|
الإنقاذ والصومال من الذي في حاجة إلي الدواء ؟؟
|
لنا مثل شهير في السودان ، هذا البلد الذي ينطق اهله حكمة وهم في اصعب الظروف ، (( يموت الحمار ليكون رزقاً للكلب ) ، فتقاتل أبناء الصومال ليكونوا مخرجاً للحكومة السودانية من أزماتها العالقة ، تحت هذا الظرف العصيب ، والسودان يواجه خطر التقسيم إلي دويلات صغيرة ، لأن النظام الحاكم في السودان لا يؤمن بالحوار ، وإذا قبل بالحوار فإنه لن يحاور إلا الذين يحملون السلاح ، وسط هذا الظرف مع إستبعاد حزب المؤتمر الوطني للقوى الوطنية الأخري ، رضي النظام باستضافة مؤتمر المصالحة الصومالية ، الهم الوطني الداخلي دائماً يأتي في آخر أوليات الإنقاذ ، المفتونة بعشق الملة شريف شيخ أحمد ، خريج المدرسة الإسلامية السودانية ، والتي أدخلت السودان بتزمتها في هذا المأزق ، غريب أن نتفرج علي جهود الوساطة التي ترعاها الجامعة العربية والحكومية السودانية ، بين المحاكم الإسلامية المسيطرة علي مقديشو وبين الحكومة الإنتقالية في بيدوا ، بينما يرفض الحزب الحاكم اي جهود تهدف إلي ترسيخ الوحدة الوطنية في الداخل ، وفي المقابل رضي النظام بالوساطات الدولية التي أفضت إلي نيفاشا وأبوجا ، تُحرم القوي الوطنية في الداخل من المشاركة في الحل والعقد ، بينما يبقي الباب مفتوحاً لزويليك ويان برونك وأوباسنجو ، حمل عمرو موسي حقيبته وسيجاره الكوبي الفاخر وحل ضيفاً علي السودان ، وهو يفذلك اللغة بدأ يتحدث عن عروبة الصومال !! اين العروبة ؟؟ معظم قادة الفصائل لا يتحدثون اللغة العربية !! ودخول الصومال إلي مستنقع الجامعة العربية اشبه بدخول السودان ، حيث كان معيار الفرز والاستيعاب هو البحث عن أكثرية فقط من غير التقيد بنقاء الدم العربي من عدمه ، حتى يكون هناك نفوذاً قوياً لجسم الجامعة العربية في فترة الستينات ، لذلك تم قبول عرب درجة ثالثة في الجامعة العربية ، هذه المؤسسة الخشبية التي لم تنتصر أبداً لحقوق الإنسان العربي وتلبية رغباته في نشر الحرية والديمقراطية ، إنها كيان من القرن الماضي ، فعمرو موسي فشل في العراق وفلسطين فجاء إلي السودان وهو يبحث له عن مجد في القضية الصومالية . ولجت الوفود الصومالية المشاركة الي الخرطوم ، وحلت في الفلل الرئاسية ، ونعمت بالراحة وحمامات الساونا، حتي تظهر أمام عدسات قناة الجزيرة بصورة حسنة ، والأعجب من كل ذلك أن هناك أكثر من عشرين أستاذاً صومالياً يعملون في الجامعات السودانية ، ومتوزعين بين الجامعة الإسلامية والقرآن الكريم وأفريقيا العالمية ، في وقتٍ لا يجد ابن البلد فرصة عمل بهذه الجامعات التي تحولت بقدرة قادر إلي أوكار لتصدير الإرهاب والسلفية السياسية علي حساب أهل السودان وسمعتهم.. اما كان حرياً بالنظام أن يتحاور مع أبناء الوطن الواحد حتى نحل أزمة دارفور وتعثر اتفاق نيفاشا وحل قضية المهمشين بشرق السودان قبل ان يفتح النظام أراضي السودان أمام الوساطات التي تحل أزمات الغير ولا تلتفت لقضايا السودان .. لماذا لم يُعقد مؤتمر المصالحة الصومالية في القاهرة أو جيبوتي أو عدن أو أديس أببا ، عواصم هذه الدول تملك مفاتيح الأزمة الصومالية ، فالسودان لا يحتاج في هذا الظرف إلي قضية جديدة تبعده عن ضوء الشأن المحلي ، نحن نملك أزمات أكثر من الصومال ، ونحن في حاجة إلي كل وساطات العالم حتى تخرج القضية السودانية من المنحدر الذي تسير أليه بسبب فرض رؤية الحزب الواحد علي كل أهل السودان .
|
|
|
|
|
|