .. و تفيض رمال الصحراء تصحرا ..وتغور مياه النيل غورا ..و يهرب البترول من باطن الأرض..لذا يرسلوك الى بيت للأشباح ..لقتل ال ..(لا) ..فى ثنايا فكرك .. و تتطهرين...

    وان تقولى نعم ...تدبرى الأمر و احضرى بضاعتك ما أكثر أسواق النخاسة..

    وان تخيرت الصمت .. ستموتين .. و لكن..للأسف.. ليس كما تموت الأشجار .. واقفة..

    سيموت بداخلك الوطن بنسائه و اطفاله و رجاله الأوفياء .. بشموخه و حضارته ..و نبله و فنه الفريد ..ثم تموتين انت بداخل نفسك و يسدل الستار .. لذا هرب كل من وجد الباب (مواربا) من سعير الوطن الى لظى الغربة ..

    وبدواخله ...ما زال الكل يسكن.. لا يهم.. سكنا عشوائيا ام فى ابراج عالية .. فلا خوف عليهم من( بلدوزر) ولا هم يحزنون.. بدواخله... كل المداين و القرى والمحطات الصغيرة والفقيرة والنساء الصابرات .. بائعات الشاى والمساويك

    واطفال الشوارع وموائدهم.. زبالة سادات القوم ووجهاء الوطن والمهزومون فى حروب سوق النقد و سوق السياسة ..لجهلهم بالامرين تبعثرنا ...

    ومازلنا سودانيون نتطاول على اطراف امشاط اصابع رجلينا (نتاوق) للوطن .. نتلهف لسماع اخباره المبكية حد الضحك ..تنشر فى حبل الفضاء.

    تبعثرنا صديقتى ..وحيثما كنا .. اينما كنا .. كيفما كنا

    نستلم رسائل الأهل ...

    قبل السلام ....

    ارسلوا المصاريف...

    ايجار البيت تراكم ..فاتورة الكهرباء ... و على الأبواب المدارس و الخريف

    ارسلوا دواء للملاريا ...

    وكسوة الشتاء و الصيف ....

    ارسلوا ...ارسلوا...ارسلوا

    ننزف نحن حنينا اليهم ونرسل لهم ...دموعا و شوقا و دولارا

    ننزف غربة..

    وهم ينزفون ...

    والوطن مثلهم...

    صديقتى....

    اكسرى طوق المستحيل .. أعيدى الى طفولتى و لك... الحب الجميل و الشكر اطنانا.

    اخلاص مهدى

    استراليا

    18/9/2003
                  

09-23-2003, 09:47 AM

السمندل

تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ودرملية)


    في مرةٍ ، قرأتُ كتاباً الفه نصر الدين شلقامي ، وهو من ابناء كوستي
    عنوانه " كوستي القصة والتاريخ " .. كان ذلك في منتصف ثمانينيات القرن الماضي . حاول فيه شلقامي ، أن يؤرخ للمدينة ، مستدعياً من الذاكرة قصة بنائها وسير الشخصيات المؤثرة فيها .. ليته يقرأ الآن هذا التوثيق الجديد الذي يرى فيه ابناء الجيل كوستي .. ذلك ان شلقامي حصر كوستي في حي النصر ، مكان ميلاده ، وتناسى احياء وشخصيات كثيرة مذهلة
    يحضرني ممن اسقطهم شلقامي ، النقابي الكبير محمد عبد القادر .. والذي اعتقد جازما ان سيرته يجب ان تدرّس للتلاميذ كي تكون مثالا يحتذى .. كما وتدرس لطلاب الطب كي يستشفوا منها ما عجز الطب عن مداواته . محمد عبد القادر ، الذي علم نفسه بنفسه ، وجلس معنا لامتحانات الشهادة السودانية وعمره تجاوز الستين ، فعل شيئا لافتا ومثيرا .. فقد كان يعاني من مرض التأتأة ، اتدري كيف عالج هذا المرض يا ود رملية ؟؟ بالهتاف ضد ديكتاورية النميري

    ساعود

                  

09-23-2003, 09:54 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ودرملية)

    الله يا اخلاص
    ما زلت تبدعين رغم العذابات و جراحات الغربة
                  

09-23-2003, 09:48 PM

ahmad almalik
<aahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 752

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ودرملية)

    شكرا ايها الرائع ودرملية وانت تنقل لنا مثل هذا الكلام الجميل
    تختلط ذكريات الطفولة مع تفاصيل زمان لم يعد في متناول الاحلام، مع الحنين الطاغي في الغربة.
    لك بالغ الامنيات والمحبة
                  

09-23-2003, 11:09 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ahmad almalik)

    وهانحن تعودنا حالات النزف
    وهانت تنزف معنا ياصديقنا ودرمليه
    الجرح سيطيب
    هناك فى كوستى
    فى الرديف
    فى القشارات
    فى ارض المحبة
                  

09-23-2003, 11:11 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: Ishraga Mustafa)

    Last Update 22 September, 2003 01:21:43 PM
    نقلا عن سودانايل


    فوانيس:

    كوستى يا تراتيل الوداع النازفة .. ويا قطار الغرب تداعى لتصحو المدينة

    إلى الشاعر محمد المكي إبراهيم
    اشراقه مصطفى حامد/فيينا

    [email protected]

    فوانيسي الأولى، افتتح بها دفتر من دفاتر الطفولة، كوستى تلك التي علمتني أبجدية الرحيل. وقطار الغرب ذاك الحنين الذي يسند ظهره المنهك يستجم لساعات طوال على ظهر السكة حديد بكوستى..

    مشهد أول حميم:

    كوستى السكة حديد مكتظة حتى فوهة نشيدها العمالى ببشر حميم، سحنا تهم مختلفة ولهجاتهم تتداخل فى تم تم ورنين، فمنذ طفولتي المبكرة تعلقت بجدتي أول من علمتني أنشودة الصمود والهامة التي تحتضن الفقراء والصغار والنساء الكادحات، علمتني تفاصيل المحنه ودندنة أغنيات الغلابة وحفظتني أناشيد الوداع وتراتيل الرحيل، فما أن تبدأ الإجازة الصيفية يختلج حزني بفرحي، فرحى بالسفر بقطار الغرب وحزني لفراق مدينتي الهادرة على وترين من النهار ودندنة السماكيين، أبكى منتحبة وكأني لن أعود إلى حضنها، هل قرأ قلبي اليافع حيينها بان هذا الفراق سيمتد إلى بلاد ما أنزل الله لها من سلطان السكينة وراحة الخاطر.

    ليلة السفر لا يغازل النوم عيوني، أظل أعدّ الدقائق والثواني وأسالها عشرات الأسئلة

    متى يأتي القطار؟

    متى نذهب للسكة حديد؟

    متى سيغادر بنا؟

    هل سيأتي مكتظاً كالعادة؟

    وبحنية تدعوني للصمت وان أكف عن { رص الكلام الكثير}؟

    وتمر ساعات

    تغرب الشمس وعلى حافة غروبها يدندن التاكسي إيقاعات الوداع

    تأخر القطار

    المطر كثير والخير وافر فى غرب البلد سمعت جدتي تحكى مع امرأة أخرى محملة بالويكة والويكاب والفسيخ ودهن الكركار

    مشهد بذرة الحكى:

    هناك من افترش ساعده، حاجة مسنة { كومت} ثوب الرزاق تحت رأسها المنهك والمكدود بانتظار ساعات الفرج.

    السكة حديد تكتظ بالمودعين والمسافرين، بشر حميم يقتسمون التسالي ويفسحون لبعضهم فى الكنبات، ذاك الفتى يفسح مجالا لجدتى وهى تلهج له بالدعاء { يديك العافية ويخلى لينا فى كل بلد ولد} ، لقد صادفت دعوتها صلوات الصالحين والملائكة واستجيبت الدعوة.. من كادقلى إلى لوس انجلس جعل الله لجدتي ولداً، تبعثروا فى كل بقاع الأرض كالعقد الفريد.

    شخير ذاك الرجل يختلط بصوت مكنات القطارات المحلية التي تروح وتأتى كالشهقة وزفرتها، هناك تحت شجرة النيم الظليلة يحكون، يضحكون ويتهامسون، ينتزعهم من جلستهم المسترخية عضلاتها صفارة القيام، اتثآب وفى عيوني مقاومة باينة للنعاس، القطار مكتظ كعادته

    { والمشمعيين} يسترخون وينادون لبائع الشاي

    بنات الفلاته يدندن بنغمة مدوزنه على الطعمية والفول المدمس ويا تسالي يا......

    الزحمة

    تبدأ الشجارات

    يا جماعة استهدوا بالله

    يا ولدى قطعت قلى، عفصتك ذي العقرب

    يا حاجة ماشايفك، العربية مافيها نور

    الكل يتسابق ليفوز بمكان يسند عليه الجسد المنهك والروح التواقة لرؤية الأهل.. كانت الدنيا بخيرها!

    تهدر عجلات القطار بأحلام عمال السكة حديد

    حاشية للتاريخ:

    بيوت السكة حديد المفتوحة على مصرع الكرم، المستورة الحال والقانعة { بالقاسمه ربنا}، سعت الراحلين والقادمين، رحابة النفس ورائحة الطعام الشهية حين تنهز المصارين من الجوع، الزلابية بشاي اللبن، الفول والجود بالموجود.. كم هم كرماء، وجه تلك المرأة يستحوذنى الآن، إحتنضنتنى ودمعة حارة انسابت على أخدود خدها وأنا أمدّ لها يدي الصغيرة مودعة، كأنها تعرفني منذ الميلاد، كأني ولدت فى حجرها.. كم كان حضنها دافئاً، أتتشبث به فى ذاكرتي كلما قرصني زمهرير هذه البلاد فى روحي.. يوم ما شردت خاطرتي عندها، أدمعت وأنا أحدق فى المرأة التي كانت تجلس قبالتى تداعب فى كلبها المهذب جدا وتهز فى رأسها من جنون هذه {الخادم الأفريقية}

    تهدأ الشجارات

    تخفت الأصوات العالية

    تبدأ الحكايات

    عجوزان يحكيان عن عنبر جودة، انسربت فى حكايات جدى الذي كان يعمل شرطيا وفقد حيينها عينه اليمنى التي بقيت تحكى عن تاريخ مازال يحزنني ويبكيني، هناك آخرين يحكون عن موسم الفول والكردي وقصب السكر، يا حلاوة {العنكوليب} فى كوستى.

    يقسمون بالطلاق الثلاثة يتجادلون ويضحكون ويحلمون بزمن الحصاد، آه كان أهل قطار الغرب يأكلون مما يزرعون، قبل أن تخضخض الإنقاذ قيمنا وأخلاقنا وأنشودة العمال.

    قبالتى تجلس امرأتين، تحمل إحداهن طفلها الوليد يحيكين ويتهامسن وتتقلص وجوههن تارة وتنفرج أخرى ووجهي الصغير يتقلص وينفرج مع درامية خصوبة الحكى. العروسة الصغيرة، يفوح صندلها ويلمع وجهها المدهون، يبان عليها التعب والتوجس، عندما كبرت خمنت بأنها كانت تجتر حكايات النسوة وهن يعدنها لزوجها ذو الشوارب الكثة. الحناء تلمع فى يديه وهو يقسم ثلاثة بالطلاق أن تقبل المرأة العجوز فبالتهما بفخذ دجاجة أعدت خصيصا للعروسيين.

    ما كان يشغلني حيينها أن يتركنا الكبار نلعب كما نشتهى، وبما أن النوم كان مستحيلاً حين تهدأ عجلات القطار، فالبعوض الشهير لايترك عاداته فى الطنين والأنين، يزحف قطار الغرب.. جبل أموية، جبل دود سنار التقاطع، سنار المدينة ويحتل فى والحداد، الحاج عبد الله فيها مشكلة سمعتهم يحكون.

    يغادر البعض فى سنار

    وداع ودموع

    سماح وغفران

    أعفى لي النبي

    الموت والحياة ما معروفة

    من ثنايا رقراق الدمع يكتتبون عناوينهم ويتبادلونها

    والصبية التي اختلست طرفة حلم لذي العشرين ربيعاً وتورد قلبها وأندلق الدم حاراً وهى توارى دمعتها وقدميها تتعثران وهى تغادر باب القطار.. آه لو كان فارس الحلم، شخصت ببصرها وهو يدس ورقة صغيرة فى يدها يبثها لهب من وميض عينيها، تعويذة العشق الأول، الآن أعرف سر فرهدة خديها، قطار الغرب يشد الرحال بصبر ووفاء، لا يكل ولا يمل، وهب تلك الصبية دفء ذو مزامير.

    عم الكمساري، صارم القسمات يأتي

    يقسم أن لم تدفع فارق التذكرة أن تغادر القطار المحطة القادمة

    لا على اليمين انزلك فى جبل دود وان ما عجبك فى النص

    الرجل الخمسيني يحاجج، يشرح الظروف القاسية الوجه الصلب تنفرج أساريره

    يسأله من أهله

    يحكى له عن نيالا

    {يا سلام، نيالا فيها اهلا عزاز بالحيل، ناس عبد الرسول، بتعرفهم هم اصلهم من الجنينه سكنوا من بداية التمنينات فى نيالا}، يسترسل عم الكمساري، كم تدهشني الآن هذه الأريحية، الكمساري الذي يتجهم وجه حين يغادر قطار الغرب كل الركاب وتتنحنح دمعة تقاوم بكاء الرجال الغلاب.. كم من الرجال يبكى الآن؟ سؤال عارض!

    عشقي لقطار الغرب كان سرا لعشقي لقطار هولابرون، مدينه فى النمسا السفلي، قطار رغم حداثته، وتكنولوجيته الحديثة، رغم مكنات التدفئة فصقيع الروح لا يدفيئه سوى قطار الغرب.

    بشر ذو سحنات مختلفة

    من النوبة

    من البقارة

    الفور

    الزغاوة

    الجعليين

    وأولاد عمهم الدينكا كما كانت تقول جدتي

    يتصافحون

    يتخاصمون لسويعات ويقتسمون الخبز والحكاية

    منهم ومنهن تعلمت دندنات الوداع الحنينه

    حين تنجرف دمعة حارة تختصر المسافة من الأبيض للجبلين فى رحابة الناس الطيبين

    هي كوستى

    هي كما حكانى عنها صديقي الشاعر بانقا الملقب برامبو وليعزرني للاقتباس،لقد هزته حتى المساس رسائلي وميرفت صحو الغياب وسمندل نشيد الإياب الصعب، فرحت وهو يحكينى كوستى وكأني ما عرفتها، حكانى وفرحت وهو يشجو ضنايا، كوستى مثل جنا الحشا:

    {وعبثا أحاول الآن إيقاف الطوفان بسد من الطين. خاصة أن مد ينة كوستى تربطني بها صلات شعر حميمة في دار المعلمين أنا والشاعر المُجدد حميد وآخرون سافرنا لنقرأ أشعارنا أمام جمهورها المتعطش إلى الكلام الموشى بالتراث والعشق والأحاجي وأحلام الغد. لم أرى جمهورا يتقاطر من كل حدب وصوب للاستماع للشعر مثل جمهور كوستي الذي يجيد الاستماع ولذا كثيرا ما كان يختل برنامجي مع صرامة العمل في البنك لضعفي أمام دعوة المشاركة في ندوة شعرية في كوستي لأنني اخجل أن أرد دعوة الوقوف أمام الجمهور الكوستاوي، غير إني أعملت فأس نقدي الفلاح في أشجار شعري المتشابهة وطبول موسيقاه التقريرية الهاتفة وتركت فن الغناء لمن يجيدونه، وأنني لعل ثقة تامة أن ذات الجمهور الكوستاوي إذ التقتيه فلن يعرفني وإني لو سقطت من الشمال الآن فلن اصل إلى الجمهور الكوستاى بعد مليارات السنوات الضوئية، حتى اسمي استعاد ذاتيته وهجرني رامبو مع شعره إلى الأبد ، برغم أنني اجدني متلبسا في حالة شعرية كلما لامسني شفيف كلام من منوال ما تكتب ميرفت وإشراقة }

    شكراً رامبو..

    وشكراً لكوستى المدينة التي علمتني أبجديات العشق وأناشيد الطفولة

    بائعات الكسرة بالسوق الصغير

    كن ومازلن يطعمن حياتي بتفاصيل الكفاح اليومي

    حليمة بت أب شالية جدتي

    حاجة الله معانا

    حواء بت النسيم

    الجزراين

    بائعي الكجيك الجديد

    بائعات الفسيخ

    وعم حسين الطيب، صنو عم عبد الرحيم

    الحطابات جوار المقابر

    أستاذ أحمد محمد الحسن طويل البال عميق الفكرة كأبينا محمود

    كوستى.. زينة، أضواء المدينة.. مكتبة رحمي

    ميدان الحرية

    { كل الأشياء لها لون القبر}

    لان كوستى صنو عطبرة علا صوتها {لا تصالح ولو منحوك الذهب}

    لم يهتم بها الحكام بل أرادوا لها الفناء

    لان صحو الفكرة قادها الجمهوريين

    لان حركة اليسار فى كوستى تحكى

    لهذا مازالت تحمل ملامح القبر، يهلكها الجوع والفقر والملاريا وقسوة الحكام

    ومع ذلك تبقى كوستى

    ويبقى أهلها الطيبين

    ونساؤها جميلات الروح الصادحات بقيامة الفجر

    تبقى كوستى صنديدة

    عنيدة

    لاتصالح

    وإن كانت على شفا حفرة من القبر

    ولكل ذلك شاعرنا محمد المكي إبراهيم

    لا ننصرف بلا وداع

    ولانشتجر على الكنبات

    اشراقه مصطفى

    فيينا/ أمسية صيفية من سبتمبر 2003
                  

09-24-2003, 00:50 AM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: Ishraga Mustafa)

    سلامات
    احبابي
    السمندل
    لنا مهدي
    احمد الملك
    اشراقة
    باي دمع ساوصف لكم فخر انتمائي لبقعتنا النبيلة الطاهرة الارض التي اجبت اخلاص والصادق ارض السمندل ولنا والملك واشراقة حاضنة الاشاوس الجلاميد اطواد الفخر ورخام المحبة وسندس الحياة
    برغم الرغم حتما ستضج بنا مواني الوصول وفي اليد اليمني معاول النهوض وفي اليسري قصن زيتون
    اشكرمك كثيفا لسردكم الحميم
    واتمني التواصل بيننا بينهم بين بيننا وبين بينهم ومابين بينهم وبيننا
    غزير المحبة
                  

09-24-2003, 01:16 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ودرملية)

    ود رملية
    سلام

    ما أقسي الحنين وما أعزبه
    ويتشرف أي مكان بأبناء مثلكم يحنون إليه ويرتحلون به في الخاطر
                  

09-24-2003, 04:08 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: aba)

    ابا
    كل شيئا موقع فيك
    تصور كيف يكون الحال لو ماكنت سوداني
                  

09-25-2003, 11:18 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق عبدالله وتداعياته مع كتابات اخلاص مهدي لاشراقة مصطفي (Re: ودرملية)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de