كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 نساء المؤتمر الوطني بقيادة حرم رئيس الجمهورية في رحلة سياحة إلي الأردن
|
نساء المؤتمر الوطني بقيادة حرم رئيس الجمهورية في رحلة سياحة إلي الأردن
وراء كل رجل عظيم امرأة ، ووراء كل ليث لبوه ، الرئيس البشير يخطب في جموع حزبه من المنتمين لحزب المؤتمر الوطني ، ويمني نفسه بقيادة مقاومة مزعومة في دارفور ، أعتبرها الرئيس البشير أشرف من التربع علي كرسي السلطة في الخرطوم ، فلنترك هذا المشهد الدرامي ، والذي اعتدنا علي سماعه آلاف المرات ، القوات الدولية سوف تدخل دارفور شاء البشير أو أبي ، وفقهاء الإنقاذ سوف يجدون لهذه المعضلة مخرجاً يحفظ ماء وجه الجميع ، ولنمضي الآن إلي عمان عاصمة أردن الهاشميين ، الطائرة تهبط ببطء شديد في مطار عمان ، وحرس المراسم يفرشون البساط الأحمر ، سيدة سودانية تخرج من مستوعب الطائرة ، من هي يا تري ؟؟ عرفناها ، أليست هي الأستاذة/سامية محمد طه ، وزيرة الشئون الاجتماعية والمسؤولة عن القطاع النسائي في الحزب الحاكم ، يا تري ماذا تفعل هذه السيدة في الأردن ، وفي هذا الظرف بالذات ، خاصةً إذا علمنا أن الرئيس البشير يعد لحرب ضروس ضد القوات الدولية ، يتولى هو قيادة الحرب وتوجيه الأوامر في الميدان ، كنا في حاجةٍ إلي النساء من أجل دق طبل الحماسة ، وإطلاق الزغرودة التي تجعل الجبان يحس بقيمة الشجاعة ، خرجت الوزيرة سامية وهو توزع الابتسامات هنا وهناك ، لم نفق من الذهول حتى خرجت سيدة أخري محاطة بالوصيفات ، من هي يا تري ؟؟ إنها السيدة الأولي كما يطلق عليها الآن ، وحرم الرئيس البشير كما يصفها الإعلام التقليدي ، قبل أن تهاجر إلينا مصطلحات الثقافة المصرية ، والتي تمجد حرم الرئيس ، وتجعل منها أسطورة خيالية ، يمكن لنا أن نتعايش مع مصطلح سوزان مبارك أو جيهان السادات ، أما نوال البشير فهذا أمر يدخل في أبواب الغرابة والاشمئزاز ، خرجت السيدة الأولي من الطائرة ، والسعادة طافية علي وجهها ، زيادة الوزن جعلت خطواتها في سلم الطائرة تبدو متثاقلة ، ألقيت نظرة علي الطائرة التي نقلت هذا الكنز من الوجوه الملائكية ، إنها طائرة رئاسية ، اللهم أجعله خير يا رب ، طائرة رئاسية في هذا الوقت العصيب ، الشعب السوداني لا يملك أجرة مشاهدة المونديال في مقهى عام .وهناك 450 طالباً طُردوا من جامعة أمدرمان الإسلامية لأنه ليس في وسعهم دفع رسوم الدراسة الباهظة .
إذا عرفنا السبب بطل العجب ، إن نساء المؤتمر الوطني برفقة حرم رئيس الجمهورية يشاركن في انطلاقة الشبكة الدولية للطفولة برعاية الملكة رانيا العبد الله ، وقد حضرت السيدة/مادلين أولبرايت ، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة المؤتمر ، فأضفت عليه كما نقول بلغة الصحافة زخماً دولياً ، بالفعل نحن في حاجة إلي هذا المؤتمر ، فالسودان أحتل المرتبة الأولي بين الدول الفاشلة في العالم ، فالصومال هذا البلد الأفريقي الذي يعيش علي الفوضى والحروب أحتل المرتبة الرابعة ، أما في مجال أزمة اللاجئين فقد أحتل السودان أيضاً المرتبة الأولي ، وتفوق علي فلسطين والعراق ، وسط هذا الموج من الأزمات والحروب الطاحنة تتعرض الطفولة البريئة للخطر ، وهذه الأزمة تزداد تفاقماً إذا وضعنا في الاعتبار أن 30% من أبناء الشعب السوداني اصبحوا في خانة اللاجئين ، حرب دارفور الأخيرة أفرزت واقعاً مريراً ، تعرضت فيه المرأة السودانية ولأول مرة في تاريخ السودان الحديث إلي خطر العنف الجنسي ، إن كانت الأم مقهورة ومعذبة وتعاني من الاضطهاد فسوف ينعكس كل ذلك علي نفسية الطفل ، يأتي ذلك وسط غياب الخدمات الأساسية في السودان التي توفر للطفل مناخاً يستطيع فيه أن ينمو بسلاسة ويسر ، مثل المدارس ورياض الأطفال وحملات التحصين ، فمشاركة السودان في هذا المؤتمر تعتبر ضرورية إذا لم تأتي في الإطار الحزبي الذي دمّر كافة قضايا السودان في المحافل الدولية ، عندما تتحول هذه المشاركة إلي نوعٍ من المجاملة السياسية ، فتصبح المشاركة حكراً علي حرم رئيس الجمهورية ووصيفاتها من بنات حزب المؤتمر الوطني ، إن المسألة الآن اقتصرت علي ركوب الطائرة والتحليق في الجو وجولة تبضع من أجل شراء الذهب والحلي ، فحقائب السيدات الأوائل عادت من عمان وهي خاوية حتى من الوعود بإصلاح الحال وتنمية الطفل السوداني وجعله يلعب بهدوء في بيئة خالية من الحروب وعدم الاستقرار .
خطاب السيدة الأولي في المؤتمر أشار فقط إلي النقاط الآتية :
السودان أكبر بلد في قارة أفريقيا ومساحته مليون ميل مربع
السودان محاط بتسعة دول لا تفصل بينها حدود
الحرب الأهلية في السودان عمرها عشرون عاماً وهي أطول حرب في أفريقيا
هذه معلومات يعرفها تلميذ السنة الأولي بمرحلة الأساس وكنت أتمني أن تشير السيدة الأولي إلي عدد الأطفال اليتامى في السودان وعدد الدور التي تحتضنهم ، وعدد الأطفال الذين ماتوا في الحروب ، ,كيف يتدبر الأطفال معيشتهم في معسكرات النازحين في سوبا وجبل أولياء وكلما وأبو شوك وطويلة ، ولا أعتقد أن السيدة الأولي سمعت بهذه المعسكرات إطلاقاً في حياتها . وأن زيارتها الأخيرة للأردن كانت نوعاً من طرد السأم والضجر القاتل .
سارة عيسي
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فخرالدين عوض حسن
waleed500
Mustafa Muckhtar
Mustafa Mahmoud
Ahmed Mohamedain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست