|
|
 الخاسرون من رحيل الزرقاوي
|
يجئ مقتل قائد تنظيم القاعدة في العراق ، أبو مصعب الزرقاوي ، في وقتٍ في غاية الحساسية بالنسبة لهذا التنظيم ، فالقاعدة علي وشك إعلان دولة أخري في الصومال ، بقيادة ( ملا عمر ) جديد أشارت التقارير الصحفية أنه تلقي تعليمه في السودان ، الملة شريف تنظيم المحاكم الإسلامية في الصومال والذي لم يكمل تعليمه الجامعي بجامعة كردفان ، ولكنه استطاع أن ينقل إلي بلده صورة طبق الأصل من طالبان السودانية ، حرب أهلية شرسة وقمع شديد ومصادرة لحرية المرأة ، كان يكفي أهل الصومال المجاعة والتشتت والضياع ، قبل أن تنطلق الدعوات الجديد لإقامة دولة إسلامية علي أنقاض من الفوضى والبؤس ، يحدث كل ذلك في الصومال وسط مساندة إعلامية تروج لها قناة الجزيرة ، حتى تقنعنا بأن ما يجري في الصومال هو عودة لقيم العدل والشريعة ، والمهمة الثانية التي كانت كانت تنتظر الزرقاويين هي التسلل إلي دارفور بعد قدوم القوات الأممية ، حتى يمارسوا لعبة قطع الرؤوس وخطف الرهائن وتفخيخ السيارات في وسط المارة ، ليس بالضرورة أن يكون ضحايا تنظيم القاعدة من الأجانب أو المحتلين ، فكثيراً من الأحيان كانت السيارات المفخخة في العراق تحصد من العراقيين أضعاف ما تحصده من قوات التحالف ، حاولت حكومة الإنقاذ أن تروج (لفزاعة) القاعدة حتى ترهب القوات الدولية ، وتقنعها بعدم المجيء إلي السودان ، ربما الوقت لم يتح لمفكري الإنقاذ أن القاعدة لن تقاتل تحت راية أنظمة تريد البقاء في الحكم ، ولن نحتاج إلي دليل ساطع ، فقد خسرت حركة طالبان حكمها في أفغانستان بسبب مغامرة القاعدة ، عندما نفذت الأخيرة هجماتها الانتحارية ضد الولايات المتحدة .
نعم خسر الزرقاوي حياته ، أو كما قال أحد اخوته أن الزرقاوي قد حقق حلمه ليموت شهيداً ، ولكن هناك من خسروا أكثر منه ، أولئك الذين راهنوا عليه وقدموا إليه أوطانهم في طبق من ذهب ، ليأتي ويحارب نيابة عنهم قوي الشر والإمبريالية ، أن الزرقاوي كسب الشهرة وذاع صيته لأنه يقتل الناس ببشاعة ، ولأنه يذبح الناس كالخراف من غير أن يشحذ شفرته ، وسيبقي في أذهان الناس كصورةٍ مرعبة دخلت إلي العراق بسبب الفوضى المتفشية ، بعد أن انهارت مؤسسات الدولة و المجتمع .
ولم يكن تنظيم القاعدة يحمل فكراً سوي الحرب والدمار ، وحتى حربه علي اليهود والصليبيين كما أسماها لم تجلب الفوائد المرجوة ، سقطت عاصمتين إسلاميتين في يد الاحتلال ، وتعرض الجاليات الإسلامية في الغرب إلي حملة شرسة من المطاردات والتضييق ، كما أظهرت عمليات تنظيم القاعدة المتوحشة في العراق الإسلام بأنه خطر علي الحياة المدنية ، تعرضت المنظمات الإنسانية الإسلامية والعاملة في مجال غوث اللاجئين إلي التقويض ، بعد أن حُجم دورها وصُودرت ودائعها المخصصة لإغاثة اليتامى والأرامل في فلسطين والشيشان والبوسنة ودارفور .
إنها نهاية معركة واحدة ضد الإرهاب ولكن لا يعني ذلك نهاية الحرب ، وأكثر الناس سعادةً برحيل الزرقاوي هم أبناء العراق والذين كان يصفهم الزرقاوي بالشيعة المرتدة والكرد المنحلة والصوفية المنحرفة ، إذاً ماذا تبقي من أبناء العراق ؟؟ ومن هو الذي يعيش في العراق وليس كردياً أو شيعياً أو صوفياً؟؟
أيأبق الإنسان من ملك ربه
فيخرج من أرضٍ له وسماء
سارة عيسي
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست