اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن?

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ابو بكر سيد احمد الصايغ(بكري الصايغ)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2009, 11:24 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن?

    اربعون عامآ 25 مايو: رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)..أين هم..وماذ ايفعلون?.
    --------------------------------------------------------------------------------------------------

    *** - بعـد أيام قليلة من هـذا الشهر ( مايـو ) تـجئ الذكري الأربعيـن لانقلاب 25 مايو 1969.

    *** - وهنا لسـت بصـدد فتـح ملف هـذا الانقلاب وسـرد تفاصيله التـي غـدت معروفة للجـميع خصوصآ وانه هناك الكثيـرون من القراء الكرام ويعرفون تفاصيل اكثـر ومعلومات غزيرة اكثر مـما لدي. ولااود تكرار القصص والروايات التـي دارت حـوله فقـد غـدت مـملة ومـعروفة للقاصي والداني، ولكنـي بصـدد الحـديث عن الشـخصيات العسكرية والـمدنية الكبيـرة والـهامة التي كانت السـند واليد اليـمنـي للرئيـس السابق نـميـري.

    *** - وهـدف هـذاالبوسـت جـمع كل الأسـماء السياسـية الكبيـرة التـي لعبت ادوار فـي نـظام مايو للفتـرة مـن 1969الـي 1985. ومـن هـم واي الوظائف شـغلوها،واين هـم الأن ومـاذايفعلون?.

    *** - لقد جاءتنـي فكرة تأليف هـذا القاموس السوداني اثناء زيارتي الأخـيـرة للقاهرة ووقع نظـري هناك علي كتاب قيـم ونادر يـحوي الاسـماء الكبيـرة والهامة للضباط والشـخصيات الـمدنية المصرية الـتي لعبت ادوارآ كبيـرة فـي انـجاح انقلاب 23 يوليو 1952 ، وهـو كتاب يعتبـر سـجل تاريـخـي هام يدون الأحـداث والاسـماء والتوايخ ويعتـبـر مرجـع وثائقي هام.

    ورأيت ان اقتـبس فكرة هـذا القاموس الـمصري واحاول تآليف قاموس سـوداني مصـغر باسـماء السودانييـن الكبار الذين نـجـحوا وان يـبقي نظام 25 مايو باقيآ وصــامدآ لـمدة فاقت الستة عشـر عـامآ.

    *** - مـن هـم?، ومـاهي وظائـفهم ورتبهم العسـكرية،وماهـي الادوار التـي قاموا بـها، وماهـي انجازاتـهم ووظائـفهم السابقة التي شـغلوها?.

    *** - واين هـم الأن بعد 24 عامـآ مـن زوال حـكم نـميـري?.

    ( 1 )-
    ولنبـدأ بالرئيـس السابق جعفر محمد النميري:
    --------------------------------------
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

    *** - جعفر محمد النميري ولد في أم درمان بود نوباوي شارع ود البصير عام 1930.وتخرج في الكلية الحربية بامدرمان وكانت تسمى مصنع الرجال، حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية.

    *** - عمل ضابطا حرا في الجيش السوداني قبل أن يصبح رئيس مجلس ثورة مايو 1969 وتقلد خلال الفترة رئاسته للحكومة عدداً من الحقائب الوزارية منها:وزارة الخارجية (1970 – 1971م) ، ثم وزارة التخطيط (1971 – 1972).

    *** - انتخب رئيساً للجمهورية في أكتوبر 1971، استمر في الحكم إلى أبريل/ نيسان 1985. رأس حزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم ثم مجلس الوزراء ثم وزيرا لجميع الوزارات واوكل المهام وقتئذ لوكلاء الوزارات لحين حضور الوزير.

    *** - وبعد الانتفاضة الشعبية في ابريل(رجب) 1985، لجأ سياسياً إلى مصر قادما اليها من الولايات المتحدة في الفترة من 1985 إلى 2000 حيث عاد إلى السودان في عام 2000 رئيسا لمنظمة الطفولة الأمريكية شي شيلد.

    *** - قام النميري عام 1983 بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات (أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية) تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاغو الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان أبيل ألير نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب. ويذكر أن اتفاقية أديس أبابا تنص على جعل الجنوب ولاية واحدة، ولهذا اعتبر البعض تصرف النميري بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا.

    ومع أن عهد النميري الذي دام 16 سنة كان قد عرف أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاما، فإنه عرف أيضا ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما عرف بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين وشهدت الحرب الأهلية في عهده فصولا دامية.

    *** - كما شهد صراعات حول السلطة مختلفة منها المدنيةوالمسلحة واشهرها الحركات المسلحة كانت حركة المقدم حسن حسين (المرتزقة "وكانت نفس احداث 10مايو بامدرمان" والذى اعدمه النظام كما شهد ايضا أشهر الانقلابات وهو انقلاب هاشم العطا الذى كان مدعوما من الحزب الشيوعى واطلق على الانقلاب الحركة التصحيحة حسب رائ منفذوه.

    *** - ونواصـل مـع سـيـرة النـميـري....
                  

05-16-2009, 00:09 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ( 1 )-
    جعفر النميري رئيس السودان السابق-
    يؤجل إحتفاله اليوم بمرور 39 عاماً على ثورة مايو!!
    -----------------------------------------------

    الـمصدر: Copyright ©2001-2008 www.sudaneseonline.com - All rights reserved

    تم إضافته يوم الأحد 25/05/2008 م - الموافق 20-5-1429

    علن المشير جعفر محمد نميري الرئيس السوداني السابق ورئيس تحالف قوى الشعب العاملة حالياً تعليق الاحتفال بثورة مايو والتي تصادف اليوم الخامس والعشرين من مايو وذلك تقديرا للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.

    ***************************
    ( 2 )-
    *** - مازال يـحلم بالعودة!!!
    لنميري يخطط للعودة للحكم في السودان ويؤكد لن أظل «الرئيس الأسبق»!!

    Copyright: 1978 - 2009 © Saudi Research & Publishing Company (SRPC)

    الخرطوم: سعيد محمد الحسن-

    الاثنيـن 03 ربيـع الثانـى 1422 هـ 25 يونيو 2001 العدد 8245

    لفت الرئيس السوداني الاسبق جعفر نميري الذي حكم السودان على مدى ستة عشر عاماً (مايو /ايار 1969 ـ ابريل /نيسان 1985) بنشاطه السياسي لدى عودته الأخيرة من الولايات المتحدة، حيث أعلن عن اجرائه مباحثات مع مسؤولي الادارة الأميركية بواشنطن وبحث معهم قضية السلام بالسودان.

    كما انه سارع الى دعوة تنظيمه السياسي «تحالف قوى الشعب العاملة» لمؤتمر عقد مؤخراً بالخرطوم وطرح أمامه برنامجاً من خمس نقاط لدرء المخاطر عن البلاد والتي تهدد أمنها القومي، واعتبر ان الالتفاف حول هذا البرنامج يؤدي لتحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الحرب واحلال السلام بالسودان.

    وحذر جعفر نميري من التدخل الأجنبي وتمزيق البلاد وطالب بسلوك سياسي يطمئن المؤسسة العسكرية ويؤكد لها الاحترام والتقدير ويعزز قدراتها القتالية ويحفظ لها مكانتها السامية.

    وانتقد نميري من وصفهم بالمتطاولين على نظام مايو ومبادئه وانجازاته وقال «ان منهم من تبوأ أعلى مناصبه، ومنهم من ركب قطاره في محطاته المختلفة، ومنهم من ظل يلهث وراءه محاولاً الركوب».

    قال نميري «من لم يكن فيها يوماً من أيامها فليرمها بحجر».

    وقد كان مفاجئاً للدوائر السياسية عودة ابو القاسم محمد ابراهيم النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية ابان الحكم المايوي الى تنظيم «قوى الشعب العاملة» وتخليه عن نظام الانقاذ الوطني الذي عمل فيه كوزير لشؤون المجلس الوطني وكوزير للصحة، وخاض الانتخابات الأخيرة وفاز كعضو في المجلس الوطني.

    وقد أعلن جعفر نميري تشكيل المكتب السياسي لحزبه برئاسته وعضوية ثلاثة من اعضاء مجلس قيادة ثورة مايو 1969 وهم خالد حسن عباس ومأمون عوض ابو زيد وزين العابدين محمد احمد، كما ضم المكتب السياسي عدداً من الوزراء الذين عملوا في فترات متفاوتة في النظام المايوي ويضم المكتب السياسي 22 عضواً.

    كما كلف الرئيس الاسبق جعفر نميري قياديي حزبه اللواء خالد حسن عباس وزير الدفاع الأسبق والرائد مأمون عوض ابو زيد رئيس جهاز الأمن الوطني الأسبق لينوبا عنه في تسليم رسالة الى الفريق عمر البشير حيث تسلمها مستشار الشؤون الأمنية لرئيس الجمهورية اللواء الطيب محمد خير وقد دعت الرسالة الى وحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية والوقوف خلف القوات المسلحة من أجل الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد ضد أي عدوان يستهدف مقدرات الشعب. وقد أعرب مستشار رئيس الجمهورية من جانبه عن تقديره للموقف الوطني لتنظيم القوى العاملة وأشاد بمبادرته بحسبانها تصب في خانة العمل الوطني الذي تحتاج اليه البلاد في المرحلة الحالية على وجه الخصوص.

    وكان الرئيس الاسبق نميري عاد الى البلاد بعد نحو عشر سنوات امضاها في مصر، في اطار الانفراج السياسي حيث حظي بترحيب واسع، وقد خاض الانتخابات الرئاسية التي أجريت في فبراير (شباط) 2001 كمنافس للفريق عمر البشير وقد نال أعلى الأصوت من بين المرشحين بعد الفريق البشير.

    ويعتقد المراقبون ان الرئيس الاسبق جعفر نميري ما تزال تراوده طموحاته في العودة الى الحكم مرة أخرى وانه يهيئ نفسه للانتخابات الرئاسية للدورة القادمة في فبراير (شباط) 2004 ولذلك أخذ مبكراً في القيام بنشاط سياسي واسع وفي التجاوب مع الطروحات الشعبية في التعددية الحزبية والديمقراطية وللتداول السلمي للسلطة، وقد نقل عنه قوله، انه لن «يظل الرئيس الاسبق ولن يموت وهو الرئيس الاسبق».

    +*** - ونواصـل مع سـيـرة النـميـري....
                  

05-23-2009, 02:48 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    أعـضاء( تنـظيـم الضـباط الأحـرار ):
    ------------------------------------
    1\ عقيد جعقر محمد نميري
    2\ مقدم بابكر النور سوار الذهب
    3\ مقدم خالد حسن عباس
    4\ رائد معاش فاروق عثمان حمد الله
    5\ رائد أبو القاسم محمد إبراهيم
    6\ رائد أبو القاسم هاشم
    7\ رائد مأمون عوض أبوزيد
    8\ رائد هاشم العطا
    9\ رائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر
    10\ بابكر عوض الله.

    *** -*** - بداية... سـاتناول الكـلام عن الرائـد خالـد حسن عباس قبل الكلام عن زمـلاءه الضـباط الاخـرين... حـتي وقبل من هـم اعلي منه رتبة...لانـه هـو صاحـب فكرة التنظـيم... وهـو الذي اسـسـها ...وهو ايضـآ الذي قام باختيار ضباط التنظـيم بعد تدقيق شـديد منه وبسـرية وكـتمان....وايـضآ بـحكم ان الرائـد خالد حـسن كان يـتمتع باحـتـرام كبيـر وسـط زمـلاءه الضباط فـي التنظـيم... وهـو صـاحـب فكرة الأنـقلاب وتـحـديد ساعة الصـفر ( 25 مايو 1969 ).

    *** - - ولكن وقـع اخـتيار الضـباط بعـد جـدل كبيـر علي جـعفر النـمـيري ليكون قائـدآ للتنظـيم بـحكم انه اعلي رتبة من جـميع ضـباط التنظـيم... فقد كان وقتـها جـعفر النـميـري برتبة عقيـد.

    *** - وكان الجـدل سـببـه ان الاغلبيـة كانت تفـضل الرائـد حـسـن لقيادة التنظيم لـما يتـمتع به من خلق عال وانـضباط شـديد وعـلاقته طـيبة وجـيدة مع الكل،

    *** - ولكن الرائد حسن هو الذي حسـم الـموقف وانـهي الخـلاف بتنازله لنميري الذي هـو اعلي رتبة من الجـميع.

    *** - وهـناك مـن يؤكـد ان الرائـد حـسن لو كان هـو الرئيس لـما كانت النكبات والـمحن!!!!







                  

06-03-2009, 02:47 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    وثائق معاوية ابراهيم(سورج) حول الحزب الشيوعي السوداني.
    --------------------------------------------------------

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171876

    *** - تاج السر عثمان.
    [email protected]

    الـمصدر:
    ----------
    *** - الحوار المتمدن - العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15
                  

06-08-2009, 11:15 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    مقالات و تحليلات-
    وثائق امريكية عن نميري (7):

    *** - لماذا عين نميري جمال محمد احمد وزيرا للخارجية؟
    *** - هل كان الرشيد نور الدين شيوعيا؟
    *** - هل كان زكي مصطفى فاسدا؟
    *** - ماذا قال السفير الاميركي عن منصور خالد؟

    -----------------------------------------------------------

    http://www.sudaneseonline.com/ar2/publish/_19/Khartoum_...s_B238_printer.shtml

    واشنطن: محمد علي صالح
    ---------------------------
    By [unknown placeholder $article.art_field1$]
    Dec 5, 2008 - 5:09:35 PM

    ***هذه هي الحلقة السا بعة من مقتطفات من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن حكومة المشير جعفر نميري (1969-1985). بداية بسنة 1975 (آخر سنة كشفت وثائقها).

    *** - مع بداية السنة، تغيرت الموازين عندما اجري نميري تعديلا وزاريا كبيرا عزل فيه وزراء "معتدلين"، مثل منصور خالد، وزير الخارجية، وابراهيم منعم منصور، وزير المالية. ورجح كفة "يساريين" في الاتحاد الاشتراكي السوداني، مثل بدر الدين سليمان، واحمد عبد الحليم.

    *** - وبعد شهور قليلة، تغيرت الموازين، مرة اخرى، مع صعود نجم ابو القاسم محمد ابراهيم كمنافس قوي لنميري. ووقف "اليساريون" الى جانبه. وبدأوا يخططون ليتخلى نميري عن وزارة الدفاع. وخاف نميري من انقلاب عسكري ضده يقوده ابو القاسم.

    *** - وفي منتصف السنة، عاد ثلاثة من زملاء نميرى القدامى الذين غامروا بارواحهم، وقادوا معه الانقلاب العسكري سنة 1969: خالد حسن عباس، ومأمون عوض ابو زيد، وابو القاسم هاشم. و بدأت موازين القوى تتغير، بداية باختفاء نجوم "يساريين"، مثل بدر الدين سليمان.

    *** - وهكذا، خلال سنة واحدة فقط، تخلص نميري من "المعتدلين"، ثم تحالف مع "اليساريين"، ثم احس بخطرهم، ثم تحالف مع قادة الثورة "القدامى".

    في هذه الحلقة وثائق من سنة 1975 عن اثنين من "المعتدلين" وضعهم نميري في وزارة الخارجية: منصور خالد، الذي نقله من الخارجية الى وزارة التربية، وجمال محمد احمد، الذي كان وزير دولة للشئون الخارجية، ثم عينه وزيرا للخارجية:

    *** - جمال محمد احمد (1):
    -------------------------
    التاريخ: 17-4-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: جمال محمد احمد

    *** - "اليوم، تحدث معي جمال محمد احمد، وزير الدولة للشئون الخارجية، عن مواضيع كثيرة، ولفترة طويلة. وانقل حديثه هنا، حسب كل نقطة تحدث عنها:

    *** - النقطة الاولى: زيارة الرئيس نميري للعراق، والتي اشترك فيها. قال انها كانت "ناجحة بصورة معتدلة". وانه كان يعتقد ان العراقيين "متطرفون وعنيفون". لكنه وجدهم "معتدلين ومسئولين". ويريدون التركيز على بناء وطنهم. ووجد الجانبان موضوع نقاش مشترك: مشكلة الجنوب بالنسبة للسودانيين، ومشكلة الاكراد بالنسبة للعراقيين ...

    *** - النقطة الثانية: مساعدة العراق للسودان. عكس ما ارسلنا في رساله سابقة، لم يوافق العراقيون نهائيا على تزويد السودان ببترول خام. وافقوا مبدئيا. وللموضوع صلة بمصفاة بترول ينوي السودانيون، منذ سنتين، ان يبنوها. وكما ارسلنا في رسالة سابقة، وافق السعوديون، ايضا، على امداد السودانيين ببترول خام عندما يبنون المصفاة. لكن يبدو ان بناء المصفاة لن يكون قريبا ...

    *** - النقطة الثالثة: يبدو جمال محمد احمد متفائلا بأن العراقيين سيقدمون مساعدات مالية كبيرة الى السودان. لكن، لم بلتزم العراقيون التزاما محددا. ولابد من الانتظار للتاكد من ذلك. ومثل ظاهرة من ظواهر العلاقات العربية، "بروف از ان ذا بودنغ" (لا يمكن التأكد من الحلو الا بعد اكله، ولا يمكن التأكد من الوعد الا بعد تنفيذه).

    *** - النقطة الرابعة: العلاقات الامريكية العراقية. قال جمال محمد احمد ان الرئيس العراقي احمد حسن البكر لم يطلب من الرئيس نميري ان يتوسط ويتحدث معنا عن تحسين العلاقات بيننا وبين العراق. هذا عكس ما سمعت من بهاء الدين محمد ادريس، ذلك المتفائل الفطري ..."

    *** - (تعليق: كانت العلاقات الاميركية العراقية متوترة جدا بسبب سياسات حزب البعث، وتحالف العراق مع روسيا، واتهام العراق لكسينغر، وزير الخارجية الامريكية، بانه يريد عقد اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل لفصل مصر عن الخط العربي).

    *** - جمال محمد احمد (2):
    ------------------------
    التاريخ: 16-5-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: تعيينات جديدة

    *** - "امس، اصدر الرئيس نميري قرارا جمهوريا برفع وظيفة جمال محمد احمد من وزير دولة للشئون الخارجية الى وزير للخارجية. وبتعيين عبد المجيد امام، الذي كان قاضيا في المحكمة العليا، ثم صار محاميا، كوزير للعدل. وحل محل زكي مصطفى، الذي كان نميري عزله قبل ثلاثة ايام.

    *** - ومن الذين شمتلهم التعينات: امين ابو سنينه، مدير مكتب السودان في جنيف، ليكون نائبا لوزير الصناعة. وعباس احمد السيد، مدير مؤسسة الاصلاح الزراعي، ليكون رئيسا لمؤسسة الانتاج الزراعي. وعلى حسن محمود، مدير الانتاج الحيواني بوزارة الزراعة، ليكون مجيرا لمؤسسة الانتاج الحيواني الجديدة.

    *** - رأينا:
    ----------------

    *** - اولا: جمال محمد احمد مهني قدير، وحصل على ثقة نميري عندما كان وزيرا للدولة للشئون الخارجية، بعد عزل وزير الخارجية منصور خالد. ويعنى تعيينه وزيرا رغبة نميري في استمرار سياسته الخارجية العامة، وفي عدم تعيين شخص من الخارج ربما يسبب له مشاكل. اي ان نميري فضل شخصا يعرفه.

    *** - ثانيا: عزل زكي مصطفى من وزارة العدل له صلة باتهامات فساد. وايضا لأنه كان مقربا من منصور خالد. لكن اسمه ارتبط باطلاق سراح الارهابيين الفلسطينيين المتورطين في اغتيال السفير اونيل والقائم بالاعمال مور (في الهجوم على السفارة السعودية سنة 1973).

    *** - ثالثا: حسب معلوماتنا، لوزير العدل الجديد، عبد المجيد امام، سمعة قانونية محترمة … "

    *** - جمال محمد احمد (3):
    -----------------------
    التاريخ: 24-5-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: وزير الخارجية الجديد

    *** - "امس، نقلت رسالة التهنية منكم الى جمال محمد احمد، وزير الخارجية الجديد. وهو يشكركم عليها. وقال انه، في سنة 1956، حضر ندوة تحدثتم فيها، ويريد انتهاز فرصة زيارته لنيويورك، لحضور الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة، ليجدد معرفته بكم ...

    *** - وانا قلت له انك ستكون سعيدا بمقابلته مرة اخرى ...

    رأينا بعد المقابلة:
    -------------------------
    *** - اولا: بدا لى انه يحس بضخامة وظيفته الجديدة، بعد ان كان وزير دولة للشئون الخارجية.

    *** - ثانيا: قال لى انه لن يجد مشكلة في التعامل مع العرب ومع "الانجلوساكسون". لكن ليس مع الدول الاسيوية والافريقية والشيوعية.

    *** - ثالثا: سيظل ينفذ سياسة الرئيس نميري الخارجية. لكنه سيكون اكثر تفهما واكثر فهما مما عهدنا هنا مؤخرا ... "

    جمال محمد احمد (4):
    -------------------

    التاريخ: 3-6-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية"
    الموضوع: رسالة من وزير الخارجية الجديد

    *** - "اليوم، طلب مني جمال محمد احمد، الذي كان وزير دولة للشئون الخارجية، ثم عينه الرئيس نميري وزيرا للخارجية، نقل الرسالة التالية لكم:

    *** - في سعادة، تسلمت رسالتكم، ولها وقع خاص لانها جاءت في وقت يعمل فيه بلدانا على فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، وعلى التعويض عن خسائر الماضي. توجد هنا في السودان عواطف ايجابية كثيرة عن الولايات المتحدة. ومن تجربتي الخاصة، اعرف ان بلدكم يضع للسودان اعتبارا خاصا. لهذا، هناك اساس قوي نقدر على ان نبدأ منه. ونحن نحتاج الى مساعدتكم، وتجارتكم، وفنونكم، وعلومكم. يريد السودان الجديد الاستفادة من تجاربكم وانجازاتكم. وانا متأكد اننا نقدر على ان نجازيكم على ذلك ... "

    الرشيد نور الدين:
    ---------------------
    التاريخ: 7-5-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: سفير السودان الى المغرب

    *** - "عندما قاد الرئيس نميري انقلاب سنة 1969، كان الرشيد نور الدين الثاني في قائمة الضباط الآخرين تاييد للرئيس نميري. وفي وقت لاحق، حل محل الرائد مأمون عوض ابو زيد كرئيس لجهاز الامن القومي. لكن، بعد شهرين فقط في المنصب، عين سفيرا في الصومال. ولم نقدر على معرفة سبب ذلك.

    *** - حسب معلومات حصلنا عليها من مصادر نثق فيها، كان الرشيد نور الدين، قبل انقلاب سنة 1969، يميل نحو الشيوعيين، ان لم يكن اكثر من ذلك.

    *** - وكما تعلمون من معلومات سابقة ارسلناها لكم، انقسم الحزب الشيوعي السوداني في سنة 1970 حول تأييد نميري. استمر من يسمون "الشيوعيين الوطنيين" في تأييد نميري حتى بعد الانقلاب العسكري الفاشل ضده سنة 1971. وفي الجانب الآخر، هناك من يسمون "الشيوعيين الارثودكس".

    *** - لهذا، لسنا متأكدين بأن الرشيد نور الدين كان شيوعيا مع هؤلاء، او مع اولئك. والسبب هو انه كانت في السفارة وثائق عنه، وعن غيره، لكن السفارة احرقتها مرتين على الاقل منذ سنة 1967 (عندما قطع السودان علاقته مع الولايات المتحدة بسبب حرب يونيو بين العرب واسرائيل في تلك السنة) ...

    *** - لهذا، رغم ان الرشيد نور الدين ايد نميري ضد محاولة الانقلاب الشيوعي في سنة 1971، لا يعنى ذلك انه كان معاديا للشيوعية.

    *** - في وقت لاحق، وخلال مقابلة مع دبلوماسي امريكي، قال الرشيد نور الدين انه لم يكن شيوعيا، وان تاييده لنميري في ذلك الوقت كان دليلا على انه كان معاديا للشيوعية … "

    *** - منصور خالد (1):
    ------------------------
    التاريخ: 28-8-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزارة الخارجية
    الموضوع: ترشيح منصور خالد

    *** - "اليوم، استدعى محمد ميرغني، وكيل وزارة الخارجية، القائم بالاعمال الامريكي، وطلب مساعدة الولايات المتحدة في ترشيح منصور خالد، وزير التربية، ووزير الخارجية السابق، لمنصب المدير العام للتعاون الدولي التابع للامم المتحدة.

    *** - مرفقة: مذكرة محمد ميرغني عن منصور خالدـ ونحن ننتظر رأيكم في هذا الموضوع ...

    *** - (مقتطفات من المذكرة):
    -----------------------------

    *** - "في الشهر القادم، ستعقد جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة الخاصة بالتنمية والتعاون الدولي ... اعدت لجان خاصة اقتراحات للجمعية العامة، منها تأسيس منصب المدير العالم للتعاون الدولي. وان يرشح الامين العام للامم المتحدة الشخص، وتوافق عليه الجمعية العامة ... ايضا، اوصت اللجان ان يكون الشخص من دول العالم النامية ... لهذا، قررت حكومة جمهورية السودان الديمقراطية ترشيح اسم منصور خالد، وزير التربية ... وتأمل تأييد الولايات المتحدة في هذا الموضوع ... منصور خالد من اوائل كبار المسئولين في حكومة السودان منذ ثورة مايو سنة 1969 ... قبل ذلك كانت له تجارب مختلفة في مؤسسات الامم المتحدة، بما في ذلك اليونسكو ... والجدير بالذكر ان الدول الافريقية تعهدت بتأييد هذا الترشيح ... "

    *** - منصور خالد (2):
    ----------------------------
    التاريخ: 6-9-1975
    من: وزير الخارجية
    الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: ترشيح منصور خالد

    *** - "ردا على رسالتكم بتاريخ 28-8، نقترح ان تقابلوا مسئولين في وزارة الخارجية بطريقة غير رسمية، وتنقلوا لهم النقاط الآتية:

    *** - اولا: كان تأسيس وظيفة مدير عام للتعاون الاقتصادي واحدة من اقتراحات كثيرة ومعقدة قدمتها مجموعة من الخبراء.

    *** - ثانيا: لا نتوقع ان يناقش الموضوع نقاشا تفصيليا وكاملا. ولا نتوقع ان يصدر قرار محدد.

    *** - ثالثا: نتوقع ان تقرر الجمعية العامة احالة الموضوع الى لجنة العلاقات الحكومية، وهي لجنة جديدة.

    *** - رابعا: تؤيد الولايات المتحدة احالة الموضوع الى اللجنة، لأن تقرير الخبراء يحتاج الى نقاش كامل.

    *** - رابعا: لان القرار النهائي سيصدر في المستقبل، نرى ان الوقت مبكر لمناقشة هذا الترشيح في الوقت الحالي ... "

    *** - منصور خالد (3):
    ----------------------
    التاريخ: 29-1-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: التعديل الوزاري

    *** - "في اول تعليق عام على التعديل الوزاري الذي اجراه مؤخرا، اكد الرئيس نميري على قوته، وقوة الاتحاد الاشتراكي السوداني. وطلب من الشعب ان يؤيده. وحذر اعضاء مجلس الوزراء الجديد من طموحات شخصية. وانتقد وزراء اخرجهم من الوزارة، بدون ان يسميهم باسمائهم ...

    *** - واكد نميرى ان الاتحاد الاشتراكي الذي يرأسه هو السلطة الاعلي في البلاد. وقال ان وزراء سابقين لم يكونوا يدينون بالولاء للاتحاد الاشتراكي، وحاولوا تاسيس "امبراطوريات" خاصة بهم. وان هذا كان من اسباب فصله. وقال: "كل الوزراء متساوون"، وانه لن يقبل "الاستعلاء" على الشعب ...

    *** - وفي وضوح ولكن بدون ان يذكر اسمه، اشار الى كثرة الرحلات الخارجية التي كان يقوم بها منصور خالد، وزير الخارجية الذي نقله الى وزارة التربية ...

    *** - وهو "جانكتير" (يحب الاشياء المجانية) و"كونجينيتال" (ولد على ذلك، وصارت عادة طبيعية بالنسبة له) ... "
                  

05-16-2009, 01:42 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    جعفر نميري: السطوع والأفول.
    -----------------------------
    الـمـصـدر :المعرفة الموسوعة الشاملة
    http://images.google.de/imgres?imgurl=http://www.marefa...de%26sa%3DN%26um%3D1


    *** - جعفر النميري:
    يراه البعض قائدا والبعض الأخر ديكتاتورا.. تحالف مع الشيوعيين ثم انقلب عليهم وانقلبوا عليه

    *** - يبدأ يومه بصلاة الصبح حاضرا في منزله الشعبي العتيق في حي «ودنوباوي» الشهير في مدينة ام درمان، ثم يقرأ في ذات الصلاة جزءا او جزءين من القرآن الكريم، قبل ان يحضر نفسه للخروج الى مكتبه في دار حزبه، الوليد المتعثر: «تحالف قوى الشعب العاملة» في شارع الجامعة، اشهر شوارع قلب الخرطوم. وهناك، يقول احد المقربين، من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، الذي يصفه خصومه بالدكتاتور، وأنصاره بـ«القائد»، يلتقي نميري بأنصارالحزب اولاً، ثم اصحاب الحاجات ثانيا، ليفسح من بعد وقتا متسعا لرجال من حوله وهم: معاونوه في الدار؛ (اصدقاء، اوفياء، أصيلون)، كما يحلو ان يسميهم، حيث ظل نميري يردد طوال عهد حكمه الذي استمر 16 عاما ان المسؤولين في حكمه نوعان: «الأجير والاصيل».

    *** - وفي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، يلملم «الرئيس المخلوع»، كما نعته بتلك الصفة قطاع واسع من الشعب السوداني اشياءه وحصيلة اليوم من الحكايات، وهي في الغالب اشواق ممتدة، وضروب من فعل الماضي، وكان واخواتها، ويقفل عائدا عبر شارع النيل في الخرطوم، ثم شارع الموردة في ام درمان، ليحط رحاله في منزله بـ«ودنوباوي»،

    *** - وهو منزل والده الذي تربي فيه والذي يشرف على منزل ووالد زوجته بثينة خليل. نميري لا يعرف النوم في العصر، كما اعتاد اغلب السودانيين الذين يشغلون مناصب حكومية، او وظائف في الدولة. أحد المقربين منه قال لـ«الشرق الاوسط»: عندما كان قائدا للبلاد يعمل لاكثر من عشرين ساعة متصلة في اليوم الواحد،

    *** - وعليه تراه في العصر. وبعد تناول وجبة الغداء، يعيد ترتيب هندامه، ويحضر نفسه لاستقبال الاهل والاصدقاء والاوفياء، وكل هذه القائمة.. واحيانا يخرج في مشاوير لقضاء واجبات اجتماعية من تعازٍ في سرادق العزاء، او مشاركة في مراسم زواج، او زيارة مريض.

    *** - نميري، 76 عاما، لا يأكل كثيرا، ولكنه حريص على تناول الوجبات الثلاث، ويفضل «الصنف الواحد» من الطعام وبكميات قليلة. ويقول مقربون ان سبب قلة اكله يعود على الأرجح الى آلام شديدة يعانيها في احدي ركبتيه بسبب ضربة قديمة، وآلام اخرى في الحوض بسبب تعرضه لانزلاق اثناء تحركه من موقع الى آخر داخل منزله.

    *** - وينفي مقربون منه ان نميري مصابٌ بمرض عضال، ويعزون حالة الارهاق التي تبدو على محياه الى تقدمه في السن، ولكن السودانيين كلما توجه نميري الى واشنطن، من عام الى عام، لإجراء فحوص طبية امتلأت مجالسهم بانه سافر للتداوي من مرض عضال، ويرددون بانه يواظب على الذهاب الى الولايات المتحدة لمراجعة عملية جراحية اجريت له في وقت سابق تتعلق بنظام ضخ الدم في جسمه، خاصة رأسه. منذ عودته من منفاه في القاهرة في 22 مايو (ايار) عام 1999،

    *** - لم يغادر نميري نطاق العاصمة السودانية في حركته إلا مرات محدودة حيث طار بعد عودته بأسابيع ضمن وفد حكومي وسياسي كبير الى منطقة «هجليج» غرب البلاد ليشهد احتفالا اقيم هناك بمناسبة بداية الضخ التجاري للنفط السوداني نهاية عام 1999. كما زار مسقط رأسه (قرية ود نميري) شمال السودان في الاقل ثلاث مرات،

    *** - لأداء واجبات اجتماعية. ومنذ عودته «الشجاعة» حسب انصاره او «المنكسرة» حسب خصومه، غادر نميري السودان الى اربع دول وهي: الى الولايات المتحدة لإجراء فحوص دورية درج على اجرائها من عام الى آخر هناك لأكثر من 30 عاما، والى القاهرة نحو ثلاث مرات للملمة باقي اشيائه في المنفى، ولوداع المصريين، ولاسباب صحية. كما زار كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات،. ويلاحظ الناس في الخرطوم ان الرجل رغم سجل حكمه الملطخ بالتعذيب والقتل والإقصاء،

    *** - يتجول طليقا في شوارع الخرطوم وحتى في رحلاته الداخلية والخارجية، إلا من حارس واحد، ويقول في هذا الشأن: «لست خائفا من أي شيء ولي حراسة من الدولة، مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها». ويشبه المراقبون راهن الدكتاتور السوداني السابق نميري، الذي اقتلعته من سلطة قابضة

    *** - استمرت 16 عاما، عاصفة شعبية في السادس من ابريل (نيسان) عام 1985، يصادف هذا اليوم، بدكتاتور الكاريبي «اورليانو بوينديا»، وهو حاكم متسلط فَقَدَ سلطته. ورسم صورته تلك الروائي العالمي الكولمبي غابريال غارسيا ماركيز في روايته «ليس لدى الكولونيل من يراسله». ومن بين حالته الهستيرية ان دخل الكولونيل مطبخا بائسا في منزله البائس، في طرف المدينة، وملأ ابريق القهوة بالماء ووضعه على النار، ثم رفع علبة البن، ولكنه وجدها فارغة،

    *** - إلا من بقايا ملتصقة على اطرافها، مما اضطر الى «كردها» بملعقة بعصبية واستياء بالغ، ووضعها بذات العصبية والاستياء على الماء المغلي. كما لم يجد من السكر في علبته غير قليل على الاطراف وضعه على الابريق، كمن يقذف بشيء في السلة، لتنتهيَّ العملية بفنجان قهوة مصنوعة من «البقايا».. وضعها على الطاولة وجلس يرتشفها ويبحر ويهيم في ذكريات الايام الخوالي، حين كان هو الاول والأخير في البلاد.

    *** - وعلى نسق الكولونيل او الجنرال الذي ليس له من يراسله، يمارس نميري هذا الضرب من الحنين في منزله ومكتبه بدار «تحالف قوى الشعب العاملة»، وسرادق العزاء، مع من حوله ممن يطلق عليهم الاصيلين،

    *** - و«انصاره من جماهير الشعب السوداني الموجودين في كل مكان». كما يعتقد في حديث لـ«الشرق الاوسط» إلياس الأمين احد «الاصيلين» المقربين من نميري، حتى الآن، وهو عضو سابق بالبرلمان في عهد نميري، ومدير مراسمه لسبعة اعوام. ويحرص الأمين على ان يسبق حديثه عن نميري بصفة «الزعيم القائد».

    *** - ليست لدى نميري املاك خاصة او استثمارات يديرها داخل السودان او خارجه، كما يقول اعوانه. ففقط، لديه قطعة ارض غير مستثمرة في قرية «ودبلال» على بعد بضعة كيلومترات جنوب الخرطوم، ومنزل في مدينة «ود مدني» جنوب الخرطوم، وهي ثاني اكبر مدينة في السودان.

    *** - وقال نميري في احد الحوارات الصحافية معه حين سألوه عن وضعه المادي، وماذا يمتلكا: «لي معاشي الشهري». وأضاف: «معاش رئيس الجمهورية معاش كويس ما بطال بيأكلني أنا وزوجتي». وكانما يشير نميري في هذا الخصوص الى تعديلات اجراها البرلمان السوداني العام الماضي في لائحة استحقاقات الرؤساء السابقين وجملة من المناصب الدستورية في البلاد،

    *** - وصفها المعارضون بأنها جاءت «باهظة التكلفة على الميزانية العامة». وشملت اللائحة الى جانب نميري، كلا من الزعيم الراحل اسماعيل الازهري، والصادق المهدي، واحمد الميرغني، وأعضاء مجلس السيادة السابقين، ورؤساء البرلمان السابقين، وغيرهم. ويشير اعوان نميري ان الاخير يجد كل الدعم والعون من الرئيس عمر البشير، حيث يتفقد احواله من وقت لآخر عبر رسول ويقدم له كل التسهيلات. وتشيع المدينة ان نميري هبط إلى منفاه في القاهرة بأموال طائلة، ولكنه فقدها في اعوام وجيزة عبر استثمارات فاشلة تولاها بدلا عنه سودانيون ومصريون. ولم تبق له سوى شقتين في عمارة واحدة استولى عليهما احد اعوانه المقربين منه، ولكن «قبل ان يهنأ بهما انهارت العمارة على من فيها»، كما يقول إلياس الامين. واضاف «كِدت اصدق ان نميري في بحبوحة من العيش في القاهرة ولكن عندما زرته وجدت انه بلا مال ولا ولا شيء سوى الاصدقاء والاوفياء».

    *** - يرتب نميري الآن، حسب مقربين، لانشاء كلية للدراسات الجامعية والدراسات العليا الاخرى، وهي ممنوحة له من الولايات المتحدة.

    *** - ويقولون ان العمل يمضي على قدم وساق لاكمال انشاء الكلية في الاشهر المقبلة. وربما فتحت ابوابها خلال الاشهر المقبلة، وفقا لمقربين.

    *** - ما سبق يعتبر آخر محطات نميري في«خطوطها» العامة والخاصة. لكن رحلته عموما كانت طويلة محفوفة بالمغامرات والقفز في الظلام، ولعب على كل الحبال، وطرق على اليمين ثم على اليسار، والسير احيانا بكوابح، واحيانا كثيرة من دونها، سلكها نميري خلال عمره الطويل الى ان صار وحيدا. ولد نميري في مدينة أم درمان في السادس والعشرين من ابريل (نيسان) عام 1930 من والدين هما: محمد نميري، وآمنة نميري اللذان قدما قبل زواجهما الى ام درمان من بلدة ود نميري في الشمال بالقرب من مدينة دنقلا من اجل لقمة العيش، وقبل ان يتزوج والده عمل جندياً في «قوة دفاع السودان» لكنه بعد الزواج ترك العمل في الجيش واختار العمل ساعياً في شركة سيارات. وعندما افتتحت الشركة فرعاً لها في واد مدني انتقل والده الى الفرع واستقر به المقام هناك مع اسرته التي باتت تتكون من الاب والأم وثلاثة ابناء هم: مصطفى، ونميري، وعبد المجيد الذي توفيَّ وهو في الرابعة والعشرين من عمره.

    *** - قالت والدته يوما عندما سألها نميري عن سر اختيارها هي ووالده اسم جعفر لمولودهما الثاني، فقالت انها رأت في حلم اثناء حملها به بأنه اذا جاء المولود ذكر تسميه جعفر تيمناً بـ«جعفر الطيار» الذي هو جعفر بن ابي طالب شقيق الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

    *** - ويضيف نميري «تذكرت ما قالته الوالدة هنا بعدما اصبحت رئيساً للسودان حيث انني في الاشهر الثلاثة الاولى من بداية الترؤس كنت احلم يومياً بأنني اطير واسمع الناس من حولي يقولون: «شوفوا الزول ده (اي انظروا الى هذا الانسان) الذي يطير.

    *** - ويتذكر نميري كيف انه عندما انتقل والده ووالدته من ام درمان الى ودمدني انه في بعض الاحيان كان يقود بعض حمير اهل الحي وينظفها في مياه النيل، وان هذا العمل جعله محبوباً بين الناس وعمق في نفسه اهمية التعاون. كما يقول «كنت البارز في الالعاب، وغالباً ما كنت أرأس فريق كرة القدم عندما نمارس اللعبة في حي ودنوباوي».

    *** - وفي هذا الخصوص، يقول نميري في حواراته الصحافية: «اتذكر قساوة الحياة التي عشناها. وأتذكر في الوقت نفسه كيف ان مرتب والدي عندما احيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات. وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على ان يعلمنا. عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فانه طلب من اخي الاكبر ان تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل».

    *** - تدافع الاخوان لتحسين حال الاسرة الفقيرة، فعمل مصطفى، الاخ الاكبر براتب قدره اربعة جنيهات شهرياً، وأكمل نميري دراسته وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا مدرسة «حنتوب الثانوية»، ولكن نسبة للظروف المادية الصعبة التي تواجه الاسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميري بعد اكمال المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة.

    *** - ويقول في حديث مع فؤاد مطر في هذا الخصوص: «الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي، وكان الدخل عبارة عن اربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج، أرسل نصفه الى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله اخي الى الوالدين».

    *** - التحق ابن الاسرة الفقيرة بالكلية الحربية عام 1949، وانتابه شعور مزدوج بالفرح في موقعه الجديد لسببين؛ الاول: عندما «قبض» اول راتب وقدره جنيهان ونصف الجنيه لطالب الكلية الحربية، وخروجه من دائرة الاتكال والاعتماد على الاخرين، فضلاً عن انه اصبح في امكانه تقديم المساعدة لاسرته الفقيرة، وذلك بالاضافة الى إشباع حبه للعمل الشاق والحيوية والرجولة الموجودة في الحياة العسكرية.

    ***- ويروي نميري بأنه عندما تسلم المرتب للمرة الاولى اقتطع منه سبعين قرشاً ثم اشترى بجزء من المبلغ المتبقي حلوى ولُعُباً ومشى مسافة عشرة كيلومترات ليوفر ما كان يجب ان يدفعه مقابل الانتقال بالسيارة. ويضيف: «قدمت من هذا المرتب الحلوى واللعب الى اطفال العائلة الذين شعروا بأنهم ذاقوا حلاوة النقود التي حصل عليها ابن عمهم من الكلية الحربية».

    *** - تخرج نميري في الكلية الحربية عام برتبة ملازم ثان، والتحق بالعمل في القيادة الغربية مركزها مدينة الفاشر. ويروي هنا: «عندما التحقت بالغربية شعرت بشيء من الهيبة بسبب ان العسكريين الذين يعملون في هذه المنطقة هم الاشد بأساً في السودان»، ثم تنقل نميري في عدة مواقع عمل في الجيش السوداني شمالا وجنوبا. واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم في البلاد في ذلك الوقت، غير انه «تبين للقيادة بعد التحقيق معه ان الامر ليس اكثر من وشاية وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق».

    *** - ولكن ظلت الجهات الامنية آنذاك ترصد لنميري تحركات ضد السلطة الحاكمة خاصة حكومة ما بعد ثورة اكتوبر التي اطاحت نظام الرئيس ابراهيم عبود، مما اضطرت السلطات اثر تواتر التقارير ضده الى نقله من الخرطوم الى كسلا بصورة اقرب الى النفي، ولكن رغم ذلك امرت حكومة الصادق المهدي المنتخبة بعد ثورة اكتوبر اقتياده من كسلا ووضعه في المحبس في احد معسكرات الجيش في الخرطوم. وجرى التحقيق معه حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد، وهو الراحل الدكتور خالد الكد،

    *** - غير أن التحقيق لم يتوصل الى ما يجرِّم نميري في المحاولة الفاشلة. ولكن كل ذلك لا يعني ان نميري لم يكن يفكر بصورة سرية وجادة في الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري لوضع حد لكل المخاطر وللتردي المتواصل للاوضاع في البلاد، وعليه عقد هو ومجموعته اجتماعات في الخرطوم وفي مدن اخرى. وبين معارض ومؤيد من الضباط للانقلاب انقض نميري على الحكومة المنتخبة وكان وقتها يعمل في المنطقة العسكرية بـ«جبيت» شرق السودان. ويَحكي نميري في ذكرياته ان محمد ابراهيم نقد،

    *** - زميل دراسته في حنتوب والسكرتير العام للحزب الشيوعي جاء اليه في موقع ما في الخرطوم وأخذه الى منزل ليلتقي هناك بالقيادي الشيوعي والنقابي آنذاك الشفيع احمد الشيخ، وقال له الاخير: «انه يرى ان الظروف ليست مواتية على الاطلاق للقيام بحركة عسكرية». وبعد خروجه من المنزل، ساور نميري شعور بان خطة الانقلاب قد انكشفت، وعليه بدأ يسابق الريح والظروف لتنفيذ الانقلاب قبل إحباطه من جهة ما، وكان اللقاء قبل 48 ساعة على ساعة الصفر المحددة في الخطة.

    *** - ويقول نميري في حوار صحافي سابق «كان لابد ان نمنع الحزب الشيوعي السوداني من الوشاية بالحركة فقدمنا ساعة الصفر «24» ساعة، وقمت بحركة تكتيكية حيث انني سألت عن منزل عبد الخالق محجوب وتوجهت اليه مساء اليوم الذي تم في فجره التحرك.. طرقت الباب ففتح احد الاشخاص سألته عن عبد الخالق، فنادي عليه، جاء عبد الخالق وصافحني وكان يرتدي ملابس منزلية، وقادني الى احدى الغرف في الداخل لم أتركه يتكلم، وبدأت الحديث على الفور فقلت له: «انني جئت لأبلغه بان تنظيم الضباط الاحرار نفذ الخطة واستولى على السلطة في الخرطوم.. ان منزلك محاصر وسيتم اذاعة البيان الاول خلال ساعات،

    *** - كما انه تم الاستيلاء من جانب عناصرنا التي ترتدي الثياب المدنية على جميع المرافق الاساسية في العاصمة، وان اي تحرك او اتصال من جانبك او حتى الخروج من المنزل قبل السابعة صباح غد، سيُعرِّض حياتك الشخصية للخطر.. وحاول عبد الخالق ان يعلق، ولكني لم اعطه فرصة، وغادرت المنزل مرتاحاً الى النتائج حيث انني لاحظت على وجه عبد الخالق وأنا احدثه ملامح الخوف والفزع الشديد. وما دام رد فعله على هذا النحو، فمعنى ذلك انه لن يتحرك».

    *** - توالت الأحداث سِراعا من بعد الى ان استولى نميري على السلطة بسهولة في صباح 25 مايو عام 1969. قبل نميري التعامل مع الحزب الشيوعي رغم انه يرى خلافات تسري في ساحة الحزب حول عملية الانقلاب نفسه، فيما تحمس فريق من الشيوعيين لنميري واطلقوا على انقلابه ونظامه «ثورية ماي». وغنى مغنيهم لنميري «يا حارسنا،

    *** - ويا فارسنا، ويا نحنا.. ومدارسنا، كنا نفتيش ليك، جيت الليلة كايسنا». ثم غنى: «ابوعاج يا اخوي دراج المحن». و«بأدبيات الحزب الشيوعي والناصرية، نقض نميري كل برامج السنتين الاوليين من نظامه»، كما قال لـ«الشرق الاوسط» الصادق المهدي، زعيم حزب الامة المعارض، وأحد ألدِّ اعداء نميري المعروف بكراهيته للاحزاب التقليدية المعروفة بالطائفية، وان ثورة كهذه تعني اجهاضاً مبكراً للحركة الشعبية التي يقودها الحزب الشيوعي السوداني.

    *** - ولكن شقة الخلافات بين نميري والشيوعيين توسعت بعد اقل من عام، حيث يري فريق منهم؛ وعلى رأسهم سكرتير الحزب آنذاك عبد الخالق محجوب، وفاروق حمد الله، وهشم العطا، وبابكر النور، وبينهم من هو ضد الانقلاب مثل الشفيع احمد الشيخ؛ ان نميري قد ضل الطريق وتحول بين ليلة وضحاها الى حاكم متسلط، فخطط فريق من هؤلاء بقيادة الضابطين هشم العطا وفاروق حمد الله لتنفيذ انقلاب على الانقلاب باسم «الثورة التصحيحة».

    *** - ويروي نميري في هذا الشأن: «في هذه الاثناء طلب السماح له بالسفر الى لندن للعلاج فسمحنا له، وطلب السفر الى نيروبي فسمحنا له، لكنه سافر من نيروبي الى لندن، وأقام فيها. وفي الوقت نفسه بدأ هاشم العطا يقوم بتحركات مشبوهة، وهو في الخرطوم ويتصل بالضباط، فقررنا وضعه تحت مراقبة اجهزة الامن».

    *** - وبعد ايام من الاحداث المتوالية ولعبة القط والفأر، وقع الانقلاب ضد نميري في حوالي الثالثة بعد ظهر يوم الاثنين 19 يوليو(تموز) 1971، وهو الانقلاب المعروف بـ«انقلاب هاشم العطا»، ولكن نميري وأعوانه احبطوا الانقلاب بعد اربعة ايام، «بسبب الخلافات التي سادت اضابير الحزب الشيوعي»،

    *** - كما قال لـ«الشرق الاوسط» أحد الشيوعيين المشاركين في نظام نميري، طلب عدم ذكر اسمه. وفي رواية لنميري حول تفاصيل الانقلاب، قال «أمضيت في الغرفة بالقصر الجمهوري ايام «19 ـ 20 ـ 21 ـ 22» يوليو أتأمل وأفكر في كل ما اقدمت عليه في حياتي ولم اجد نفسي نادماً على شيء فعلته حتى انني لم اندم على رفعي المراقبة عن هاشم العطا». ونصب نميري لمدبري الانقلاب المجازر في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم، طالت بالاعدام كلا من: سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب، هشم العطا، وفاروق حمد الله، والشفيع احمد الشيخ، وقائمة من المدنيين والعسكريين، وزُجَّ بالباقي في السجون، لتبدأ مرحلة العداء السافر الممتد بين الشيوعيين ونظام نميري.

    *** - ثم دخل نميري في مواجهة مع زعيم الانصار في ذلك الوقت الامام الهادي من معتقله في «الجزيرة ابا» جنوب الخرطوم، وانتهت هي الاخرى بمجزرة ضد الانصار، طالت المئات بمن فيهم الامام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه على الحدود مع اثيوبيا شرقا. وبذلك وضعت احداث الجزيرة حجر أساس متينا لخصومة طويلة بين الانصار ونميري.

    *** - وقضى نميري بسهولة على الانقلاب الثاني بقيادة الضابط حسن حسين في سبتمبر (أيلول) عام 1975، ويقول حوله «انها محاولة محدودة ومعزولة والدليل على ذلك ان الذين اشتركوا فيها كانوا عبارة عن اعداد قليلة من الجنود وصغار الجنود يجمعهم انتماؤهم العنصري الى منطقة واحدة». وفي عام 1976 خططت المعارضة السودانية من الخارج وتضم: الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي بالتعاون مع السلطات الليبية لانقلاب عسكري ضد نميري بقيادة العقيد محمد نور سعد وكاد يستولي على السلطة، ولكنه احبط، وقتل نميري المشاركين في الانقلاب بمن فيهم قائده، وأطلق على المحاولة «انقلاب المرتزقة».


    *** - وفي خضم معاركه المباشرة مع خصومه في الاحزاب السودانية، لم ينس نميري اللعب بكل القوى التي تتيح له الفرصة للامساك بها. ويلخص الصادق المهدي في حديثه لـجريدة الشرق الاوسط مسيرة نميري في انه «حاول ان يلعب كل الاوراق لأنه أصلا فارغ من اي مضمون آيديلوجي فأصابته موجة الانقلابات العسكرية التي اتسمت بها الدول العربية وقادها من يسمون انفسهم بالضباط الاحرار، فجاء على راس الشيوعيين واختلف معهم وعاملهم بوحشية واستهدى بمصر الناصرية ثم مصر الساداتية ولجأ الى الغرب وحاول ان يصالح الاحزاب وفشل، وهذا ما دفعه الى ولوج خط الاسلام بصورة لا تراعي ظروف السودان، فوقع الاستغلال المتبادل؛ هو يحتاج الى فكرة وهم يحتاجون الى واجهة، ولكن في خاتمة المطاف فشل التحالف مع الاسلاميين فدخل في صدام مع النقابات والأحزاب،

    *** - فأسقطه الشعب عبر الانتفاضة في السادس من ابريل». ويضاف الى هذا ان نميري طوال الاعوام ما بعد انتهاء العلاقة بينه وبين الشيوعيين، رمى نفسه خارجيا في حضن الولايات المتحدة الى ان ذهب بغير رجعة.

    *** - ويقول نميري في هذا الصدد «منذ 15 عاماً كنا قد وضعنا خطة لأن يصبح السودان أميركا افريقيا لأننا نملك الأرض والناس والإمكانات ولنا علاقات دولية واسعة». ويرصد الموالون لنميري ايجابيات الرجل في انه جلب السلام للسودان لمدة عشرة اعوام عندما وقع مع المتمردين في جنوب السودان اتفاقا في اديس ابابا عام 1972، ولكن نسفه بنفسه عام 1983 لتندلع الحرب من جديد بين الشمال والجنوب.

    *** - ورى مؤيدوه انه هو الذي أنهى موجة لعطش التي كانت تسود الريف السوداني لعهود بعيدة عندما نفذ برامج محاربة العطش في السبعينات من القرن الماضي، وانه اخرج شباب السودان من بيت الطاعة العمياء للطائفية. ويحكي الياس الأمين في هذا الخصوص، ان نميري قال لهم انه سعيد بمظاهرات اندلعت ضده اواخر عهده عرفت بأحداث شعبان، ومنبع سعادته ان من بين المتظاهرين تلاميذ مدرسة في «الجزيرة ابا» المعقل الرئيسي لطائفة الانصار التي يرفضها نميري بقسوة، وان تلك الخطوة من التلاميذ تعني ان مايو حررت سكان الريف من الطاعة العمياء للطائفية.

    *** - ويحسب له أنصاره انه أقام جملة مصانع للسكر ساهمت في دعم الاقتصاد السوداني. ويرد نميري على اسئلة الصحافيين في هذا الجانب بأنه «قد بنى وطناً عزيزاً سيداً». ويقول كنا «أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن أن تزيد الديمقراطية فيها». أما خصومه، فيرون ان نميري هو الذي دمر السودان سياسيا واقتصاديا.

    *** - وفي عهده بدأت رحلة تدهور النظام الاداري في السودان، وهو النظام الذي ساهم في بناء انظمة الكثير من الدول المجاورة قبل ان تطاله أيدي المخربين من نظام مايو. ويقولون انه ساق البلاد بدون فكرة محددة فوصل بها الى حدود الانهيار في كل شيء، ويتهمونه بممارسة العنف والارهاب ليس ضد المعارضين وانما ضد الذين يعملون معه من السياسيين. وتحكي مجالس الخرطوم ان نميري يعزل وزراءه فجأة عبر نشرة اخبار الثالثة ظهرا في الاذاعة السودانية بصورة درامية.

    *** - ويُشاع بأنه يحتد في الحديث مع المسؤولين في حكومته يصل الى حد الضرب، ولكن نميري ينفي ما يشاع تماما، ويقول «انها فِرية.. انا اتخذ كل القرارات حسب الدستور والقانون». ويرى المعارضون ان من اهم الممارسات التي ساهمت في إسقاط حكم نميري محاولة ضرب النقابات، ثم ترحيل اليهود الفلاشا من اثيوبيا الى اسرائيل، واعدام زعيم الجمهوريين محمود محمد طه بصورة بشعة، والتطبيق التعسفي للقوانين الاسلامية، عندما تحالف مع الاسلاميين بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي وأطلق على نفسه «إمام المسلمين».

    *** - على كل، سافر نميري في رحلة علاج الى واشنطن في الاسبوع الاخير من مارس (آذار) عام1985 ، فبلغت مسببات الغضب على نظامه درجاتها العليا. وخرج الناس الى الشارع تقودهم النقابات والاتحادات والاحزاب بصورة أعيت حيل أعتى نظام أمني بناه نميري في سنوات حكمه، فأعلن وزير دفاع النظام آنذاك، الفريق عبدالرحمن سوارالذهب ،

    *** - انحياز القوات المسلحة للشعب، حين كان نميري في الجو عائدا الى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، ولكن معاونيه نصحوه بتغيير وجهته الى القاهرة، لان «اللعبة قد انتهت». ومن آخر أقوال نميري في أمل إحباط النظام؛ تصريحات شهيرة أطلقها في القاهرة، جاءت فيها: «ما في زول يقدر يشيلني»، ولكن المنفى امتد اربعة عشر عاما، رقدت خلالها على طاولته اسئلة بلا اجابات، والدليل رده على سؤال ملح بعد عودته الى الخرطوم حول مَنْ الذي أسقط مايو هو: «لا.. أعرف!»
                  

05-16-2009, 09:57 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ثـانيآ: نواب رئيـس الجـمهورية فـي الفتـرة من عام 1969 - 1985:
    --------------------------------------------------------------------
    وهـم:
    ---------------
    1 - ألسـيد بابكـر عـوض اللـه،
    2 - اللواء مـحـمد الباقر احـمد،
    3 - الرائـد ابوالقاسـم مـحـمد ابراهـيـم،
    4 - اللواءجـوزيف لاقـو،
    5 - ألسـيد ابيل اليـر،
    6 - الفريـق اول عـبـدالـماجد حامـد خليل،
    7 - اللواء عـمر محـمد الطـيب.

    *****************
    *****************

    اللواء - مـحـمد الباقر أحـمد -
    -------------------------
    1- مـحـمد الباقر أحـمد - عـمل فتـرة من الزمن نائبآ لرئيس الجـمهورية بقـصر الشـعب ولكنه وبعـد ثلاثة اعـوام قدم استقالته لنـميـري الذي أخرها طويلآ أملآ وان يرجع الباقر عن رأيه ولكن مع اصـرار الباقر الشـديد وعـدم رغبته بالعمـل السياسـي ولا الارتباط باي انشـطة حزبية اوعـمل حكومـي قبل النـميـري طلبه.

    *** - وقال الرئيـس نـميـري وقتـها ان ذهاب الباقر سـيخلف فراغـآ كبيـرآ لن يسـده احد.

    *** - كان النـميـري يقدره تقديرآ شـديد بل ويقال ان النـميـري ماكان يقـدر احد مثل تقـديره لـمحمد الباقر وعـمر الحاج مـوسـي.

    *** - كانت العلاقة بيـن النـميـري والباقر ليسـت علاقة رئيـس ونائب وانـما كعلاقة أخ بأخـيه، وكان نـميـري ينصـت باهتـمام شـديد واحـتـرام عنـدما يتكلم الباقر، وكان الباقر وقـتها هو الذي يوجـه الرئيـس وينـصـحه.

    *** - كانت العلاقة بيـن الضباط في تنظيـم الضباط الأحـرار مع الباقر علاقة الأبناء بالوالد وكانوا لايخالـفون له رأيآ ويعود السـبب اولآ الـي ان الباقر كان أعلي رتبة عسكرية بيـن كل اعـضاء التنظـيم بـما فيهم نـميـري الذي كانت رتبة وقتـها عـقيـد،

    *** - والـسبب لأخـر ان الباقر اشـتهر بالأنـضباط العسـكري الشـديد ولايتساهل اطـلاقآ مع الـمتقاعسـيـن.

    *** - ويقال - والعـهدة علي الراوي - ان سـبب تقـديـم اسـتقالته لنـميـري ( ولـكنه لـم يجاهر بـها ) تعـود الـي انفلات الانـضباط بيـن اعـضاء التنظـيم الحاكم وانشـغال الكل بالسياسـة وفشـل الحكومة بقيادة نـميـري فـي رسـم سياسـات داخلية وخارجـية واضـحة.

    *** - بعد الأسـتقالة امتلك لباقر مزرعـة انشـغل بـها حـتي وافته الـمنية.
                  

05-17-2009, 01:28 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ثـالـثآ: الرائد ابوالقاسـم مـحـمد ابراهـيـم نائب النـميـري:
    --- ----------------------------------------------------

    الـمـصـدر: جـريدة ( الوطـن )

    ( 1 )-

    أبو القاسم محمد إبراهيم : سأفتح لكم الدولايب والمخــازن حتى يخـرس الكـذابون ..!
    ------------------------------------------------------------------------------------

    وعد الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم .. الضابط الاخطر من بين ضباط انقلاب 25 مايو ، والنائب الاول للرئيس الاسبق جعفر نميري بأن يكون صريحا وشفافا مع «الوطن» عبر هذه السلسلة من الحوارات حول «مايو .. الانقلاب والذهاب .» وما تخلل تلك الفترة من احداث عصيبة ومواجهات عنيفة ، خلقت ليال التحرك والاعتقال والمجازر والدم.

    واضاف ابوالقاسم : « أنا الآن كلي شهية لأتحدث إليكم .. وسأفتح لكم الدولايب والمخازن لأعطيكم الأسرار الكاملة موثقة وبالصور .. حتي يخرس الكذابون الذين اتينا في مايو للقضاء عليهم ».. وقال ان مايو « لم تكن حقة الشيوعيين .. فهم إلتحقوا بنا كافراد ... وقد أعلنا لهم اننا اتينا ضد الطائفية الرجعية » .. مؤكدا ان حركة25 مايو 69 هي «خيار لضباط وطنيين ، كإمتداد لمبادئ مؤتمر الخريجين ،، والشيوعيون ترددوا ورفضوا قيام الحركة ...وخانوا »...!

    وحول مقتل الامام الهادي المهدي وأحداث أبا وودنوباوي عام 1970م ، علق أبوالقاسم محمد ابراهيم قائلا : « هم تجمعوا .. فماذا كان من الممكن ان نفعل .. ان معاقل الرجعية حاولت الاحاطة بنا ، وكان لابد ان نحفظ النظام» .. مضيفا : «اما فيما يتعلق بالهادي المهدي » فان في الامر مبالغات وخيالات .. وأنا أملك وثائق بالصور حول هذا السناريو كاملا ..»..

    *****************
    *****************
    ( 2 )-

    أبو القاسم يتكلم بعد صمـت الســنين..!
    ----------------------------------------

    الـمـصـدر: جـريدة ( الوطـن )

    في البدء رفض الحـوار:
    أبو القاسم محمد إبراهيم يتحدث حول الإتهام بأنه قتل الشفيع أحمد الشيخ ..!
    عانت «الوطن» وكابدت وتحملت .. في سبيل الحوار مع الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم .. الضابط الاشهر، بعد نميري ، ضمن ضباط مجلس قيادة مايو ..
    وقد تقلب ابو القاسم في مختلف المواقع القيادية خلال فترة مايو ، أبرزها وزارة الداخلية .. حتى وصل لمنصب رفيع ، وهو النائب الاول لرئيس الجمهورية.
    «الوطن» حاورته بجرأة .. أهم ماجاء في تلك الاسئلة ، الاشبه بالمحاكمة التاريخية :
    انت دموي .. وقد شاركت بنفسك في قتل الانصار بـ «أبا» و«ود نوباوي » ؟؟
    الشفيع أحمد الشيخ أُحضر الى المشنقة وهو ميت .. بعد أن ضربته بـ«الدبشك»؟؟
    وماذا حول مجازر بيت الضيافة .. وإعدامات مجموعة هاشم العطا؟؟
    مايو .. لماذا أتت .. ولماذا انتهت ؟؟
    السيد ابو القاسم .. في البدء رفض الحوار .. بحجة ان «الوطن» كانت تعاديه «في فترة الديمقراطية الثالثة» .. مضيفاً «سيد أحمد خليفة قام بحملة شخصية ضدي ، وقد كان قاسياً جداً في مواجهتي ».
    ولكن .. لأن اليأس لايعرف طريقه الى حواراتي .. وذلك فضل من الله .. فقد اقتحمت الرجل .. بعد أن اقتحمت بيته.. فاستضافني .. ثم بدأ «رويداً ، رويداً» ، يتجاوب ويجاوب .. فبدأ بالحديث حول «مايو .. لماذا قامت .. وكيف ذهبت».
    ثم ترافع عن نفسه قائلاً:
    *هذه هي حكاية الشفيع احمد الشيخ.
    *وضباط انقلاب يوليو كادوا أن يقتلونا .. وفي الإنقلاب إنت إما قاتل أو مقتول ..!
    بعد ثلاث محاولات .. غضب وزعل وعتاب
    عادل سيد أحمد يقتحم منزل ابو القاسم .. وينجح في إقناعه بالحديث .. والصالون يشهد «أعنف» حوار مع الشخصية الأخطر في مايو (1)
    صحف الأحـــزاب . وأنتم علــى رأسـها كنتم ضـــدي بعــد 6 أبريل ..!
    كان رائداً في الجيش ..ثم انضم لـ«العمل السياسي السري»..كما كان الاتجاه السائد في جيوش «دول العالم الثالث».والبيئة ، في ذلك الزمان .. كانت مشجعة لـ«الانقلابات العسكرية».. حيث يستظل الانقلابيون بأحد القطبين .. في زمن الحرب الباردة ..!.العقيد جعفر نميري .. ومعه مجموعة من الضباط كوّنوا خليّتهم .. متحفزين لـ «الاستيلاء» على السلطة «والانقضاض» على الأحزاب.وقد كان الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم من أبرز ضباط تلك الخلية .والبلاد .. بعد أن نالت الاستقلال .. واستنفذت شعارات التحرير .. كان طبيعياً أن تتشكّل الأحزاب وفق أجندة جديدة .. ما كانت تنفع معها «الجبهة الاستقلالية» أو «الجبهة المعادية للاستعمار»..!.فتشكل حزب الأمة ، مستنداً على كيان الأنصار .. وتحت قبتهم استظل «الأخوان المسلمون».وتشكل الحزب الشيوعي السوداني ، بعد أن سرّح الجبهة المعادية للاستعمار.
    «الوطن» تصر على زيارته في المنزل وابو القاسم يعتذر بسبب إحتفال «الهاشماب» بالمولد النبوي الشريف..!.
    الفكرة
    من هنا نبعت بداخلي فكرة إجراء حوار مع الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم..
    فالرجل من أبرز ضباط انقلاب مايو..
    و25 مايو 1969م .. أتت بعد ظروف مخاضية صعبة .. فالساحة السياسية الداخلية كانت نتاجاً لقوى قادت نضالات شرسة ضد المستعمر .. حيث برزت الثورة المهدية وثورات ود حبوبة وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ .. إلى أن انبثق عن هذا الرصيد النضالي الثر .. حركة مؤتمر الخريجين ..وبعد أن تحقق الاستقلال .. التحق منتسبو المؤتمر ، إما بالحركة الاستقلالية أو الحركة الاتحادية .. وتناثرت هنا وهناك ، حركات إما اسلامية مستنيرة ، تشكلت على إثرها «حركة الأخوان المسلمين» .. أو اشتراكية ماركسية ، سمّت نفسها «الجبهة المعادية للاستعمار».. تشكل على إثرها الحزب الشيوعي السوداني.
    و...
    و....
    و...
    ثم قامت ثورة اكتوبر .. لتطيح بأول نظام عسكري سوداني .. حيث انقلاب نوفمبر 1958م.
    تفاعلت أشياء كثيرة .. ووقعت أحداث خطيرة جداً .. وكان أبرز ما يميز تلك الفترة ، أنّ الشارع المثقف .. بكل قواه الحية في المدن والنقابات .. هو شارع اشتراكي .. احكم الشيوعيون قبضتهم عليه .. ووجهوه كيفما شاؤوا.
    وقد وقعت أكبر مصيبة سياسية في تاريخ السودان السياسي الحديث .. حينما تمّ طرد الحزب الشيوعي من البرلمان ، على خلفية أنّ أحد أعضاء الحزب الشيوعي في معهد المعلمين العالي قد اساؤوا لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم.
    هدفت من كل هذه المقدمة ، أن أجد منطقاً لـ«التزاوج» الذي تمّ بين «الضباط» و«العقائديين»..
    وهو تزاوج يتماشى مع العقلية الانقلابية .. فالضباط يملكون القوة.. ويستكملونها بسند يحمل ملمحاً مع الجماهير، ويسيطر على «حركة الشارع» .. والعقائديون تنقصهم القدرة على الوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع .. فيختصر لهم الاسلوب الانقلابي الطريق.
    الحوار
    جالت بذهني كل هذه الأشياء .. وحامت .. واتخذت قراراً أن اختارت رمزاً عسكرياً من صناع الانقلاب. فمايو أتت .. بعد زخم التحرير .. وبدايات التعمير .. والبروز القوي، في الشارع ، للتيار الاشتراكي ، الذي قوامه الحزب الشيوعي السوداني .. وإقصاء نظام عبود .. مقصود ، لأن هذا النظام كان بمثابة «تجميد» للحقبة التي قبله ..!. فوقع اختياري على الرائد «ابو القاسم محمد ابراهيم» .. لأنه ، في رأيي المتواضع هو الرجل الأخطر ، بين ضباط مايو..
    بل إنني أزعم أن «ابو القاسم محمد ابراهيم» ، كان اخطر من جعفر نميري .. لسبب بسيط جداً ، هو ان «ابو القاسم» اعتبر أن مايو بالنسبة له مسألة «حياة أو موت».
    فحرّك الدبابات .. وواجه بشراسة.
    كيف الوصول إليه ؟!.
    معروف عن الرائد« ابو القاسم» محمد ابراهيم أنه «مقل جداً» .. لاسيما في محطات وأحداث ارتبطت بمايو.
    بدأت افكر متسائلاً: كيف الوصول إلى «ابو القاسم» .. ذهبت إلى بيته القديم بـ«قاردن سيتي» قرب معرض الخرطوم الدولي .. ولكني فوجئت بأن منزله اصبح جزءاً من مباني الأمم المتحدة.
    فاحترت .. وقلت احاول في اليوم التالي ..!.
    المحاولة الأولي:
    تذكرت استاذي وصديقي كمال حامد..
    اولاً ، لأنه مشهور وصاحب علاقات واسعة..
    وثانياً: لأنه يسكن بمنطقة بري .. وهي ذات المحيط الذي سكن فيه «ابو القاسم».
    بالفعل اتصلت بـ«كمال حامد»..
    ودار بيني وبينه الحوار التالي:
    *أســتاذ كمال .. كيف حالك ..؟.
    مرحب .. مرحب .. منو معاي ..؟.
    عادل سيد أحمد .. إزيّك يا استاذ .. ومبروك للمريخ .. وبرضو مبروك للهلال ..!.
    يوه والله .. حاجة مشرّفة .. مبروك للسودان كله ..!
    أستاذ كمال .. عاوزك في خدمة؟.
    تفضل .. طوالي .. طوالي يا أستاذ عادل.
    شكراً ليك يا أستاذي .. أنا بفتش على «ابو القاسم محمد ابراهيم»؟.
    ابو القاسم كل يوم معاي بنادي بري .. تعال هناك بعد الساعة 10 بالليل.
    جداً .. جداً .. ولكن أتمنى أن تمهد لي معه لإجراء حوار؟!.
    حاضر .. حاضر.
    *المحاولة الثانية:
    في اليوم التالي .. اتصلت أيضاً بالاستاذ كمال حامد .. وقد اخبرني بان «ابو القاسم» زعلان من الوالد الأستاذ سيد أحمد خليفة.
    وحينما سألت الاستاذ كمال عن السبب قال لي : ابو القاسم قال إنّ سيد احمد خليفة كان قد قام بحملة منظمة وعنيفة ضده .. وأن تلك الحملة كانت قاسية جداً على قلب «ابو القاسم».
    فقلت لأستاذ كمال : ولكني لست بالضرورة معبراً عن آراء واتجاهات والدي الأستاذ سيد احمد..
    فلكل منا مدرسته الفكرية والسياسية ..!.
    الاستاذ الكبير كمال حامد ، وعدني بأن يطرح وجهة نظري هذه لـ«ابو القاسم»..
    فاتصلت مساءً بكمال ..
    ويبدو أن طرحي قد فشل .. حيث قال لي :«ابو القاسم يقول لك ، الليلة هو محتفل مع الهاشماب بالمولد .. فلن يحضر للنادي ».
    نهار اليوم التالي اتصلت بكمال حامد .. وسألته .. «بصراحة .. الحاصل شنو؟ ».
    فقال : «بصراحة كدا.. الراجل دا قال هو زعلان جداً من والدك .. وقالها لي بصراحة : الناس ديل قول ليهم يبعدوا مني ..!.
    اتفقنا الاستاذ كمال وشخصي ألا نيأس .. ونحاول مرة أخرى..!.
    المكالمة:
    قررت أن اتصل هاتفياً بـ«ابو القاسم محمد ابراهيم» مباشرة .. وبالفعل اتصلت به .. ونكّت معه .. فضحك ضحكة مجلجلة .. اعتبرتها ضوءاً اخضراً .. فقلت له : «سعادتك .. انا عاوز أزورك مساء غد .. لوجه الله كدا .. وفي بيتك »!.
    فقال لي :« مرحب بيك .. أهلاً وسهلاً».
    وقبل المغرب بـ «قليل»، اتصلت بالأخ الأكبر كمال حامد.. وحكيت له ما حصل أمس..
    فقال لي : «إنت ماشي كويس .. برافو .. ولكن ، ابو القاسم لاقاني في نادي بري أمس بالليل .. وقال لي :« كلم صاحبك دا .. أنا بكرة ماشي مع أهلي عشان نتقدم لواحد من أولادنا لخطوبة».
    الاقتحام:
    خليت يوم «الخطوبة» مشى .. وفي اليوم التالي قررت الاقتحام..
    خاصة وأن «ابو القاسم» نفسه من الشخصيات المشهورة بـ «الاقتحام» إبّان مايو وما صحبتها من أحداث..!
    وبالفعل .. دخلت بيته بحي الصفا.. حيث يسكن الرجل في بيت فخيم وأنيق ..
    جاءني أحد أفراد اسرته الكريمة .. وفتح الباب .. قلت له :« عندي مواعيد مع السيد ابو القاسم»..!
    ادخلني .. واجلسني .. وسمعته يقول لـ«ابو القاسم» : واحد قال عنده معاك ميعاد »..!
    وقد علق «ابو القاسم» قائلاً: «دا منو دا .. العندو معاي ميعاد»..
    الرجل تفاجأ .. ولم يتفاجأ..
    تفاجأ ، لأنه لم يكن ليتصور انني ساقتحمه ، بهذه الطريقة..
    فقد توقع أن يكون الهدف في نادي بري ..!.
    ولم يتفاجأ ، لانه أصلاً كان على علم مسبق بأنني ابحث عنه للحوار.
    الامتناع:
    بعد السلامات .. ذكرّته بأمر هام جداً : وهو أن والدي سيد احمد خليفة شخصية قائمة بذاتها..
    ونبهته أن الوالد قد دخل المعتقل ، وقد كان وزيراً للداخلية وقتها السيّد مبارك الفاضل ، بسبب حوار أجراه والدي سيد أحمد خليفة مع جعفر نمــيري في عام 1989م ، قبل انقلاب يونيو بأيام ..!
    شعرت بـ«انفراجة» في أسارير «ابو القاسم» ..
    فتنازل درجة ، وهو يقول : «دعنا نتونس ساكت»..
    فقلت له :« ولكنك مخزن أسرار .. وهذه الأسرار ليست ملكك ، وإنما ملك للأجيال القادمة»..
    فتنازل درجتين .. وقال لي «إنت عاوز تحاورني في شنو؟؟.. ممكن تديني فكرة عامة .. وبعدها اقبل او ارفض »..
    فقلت له : اسئلتي ستكون على النحو الآتي:
    أنت دموي .. وقد قدت بنفسك المواجهات في «أبا» و «ود نوباوي »...
    لقد قتلتم الامام الهادي؟؟.
    üعبدالخالق محجوب أُحضر إلى المشنقة وهو ميت ..
    وأنت قتلته بـ «الدبشك» بعد فشل إنقلاب هاشم العطا؟؟.
    üلماذا قامت مايو .. وأنت كنت أبرز ضباط حركة مايو العسكرية .. ولماذا سقطت؟؟!.
    üحصارك لـ«جامعة الخرطوم» .. والدبابات حولها .. وأنت وزير للداخلية .. والشعارات الحمراء تحرضك : « إضرب .. إضرب .. يا أبوالقاسم .. بالحسم الثوري يا ابو القاسم .. حاسم .. حاسم يا أبو القاسم ..!
    ماذا كانت الحكاية ؟؟!.
    üايام مسيرة الردع .. جهزت «عصي وعكاكيز»، وأمرت ناس الاتحاد الاشتراكي أن يواجهوا بقوة مظاهرات «الانتفاضة»..!.
    üهل أنت زعلان من سوار الذهب .. وهل توقعت منه ما حدث .. ومتى التقيته لـ«آخر مرة » قبيل 6 أبريل .. وماذا دار بينكما ؟؟!.
    احسست بامتعاضه .
    ولكنه دخل في الإجابات ..
    وبدأ الحوار الملتهب ..!.

    ******************
    ******************

    ( 3 )-

    بو القاسم : هدّدوني بالقتل ، فقلت لهم «إضربوا».. ثم اقتحمت الإذاعــة..!
    -----------------------------------------------------------------------------

    عادل سيد أحمد مع أبو القاسم محمد إبراهيم في إفادات مثيرة جداً
    إنقلاب المقدم حسن حسين « كاد».. وإضراب السكة حــديد كــان «إنتفاضة»..!

    التاريخ «أنياب وأظافر »... ولحسن الطالع ، فإنَّ الأحداث الكبيرة التي شهدها السودان بعد الاستقلال... رواتها أحياء... أمدَّ الله في أعمارهم.
    ولعلي، في هذه المساحة، اتشرف بأنْ يسهم معي... ضمن حلقات « أبو القاسم محمد إبراهيم»... أستاذان قديران... عاصرا تلك الأحداث، وشاهدا فصولها...
    الاستاذ الكبير إبراهيم عبد القيوم... الصحفي القدير والسياسي المخضرم... كان في تلك الأيام رئيساً لتحرير صحيفة الأيام... وشاهداً على تلك الأحداث... وقريباً جداً من مراكز اتخاذ القرار...
    روى لنا شهادته عن الأحداث المثيرة والخطيرة التي صاحبت انقلاب المقدم حسن حسين ، في عام 1975م...
    هذا الانقلاب الذي هزَّ نظام مايو هزاً... وأدخله في امتحان ثانٍ عسير... بعد الامتحان الأول الصعب العصيب « انقلاب هاشم العطا» في 19 يوليو 71.
    أبو القاسم محمد إبراهيم يقتحم الإذاعة.. بعد جولة خطيرة بـ «الموردة والريفيرا»..!
    أشهروا المدفع في وجهي.. فقلت لهم اضربوا.. ثم دخلــوا معـي الإذاعة..!
    سألت الأستاذ الكبير إبراهيم عبد القيوم عن مشاهداته ومعلوماته...
    فقال الآتي:
    * حسن حسين كان مقدماً في القوات المسلحة...
    * قام بحركته الانقلابية عام 1975م... في الصباح الباكر...
    * نجح في الوصول للإذاعة... وأذاع بيانه...
    ولكن الانقلاب فشل ، وأُصيب حسن حسين وتم نقله لمستشفى السلاح الطبي...
    *من الأشياء الطريفة، والعجيبة في نفس الوقت أنَّ حسن حسين اعتمد في الاستيلاء على الإذاعة، على أحد «الشاوشية» الذين نفذوا مايو... حيث نجح حسن حسين في استقطابه بعد أنْ وسط «أُم» هذا الشاويش...
    *بعدها: أنا قابلت حسن حسين بالمستشفى... كان في غاية الثبات... يضحك ويتونس...
    * أما الأستاذ الشهير والصحفي الشامل كمال حامد... فقد كان حاضراً لحدث كبير... حيث كان إبان إضرابات السكة حديد وانتفاضة عطبرة... عام 1977م...كان شاهداً ومشاهداً لتلك الأحداث... حيث روى لـ «الوطن» ما يلي:
    - اضراب عطبرة شهد أحداثاً درامية... أطرافها:
    أبو القاسم... والنقابة الموالية لمايو بقيادة محمد الحسن عبد الله... والنقابة التي جابهت وتكونت عقب الأحداث بقيادة عباس الخضر...
    - الحكومة أرسلت من الخرطوم ، وزراء ليحلوا الإشكالية... أبرزهم:
    وزير العمل عبد الرحمن عبد الله... ولكنه لم ينجح... حيث لم يقابلوه...
    ثم بشير عبادي... وزير النقل والمواصلات... وفشل في مهمته...
    - مجموعة عباس الخضر هتفت في وجه أبو القاسم قائلة: «لن تحكمنا عصابة مايو»... «لو إنت عنيد، نحن حديد»...
    * هذه الحلقة... بهذه الخلفيات...
    تشكل محاور الإفادات التي نواصلها مع الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم:
    ما تعليقك على انقلاب حسن حسين؟؟.
    الشيء الذي استغربنا له بعد ذلك الانقلاب... هوأنَّ قادته كانوا «ناسنا»... نعم... حيث كان منهم مَنْ قام معنا بإنجاح حركة التغيير في 25 مايو 1969م...
    إذن... كانت الصدمة الثانية، بالنسبة لكم... بعد انقلاب هاشم العطا في يوليو 71؟؟.
    نعم... نعم... بكل تأكيد... ولكنا كنا متحسبين لكل الاحتمالات.
    الإذاعة
    أين كنت حينما وقع انقلاب حسن حسين؟؟.
    كنت أتجول بعربتي في حواري أمدرمان... والتي أحفظها «زقاق... زقاق»... مناطق الريفيرا... والموردة..!.
    ماذا فعلت ، بعد ذلك؟؟.
    تحركت مباشرة صوب الإذاعة... شافوني ناس تابعين لحسن حسين... اتجهت نحوهم...
    أحدهم أصدر أوامره بإطلاق النار على «أبو القاسم»...
    لم أقف في مكاني... استمريت في تحركي نحوهم.. وقلت للشخص الذي صوب مدفعه نحوي: « اضربني... اضربني»... وعندما وصلت أمامهم: أدوني التحية... ودخلت مع الذين «أدوني التحية الإذاعة»..!.
    أين كان حسن حسين؟؟.
    في البدء كان يقود الدبابة بنفسه... ولكن الانقلاب فشل...
    ماذا فعلتم معه؟؟
    بالطبع... بعد أنْ تم إلقاء القبض عليه... تم تقديمه لمحاكمة عسكرية، حيث قضت المحكمة بإعدامه.
    اضراب السكة حديد
    السيد أبو القاسم... أنت مشهور بالاقتحام...وقد طرت لعطبرة... في ظروف بالغة التعقيد... حيث هزتكم الحركة النقابية المناوئة لمايو... هزاً... ما القصة؟؟
    في تلك الفترة... حدث اضراب شهير للسكة حديد... ومعلوم أنَّ المركز المؤثر والذي يقود كل التحركات في مرفق السكة حديد... كان في عطبرة... كانت هناك نقابة مؤمنة... بمبادئ مايو... يقودها محمد الحسن عبد الله... ولكن ظهر آخرون يقودهم عباس الخضر دخلوا في مواجهات مع النقابة الموجودة... وأعلنوا أنهم انتفضوا على النقابة القائمة..!.
    طيارة
    ماذا كان دورك بالضبط؟؟.
    حينما تعقدت الأمور بعطبرة طلبت «طيارة»... وقررت أنْ أمشي لعطبرة...
    وصلت عطبرة... ماذا حدث؟؟.
    ذهبت للميدان الذي أقاموا فيه اللقاء... واجهوني بمعارضة شديدة، وهتافات معادية... كان وراءها مجموعة عباس الخضر.
    ماذا قلت لهم؟؟.
    أهم ما قلته لهم: « أنا جئتكم لأني عارف أنكم رجال... ولكن، هل الرجالة هي أنْ تحرقوا منامتين بتاعة قطر... الرجالة هي أنْ تحرقوا السكة حديد كلها»...
    ماذا كان رد فعلهم؟؟.
    البعض هتف، ضدنا مجدداً..!.
    ماذا فعلت بعد ذلك؟؟.
    أعلنت أنني لن أواصل حديثي إلا بعد اطلاق سراح مجموعة عباس الخضر المعتقلة... وبالفعل ذهب رجال من الأمن والشرطة وأحضروا عباس الخضر ومجموعته الى الميدان...
    بعدها تحدثت حول أننا لا نقبل الظلم لأحد... وأنَّ الأهم، بالنسبة لمايو، هو التنمية والوحدة...
    وبعدين ؟؟.
    أعلنا ضرورة قيام انتخابات حرة كاملة، بدون أية تدخلات أو تأثير... وهذا ما حدث بالفعل.

    **************************
    ***************************

                  

05-17-2009, 02:20 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    رابـعآ: أبيل ألير...نائـب الرئـيس جعفر الـنـميـري.
    ----------------------------------------------------

    أبيل ألير.. التمـادي في الحذر.
    ------------------------------

    الـمـصـدر : رماة الحدق-

    http://www.alhadag.com/investigations1.php?id=69

    حمزة بلول : الاحداث-

    *** - من المؤكد ان والد أبيل وهو يحمل زوجته المريضة وابنه الذي واجه المرض لحظة ميلاده الى مليك لم يدر بخلده ان هذا الطفل الذي يقارب الموت في لحظاته الاولى سيعيش طويلاً ويكون ذو شأن ليس في جنوب السودان وحده وانما في الوطن الكبير.

    ***- ولد المرشح الاقوي للمفوضية القومية للانتخابات في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي والمستعمر الانجليزي مازال مستقر بالسودان, سوء الحظ لم يفارق الطفل الدينكاوي أبيل بعد شفائه إذ واجهته صعوبات جمة في مسيرته التعليمية أولها الامطار التي كادت تعيق استمراره في الدراسة ولكن اصرار والده ان يصبح أبيل طبيباً مثل دكتور مشور الذي أنقذ حياة أبيل وأمه جعل إستمرار الطفل الذي وصل المدرسة متأخراً كثيراً بمعايير هذا الزمان أمر مسلم به, كما ان والدته كانت من فرط حرصها على تعليمه تذهب معه في الأيام التي يصل المطر الى الركبتين فأصبح يمشي كل يوم ميلين ونصف الى مدرسته الصغري في باديت رغم الامطار ووعورة الطريق..

    *** - وهكذا شق أبيل طريقه نحو الدراسة بماليك, وهناك اعتنق المسيحية, أخذ اسمه الذي اشتهر به لاحقاً (ابيل) بعد ان كان يعرف بـ(وال مشور). درس أبيل ألير أكواي الثانوية في رمبيك, وجلس للامتحان مرة ثانية بمدرسة وادي سيدنا الثانوية بينما اكتفى أغلب أبناء دفعته بتلك الشهادة المؤهلة للتوظيف الجيد حينها,

    *** - ومن ثم التحق بكلية الخرطوم الجامعية مفضلاً القانون على الطب ليكون بذلك ثاني طالب جنوبي يدرس القانون بعد القيادي الشيوعي الراحل جوزيف قرنق, واختار أبيل القضاء وأستفاد من تلك الفترة بتطوير نفسه حيث نال دراسات عليا للشريعة بجامعة لندن وكذلك فقه القانون الدولي بجامعة ييل بالولايات المتحدة (ماجستير).

    *** - بعدها عاد أبيل في العام 1964ليواصل وظيفته بالهيئة القضائية في الابيض ومدني.

    *** - عندما هبت ثورة اكتوبر طرحت فكرة مائدة مستديرة في العام لحل مشكلة الجنوب 1965 وتم اختيار ابيل عضواً فيها كممثل لحزب جبهة الجنوب ولما كانت تتعارض مع عمله بالقضاء فقد استقال ليتفرغ للعمل السياسي وبالطبع اختار طريق آخر ليرتزق منه وهو المحاماة وترافع في تلك الفترة عن كثير من المتهمين في قضايا لها علاقة بالعمل المسلح في جنوب السودان.

    *** - بشير محمد سعيد الذي قام بترجمة كتاب أبيل (جنوب السودان.. التمادي في نقض العهود والمواثيق) يقول في مقدمته ان أبيل استقال حرصاً منه على خدمة قضية الجنوب في نطاق وحدة السودان..

    *** - اصبح ألير عضو في لجنة الاثني عشر وكذلك لجنة الدستور وتمكن من دخول الجمعية التاسيسية في العام 1968عن دائرة بور.

    *** - ورغم صغر سنه في ذلك الزمان إلا ان تعليمه ونشاطه وقوة شخصيته دفعت به الى الصف الاول لزعماء الجنوب لهذا عندما جاء نميري للسلطة في مايو من العام 1969 اتصل به طالباً منه الانضمام للحكومة ومن جانبه وضع أبيل عدة شروط تخص مسألة جنوب السودان مستمداً أغلبها من توصيات لجنة الاثني عشر ووافق النظام الجديد معلناً النقاط التي حددها ابيل كسياسة حكومية.

    *** - واصبح ابيل نائباً لرئيس الجمهورية, وبإصراره تمكن من الضغط على نميري ليطلق يده في الحوار مع حركة الانانيا المسلحة بقيادة اللواء لاحقاً جوزيف لاقو وبالفعل تمكن أبيل مع قيادات مايو الاخرى (نميري, جعفر بخيت, اللواء الباقر, منصور خالد) وغيرهم وقيادة الانانيا من توقيع اتفاقية اديس ابابا في العام 1972, ليصبح أبيل أول رئيس لحكومة الجنوب الانتقالية ومن ثم رئيساً للمجلس التنفيذي العالي.

    *** - وبرغم دوره الكبير في الاتفاقية إلا ان جوزيف لاقو اعتبره نقطة الضعف الاساسية وكتب في مذكراته التي قام بتعريبها المترجم والسياسي محمد علي جادين ان قيادة أبيل للوفد الحكومي جعلتهم يحسون ان الحكومة غير جادة في التفاوض معهم باعتبار ان المضطهد يحاور المضطهد وكأنما الأمر فتنة, ويضيف لاقو: ساد في أجواء المفاوضات ان ابيل سيكون الجنوبي صاحب المنصب الأرفع بعد الاتفاق مما أربك موقفنا التفاوضي.

    *** - ويخلص لاقو الى أسفه الشديد لقيادة ابيل للوفد الحكومي وفي ذات الوقت أبان عن شعوره بالارتياح الشديد عندما علم ان اللواء الباقر احمد سيكون عضو بالوفد!.

    *** - لعل شخصية أبيل القومية هي ما دعت الشريف حسين الهندي لترشيحه ليكون (رئيس مجلس السيادة) حال نجاح حركة يوليو1976, هذا ماقاله لي القاضي فتح الرحمن البدوي عندما سألته عن معرفته بألير وعن مكان وزمان الاقتراح يجيب البدوي هذا كان في اجتماعات الجبهة الوطنية بليبيا قبل بداية التحرك, ولكن جوزيف لاقو ينظر الى النصف الآخر من الكوب حيث يروي في مذكراته انهم عانوا أثناء التفاوض من ضعف واضح في الجانب الاقتصادي لعدم خبرة المفاوضين عدا لورنس وول.

    *** - ويواصل لاقو ان دكتور جعفر محمد علي بخيت اخبره لاحقاً انه لاحظ هذا اثناء المفاوضات وحاول ان يقدم مساعدات ولكن أعضاء الوفد الحكومي منعوه.

    *** - وينهي لاقو القصة بأنه عندما واجهتهم اشكاليات في التطبيق الاقتصادي حكي له ابيل الير عن ذات القصة مما يدل على علمه مما جعل لاقو يبدي اندهاشه لأن ألير كان رئيساً للوفد الحكومي الذي رفض معاونتهم!..

    *** - من الملاحظات الاساسية في تكوين شخصية أبيل ألير والتي اتفق حولها كثير ممن استفسرتهم عنه هي الحذر وعدم التسرع ولعل هذا يتضح في الوثائق الامريكية التي نشرت مؤخراً وترجمها محمد علي صالح لموقع (سودانايل الالكتروني) ويقول التقرير انهم ارسلوا معلومات سابقة عنه ولكنه يضيف تعليقاً مهماً (لاحظنا ان بعض الناس ينتقدونه لأنه حذر أكثر مما يجب "سيوبر كوشص".

    *** - لكن، يثني عليه آخرون لان حذره مناسب. ولأنه صبور. ولأنه مصمم بدرجة تتطلبها وظيفته في الوقت الحاضر. لا يشك في صدقه. يبدو انه يتمتع بثقة الرئيس نميري، ويقدر على الاتصال معه مباشرة).. ذات التوصيف مع اختلاف المفردات هو ماقاله لي المحامي ناجي احمد عباس الذي يظهر في البعض القضايا تحت مظلة مكتب أبيل ألير (يتصف بالهدوء وعدم التسرع) بهذا يمكن ان نلحظ ببساطة مدى استقرار شخصية أبيل ألير فذات الصفة التي رصدها الامريكان قبل سنين طويلة هي ذات ما التقطه المحامي الشاب في عمله مع أبيل قبل سنوات بسيطة.

    *** - أيضاً تصب في ذات الاطار قصة زيارة الراحل قرنق له في بور وهو في طريقه للتمرد على الدولة المركزية حيث لم يذهب ابيل معه متمرداً وان أعجبته شجاعة قرنق كما عبر عنها في كتابه جنوب السودان..

    *** - بعد الانتفاضة عاد ألير الى المحاماة وفتح مكتبه في الطابق الثالث بعمارة ساته شارع الطيار مراد في المنطقة بين شارعي الجمهورية والجامعة ولم يقفله او يغير موقعه منذ ذلك الحين.. ويقول مدير مكتبه حسن عبدالمجيد لـ(الاحداث) ان علاقته امتدت بمولانا ابيل منذ بداية السبعينات والى الآن, مضيفاً ان ابيل نشيط ويتحرك بمواعيد ويلتزم بها جداً, وعن مكتبهم يقول انه بالاضافة الى العملاء العاديين فإن الير كان مستشاراً لعدة منظمات مثل مجلس الكنائس السوداني ولكنه تفرغ لمهام المفوضية القومية للمراجعة الدستورية التي يرأسها بالاشتراك مع القاضي عبدالله ادريس.

    *** - ويضئ الامين العام لمفوضية الدستور ماجد يوسف جوانب اخرى من شخصية وسلوك أبيل الير حيث يقول لـ(الاحداث) بعد الانتفاضة جاء وسلم سيارته الحكومية ولم يكن يملك مبلغاً يشتري به غيرها.

    *** - ويضيف انه حسب تعامله معه لمدة عامين وصل الى ان ابيل مطلع جداً على دقائق الحياة السياسية والاجتماعية كما انه يتمتع بدرجة عالية من الحكمة ومستمع جيد للغاية ويتضح لك ذلك عندما يرد عليك حيث تجده قد استوعب ماقلته بعمق.

    *** - ويكشف ماجد لـ(الاحداث) ان ابيل كان الجندي المجهول في مفاوضات نيفاشا وكذلك في حلحلة المشاكل اللاحقة بين الشريكين، منهجه في ذلك الحكمة وليس العاطفة, حديث ماجد هذا أعادني الى موقف شهدته يوم رحيل قرنق بفندق قرين فيلدج في ضاحية بري, وكان الخبر وقتها له ساعات قليلة وقدمت مظاهرة مكونة من طالبات جنوبيات للفندق وهن في حالة من التشنج والصراخ يبدو انه ناتج من احساسهن بان الحادث مقصود, ولم يفلح في تطمينهم كل قيادات الحركة المتواجدة عند مدخل الفندق لحظتها مما استدعي احد الموجودين للذهاب لأبيل الير المتواجد بالداخل وبالفعل سيطر ابيل على الجو في لحظات بعد حديثه عن القضاء والقدر مستلهماً بعض الحكم من التراث الشعبي بجنوب السودان, وعادت الطالبات للبكاء لكن بيقين مختلف عن الذي قدمن به ولعل مجهوده اللاحق بعد ذلك في تهدئة الاوضاع بعد هو مارشحه ليرأس لجنة التحقيق الوطنية في مقتل قرنق..

    *** - ايضاً يضيف ماجد ان ألير يحترم الناس بشكل عام وطوال عمله معه المستمر منذ عامين لم يشاهده يسلم على شخص جالس, وعندما طرحت علي ماجد سؤال عن سلوكه العملي أفادني انه يلتزم بمواعيده كما انه صارم جداً في التعامل مع الغربيين الذين يصلون الي السودان ويطلبون مقابلته فلا يجلس مع أحدهم إلا بعد ان يحدد موضوعه الذي يريد مقابلته فيه ويقتنع بضرورة المقابلة.

    *** - ويضيف ماجد سمة اخرى قائلاً ان ابيل رفض بعض المخصصات التي منحت له وعندما سأله رد بانه عود نفسه وأولاده ألا يتعلقوا بشئ غير دائم حتي لا تصبح الحياة صعبة بدونه, ويتفق ماجد مع حسن وناجي والتقرير الامريكي بأن ابيل صبور جداً ويضيف انه قليل الغضب وهنا يحكي مدير مكتبه حديث قاله له ابيل انه عندما كان قاضياً لايحكم ابداً في قضية وهو غاضب أو مبسوط.

    رغم اختلاف جوزيف لاقو في تقييمه لدور أبيل الير السياسي وامتعاضه الشديد الذي لم يخفيه في مذكراته وكذلك اتهامه له بالاشتراك مع نميري وقرنق في تخريب اتفاقية أديس ابابا في حوار منشور بصحيفة الصحافة قبل أعوام إلا ان حسن افادني انه شاهد لاقو في مكتب الير في الخرطوم بعد الانتفاضة أكثر من مرة!

    *** - ويبقى الجانب الاجتماعي من شخصية أبيل هو محل اتفاق كل من سألتهم بدءاً من جاره الشاب شاذلي الطاهر حيث يقول ان أبيل شخص حيوي ويزور الناس ومتحرك في المناسبات ولا يغيب عن أي مناسبة مالم يكن مسافراً, وتجيبني جارته نعيمة حسن بحر حين سألتها عن أبيل (ياسلااام عليه دا زول تمام) مواصلة ان أبيل دائماً مايكون الاول في مناسبات الحي ويأتي حاملاً السكر والشاي والدقيق ولا يمكن ان تكون لديه مناسبة ولايدعونا ابداً, وتضيف ان علاقته بجيرانه خاصة الرجال متميزة جداً.

    *** - القاضى خلف الله الرشيد أفادني بان أبيل شخص ممتاز وكان يتلوه بدفعتين في الجامعة, وفي ذات الاطار أتت افادة القاضى البدوي "ابيل زول كويس وقومي" ويضيف البدوي ان الشريف حسين قال له ذات مرة (ان احساسه يقول له ان ابيل مسلم لكن داسي اسلامه)! ويمكن ان يفسر هذا ان ابيل الير دائما ما يكون المرشح الاول في اي وظيفة تتطلب البعد القومي..

    *** - ماجد يوسف قال يمكن لأي شخص ان يحكم على العلاقات الاجتماعية الكبيرة لابيل اذا شاهد الحضور عند زواج احدى بناته وكذلك في وفاة ابنته حيث شهدت المناسبتين عدداً كبيراً ومتنوعاً من البشر, عند مقابلتي لزوجة عضو مجلس قيادة الثورة السابق اللواء دومنيك كاسيانو ذكرت لي ان صديق الاسرة الحميم هو مولانا أبيل الير.. تطابقت ذات الاوصاف عندما طرحت التساؤل على جيرانه في المكتب كلهم أتفقوا على إجتماعيته.


    *** - الدراسة في ارقي الجامعات محلياً وعالمياً وكذلك عمله في القضاء والمحاماة راكمت لدى ألير خبرة كبيرة جعلته كما يقول المحامي ناجي عقلية قانونية فذة ومن شراح القانون, وخط ألير مقالات في القانون الدستوري, وكذلك عن خرق القانون الانساني الدولي قضية (والد هيلاري)..

    *** - ويعتبر ألير زميل زائر في كلية القانون بإكسفورد, أما في السياسة فكتابه جنوب السودان التمادي في نقض العهود والمواثيق لايزال يعتبر حجة في حقوق الجنوب ويلاحظ ان كل من كتب أو تحدث عن التاريخ الحديث أو جنوب السودان أخذ رؤية ألير كحقيقة مسلم بها, ايضاً له كتاب آخر بالانجليزية (قضايا الحرب والسلام في جنوب السودان "دراسة مقارنة") ترجمه هنري رياض ولكن لم يجد حظه من الشهرة.

    يقيم أبيل الير بأركويت مربع 48 في منزله المكون من طابقين المرقم 279 منذ الانتفاضة, كان في ذهني وانا بالباب حديث ماجد يوسف ان منزل أبيل منزل زعيم جنوبي, ايضاً تبادر الى ذاكرتي ما قالته جارته نعيمة انه يأوي كثير من أهله , قادني الشاب كواي قريب الير الي غرفة استقبال منزل الير وبينما انا في الانتظار تناهي الي مسامعي صوت المسلسل التركي الشهير (نور) من احدي تلفزيونات المنزل, بعدها سألت كواي ماج عن إقامة أناس بمنزل ألير من أهله وغيرهم وكان رده بالايجاب برغم من الملمح الارستقراطي للمنزل, وعن تكوين الاسرة يقول كواي زوجته جهينة صيام, وخمسة أبناء ثلاثة أولاد وبنتين وحسب الترتيب العمري (أناي"توفيت", كواي, أين, لوال, كت)..

    *** - وعن برنامجه بالمنزل يقول كواي ان الير يقرأ من الساعة 9 مساء لأوقات متأخرة من الليل وبرغم هذا يصحو مبكراً, النقطة الاهم والاكثر إثارة للدهشة ان أبيل ألير الذي بلغ ثلاثة ارباع قرن من عمره لازال يمارس الرياضة والجري لمدة ساعتين يومياً صباحاً ومساء.
                  

05-17-2009, 06:14 AM

saif addawla
<asaif addawla
تاريخ التسجيل: 12-07-2006
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ما دام السؤال عن اين هم الرجال الذين كانوا حول الرئيس ، اين ( الهتيف ) هاشم الزبير ؟
                  

05-17-2009, 08:44 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،
    ســـيف عـوض اللـه،
    تـحياتي ومـودتي،
    وشـكري علي قدومـك الـميمون،

    *** - تعرف ياأخ سـيف، هاشـم الزبيـر لايدخل ضمن الشخصيات المهمة في زمن نميري، والبوست سيتناول الاشخاص الذين شـغلوا وظائف دسـتورية او كانوا وزراء ووزراء دولة ومستشارين وكبار القادة الضباط، ولكن كونك متذكر هاشـم الزبيـر ده معناه عـندك ذاكرة شـديدة اللـه يـحـفظـها لك.

    *** - اواصـل الكتابة عـن " رجـال حـول الرئـيس نـميـري " واود ان اعـتذر عـن خـطأ في معلومة كتبتـها وفات علي وقتها ان اصـحـحها وهي خـاصـة
    بالسيد بابكر عـوض اللـه، فهو لـم يشـغل منصـب نائب الرئيس وانـما ظل وطـوال عـمله مع نـميـري من عام 1969 وحـتي 1971 ويشـغل منـصب رئيـس الوزراء ثـم سافر بعـدها للقاهرة واسـتقر بـها مع اسـرته بصـورة دائـمة.

    *********************
    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،
    ســـيف عـوض اللـه،
    تـحياتي ومـودتي،
    وشـكري علي قدومـك الـميمون،

    *** - تعرف ياأخ سـيف، هاشـم الزبيـر لايدخل ضمن الشخصيات المهمة في زمن نميري، والبوست سيتناول الاشخاص الذين شـغلوا وظائف دسـتورية او كانوا وزراء ووزراء دولة ومستشارين وكبار القادة الضباط، ولكن كونك متذكر هاشـم الزبيـر ده معناه عـندك ذاكرة شـديدة اللـه يـحـفظـها لك.

    *** - اواصـل الكتابة عـن " رجـال حـول الرئـيس نـميـري " واود ان اعـتذر عـن خـطأ في معلومة كتبتـها وفات علي وقتها ان اصـحـحها وهي خـاصـة
    بالسيد بابكر عـوض اللـه، فهو لـم يشـغل منصـب نائب الرئيس وانـما ظل وطـوال عـمله مع نـميـري من عام 1969 وحـتي 1971 ويشـغل منـصب رئيـس الوزراء ثـم سافر بعـدها للقاهرة واسـتقر بـها مع اسـرته بصـورة دائـمة.

    *********************
    *********************

    ( 1 )-
    الاسم بابكر عوض الله
    ----------------------------
    الـمصـدر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

    ولــد عام 1917م بالقطينة بولاية النيل الأبيض وتخرج في مدرســـة الحــقوق بكلية غردون التذكارية 1940م جامعة الخرطوم حاليا. نال ماجستير في القانون و عمل رئيساً لمجلس النواب في 1954م و تولى رئاسة المحكمة العليا و منصب رئيس القضاء عام 1964م ،ثم منصب رئيس الوزراء إبان حكومة مايو في الفترة من 25 مايو 1969 م وحتى أكتوبر 1970م .

    **********************************
    **********************************

    ( 2 )-
    من رسائل فاطمة إبراهيم إلى جعفر النميري وبابكر عوض الله.
    -----------------------------------------------------

    الـمصـدر:- جميع الحقوق محفوظة لجريدة النور.

    بقلم: النور.

    تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش، وهي في الإقامة القسرية، يوم 26 تموز »يوليو« ،1971 وقد وجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:

    »كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم. لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته.

    وفي تجريد الشفيع من »وسام النيلين« منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة.

    يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة.

    يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية.

    يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني..«.

    كما وجهت رسالة إلى السيد بابكر عوض الله،
    وزير العدل، يوم نفّذ حكم الإعدام بالشفيع، جاء فيها:
    -------------------------------------------------------
    »إلى وزير العدل في بلد اغتيل فيه العدل! إلى رجل القانون الذي وئد القانون أمام سمعه وبصره، وتحكّم الحقد وعمّت الفوضى..

    أكتب إليك في موضوع أساسي يتعلق بالعدالة وسيادة القانون وأبسط حقوق الإنسان، ألا وهو محاكمة الشفيع وتنفيذ الحكم عليه بالإعدام بواسطة محكمة عسكرية سرية، لم يمنح فيها حقه المشروع في الدفاع عن نفسه. وبصفتك رجل قانون، لا يكفي فقط أن تقتنع السلطة الحاكمة وحدها بعدالة المحاكمة، بل يجب أن يقتنع الرأي العام وتقتنع أسرة الشهيد المظلوم كذلك بالاطلاع على حيثيات الحكم والمحاكمة.. فقد تمت محاكمته في ساعات وتم إعدامه في لحظات، وهو كما تعلم مدني لم يحمل سلاحاً في وجه أحد في يوم من الأيام، وتاريخ نضاله المشرف يثبت ذلك«.

    *****************************
    *****************************

    ( 3 )-

    وثائق امريكية عن نميري (14):
    -------------------------------------

    بابكر عوض الله :

    واشنطن: محمد علي صالح-
    [email protected]

    عداء عوض الله الشديد لامريكا:
    -----------------------------

    *** - كان السوداني الوحيد في حفل، فاحس بالاهمال
    *** - هل جامل عبد الكريم ميرغني اصهاره آل عثمان صالح؟
    *** -زوجة عوض الله خافت ان يقتل في نيويورك.


    في الحلقة السابقة من هذه المقتطفات من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن انقلاب 25 مايو سنة 1969، ارسلت وزارة الخارجية الى السفير الامريكي في الخرطوم الآتي:

    " نقل "فيبس" (قسم الاستماع للاذاعات الاجنبية، التابع لوزارة الخارجية الامريكية) الخبر الآتي من اذاعة امدرمان في السودان:

    "في تصريح خاص لوكالة الانباء السودانية، قال بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، ان حكومة الثورة اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان دبلوماسيين امريكيين كانوا يتصلون مع عناصر رجعية. ولهذا، تقرر طرد الدبلوماسيين من السودان. واضاف رئيس الوزراء ان حكومة الثورة كشفت وافشلت كل المؤامرات التي دبرها الرجعيون والامبرياليون."

    بعد اذاعة هذا الخبر، اتصل بنا صحافيون امريكيون يريدون التأكد منه. ونحن وزعنا عليهم بيانا قلنا فيه ان حكومة السودان قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع السودان سنة 1967، مباشرة بعد بداية الحرب بين العرب واسرائيل. واليوم، يوجد في الخرطوم مكتب لرعاية المصالح الاميركية، وفيه دبلوماسيون امريكيون. وانهم لا يتدخلون في الشئون الداخلية للسودان ...

    نرفق مع هذا نص البيان. ونرجو اتباع ما فيه عند الرد على اتهامات رئيس وزراء السودان."

    في هذه الحلقة وثائق عن عداء بابكر عوض الله لامريكا:

    -------------------------------------
    وليام شميك:
    التاريخ: 13-8-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    صور الى: السفير، اثينا، السفير، لاهاي
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "اليوم، قابلنا وليام شميك، مراسل جريدة "بولتيمور صن" الامريكية، والذي جاء الى السودان للكتابة عن انقلاب نميري. ولساعة كاملة، قابل بابكر عوض الله، رئيس الوزراء ...

    قال لنا شميك ان عداء عوض الله لنا لا حدود له. وانه قضى معظم الوقت ينتقد السياسة الاميريكية. وانه امر بطرد ستة دبلوماسيين في السفارة الامريكية في الخرطوم لانهم عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ...

    وان عوض الله قال ان في الولايات المتحدة حكومتين: ظاهرة وباطنة. الظاهرة هي الحكومة الشرعية القانونية. والخفية هي حكومة الاستخبارات التي تدير السياسة الامريكية الخارجية ...

    وان عوض الله انتقد السياسة الامريكية نحو اسرائيل، وطالبنا بالضغط على اسرائيل لقبول قرار مجلس الامن رقم 242 (بالانسحاب من الاراضي العربية التي احتلتها في حرب سنة 1967) ...

    وان عوض الله قال انه لن يعيد العلاقات الدبلوماسية الكاملة معنا، وذلك بسبب موقفنا من القضية الفلسطينية. (قطعت العلاقات بسبب حرب 1967، ويوجد في الخرطوم مكتب لرعاية المصالح) ... "

    ادوارد جيرجيان:
    التاريخ: 6-9-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "امس، قابلت ادوراد جيرجيان، رجل الاعمال السوداني، وصديق بابكر عوض الله، رئيس الوزراء. وكان شريكة في اعمال تجارية قبل ان يصبح رئيسا للوزراء ...

    وقال جيرجيان ان عوض الله حكى له عن مشاكل داخل مجلس الوزراء. واشتكى من مرتضى احمد ابراهيم، وزير الري. وان مرتضى وزير من الدرجة الثانية، ولن يقدر على الانتصار على عوض الله.

    لكن، قال جيرجيان ان عوض الله، احيانا، متقلب المزاج، ومناكف، وغريب التصرفات:

    مثلا: بعد ان صار رئيسا للوزراء، رفض مقابلة سفير اليابان، لان السفير، قبل ان يصبح عوض الله رئيسا للوزراء، قابله مرات كثيرة في مكتب او منزل جيرجيان. واهمله. ويبدو ان عوض الله لم ينسى ذلك.

    مثلا: قبل ان يصير رئيسا للوزراء، وفي حفل اقامه جيرجيان، ودعا له اربعين شخصا تقريبا، كان عوض الله هو السوداني الوحيد. ولم يهتم به احد. واغضبه ذلك كثيرا. لم يهتم به احد غير كلو نويل، السفير الامريكي. ويبدو انه قدر ذلك. رغم شكوكه الكثيرة في الامريكيين ...

    وانا سألت جيرجيان عن خطة نميري لتأميم شركات التصدير والتوريد. وعن قرار نميري بتجميد رخص هذه الشركات. وقال جيرجيان انه حذر بابكر عوض الله. وقال له ان شركة جيرجيان ستكون اول الضحايا. لكن، طمأنه عوض الله بان تجميد الرخص سينتهي بعد شهر ...

    وانا سالت جيرجيان عن تاسيس شركة الصمغ العربي الحكومية. واذا كان الهدف هو انقاذ شركة عثمان صالح التي تتاجر في الصمغ، لكنها تواجه خسارة كبيرة. وقال جرجيان ان ذلك غير مستغرب، خاصة لأن هناك علاقة مصاهرة بين آل عثمان صالح وعبد الكريم ميرغني، وزير التجارة الخارجية ...

    واقترح جيرجيان ان ارسل له فيلم "يو اس آى اس" (وكالة المعلومات الامريكية) عن ارسال اول انسان الى القمر. وذلك حتى يعرضه على بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، بهدف تخفيض عدائه لنا.

    وانا قلت لجيرجيان انني لا افهم شدة عداء الرجل لنا. وانه يبدو ذكيا، ومخلصا. لكنه يستغل كل فرصة ليتهمنا بالتدخل في شئون السودان الداخلية. وبالتآمر ضد حكومة نميري. رغم اننا كررنا، بكل الطرق الرسمية والخاصة، ان هذا غير صحيح ... "

    عوض الله في نيويورك:
    ---------------------

    التاريخ: 11-9-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الامم المتحدة
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "حسب معلوماتنا، سيقود بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، وفد السودان الى جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة. ونود ان تلاحظوا الآتي:

    اولا: نريد التقرب الى عوض الله، واقناعه اننا لا نتأمر ضده، او ضد حكومته.

    ثانيا: نقترح ان تقوموا بمبادرات لمقابلة عوض الله، والتودد له.

    ثانيا: يعتقد عوض الله اعتقادا جازما ان ما يسميها "الحكومة الامريكية الخفية" او "حكومة الاستخبارات المركزية" تخطط لاسقاط حكومة السودان بقيادة نميري.

    ثالثا: يخاف عوض الله على نفسه شخصيا. وقال لنا جيرجيان، رجل اعمال وصديق وشريك لعوض الله، ان زوجة عوض الله سألت اذا كان زوجها سيعود سالما من نيويورك. وانها تخاف ان نتأمر عليه، وان نقتله ...

    السؤال هو: هل مثل هذه الاشياء التي لا تصدق افتعالية؟ او انها تصور شعورا حقيقيا، سواء من رئيس وزراء السودان، أو من غيره؟

    طبعا، كما تعلمون، احيانا تتناقض السياسة مع العواطف.

    واحيانا، لا نكاد نفرق بين الدراما والواقع.

    وخاصة في دول العالم الثالث، كما تعلمون، يوجد اعتقاد عام بأن الامريكيين لا عمل لهم سوى التأمر والتدخل في شئونهم الداخلية ...

    هذا شئ لا يصدق.

    حتى قادة متعلمون ومثقفون ومنفتحون، يتحدثون عن مخططات امريكية خيالية ضدهم او ضد شعوبهم. خاصة من وكالة الاستخبارات المركزية ...

    انه شئ يمكن ان نسميه "فرايتند سمبلسيتي" (بساطة خائفة، خوف البسطاء) ... "

    الرئيس نيكسون:
    التاريخ: 19-9-1969
    من: السفير، الامم المتحدة
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم

    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "يقود بابكر عوض الله، رئيس وزراء السودان، وفد بلاده لجلسات الجمعية العامة للامم المتحدة. لكنه يبدو معاديا لنا في تشدد:

    اولا، رفض كل مبادراتنا، ليس فقط لتحسين علاقاتنا معه، ومع السودان، ولكن، ايضا، لمجرد الحديث معه.

    ثانيا: رفض حضور الحفل السنوي التقليدي الذي يقيمه الرئيس الامريكي لرؤساء الوفود الذين جاءوا الى اجتماعات الامم المتحدة. وكان الرئيس نيكسون جاء الى هنا، وخاطب الجمعية العامة للامم المتحدة.

    ثالثا: رفض مقابلة ديفيد نيوصم، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية. والذي، ايضا حسب عادة سنوية، جاء الى هنا لمقابلة رؤساء الوفود الافريقية ...

    رابعا: وزعنا بطاقات الدعوة لحفل يوم 24-9، وهو الحفل التقليدي السنوي الذي يقيمه وزير الخارجية لرؤساء الوفود. ويبدو ان عوض الله سيرفض ...

    وامس، قال لنا محمد المصباح، القائم باعمال سفير السودان في واشنطن، ان عوض الله رفض كل محاولاته لتقليل تشدده، ولقبول، على الاقل، دعوات المسئولين الامريكيين ... "

    محمد ميرغني:
    التاريخ: 27-9-1969
    من: السفير، الامم المتحدة
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "قابلنا مساء امس الاول، محمد ميرغني، صحافي سوداني (تعليق: ربما يقصد مراسل وكالة "رويتر" في الخرطوم في ذلك الوقت).

    جاء الى هنا ليتابع زيارة وفد السودان للجمعية العامة للامم المتحدة بقيادة بابكر عوض الله، رئيس الوزراء. وقال لنا ان عوض الله يجرى اتصالات كثيرة، لكن قليلا جدا منها مع الامريكيين. وان عوض الله احس بالسعادة لأن اونيل، السفير الامريكي في الخرطوم، قابله هنا، وكان وديا نحوه ...

    لكن، قال محمد ميرغني ان عوض الله لم يتنازل عن عدائه الشديد للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة ...

    وان عوض الله رفض مقابلة نيوصم، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية. وقال: "قلت ما اريد ان اقوله في خطبي وخطاباتي الرسمية." رفض عوض الله رغم ان السفير اونيل والصحافي محمد ميرغني الحا عليه.

    وقال محمد ميرغني ان سفير دولة شيوعية شرق اروبية في الامم المتحدة قدم الى فخر الدين محمد، سفير السودان في الامم المتحدة، قائمة سميت "عملاء الاستخبارات الامريكية في الخرطوم". وان فخر الدين سلمها الى بابكر عوض الله. وان ذلك زاد من عداء الرجل لنا ...

    وقال محمد ميرغني ان اعضاء وفد السودان الى الامم المتحدة كلهم "يس مين" (رجال لا يقولون الا "نعم"). وانهم لا يقولون لبابكر عوض الله الا ما يريد ان يسمع، ولا يملكون الشجاعة ليقولوا له غير ذلك ..."

    منصور خالد وفاروق ابو عيسي:
    التاريخ: 28-9-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الامم المتحدة
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "الحاقا ببرقية سابقة عن طرق التودد نحو بابكر عوض الله، رئيس وزراء السودان، نقدم هذه المعلومات عن بعض اعضاء الوفد المرافق له، والوفد الذي سيذهب الى واشنطن للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد العالمي:

    اولا: منصور خالد: يستحق ان نقابله، وسيرحب بذلك. ليبرالي، و"ديديكيتد" (متفاني)، ومتعلم جدا، واكثر معرفة بشئون العالم من بقية المسئولين في الحكومة. وقضى وقتا مع منظمة "اليونسكو" في الجزائر وفي باريس. ومن المقربين جدا للرئيس نميري.

    ثانيا: فاروق ابو عيسى: شيوعي "هارد شيل" (قوي). ولا نتوقع اي فائدة من الاتصال به.

    ثالثا: ابوبكر عثمان محمد صالح: ظلت تربطنا معه علاقات "كورديال" (ودية). ونتوقع ان يبقى وزيرا دائما في بعثة السودان في الامم المتحدة.

    رابعا: مكاوي مصطفى، وزير المالية: "ليفتست، اونست، هاردويركنق" (يساري ونزيه ويعمل في تفاني).

    خامسا: مهدي احمد، وكيل وزارة التخطيط: نال شهادة دراسات عليا في جامعة سيراكيوز سنة 1964، ويرحب بالحديث معنا.

    سادسا: اسماعيل المكي، وكيل وزراة الخزانة، نال ماجستير اقتصاد من جامعة ميشيقان ستيت خلال نفس الفترة، وايضا يرحب بالحديث معنا ... "

    المصدر:[email protected]

    *********************************
    *********************************


    وثائق وثائق امريكية عن نميري (17) ...
    -----------------------------------------------

    واشنطن: محمد علي صالح
    [email protected]

    الثلاثاء, 24 فبراير 2009 11:21

    تعديل وزاري-
    --------------
    *** - لماذا عزل رئيس الوزراء بابكر عوض الله؟
    *** - نميري يفضل القوميين العرب على الشيوعيين
    *** - ل كان عثمان حسين "بلاي بوي عسكري"؟

    في الحلقة السادسة عشرة من وثائق وزارة الخارجية الاميركية عن نظام نميري، وبعد اربعة شهور من بدايته، ويوم 26-9-1969، ارسل السفير الامريكي في الخرطوم البرقية الآتية الى وزير الخارجية في واشنطن:
    "امس، قابلت ادوراد جيرجيان، رجل الاعمال السوداني، وصديق بابكر عوض الله، رئيس الوزراء. وكان شريكه في اعمال تجارية قبل ان يصبح رئيسا للوزراء ...
    وقال جيرجيان ان عوض الله، احيانا، متقلب المزاج، ومناكف، وغريب التصرفات.
    مثلا: بعد ان صار رئيسا للوزراء، رفض مقابلة سفير اليابان، لان السفير، قبل ان يصبح عوض الله رئيسا للوزراء، قابله مرات كثيرة في مكتب او منزل جيرجيان. واهمله. ويبدو ان عوض الله لم ينسى ذلك.

    مثلا: قبل ان يصير رئيسا للوزراء، وفي حفل اقامه جيرجيان، ودعا له اربعين شخصا تقريبا، كان عوض الله هو السوداني الوحيد. ولم يهتم به احد. واغضبه ذلك كثيرا. لم يهتم به احد غير كلو نويل، السفير الامريكي. ويبدو انه قدر ذلك. رغم شكوكه الكثيرة في الامريكيين ...
    واقترح جيرجيان ان ارسل له فيلم "يو اس آى اس" (وكالة المعلومات الامريكية) عن ارسال اول انسان الى القمر. وذلك حتى يعرضه على بابكر عوض الله، بهدف تخفيض عدائه لنا.

    وانا قلت لجيرجيان انني لا افهم شدة عداء الرجل لنا. وانه يبدو ذكيا، ومخلصا. لكنه يستغل كل فرصة ليتهمنا بالتدخل في شئون السودان الداخلية. وبالتآمر ضد حكومة نميري. رغم اننا كررنا، بكل الطرق الرسمية والخاصة، ان هذا غير صحيح ... "

    بعد هذه البرقية بشهر واحد، اجرى نميري اول تعديل وزاري. بالاضافة الى رئاسة مجلس قيادة الثورة، صار رئيسا للوزراء. وعين بابكر عوض الله وزيرا للخارجية. واقال وزراء شيوعيين، واضاف وزارء قوميين عرب وناصريين.
    وكانت تلك بداية مرحلة جديدة. زادت شكوك نميري في الشيوعيين، وبدا يعتمد اكثر على القوميين العرب. وهذه وثائق عن هذا الموضوع:

    اقالة بابكر عوض الله:
    -----------------------
    التاريخ: 10-10-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: استقالة رئيس الوزراء-
    "في ساعة متأخرة من ليلة اول امس، اصدر مجلس قيادة الثورة بيانا قال فيه ان تصريحات بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، خلال زيارته لالمانيا الشرقية الشيوعية، تصريحات شخصية، ولا تعبر عن رأي الحكومة.
    وكان عوض الله قال، في برلين الشرقية، ان "الثورة السودانية لا تستطيع ان تتقدم بدون الشيوعيين."

    حسب معلوماتنا، عاد عوض الله الى الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح اليوم. ونتوقع ان يعقد مجلس قيادة الثورة اجتماعا اليوم يتحدث فيه عوض الله عن الموضوع. ونتوقع ان ينتقده المجلس نقدا شديدا. ونتوقع ان تكون هذه خطوة اخرى نحو عزل عوض الله.

    حسب معلوماتنا، سوف تعلن استقالة عوض الله خلال الايام القليلة القادمة. وصار واضحا ان اغلبية اعضاء مجلس قيادة الثورة غير راضية عن تصريحاته. في الجانب الآخر، حسب معرفتنا لعوض الله، نعتقد انه هو، نفسه، لن يريد الاستمرار في رئاسة الوزراة، لانه رجل حساس، ويضع حسابات دقيقة لما يعرف ولما لا يعرف ... "

    مفترق الطرق:
    -----------------
    التاريخ: 14-10-1969
    من: قسم الاستخبارات والبحوث، وزارة الخارجية
    الى: الوزير
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: ثورة السودان في مفترق الطرق
    (مقتطفات من تقرير طويل):
    "فجرت تصريحات بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، في برلين الشرقية خلافا عميقا في القيادة السودانية بين الشيوعيين والوطنيين. ووضعت ثورة السودان في مفترق الطرق. وتزيد اهمية ذلك لان عوض الله وطني، لكنه يؤيد التحالف مع الشيوعيين، ويختلف في ذلك عن آخرين في الحكومة السودانية. وطبعا يختلف عن الاحزاب الاسلامية التقليدية التي تراقب من الخارج لتستغل اي خلافات بين الشيوعيين والوطنيين ...

    في جانب، لا يريد نميري وزملاؤه العسكريون الذين قادوا الثورة اغضاب الشيوعيين، لانهم يحتاجون لهم كقاعدة شعبية وسياسية. وفي الجانب الآخر، لا يريد الشيوعيون اغضاب نميري، واغضاب جزء كبير من الشعب السوداني، حتى لا يكرروا الكارثة التي حلت بهم سنة 1964، عندما بالغوا في استعراض قوتهم بعد الثورة التي اسقطت حكومة الفريق ابراهيم عبود ...

    لكن، رغم حاجة كل فريق للآخر، صار واضحا ان الخلافات العقائدية بينهما كبيرة. ويبدو ان الشيوعيين لم يتعظوا من دروس سنة 1964، وذلك لانهم الآن يريدون السيطرة على حكومة نميري. وقبل شهور، غضبوا لأن نميري اختار وزراء غير شيوعيين.

    وقبل شهرين، ظهرت الخلافات الى السطح عندما اعلن وزير المالية زيادة الضرائب،. وعارضها اتحاد نقابات العمال الذي يسيطر عليه الشيوعيون. واضطر نميري لتوجيه خطاب الى الشعب السوداني هاجم فيه النقابات والشيوعيين. ثم الغي برنامج احتفالات النقابات بذكرى اضراب سنة 1966، بعد ان فهم نميري انهم، في الحقيقة، لا يريدون الاحتفال بقدرما يريدون استعراض قوتهم ...

    تعديل وزاري :
    -------------------
    التاريخ: 29-10-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: تعديل وزاري
    "خلال الشهور القليلة الماضية، صار واضحا ان وزراء حكومة نميري غير منضبطين. وان كل وزير يفعل ما يريد، ويضطر مجلس الوزراء، من وقت لآخر، لاصدار بيان ليقلل من الحرج العام بسبب هذه الفوضى.

    وامس، اشار نميرى الى ذلك في الخطاب الذي اعلن فيه تعديلا وزاريا: عزل بابكر عوض الله، رئيس الوزراء. وتولى رئاسة الوزارة. وادخل ثلاثة من اعضاء مجلس قيادة الثورة في مجلس الوزراء، ليصير عددهم ستة. وابقى عوض الله وزيرا للخارجية ...
    وكانت مصادرنا قالت ان نميري سيفعل اكثر من ذلك، سيدخل في وزارته شخصيات من الاحزاب التقليدية، وخاصة الامة والاتحادي الديمقراطي. لكنه لم يفعل ذلك.
    رأينا:
    اولا: نعتبرها خطوة ايجابية طرد الشيوعيين: وزير الاعلام محجوب عثمان، ووزير العدل امين الشبلي.
    ثانيا: لا نعرف اللون السياسي لكل من: خلف الله بابكر، وزير الحكومة المحلية، واحمد الطيب عابدون، وزير الثروة الحيوانية، و مصطفى (؟) الذين ايضا طردهم نميري. قالت لنا مصادر انهم قوميون عرب، وقالت اخرى انهم وطنيون.
    ثالثا: الوجوه الثلاثة الجديدة: احمد سليمان، الاقتصاد والتجارة الخارجية، ويقال انه عضو في الحزب الشيوعي السوداني. محمد عبد الحليم، وزير دولة، ويقال انه قومي عربي مصري. على التوم، وزير الاصلاح الزراعي، ولم تقدر مصادرنا على ان تحدد لونه السياسي.
    رابعا: نرحب باختيار عمر الحاج موسى وزيرا للاعلام. حسب معلوماتنا، انه وطني معتدل. ونتوقع ان الصحف السودانية، في عهده، ستقلل من هجومها العنيف علينا.
    خامسا، بصورة عامة، لم يغير التعديل الوزراي التوجه اليساري، والموالي لروسيا، في حكومة نميري. لكنه اضاف عناصر معتدلة ... "

    عثمان حسين:
    -------------------
    التاريخ: 26-11-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: عثمان حسين عثمان
    "اول امس، اعلن اختيار العميد معاش عثمان حسين عثمان سفيرا في يوغسلافيا. نعرفه هنا في السفارة، ويملك منزلا تستأجره السفارة.

    وقال لنا الملحق العسكري البريطاني انه يتمتع بسمعة عسكرية جيدة، وحارب في الحرب العالمية الثانية حيث فقد ساقه. وانه يسافر الى بريطانيا مرة كل سنة لاعادة تصميم الساق الصناعية التي يستعملها ...
    علمنا انه، بحكم وظيفته العسكرية، وقع اتفاقية مع شركة شل لترتيب امدادات البترول للقوات المسلحة. وانه، حتى اليوم، يتسلم مكأفاة سنوية من شركة شل بسبب هذه الاتفاقية ...
    عندما قاد نميري انقلابه، كان الرجل مع وفد عسكري في موسكو. وامر نميري باعتقال كبار الضباط، والتحقيق معهم بتهم الفساد. لكن، لسبب ما، لم يعتقل هذا الرجل ... وعلمنا ان السبب هو انه، رغم عدم سرية فساده، ليست له ميول عقائدية. وربما لهذا رأي نميري انه لا يهدده، ويقدر على التعاون معه.
    حسب معلوماتنا، يحب البهجة و المرح، ويعرف كيف يحقق ذلك:
    انه "ميليتاري بلابوي" (عسكري لعوب). يطوف شوارع الخرطوم وهو يرتدي ملابس غربية انيقة في سيارة مرسيدس مكشوفة ... يحب النساء، وخاصة النساء الغربيات ... انيق ووسيم ... ويجيد اختيار الملابس ... طويل وقوي الجسم، ويمكن ان يكون لاعب كرة سلة (امريكي) لولا ساقه الصناعية ... يمدحنا ويمدح الغرب كثيرا ... وينتقد الشيوعيين كثيرا ... ويعمل مع الحكومة الحالية من باب الضرورة ... ويتكلم انجليزية جيدة، بحكم عمله مع امريكيين في الماضي ... ويستعمل عبارات والفاظ اميركية دارجية ..."

    القوميون العرب:
    ----------------
    التاريخ: 20-11-1969
    من: قسم الاستخبارات والبحوث، وزارة الخارجية
    الى: الوزير
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: القوميون العرب في القيادة
    (مقتطفات من تقرير طويل):
    -------------------------------
    "بعد التعديل الوزاري الاخير، صار نميري يعتمد على القوميين العرب اكثر من اعتماده على الشيوعيين، كما كان يفعل منذ ان جاء الى الحكم ...
    لكن، لا يزال في الوزارة ما بين ثمانية وعشرة وزيرا شيوعيا من جملة ستة وعشرين وزيرا. وهؤلاء اما: أولا: معارضون لعبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب الشيوعي السوداني. ثانيا: منشقون عن الحزب. ثالثا: يحتلون وزارات غير هامة ...
    لكن، لن يكن هذا آخر تعديل وزاري يجريه نميري.
    حسب معلوماتنا، لا يزال هناك احتمال تقارب بين نميري والحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يميل نحو مصر، ويمكن ان يتعاون معه القوميون العرب والناصريون الذين يشتركون في حكومة نميري لكن، ليس حزب الامة، الذي يقود المعارضة ضد نميري. لابد ان يقدم حزب الامة تنازلات قبل ان يتعاون معه نميري.

    وخاصة وقف عمليات تسليح وتدريب جيش معارض للثورة. وكان نميرى ارسل اكثر من مندوب الى امام الانصار، السيد الهادي المهدي. لكن، رفض نميري شرط المهدي باخراج كل الشيوعيين من الوزارة، وبالعودة الى الحكم المدني.
    حسب معلوماتنا، قدم 170 ضابطا في القوات المسلحة، تؤيد اغلبيتهم حزب الامة، عريضة الى نميري يطلبون فيها طرد بقية الوزراء الشيوعيين من الحكومة. لكن، يظل الخلاف بين النظام والانصار اساسيا، وربما لابد ان يحسم في الشارع من قبل الانصار، او من قبل القوات المسلحة. حتى يحسم النظام هذه المواجهة، يظل يعتمد على الشيوعيين ...
    اما بالنسبة للقوميين العرب، والذين صاروا الآن اكثر الكتل تأثيرا في حكومة نميري، يختلفون عن الشيوعييين في انهم ربما يريدون شبه حكومة ديمقراطية، لمواجهة مطالب المعارضة المتمثلة في الاحزاب التقليدية.
    في السياسة الخارجية، وضع نميري وحلفاؤه الوطنيون والشيوعيون السودان في صف المعسكر العربي اليساري، والتحالف مع الروس. وزادوا حماس الشعب السوداني ضد اسرائيل وضد الولايات المتحدة.
    وحتى اذا اختفى الشيوعيون من النظام، ستستمر هذه السياسة القومية العربية. لكن يختلف القوميون العرب عن الشيوعيين في انهم لن يرفضوا التعاون من الدول الغربية بصورة عامة. وسيتعاونون مع الروس، ولكن بدون الاعتماد عليهم. وسيريدون الاقتراض من البنك الدولي و صندوق النقد العالمي ... "
    -----------------------------------

    اول وزارة، قبل التعديل:
    --------------------------
    - بابكر عوض الله: رئيس الوزراء ووزير الخارجية.
    - جعفر نميرى: الدفاع.
    - فاروق حمد الله: الداخلية.
    - عبدالكريم ميرغنى: الاقتصاد.
    - منصور محجوب: الخزانة.
    - جوزيف قرنق: التموين.
    - خلف الله بابكر: الحكومة المحلية.
    - محي الدين صابر: التربية.
    - امين الشبلي: العدل.
    - موريس سدرة: الصحة.
    - سيد احمد الجاك: الاشغال.
    - محمد عبد الله نور: الزراعة.
    - محجوب عثمان: الاعلام.
    - ابيل الير: الاسكان.
    - مرتضى احمد ابراهيم: الري.
    - موسى المبارك: الصناعة.
    - طه بعشر: العمل.
    - احمد الطيب عابدون: الثروة الحيوانية.
    - فاروق ابو عيسي: وزير دولة للرئاسة.
    - محمود حسيب: المواصلات
    ------------------------------------------------
    *********************

    ( 1 )-
    الاسم بابكر عوض الله
    ----------------------------

    الـمصـدر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

    ولــد عام 1917م بالقطينة بولاية النيل الأبيض وتخرج في مدرســـة الحــقوق بكلية غردون التذكارية 1940م جامعة الخرطوم حاليا. نال ماجستير في القانون و عمل رئيساً لمجلس النواب في 1954م و تولى رئاسة المحكمة العليا و منصب رئيس القضاء عام 1964م ،ثم منصب رئيس الوزراء إبان حكومة مايو في الفترة من 25 مايو 1969 م وحتى أكتوبر 1970م .

    **********************************
    **********************************

    ( 2 )-
    من رسائل فاطمة إبراهيم إلى جعفر النميري وبابكر عوض الله.
    -----------------------------------------------------

    الـمصـدر:- جميع الحقوق محفوظة لجريدة النور.

    بقلم: النور.

    تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش، وهي في الإقامة القسرية، يوم 26 تموز »يوليو« ،1971 وقد وجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:

    »كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم. لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته.

    وفي تجريد الشفيع من »وسام النيلين« منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة.

    يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة.

    يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية.

    يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني..«.

    كما وجهت رسالة إلى السيد بابكر عوض الله،
    وزير العدل، يوم نفّذ حكم الإعدام بالشفيع، جاء فيها:
    -------------------------------------------------------
    »إلى وزير العدل في بلد اغتيل فيه العدل! إلى رجل القانون الذي وئد القانون أمام سمعه وبصره، وتحكّم الحقد وعمّت الفوضى..

    أكتب إليك في موضوع أساسي يتعلق بالعدالة وسيادة القانون وأبسط حقوق الإنسان، ألا وهو محاكمة الشفيع وتنفيذ الحكم عليه بالإعدام بواسطة محكمة عسكرية سرية، لم يمنح فيها حقه المشروع في الدفاع عن نفسه. وبصفتك رجل قانون، لا يكفي فقط أن تقتنع السلطة الحاكمة وحدها بعدالة المحاكمة، بل يجب أن يقتنع الرأي العام وتقتنع أسرة الشهيد المظلوم كذلك بالاطلاع على حيثيات الحكم والمحاكمة.. فقد تمت محاكمته في ساعات وتم إعدامه في لحظات، وهو كما تعلم مدني لم يحمل سلاحاً في وجه أحد في يوم من الأيام، وتاريخ نضاله المشرف يثبت ذلك«.

    *****************************
    *****************************

    ( 3 )-

    وثائق امريكية عن نميري (14):
    -------------------------------------

    بابكر عوض الله :

    واشنطن: محمد علي صالح-
    [email protected]

    عداء عوض الله الشديد لامريكا:
    -----------------------------

    *** - كان السوداني الوحيد في حفل، فاحس بالاهمال
    *** - هل جامل عبد الكريم ميرغني اصهاره آل عثمان صالح؟
    *** -زوجة عوض الله خافت ان يقتل في نيويورك.


    في الحلقة السابقة من هذه المقتطفات من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن انقلاب 25 مايو سنة 1969، ارسلت وزارة الخارجية الى السفير الامريكي في الخرطوم الآتي:

    " نقل "فيبس" (قسم الاستماع للاذاعات الاجنبية، التابع لوزارة الخارجية الامريكية) الخبر الآتي من اذاعة امدرمان في السودان:

    "في تصريح خاص لوكالة الانباء السودانية، قال بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، ان حكومة الثورة اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان دبلوماسيين امريكيين كانوا يتصلون مع عناصر رجعية. ولهذا، تقرر طرد الدبلوماسيين من السودان. واضاف رئيس الوزراء ان حكومة الثورة كشفت وافشلت كل المؤامرات التي دبرها الرجعيون والامبرياليون."

    بعد اذاعة هذا الخبر، اتصل بنا صحافيون امريكيون يريدون التأكد منه. ونحن وزعنا عليهم بيانا قلنا فيه ان حكومة السودان قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع السودان سنة 1967، مباشرة بعد بداية الحرب بين العرب واسرائيل. واليوم، يوجد في الخرطوم مكتب لرعاية المصالح الاميركية، وفيه دبلوماسيون امريكيون. وانهم لا يتدخلون في الشئون الداخلية للسودان ...

    نرفق مع هذا نص البيان. ونرجو اتباع ما فيه عند الرد على اتهامات رئيس وزراء السودان."

    في هذه الحلقة وثائق عن عداء بابكر عوض الله لامريكا:

    -------------------------------------
    وليام شميك:
    التاريخ: 13-8-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    صور الى: السفير، اثينا، السفير، لاهاي
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "اليوم، قابلنا وليام شميك، مراسل جريدة "بولتيمور صن" الامريكية، والذي جاء الى السودان للكتابة عن انقلاب نميري. ولساعة كاملة، قابل بابكر عوض الله، رئيس الوزراء ...

    قال لنا شميك ان عداء عوض الله لنا لا حدود له. وانه قضى معظم الوقت ينتقد السياسة الاميريكية. وانه امر بطرد ستة دبلوماسيين في السفارة الامريكية في الخرطوم لانهم عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ...

    وان عوض الله قال ان في الولايات المتحدة حكومتين: ظاهرة وباطنة. الظاهرة هي الحكومة الشرعية القانونية. والخفية هي حكومة الاستخبارات التي تدير السياسة الامريكية الخارجية ...

    وان عوض الله انتقد السياسة الامريكية نحو اسرائيل، وطالبنا بالضغط على اسرائيل لقبول قرار مجلس الامن رقم 242 (بالانسحاب من الاراضي العربية التي احتلتها في حرب سنة 1967) ...

    وان عوض الله قال انه لن يعيد العلاقات الدبلوماسية الكاملة معنا، وذلك بسبب موقفنا من القضية الفلسطينية. (قطعت العلاقات بسبب حرب 1967، ويوجد في الخرطوم مكتب لرعاية المصالح) ... "

    ادوارد جيرجيان:
    التاريخ: 6-9-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "امس، قابلت ادوراد جيرجيان، رجل الاعمال السوداني، وصديق بابكر عوض الله، رئيس الوزراء. وكان شريكة في اعمال تجارية قبل ان يصبح رئيسا للوزراء ...

    وقال جيرجيان ان عوض الله حكى له عن مشاكل داخل مجلس الوزراء. واشتكى من مرتضى احمد ابراهيم، وزير الري. وان مرتضى وزير من الدرجة الثانية، ولن يقدر على الانتصار على عوض الله.

    لكن، قال جيرجيان ان عوض الله، احيانا، متقلب المزاج، ومناكف، وغريب التصرفات:

    مثلا: بعد ان صار رئيسا للوزراء، رفض مقابلة سفير اليابان، لان السفير، قبل ان يصبح عوض الله رئيسا للوزراء، قابله مرات كثيرة في مكتب او منزل جيرجيان. واهمله. ويبدو ان عوض الله لم ينسى ذلك.

    مثلا: قبل ان يصير رئيسا للوزراء، وفي حفل اقامه جيرجيان، ودعا له اربعين شخصا تقريبا، كان عوض الله هو السوداني الوحيد. ولم يهتم به احد. واغضبه ذلك كثيرا. لم يهتم به احد غير كلو نويل، السفير الامريكي. ويبدو انه قدر ذلك. رغم شكوكه الكثيرة في الامريكيين ...

    وانا سألت جيرجيان عن خطة نميري لتأميم شركات التصدير والتوريد. وعن قرار نميري بتجميد رخص هذه الشركات. وقال جيرجيان انه حذر بابكر عوض الله. وقال له ان شركة جيرجيان ستكون اول الضحايا. لكن، طمأنه عوض الله بان تجميد الرخص سينتهي بعد شهر ...

    وانا سالت جيرجيان عن تاسيس شركة الصمغ العربي الحكومية. واذا كان الهدف هو انقاذ شركة عثمان صالح التي تتاجر في الصمغ، لكنها تواجه خسارة كبيرة. وقال جرجيان ان ذلك غير مستغرب، خاصة لأن هناك علاقة مصاهرة بين آل عثمان صالح وعبد الكريم ميرغني، وزير التجارة الخارجية ...

    واقترح جيرجيان ان ارسل له فيلم "يو اس آى اس" (وكالة المعلومات الامريكية) عن ارسال اول انسان الى القمر. وذلك حتى يعرضه على بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، بهدف تخفيض عدائه لنا.

    وانا قلت لجيرجيان انني لا افهم شدة عداء الرجل لنا. وانه يبدو ذكيا، ومخلصا. لكنه يستغل كل فرصة ليتهمنا بالتدخل في شئون السودان الداخلية. وبالتآمر ضد حكومة نميري. رغم اننا كررنا، بكل الطرق الرسمية والخاصة، ان هذا غير صحيح ... "

    عوض الله في نيويورك:
    ---------------------

    التاريخ: 11-9-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الامم المتحدة
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "حسب معلوماتنا، سيقود بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، وفد السودان الى جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة. ونود ان تلاحظوا الآتي:

    اولا: نريد التقرب الى عوض الله، واقناعه اننا لا نتأمر ضده، او ضد حكومته.

    ثانيا: نقترح ان تقوموا بمبادرات لمقابلة عوض الله، والتودد له.

    ثانيا: يعتقد عوض الله اعتقادا جازما ان ما يسميها "الحكومة الامريكية الخفية" او "حكومة الاستخبارات المركزية" تخطط لاسقاط حكومة السودان بقيادة نميري.

    ثالثا: يخاف عوض الله على نفسه شخصيا. وقال لنا جيرجيان، رجل اعمال وصديق وشريك لعوض الله، ان زوجة عوض الله سألت اذا كان زوجها سيعود سالما من نيويورك. وانها تخاف ان نتأمر عليه، وان نقتله ...

    السؤال هو: هل مثل هذه الاشياء التي لا تصدق افتعالية؟ او انها تصور شعورا حقيقيا، سواء من رئيس وزراء السودان، أو من غيره؟

    طبعا، كما تعلمون، احيانا تتناقض السياسة مع العواطف.

    واحيانا، لا نكاد نفرق بين الدراما والواقع.

    وخاصة في دول العالم الثالث، كما تعلمون، يوجد اعتقاد عام بأن الامريكيين لا عمل لهم سوى التأمر والتدخل في شئونهم الداخلية ...

    هذا شئ لا يصدق.

    حتى قادة متعلمون ومثقفون ومنفتحون، يتحدثون عن مخططات امريكية خيالية ضدهم او ضد شعوبهم. خاصة من وكالة الاستخبارات المركزية ...

    انه شئ يمكن ان نسميه "فرايتند سمبلسيتي" (بساطة خائفة، خوف البسطاء) ... "

    الرئيس نيكسون:
    التاريخ: 19-9-1969
    من: السفير، الامم المتحدة
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم

    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "يقود بابكر عوض الله، رئيس وزراء السودان، وفد بلاده لجلسات الجمعية العامة للامم المتحدة. لكنه يبدو معاديا لنا في تشدد:

    اولا، رفض كل مبادراتنا، ليس فقط لتحسين علاقاتنا معه، ومع السودان، ولكن، ايضا، لمجرد الحديث معه.

    ثانيا: رفض حضور الحفل السنوي التقليدي الذي يقيمه الرئيس الامريكي لرؤساء الوفود الذين جاءوا الى اجتماعات الامم المتحدة. وكان الرئيس نيكسون جاء الى هنا، وخاطب الجمعية العامة للامم المتحدة.

    ثالثا: رفض مقابلة ديفيد نيوصم، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية. والذي، ايضا حسب عادة سنوية، جاء الى هنا لمقابلة رؤساء الوفود الافريقية ...

    رابعا: وزعنا بطاقات الدعوة لحفل يوم 24-9، وهو الحفل التقليدي السنوي الذي يقيمه وزير الخارجية لرؤساء الوفود. ويبدو ان عوض الله سيرفض ...

    وامس، قال لنا محمد المصباح، القائم باعمال سفير السودان في واشنطن، ان عوض الله رفض كل محاولاته لتقليل تشدده، ولقبول، على الاقل، دعوات المسئولين الامريكيين ... "

    محمد ميرغني:
    التاريخ: 27-9-1969
    من: السفير، الامم المتحدة
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "قابلنا مساء امس الاول، محمد ميرغني، صحافي سوداني (تعليق: ربما يقصد مراسل وكالة "رويتر" في الخرطوم في ذلك الوقت).

    جاء الى هنا ليتابع زيارة وفد السودان للجمعية العامة للامم المتحدة بقيادة بابكر عوض الله، رئيس الوزراء. وقال لنا ان عوض الله يجرى اتصالات كثيرة، لكن قليلا جدا منها مع الامريكيين. وان عوض الله احس بالسعادة لأن اونيل، السفير الامريكي في الخرطوم، قابله هنا، وكان وديا نحوه ...

    لكن، قال محمد ميرغني ان عوض الله لم يتنازل عن عدائه الشديد للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة ...

    وان عوض الله رفض مقابلة نيوصم، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية. وقال: "قلت ما اريد ان اقوله في خطبي وخطاباتي الرسمية." رفض عوض الله رغم ان السفير اونيل والصحافي محمد ميرغني الحا عليه.

    وقال محمد ميرغني ان سفير دولة شيوعية شرق اروبية في الامم المتحدة قدم الى فخر الدين محمد، سفير السودان في الامم المتحدة، قائمة سميت "عملاء الاستخبارات الامريكية في الخرطوم". وان فخر الدين سلمها الى بابكر عوض الله. وان ذلك زاد من عداء الرجل لنا ...

    وقال محمد ميرغني ان اعضاء وفد السودان الى الامم المتحدة كلهم "يس مين" (رجال لا يقولون الا "نعم"). وانهم لا يقولون لبابكر عوض الله الا ما يريد ان يسمع، ولا يملكون الشجاعة ليقولوا له غير ذلك ..."

    منصور خالد وفاروق ابو عيسي:
    التاريخ: 28-9-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الامم المتحدة
    الموضوع: رئيس وزراء السودان

    "الحاقا ببرقية سابقة عن طرق التودد نحو بابكر عوض الله، رئيس وزراء السودان، نقدم هذه المعلومات عن بعض اعضاء الوفد المرافق له، والوفد الذي سيذهب الى واشنطن للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد العالمي:

    اولا: منصور خالد: يستحق ان نقابله، وسيرحب بذلك. ليبرالي، و"ديديكيتد" (متفاني)، ومتعلم جدا، واكثر معرفة بشئون العالم من بقية المسئولين في الحكومة. وقضى وقتا مع منظمة "اليونسكو" في الجزائر وفي باريس. ومن المقربين جدا للرئيس نميري.

    ثانيا: فاروق ابو عيسى: شيوعي "هارد شيل" (قوي). ولا نتوقع اي فائدة من الاتصال به.

    ثالثا: ابوبكر عثمان محمد صالح: ظلت تربطنا معه علاقات "كورديال" (ودية). ونتوقع ان يبقى وزيرا دائما في بعثة السودان في الامم المتحدة.

    رابعا: مكاوي مصطفى، وزير المالية: "ليفتست، اونست، هاردويركنق" (يساري ونزيه ويعمل في تفاني).

    خامسا: مهدي احمد، وكيل وزارة التخطيط: نال شهادة دراسات عليا في جامعة سيراكيوز سنة 1964، ويرحب بالحديث معنا.

    سادسا: اسماعيل المكي، وكيل وزراة الخزانة، نال ماجستير اقتصاد من جامعة ميشيقان ستيت خلال نفس الفترة، وايضا يرحب بالحديث معنا ... "

    المصدر:[email protected]
                  

05-18-2009, 02:42 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    *
                  

05-18-2009, 08:33 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: عاطف مكاوى)

    د. أبـوبكر الصـائغ
    عـوداً حميـدا
    ---------------------------------------------------------

    تسجيل حضور ومتابعة

    لأيام جعفر النميري ( زمن مايو ) ثورة مايو الظافرة المنتصرة أبدا بإذن الله أو انقلاب مايو ( سيان )
    والرئيس القائد ( وسيظل هذا العلم عاليا خفاقاً على مر الدهور والأجيال رمز لشموخ أمة وكبرياء شعب)

    أيام الاتحاد الاشتراكي وتحالف قوي الشعب العاملة
    اتحادنا ... قوه , حرية , اشتراكية
    النصر لنا ... بالإيمان , بالإخلاص , بالعمل

    أيام ( الكشاف الأعظم ) أو ( النشاف الأعظم ) ( سيان )

    أيام كان السودان ينهض دون بترول وباقتصاد زراعي وقروض ومنّح فتبني مصانع وتشيد طرق نشاهدها صغارا في برنامج حسان سعد الدين الأسبوعي ( من مواقع التنمية )
    أيام جلوس الرئيس ساعات يرد على محاوريه ومراسليه بلقائه الشهري بالتلفزيون ( لقاء المكاشفة والمطارحة ) ووقتها كان للصحفي حسن ساتي ( الكرسي الساخن ) ولأحمد البلال الطيب ( لو كنت المسئول )

    أيام ( أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق يا نشيد يحي في دمي ويجري في عروقي )
    الضيق ما كان نفس الضيق
    وبرغم من كدة ........
    ( هزيان يفكر مضطرب ...
    في الماشين المدارس في المصاريف والكتب
    في الضاق بيهو المكان هجّه سافر وأغترب
    لمدن بعيدة تنوم وتصحي على مخدات الطرب)

    أيام الطلائع والرواد و( شمس مايو أشرقت )

    مايو التي حاربت الجميع وانتصرت على الجميع وصالحها الجميع وشارك فيها الجميع وتنكر لها الجميع وغسلوا أيديهم منها ولم يبقي منها غير الذكريات والتوثيق الذي تقراءه من حين لحين
    على طريقة ( كان المعتوه نميري ..... ) !!!

    فتحس بالنفس بعض مرارة بإننا دوما نقف على تاريخنا ساخطين ندّين الزمان والشخوص ونحاول محوه بخيره بشره ونبدأ من صفر البداية ... إننا لا نجد في أنفسنا حرج من إدانه الآخرين وتسويد تاريخهم ووصفهم بما لا يليق من صفات ونقراء المراحل بإمزجتنا وتعصبنا لا بما كانت عليه

    يقيني أن ذاك الزمان بحاجة لنظرة منصفة
    قطعا لم يكن زمان الملائكة لكنه بالتالي لم يكن زمان الشياطين
    --------------------------------------------------------------
    *سيف الدولة كامل يا خي تحية لأهل الخرطوم غرب كلهم وبما فيهم هاشم الزبير



    **
                  

05-18-2009, 04:41 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)


    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،
    عـاطـف مـكـاوي،

    تـحـية طـيبة،
    والشكر علي مرورك الكريـم، وعـلي ( الدبورة ) التـي وضـعتـها بالبوست.

    *********************
    *********************

    ( 1 ) -

    خـمسآ: اللـواء جـوزيـف لاقـــو.
    ---------------------------------

    الـمصـدر: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

    *** - اللواء جوزيف لاقو (ولد في 21 نوفمبر 1931 م بالاقليم الجنوبي), هو لواء معاش ، ضابط سابق بالجيش ورجل دولة تدرج في تعليمه حتى تخرج من الكلية الحربية بأم درمان 1960م عمل ضابطاً بالقوات المسلحة السودانية في الفترة من (1960-1963 م ) ثم التحق بجيش التمرد الجنوبي "الانانيا" .

    *** - وقد كان قائداً لجيش الانانيا في عام 1969م .

    *** - ثم عاد من التمرد ووقع اتفاقية اديس اباب لاحلال السلام في الجنوب في 3 مارس 1972م وعاد إلى البلاد حيث تمت ترقيته لرتبة اللواء وعين قائداً للقيادة الجنوبية في 1974م .

    *** - ثم رئيساً للمجلس التنفيذي الانتقالي العالي للاقليم الجنوبي .

    *** - تم تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية في الفترة من 1980 وحتى 1985م.

    *** - له عدة مؤلفات تم نشرها ، منها كتاب : الانانيا : مالذي نحارب من أجله ؟؟ تم نشره عام 1972م .

    *** - نال وسام النيلين من الطبقة الاولى . عاد إلى الخرطوم في 19 نوفمبر 2004م بعد طول غياب.

    ***************************
    ***************************

    ( 2 ) -

    لاقو، جوزيف
    لاقو، جوزيف.
    --------------

    الـمصـدر: جميع الحقوق محفوظة لموقع موسوعة الجياش 2007 -

    (1931م - ، 1350هـ - ). ضابط جيش وزعيم جنوبي سوداني، كان زعيمًا لحركة أنيانيا الأولى في جنوب السودان، وهي حركة تمردت على السلطة المركزية عام 1955م، واستمرت في تمردها حتى توصلت إلى اتفاقية أديس أبابا مع الرئيس السوداني السابق جعفر نميري عام 1972م، تحت رعاية الإمبراطور هيلاسيلاسي ومجلس الكنائس العالمي. عمل اللواء جوزيف لاقو قائدًا للقيادة الجنوبية في الجيش السوداني ثم رئيسًا للحكومة الإقليمية في جنوب السودان ونائبًا لرئيس الجمهورية. كما عمل مندوبًا دائمًا للسودان في مقر بعثته في الأمم المتحدة. يشغل الآن منصب سفير متجول في وزارة الخارجية السودانية ويقيم حاليًا في لندن.
    له كتاب: الأنيانيا
    : ما الذي نحارب من أجله.

    ******************************
    ******************************

    ( 3 ) -

    حرب الارهاب انقذت الحركة الشعبية من
    الانهيار واعادت قرنق الى الواجهة.

    ----------------------------------

    الـمصـدر:
    China Radio International.CRI. All Rights Reserved

    عداد ورصد: فتحي حسن عطوة-

    عكاظ-السعودية
    8-8-2005

    جون قرنق دي مابيور رجل الحرب والسياسة, انه من أكثر الشخصيات المتمردة تعقيداً في قارة مليئة بجميع أنواع التمرد والثورة.

    ولد في أسرة تنتمي الى قبائل الدينكا المعروفة جنوب السودان ولكنه انقلب عليها, وكان مساعدا لجوزيف لاقو زعيم أول تمرد في جنوب السودان الذي عرف بحركة انيانا -1 ولكنه انقلب عليه, ولازال يثير الجدل حول علاقته بلاقو, وأرسله الرئيس النميري إلى الولايات المتحدة للحصول على أعلى الدرجات العلمية ولكنه خاض ضده أشرس حرب .

    يجمع كل من عرفوه بأنه ذكي وداهية ومفاوض شرس, وفي الوقت نفسه بأنه رجل فخور بنفسه, وقدراته القيادية واضحة وهو عسكري محترف, وفوق ذلك يؤمن بقدراته, ونظرا لهذه الصفات فمن الصعب إقامة علاقة شخصية مع هذا الرجل فان لديه مظهراً بارداً ويعطيك انطباعاً بأنه فوق الآخرين .

    إلا أنه رغم احتفاظه بمظهر بارد كانت لديه قدرة فائقة في إثارة جو من المرح والضحك فهو ساخر من طراز خاص ولا يمتنع عن التعليق بسخرية أبدا مهما كانت الظروف حوله . فما هي الجوانب الخفية في حياة هذا المتمرد وما هي المراحل التي مر بها حتى وفاته في الأول من أغسطس هذا ما تهدف هذه السطور إلى إلقاء الضوء عليه .

    جلس ضابط صغير برتبة ملازم أول يعمل في استخبارات حركة الانانيا بجوار الجنرال جوزيف لاقو زعيم حركة التمرد في الجنوب (والتي عرفت بحركة انيانا واحد ) في مفاوضات أديس أبابا بين التمرد والحكومة في مارس 1972 , وهمس الضابط في أذن الجنرال لاقو , فرد عليه لاقو بصوت خفيض , وأنصرف الضابط الصغير بعد أن رد عليه لاقو بكلمات مختصرة وبصوت خفيض . وكان هذا الحوار الهامس نهاية العلاقة بين الاثنين . فماذا دار في هذا الحوار الهامس بين الجنرال وهذا الضابط الصغير ? ومن كان هذا الضابط الصغير ? لقد كان الضابط الصغير برتبة الملازم أول هو جون قرنق وكان الحوار الهامس على النحو التالي :

    الضابط الصغير : سيدي .. لدي ملاحظات على الاتفاقية العامة بينكم وبين الحكومة السودانية .

    الجنرال لاقو : اكتب ملاحظاتك في تقرير وأرسله لي فيما بعد .

    وعندما كتب قرنق التقرير الذي طلبه منه لاقو . تضمن التقرير ملاحظتين : أولاً : ارى أن اتفاقية أديس ابابا لم تتحدث عن ضمانات لحماية الاتفاقية, الشيء ينسحب على ملاحظتي الثانية وهي الخطورة في دمج قواتنا قبل معرفة ضمانات نجاح الاتفاقية. وبعد قراءة لاجو التقرير أتخذ هذا الأخير قراراً بارسال قرنق الى منطقة اعالي النيل, وابعد من فريق التفاوض..وظلت هذه الملاحظات تدور في ذهن قرنق حتى صار عقيداً في الجيش ودكتوراً في الاقتصاد وزعيما للحركة الشعبية.

    كان جوزيف لاقو ينتمي للجنوب مثله مثل جون قرنق كان يكره قبيلة الدينكا قبيلة جون قرنق , وقد رأينا أن بدايات حركة التمرد في الجنوب السوداني منذ عام 1955 , وانضم لاقو لها عام 1963 بعد أن عمل بالجيش السوداني إثر تخرجه من الكلية الحربية بام درمان 1960م , وأصبح جوزيف لاقو قائداً لجيش الانانيا في عام 1969م .

    ثم عاد من التمرد ووقع اتفاقية أديس أبابا لإحلال السلام في الجنوب في 3 مارس 1972م وعاد إلى البلاد . وقد انضم جون قرنق لحركة أنانيا واحد عام 1971 بعد أن أكمل دراسته في الولايات المتحدة , تحت قيادة جوزيف لاقو,

    لكن سرعان ما دب الخلاف بينهما بعد توقيع اتفاق أديس أبابا , فقد كان قرنق على خلاف مع جوزيف لاقو بسبب غياب الضمانات في اتفاقية أديس أبابا كما أن جوزيف لاقو الذي اعتمد في الاتفاقية على دعم اثنين مهمين من الجنوب هما جون قرنق وأبيل ألير أحد السياسيين البارزين في منطقة الجنوب وكان رئيس المجلس المجلس التنفيذي العالي للجنوب , ولكن لاقو كان ينوي اتجاها آخر بعد توقيع اتفاق أديس أبابا , فقد كانت مفاوضات اديس ابابا ''التي نتج عنها اتفاقية 1972'' تعقد في سرية وتم إعلانها فقط عند توقيع الاتفاق النهائي مما ادى الى انقسام في قيادة حركة الانيانيا.

    *** - ولم تكن هناك توعية مناسبة حول تلك الاتفاقية ''بين المواطنين'' خلال الاحد عشر عاماً من الحكم الذاتي في الجنوب. وقد وثق ابيل الير أحد السياسيين الجنوبيين في تلك الفترة موقف قرنق في كتابة (جنوب السودان التمادي في نقض المواثيق والعهود ) حيث ذكر ان جون قرنق كان من اكثر الجنوبيين المعارضين للاتفاقية واسندت معارضته على وضع القوات الجنوبية ولكن يبدو ان قيادة اللواء جوزيف لاقو للتمرد ثم للمفاوضات وهو من ابناء الاستوائية لم يعط قرنق فرصة لتعطيل السلام .

    ولم يعجب قرنق تسرع جوزيف لاقو لتوقيع الاتفاق لأنه يعرف أن لاقو كان يريد الاتجاه للعمل السياسي , وهو ماحدث بالفعل بعد عدة سنوات فقد كان لاقو يرى نفسه أول خريج كلية حربية سودانية وانضم إلى التمرد وبمؤهلاته العسكرية أصبح قائداً لأول تمرد. وفي عام 1972 بصفته زعيماً لحركة الانيانيا وقع اتفاقية أديس أبابا ولكنه رأى أن الحكومة مارست المناورة ضده , وأعيد تعيينه في الجيش السوداني برتبة لواء بينما آلت قيادة الجنوبي التي كان من المفروض ان يتولاها الى المحامي ابيل الير وهذا الخطأ الكبير أدى في النهاية لتفكك الجنوب.

    ولعدم قناعته برتبة لواء في القوات المسلحة , بدأ لاقو العمل بالسياسة في عام 1978 و تنافس على رئاسة المجلس التنفيذي العالي لجنوب السودان وفاز خلفاً لابيل ألير. وبعد ذلك نال لاقو تأييد جماعة ابيل الير على تفاهم أن الأول بصدد تكوين حكومة وحدة إقليمية. وكان جنوب السودان حينذاك في حاجة للتغيير في اعقاب الفظائع التي ارتكبت خلال ستة أعوام من رئاسة ابيل الير للمجلس التنفيذي العالي. وعلى عكس توقعات جماعة ألير اعلن لاقو حكومة مكونة من اتباعه.

    وكان ألير معروف ببرود شخصيته والثقة بالنفس ويعمل بشعور انه صائب ولكن لاقو جندي عاطفي كان يشك كثيرا جداً في اي شخص بطريقة تظهر ضعفاً في القيادة وهذا ما دفع بكثيرين من انصاره الى المعارضة فهو يتهم كل من يعارضه وينتقد أفعاله بالعمل مع جماعة ألير للإطاحة به.

    بعد اتفاق السلام الذي وقع في أديس أبابا عام 1972, بإشراف الإمبراطور الراحل (هيلا سيلاسي) الذي أُعطيَ الجنوب بموجبه حكما ذاتيا واسعا عاد قرنق إلى الولايات المتحدة عام 1974 ليحصل من جامعة (أيوا) على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي, ورجع إلى الخرطوم واستأنف عمله في الجيش السوداني قبل أن ينقلب عليه ويصبح محاربا له.

    كان فبراير 1979 شهراً مشهوداً. فقد كان شهر ذعر عندما أجرى لاقو تعديله الوزاري الشهير الذي اعفى فيه الأعضاء البارزين في حكومة الجنوب. فبدلاً من ايجاد وسيلة لادارة الحكومة مع شركائه المقربين طرد لاقو ببساطة بعض زملائه القدامى مثل ماثيو اوبور ايلنق الذي حارب معه في الغابة طوال السنين السبع عشرة تقريباً واستبدلهم بآخرين كانوا مناوئين له. كما تم إعفاء صمويل ارو نائب رئيس المجلس التنفيذي العالي وتعيين الراحل بيتر جاتكوث بدلاً عنه, ومهد هذا الطريق لنشاط المعارضة من الداخل, رغم فشله في ادارة الحكومة - بدأ لاقو توجيه الاتهام الى أهالي الدينكا بأنهم كانوا يعملون على إزاحته من السلطة. واختار بقية القبائل الجنوبية كسلاح في حربه مع السلطة من اجل البقاء ناسياً انه نال ثقة بعض دينكا بحر الغزال.

    وكان الخلاف الذي دب بين الجنوبيين قد قوى موقف الحكومة السودانية وتراجع الرئيس السوداني جعفر نميري عن اتفاقية اديس ابابا في عام 1983 فقرر جون قرنق أن أن يخوض الحرب من جديد ضد الحكومة السودانية ولكن هذه المرة بزعامته المنفردة .

    تجدد الحرب الأهلية عام 1983:
    -----------------------------

    فى مايو عام 1983 رفضت كتيبة من الجنوبيين قوامها 500 جندى بقيادة الرائد كاربينو كوانين بول التوجه نحو الشمال وأثرت التمرد فتم تكليف قرنق على رأس قوة بإخماد هذا التمرد , وتوجه فعلا إليهم وهناك أعلن تمرده وانضم إلى المتمردين وأسس حينها حركة الانيانا 2 ثم الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي التابع لها , واندلعت شرارة الحرب الأهلية التي عاشها السودان 22 عاما في مايو عام 83, ولم يكن لها في ذلك الحين علاقة بالشريعة الإسلامية, أو بالمسيحية لأن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي أوقدت الحرب كانت تحمل عند نشأتها أجندة شيوعية واضحة, وكان الاتحاد السوفيتي المتفكك من أبرز مؤيدي وداعمي طرح الحركة في ذلك الوقت. بالإضافة إلى أن الرئيس الإثيوبي السابق (منجيستو هايلا مريم) الماركسي التوجه وفر للحركة الملاذ والدعم المطلوبين, وقد حاربت الحركة الشعبية بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري كل الحكومات المتعاقبة على السودان, وظلت تُغيِّر أجندتها بين فترة وأخرى, وقامت حوارات في مراحل مختلفة, وبأشكالٍ مختلفة بينها والأحزاب السياسية الحاكمة في السودان ولم تتوصل إلى نتيجة.

    وبعد الإطاحة بنميرى فى أبريل 1985 بدأت حركة قرنق مفاوضات مع حكومة المشير عبد الرحمن سوار الذهب وتم التوقيع على وثيقة كوكدام بين الطرفين فى إثيوبيا فى مارس 1986 وامتنع العقيد الدكتور جون قرنق عن الانضمام لحكومة الصادق المهدي المنتخبة في أبريل 1986 لتوقفها عن العمل بوثيقة كوكدام مما أعاد التوتر إلى الجنوب , وعند استيلاء ثورة الانقاذ الوطنى بزعامة عمر البشير على الحكم فى 30 يونيو 1989 ظل التوتر سائدا بين حركة قرنق وحكومة الإنقاذ ذات التوجهات الإسلامية, وكانت أهم نقاط الخلاف بينهما مطالبته بفصل الدين عن الدولة والحصول على حق تقرير المصير للجنوب 0

    ومع مجيء ثورة الإنقاذ كانت مسألة جنوب السودان على رأس أولوياتها , وأعلنت في بيانها الأول أن القوات المسلحة السودانية قد قامت بالثورة, لإنقاذ الوطن من التردى والانهيار الذي أدت إليه سياسات الحكومة المنتخبة, خاصة استمرار الحرب التي ورثتها عن النظام المايوى.

    والتقت الحكومة بالحركة الشعبية لتحرير السودان, لأول مرة في أديس أبابا في أغسطس 1989, وكان واضحا منذ البداية أن اللقاء لن يسفر عن نتائج تذكر, فقد كان معلوماً أن الانقلاب الذي وقع في 30 يونيو 1989, كان إجهاضاً لاتفاق الميرغنى / قرنق, وأن وفد الإنقاذ جاء إلى أديس أبابا وهو يحمل مشروعاً جاهزاً لحل مشكلة الجنوب, عبارة عن المشروع الذي طرحته الجبهة الإسلامية القومية في مؤتمرها الأول الذي عقدته خلال الفترة الديمقراطية عام 1987.

    ورغم فشل الاجتماع الأول, إلا أنه تم عقد اجتماع ثان بين الطرفين في نيروبى في ديسمبر 1989, بوساطة من الرئيس الأمريكي جيمى كارتر, , إلا أن الرئيس كارتر أعلن في مؤتمر صحفي أن الاجتماع لم يحقق النجاح المطلوب, لأن الوفد الحكومي لم يكن مفوضا من قبل الخرطوم لاتخاذ موقف حول المبادرة التي طرحها كارتر على الجانبين, وأن وفد الحركة الشعبية جاء مزوداً بهذا التفويض, الأمر الذي أثار حفيظة الخرطوم التي اتهمت كارتر صراحة بالانحياز للحركة الشعبية, مما أدى إلى توقف المفاوضات بين الجانبين.

    تعرضت حركة قرنق من 1989 إلى 1995 لهزات عنيفة بسبب الانشقاقات الداخلية من جهة واشتداد ضربات الجيش السوداني على معاقل الحركة من جهة أخرى, إلا أن نية الأمريكيين عزل نظام عمر البشير مع بداية التسعينيات واتهامها حكومة الخرطوم برعاية الإرهاب جعلت قرنق وحركته يتصدران السياسة الأمريكية مما أعاد النشاط إليها من جديد.

    وعرفت حركة قرنق أول انشقاق داخلي في أغسطس 1991 حين انسلخ عنها رياك مشار (من قبيلة النوير) ولام أكول (من قبيلة الشلك) تاركين لقرنق الحركة التي أصبحت تهيمن عليها قبيلة الدينكا, وقد عرف هؤلاء المنشقون باسم حركة الناصر (لإقامة مؤتمرهم الأول في مدينة الناصر) ودعا المنسلخون إلى انفصال الجنوب عن الشمال وإقامة دولة خاصة به, في حين يدعو قرنق إلى إقامة دولة سودانية واحدة شرط أن تكون علمانية.

    وقد احتدم الصراع بين حركة قرنق وحركة الناصر أو بين قبيلة الدينكا وقبيلتي النوير والشلك في التسعينيات فتعاظم القتال في منطقة ريفية تضم ثلاث مدن, هي واط وأيور وكونفور, في ما أصبح يعرف بمثلث الموت, حيث مات عشرات الآلاف من الطرفين.

    مبادرة الإيجاد

    واستمراراً في نفس هذه الاستراتيجية من جانب نظام الإنقاذ, وبالنظر إلى أن حكومة الخرطوم كانت ما تزال في حاجة إلى مزيد من الوقت لإكمال استعداداتها العسكرية في الجنوب, وإضعاف معارضتها في الشمال, فقد طلب الفريق البشير من قمة الإيجاد المنعقدة في أكتوبر 1993, أن تتدخل لحل المشكلة السودانية, الأمر الذي رحبت به المنظمة, خاصة بعد فشل محاولة منظمة الوحدة الأفريقية للوصول إلى حل, و التي جرت برعاية الرئيس بابا نجيدا في أبوجا الأولى, وأبوجا الثانية فى مايو 1992 وأبريل 1993 على الترتيب.

    رحبت الإيجاد بالمطلب السوداني وشكلت على أثره لجنة دائمة للسلام في السودان في سبتمبر 1993, تكونت من رؤساء أربع من الدول الأعضاء, هى كينيا وأوغندا و إريتريا وأثيوبيا. وبادرت هذه اللجنة إلى دعوة الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى أول لقاء بينهما تحت مظلة الإيجاد في مارس 1994, ثم عقدت الجولة الثانية بعد ذلك بشهرين في مايو 1994 في نيروبى, وهى الجولة التي شهدت إعلان منظمة الإيجاد عن تصورها في شأن حل النزاع السوداني, والذي عرف فيما بعد باسم إعلان المبادئ.

    وفي أبريل 1997 وبعد شهر من مؤتمر أسمرة حاولت حكومة البشير استقطاب بعض قادة الجنوب المناوئين لقرنق في ما عرف باسم ''اتفاقية الخرطوم'' التي وقع عليها من الجنوبيين رياك مشار زعيم حركة استقلال السودان وكاربينو كوانين قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان وهارون كافي زعيم مجموعة جبال النوبة, إلا أن مشار عاد ليتصالح في يناير 2002 مع قرنق.

    أيدت الحركة الشعبية برئاسة قرنق إعلان مبادئ الإيجاد عام 1995 الذي رفضته حكومة البشير في البداية ثم قبلت به عام 1997, ومن هنا دخلت هذه الحكومة في سلسلة من المفاوضات مع قرنق أشرفت عليها الإيجاد والولايات المتحدة, وكان أهم ما تم التوصل إليه اتفاق مشاكوس عام 2002 واتفاقية نيفاشا ثم الترتيبات الأمنية عام 2003

    وأدى تأييد الحركة الشعبية برئاسة قرنق إعلان مبادئ الإيجاد عام 1995 الذي رفضته حكومة البشير فى البداية ثم قبلت به عام 1997, إلى دخول هذه الحكومة في سلسلة من المفاوضات مع قرنق أشرفت عليها الإيجاد والولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى أسفرت عن توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام فى نيروبي يوم 9 يناير 2005 والتي تم إنزالها إلى أرض الواقع على هيئة دستور انتقالي 0

    مرحلة جديدة.
    ----------------

    في التاسع من يوليو 2005 دشن السودان مرحلة سياسية جديدة في تاريخه وسط حضور إقليمي ودولي كبير, ودخل فترة انتقالية من السلام لمدة ست سنوات يبقى بعدها موحداً أو يستقل جنوبه. وأدى الرئيس عمر البشير اليمين الدستورية لولاية من أربع سنوات كما أدى زعيم التمرد الجنوبي السابق جون قرنق اليمين نائباً أول للرئيس ورئيساً لحكومة الجنوب, وحل علي عثمان طه نائباً ثانياً للرئيس.

    وقال قرنق أمام خصمه السابق: ''انا, جون قرنق ديمابيور, اقسم بالله العظيم أن أكون وفياً لجمهورية السودان وان أدافع عنها بصفتي النائب الأول للرئيس'', وأضاف: ''سأنفذ مهماتي بإخلاص وشرف''. واقسم قرنق أيضا على ''العمل من أجل ازدهار الوطن ونموه (...) وحماية قوانين الجمهورية والدفاع عنها''.

    وبعد أداء القسم رفع البشير يدي نائبيه كعلامة انتصار وسط تصفيق الحاضرين.

    وللمرة الأولى, رفعت صور زعيم حركة التمرد السابق على جدران المبنى. وشارك في الاحتفال حوالي عشرة رؤساء دول وحكومات, خصوصاً رؤساء جنوب افريقيا وافريقيا الوسطى وجيبوتي والسنغال وأوغندا.

    وطغت الحرب في دارفور والأزمة في شرق السودان على الكلمات التي القيت واعترف الرئيس البشير ونائبه الجديد بأن السلام سيبقى منقوصاً ما لم يتحقق في غرب البلاد وشرقها, وتعهدا حل الأزمتين واقرار الحريات والديموقراطية ودعيا القوى السياسية المعارضة الى المشاركة في حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة عريضة او التزام معارضة سلمية راشدة.

    علاقة قرنق بأزمة دارفور:
    ---------------------------

    كانت دارفور في حد ذاتها استهدافا لأي غزو أجنبي, لأن هذه المنطقة ظلت لفترة طويلة تعاني التهميش الاقتصادي, وعدم توفير أية خدمات أساسية بها فسعر قنطار الذرة يصل في دارفور إلي 140 ألف جنيه سوداني, وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف السعر في المناطق الأخرى, إضافة إلى الكثير من أسعار السلع الأخرى التي حققت زيادة مطردة.

    هذه الأوضاع المعقدة وارتفاع الأسعار والتهميش زاد من حدة التدخلات الأمريكية والإسرائيلية في ذات الوقت كانت القبائل العربية الموجودة في دارفور قد بدأت تستشعر هذا الخطر, وتدرك أن المرحلة الأولى من التحالف الأمريكي الإسرائيلي في هذه المنطقة سيؤدي في المرحلة الثانية إلى التدخل الأمريكي العسكري المباشر, وأن أراضيهم ستكون شبيهة بما حدث في العراق.

    وعلى الرغم من انشغال سكان دارفور بأوضاعهم المعيشية الصعبة إلا أن هناك نوعا من الصراع الخفي بدأ يدور بين بعض القبائل الأفريقية والعربية في دارفور. هذا الصراع انتقل بدوره إلي (عرب الكاميرون) فقرر الآلاف من الكاميرونيين الهجرة إلي الأراضي السودانية, وتحديدا إلى دارفور, وبدأت تتشكل مجموعة من القبائل العربية في منطقة (أمتيمان) في تشاد, وكان يطلق عليها (مجموعة الاستطلاع) والتي كانت وظيفتها الرئيسية تجنيد عرب الكاميرون للحرب معهم, أو تشكيل مجموعات مسلحة

    ولذلك بدأ الصراع بين قبائل العرب من جانب تدعمهم (الجنجاويد) والقبائل الأفريقية من جانب آخر, وحاولت الحكومة السودانية أن تتدخل لتهدئة الأوضاع إلا أن الجيش الحكومي السوداني ووجه بمعارضة قوية من القبائل الأفريقية التي بدأت تهاجم وحدات الجيش السوداني بضراوة, في الوقت الذي لقيت فيه وحدات الجيش ترحيبا كبيرا من القبائل العربية والجنجاويد.. إلا أن أمريكا وإسرائيل اللتين مثلهما في هذه المفاوضات الجنرال الأمريكي ماركو تارديس والقائد العسكري الإسرائيلي ميجاونرفولكسيو رأت أن تنشئ تحالفا بين جون قرنق في جنوب السودان والقبائل الأفريقية في دارفور.. وكان الهدف من هذا التحالف هو إذكاء الصراع العربي الأفريقي في هذه المنطقة.

    لقد كانت الأوضاع معقدة للغاية في هذه المنطقة.. وبالفعل فإن هذا التحالف نشأت عنه نقطة تحول مهمة لقبائل الفور الأفريقية في دارفور لأن قرنق أراد أن يمد هؤلاء بالسلاح والمال وبدأت تتشكل ملامح الصراع في دارفور علي اساس أفريقي عربي.. بدا ذلك واضحا من خلال المعارك مع قبائل الرزقة الأفريقية.. فعلى الرغم من أن هذا الصراع اندلع بالأساس في أوائل التسعينيات واستمر يهدأ ثم يشتعل, إلا أن الدعم العسكري الواضح من قرنق وإسرائيل ثم أمريكا في المرحلة الثالثة لقبائل الرزقة والفور أدي إلي تأجج الصراع مع القبائل العربية التي طلبت المعونة والنجدة من القبائل العربية في كردفان والتي بدأت تتحرك بالفعل بأعداد كبيرة إلى داخل دارفور ودارت هذه الحروب القبلية الواسعة التي أدت إلى مقتل الآلاف, إلا أن القائد الجنوبي المتمرد قرنق قرر أن يرسل بعض كتائب جيشه لحسم المعارك بصفة نهائية لصالح القبائل الأفريقية وشن حرب إبادة ضد القبائل العربية, وهي قبائل الحمر والتعايشة وبني هلبة وبني حسين وأم جلول وغيرها.

    كان تدخل بعض القوات الموالية للقائد المتمرد جون قرنق لصالح القبائل الأفريقية ضد القبائل العربية لابد أن يسفر عن تدخل قوات الجيش السوداني, والتي رأت أن المؤامرة قد تطول هذه المنطقة بأكملها.. وقرر الجنجاويد أن يدعموا الحكومة السودانية وقوات الجيش السوداني, والذي كان لا يرغب في فتح جبهة دارفور حتي بعد توقيع اتفاق سلام مع قرنق , لأن الجيش كان لايزال منهكا من هذه الحرب الطويلة التي خاضها في الجنوب.

    في ضوء ذلك بدأت التقارير الغربية تعرب عن قلقها إزاء مجريات الأوضاع في دارفور ورأت تقارير أعدت في الكونجرس الأمريكي أن منظمات حقوق الإنسان تعمل في ظروف صعبة وغير طبيعية, واتهمت الحكومة السودانية بأن لديها الرغبة في بقاء هذه الأوضاع غير المستقرة أمنيا على ما هي عليه.

    ******************
    *******************
                  

05-18-2009, 06:13 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    تكرم على هذا البوست التوثيقى ...


    فهمت ان المطلوب التوثيق للرجال و النساء الذين كان لهم دور كبير فى تثبيت مايو ..


    ...

    ذكرت الكبار فقط ..

    انا اعرف صغار لم يبلغو كل تلك الدرجات القيادية لكنهم لا زالو وفاءاً الى نميرى الى اليوم


    قدمو ارواحهم فداءا لنميرى ولمايو وثبتو دعائمها لسنوات طوال ...


    منهـــم :


    الحرس الشخصــى لنميرى .. العــم جمعه بابو نمـــر ( هل هناك من يذكره )
                  

05-18-2009, 07:24 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب والـحـبـوب،
    بدر الدين اسحاق احمد،
    تـحياتي ومـودتي،
    وشـكري علي مـرورك.

    *** - الـخطة التـي اسـيـر بـها فـي هـذا البوسـت التوثيقي، ان اتناول الشـخصيات التـي كانت حول الرئيـس السابق نـميـري بـحـسب وضـعهم الدستوري ومكانـتهم السابقة بجـهاز الدولة. بـمعني أخر اننـي اكتب اولآ عن نواب نـميري ،ثـم ياتي بعـدهم الـمستشارين بالقصـر وقاعـة الصـداقة،وبـعدهم الذين شغلوا منـصب رئيـس الوزراء، ثـم الوزراء ووزراء الدولة، المراجع العام،النائب العام، مـدراء بنك السودان، مدراء جـهاز الأمـن القومي.

    *** - اخـي بدرالدين،
    احـتاج بشـدة الي دعكم التوثيقي ...واضـافة معلومات جـديدة فيما كتب سابقآ بهذا البوسـت... ومن يملك ايضآ صـور ووثائق مكتوبة او قصاصات صـحفية قـديمة.

    *** - بدر الدين،
    لك مـودتي.
                  

05-18-2009, 09:38 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    هذا جهد مقدر وتوثيق مفيد للرجوع إليه بواسطة طلاب
    البحوث وكتاب التاريخ للتحقق فيه وتدوينه وكذلك لفلاسفة
    التاريخ الذين يهمهم ما ينبغى أن يكون من ذلك الكائن



    فلك الشكر يا أيها الصائغ ولك السلام


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-19-2009, 09:26 PM)

                  

05-18-2009, 10:57 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبوب،

    مـنـصـور الـمـفـتاح،

    تـحياتي ومـودتي،
    وسـررت لـمرورك الكـريـم الـقدر.

    *** - وشـكرآ علي مشاركتك.
    لك مودتي.


    قـصـاصات قـديـمة عـن اللواء جـوزيف قرنق:
    -------------------------------------------------
    *****************************************

    ( 1 )-
    جوزيف لاقو فى ثوب الجبهة الاسلامية ضد قرنق.
    -------------------------------------------

    الـمصدر: مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م:
    جوزيف لاقو فى ثوب الجبهة الاسلامية ضد قرنق.

    07-12-2004, 01:54 ص.
    الكيك.

    *********************
    *********************

    ****** - بعد تهديده بالعودة الى الغابة لمعارضة قرنق.
    ***** - هجوم جنوبي عنيف على جوزيف لاقو.

    اعداد: احمد حسن محمد صالح:

    الاثنين6ديسمبر2004
    -----------------------------

    تصريحات اللواء جوزيف لاقو زعيم اول حركة تمرد في جنوب السودان عن تعبئة المعارضين لجون قرنق واستعداده للتمرد مرة اخرى قوبل بعاصفة من الاحتجاجات والاستنكار من قطاع كبير من المثقفين الجنوبيين وبالاخص من الموالين لزعيم الحركة الشعبية.

    وكان اللواء لاقو قد هدد بالعودة الى ادغال الجنوب «اذا جاء قرنق بافكاره الاستبدادية الاستعمارية» ونسب الى قائد الانيانيا السابق قوله لصحيفة «خرطوم مونيتور» يوم 23 نوفمبر «انني لم اتغير كثيراً منذ عام 1972 وما زلت امارس (الرياضة) واتدرب للحرب».

    لاقو ضد الير وقرنق:
    --------------------

    تحت هذا العنوان كتب رومبيك ميكايا ويلي في الصحيفة التي تصدر باللغة الانجليزية رداً على تصريحات جوزيف لاقو:

    «يبدو ان كراهية جوزيف لاقو للدينكا لم تعد خافية. فقد تحدث عن تعبئة معارضي جون قرنق واستعداده للعودة الى ادغال الجنوب. بداية نسأل ماذا حقق لاقو للجنوبيين بعد ان حارب في غابات الجنوب طوال 17 عاماً؟ وهل نجح خلال فترة رئاسته للمجلس التنفيذي العالي في الحكومة الاقليمية في الجنوب؟ انه تولى منصب نائب رئيس الجمهورية «في عهد نميري» ولكن ماذا كان اثر ذلك على الجنوبيين؟

    بعد تخرجه من الكلية الحربية لم يخدم فترة طويلة في الجيش الحكومي وانضم الى حركة انيانيا واصبح زعيماً لها.

    لاقو حارب طوال 17 عاماً ولكنه انهى النضال بطريقة بائسة دون اي شروط مسبقة.

    اتفاقية اديس ابابا تم توقيعها في عام 1972 بين جنوبي في الحكومة - ابيل ألير وجنوبي في الغابة «لاقو نفسه» الاتفاقية لم تجد ترحيباً ولا احتراماً واسع النطاق من قطاع كبير من السودانيين الشماليين - والقى لاقو باللائمة على نظام مايو لانه الغى الاتفاقية ومع ذلك يصر انه مخلص لها. الم يكن لاقو جزءاً لا يتجزأ من نظام مايو؟

    لعدم قناعته برتبة لواء في القوات المسلحة - بدأ لاقو العمل بالسياسة في عام 1978 و تنافس على رئاسة المجلس التنفيذي العالي لجنوب السودان وفاز خلفاً لمولانا ابيل ألير. لاقو نال تأييد جماعة ابيل الير على تفاهم أن الاول بصدد تكوين حكومة وحدة اقليمية.

    وكان جنوب السودان حينذاك في حاجة للتغيير في اعقاب الفظائع التي ارتكبت خلال ستة اعوام من رئاسة ابيل الير للمجلس التنفيذي العالي. وعلى عكس توقعات جماعة ألير اعلن لاقو حكومة مكونة من اتباعه. مولانا ألير معروف ببرود شخصيته وثقة بالنفس ويعمل بشعور انه صائب ولكن لاقو جندي عاطفي كان يشك كثيرا جداً في اي شخص بطريقة تظهر ضعفاً في القيادة وهذا ما دفع بكثيرين من انصاره الى المعارضة فهو يتهم كل من يعارضه وينتقد افعاله بالعمل مع جماعة ألير للاطاحة به.

    كان فبراير 1979 شهراً مشهوداً. فقد كان شهر ذعر عندما اجرى لاقو تعديله الوزاري الشهير الذي اعفى فيه الاعضاء البارزين في حكومة الجنوب. فبدلاً من ايجاد وسيلة لادارة الحكومة مع شركائه المقربين طرد لاقو ببساطة بعض زملائه القدامى مثل ماثيو اوبور ايلنق الذي حارب معه في الغابة طوال السنين السبعة عشر تقريباً واستبدلهم بآخرين كانوا مناوئين له.

    اعفاء صمويل ارو نائب رئيس المجلس التنفيذي العالي وتعيين الراحل بيتر جاتكوث بدلاً عنه - مهد الطريق لنشاط المعارضة من الداخل، رغم فشله في ادارة الحكومة - بدأ لاقو توجيه الاتهام الى اهالي الدينكا بانهم كانوا يعملون على ازاحته من السلطة. واختار بقية القبائل الجنوبية كسلاح في حربه مع السلطة من اجل البقاء ناسياً انه نال ثقة بعض دينكا بحر الغزال.

    في عهد جوزيف لاقو في مجلس الجنوب اتهمه خصومه بالاستيلاء على 5.2 مليون دولار هدية قدمتها دولة الامارات المتحدة لحكومة جنوب السودان لمنفعته الشخصية وبدلاً من تبرئة نفسه امام البرلمان «الاقليمي في الجنوب» رد لاقو بسرعة بطريقة تنم عن التغطية.. فقد اتخذ قراراً احادياً بعقد جلسة للبرلمان فوق العادة وترأس اجتماعاً للنواب الموالين له في غياب رئيس المجلس كلمنت امبورو الذي طرد لاحقاً. النواب صوتوا ايضا لصالح اقتراح بطرد نائب رئيس البرلمان دكتور زكريا بول دينق وضابط المجلس فيليب اكوت. هذه الاجراءات لم تكن دستورية لان لاقو نفسه لم تكن لديه تفويض لادارة جلسة برلمانية في غياب قيادة المجلس .

    اصبح الجنوب في تلك الفترة غير قابل للحكم تحت قيادة لاقو التي ادت الى تدخل الرئيس نميري الذي حل المجلسين القومي والاقليمي «الجنوبي» وامر باجراء انتخابات جديدة. جوزيف لاقو فشل في تلك الانتخابات ولم يستطع الاحتفاظ بمنصبه وانتخب ابيل ألير بالاجماع رئيساً للمجلس التنفيذي العالي للمرة الثانية.

    وبذريعة ان ابيل الير كان و راء سقوطه جاء لاقو الى الخرطوم وقام بتأليف كتابه المعنون «عندما يأكل رجل اناني ويشبع فانه يصف الجعان بالجشع» . ان الكتاب برمته ضد الدينكا الذين احتكروا المناصب الرئيسية في الجنوب. وكان لاقو مصيباً بطريقة او اخري حيث ان المناصب المهمة احتلها دينكا بور وبالاخص في جهاز الشرطة تحت قيادة الراحل روبين ماش. ولكن السؤال اين كان هو كرئيس كان عليه تصحيح ذلك الوضع ديمقراطياً؟

    ولكي لا يغضب اللواء لاقو - عينه نميري نائباً لرئيس الجمهورية وعندئذ استغل لاقو منصبه لتحريض الاستوائيين لاعادة تقسيم الجنوب «كوكورا». وادعاؤه الآن ان نميري الغى اتفاقية اديس ابابا 1972 لا معنى له لانه ساهم فعلاً في تقسيم الجنوب.

    لواؤنا المسن ينشط الآن لخيانة الجنوبيين ولاضعاف تضامننا. ها هو يتحدث عن العودة الى اهالي جنوب السودان لشن حرب اخرى.

    العجوز يفوق من غفوته:
    ---------------------

    تحت هذا العنوان كتب الاستاذ بيتر بوتيلي فرج الله في عموده اليومي بصحيفة «خرطوم مونيتور» يوم السبت الماضي:

    كان جوزيف لاقو في ذروة نشاطه في العقود الاخيرة من القرن الماضي وشهد اشياء كثيرة واشترك في السياسة السودانية لمدة تزيد عن نصف قرن. الا ان العالم الآن يشهد تغيراً دراماتيكياً.

    ان تاريخ جوزيف بين ايدينا. اذا فقدنا ارواح مليوني جنوبي فان لاقو يتحمل المسؤولية واذا تشرد 4 مليون جنوبي فانه مسؤول عن معاناتهم. واذا حدث تدهور مريع في حياة الناس في جنوب السودان فان لاقو ساهم في ذلك التدهور.

    لاقو عاش في لندن طوال السنين الماضية وظل هناك سفيراً متجولاً يهيئ نفسه للانتقال الى ادغال الجنوب لاشعال حرب جنوبية - جنوبية. من الصعب ان تتخيل سياسياً بمستوى نائب رئيس جمهورية سابق يمكنه الادلاء بمثل تلك التصريحات بينما العالم كله يدفع بالسودان نحو السلام.

    كان على لاقو ان يضئ الطريق للحوار الجنوبي - الجنوبي ولكنه بدلاً من ذلك يريد قيادة الجنوب الى الحرب. كنا شباباً بالغين عندما تراجع نميري عن اتفاقية اديس ابابا في عام 1983. لاقو هو الذي خطط لسئ الذكر كوكورا بتهيئة الاستوائيين ضد الدينكا في الصراع على السلطة مع ابيل الير.

    فاستغل جعفر نميري ذلك الضعف وعمل على تدمير الجنوب. فكيف يلوم جوزيف لاقو نظام مايو عندما كان هو نفسه جزءاً لا يتجزأ من ذلك الفعل. لاقو اشاد في حديثه الصحفي ببرتوكولات نيفاشا ولكنه في نفس الوقت يستعد لمحاربة قرنق. اين المنطق هنا؟

    السياسيون المسنون من امثال جوزيف لاقو واخرين عاشوا ايامهم ولكنهم يعملون على التأكد ان الشباب مازال يعاني ويموت لكي يعيش «لاقو وامثالهم» اطول فترة وبصحة جيدة في لندن وباريس ونيويورك. على الشباب ان يكون واعياً لان نوع لاقو سيجندهم للقتال من اجلهم.

    انني اقترح على اللواء لاقو ان يتقاعد من السياسة ويعود الى قريته للراحة و يركز على انشطته الدينية - الصيام والصلاة من اجل الغفران له ولاتباعه الذين قادهم طوال حياته. واقترح عليه ايضا ان يمتنع عن تصريحات علنية تتعارض مع التيار السياسي الحاضر وان يركز كذلك على مشروعه الخيري الشخصي كما يفعل نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا.

    واخيراً ادعوه لتحاشي اثارة شعب جنوب السودان الذين عانوا طوال السنين الماضية بينما كان لاقو يستمتع براحات وكماليات لندن. ليس لدى لاقو اي شئ يمنحه لشعب جنوب السودان في هذه اللحظات الاخيرة. دع الاحداث تأخذ مجراها الطبيعي.

    حلم جوزيف لاقو بالعودة الى ادغال الجنوب:
    ---------------------------------------

    كان هذا عنوان المقال الذي كتبه بينت خميس كيني يتهم فيه جوزيف لاقو بمحاولة العودة الى الاضواء بعد اختفائه في لندن لعقدين من الزمان:

    «انه وبونا ملوال وآخرين زرعوا في لندن للعمل ضد النضال الجنوبي بقيادة د. جون قرنق. فقد اعتاد لاقو ان يأتي الى الخرطوم لمراجعة مسار ذلك العمل. والآن هو «في الخرطوم» لنفس الغرض. ان حديثه لصحيفة «خرطوم مونيتور» يوم 23 نوفمبر لن يفوت دون معارضة.. على لاقو ان يعرف انه دمر الحركة الجنوبية خلال السبعة عشر عاماً من النضال من اجل العدل والمساواة وانه وقع على اتفاقية ضحلة دون اي ضمانات دولية لتطبيقها.

    كان الراحل اقري جادين يقود الجناح السياسي لحركة الانيانيا ولكن لاقو استبعد المثقف الجنوبي الذي كان يتولى ملف السلام خلال تلك الفترة. لمن لا يعرفون اقري جادين - كان جادين اول خريج جنوبي في العلوم السياسية من جامعة الخرطوم. لعب لاقو وجعفر نميري بطريقة غير مباشرة دوراً كبيراً في اغضاب الراحل اقري جادين الذي ادى الى وفاته. ولكن نضاله وذكريات مبادئه لن تزول من اذهان المجتمع الجنوبي.

    الجنوبيون يفهمون جيداً الاعيبكم في لندن والخرطوم ولكن علىّ ان اخبركم ان المجتمع الجنوبي قد شطبكم من قائمة الجنوب انكم وبعض زملائكم سياسيون عفى عليهم الزمن ولا يمكنكم مساعدة المجتمع الجنوبي و انصحكم شخصياً بالتقاعد من السياسة.

    انكم تتحدثون عن العودة الى غابات الجنوب. ولكن اين تجدون التأييد؟ في الحركة الاولى فشلتم وضللتم الجنوبيون. حتى غابات الجنوب لن ترحب بكم لانكم الحقتم الضرر بها.

    عندما بدأت حركة انيانيا انضم اليها الجنوبيون طواعية. فعندئذ لم يكن جوزيف لاقو مشرفاً على التجنيد رغم انه اصبح لاحقاً زعيماً للحركة. وعلى ذلك فان القول انه جند قرنق في خدمة الحركة ليس عملياً ابداً. زيادة على ذلك كان د. قرنق قد منح بعثة دراسية الى الولايات المتحدة بناءً على مؤهلاته وخبرته العملية.

    ولذلك لا يستطيع لاقو الادعاء انه ارسل قرنق الى هناك. يمكنك الحديث عن ابنائك الذين ارسلتهم خارج السودان كما بقية افراد اسرتك والعمارة التي شيدتها في جوبا. كيف فعل ذلك الله اعلم.

    عندما جاء جوزيف لاقو الى الخرطوم في العام الماضي كانت تصريحاته مختلفة عن ما قاله خلال هذه الزيارة التشاورية التي تبعث باشارة تحذير للمجتمع الجنوبي عن لاقو وجماعته. المعلومات الحسابية التي جعلتك تخلص الى القول ان مؤيدي جون قرنق اقل عدداً من معارضيه انما هو تطبيق خاطئ لعلم الرياضة.

    لاقو واصل حديثه قائلاً انه سوف يقوم بتعبئة معارضي جون قرنق لمحاربة قرنق ما نوع التعبئة وماذا كان يحدث في لندن بين لندن والخرطوم؟

    انني اؤيد الحوار الجنوبي - الجنوبي ولكن على اولئك الذين الحقوا مزيداً من الاضرار بالجنوبيين ان لا ينتهزوا فرصة ذلك الحوار للاستمرار في الحكومة القادمة في جنوب السودان بطرح مطالبات وشروط.

    دعنا نأخذ مثالاً على ذلك قضية المليشيات الموالية للحكومة التي حاربت الجيش الشعبي طوال هذه السنين بدلاً من المطالبة بنصيبهم من الحكومة المركزية التي كانت تستغلهم كاداة عسكرية .انهم الآن يطالبون بـ 50% من نصيب الحركة الشعبية في الثروة والسلطة.

    وفي غضون ذلك يطرح لاقو وجماعته اللندنيون شروطهم الخاصة بهم. لا ضرورة لذلك. ان تلك الجماعات الجنوبية نعتبرها مفقودة كما كان الطفل المفقود في الانجيل حتى يعودوا للغفران ويعاد استيعابهم في المجتمع الجنوبي. وعلى المجتمع الجنوبي ان يأخذ حذره من الخونة في اوساطنا. دعنا نأخذ تجربة جنوب افريقيا. كان بعض المواطنين هناك يتغذون بعضهم على البعض ولكنهم في نهاية المطاف انتصروا.

    ستة اعوام من السلام وحسب يا جوزيف:
    --------------------------------

    مقال بايلوت ميكاه سواكا يطالب جوزيف لاقو بمنح الجنوب فرصة سلام:

    تصريحات قائد الانيانيا السابق دعوة علنية تنبه اعداء السودان وخاصة اعداء الجنوب الذين لا يريدون السلام في البلاد. انهم في انتظار اشارة من اناس مثل سعادة اللواء ويقدم لهم اسلحة فتاكة لمحاربة قرنق. ستكون هذه حرباً مختلفة تماماً في الجنوب: جنوبيون ضد انفسهم! ستكون مثل الحرب في الصومال ورواندا وساحل العاج والكونغو الديمقراطية.

    بدلاً عن النضال من اجل السلام الذي لم نعهده ابداً ومن اجل جنوب ديمقراطي حقيقي الذي لم نعهده ابداً - معالي اللواء يتدرب للحرب. ما علينا ان نفكر الآن هو حرب السلام التي بدأت وبعد ذلك نحارب من اجل وحدة بلادنا وثم نمضي قدماً للنضال من اجل الديمقراطية عبر صندوق الاقتراع وليس عبر البندقية فقد شبعنا من ذلك النوع من الحرب.

    ملايين اطفال الجنوب ولدوا بعيداً عن اوطانهم. بالنسبة لغالبيتهم اقرب الاقربين المعروفين لديهم هم الوالدان. امنحوا اولئك الاطفال المساكين ست سنوات سلام وحسب حتى ينعموا بسلام في حياتهم.

    الحرب الآن او خلال الستة اعوام القادمة سوف تدمر الفرصة الوحيدة المتاحة للجنوبيين لتقرير مصيرهم. اذا كان هذا ما يريده اللواء لاقو بأية وسيلة - دعوه يشعل الحرب لجعل الجنوب «غابة مزدوجة» اذا كان ذلك يعني شيئاً.

    على لاقو ان يتوقف عن الدعاية للحرب:
    ---------------------------------------

    جوزيف اكيم قوردون كتب الآتي في صحيفة «خرطوم مونيتور» في الاسبوع الماضي:

    دعا مجلس تنسيق الولايات الجنوبية اللواء جوزيف لاقو بحسن نية للاشتراك في الحوار الجنوبي - الجنوبي الذي يزمع مجلس التنسيق اقامته بهدف توحيد صفوف الجنوبيين ولكن لاقو رئيس المجلس التنفيذي العالي السابق ونائب رئيس جمهورية السودان السابق - بل السياسي المخضرم قرر ويا للعجب ان يعلن الحرب في لقاء صحفي. كان ذلك تطوراً مؤسفاً وكان تصريحاً بالغ الضرر ويتمنى المرء ان يسحبه لاقو.

    جاء التصريح في التوقيت الخطأ لتشجيع الانشقاق كما انه كان سلبياً. كان الاحرى بمثل هذه البيانات ان تأتي من اعدائنا وليس من الاخ جوزيف لاقو. هذا التصريح قصد منه ان يرضي المستفيدين منه.

    الشعب السوداني في جنوب البلاد وشماله تعبوا من الحرب لانهم شهدوا فظائعها واصبحوا ضحاياها - ولذلك فإنهم يريدون السلام باسرع فرصة ولكن بالنسبة للاقو وشركاه في لندن السلام ليس من اولوياتهم لانهم يعيشون ببذخ في لندن. انهم لا يعرفون معنى الحرب. لهذا فان لاقو وشركاه في لندن يخططون لحرب اخرى. على لاقو ان يلاحظ اننا لم نولد وحسب لنعاني ويلات الحرب. ليس لدى لاقو وشركاه ما يخسرون لان لندن هي وطنهم الثاني.

    ويتعجب المرء لماذا يريد لاقو مقارنة اتفاقية اديس ابابا الفاشلة بعملية السلام الحالية بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان. لم تكن في اتفاقية اديس ابابا اي ضمانات ولذلك تمكن جعفر نميري من الغائها بسهولة. آمل ان يتذكر لاقو اخفاقاته خلال نضال انيانيا التحرري. كانت مفاوضات اديس ابابا «التي نتج عنها اتفاقية 1972» تعقد في سرية وتم اعلانها فقط عند توقيع الاتفاق النهائي مما ادى الى انقسام في قيادة حركة الانيانيا. ولم تكن هناك توعية مناسبة حول تلك الاتفاقية «بين المواطنين» خلال الاحد عشر عاماً من الحكم الذاتي في الجنوب. كان هناك بعض التطور الايجابي ولكن كل ذلك من اجل السلطة بين لاقو وابيل الير الى حد ان اتيح لنظام نميري الفرصة لتدمير الجنوب بتشجيع كوكورا «اعادة تقسيم الجنوب الى ثلاثة اقاليم».

    وعندما ادرك الزعيمان المهزومان ان قاعدتهما السياسية قد تم تحييدها - وبغباء اشتكيا لجعفر نميري لاعادة النظر في تلك الإجراءات . نميري تجاهل نداءهما لانه كان يدرك انهما يتظلمان من موقف ضعف.

    ولذلك نرجو من لاقو اذا تواطأت مع اعدائنا لتدمير سلامنا فان اسمك سوف يبقى الى الابد في كتابنا الاسود.

    اذا كان لديك اية مشكلة مع الحركة الشعبية حاول حلها واذا كنت تسعى لسلطة سياسية فلماذا العجلة - انتظر الانتخابات..

    كسياسي مخضرم فان الوقت قد حان لكي تتقاعد بشرف بدلاً من التنافس مع الدماء الجديدة - انظر الى نيلسون مانديلا وآخرين.

    الوحوش البرية:
    --------------

    كان ذلك عنوان مقال باكي جيمس جودهو يوم 29 نوفمبر حول تهديد قائد الانيانيا السابق:

    كانت تحذيرات جوزيف لاقو الواردة في صحيفة «خرطوم مونيتور» مفاجأة لكل اهل الجنوب. بل انها كانت نهاية محزنة لسياسي كان ذات مرة حائزاً على احترام كل الجنوبيين كمحارب حرية و لكن ليس كشخص يسئ لحق شعب جنوب السودان في تقرير مصيره الذي سيقود الى انفصال الجنوب عن الشمال.

    ولذلك على اللواء لاقو وامثاله ان يعلموا ان الوطنيين الجنوبيين ضاقوا ذرعاً بحروب لا لزوم لها ضدهم على يد العدو والمتواطئين معه. الجنوبيون على اهبة الاستعداد لمقاومة اي اعتداء حتى اذا جاء من سياسيين اختيروا بعناية.

    ان لاقو وجماعته المقيمين في لندن قد فقدوا مصداقيتهم. انهم متوحشون «لمحاولتهم» تخريب مصالح شعب جنوب السودان متجاهلين انهم كان من المفروض ان يشاركوا في بناء الجنوب بدلاً من تدميره.

    الحوار الجنوبي - الجنوبي:
    -----------------------

    تحت هذا العنوان كتب جي. اوبات في عموده اليومي يشيد بداية بتضحيات جوزيف لاقو وقيادته لحركة الانيانيا:

    «انه كان اول خريج كلية حربية سودانية ينضم الى التمرد وبموهلاته العسكرية اصبح قائداً لاول تمرد. وفي عام 1972 بصفته زعيماً لحركة الانيانيا وقع اتفاقية اديس ابابا ولكنه غلب بالمناورة واعيد تعيينه في الجيش السوداني برتبة لواء بينما آلت قيادة الجنوبي التي كان من المفروض ان يتولاها الى المحامي ابيل الير وهذا الخطأ الكبير ادى في النهاية لتفكك الجنوب. هذا لان لو تولي لاقو زعامة الجنوب فان العرب لم يكن في استطاعتهم اللعب بجنوبي ضد آخر لاضعاف الجنوب ويسمح للمتمردين تحقيق حلم تقسيم الجنوب.

    اللواء المتقاعد جوزيف لاقو وصل سن التقاعد ومع ذلك لا يزال يفرض نفسه ويأتي الآن من المنفى في لندن لحوار جنوبي - جنوبي مع الجيش الشعبي.

    ان الحوار الجنوبي - الجنوبي كما افهمه - لقاء بين الجنوبيين الذين مازالوا داخل السودان النشطين سياسيا والجنوبيين في الخارج. انهم سوف يعقدون اجتماعا مع الجيش الشعبي لمناقشة دورهم في المستقبل والذي سوف يسلم الى الجيش الشعبي. الا ان اللواء لاقو ضيق الصدر ويتهم زعيم الجيش الشعبي بمحاولة تجنب الحوار مع الجنوبيين الآخرين وهدد بالعودة الى الغابة اذا جاء قرنق «بافكاره الاستبدادية الاستعمارية».

    انها كلمات قاسية من زعيم جنوبي. كان اللواء لاقو رئيسا للمجلس التنفيذي العالي وكان نائباً لرئيس الجمهورية. فماذا يريد الآن في التركيبة الجديدة في جنوب السودان ومعه الجنوبيون الآخرون.

    عندما جاء وفد الجيش الشعبي هنا في المرة الاخيرة قال د. سامسون كواجي ان على اولئك الجنوبيين الذين يتطلعون الى المناصب ان لا يقلقوا حول تلك المناصب بعد اتفاقية السلام لان كثيراً من الوظائف ستكون متاحة وتلزم استخدام «اجانب» من كينيا ويوغنده.

    انني شخصيا لا اؤيد ان اطوار الجنوبي - الجنوبي سوف يضمن مناصب لاولئك الذين لم يقاتلوا او يشاركوا باية طريقة في النضال.

    حكومة السودان قد تنازلت 30% من سلطاتها لجنوبيي الداخل تقسم بالمساواة بين الجنوبيين في الاحزاب الجنوبية المسجلة و الجنوبيين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وما لم يقبل جنوبيو الداخل الـ30% من نصيب السلطة - فانني لا ارى اية فائدة لعقد اي نقاش مع الجيش الشعبي حول اية مسألة سواء كان عن السلطة او اي شئ آخر.

    على كل جنوبي شاملاً اللواء لاقو ان يعرض خدماته للحركة وليس مطالباً عليها. مطالب على ماذا؟ انني واثق ان كل مواطن سيتم تثمينه حسب مؤهلاته وخبراته السابقة. معظم المواطنين الجنوبيين المتعلمين مازالوا داخل البلاد او في الخارج. انني اعتقد لا داعي لعقد حوار جنوبي - جنوبي في الوقت الحاضر.

    وفي رأيي على جنوبي الداخل والخارج فقط ان يقدموا عريضة للجيش الشعبي يشرحون فيها مواقفهم وما يجب ان يكون. لا يجب ان يعرضوها على الحركة او ان يحاولوا معها حول ما يتوجب فعله في الجنوب.

    في عهد النظام الحالي عين اللواء لاقو ممثلا للسودان في الامم المتحدة وثم سفيرا متجولاً. لست واثقاً حول ما يفعله الآن. هل هو سياسي وباية صفة يأتي هنا لحوار جنوبي - جنوبي او هل مازال دبلوماسيا في وزارة الخارجية السودانية. اللواء لاقو انك محارب قديم ويكن لك الجنوبيون حباً لذلك. ارجو ان تنتظر حتى يجئ السلام.


    ************************************
    ************************************

    ( 2 )-

    وثائق اميركية عن جنوب السودان (1)
    -----------------------------------

    الـمصدر: كل الحقوق محفوظة © 2009 سودانايل.
    الثلاثاء, 02 ديسمبر 2008 11:38

    طاب جوزيف لاقو الى البابا:
    ما اشبه الليلة بالبارحة.
    ---------------------------
    واشنطن: محمد علي صالح.

    منذ قبل استقلال السودان، بدأت السفارة الاميركية (مكتب الاتصال الاميركي في ذلك الوقت) في الخرطوم تكتب تقاريرعن جنوب السودان.

    في البداية، كانت التقارير قليلة جدا. خاصة لأن تعليمات من رئاسة الخارجية في واشنطن طلبت اعتبار المشكلة "مشكلة داخلية". ويبدو ان واشنطن كانت تريد كسب الدولة الجديدة بدون وضع عراقيل امامها.

    لكن، في وقت لاحق، ذهب جنوبيون في اديس ابابا، وكمبالا، ونيروبي الى السفارات الاميركية هناك. واشتكوا من "ظلم الشماليين المسلمين العرب."
    ثم وقع تمرد توريت (سنة 1955). ثم حملة عسكرية عنيفة قامت بها حكومة الفريق عبود (سنة 1962). ثم طرد المبشرين المسيحيين الاجانب من جنوب السودان (1964).

    وزاد اهتمام السفارة الاميركية بعد انقلاب المشير جعفر نميرى اليساري (سنة 1969) الذي اشترك فيه شيوعيون. كان ذلك في عهد الرئيس نيكسون الذي خاف من تسلل الشيوعية والنفوذ الروسي من مصر الى السودان. ثم الى جنوب السودان.
    ثم الى شرق، ووسط افريقيا. وزاد الخوف لأن الروس اعطوا نميري دبابات وطائرات، وضرب بها المتمردين في الجنوب.

    هذه اول عشرين حلقة مقتطفات من هذه التقارير. بداية بهذه الوثيقة من سنة 1970، وهي خطاب ارسله جوزيف لاقو، قائد جيش "انيانيا" في جنوب السودان، الى بابا الفاتيكان:
    --------------------------------
    "الى صاحب القداسة بول السادس:
    في السنة الماضية، كتبنا الى قداستم خطابا عن اضطهاد شعبنا في جنوب السودان تحت اقدام السودانيين العرب.

    لكننا، ما كنا نعرف انه، بعد شهور قليلة من الخطاب، سيحدث تغيير في حكومة الخرطوم (ثورة مايو سنة 1969). وسيكون التغيير سبب مزيد من الاضطهاد. وما كنا نعرف ان الاضطهاد هذه المرة سيكون بتأثير دولة اجنبية، هي اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.
    الأن، وفي هذه اللحظة التي نكتب فيها هذا الخطاب الى قداستكم، يحتفل الشماليون العرب المسلمون بيوم الثورة في الخرطوم. يشاهدون دبابات روسية تزحف في الشوارع، وطائرات "ميج" روسية تحلق في السماء. في وقت سابق، كانت هذه الدبابات والطائرات في جنوب السودان. كانت تضرب، وتقتل، وتعوق، وتجرح شعبنا الاعزل من السلاح. وفي وقت لاحق، ستعود هذه الدبابات والطائرات الى جنوب السودان، لتواصل ما كانت تفعل.

    منذ ان تغيرت الحكومة في الخرطوم في السنة الماضية، تعود شعبنا في جنوب السودان على رؤية الضباط الروس يقودون الجنود الشماليين العرب في حملة قاسية للقضاء على المسيحية في وطننا، ولتدمير حضارتنا الافريقية ...
    يا صاحب القداسة:
    ليست هذه اول حرب عربية اسلامية للقضاء على المسيحية في السودان. في القرن الثاني عشر، دمر العرب المهاجرون من الجزيرة العربية ممالك مسيحية ارثودكسية وكاثوليكية في المغرة وعلوة.

    لكن، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قاد كمبوني، المونسينيور خادم الرب، مبشرين شجعان ومخلصين الى السودان. ومرة اخرى، ارتفع "علم الخلاص"، وحل الامل محل اليأس.

    لكن، بمجرد ان بدأت بذور المسيحية تنمو، وتزيد الكنائس، قامت التمرد المهدي، وقضى عليها. كان الاب جوزيف اوهوالدر، مؤلف كتاب "عشر سنوات في الاسر"، احسن من وصف ما فعل التمرد المهدي. كتب:
    "دمرت المهدية تطور خمسين سنة. وسقط السودان في الظلام مرة اخرى. وغرقت الحضارة في فيضان الهوس الديني. وانهار امل الخلاص. وصار قادته عبيدا مقيدين بالسلاسل. وارتفعت اعلام الاستبداد من دارفور الى البحر الاحمر. ومن الرجاف الى الشلال الثاني. وانتشرت عصابات الهوس الديني في الارض. ودمرت كل علامة مسيحية. وانكشف السودان عاريا، ومنعزلا، وخرابا، وفوضى."
    بعد التمرد المهدي، اعاد البريطانيون السلام للسودان عندما حكموه لمدة 56 سنة. وسمحوا للمبشرين بنشر المسيحية في جنوب السودان. وعمل المبشرون، بدون راحة وبدون توقف، للدعوة الى كلمة الرب وسط شعب جنوب السودان الطيب. واعتنق عشرات الآلاف المسيحية. وخلال نصف قرن، صارت المسيحية دين ثلاثة اجيال في بعض العائلات. وفتح المبشرون المخلصون مدارس، وبنوا مستشفيات، وانتشرت مؤسسات التعليم المسيحي

    يا صاحب القداسة:
    يسرنا ان نقول لكم، في فخر، ان كل متعلم جنوبي الآن تخرج من مؤسسة تعليمية مسيحية. في سنة 1944، تخرجت اول دفعة من القساوسة الكاثوليك الجنوبيين. ومنذ ذلك الوقت، تخرج مئات من القساوسة، والرهبان، والراهبات. وبدأ مستقبل المسيحية براقا، كما كان في الماضي.

    يا صاحب القداسة:
    نأمل ان تصبرون، ونحن نروي لكم تاريخ المسيحية في السودان. نريد ان نوضح لكم ما تعاني اليوم الكنيسة في السودان. وما يواجه المسيحيون السودانيون من دمار شامل. نريد ان نقول لكم ان المهاجرين من الجزيرة العربية دمروا المسيحية مرتين في هذا الجزء من افريقيا. وهاهم، بداية من السنة الماضية، يريدون تدميرها مرة ثالثة.

    هذه المرة، تتحالف القوات العربية القاسية مع الاتحاد السوفيتي. وكما تعلمون، المسيحية هي نقيض التوسع الشيوعي.
    عندما سمحت بريطانيا للسودان بالاستقلال، سيطر الشماليون على البلاد، سياسيا واقتصاديا. وخطط هؤلاء العرب لاسلمة شعب جنوب السودان اسلمة كاملة. ولتعريبه تعريبا كاملا. مدفوعين برغبة قوية لاضطهاد واذلال الجنوبيين المسيحيين.
    يا صاحب القداسة:
    ها نحن اليوم، نرفض فرض الاسلمة والتعريب بالقوة على ثقافتنا المسيحية والافريقية. وهذا هو سبب الحرب الحالية بين الجنوبيين والشماليين.
    فشل السودانيون العرب في كسر تصميم شعب جنوب السودان. ولهذا، تحالفوا مع الروس الشيوعيين، ومع الدول العربية. وهم مصممون على مسحنا من على سطح الارض، بينما يتفرج كل العالم، ولا يتحرك، ولا يفعل شيئا ...

    يا صاحب القداسة:
    في السنة الماضية، تشرفنا بمقابلة قداستكم في يوغندا. زودتنا المقابلة بقوة اخلاقية، وتوجت نضالنا بهالة روحية، وشجعتنا على حماية الوطن والعقيدة.
    لكن، سببت هذه العزيمة الجديدة لمقاومة الاسلمة والتعريب مزيدا من الدمار والاضطهاد في وطننا. تخفى السيف الاسلامي وراء الدبابة الروسية، واستعمل المهووسون المسلمون صواريخ وقنابل مصنوعة في روسيا لقتل شعبنا.
    حتى الأن، ابادا 500,000 من الرجال والنساء والاطفال. قتلوهم بالرصاص، او احرقوهم احياء، او اماتوهم جوعا ومرضا. واجبروا 500,000 على اللجوء الى اثيوبيا، ويوغندا، وكينيا، وجمهورية افريقيا الوسطى. ويستمر الذين لم يقتلوا، ولم يلجأوا، في العيش في خوف وهلع. ولجا بعضهم داخل الوطن، الى الاحراش، وقمم الجبال ...

    يا صاحب القداسة:
    نأمل ان تتحرك الدول الافريقية للدفاع عنا ضد هذه المؤامرة الروسية العربية التي تريد القضاء على شعب افريقي بأكمله. فقدنا الامل في الانسانية، وفي المؤسسات العالمية. لكننا، لم نفقد الأمل في الكنيسة التي تقودها.
    نحن نسترجي قداستكم ان تصلوا من اجل شعب جنوب السودان. لنظل اقوياء ومصمين على الدفاع عن العقيدة. ولنطرد القوات الاجنبية من وطننا.

    يا صاحب القداسة:
    نقدم ، نحن ابناؤكم وبناتكم في المسيح، الولاء لكنيسة الله. ونؤكد لكم اننا سنقبل الابادة دون ان نسمح للمسيحية ان تزول للمرة الثالثة من السودان.
    مع الايمان القوي، انا الكولونيل جوزيف لاقو، نيابة عن الانيانيا المقاتلة من اجل الحرية في جنوب السودان."
    ---------------------------------

    تعليق (1):
    -------------
    لا ينفي عاقل ان الشماليين، في الوقت الحاضر، يستعلون على الجنوبيين، بصورة عامة. وفي الماضي، تاجروا في الرقيق الجنوبيين. وفي الماضي، شنت حكوماتهم حملات عسكرية قاسية لحل المشكلة بالقوة. لكن، لا يقدر عاقل على ان يقول ان الهدف هو "القضاء على المسيحية" في السودان، او في جنوب السودان.

    تعليق (2):
    --------------
    ليست مشكلة جنوب السودان مشكلة دينية (بدليل وجود مسيحيين شماليين). ولا مشكلة عرقية (بدليل هجرة جنوبيين الى الشمال). بقدرما هي مشكلة حضارية، مشكلة تعليم وعلم (بدليل ان المتعلمين الجنوبيين لا يقلون مكانة عن المتعلمين الشماليين. ولا يجب.)
    تعليق (3):
    ------------
    لم ينتشر الاسلام في السودان، وفي غيره، بالقوة. (لماذا، اذا، لا يعود ملايين المسلمين الى اديانهم القديمة؟ وكل سنة، كم مسلم يصير مسيحيا؟ بالمقارنة مع كم مسيحي يصير مسلما؟) انتشر الاسلام، وينتشر في كل يوم وفي كل مكان، لأن الدين عند الله هو الاسلام، ولان الاسلام هو، ايضا، دين عيسى بن مريم.
    تعليق (4):
    -------------

    ما اشبه الليلة بالبارحه. الآن، يجيئ جنوبيون الى اميركا ليصوروا للاميركيين ان في السودان حربا بين الاسلام والمسيحية. وليجدوا انفسهم في حفرة واحدة مع "النيوكون" (المحافظين الجدد، من مسيحيين متطرفين، ويهود صهاينة) الذين يريدون من اميركا ان تعادي المسلمين، في كل مكان، وبدون نهاية، باسم الحرب ضد "الارهاب."
    تعليق (5):
    ---------------
    أسفا، تبنى كثير من الاميركيين نظرية الحرب بين الاسلام والمسيحية في السودان. قبل ثلاث سنوات، قدم روبرت زوليك، نائب وزير الخارجية (الأن رئيس البنك الدولي) تقريرا الى الكونغرس قال فيه: "في القرن التاسع عشر، حاول تجار ومرتزقة (ميرسيناريز) في الخرطوم تأسيس دولة بالقوة في وادي النيل." كان يقصد ثورة المهدي. لكن، الحقيقة هي ان هذا "المرتزق" قاد واحدة من اهم ثورات العالم الثالث في القرن التاسع عشر.
    تعليق (6):
    -------------
    يقدر كل عاقل على ان يعطف على هذا الخطاب من جوزيف لاقو الى البابا. خاصة لانه كتبه بينما توجد في الشمال حكومة عسكرية، وفي الجنوب حملة عسكرية. لكن، اخطأ لاقو خطأ كبيرا عندما اعاد كتابة تاريخ السودان ليجعله ليس الا "مقاومة مسيحية لغزوات اسلامية."
    تعليق (7):
    ----------------
    من عبر التاريخ ان جوزيف لاقو، بعد سنوات قليلة من كتابه هذا الخطاب الى البابا، تصالح مع الشماليين. وصار نائب رئيس جمهورية. وتزوج مسلمة والدتها جنوبية ووالدها شمالي (من منطقة مملكة علوة المسيحية القديمة، التي اشار اليها في خطابه الى البابا).
                  

05-19-2009, 05:30 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الحـبيـب الـحـبـوب،
    عـبدالناصـر الخـطيـب،
    تـحـياتي ومـودتي،
    وشـكري عـلي مرورك الكـريـم،

    *** - وافيـدك باننـي ايضآ من ابناء الخرطوم غرب مـنذ عام 1955 وحـتي 1976 وكنا نسكن فـي شارع الاسـتبالية بـجـوار مخـبـز عبدالسـيد واعرف اهـلها وناسـها واواصـل بعضـهم حـتي اليوم، طـبعآ الـمنطقة كانت مشهورة بسكن الأقباط نسبة لان اغلـب منازلـهم كانت تابعة للكنيـسة القبطيـة ومع الأسـف الشديد فان اغلب هـذه الأسـر هاجرت من السودان نهائيـآ بعد عام 1991.

    *** - اخـي الـحـبيب ناصر،
    ونرجع لـموضوع البوست واقول ان اللواء جوزيف لاقو كان قـد قام بتآليف كتاب باللغة الأنـجليـزية وتـمت ترجمته للعربية. ورأيت ان اعطـي القارئ الكريـم معلومة عن هـذا الكتاب وكيف يـمكن الحـصول عليه، خصـوصآ وانه كتاب سـجـل بدقة الأحـوال السياسـية بالجـنوب، وتـمامآ كما نعرف نـحـن تاريخ السياسـة بالشـمال واجـب علينا كسودانييـن وان نلم بالسياسات التـي مرت علي الاقليم الجـنوبي من خـلال كتابات ومـؤلفات كتاب عاصـروا الأحـداث هـناك.

    لك مودتـي ناصـر.

    **** -
    ***-

    مذكرات الفريق ( معاش ) جوزيف لاقو / ترجمة محمد علي جادين .
    ---------------------------------------------------------------------

    رقم التسجيلة: 379192
    ----------------------
    مذكرات الفريق ( معاش ) جوزيف لاقو / ترجمة محمد علي جادين .
    --------------------
    لاقو ، جوزيف, جادين ، محمد علي
    ----------------------
    # الموضوعات لاغو ، جوزيف - مذكرات
    # جنوب السودان - الاحوال السياسية - العصر الحديث
    ---------------------------------------
    تاريخ النشر:
    [ 1426هـ ] ، 2005 م.
    -------------------------------
    الوصف المادي:
    661 ص ؛ 24 سم
    ---------------------------------
    المؤلفين المشاركين:
    جادين ، محمد علي ، مترجم
    -------------------------------
    رقم الاستدعاء:
    923.5629
    817 ل
    --------------------------------
                  

05-19-2009, 05:54 PM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)



    د. أبوبكر الصائغ
    تحية وأحترام
    ------------------------------------------------

    Quote: *** - وافيـدك باننـي ايضآ من ابناء الخرطوم غرب مـنذ عام 1955 وحـتي 1976 وكنا نسكن فـي شارع الاسـتبالية بـجـوار مخـبـز عبدالسـيد واعرف اهـلها وناسـها واواصـل بعضـهم حـتي اليوم، طـبعآ الـمنطقة كانت مشهورة بسكن الأقباط نسبة لان اغلـب منازلـهم كانت تابعة للكنيـسة القبطيـة ومع الأسـف الشديد فان اغلب هـذه الأسـر هاجرت من السودان نهائيـآ بعد عام 1991.




    فعلا فقد كان في جيرتنا أعزاء نذكرهم بكل خير منهم فيكتور وأخيه دكتور اميل والمطران / فيلاثوس فرج والعم وديع أبو جمال الخلوق وأخر عهدي به في كندا وبالبال أل كشا وأل مصطفي البارون وبالبال الأخوان رشدي ( مجيب ومندور ومحمد ) بالبال كثيرون من سكان هذا الحي العريق لهم التحايا أينما كانوا وحلو ... يظلوا بالبال والخاطر للدقة تلك الهجرات بدأت منذ 1983 م لكنها أصبحت لافته بعد وصول الإنقاذ للسلطة
    أختار كثير من الأقباط الهجرة لخارج السودان .وسيظل كل من تعامل معهم يذكرهم بخير

    أعتذر إن بدأ تداخلي متحيز بعض الشي لمايو لكن ستظل في بالى وبال كثيرون وإن لم نعش أيامها ( بوعي )
    إنها دولة القانون الأخيرة بالسودان والتي ساوت بين جميع مواطنيه دون تميز حق ووأجب
    دون شرط الولاء او الانتماء أو العرق او الجهة
    وفتحت باب العمل المدني والعسكري والعام بحق المواطنة فقط دون أى إعتبار أخر

    هذه النقطة التي احترمتها ( لمايو) بغض النظر عن كل ما قيل ويقال عنها وجميعنا يعرف ما أصاب السودان منذ ذلك الزمن حتى مأزقه ألان





    صورة الرئيس الاسبق جعفر محمد نميري



    *في ابريل 1985 م كنت بالصف الثاني المتوسط


    ولك صادق التقدير

                  

05-19-2009, 06:49 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،
    عبد الناصر الخطيب،
    تـحـياتي ومودتي،

    *** - اللـه ياعـبدالناصـر، .....ذكرتني باسـماء شـخصيات وناس اتـمنـي ان اسـمع عـنهم كـل خـيـر.... واتـمنـي من اللـه تعالـي ان يـمد في عـمري وازور الخرطوم غربمـرة تانية بـعد غياب طويل عنـها ...... ( 24 سـنة!!!).

    *** - افيـدك ياعـبدالناصر ان الهدف من البوست عمل ( انسـكلوبيديا ) او قاموس بالشـخصيات اللامـعة التـي حـكمت السودان خـلال فتـرة حكم نـميري ( 1969 - 1985 ).

    اقـوم بتـجميع المعلومات والبيانات عنـهم من خـلال ماكتب وبث في اماكن كثيـرة،وافيـدك باننـي لااكتب او اعلق او اضـيف شـئ من عـندي ... حـتي يكون عـملآ خاليآ من اي صـورة من صـور الانـحياز.

    *** - اما بـخصوص رأيك الشـخصي في نـميـري ونظام مايو فلا اعتـراض عليه (وكل يغـني لليـــلاه ).

    *** - وانا شـخـصيآ أغـنـي للشيوعـية...

    *** تـمامآ كما يغـني الـمراغنـة للمـرغني الموجود في القاهرة منذ 1985 ...ويـحلم بـ " عائد عائـد يامرغـني!!! "،....

    *** - ويغنـي احـفاد احـفاد احـفاد الصادق الـمهدي له ... ويتـمنون ان يعود لحكم البلاد مـجـددآ!!!!

    لك مودتـي... ياود حـلتـي.
                  

05-19-2009, 09:42 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    جوزيف لاقو : زعيم الانانيا والنائب الاول الاسبق لرئيس الجمهورية.

    مراجعات مع المعلم الاول:
    ---------------------------

    ::: جميع الحقوق © 2008 محفوظة لصحيفة الايام اليومية :::

    العدد رقم: الاربعاء 9170 2008-07-29

    *** -زعيم الانانيا والنائب الاول الاسبق لرئيس الجمهورية.
    *** -جوزيف لاقو : قرنق كان ابنى سياسيا وعسكريا.
    *** -في اول لقاء معه اتهمنى بالرجعية وهاجم اطروحات الانانيا الانفصالية
    *** -منذ بواكير حياته انخرط في القتال من اجل اهدافه ومع ذلك حرص على الدراسة.
    *** -قرنق كان يساريا ومفتونا بحركات التحرر الافريقي ولذلك سمى حركته باسمها.
    *** -القادة كانوا يعترضون عليه وساندت انضمامه للانانيا على الرغم من اختلافى معه.
    *** -اعضاء الحركة صاروا كالايتام ويلزمهم وقت لتخطى الفقد الكبير


    في الذكرى الاولى لرحيل د.جونق قرنق كان لابد من البحث عن اضاءات لجوانب مختلفة شكلت حياة ذلك القائد في مشواره السياسي والعسكرى .. وفي هذه الحالة ليس بالامكان تجاوز الجنرال جوزيف لاقو مؤسس حركة الانانيا خاصة ان قرنق قد تلقى مبادئ علومه العسكرية على يد جوزيف لاقو حينما وصل اليه جون قرنق وهو بعد في صباه الباكر باحثا عن هاجسه السياسي .. فهل ضل الطريق حينما وصل إلى ونج بول في اكتوبر من عام 1971م متعللا بزيارة عمه اكون اتيم والذي انضم إلى الانانيا في وقت سابق حيث ادار قرنق حوارا مع جوزيف لاقو .. معلنا رأيه وبصراحة ان الانانيا ما هي الا حركة رجعية وانفصالية .. وكيف اثار ذلك الانطباع الاولى لدى جوزيف لاقو انه في مواجهة شخصية يسارية مسكونة بالثورة الافريقية ومدارسها المتعددة .. ولم تمض سوى ستة اشهر عاد بعدها قرنق مرة اخرى وينتمي لحركة الانانيا .. ولماذا قبل جوزيف لاقو بانضمام قرنق رغم قناعته بان قرنق يعتنق فكرا ثوريا يساريا ؟! ومن الانانيا إلى الحركة الشعبية تشكلت العديد من المواقف السياسية التي تصبغ في النهاية صورة للفرز السياسي على صعيد السودان باكمله ويمكننا القول ان لاقو كان الاستاذ العسكرى وليس السياسي لجون قرنق .. فمنذ البداية كان كلاهما يعرف الاخر جيدا.


    رحل قرنق وبقى جوزيف لاقو الذي يرفض حتى مجرد القول بفكرة التقاعد السياسي .. فهل سيقتصر دوره على فكرة الرأي والمشورة التي يتيحها للجميع بمن فيهم سلفاكير .. فالانانيا اي الافعى السامة والتي وصفها جون قرنق في ذلك التاريخ الباكر بانها حركة رجعية وانفصالية .. هل ذهبت في دورة التاريخ ؟! وتركت الاب دون ابناء .. تماما كما وصف لاقو الحركة الشعبية بانهم اطفال دون اب ؟! انها اسئلة متجددة حاولنا فقط ملامسة ملامحها في تلك الذكرى السنوية لرحيل د.جون قرنق.

    *هذه الايام تصادف الذكرى الاولى
    للراحل جون قرنق سنأخذك إلى
    لحظة تاريخية بعيدة حين التقيت
    بالراحل جون قرنق لاول مرة ؟!
    ---------------------------------------

    جون قرنق جاءني في (ونج بول) رئاسة الانانيا حوالى شهر اكتوبر 1970 وكان يزور عمه اكون اتيم وكان تحت الحماية وقد استقبلته واخذ المبادرة للحديث معى عن اهداف حركتنا في ذلك الوقت ، قرنق كانت ملاحظته ان هذه الحركة رجعية اي الانانيا وذكر ان اهدافها لا تجذبه بصورة شخصية لانها رجعية وانفصالية وقلت له الناس الذين قاموا بهذه الحركة هم الذين وضعوا مبادئها وانا اسير عليها ، وربما كانوا رجعيين كما ذكرت ولكن بعد استلامى لها سميتها بهذا الاسم وكانت بعض القيادات مثل جوزيف اونقو وابونا ساثلينو تريد تسمية المنظمة (ازانيا) وبعد استلامى للقيادة فكرت ان يكون اسم المنظمة تحرير جنوب السودان وذلك من اجل الحفاظ على الامل وانا لم اكن رجعيا والا لما غيرت اسم المنظمة، ورجع قرنق إلى (تنجانيقا) تنزانيا.

    وبعد ستة اشهر عاد وذكر لى انه يريد الالتحاق بالمنظمة وقلت له لقد ذكرت ان حركتنا رجعية فكيف تأتي للانضمام اليها .. الكلام دا كيف فقال لى ان الكلام الذي شرحته له اقنعه وقال لى ان تسميتك تعطى الفرصة لاهل الشمال وانه لازالت هناك فرصة للحوار.

    وقلت له مرحبا ذلك كان عام 1971م في ذلك الزمن بدأت محادثات السلام السرية وهناك اتصالات حينما اتصل عابدين اسماعيل سفير السودان في لندن مع ممثلنا في لندن وذلك لرؤية ان كانت هناك فرصة للسلام.
    في ذلك الزمن استمرت الاتصالات السرية.

    *ما هو انطباعك الاول لحظتها عن شخصية قرنق ؟!
    ----------------------------------------------
    انطباعى الاول انه كان يساريا وكانت له افكاره الخاصة والتي تختلف عن افكارى ورغم ذلك قبلناه ولكن كان هناك رأيا في قيادة حركتنا ان يتم فصله في الحال وذكرت لهم لا يمكن فصل اناس لمجرد افكارهم الخاصة وكانت اهدافى كقائد تشجيع الشباب للانتماء للحركة فربما يتغيروا غدا وانا انسان لن اعيش إلى الابد .. وقرنق يمتلك كل مؤهلات القيادة واحد اصدقائي من الجنرالات المجربين يقول ان القيادة الحقيقية تكمن في ملاحظة امكانيات وقدرات القيادة لدى الاخرين.

    ودون ذلك لن تجد احدا يتولى القيادة نيابة عنك في يوم ما ، ومن الناحية الطبيعية فانت يتقدم بك العمر كل يوم او يكون ذلك بالموت واهدافك ومبادئك يجب ان تستمر وعليك بتجهيز قادة اخرين حتى وان لم يشاركونك في الرأي.
    ورأيت في قرنق مقدرات القيادة والقدرة على العمل السياسي فكثيرون ذهبوا يبحثون عن العمل او الدراسة في الخارج ولكن قرنق اختار ان يأتي ويعيش معنا في الغابة وقبلته في حركتنا رغم اختلاف افكارنا.

    *اخيرا قرنق احدث تحولا في الفكرة بدلا
    عن الجنوب فقد بدأ يفكر في كل السودان
    فهل تعتقد انه قد نجح والى اي مدى؟!
    ----------------------------------------
    كانت حركتنا حسب رأيه جنوبية ورجعية ولذا فقد تقدم بافكاره، كانت فكرتي ان الجنوب للجنوبيين وعلى الشماليين ان يتقبلوا الاختلاف الثقافي وغير ذلك اذا كانوا يريدون ان نعيش معا ولكن قرنق ذهب بعيدا كان يرى ان الطابع الافريقي له الاغلبية في السودان والسود هم الغالبية.

    *هل تعتقد ان في ذلك فكرة عنصرية؟!
    ------------------------------------
    انا لا اشجب هذه الفكرة فقد كانت فكرته هو وقتها وكل انسان يعيش لمعتقداته التي يراها.

    *كانت حركتكم تسمى الانانيا
    اي الافعى السامة ثم جاءت حركة
    تحرير السودان كيف تنظر لمضمون التسمية؟!
    ----------------------------------------------

    كما اخبرتك فان قرنق كانت لديه افكار يسارية وSPLA هي استعارة من حركات افريقية اخرى ذات نزعات شيوعية مثلا MPLA كانت حركة تحرير موزمبيق هنا حركة وهناك تحرير انجولا وقرنق كان يقدم نفسه كافريقي وكان يعتقد ان السودان بلد افريقي ولذا فقد اسقط اسم حركتى وجعل لحركته اسمها الخاص SPLA.

    *الان كيف تقيم وضع الحركة الشعبية بعد رحيل قرنق ؟!
    -------------------------------------------------
    اعضاء الحركة الشعبية بدون قرنق مثل اليتامي، كان قرنق يمثل رؤية، انه رجل يمتلك رؤية وكان قائدا.

    *هل تعتقد ان الحركة الشعبية
    ما بعد قرنق ستعود لجذور
    انفصالية كتلك التي كانت
    لمنظمة الانانيا؟!
    ----------------------------
    لا استطيع ان اقول ذلك ولكن الغالبية في الحركة الشعبية ليست لديهم رؤية قرنق ومعظمهم يؤمنون بالجنوب للجنوبيين.

    *الان هنالك تحديات تواجه السودان
    وفي كافة القضايا – سياسية –
    اقليمية وقضية الوحدة والانفصال
    ام انك ترى انه لا توجد تحديات؟!
    --------------------------------------
    السودان يمر بمرحلة صعبة فاما ان يصبح دولة واحدة او يتجزأ ولكن وحسب ما اعتقد كما هو في مؤلفى (السودان من الدمار إلى الامل ) فانا اؤمن ان غالبية الناس في السودان بدأوا يدركون ان هنالك املا ومن مرتكزات ذلك الامل وبدأ الناس يدركون الحقيقة ان بقاء السودان حالة ضرورية وربما يكون ذلك مرجعه إلى ما احدثه قرنق على صعيد الحركة الشعبية فهناك اناس في الشرق والانقسنا وفي جبال النوبة والوسط هذا العامل المستحدث في داخل الحركة جعل الانفصاليين في داخل الحركة يفكرون بمعقولية فالفور او النوبة الذين كانوا يحاربوننا هم الان قد حاربوا معنا، فكيف تتخلى عن هؤلاء الناس وماذا عن البجا والذين هم من جذور افريقية فكيف نهرب منهم وقد حدثت اناسا كثيرا ان هذه الحالة الايجابية هي التي خلقها الراحل د.جون قرنق فالانفصاليين الجنوبيين بدأوا يفكرون في الوحدة مع ان الحكومة هنا لا تتقبل فكرة الوحدة فمعظم الجنوبيين الان يعتقدون انه من الافضل البقاء في السودان وتصحيح الاوضاع الخاطئة بدلا من الهروب من ذلك الواقع.
    وهذا ما يجعلنى اعتقد ان هناك املا بعد كل هذا الدمار .

    *هل تعتقد ان رحيل قرنق
    سيؤثر على مستقبل السودان ؟!
    ------------------------------
    طيب دعنى آمل انه ورغم رحيله نرى بعض نتائج اعماله وكما قلت من قبل فانه ترك SPLA كاطفال دون اب وربما يأخذ ذلك منهم زمنا لعودة الاشياء لطبيعتها بعد ذلك الفقد وتقبل الواقع الماثل والقبول بالقيادة التي اختاروها.

    *كانت حياة قرنق مزيجا من الفلسفة
    والسياسة والبديهة الحاضرة ..
    هل يمكن الغاء ضوء على ذلك؟!
    ---------------------------------
    كما قلت فان قرنق كان ابنى السياسي والجندى الذي دربته على يدي في الغابة ثم ابتعثته لاحقا للدراسة في امريكا واذكر انه جاءني طالبا التفرغ للعمل الاكاديمي واخبرته انه لا يمكنك ان تصبح عسكريا واكاديميا في ذات الوقت فالاثنان لا يجتمعان واذا اصريت على الحالة الاكاديمية فاترك الجيش والا فانك ستصبح jack of all trades and master of none وهذا ما سيفقدك التركيز .. وهذا ما حدث لاحقا بالنسبة لى انا شخصيا وفي مثل هذه المواقف فاننى اقتدى بديجول فقد كان بطلا .. فقد كان بطلا للمقاومة الفرنسية وتقاعد بعد الانتصار وذهب لقريته في جنوب فرنسا وحينما كانت الامور تستعصى على السياسيين فانهم يرجعون اليه طالبين منه العودة للسياسة وكان يعود دون سلطات وهذا ما فعلته انا فبعد اتفاقية اديس ابابا كنت اقول دعوني في الجيش للاهتمام بالاوضاع الامنية.

    وقرنق ذهب إلى القيادة مباشرة بعد الاتفاقية كما فعل ريك مشار ايضا بعد اتفاقية الخرطوم والمتاعب التي تعاني منها SPLA هو ندرة القادة .. وارى ان البقاء في قيادة الجيش كان الافضل لان تأمين الاتفاقية يكمن هناك.

    *اتفاقية اديس ابابا وصلت إلى
    طريق مسدود وذهبت في ذمة
    التاريخ لانها اصطدمت بعقبات
    رئيسية .. نيفاشا الان تعانى
    من بعض الصعوبات ،
    هل يمكن المقارنة بين وضع الاتفاقيتين؟!
    ----------------------------------------
    بالنسبة لاتفاقية اديس فقد كانت gentile man agreement المصداقية الشخصية فقط لم تكن هناك ضمانات دولية او ضغط من اي جهة لابقاءها وهكذا تم نقضها اخيرا وهذا ما جعل الحركة الشعبية تأخذ الحذر والعظات من تلك الاتفاقية واستفادوا من تجربتنا وهذا ما جعلهم يصرون على ضرورة وجود مراقبين دوليين ورعاية اممية ولو ان نميرى لم ينقض اتفاقية اديس ابابا فانه بالطبع ما كانت لتكون هناك الحvكة الشعبية نفسها.

    *دعنا الان نعود لدائرة جوزيف لاقو
    هل يمكن نقول عنك انك سياسي متقاعد؟!
    ----------------------------------------
    السياسي يتقاعد عن السياسة بموته، موقفى الان هو مراقبة كيف يلعب الاخرون الدور السياسي ولن انصب نفسى على الجنوبيين بالمرة ومنذ البداية طرحت على قادة الجنوب تنظيم الانانيا وحينما اصبحت واقع تركت لهم الشأن السياسي ثم عادوا إلى مرة اخرى وانا الان سواء في الشأن السودانى او الجنوبي فان وقتى متاح للعمل بصورة استشارية لاولئك الذين يطلبون منى بصدق اسداء النصيحة.
    ولكن لن اذهب اليهم لاطلب ذلك.

    *وقد مر عام الان على رحيل
    دكتور جون قرنق هل لديك
    ما تقوله للشعب السوداني بصورة عامة.
    ------------------------------------------
    اقول انه وبكل اسف فان قرنق لم يعط الحياة لتطبيق الاتفاقية التي وقعها وهذه مشيئة الله وارادته والخالق له قدرته وتسيير الحياة في هذا البلد وهذا ما جعل مهمة قرنق تنتهي في ذلك الحد وتلك ارادة الله.

    *هل سمحت لك الظروف بالتعرف عن قرب
    على سلفاكير كما عرفت قرنق ؟!
    -------------------------------
    اعرف سلفاكير وليس بذات القدر الذي عرفت به قرنق فقد كان سلفا ايضا احد الذين دربتهم عسكريا وحينما رشحت 75 شخصا من حركة الانانيا بعد الاتفاقية كان سلفا احدهم لينال فرصة للتدريب بالكلية الحربية ولكن قرنق اعرفه عن قرب لانه جاء إلى وقدم لى نفسه ودربته واحتفظت به عن قرب وكان مساعدا لى ولالسون مقايا.
                  

05-19-2009, 10:27 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    قصاصات للتاريخ عن ثورة مايو.
    -------------------------------

    الـمصدر: قصاصات للتاريخ عن ثورة مايو

    مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005مقصاصات للتاريخ عن ثورة مايو.

    26-05-2005, 01:14 ص

    بلدى يا حبوب.

    ********************
    ********************

    قصاصات للتاريخ عن ثورة مايو.
    -----------------------------------

    الـمصدر:
    26-05-2005, 01:14 ص
    بلدى يا حبوب.

    *** - اعلم ان هنالك اجيال عديدة لا تعرف عن انقلاب مايو الكثير سوى النميرى ولان التاريخ تدونه الاحداث بكل سلبياتها وايجابيتها فلماذا لا نتبحر قليلا فى التحدث عن مايو وكيف بدأت تكوين أول مجلس قيادة ثورة 25 مايو وبعض القصاصات ليس قصدى اعتبار هذا البوست احتفاليا بل من باب التعريف فأنا وكثر كانوا خلال تلك الحقبة فى رعيان الطفولة والصبا نعم عرفنا الدنيا كما يقولون بعيون مايو ممثلت امتلالها لزمام الامور السياسة للسودان .

    *** - اول مجلس لرئيس واعضاء مجلس قيادة ثورة مايو كان كألاتى:
    -----------------------------------------------------------

    السيد بابكر عوض الله رئيس الوزراء ووزير الخارجيه
    اللواء جعفر محمد نميرى وزيرا الدفاع
    --- فاروق حمد الله وزيرا للداخليه
    السيد عبدالكريم ميرغنى وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية
    ---- منصور محجوب وزيرا للخزانة
    ---- جوزيف قرتق وزيرا للتموين
    ---- خلف الله بابكر وزيرا للحكومة المحلية
    ---- محى الدين صابر وزيرا للتربية والتعليم
    ---- أمين الطاهر السبلى وزيرا للعدل
    ---- موريس سدرة وزيرا للصحة
    ---- محمد عبدالله النور وزيرا للزراعة
    ---- محجوب عثمان وزيرا للارشاد
    ---- أبيل الير وزيرا للاسكان
    ---- سيد احمد الجاك وزيرا للاشغال
    ---- مرتضى احمد ابراهيم وزيرا للرى
    ---- موسى المبارك وزيرا للصناعة والثروة المعدنية
    ---- طه بعشر وزيرا للعمل
    ---- أحمد الطيب عابدون وزيرا للثروة الحيوانية
    ---- فاروق أبوعيسى وزير الدولة لشئون الرئاسة
    ---- /مقدم معاش محمود حسيب وزيرا للاوقاف.

    واعضاء المجلس يتكون من:
    ----------------------------------

    1- رائد خالد حسن
    2- رائد مأمون عوض ابوزيد
    3- رائد ابوالقاسم هاشم
    4- زين العابدين محمد عبدالقادر
    5- رائد ابوالقاسم محمد ابراهيم
    6- رائد هاشم العطا.

    *************************
    *************************

    Nasr
    ---------
    مجلس قيادة الإنقلاب:
    ----------------------
    1\ عقيد جعقر محمد نميري
    2\ مقدم بابكر النور سوار الذهب
    3\ مقدم خالد حسن عباس
    4\ رائد معاش فاروق عثمان حمد الله
    5\ رائد أبو القاسم محمد إبراهيم
    6\ رائد أبو القاسم هاشم
    7\ رائد مأمون عوض أبوزيد
    8\ رائد هاشم العطا
    9\ رائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر
    10\ بابكر عوض الله.

    **********************
    **********************

    nadus2000
    ------------------
    Quote: السيد بابكر عوض الله رئيس الوزراء ووزير الخارجيه (قومي عربي)
    اللواء جعفر محمد نميرى وزيرا الدفاع (رئيس مجلس قيادة الثورة)
    --- فاروق حمد الله وزيرا للداخليه (قومي عربي)
    السيد عبدالكريم ميرغنى وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية (شيوعي)
    ---- منصور محجوب وزيرا للخزانة (ديمقراطي)
    ---- جوزيف قرتق وزيرا للتموين (شيوعي)
    ---- خلف الله بابكر وزيرا للحكومة المحلية
    ---- محى الدين صابر وزيرا للتربية والتعليم (ناصري)
    ---- أمين الطاهر السبلى وزيرا للعدل
    ---- موريس سدرة وزيرا للصحة
    ---- محمد عبدالله النور وزيرا للزراعة
    ---- محجوب عثمان وزيرا للارشاد (شيوعي)
    ---- أبيل الير وزيرا للاسكان
    ---- سيد احمد الجاك وزيرا للاشغال
    ---- مرتضى احمد ابراهيم وزيرا للرى (شيوعي)
    ---- موسى المبارك وزيرا للصناعة والثروة المعدنية
    ---- طه بعشر وزيرا للعمل
    ---- أحمد الطيب عابدون وزيرا للثروة الحيوانية
    ---- فاروق أبوعيسى وزير الدولة لشئون الرئاسة (شيوعي)
    ---- /مقدم معاش محمود حسيب وزيرا للاوقاف
    واعضاء المجلس يتكون من.
    ------------------------
    1- رائد خالد حسن (ناصري)
    2- رائد مأمون عوض ابوزيد
    3- رائد ابوالقاسم هاشم
    4- زين العابدين محمد عبدالقادر
    5- رائد ابوالقاسم محمد ابراهيم
    6- رائد هاشم العطا (شيوعي).

    ******************
    ******************

    Nasr
    ---------
    *** - كان هاشم العطا وبابكر النور أعضاء في الحزب الشيوعي. وكان باقي أعضاء مجلس الإنقلاب أقرب (ولا أدري أن كانو منتظمين في أي حزب) لما كان يسمي حينها القوميون العرب، ومعظم هولاء من كسب المخابرات المصرية في الجيش السوداني.

    *** - في مجلس الوزراء: قبل مايو بيوم واحد كان محي الدين صابر وموسي المبارك أعضاء في الحزب الإتحادي الديمقراطي وواضح من سيرة محي الدين صابر قبل وبعد ذلك أنه ممن كان تعده المخابرات المصرية لدور كبير في الحياة السياسية السودانية.

    *** - كان فاروق أبو عيسي وموريس سدرة ومحجوب عثمان وجوزيف قرنق من أعضاء الحزب الشيوعي وكان سيدأحمد الجاك وعبد الكريم ميرغني ومرتضي أحمد أبراهيم والشبلي ومحمد عبد الله نور من يسار التكنوقراط شديدي الإرتباط بأطروحات اليسار عموما والحزب الشيوعي خصوصا. محمود حسيب من مناصري القوميين العرب وكذلك خلف الله خالد.

    *** -وكان بابكر عوض الله هو زول مصر بالواضح الما فاضح.

    **************************
    **************************

    عاطف عمر:
    --------------

    مايو في تقديري لم تبدأ في عام 1969 لكن ( بشائرها/ نذرها ) قد بدأت منذ العام 1966 حين تنكرت الأحزاب السودانية للأعراف الديمقراطية وطردت أعضاء الأحزب الشيوعي من الجمعية التأسيسية بسبب حادثة لا يزال الناس في ريب من أمرها . فحين أغلق باب العمل العلني الشرعي في وجه الحزب الشيوعي لجا للعمل السري غير الشرعي .إستمرت ( بشائرها/ نذرها) بسبب إستهتار الأحزاب السياسية بمصير البلاد و العباد ( حكم -- إئتلاف -- فض للإئتلاف -- إنقسام -- إنسجام -------- ) لا لسبب جوهري فقط لإرضاء غرور وطموح أفراد فقد شهد العام1968 أسوأ فحش في تاريخ السياسة السودانية .

    لذلك عندما أتت جحافل مايو ( من خور عمر ) رحب الشعب بها وكان موكب 2/يونيو إدانة كاملة للأحزاب و عهدها .

    من سيئات أو محاسن مايو أنها تأرجحت بين كل المدارس السياسية و الفكرية وأجاد رئيسها جعفر محمد نميرى لعبة التوازنات فكل تنظيماتنا السياسية قد شاركت بصورة أو بأخرى في مايو وكل قادتنا السياسيين ( بإستثناء ) الشريف حسين الشريف يوسف الهندي قد شاركوا بصورة أو بأخرى في مايو.

    وكل فئة إستنفد نميرى الغرض الذي حالفها أو هادنها من أجله ضربها بعنف لا يعرف أى معني للوفاء و الرحمة . هذه الممارسة على المدى القصير قد أطالت عمر مايو لكنها على المدى الطويل قد أكسبتها عداوات كل ألوان الطيف السياسي فحين أتت أبريل 1985 كان للكل ثأر مع مايو .
    - الأنصار يبكون قتلاهم في أبا وود نوباوي
    - الشيوعيون يبكون قتلاهم في يوليو 1971
    - الجبهة الوطنية المتحدة ( أنصار + أخوان مسلمين + إتحاديين ) يبكون قتلاهم في يوليو 1976
    - الجمهوريون يبكون أستاذهم الذي تم إعدامه في 1985 .

    ****************
    ****************
                  

05-23-2009, 01:16 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ( 1 )-
    رجـال حـول الرئيـس جـعـفـر الـنـميـري:
    --------------------------------------

    *** - بعـد ان كتبنا عـن نواب الرئيـس السابق جـعفر النـميـري للفترة التي حكم هو فيها البلاد ( 1969 - 1985 ) وكانوا:

    - ألسـيد بابكـر عـوض اللـه،
    2 - اللواء مـحـمد الباقر احـمد،
    3 - الرائـد ابوالقاسـم مـحـمد ابراهـيـم،
    4 - اللواءجـوزيف لاقـو،
    5 - ألسـيد ابيل اليـر،
    6 - الفريـق اول عـبـدالـماجد حامـد خليل،
    7 - اللواء عـمر محـمد الطـيب.

    ****************************
    ****************************

    ( 2 )-
    أعـضاء تـنظـيـم الـضـباط الأحــرار:
    ------------------------------------
    *** - نواصـل الكتابة عن اعـضاء تنـظيـم ( الضباط الأحـرار ). وهـم الأعضاء الذين يـمكن اعتبارهم اهـم اقوي رجال كانوا حول الرئيـس قبل ان يقوم بـحل التنظيـم وتشـتيت اعـضاءه. ولولاهـم لما استطاع نميـري ان يسـتمر في حكمه خصوصآ بعـد احـداث امدرمان 1970 ومابعـدها من احداث جـسام مثل احداث الجزيرة ابا وانقلاب 19 يوليو 1970.

    *** - ومازال هناك لغـز كبيـر لـم يتـم الكشـف عـنه رغـم مرور اكثـر من 40 عامآ علي انقلاب تنـظيـم ( الضباط الاحرار ) وهـو لـماذا قام نـميري بـحل التنظيـم?، ولـماذا لـم يـخطر زملاءه الضباط الذين كانوا هم السـنـد ووقفوامعه ( عنـد الحارة ) بانه يعتـزم حل التنظـيم وفاجـأهم بالحل?،هل شـعر نميـري ان هناك انقلاب ينظمه اعـضاء التنظيم ضـده فقرر ان يتغـدي بـهم قبل ان يتعـشوا به?،.حتي اليوم لايعرف احدآ من اوحـي للنميري بفكرة حل التنظـيم ولا الاسـباب التي جعلته يشـتت زملاءه تشـتيتآ مريعآ ويلـحـقهم بوظائف لاتليق بـمكانتـهم العسكرية.

    ونـواصـل.....
                  

05-23-2009, 02:57 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    أعـضاء( تنـظيـم الضـباط الأحـرار ):
    ------------------------------------
    1\ عقيد جعقر محمد نميري
    2\ مقدم بابكر النور سوار الذهب
    3\ مقدم خالد حسن عباس
    4\ رائد معاش فاروق عثمان حمد الله
    5\ رائد أبو القاسم محمد إبراهيم
    6\ رائد أبو القاسم هاشم
    7\ رائد مأمون عوض أبوزيد
    8\ رائد هاشم العطا
    9\ رائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر
    10\ بابكر عوض الله.

    *** -*** - بداية... سـاتناول الكـلام عن الرائـد خالـد حسن عباس قبل الكلام عن زمـلاءه الضـباط الاخـرين... حـتي وقبل من هـم اعلي منه رتبة...لانـه هـو صاحـب فكرة التنظـيم... وهـو الذي اسـسـها ...وهو ايضـآ الذي قام باختيار ضباط التنظـيم بعد تدقيق شـديد منه وبسـرية وكـتمان....وايـضآ بـحكم ان الرائـد خالد حـسن كان يـتمتع باحـتـرام كبيـر وسـط زمـلاءه الضباط فـي التنظـيم... وهـو صـاحـب فكرة الأنـقلاب وتـحـديد ساعة الصـفر ( 25 مايو 1969 ).

    *** - - ولكن وقـع اخـتيار الضـباط بعـد جـدل كبيـر علي جـعفر النـمـيري ليكون قائـدآ للتنظـيم بـحكم انه اعلي رتبة من جـميع ضـباط التنظـيم... فقد كان وقتـها جـعفر النـميـري برتبة عقيـد.

    *** - وكان الجـدل سـببـه ان الاغلبيـة كانت تفـضل الرائـد حـسـن لقيادة التنظيم لـما يتـمتع به من خلق عال وانـضباط شـديد وعـلاقته طـيبة وجـيدة مع الكل،

    *** - ولكن الرائد حسن هو الذي حسـم الـموقف وانـهي الخـلاف بتنازله لنميري الذي هـو اعلي رتبة من الجـميع.

    *** - وهـناك مـن يؤكـد ان الرائـد حـسن لو كان هـو الرئيس لـما كانت النكبات والـمحن!!!!
                  

05-23-2009, 11:40 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    *** -الاخـوات والاخـوة الاعـزاء بالـمنبـر العام،
    لقـد سـبق لـي وقبل عامييـن ان كتبت عدة مقالات تاريـخـية مـدعـومة بالوثائق وقصـاصات من صـحـف سـودانيـة عن الضباط الاحـرار وسـيـر حياتهـم وقصـة انقلاب 25 مايو 1969 بدء مـن تـحرك الانـقلابييـن من ( خـور عـمر ) وقرأءة البيان العسـكري الاول وانتهـاءآ بتشـكيل الحكومة العكسرية الأولـي وظـهور الخـلافات بيـن اعـضاء التنظيم ومابعـدها من احـداث دامية عام 1970 واعـدامات الشـجـرة، ولكن مع الأســـــــف الشـــديـد ضـاعـت كل هـذه الـمقالات التاريـخية القيـمة من مـكتبتـي بارشـيف " سـودانيـزاونلايـن ".

    *** - لذلك واعادة للتوثيـق مـرة اخـري اضـطـر احـيانآ للجـوء الـي مكتبة ( سـودانيـز اونلايـن ) والتنقيـب في مواقع الكتـرونية اخـري اسـتكـمالآ لـموضـوع "رجـال حـول الرئـيس جـعـفر نـمـيـري ".


    وثائق امريكية عن نميري (8):
    --------------------------

    انقلاب حسن حسين:

    واشنطن: محمد علي صالح.
    [email protected]
    Dec 13, 2008 -
    ----------------------------

    http://www.sudaneseonline.com/ar2/publish/_19/Khartoum_...s_B311_printer.shtml

    لحسن حظ نميري، فشل، ونسي زملاؤه خلافاتهم معه.
    ----------------------------------------

    ( 1 ) -
    هذه هي الحلقة الثامنة من مقتطفات من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن حكومة المشير جعفر نميري (1969-1985). بداية بسنة 1975 (آخر سنة كشفت وثائقها).

    مع بداية السنة، اجري نميري تعديلا وزاريا كبيرا عزل فيه وزراء "معتدلين"، مثل منصور خالد، وزير الخارجية، وابراهيم منعم منصور، وزير المالية. ورجح كفة "يساريين" مثل بدر الدين سليمان، واحمد عبد الحليم.

    لكن، بعد شهور قليلة، واجه نميري صعود نجم ابو القاسم محمد ابراهيم كمنافس قوي. ووقف "اليساريون" الى جانب ابو القاسم. وبدأوا يخططون ليتخلى نميري عن وزارة الدفاع. وخاف نميري من انقلاب عسكري داخلي ضده يقوده ابو القاسم واليساريون.

    لهذا، في منتصف السنة، اعاد نميري ثلاثة من زملائه القدامى الذين غامروا بارواحهم، وقادوا معه الانقلاب العسكري سنة 1969: خالد حسن عباس، ومأمون عوض ابو زيد، وابو القاسم هاشم. و بدأت موازين القوى تتغير، بداية باختفاء نجوم "يساريين" مثل بدر الدين سليمان.

    لكن، عرف نميري ان خالد حسن عباس يحشد ضباطا موالين له في القوات المسلحة. وعزل نميري بعضهم، وشك في نوايا عباس.

    ويوم 5-9-1975، قاد حسن حسين انقلابا عسكريا. ولحسن حظ نميري، حدث شيئان: اولا: فشل الانقلاب. ثانيا: التف حول نميري اعضاء مجلس قيادة الثورة، ونسوا خلافاتهم.

    وهكذا، ضمن نميري لنفسه سنوات اكثر في الحكم.

    *******************
    *******************
    ( 2 )-
    انقلاب حسن حسين:
    -------------------

    التاريخ: 5-9-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: فشل محاولة انقلاب.
    -------------------------------

    "في الصباح الباكر، سمعنا اصوات مدافع وبنادق. وبالقرب من مبنى السفارة. وفي وقت لاحق سمعنا اصواتا مماثلة بالقرب من القصر الجمهوري.

    في وقت لاحق، علمنا ان قائد محاولة الانقلاب هو حسن حسين عثمان. وانه قتل. لا نعرف اي شئ عنه. ولا يعرف "أوار كونتاكتز" (الذين يمدوننا بمعلومات) اي شئ عنه. عرفنا انه اخ اللواء بالمعاش عثمان حسين الذي احاله نميري الى المعاش، ثم ارسله سفيرا الى يوغسلافيا. وحسب معلومات في ملفاتنا، نعتقد ان عثمان حسين كانت له علاقات بحزب الامة قبل انقلاب نميري سنة 1969...

    هناك معلومات ان حسن حسين واخرين معه لهم صلات بالاخوان المسلمين، او، على الاقل، مع جماعات دينية يمينية. وكان مع الاخوان المسلمين عندما كان طالبا في مدرسة ثانوية في مديرية كردفان. ونعتقد ان لهذه الاشاعات صلة باعلان حسن حسين الغاء لوتري المباريات الرياضية ("توتوكوره") ...

    قبل ان ينتصف النهار، سمعنا اصواتا مدافع وبنادق بالقرب من القصر الجمهوري، واعتقدنا، وكان اعتقادنا صحيحا، ان العسكريين المؤيدين لنميري يقاومون الانقلاب. ثم انتقل اهتمامنا الى الاذاعة والتلفزيون. لم يصاب اي امريكي باذى، وسمحنا للموظفين السودانيين، حسب طلبهم، ان يعودوا الى منازلهم ...

    ليست هناك شكوك ان الشارع خرج تأييد لنميري. وايضا، ايد نميري القادة العسكريون والوزراء وكبار المسئولين. وقبل ان يعرفوا ان الانقلاب سيفشل، خرج متظاهرون يحملون صور نميري لمواجهة قوات حسن حسين التي كانت سيطرت على القصر الجمهوري. وحتى عندما اطلقت تلك القوات طلقات في الهواء، لم تقدر على ان تفرق المتظاهرين ... "

    بداية الاحداث:
    ------------------
    " ... بدأت الاحداث في الصباح الباكر، عندما سمعنا اصوات مدافع وبنادق. وصارت اذاعة امدرمان مصدر المعلومات الرئيسي بالنسبة لنا.

    في السادسة والنصف صباحا، قدم راديو امدرمان الضابط حسن حسين عثمان الذي اعلن ان ثورة مايو فشلت، واعلن حل مجلس الوزراء، والاتحاد الاشتراكي السوداني، والامن القومي، ومجلس الشعب، والغي "توتوكوره". واعلن اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ...

    كان اليوم هادئا لانه يوم جمعة.

    في وقت لاحق، اعلن حسن حسين اطلاق الحريات العامة، واكد على حرية الصحافة، واستقلال القضاء، وحرمة الجامعات. كان مقررا ان يسافر نميرى الى كسلا في نفس الصباح. وخلال ساعات الصباح لم يكن يعرف مصيره.

    ثم تحدث في الاذاعة محمد الباقر احمد، نائب نميري، وقال: "اسكت الى الابد صوت قائد محاولة الانقلاب." وكانت هناك اشاعات عن قتل نميري، لانه لم يتحدث بدلا عن نائبه. ولان حديثه في الاذاعة والتلفزيون، في الواحدة وخمسة واربعين دقيقة ظهرا، كان مسجلا ...

    مما قال نميري: "هزمنا الشيوعيين، سنة 1971، وهزمنا تمرد الاخوان المسلمين سنة 1973، ومعهم نقابات العمال، وجامعة الخرطوم ... لم يكن عدد الضباط الذين اشتركوا في محاولة الانقلاب اليوم كاف لانجاحه ... لم يكن هدفهم الحكم، ولكن هز النظام، ووقف التقدم نحو الاشتراكية ... كانوا يريدون قتل نميري ليسقط النظام. لكن ثورة مايو ليست ثورة رجل واحد ... لم يهزم نميري وزملاؤه هذه المؤامرة، ولكن هزمها الشعب والقوات المسلحة، تأكيدا لتأييدهم لثورة مايو ... "

    قبل نميري، كان ذهب الى الاذاعة، وتحدث فيها ضد محاولة الانقلاب زملاوه في انقلاب سنة 1969 الذي جاء بهم الى الحكم: ابو القاسم محمد ابراهيم، وخالد حسن عباس، ومامون عوض ابوزيد. بالاضافة الى احمد عبد الحليم، وزير الاعلام ... "

    ( 3 )-
    اليوم التالي:
    ----------------

    التاريخ: 6-9-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: الانقلاب الفاشل.
    ----------------------------

    "اليوم، صدرت صحف الخرطوم تحمل اخبار الانقلاب الفاشل، وصور القتلى والجرحى وصور مظاهرات التأييد لنميري. وايضا، صورة حسن حسين يتعالج. قلنا امس انه قتل لان الباقر، نائب نميري، قال ذلك. ولأن اذاعة بغداد قالت ان احمد عبد الحليم، وزير الاعلام، قال ذلك ...

    وايضا، نقلت الصحف برقيات التأييد من الرئيس المصري السادات، والملك السعودي خالد. وكان هناك ثلاثة وزراء في لندن، وايدوا نميري: منصور خالد، وزير التربية، ومصطفي عثمان حسن، وزير الاشغال، وبونا ملوال، وزير الدولة للاعلام. وفي القاهرة، ذهب السيد محمد عثمان الميرغني الى السفارة السودانية، واعلن تأييده لنميري ...

    حسب معلوماتنا، كان نميري وزملاؤه يعرفون وجود اتصالات وتحركات داخل القوات المسلحة، لكنهم لم يعثروا على ادلة واضحة. ونميري نفسه قال: "كان ما حدث معروفا لي وللمؤسسات الامنية." لكنه قال ذلك وكأنه كان ينتظر وقوع الانقلاب. ونحن نعتقد انه بالغ في تصوير مدي معرفته بما كان يخطط ضده حسن حسين والذين تحركوا معه.

    وقال نميري ان الجبهة الوطنية وراء الانقلاب، وهي التي تضم الاحزاب التقليدية: حزب الامة، الاتحادي الديمقراطي والاخوان المسلمين.

    وعلمنا ان عبد الماجد ابو حسبو، من قادة الاتحادي الديمقراطي، كتب بيان الانقلاب، وساعده زميله احمد زين العابدين. عندما زار الرئيس السادات الخرطوم، كانت الشرطة اعتقلت حسبو وزين العابدين بتهمة توزيع منشورات مضادة ... "

    ( 4 )-
    اليوم الثالث:
    ----------------

    التاريخ:7-9-1975
    من: السفارة، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نميري يخاطب الشعب.
    ---------------------------

    "تحدث نميري لسبعين دقيقة عن تفاصيل الانقلاب العسكري الفاشل. ومرة اخرى، اتهم الجبهة الوطنية. وسمي اسماء، منها:

    احمد زين العابدين، وقال انه كان يريد ان يكون رئيسا للوزراء، وعبد الماجد ابو حسبو. وفيليب عباس غبوش الذي وصفه نميري انه عميل لاسرائيل. والشريف الهندي من الاتحادي الديمقراطي، وبابكر كرار من الاخوان المسلمين، والصادق المهدي وعمر نور الدائم من حزب الامة، وعز الدين على عامر من الحزب الشيوعي. وابوبكر العوض، وهو مذيع في الاذاعة السودانية، وحسب معلوماتنا كان بتعاون مع اذاعة "صوت امريكا".

    وخاطب نميري القذافي واتهمه بأنه وراء المحاولة، وسأله اذا كان يقبل ان تكون الخرطوم قاعدة لمحاولة انقلاب في ليبيا.

    وتحدث نميري عن اسلحة وعملات اجنبية، ومنشورات وزعت في جامعة الخرطوم، وقال انه امر بأغلاق الجامعة، وسيعيد فتحها تحت لواء الاتحاد الاشتراكي ... "

    ( 5 )-
    نميري محظوظ:-
    --------------
    التاريخ: 17-9-1975
    من: السفير ، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نميري يصير قويا.
    -----------------------

    "صار نظام نميري اكثر قوة بعد فشل الانقلاب العسكري، وذلك لأكثر من سبب:

    اولا: فشل الانقلاب، وطبعا كان يمكن ان ينجح ويقضي على نميري.

    ثانيا: هبت الجماهير لتأييد نميري، مثل الذين ذهبوا الى القصر الجمهوري وهتفوا ضد قوات حسن حسين قبل ان يعرفوا ان الانقلاب سيفشل.

    ثالثا: التف حول نميري زملاؤه في مجلس قيادة الثورة السابق. وتحدث في الاذاعة يوم فشل الانقلاب ابو القاسم محمد ايراهيم الذي كان نميري يشك في تحالفه مع اليساريين. وايضا خالد حسن عباس الذي اعاده نميري لمواجهة ابو القاسم، ثم شك نميري فيه هو نفسه.

    وهكذا، زادت ارصده نميري في علاقاته مع الرئيس المصري السادات، والملك السعودي خالد. وصار واضحا انه فقد اي امل في القذافي. وربما كان يشك في نواياه منذ البداية. لكن، كذب نميري عندما قال ان ليبيا ارسلت الاموال لصالح الانقلاب، وذلك لأنه تأكد، في وقت لاحق، ان الاموال من بنك السودان والسوق الحرة. ما تعادل ثمانية وسبعين الف دولار

    وايضا، زادت اسهم نميري الداخلية. وصار معارضوه في وضع صعب، وقال لهم في وضوح ان من ليس معه فهو ضده. واعلن حملات تطهير تقضي على معارضيه. ودعا الى تعديل الدستور لمحاربة "اعداء الثورة". وصار واضحا ان السودان دخل مرحلة جديدة، تقل فيها الحرية اقل مما كانت، وتزيد فيها سلطة النظام اقوى مما كانت ... "

    --------------------------------

    [email protected]

    © Copyright by sudaneseonline.com
                  

05-24-2009, 09:38 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ثانيـآ: الـرائـد مـظـلي زيـن العابـدين مـحـمد أحـمـد-
    --------------------------------------------------------

    *** - ثورة 21 أكتوبر (64) وحقائق منسية
    *** - مدير مكتب الرئيس عبود يفتح ملفات كانت غائبة
    *** - من اطلق الرصاص على الجموع المحتشدة بساحة القصر الجمهوري
    *** -اللواء (قسم الله عبدالله رصاص) يدلي بشهادته للتاريخ
    ***ماهو دور الرائد مظلي (زين العابدين) (الزينكو) في تلك الأحداث؟!

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=12701
    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    ***********************************
    ***********************************

                  

05-24-2009, 10:01 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    بكرى
    اقدرك واقدر فيك ذهنية الرصد والتوثيق
                  

05-25-2009, 00:45 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،

    بـدرالـدين الأمـيـر،
    تـحـياتي ومـودتي،

    *** - وألف شـكر علي قدومـك الكـريـم وكلـماتك الطـيبـة فـي حقي، وجـزاك اللـه كـل خـيـر.

    *** - اتـمـني ان تشـاركوني بـماعـندكم من معلومـات ووثائق خـصوصآ واننـي فقدت الكثيـر جـدآ من الوثائق والمقالات التاريـخـية الموثقـة من مـكتبتي ( بسـودانيـز اونلايـن ).

    *** - لك مـودتـي.

    *********************
    *********************

    الرائد مـظلي - زين العابدين محمد احمد عبد القادر.
    ---------------------------------------------------

    *** - احد قادة ثورة مايو1969، والذى اسهم بشكل كبير فى تحمل المسئوليات الوطنية ابان فترة مايو حيث عمل وزيراً لعدد من الوزارات الهامة .

    *** - ويعد الرائد زين العابدين من الضباط الأوائل الذين أسسوا سلاح المظلات في القوات المسلحة.

    *** - شغل منصب مساعد رئيس الوزراء لشؤون القطاع الزراعي ثم عين وزيراً للثروة الحيوانية ثم وزيراً للنقل ورقيباً عاماً لادارة الرقابة الادارية.

    *** - وبعد حل مجلس قيادة ثورة نظام 25 مايو 1969 في أعقاب الانقلاب الشيوعي الفاشل 1971 عين الرئيس نميري الرائد زين العابدين وزيراً للشباب والرياضة.

    *** - وتولى لفترة وجيزة منصب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وعندما قرر نميري تكوين الحزب الوحيد الحاكم في نظامه اختار زين العابدين محمد أحمد في مناصب حزبية رفيعة عدة.

    *** - حوكم الرائد زين العابدين بعد انهيار نظام نميري في عام 1985 مع عدد من زملائه اعضاء مجلس قيادة ثورة 1969 بتهمة الاستيلاء على السلطة بطريقة غير شرعية تمثلت في الانقلاب العسكري.

    *** - وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكنه وزملاءه لم يمكثوا اكثر من ثلاثة أعوام، إذ إن الرئيس عمر حسن البشير أمر في اليوم التالي لاستيلائه على السلطة في عام 1989 باطلاق سراحهم وزيادة مخصصاتهم التقاعدية ومعاشاتهم الوزارية.

    *** - انتقل الى الرفيق الاعلى يوم الثلاثاء 19 ابريل 2005الرائد معاش زين العابدين احمد عبدالقادرعضو مجلس قيادة ثورة مايو ووزير الشباب والرياضة الاسبق وكان رياضيا مطبوعا ساهم فى ازدهار الرياضة بالبلاد ومثل السودان فى اللجنة الاولمبية الدولية.
                  

05-25-2009, 01:22 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    لقاء مع اللواء معاش منير حمد أمين مجلس "ثورة " مايو1969 :
    ----------------------------------------------------------------

    منتديات سودانيات > منتــــــــــديات ســودانيــــــات.

    http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=19&page=21

    19-02-2006,

    أجراه :
    ------------------
    حنينة ، يوسف الموصلي ، عصمت العالم، خالد الحاج.

    *** - سودانيات : سعادة اللواء بالرجوع لتأريخ
    مايو 1969 ويوليو 1971 نلاحظ صمت من جانب العسكر
    الذين شاركوا في تلك الفترة المليئة بالأحداث وشبه
    إتفاق غير معلن لإلتزام الصمت .
    -----------------------------------------------

    اللواء منير:
    أولآ ومنذ أن كنا ضباط صغار قصة السياسة والجيش لم تكن واضحة ولكن الجيش ككل السودانين بيتأثروا بما يحدث في البلد سلبآ وإيجابآ ، والمطلوب من الذين شاركوا في أحداث صارت اليوم تأريخ الإعتراف والإدلاء بما قاموا به فالتأريخ ملك للشعوب. شخصيآ لم أشارك في أي حوار هذه أول مرة ولم أقدم إفادات لأني منشغل شخصيآ بكتابة مذكراتي.
    ولا أفضل نشرها الآن لأن بعض من شاركوا موجودين ولا أريد خلق بلبلة لهم.

    الخطأ منذ البداية أن كل شخص بيشتغل شغلو من ناحية إحترافية يكون أحسن. ومهما قيل عن أن الجيش بيصنع الإنجازات مقارنة بالنظم الديمقراطية إلا أنه يسلب حرية الناس. ولازم تكون في مؤسسية. وعمومآ الجيش لا يتحرك إلا بعد دخول مدنيين وتحريكهم.

    *** - سودانيات: من قام بمايو1969 ؟
    ----------------------------------

    اللواء منير:
    تنظيم الضباط الأحرار وهو تنظيم قديم قبل الإنتفاضة "يقصد أكتوبر 1964" وكان فيهم عدد من القوميين شخصيآ كنت قد إلتزمت عدم الشغل في السياسة وقبل 25 مايو كنت مع نميري وعرض علي المشاركة ورفضت ولم أدخل في تفاصيل كذلك أرسل لي فاروق أحد الزملاء وحدثني عن التغيير فقلت له أنا ما عايز أشترك. بعد أسبوعين تلاتة من قيام الثورة إختاروني كسكرتير للمجلس بحكم المعرفة والزمالة "بابكر ، زين العابدين" بعد سنتين حسيت أني تعبت من الشغل كما أن الحاكم بعد عامين عليه أن يراجع أين الصاح وأين الخطأ مهما كان حجم الإنجاز ويفترض بعد هذه المدة الرجوع للنظام الديمقراطي.

    *** - سودانيات: هل لاحظت حينها وجود صراعات داخل المجلس ؟
    -------------------------------------------------------

    اللواء منير:
    كنت بحاول أتجنب الدخول في مشاحنات أو خلافات وعندما كان نميري يسألني كنت أقول هذا صاح وهذا خطأ غير هذا لم أشارك في خلافات لكن كان لنميري بطانته من الوزراء والمعارف الذين يسمع لهم.

    *** - سودانيات: البعض يقول أن مايو كانت رد فعل
    لحل الحزب الشيوعي هل صحيح أنه كانت توجد
    عدة إرهاصات لعدة إنقلابات أدت للتسارع بمايو69 ؟
    ---------------------------------------------------

    اللواء منير :
    كانت مايو نتاج لظلم تعرض له الزملاء كذلك كان للإنقسامات الحزبية في تلك الفترة دورها.

    *** - سودانيات: هل الإنقلاب هو الحل ؟
    ---------------------------------------

    اللواء منير :
    الإنقلاب ما حل.

    *** - سودانيات: ممكن تحكي لينا عن 19 يوليو 1971 ؟
    -----------------------------------------------------

    اللواء منير :
    يوم 19 يوليو 1971 كنت ماشي شفت الناس قدام الإذاعة مشيت لي واحد صديقي زميل إسمه يحي وقال لي أنا ماشي أعرف الحاصل أنا وبحكم المتبع في الجيش مفروض ألبس وأمشي .

    *** - سودانيات :
    البعض يقول ومنهم زين
    العابدين أن الإنقلاب قام علي أساس
    التصفيات لقادة مايو هل هذه حقيقة ؟
    ----------------------------------------

    اللواء منير:
    ده كلام غير صحيح لأن هاشم العطا شخصيآ قام بزيارتهم وتفقد أحوالهم ، لكن أي إنقلاب بيحصل بيكون فيهو ردود أفعال. أي إنقلاب حصل. وفي يوليو كان الصراع بين سلاح المدرعات وسلاح المظلات جزء إعتقل الآخر، وكان رد الفعل أن تحرك الناس وردو علي الإنقلاب ومشو رجعوا الوضع.

    *** - سودانيات : ما هو دور ضباط الصف ؟
    --------------------------------------------

    اللواء منير :
    لم يكن لهم دور في 19 يوليو 71 بل لقد تجاوزوهم وطلبوا منهم وضع السلاح فشعروا أنهم تم تهميشهم. فتحركوا لإستعادة الوضع.

    *** - سودانيات : من قام بمذبحة بيت الضيافة ؟
    ------------------------------------------------

    اللواء منير :
    إتحركت الدبابات بتاعة ضباط الصف وضربت القصر ولما ضربت القصر حصلت لخبطة.

    *** _ سودانيات : في إنقلاب حسن حسين إعترف
    ضباط الصف –شامبي- بأن هدفهم
    كان ضرب نميري وحركة يوليو؟
    -------------------------------------

    اللواء منير :
    في تلك الفترة عينوني رئيس محكمة ورفضت المشاركة فشالوني من الجيش وطلعت من الجيش من غير معاش.

    *** - سودانيات : كنت عضو محكمة بعد أحداث
    19 يوليو 1971 ويترأسها أحمد محمد الحسن ،
    بيقولوا أن بعض الأحكام كانت بأمر من نميري ؟
    -----------------------------------------------

    اللواء منير :
    (رفض الإجابة بحجة أنه يكتب مذكراته) .

    *** -سودانيات : بعض الأحكام أرجعت بواسطة
    نميري مرة أخري هذا هو المعلوم لعامة الناس ما هو رأيك ؟
    ---------------------------------------------------------

    اللواء منير :
    يا أخي أي إنقلاب بيحصل ويفشل بيكون له رد فعل سريع ولو الناس صبرت شوية الأمور بتهدأ . الدليل علي كده إنو في ناس إتحاكمت في يوليو نفسها ودخلوهم السجن بعد مده أطلقوا سراحهم وفي ناس رجعوهم الجيش .

    *** - سودانيات : يقال أن أكثر شخص ساهم
    في إرجاع نميري بعد يوليو 1971 وإستقرار
    الوضع كان اللواء محمد الباقر أحمد ما هو رأيك ؟
    --------------------------------------------------
    اللواء منير :
    كانت فترة بسيطة 3 أيام وناس الجيش كانوا عايزين الأشياء تتم بصورة أفضل .

    أنا قابلت مثلآ هاشم العطا وكان دفعتنا وزول أخلاقو كويسة جدآ ولكن الأيام كانت سريعة وفي ناس مشت القيادة وشالوهم لمجرد تواجدهم .
                  

05-25-2009, 10:36 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    أشــياء مـتناثرة من ذاكـرة التـاريـخ:
    --------------------------------------

    ( 1 )-

    مطالب سودانية بتعويضات على غرار
    لوكربي لدور ليبيا المزعوم في إعدام قادة انقلاب 1971.
    ----------------------------------------------------

    الـمصـدر: جـريدة (الشرق الاوسـط )اللندنية.

    http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=903...icle=188270&feature=

    لاربعـاء 21 جمـادى الثانى 1424 هـ 20 اغسطس 2003 العدد 9031

    لندن: عيدروس عبد العزيز:
    ----------------------------------

    طالب نقابيون سابقون في السودان في رسالة الى الرئيس الفريق عمر البشير باتخاذ اجراءات ضد ليبيا التي قامت عام 1971 بانزال طائرة بريطانية فوق اراضيها واعتقال زعيمين سياسيين سودانيين كانا بداخلها وتسليمهما الى حكومة الرئيس جعفر نميري وقتها ليتم اعدامهما لاحقا.

    واعتبرت الرسالة التي وجهت ايضا الى المندوب السامي للامم المتحدة وسفراء كل من بريطانيا والولايات المتحدة والى عدد من القنوات الفضائية والصحف من بينها «الشرق الأوسط»، الحادث بانه «قرصنة جوية.. تكررت حلقاتها في لوكربي 1988 وفي النيجر 1989». واشارت الرسالة الى انه «في 22 يوليو (تموز) 1971 تم انزال طائرة ركاب بريطانية قادمة من لندن بقوة السلاح الجوي الليبي في اول سابقة عرفها التاريخ، حيث اقتيد كل من الرائد فاروق عثمان حمد الله والمقدم بابكر النور سوار الذهب، للسودان وتمت تصفيتهما». وكان الضابطان قد شاركا في انقلاب 25 مايو (ايار) 1969 الذي جاء بالرئيس جعفر نميري الى السلطة، وكانا عضوين في مجلس القيادة، لكن النميري اقالهما في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1970 في حركة اطاحت بكل القيادات الشيوعية، ومن ثم ذهبا للاقامة في لندن. وطالبت الرسالة من الولايات المتحدة التي قالت انها ارست من خلال اتفاق لوكربي الاخير «مبادئ جديدة للسفر بأمان»، ومن بريطانيا باعتبارها صاحبة الطائرة، بالعمل على تعويض اسرتي حمد الله وسوار الذهب، اسوة بما حدث في لوكربي. واستنكرت ان يمر الحادث من دون محاكمة ولا ادانة ولا موقف من الامم المتحدة او بريطانيا. وكان الضابطان موجودين في لندن عندما قاد زميلهما الرائد هاشم العطا (اقيل معهما) انقلابا ضد النميري في 19 يوليو 1971، وتسلم مقاليد السلطة لمدة 3 ايام عين فيها سوار الذهب رئيسا للبلاد وحمد الله عضوا في مجلس القيادة، لكن النميري تمكن من استعادة السلطة في 22 يوليو 1971، وهو اليوم نفسه الذي قررا فيه العودة الى الخرطوم لتسلم منصبيهما، لكن طائرتهما البريطانية اجبرت على الهبوط في ليبيا بواسطة طائرتين عسكريتين من سلاح الجو، حيث تم اعتقالهما ومن ثم تسليمها الى النميري لاحقا ليتم اعدامهما مع مجموعة من الضباط الذين قادوا الانقلاب.

    **********************************
    **********************************

    ( 2 )-

    نجل عبدالخالق محجوب.. وحوار حول احداث إنقلاب هاشم العطا.
    -------------------------------------------------------

    http://www.sudaneseonline.com/news.php?action=show&id=2695

    Copyright ©2001-2008 www.sudaneseonline.com - All rights reserved

    حوار/ مشاعر عثمان - الوطن-
    --------------------------------
    *** - كانت أَيام عصيبة.. ثلاثة أَيام عاشها السودان والسودانيون، فيما عُرف بانقلاب هاشم العطا، في يوليو 71.

    *** - الناس اعتبروه مواجهة بين الشيوعيين، أو اليساريين، فيما بينهم.. حدثت خلالها دراما تراجيدية دامية ومؤسفة..

    *** - كانت احداث بيت الضيافة وكانت اعدامات الشجرة..

    *** - «الوطن» تقلب هذا الملف الحزين،
    مع نجل عبدالخالق محجوب «عمر»...
    وعبدالخالق رقم كبير ومعروف..
    وزعيم شيوعي بارز، قاد هذا
    الحزب لفترة من الزمان.. حتى
    أعدمه نظام نميري، عقب إنقلاب هاشم العطا.
    ------------------------------------------

    *** - كم كان عمرك بالضبط عند وقوع أحداث 19 يوليو؟
    ------------------------------------------------------
    - كان عمري آنذاك سنتان ويكبرني شقيقي معز ثم الأخ غير الشقيق بابكر الطيب ميرغني الذي كان يكبرني بتسع سنوات.. لدي بنت تسمى هلانا وولد اسميته راشد وهو الأسم الحركي المشهور للوالد عبد الخالق أما معز فله ولدان هما عبد الخالق ومحجوب.

    *** - هنالك تفاصيل غائبة عن أحداث 19 يوليو حتى اللحظة؟
    -------------------------------------------------------
    - ينبغي أن نذكر الضمير السوداني بأحداث 19يوليو 69 المشؤومة وما حدث فيها من فظائع وجرائم نسبة للتعتيم المقصود الذي غيّب الحقائق الكاملة إلى يومنا هذا التي من المفترض أن تملك لأسر الشهداء إذ لا زالت هنالك حلقة مفقودة يعرف كنهها أشخاص بعينهم صامتون عن الحق وكأنهم لا يعلمون أن الصامت عن الحق شيطان أخرس، وهذه الحلقة المفقودة أثرت في الإتجاه الذي سارت عليه الدولة السودانية من بعد ذلك إذ حدث تدخل أجنبي سافر في تلك الفترة وبشكل مباشر وللأسف بعد حقبة الأشهار إذ حاول أمريكا وبريطانيا فرض وصاية على الشعب السوداني بعد استقلال السودان.
    وما يحدث اليوم نتاج طبيعي لذلك التاريخ المظلم وجزء لا يتجزأ من ذاك الماضي الأليم حينما استغل جعفر نميري نفوذ السلطة في تصفية حساباته لساسة مدنيين داخل محاكم عسكرية صفى داخلها الصراعات الفكرية بتعذيب وصل حدّ الموت داخل بيوت الأشباح فمهّد الطريق إلى أسلوب قتل المدنيين العزل بهذه الوحشية والفظاعة.

    ***- ربما سمعت بعض الروايات بعد كبر
    سنك عن تعذيب المعتقلين وتفاصيل محاكمتهم؟
    ------------------------------------------
    - الروايات كثيرة وكما أسلفت هذه حلقة مفقودة أنا شخصياً أبحث عن تفاصيلها لذلك أدعو وأتمنى من أفراد داخل الحزب الشيوعي وأفراد من خارجه وأفراد من حكومة مايو للتحدث لأن يتحلّوا بالشجاعة وأن يصحصحوا ضمائرهم الإنسانية فبالحسابات العادية «فضل ليهم سنين ويقابلوا ربهم» ولكن من الروايات البسيطة التي علمنا بتفاصيلها أن جلسات المحاكمة الأولى كانت مفتوحة لأجهزة الإعلام الغربي والمحلي بالذات جلسات محاكمة عبدالخالق محجوب ولكن حينما وصلت جلسات المحكمة إلى الفشل في إثبات تهمة بعينها عليه تم منع الصحافة الغربية والمحلية من حضور بقية الجلسات مما غيّب تفاصيل نهاية المحاكمة على الجميع، ايضاً يروى أن جعفر نميري كوّن لجنة للتحقيق في مقتل شهداء مجزرة قصر الضيافة وكانت نتيجة التحقيق أن لا علاقة لعبد الخالق ومن معه بالمجزرة وكتب ذلك في وثيقة إلا أن نميري حل تلك اللجنة وحرق الوثيقة التي كانت تحوي حقائق في غاية الأهمية فحرفت بذلك الحقيقة، ايضاً الروايات تتحدث عن تعذيب شديد مورس على المعتقلين الشهيد الشفيع والشهيد جوزيف قرنق وبابكر النور ومقيد اليدين وهو أعزل وتم صفعه، وعبد الخالق محجوب القى عليه القبض في ابوروف وتم اقتياده للشجرة بجلابيته بطريقة فيها امتهان للإنسان وتم سكب الماء على وجهه من قبل جعفر نميري بجانب التلفظ بألفاظ نابئة هذا هو المعروف وما خفي أعظم.

    *** - وإذا قابلت أحد هؤلاء الثلاثة، نميري،
    خالد حسن عباس وأبو القاسم محمد إبراهيم، ماذا تقول لهم؟
    --------------------------------------------------------
    - أطلب منهم أن يعتذروا للشعب السوداني ويمتلكوا الشجاعة الكاملة لذلك وهذه الشجاعة يجب أن تكون مكتسبة لديهم للرجال فقط وإنما كضباط في الجيش السوداني، أن يعتذروا للشعب السوداني عن تشريده وإفقاره وتقويد السلطة وعن تلك الحقبة السوداء فقد جعلوا السودان ولأول مرة دمية في يد القوة التي لا تريد للسودان التقدم والإزدهار. قوتان محلية وعالمية ثم أن القائد الشجاع لا يستخسر الاعتذار لشعبه ألم يروا كيف اعتذر القيادي بالحركة الشعبية باقان أموم للشعب السوداني عن استعمالهم للبندقية في تحقيق السلام ولعل اعتذار باقان يكون مثل أعلى بالنسبة لهم ولغيرهم وأنموذج يحتذى به.

    *** - أعتقد أن لديكم مطالب خاصة بشهدائكم؟
    --------------------------------------------
    - نطالب السلطة او القائمين على أمر السلطة الذين يتسترون على نميري برفع الحصانة عنه حتى يتثنى لأسر شهداء مايو- 19 يوليو- إنقلاب حسن حسين- مقتل الهادي المهدي- مجزرة الجزيرة أبا ان يقدموهم إلى القضاء السوداني، كما نطالب بمعرفة قبور شهدائنا حتى نعرف أين دفنوا وأين محتوياتهم الشخصية وما هي وصاياهم وهذا حق من حقوقنا ومن حق اي مواطن سوداني لأنهم شهداء قضايا وهذا يعطي دافع معنوي كبير للأسر ويدل على إحترام الدولة لشهداء مواطنيها.

    * في تقديرك هل ساهمت مساندة الحزب الشيوعي لمايو في نجاحها؟
    --------------------------------------------------------
    - لا يختلف اثنان ان مجلس ثورة يوليو كان يضم ضباط ينتمون للحزب الشيوعي ولكن لا أجزم القول بإنها كانت مساندة مائة- بالمائة وإلا لما أتوا بجعفر نميري ولكن الجيش السوداني آنذاك كان يحوي تنظيم السوار الأحرار «حزب الناصريين، البعثيين، الشيوعيين، القوميين العرب» فقرر تنظيم الأحرار أن ينقلب على الوضع الديمقراطي بكل عيوبه، ايضاً في ذلك الوقت تم تقويض النظام الدستوري بعدم إنصياع الحكومة بقيادة الصادق المهدي لقرار المحكمة الدستورية بعدم شرعية طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان هذا إلى جانب الأزمة الإقتصادية والإجتماعية الحادة التي كان يعيشها السودان ورغم كل هذا ليس مبرر كافي لإنقلاب التنظيم، لكن السؤال الأهم هل قاوم الحزب الشيوعي الانقسام الذي تعرض له ما بين مؤيد لانقلاب مايو أو الإنضمام له أو حتى الذوبان في منظومة مايو كما حدث في مصر وما بين معارض لهذه الفكرة والدعوة إلى عودة الديمقراطية رغم انه توجد وثائق تؤكد التنافر بين مؤيد ومعارض الأمر الذي أفضى إلى نفي الصادق المهدي وسكرتير الحزب الشيوعي في يوم واحد وفي طائرة واحدة إلى مصر وهذا رأيي الشخصي والرأي الرسمي تسأل عنه سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني.

    *** - لديكم محاولات في تقديم ملف الشهداء للقضاء السوداني؟
    -----------------------------------------------------------
    - محاولات جادة تصطدم بالحصانة التي يتمتع بها نميري كما أسلفت من قبل السلطة آخرها مذكرة سلمت لرئيس الجمهورية ونائبه الشهيد د. جون قرنق ولسوء الحظ سلمنا هذه المذكرة في القصر الجمهوري في ذات اليوم الذي استشهد فيه قرنق ولكننا لم نعرف حتى الآن مصير هذه المذكرة.

    *** - وإذا لم يبت القضاء السوداني في شكواكم هل هنالك إتجاه لمحاكم عالمية؟
    ---------------------------------------------------------------------
    - نعم هنالك إتجاه لمحاكم عالمية إذا أوصدت كل الأبواب في وجوهنا فنحن منذ سنوات ومنذ الفترة الانتقالية للمجلس العسكري برئاسة سوار الذهب نحاول أن نحل المسألة عن طريق القضاء السوداني وقد تم قبل ذلك في أمريكا تحريك إجراءات ضد نميري عندما كان موجوداً هناك إلا انه عندما سمع بالأمر غادر أمريكا وهرب سريعاً.

    *** - هل من إضافة؟
    ------------------
    - أود أن أضيف وأكرر ان ما نتعرض له الآن في السودان هو نتاج لسياسة القمع والقتل والإعدام في الظلام والتشريد في 19 يوليو ايضاً ما نتعرض له هو نتاج لدولة تستخدم الميزات التي تميزها في ضعفها فلدينا تنوع ثقافي وعرقي تفتقده كل الدول ونحن الدولة الوحيدة في العالم التي يمر فيها نيلين فضلاً عن المعادن والثروة الحيوانية الضخمة ورغم ذلك نعاني من مشاكل بدائية إلا أن الحل واضح هو ربط المركز بالاقاليم وإقامة التنمية فيها.

                  

05-25-2009, 04:38 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    أشــياء مـتناثرة .... من ذاكـرة التـاريـخ.....
    ------------------------------------------
    -
    ثورة مايو المجيدة...
    ----------------------------

    الـمصـدر: منتديات الإذاعة السودانية > داخلية > ثورة مايو المجيدة....

    http://www.sudanradio.info/php/vb.353/archive/index.php/t-2655.html

    24-05-2007

    ------------------------------------------------------------

    *** - جعفر محمد النميري ولد في أم درمان عام 1930. عمل ضابطا في الجيش السوداني قبل أن يصبح رئيس مجلس ثورة مايو 1969.استمر في الحكم إلى أبريل/ نيسان 1985.

    *** - رأس حزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم. ولجأ سياسياً إلى مصر من 1985 إلى 2000 حيث عاد إلى السودان.

    *** -قام النميري عام 1983 بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات (أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية) تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاغو الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان أبيل ألير نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب.

    *** - ويذكر أن اتفاقية أديس أبابا تنص على جعل الجنوب ولاية واحدة، ولهذا اعتبر البعض تصرف النميري بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا.

    *** - ومع أن عهد النميري الذي دام 16 سنة كان قد عرف أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاما، فإنه عرف أيضا ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما عرف بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين وشهدت الحرب الأهلية في عهده فصولا دامية.
    كانت هذه البداية لقصة ثورة مايو (لمجيدة!!!) التي اندلعت عام 1969 بقلب نظام الرئيس الأسبق "الفريق إبراهيم عبود"...
    كالعادة استبشر الناس خيرا بذلك الفتى القادم من الشمال لانقاذ الشعب السوداني الذي تردت أحواله وأصبح يتخبط ما بين الحكم العسكري ارة وحكم الأحزاب تارة أخرى... فانت ثورة مايو استمرارا لحلقات (يموقراطية-عسكرية) وهكذا أصبحنا نستمتع بمشاهدة الساسة يلعبون امامنا لعبة الكراسي ونحن نصفق لهم ونهتف بحياتهم ثم ما نلبث ان نلعن اليوم الذي جاء بهم إلى كراسي الحكم....

    *** - فيما يلي استطلاع منشور بجريدة الرأي العام يوم 25/5/2004
    --------------------------------------------------------------

    استطلاع: سعاد عبد الله-
    في ذكرى 25 مايو 1969.. نعيد مرة اخرى تجربة الرئيس جعفر محمد نميري لدائرة الضوء والتي استمرت لستة عشر عاماً لم تنقطع آثارها بعد.. خمسة اسئلة عن تجربة نميري في الحكم يتناولها طيف واسع من الذين عرفوه من قرب.. والذين رصدوه من بعد.. ومع هذا نترك تقييم التجربة للتاريخ.. وتقييم الاجابات لكم اعزائي القراء.. !
    ()
    (بماذا تصفون شخصية نميري كرئيس؟)
    :----------------------------------
    *** - الدكتور منصور خالد (وزير سابق في حكومات مايو):
    ------------------------------------------------------
    سأظلم نميري واظلم الحقيقة واظلم نفسي كمؤرخ سياسي ان اختزلت الاجابة في اوصاف عابرة فهو شخصية مركبة فيها الايجابي والسلبي شأن كل البشر وقد تناولتها في كتاب كامل..

    *** - التيجاني الطيب (قيادي بالحزب الشيوعي):
    -----------------------------------------------
    لم اعرافه كشخص. ولم اتعامل معه كضابط بالرغم من انني كنت قيادياً بالحزب الشيوعي.. وما يمكن ان اقوله في البداية كان له نفوذ واسع واقدر اقول انه كان محبوبا وبعد فترة فعل اشياء جعلته اكثر السياسيين بغضاً في تاريخ السودان.

    *** - عبد الرسول النور (قيادي بحزب الامة):
    ------------------------------------------
    نميري ديكتاتور يفعل كل شئ للبقاء في السلطة. بدأ «بلينين وانتهى بآمين» فقد احتفل بعيد ميلاد لينين في قلب الخرطوم. وانتهى به الامر بان اصبح اماما درويشا يتوكأ على عصاة الاسلام ويضرب بسيفه ثم يحمل ابريقه ويدور في حلقات الدراويش.

    *** - مالك حسين (وزير مايوي):
    -------------------------------
    نميري اقوى شخصية سياسية منذ الاستقلال فهو له قدرة على اتخاذ القرار واشرك في حكمه كفاءات علمية وسياسية غير مسبوقة.

    *** - د. حسن مكي (مفكر اسلامي):
    ----------------------------------
    هو شخصية سودانية استطاعت ان تستوعب الدرس السوداني جيداً وان تستوعب اهمية العمل الخارجي في السياسة السودانية.. كما استطاع ان يوائم بين مطلوبات الداخل وضغوط الخارج. كما نجح في استمالة النخب غير المؤدلجة وكسب معارك ضد اليسار والطائفية وسحب البساط «جزئياً» من الاسلاميين. ولكن له تجاوزات تمثلت في تهجير الفلاشا ولكن عموما الميزان ربما يرجح المكاسب على السيئات.

    *** - البروفسيور علي شمو (وزير مايوي):
    ---------------------------------------
    نميري كان رجلاً على درجة عالية جداً في الانضباط ويتميز بصفات القائد وهو منظم جداً ويستوعب القضايا المتعلقة بالدولة والحكومة.. وله قدرة كبيرة على اتخاذ القرار.

    *** - عبد الباسط سبدرات (محامٍ وسياسي):
    ---------------------------------------
    نميري رجل يملك القرار ويملك القدرة على اتخاذ اصعب القرارات مستفيداً مما تتيحه التربية العسكرية من انضباط وحسم ومناورة.

    بابكر حسن مكي مؤلف الكتاب الشهير «نميري.. الامام والروليت»:
    ---------------------------------------------------------
    لا شك ان الرئيس السابق نميري كان يتمتع بـ «كاريزما» خاصة.. شخصيته قوية وجذابة والى حد كبير اعتقد انه من طراز الضباط المتملكين لخواص القيادة منذ فترة دراسته في الكلية الحربية.. على المستوى الشخصي هو انسان كريم وشهم وطيب المعشر ووفي لاصحابه القدامى وصاحب نكتة.

    مما سبق ذكره ألاحظ وبوضوح تام أن شخصية الرئيس جعفر نميري امتازت بالغموض التام نظرا لتضارب الأقوال والآراء حول شخصيته كرئيس للبلاد.. لاسيما إذا عرفنا أن السيد جعفر نميري كان يتخذ القرار في لحظة ويتراجع عنه في اللحظة التالية... عسكريا لا يختلف اثنان على قياديته ولكن كرئيس لجمهوريةا لسودان الديموقراطية فستعدد الآراء.

    شخصية حكمت السودان لمدة تصل إلى 16 عام "حتى ثورة أبريل 1985 التي أطاحت به وهو خارج البلاد!!!!" شخصية كهذه يجب أن تمتاز بالقوة الفتاكة... يكفي أنه لم يستطع احد ان ينقلب عليه وهو داخل القصر الجمهوري... حتى انقلاب ال73 ساعة الذي أطاح به لم ينجح أبدا وترك البلاد في حالة من الفوضى لثلاثة أيام ... تخيلوا بلد ليس بها حكومة ولا قانون لثلاثة أيام...!!!!

    *** - فيما يلي جزء من خطاب السيد نميري يعد توليه الحكم ...
    --------------------------------------------------------
    "ن قيادة الثورة تطلب من المواطنين الكرام ان ينصرفوا الى اعمالهم كالمعتاد متيقظين في نفس الوقت الى اعمال المخربين من قادة الاحزاب واعوانهم من المنتفعين بالعهد البائد وليعلم كل مواطن ان الثورة ستضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الوقوف امام تيار التغيير الجارف وانطلاقة الشعب الباسلة وحتمية التاريخ الذي لا يحابي وفي نفس الوقت فإننا نطمئن نزلاءنا من الأجانب أن الثورة ساهرة على أرواحهم ومصالحهم وممتلكاتهم وأموالهم وانها ستنزل أشد العقوبة على من يحاول العبث بأمن هؤلاء النزلاء واستفزازهم.
    ( اللواء أ.ح جعفر محمد النميري ).
    رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة".

    تتضح جليا نوايا الرئيس التي نفذها وبالحرف الواحد " كالمعتاد متيقظين في نفس الوقت الى اعمال المخربين من قادة الاحزاب واعوانهم من المنتفعين بالعهد البائد وليعلم كل مواطن ان الثورة ستضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الوقوف امام تيار التغيير الجارف"
                  

05-25-2009, 05:51 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    *** - هـل اصـدر النـميـري بعـد مـحاكمات الشـجـرة اوامره لـجهاز الأمـن القومـي بـحـرق كل الأشـرطة الصـوتية التـي عـليها كل الافادات والتحـريات واقوال المتهـميـن والشـهود وتعليـقات الضباط والأسـئلة الـتـي طـرحت علي الـمعتقلييـن?،

    *** - هـل صـحـيـح ان الـمقدم بابكر النور حوكم مـرتيـن بـعـد ان رفض الرئـيس نـميـري الحـكم عليه بالسـجـن فعـمد الـي تشـكيل مجـلس عسـكري ثان اصـدر عليه حـكم الاعـدام?،

    *** - وهـل صـحـيـح ان الرائـد فاروق حـمـداللـه جـري اعـدامه دون مـحاكـمة?

    ****************************
    ****************************

    الرابـط ادناه يعـطيـك الاجـابة علي كـل الاسـتفسـارات اعـلاه:

    http://www.rufaaforall.com/board/showthread.php?p=170136

    الـمصـدر: منتديات رفاعة للجـميع-
                  

05-25-2009, 08:09 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    القارئي الكريم


    الأستاذ الكبير بكري الصايغ


    الإحترام والسلام


    شكراً جزيلاً لهذا البوست المفيد للتاريخً



    في نفي نميري لأي علاقة للشيوعيين بتدبير إنقلاب مايو فبصفة عامة ما قاله نميري لا يشبه نفي البشير علاقته بالجبهة الإسلامية لأن البشير في سنة 1999 تراجع عن ما قاله أولاً وكشف طبيعة الصلات السرية والعلنية لحكمه بالإسلام السياسي بينما نميري متمسك بهذا القول منذ مجيئه الحكم وحتى تاريخ هذا التصريح.


    تعميم مسؤولية الجرائم والإختصاص بالفضائل من سمات السياسة ولكنهافي التاريخ السياسي أشد بيد أن هذا الأمر في مجال علاقات اليسار ومايو لا يختلف عن محاولة عقد صلة بين جميع المسلمين والجرائم التي إرتكبت في الإسلام أو على الأقل ربط المسلمين بجرائم الأمويين ضد آل البيت (ع) ومنطق رفض هذا الربط أنها جرائم لا يمكن تعميم مسؤوليتها على كل الإسلام كذلك لا يمكن تعميم أخطاء مايو على الحزب الشيوعي أو على كل قوى اليسار أو على القوى الوسطية واليمينية الليبرالية التي ساندت مايو.


    وإني لأسأل الذين يتباكون على ما حدث في جزيرة أبا وفي ودنباوي ما هو تصرف الجيوش ضد أي عصيان مسلح
    في أي بلد وتحت أي حكم؟ أأتوا بمثال واحد قابل فيه جيش دولة عصياناً مسلحاً من ألوف المسلحين
    تنظمهم قوى كبرى داخلية وخارجية بغير أسلوب الحسم العسكري.

    كذلك الذين ذبحوا الجنود في ودنباوي ليس لهم إدعاء دور الضحيةأمام هذا الحسم .


    وتقديري لأمر المفارقات الكبيرة في تقييم مايو إنها -أي المفارقات- نشأت من إندفاع إلى تجريم الشيوعيين أو من إندفاع إلى تجريم نميري بينماالصحة أو الجريمة الحقيقية ظاهرة وكامنة في نظام التملك الفردي الخاص لموارد ووسائل إنتاج المجتمع للحاجات الضرورة لعيشه وحياته بكل ما في هذا التملك من إستغلال ومركزة وإفقار وتهميش وفي إقتراب نميري أو الحزب الشيوعي من تدمير هذا النظام أو إبتعاد أياً منهما عن المساس به.



    ولكم التقدير
                  

05-25-2009, 11:29 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،
    Al-Mansour Jaafar

    تـحـية الود والأعـزاز،
    والشـكر علي مـساهـمتك الـمقدرة،
    واتـمـنـي ان تواصـل...

    ****************
    ****************

    كوبر هاجن.. هاجن.. كتاب أَخطر الخبايا..
    في أَكبر سجن سياسي بالسودان.
    ---------------------------------

    الأُستاذ خليل الياس.

    *** - نميري خرج مسعوراً إلى
    الشـــــــارع .. ليقيم المحاكم العسكرية.

    *** - *** - وعندما فشل إنقلاب هاشم العطا كان أبو القاسم في الشجرة وحشاً جباناً قاسياً وراح يضرب الشفيع أحمد الشيخ ويركله برجله حتى أدمى وجهه وظهره ووأشك أن يودي بحياته. وفعل كذلك خالد حسن عباس بالشهيد بابكر النور حيث صفعه في وجهه وحينما سأله الصحفي عن تلك الواقعة أنكرها ولكن الصورة فضحت كذبه.
    ----------------------------------------

    الحلقة الــ (12)

    *** - مؤلف كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس من الرعيل الاشتراكي المميز الذي عاصر كل الانشقاقات والاختلافات داخل الحزب الشيوعي السوداني، وكان رئىساً لإتحاد شباب السودان، أقوى تنظيم شبابي سوداني في الستينيات؛ ثم إختلف مع «مايو» إثر إنقلاب يوليو 71 .. فاعتقل لفترات طويلة بكوبر وتنقل في معظم سجون السودان إلى أن هاجر الى الخارج وعاش في عدة بلدان منها السعودية في الفترة الأخيرة.. وهو في هذا الكتاب ينقل العديد من الحكايات والذكريات السياسية خلال حقبة «مايو» وما قبلها، خاصة الفترة التي أمضاها في سجن كوبر والتي اسماها في الكتاب «كوبر هاجن».. الكتاب طُبع بالقاهرة وقدم له القطب الشيوعي المعروف محجوب عثمان، وقد خص الأُستاذ خليل الياس «الوطن» بنشر هذا الكتاب على حلقات لربط الأجيال وتقديم معلومات حول فترة «مايو» وما قبلها وبعدها.

    *** - خليل الياس *
    --------------------
    و مع إدراكنا بان العنصر الحاسم في هذه القضايا هو الوعى السياسي و الفكري ودور القيادة السياسية ومقدرتها على الحسم ومدى اتساع الحركة الجماهيرية وتأثيرها, إلا أن القضية تظل محل صراع فكرى وسياسي مهما كانت التحوطات و الضمانات المسبقة. ففي مقابل سؤال العسكريين : إن كانوا مجرد أدوات تنفيذ من حق الحركة السياسية المدنية أن تتساءل ايضاً إن كانت هي مجرد قوى للمساعدة والتأييد؟

    *** - باختصار مهما كانت اعتراضاتنا وتحفظاتنا على تقديراتهم فان مواطن القصور و الغموض في تكتيكاتنا بعد انقلاب 16 نوفمبر1970م, و البطء الذي لازم تطورها ووضوحها, أسهمت سلباً في تقديراتهم. كما أن مشاعر الخذلان التي ركبتهم من موقف الانقساميين أضعفت ثقتهم في الحزب.

    *** - طرح العسكريين لتقديراتهم وجهة نظرهم على عبد الخالق, وموافقتهم على اقتراحه بعرض الأمر على اللجنة المركزية, لا ينفي انهم في الجانب العملي كانوا قد اعدوا العدة لتنفيذ الانقلاب. بدليل الشواهد: أنهم وقتوا ساعة الصفر مع هروب عبد الخالق, ثم قبلوا التأجيل لفترة وجيزة بعد مناقشتهم معه, ويبدو أنهم توقعوا أن اجتماع عبد الخالق مع اللجنة المركزية لن يستغرق إنجازه أكثر من أسبوع أو عشرة أيام. يتضح ذلك من التصريح الذي أدلى به ناطق باسم مجلس الثورة مساء 19 يوليو بالتلفون لصحيفة مصرية, حيث ذكر انهم كانوا قد حددوا ساعة الصفر يوم 10, لكن إعلان حالة الاستعداد في الجيش في العاصمة بسبب فتح الجامعة واحتمال اندلاع مظاهرات طلابية امتداداً لأحداث مارس 1970 (أحداث مارس 1970 إعتصام الطلاب بمباني الجامعة احتجاجاً على توصيات لجنة التعليم التي أعلنها نميري في خطاب له بحنتوب) أجبرهم على التأجيل.

    *** - كذلك أكد عدد من الضباط الذين شاركوا في الانقلاب وسرحوا أو سجنوا أنهم بالفعل استعدوا للتحرك في ذلك اليوم. ولكن وصلهم أمر إلغاء التحرك في منتصف النهار ونقلوا الأوامر للجنود وضباط الصف الذين تحت امرتهم في الوحدات المختلفة. وكانت صحيفة القوات المسلحة التي صدرت في الخرطوم قد نشرت تصريح الناطق باسم مجلس الثورة صباح يوم 20 يوليو.

    *** - من الشواهد أيضاً استدعاء هاشم العطا في أوائل يونيو والتحقيق معه بواسطة أبو القاسم محمد إبراهيم عن تحركاته للتحضير لانقلاب, والشكوك التي كانت تساور السلطة بشأن ولاء أب شيبة والاتجاه لعزله من قيادة الحرس الجمهوري.

    *** - نسجل كذلك إفادة ضابط قيادي في التنظيم كان خارج البلاد وعاد قبل الانقلاب بفترة وجيزة ولم يشارك في الانقلاب وسمع به من الإذاعة. حيث قال إنه وحتى يوم سفره للخارج في مارس/أبريل لم يكن هناك قرار بالانقلاب، وأنه قابل الشهيد بابكر النور في القاهرة في طريقه للندن في آخر أبريل وعلم منه أن التنظيم مازال يواصل التجنيد.

    *** - تصريح بابكر النور في لندن الذي نقلته البي بي سي عندما سأله الصحفيون إن كان علي علم بهذا الانقلاب فرد بأنه كان علي علم بتحضير حركة داخل الجيش مناهضة لسلطة نميري لكنه لم يكن يتوقع حدوث الانقلاب في ذلك الوقت0) إنتهي.

    *** - فشل إنقلاب هاشم العطا 1971م:
    ----------------------------
    وفي الثاني والعشرين من يوليو 1971م بعد خروجنا من المعتقل بسجن كوبر، دعوتُ سكرتارية اتحاد الشباب السوداني لاجتماع نقيم فيه ما حدث ولنقف على تفاصيل التطورات التي لم نتابعها خلال الاعتقال. ولم يطل اجتماعنا حتى سمعنا بقذائف وطلقات رصاص فاندفعنا إلى الشارع تقصيا لما حدث فأخبرنا أحد الصحفيين أن انقلاب هاشم العطا قد فشل وان (نميري) خرج من القصر وأن قصفا بالمدرعات يمطره من كل جانب وكذا قصر الضيافة.

    *** - وقد خرج نميري بالفعل مذعوراً مسعوراً غارقا في الهلع والانفلات وفي عجلة مجنونة أنشأ محاكم عسكرية صورية فرض عليها إصدار أحكام بالإعدام والسجن والعزل وهو في حالة من السكر يتناول كأسا من نديمه ذلك الوزير الذي ظل يلاحقه كلما فرغت كأسه يملأها مرة أخري فأفرغ ما في أحشائه من حقد وجبن وإنفلات ولم يدرك وقتها من كان في صفه ومن قام بالانقلاب المضاد، كان يعتقد أن مؤيديه في القوات المسلحة هم الذين أنقذوه والحقيقة كانت خلافاً لذلك فقد ظن قادة الانقلاب المضاد وأكثرهم كانوا من الجنود أن هاشم العطا قد صفى جعفر نميري وزملاءه أعضاء مجلس قيادة الثورة وأن الساحة قد خلت لهم وعندما فوجئوا بأن النميري وزملاءه علي قيد الحياة زعموا أنهم جاؤا لإنقاذه من الشيوعيين، وصدق نميري تلك الأكذوبة بأنهم جاءوا لإنقاذه بل إنه أوقف إذاعة الأغنية التي ظلت ترددها الفنانة الشعبية حواء الطقطاقة التي جاء فيها :
    الليله وين الليله عاد
    الوجع رجع
    أسباب رجوعك دبابات
    وأسباب رجوعك مظلات

    *** - ولكن النميري أصر على أن الشعب هو الذي أعاده إلى السلطة وليست الدبابات. في تلك المحاكم الصورية أعاد لمرات كثيرة كل حكم أصدرته محكمة كان قرارها دون الإعدام أو السجن الطويل.

    *** - وحدث ذلك مرة عندما حكم اللواء المقبول بالسجن على المقدم بابكر النور وأعاد نميري أوراق الحكم فزاد المقبول سنوات السجن قليلاً ولم يقتنع نميري، فأبعده عن رئاسة المحكمة وأستبدله بصلاح عبد العال الذي لم يتردد في الحكم على بابكر النور بالأعدام دون حيثيات تبرر ذلك بل أن حكم الإعدام طال من كانوا خارج البلاد حين وقع انقلاب يوليو أمثال المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله.

    *** - ولم يسلم حتى غير العسكريين من تلك المحاكم المسرحية فقد طالت يد السفاح نميري أعناق المناضلين الشرفاء عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق فأزهقت أرواحهم شنقا في سجن كوبر ولم يكن أحدهم علي دبابة أو قبض عليه يحمل مدفعاً رشاشاً أو قنابل أو متفجرات أو شارك في الإعداد للإنقلاب العسكري ولم يوجد بحوزتهم محضر إجتماع أو وثيقة تشير إليهم بل كان العكس كانوا جميعاً ضد فكرة الإنقلاب.

    *** - ولم ينفذ إعدام العسكريين وفقا للتقاليد العسكرية التي تفضي باطلاق رصاصة واحدة علي قلب كل واحد منهم ولا يعرف الرماة أيهم كانت الرصاصة في بندقيته حتى لا يعتريه الإحساس بأنه هو القاتل وراح يمطرهم بمئات الطلقات وهم يهتفون بحياة الشعب السوداني ونضال الطبقة العاملة. وظل نميري ثملاً وحشاً يبعث بالشهداء الي (الدروة) ويتوعد الناس عبر الراديو ويستنفرهم للقبض علي الشيوعيين ومن أسماهم الخونة الهاريين المارقين ويحرضهم علي الفتك بهم. ولو أطلقت يده في ذلك اليوم لطوح برؤوس آلاف المواطنين ولطوق العاصمة ليجعل منها سجنا متسعا للجميع. وأنكر في غمرة سكره وجنونه كل التعامل الإنساني الذي لقيه خلال الفترة التي قضاها بالقصر الجمهوري.

    *** - حدثني شقيق هاشم العطا أن (هاشم) جاء الي أسرته في اليوم الثاني للانقلاب فسألوه عن الأخبار التي تناقلها الشارع بأنهم أعدموا نميري وزملاءه قال لهم إني قادم الآن من زيارتهم في القصر الجمهوري وأنهم سيتحفظون عليهم يوم السبت في منازلهم تماما كما فعلوا بنا ويواصل هاشم الحديث: وعندما دخلت علي جعفر في غرفته قال لي: معقول يا هاشم جيت لزيارتي؟؟ قال له: نعم قال نميري: عاوزين تعملوا فينا شنو؟ قال له هاشم كل خير .. وهل أنت محتاج لأي حاجة؟ قال نميري والله يا هاشم قلقان محتاج لي لقزازة شري!! قال هاشم : ما هي دي المصائب الخلتك تتصرف بدون عقل وأدرت ظهرك للشعارات التي رفعناها والبرنامج الذي وضعناه لتحسين حياة المواطنين من أجل التنمية والتقدم الاجتماعي وتنكرت لكل ما جاء في البيانات الأولى التي دفعت المواطنين لتأييد الثورة وحمايتها.

    *** - وخرج هاشم ليأمر القائمين علي أمر المرطبات والمشروبات بإخلاء الخمور الموجودة في القصر وإعادتها إلى قسم المرطبات. شهد بذلك عمال القصر والمرطبات الذين تم اعتقالهم وأضافوا أنه أحضر للرائد أبو القاسم هاشم أقراص السكري بعد أن طمأن أسرته وأكد لهم أنه سيعود إلى المنزل يوم السبت القادم أي بعد ثلاثة أيام فقط من تاريخ الانقلاب. وعند لقائه بالرائد أبو القاسم محمد إبراهيم قال أبو القاسم: أنت عارف أنا معاكم وخلي مجلس الثورة يعرف هذه الحقيقة، رد عليه هاشم: سأبلغ المجلس بذلك، وكان أكثر المعتقلين إنهياراً وفزعاً..

    *** - وعندما فشل إنقلاب هاشم العطا كان أبو القاسم في الشجرة وحشاً جباناً قاسياً وراح يضرب الشفيع أحمد الشيخ ويركله برجله حتى أدمى وجهه وظهره ووأشك أن يودي بحياته. وفعل كذلك خالد حسن عباس بالشهيد بابكر النور حيث صفعه في وجهه وحينما سأله الصحفي عن تلك الواقعة أنكرها ولكن الصورة فضحت كذبه. سألنا المعتقلين الذين كانوا يشرفون على خدمات نميري وأعضاء مجلس الثورة في القصر هل صحيح كما زعم نميري أنهم حـــرموه من ذهابه للحمام؟ فقال أحدهم ساخراً: هو ساب حاجة عشــــان يروح الحمام؟ ما خلاص كان أكتفى بالغرفة التي كان بها.
                  

05-26-2009, 00:48 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    كوبر هاجن.. كتاب أَخطر الخبايا.. في أَكبر سجن سياسي بالسودان.
    ----------------------------------------------------------

    خليل الياس-

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=6332&bk=1

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - نميري قال لـ«عبد الخالق»: إنك لن ترى الشمس بعد اليوم.

    *** لقد ذهب بوليس بونو ماريوف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، يوماً إلى الرئيس السادات بعد محاولة إنقلاب فاشلة في السودان يرجوه أن يتدخل لإنقاذ حياة زعيم نقابي كبير في السودان هو (الشفيع) ووعده الرئيس السادات أن يبذل مساعيه لدى الرئيس نميري واتصل الرئيس السادات بالفعل تلفونياً ولكنه لم يبذل مساعيه الحميدة وإنما طلب الخلاص من الثعبان (الشفيع) ورأسه وكان الرأس عبد الخالق محجوب زعيم الحزب الشيوعي السوداني (شهدت الواقعة بنفسي ولنا أن نتصور في ردود الفعل السوفيتيه عندما نقلوا تسجيل نص المحادثة بين القاهرة والخرطوم وليس سراً بالطبع أن هناك عدداً من الدول في مقدمتها الدولتان العظميان تقوم بمتابعة وتسجيل كل المحادثات التلفونية عبر البلدان وعبر القارات بل داخل البلدان وداخل العواصم نفسها (إنتهى)).
    -----------------------------------------------------------


    الحلقة الــ (10):
    ---------------------------
    مؤلف كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس من الرعيل الاشتراكي المميز الذي عاصر كل الانشقاقات والاختلافات داخل الحزب الشيوعي السوداني، وكان رئىساً لإتحاد شباب السودان، أقوى تنظيم شبابي سوداني في الستينيات؛ ثم إختلف مع «مايو» إثر إنقلاب يوليو 71 .. فاعتقل لفترات طويلة بكوبر وتنقل في معظم سجون السودان إلى أن هاجر الى الخارج وعاش في عدة بلدان منها السعودية في الفترة الأخيرة.. وهو في هذا الكتاب ينقل العديد من الحكايات والذكريات السياسية خلال حقبة «مايو» وما قبلها، خاصة الفترة التي أمضاها في سجن كوبر والتي اسماها في الكتاب «كوبر هاجن».. الكتاب طُبع بالقاهرة وقدم له القطب الشيوعي المعروف محجوب عثمان، وقد خص الأُستاذ خليل الياس «الوطن» بنشر هذا الكتاب على حلقات لربط الأجيال وتقديم معلومات حول فترة «مايو» وما قبلها وبعدها.

    *خليل الياس*
    عبد الخالق يحطم قيد الإعتقال،
    --------------------------------
    يونيو 1971م:
    *** - في مساء يوم 29 يونيو 71 وبينما كنا نستمع الي الأخبار فإذا ببيان صادر من وزارة الداخلية يعلن أن (عبد الخالق محجوب) قد هرب من السجن.. أزعجنا كثيراً ذلك الخبر لأننا كنا نعلم انه معتقل في مصنع الذخيرة بالشجرة وهي منطقة عسكرية عليها رقابة مشددة من القوات المسلحة بمجموعة تتناوب الحراسة لأربع وعشرين ساعة ولم يسمح له بالزيارة او الكتب او الصحف بل منع الحراس من الحديث معه هادفين الي عزله تماماً وإحباط روحه المعنوية… وحول اعتقاله جاء في تقرير سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي…(اعتقل الشهيد عبد الخالق محجوب في 16 نوفمبر 1970م.

    *** - واقتيد الي القيادة العامة. وهناك وجد نفسه أمام اجتماع لمجلس الثورة،أشبه بالمحكمة العسكرية،برئاسة نميري الذي وجه لعبد الخالق قائمة اتهامات شملت معارضة ثورة مايو ووضع العراقيل في طريقها قبل وبعد انتصارها،معارضة تجنيد الشيوعيين لجهاز الأمن,معارضة السلم التعليمي،معارضة ضرب الجزيرة أبا،معارضته التأميم والمصادرة،معارضته ميثاق طرابلس….الخ. وأبلغ النميري عبد الخالق بقرار مجلس الثورة بأعتقاله،وقال له: إنك لن تري الشمس بعد اليوم. ثم طلب مأمون عوض أبوزيد من عبد الخالق ان يكشف لمجلس الثورة ما لديه من معلومات عن مؤسسات وممتلكات الحزب،فزجره عبد الخالق بقوله: يسهل علي لساني ان يقطع من ان يكشف أسرار الحزب ثم بدأ ابو القاسم محمد ابراهيم حديثاً سوقياً مبتذلا تجاهله عبد الخالق) إنتهى.. وأيقنا أنها لابد ان تكون مؤامرة دُبرت لتصفيته بدعوي انه حاول الهروب،وكنا نعلم ان عبد الخالق اودع بامدرمان في السجن الحربي القديم وبدأت صحته تتدهور وعندما عاده الدكتور عبد الرحمن درديري وقدم له بعض العلاجات ونظراً للظروف الصحية السيئة التي يعيشها وجه بتحويله للمستشفي ولكن رفض طلبه فهدد بأنه سيذيع أخبار صحته السيئة وبقائه في السجن الكئيب فأضطروا لنقله الي مصنع الذخيرة.

    *** - كانوا يهدفون ببقائه في ذلك السجن الي تصفيته بالموت البطئ. ولم تمض ساعات طويلة حتي تدفقت مجموعات من المعتقلين الجدد اتهموا بضلوعهم في تنفيذ عملية الهروب فأكدوا لنا أن هروبه صحيح خوفاً عليه من التآمر ضده لتصفيته بالموت البطئ وأن عملية هروبه وتأمينه تمت بصورة ممتازة ومذهلة،وأن خطة محكمة قد نفذت لإنقاذ حياته بعد ان انتشر نبأ بأن هناك تدابيراً خبيثة أعدت لاغتياله بالسجن. ويقف وراء ذلك بكل أسف من كان بثق فيهما عبد الخالق،احمد سليمان المحامي ومعاوية ابراهيم اللذين اوغرا صدرنميري بتصريحات كاذبة نسبوها الي عبد الخالق وأكدوا له ان نظام مايو لن يستقر إذا ظل عبد الخالق علي قيد الحياة. وبالغ معاوية عندما كان وزيراً للعمل بان طبع منشوراً من نسخة واحدة يسئ فيها باسم عبد الخالق للنظام والي نميري شخصياً من سكر وعربدة وعلاقات بالنساء ذاكراً اسماءهن،واماكن لقائهن حتى أكد في إحدى قعداته بأنه سينتهى من هذا الكهنوت والمعلومات التى ذكرها معاوية في المنشور كانت صحيحة لانه رافقه في تلك (القعدات) مما جعل نميري يتأكد إن عبد الخالق يلاحقه وأقلقه وأزعجه أن أفاده بان عبد الخالق وزع الاف من ذلك المنشور علي المواطنين في البلاد مع انهم يعلمون جيدا ان في تاريخ الحزب لم يوقع شخص علي أي من الوثائق الحزبيه وانما كانت تصدر كل الوثائق ممهورة باحد التنظيمات الحزبية. ويعلمون ايضاً ان النسخة التي لدي نميري هي الوحيدة ولكنهما أحاطاه بهالة من الأكاذيب والتأليفات حتى وقف عليها قلبه دون سائر المعلومات والحقائق التي كان يعرفها عن عبد الخالق.

    *** - جاء في الوثيقة التي أصدرها الحزب الشيوعي بعنوان (19 يوليو 1971م) حول هروب عبد الخالق (كانت الحملة لاطلاق سراح عبد الخالق نشطة، وكان القلق علي حياته يساور الشيوعيين واصدقاء الحزب ثم تحول القلق الي انزعاج حقيقي بعد خطاب نميري في 12 فبراير 19971م، الذي هاجم فيه الحزب الشيوعي ودعا الناس الي تحطيم الحزب وكل من يدعي الانتساب إليه. بعد اطلاع عبد الخالق علي بيان اللجنة المركزية علي خطاب نميري ارسل رسالة يقترح فيها فكرة هروبه واقترح تكوين لجنة لتنظيم العملية بإشراف الشهيد شكاك الذي كان يتولي تنظيم الصلة به ثم أرسل فيما بعد اقتراحا بتفاصيل الخطة العملية كما يراها من معتقله ومحيطه وقد قام شكاك بمراجعتها واضاف تحضير امكانات كي ما يغادر البلاد وفي نفس الليلة والجندي الذي يساعد في تنفيذ العملية مما استدعي البحث في توفير تلك الامكانية والتي تتطلب اجراءات فنية كثيرة، وارسل الي عبد الخالق الرد بان امكانات استقباله وتاميينه بالمستوي المطلوب يحتاج لبعض الوقت بسبب اتساع هجوم السلطة علي الحزب.

    *** - في 29 يونيو 1971م تم هروب عبد الخالق وأخذه هاشم العطا الي منزل المقدم الشهيد عثمان حاج سعيد ابو شيبة في رئاسة الحرس الجمهوري ثم انتقل الي ثلاثة منازل متعاقبة وفرها الحزب في الخرطوم بحري ثم الخرطوم حتي مساء 19 يوليو 1971م) كان أحد تلك المنازل لعضو بالحزب والبقية لاصدقاء.

    انقلاب 19 يوليو 1971م:
    -------------------------
    وفي مساء يوم الاثنين من 19 يوليو 1971م وبينما نحن في قسم المديرية في سجن كوبر ملتفون حول الراديو نتابع حديث د. عبد الله الطيب إذ بالإرسال يتوقف، وجاء صوت المذيع عمر الجزلي ليعلن أن الرائد هاشم العطا سيذيع بياناً هاماً فترقبوه.

    *** - واقترن ابتهاجنا بالدهشة إذ أننا نعلم أن (هاشم) قد اعفي من عضوية مجلس قيادة الثروة وتحفظوا عليه بالمنزل تحت حراسة من القوات المسلحة وظللنا ندير مؤشر الراديو علي كل الإذاعات العالمية ذات الاهتمام بشأن السودان حتي تأكد لنا أن انقلابا عسكريا قد حدث في السودان وما أثار دهشتنا وشكوكنا أننا تعودنا على حدوث الإنقلابات فجراً فكيف تم ذلك خلال ساعات العمل، وقضينا تلك الليلة بين القلق والارتياح في انتظار مغادرة السجن. وتغيرت نغمة المذيع وبدلا عن استمرار إعلانه أن بيانا هاما ستستمعون إليه بعض لحظات عاد يردد (في وقت لاحق) وظللنا ننتظر لساعات في قلق شديد إذ عادة ما يأتي بيان الانقلاب الأول مباشرة بعد تنويه المذيع وتساءلنا ماذا حدث؟! تري هل فشل الانقلاب أم هي مؤامرة أخرى كما حدث في انقلاب 16 نوفمبر 1970م وطال انتظارنا لساعات طوال وجاء بعدها هاشم العطا ليعلن عن حركة تصحيحية وقيام حكومة الجبهة الديمقراطية تفاءلنا بما ورد في البيان كنا نعلم أن هاشم العطا عضو في الحزب الشيوعي ونعلم أيضا أن الحزب له موقف مبدئي من الانقلابات العسكرية وأنها لن تكون بديلا للانتفاضة الشعبية فماذا جرى؟ وعادةً ما يقع الانقلاب «أي انقلاب» في فجر مبكر وفي الحقيقة رشحت حولنا عدة تساؤلات لم نستطع الإجابة عليها غير أننا في النهاية ابتهجنا بأن الانقلابيين سوف يطلقون سراحنا وقضينا ذلك المساء حول الراديو حتى صباح اليوم التالي نستمع ونردد الأناشيد الثورية.
    وهنا تجدر الإشارة إلى أنه قد أثار وقوع الانقلاب العسكرى تساؤلات كثيرة بين الشيوعين والديمقراطيين وأصدقاء الحزب الشيوعي عن الدوافع إليه وعن فشل الحزب في حمايته.

    *** - ذكر لنا أحد القادمين من المانيا الإتحاديه انهم عندما كانوا يتابعون برنامجا فى التلفزيون الالمانى انقطع الإرسال فجأة وامتلأت الشاشة بخارطة افريقيا بلون أسود داكن وفى وسطها خارطة السودان فى شعلة حمراء متقدة. جاء بعدها المذيع ليعلن أن انقلابا عسكريا شيوعيا وقع في السودان وان ذلك خطر يتهدد أفريقيا بكاملها لكي تتحول إلى بؤرة أخري كما حدث في السودان.

    *** - وأصبح من الضروري والعاجل أن ينتهي هذا النظام قبل أن يستقر وتثبت أقدامه. ولعل هذا النداء قد فتح شهية معمر القذافي والسادات فأختطف الأول الطائرة التي كانت تقل المقدم بابكر النور رئيس مجلس قيادة الانقلاب الجديد والرائد فاروق حمد الله عضو المجلس وأجبرها علي الهبوط في ليبيا واعتقلهما وسلمهما الي جعفر نميري الذي لم يتريث في اعدامهما رغم انهما كانا خارج السودان ولم يشاركا في التحضير أو تنفيذ الانقلاب. أما السادات فقد ضغط علي نميري لتنفيذ حكم الاعدام الفوري علي الشهيد عبد الخالق محجوب والشهيد الشفيع أحمد الشيخ بالرغم من تدخل الحكومة السوفيتية والرجاء الذي قدمه سفيرها في القاهرة لمنع إعدام الشفيع أحمد الشيخ. جاء في كتاب محمد حسنين هيكل (دراسة جديدة للتاريخ، ص132) ما يلي :لقد ذهب بوليس بونو ماريوف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، يوماً إلى الرئيس السادات بعد محاولة إنقلاب فاشلة في السودان يرجوه أن يتدخل لإنقاذ حياة زعيم نقابي كبير في السودان هو (الشفيع) ووعده الرئيس السادات أن يبذل مساعيه لدى الرئيس نميري واتصل الرئيس السادات بالفعل تلفونياً ولكنه لم يبذل مساعيه الحميدة وإنما طلب الخلاص من الثعبان (الشفيع) ورأسه وكان الرأس عبد الخالق محجوب زعيم الحزب الشيوعي السوداني (شهدت الواقعة بنفسي ولنا أن نتصور في ردود الفعل السوفيتيه عندما نقلوا تسجيل نص المحادثة بين القاهرة والخرطوم وليس سراً بالطبع أن هناك عدداً من الدول في مقدمتها الدولتان العظميان تقوم بمتابعة وتسجيل كل المحادثات التلفونية عبر البلدان وعبر القارات بل داخل البلدان وداخل العواصم نفسها (إنتهى)).

    *** - وفي اليوم التالي أطلق سراح مجموعتنا من الشيوعيين والديمقراطيين وبقي الآخرون من الأنصار في (المديرية) مما سبب لنا حرجاً شديداً، فقد نشأت بيننا خلال تلك الفترة القصيرة علاقات إنسانية لا تنسي واذكر بتقدير كبير (اسحاق) أحد أبناء الأنصار الذي كان يعمل ميكانيكيا مع الخواجة (كريتيز) والذي كان يمدنا بصحيفة الأيام اليومية كلما استدعي الي المحكمة وكان شديد الانضباط لا يسلمها إلا إلى الأستاذ جلال السيد المحامي كما اتفقنا علي ذلك، رغم أنه يعرف أننا من نفس (القبيلة).

    *** - ويحضرني ذكر مولانا أمام جامع السجانة الذي كان حريصا علي متابعة دروس اللغة الإنجليزية التي أوكلت للأخ ادريس عوض الكريم، واذكره حين جاءنا صباح نفس يوم 19يوليو ليقص علينا رؤياه وهو كثير التفاؤل بأن أمرا حميدا سيحدث وسعد كثيرا لان رؤياه قد تحققت بذلك الانقلاب.

    *** - وعند خروجنا من سجن كوبر ابلغنا الجهات المعنية بأمر الإمام وزملائه من المعتقلين فاطلق سراحهم، وكان تفسير الرائد هاشم العطا بتأخير خروجهم مع مجموعتنا أنه لم توجه إلينا أية تهمة. أما الأنصار فقد كانت لديهم بلاغات أمام المحكمة وحرصا علي احترام الهيئة القضائية واستقلالها كان لابد أن يتم ذلك بقرار المحكمة العليا وقد كان. وكما حيرنا أمر الانقلاب أثار أيضا تساؤل الكثيرين من الديمقراطيين والأصدقاء فالقوا بشكوكهم حول مصداقية الحزب وعلى عبد الخالق بصفة خاصة بأنه كان خلف العملية العسكرية.

    *** - ولستُ هنا مأذونا لي بالدفاع بقدر ما وددت أن يتبينوا حقيقة ما حدث في 19يوليو 1971م لعلها تدرأ سقماً قد أحاط بالأنفس طيلة تلك الســـــنوات مما جعل البعض منهم يهجر العمـــــل الــســــياسي وآخرين يهجرون الوطن نفسه.

    *** -ولست هنا بدافع تهمة توجه إلى تنظيمنا الديمقراطي ولكني أسوق هذه الحقائق لتؤكد تقديراتنا بأن ما حدث في 19 يوليو 1971م كان أمراً نهض به العسكريون وحدهم وحق لنا نحو إخوتنا وأصدقائنا في إتحاد الشباب السوداني أن يقفوا على حقائق التاريخ.

    ------------------************************************************* ------------------------------ ************************ ----------------

    كوبر هاجن.. كتاب أَخطر الخبايا.. في أَكبر سجن سياسي بالسودان:
    --------------------------------------------------------------

    وثيقة «19» يوليو ..
    ردود الفعل السياسية والعسكرية وحديث الضجر والتبرم.
    ----------------------------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=6344&bk=1

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    مؤلف كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس.
    ---------------------------------------------

    الحلقة الــ (11):
    *** - مؤلف كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس من الرعيل الاشتراكي المميز الذي عاصر كل الانشقاقات والاختلافات داخل الحزب الشيوعي السوداني، وكان رئىساً لإتحاد شباب السودان، أقوى تنظيم شبابي سوداني في الستينيات؛ ثم إختلف مع «مايو» إثر إنقلاب يوليو 71 .. فاعتقل لفترات طويلة بكوبر وتنقل في معظم سجون السودان إلى أن هاجر الى الخارج وعاش في عدة بلدان منها السعودية في الفترة الأخيرة.. وهو في هذا الكتاب ينقل العديد من الحكايات والذكريات السياسية خلال حقبة «مايو» وما قبلها، خاصة الفترة التي أمضاها في سجن كوبر والتي اسماها في الكتاب «كوبر هاجن».. الكتاب طُبع بالقاهرة وقدم له القطب الشيوعي المعروف محجوب عثمان، وقد خص الأُستاذ خليل الياس «الوطن» بنشر هذا الكتاب على حلقات لربط الأجيال وتقديم معلومات حول فترة «مايو» وما قبلها وبعدها.

    *خليل الياس*

    وثيقة 19 يوليو :
    ---------------------
    *** - رأيت من المفيد أن أسوق ما ورد في وثيقة (19يوليو) التي أصدرتها سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني ما يلي: (بعد هروب عبد الخالق، تقدم له العسكريون وتتلخص في : أنهم من تجربة الانقسام وما سمعوا وما قرأوا من معلومات قدمها الانقسام للسلطة عن الحزب وكادره ومواقع عضويته وأساليب عمله، كان لابد أن يتحفظوا في طرح كل الحقائق والتفاصيل لقيادة الحزب بعد اعتقاله. إن قيادة الحزب لم تتخذ موقفاً حاسماً ضد السلطة بعد 16نوفمبر 1970 مما أحدث سخطاً وضجراً وارتباكاً بين الشيوعيين والديمقراطيين وسط الجيش.

    *** - واستغلت السلطة قبول الحزب الدخول في مفاوضات غير معروف هدفها أو شروطها كما استغلت السلطة إعلان الحزب في بياناته عن تأييد الخطة الخمسية باعتبار أن ذلك تأييد للسلطة وأن الحزب لم يعبئ نقابات العمال واتحاد العمال بالمستوي المطلوب. فأستغلت السلطة ذلك في إعلان قانون العمل الموحد بعد انقلاب 16نوفمبر 1970 مباشرة لامتصاص سخط العمال، رغم أن القانون كان يحتاج لكثير من المراجعة والتدقيق، تم إعلان سحبه بعد شهر واحد دون أن تتخذ النقابات والاتحاد موقفاً حاسماً. وأن مجلس الثورة كان يسخر من الحزب الشيوعي والنقابات والاتحاد وأنه يلعب بهم وأن مجموعة الانقساميين كانت تساعد مجلس الثورة في رسم الخطط يومياً ضد الحزب.

    *** - قالوا أنهم حملوا مجلس الثورة علي أكتافهم 18شهراً رغم اقتناعهم بعدم جديته في تنفيذ الشعارات التي أعلنها وقد وإصلوا القيام بهذه المهمة احتراما لموقف الحزب في بذل كل جهد ممكن لاقناع السلطة بخطأ سلوكها وموقفها عن طريق الصراع الفكري والإقناع، ويعتبرون أن الحزب تعامل مع السلطة بكثير من حسن النية والتسامح. كما أن الحزب فرض عليهم أكثر من مرة أن لا يتحركوا أو يستقيلوا.

    *** - هنا يشيرون إلى مناقشة عبد الخالق معهم عقب التعديل الوزاري الأول أكتوبر 1969م، كان عبد الخالق قد ناقشهم في أن الاستقالة هروب من الصراع، وأن التحرك لتنفيذ انقلاب سيبدو أمام الرأي العام بمثابة سرقة للسلطة، كما أن السلطة تدعي أمام الرأي العام أنها تنفذ برنامج الحزب الشيوعي وتعين كادره في مناصب وزارية وتوكل لهم مسئوليات، ومن الأفضل أن يستمر الصراع حتى يتضح للرأي العام أن السلطة غير جادة في تنفيذ شعارات وأهداف الثورة، وأنها تستخدم الحزب كواجهة، وأن التحالف لا وجود له عملياً، وأنه رغم الوضع الصعب الذي يحيط بموقف قطاع واسع من الضباط وضباط الصف والجنود الديمقراطيين فإن الحزب يري أن يستمر الصراع للضغط علي السلطة لتصحيح أخطائها من جهة، ويستمر الحزب في الصراع علي موقفه المستقل ورفض حل أو تصفية كيانها ويطرح رأيه للجماهير.

    *** - قال العسكريون أيضا إن الوضع في الجيش سوف ينفجر سواء أن تحركوا أو لم يتحركوا، كما أن الضباط الديمقراطيين لن يستمعوا لرأي الحزب بالتأجيل هذه المرة، خاصة وأن تنظيمات القوى اليمينية في الجيش تسير بسرعة نحو تنفيذ انقلاب. وأصبح الضباط الشيوعييون والديمقراطيون في وضع حرج، فإذا تحركت القوى اليمينية فأنها ستوجه لهم ضربتها الرئيسية بوصفهم القوى العسكرية الجادة الحازمة في الدفاع عن الشعارات الثورية، لان مجلس الثورة وتنظيم (أحرار مايو) القوميين العرب لا يمثلون وزناً يؤبه له ومن الجانب الآخر فإن الضباط الشيوعيين والديمقراطيين لن يدافعوا عن السلطة بعد 16نوفمبر واعلان تراجعها عن كل ما هو ثوري وتقدمي. وأنهم يدركون تماما ويثقون من أنهم إذا وقفوا في وجه التحرك الرجعي ودافعوا عنها، فإنها سوف تضربهم فيما بعد بحكم تجاربهم معها.

    *** - أكدوا أنهم كضباط شيوعيين يتحلون بالانضباط الحزبي والتقيد بموقف الحزب. لكن الظروف المحيطة بهم وعلاقتهم بالضباط الديمقراطيين تفرض عليهم ألا يتأخروا عن أي تحرك يبادر به الضباط الديمقراطيون الذين استمعوا أكثر من مرة لرأي الحزب وتقديراته.

    *** - وسألوا عبد الخالق عن جدوى تنظيمهم إذا لم يتحرك لمساعدة الحركة الشعبية التي ظلت تتراجع أمام هجوم السلطة منذ 16نوفمبر وأصبح نميري ومجلس الثورة مطلق اليدين وبدأ في حل النقابات وأعلن خطة الحزب الواحد وأن الخطوة التالية ستكون تسريحهم من الجيش. فهل يستسلمون بدون مقاومة؟ كما أن علاقتهم بالحزب ليست فقط من أجل الماركسية، لان الكتب الماركسية متوفرة في السودان ويمكن الاطلاع عليها ودراستها خارج الحزب، وإنما علاقتهم بالحزب كعسكريين ومقاتلين ثوريين تحتم عليهم هذه العلاقة ألا يسمحوا أن تمر الديكتاتورية العسكرية تحت حمايتهم.

    تركزت مناقشة عبد الخالق معهم في الآتي :
    ----------------------------------------
    - ان تحفظاتهم وملاحظاتهم يجب أن تطرح علي قيادة الحزب ومناقشتها.
    - ان اقتراح الانقلاب يجب أن يطرح علي اللجنة المركزية وأخذ رأيها وأن يحضر هاشم اجتماع اللجنة المركزية لنقل وجهة نظرهم. فرغم تقديره، لوجهة نظرهم لن يوافق علي أي تحرك قبل مناقشته في اللجنة المركزية.

    في تقييمنا للموقف وتقديرات العسكريين، نضع في اعتبارنا العوامل التالية:
    أن الأمانة تقتضي التقيد بالدقة والموضوعية في مناقشه وتقييم العسكريين، فهم ما عادوا موجودين ليدافعوا عن وجهة نظرهم ويناقشوا فيها، فضلا عن أن حقيقة انتمائهم للمؤسسة العسكرية -يفرض طابعه علي تقديراتهم رغم انتمائهم الحزبي فهم في نهاية الأمر ليسوا أول مجموعة عسكرية حزبية تغلب تقديراتها العسكرية علي التقديرات السياسية لحزبها. بل وحتى الجناح العسكري لحركة سياسية جماهيرية، كثيراً ما أفلت وفرض تقديراته علي قيادته السياسية، ليس في هذا تبرير للخطأ، لكنه إشارة للظاهرة السلبية، والتي ظلت تعبر عن جذورها الفكرية في تجارب العديد من البلدان العربية بالصيغة المتبادلة عن أن التظيم العسكري الذي يؤسسه أي حزب أو حركة سياسية إما أن تستخدمه القيادة السياسية في اللحظة المناسبة. أو يستخدم نفسه رغماً عنها.

    *** - إذا لمسنا ضعفاً سياسياً وفكرياً في تقديرات العسكريين فتلك مسؤليتنا في قيادة الحزب حيال واجبنا الدائم برفع المستوى السياسي والفكري لأعضاء حزبنا في كل المواقع.

    المناخ والمزاج السياسي الذي كان سائدا في الحزب والحركة الجماهيرية في تلك الفترة التي أعقبت انقلاب 16نوفمبر تميز بالإصرار علي مواصلة الدفاع عن شعارات ومهام الثورة الديمقراطية والتغيير الاجتماعي، وعلي مواجهة السلطة ورد الصاع صاعين مقابل أية ضربة توجهها للحركة الثورية.

    *** - مشروعية الاستنتاج المعلن أو غير المعلن لدى أقسام من عضوية الحزب والقوى الديمقراطية وأصدقاء الحزب وأحزاب شيوعية وتقدمية عن أن الضباط الشيوعيين، أو علي الأقل هاشم العطا، ما كان ليتحرك لتنفيذ الانقلاب بدون قرار من الحزب. وفي هذا الصدد نشير إلى أن استنتاجاً مماثلاً كان قد أثير في حدود ضيقة بعد انقلاب 25 مايو مباشرة، عن ملابسات اشتراك الشهيد أب شيبة في انقلاب مايو مع القوات التي تحركت من خور عمر، وهو الحزبي الملتزم في الوقت الذي عارض فيه الحزب الاشتراك في الانقلاب وامتنع الضباط الشيوعيون عن المشاركة وكان عددهم ستة اعضاء مقابل سبعة اعضاء لتنظيم الضباط فنفذوا الإنقلاب، وبعد الانقلاب حوسب أب شيبة داخل التنظيم وبرر اشتراكه بأنه لم يكن يعرف قرار المكتب السياسي، وأنه أخذ فكرة عامة عن الخلاف حول الانقلاب وسط الضباط الأحرار بين مؤيد للتحرك ومعارض له، وأنه يشارك كعضو في تنظيم الضباط الأحرار.

    *** - برغم تلك الظروف والعوامل فإن وجهة نظر العسكريين التي عرضوها علي عبد الخالق لا تبرر ولا تقتضي توجههم نحو الانقلاب، وقطع شوط كامل ونهائي في التحضير له ووضع الحزب أمام الأمر الواقع من الناحية الفعلية وإن بدت وجهة نظرهم من الناحية الشكلية وكأنها تشاور مع الحزب واستماع لوجهة نظره أو قراره سلباً أو إيجاباً موافقةً أو رفضاً. فاحتمال انفجار الوضع في الجيش أو تحرك اليمين نحو الانقلاب، أو اتجاه السلطة نحو تسريحهم، لا ترقي مجتمعة أو منفردة كذرائع أو أسباب تملي علي الحزب تنفيذ انقلاب.

    *** - ما أثارُه عن موقف الديمقراطيين وهم الأغلبية صحيح، وكان عشرات الشيوعيين وأصدقاء الحزب، في العاصمة والأقاليم يستمعون حيرة لحديث الضجر والتبرم من أصدقائهم ومعارفهم من الضباط وتعبيرهم عن الرغبة في الإطاحة بالسلطة. وانتقاداتهم لموقف الحزب الشيوعي، ومع ذلك وبرغمه فإن الضغط الذي مارسه الضباط الشيوعيون في حديثهم مع عبد الخالق بوجهة نظر الديمقراطيين كان يعبر إما عن ضعف نفوذهم وسط أولئك الديمقراطيين، وهذا احتمال ضعيف بحكم وزنهم واحترام الديمقراطيين لهم أو يعبر عن قناعتهم دون أن يفصحوا عنها صراحة لعبد الخالق. وقد اكتشف عبد الخالق ذلك وقابل عدداً من الضباط الديمقراطيين واستمع لوجهة نظرهم.

    *** - نتوقف طويلا عند تساؤل العسكريين : إن كانوا مجرد أدوات تنفيذ، لأن هذا السؤال مع بقية ملاحظاتهم وتحفظاتهم يثير القضية القديمة والمتجددة، عن علاقة العمل العسكري بالعمل السياسي الجماهيري في حركة الثورة بصفة عامة وعن الفهم السليم لدور الثوريين في الجيش ومتي يتدخلون لحسم الصراع السياسي الاجتماعي، ومن يقر ذلك؟ وعن التصور الثابت لدي العسكريين أنهم عندما يبادرون بانقلاب إنما يهدفون لحسم الصراع نيابة عن الجماهير.

    *** - هذا النوع من تقديرات العسكريين بوظيفتهم ودورهم يثير تساؤلاً مشروعا لدي الحركة السياسية ولدي الثوريين بصفة عامه ، إذ ما هي الضمانات أن لا ينفرد العسكريون في كل مرة داخل التحالف السياسي العسكري ويضعوا مجموع الحركة الثورية بما فيها الأحـزاب التي ينتمون اليها أمام الأمر الواقع؟
                  

05-26-2009, 01:27 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ما أجملك أستاذنا بكرى الصائغ

    كنا نقرأ لك (دون تعليق) ...كل حرف تكتبه

    نقف عنده كثيرا..... فتسآلت بيني وبين نفسي

    لماذا لا نعبر عن ذلك كتابة ليعرف الأستاذ أننا

    كم نعشق بوستاته وعندما تغيب نحزن للغياب

    ولكنا نحن معشر السودانيين لا نقول شكرا بسهولة

    وهذه ثقافة خطأ علي ما أعتقد

    فشكرا لك أستاذنا الفاضل بكرى الصائغ

    وبالمناسبة دى الصائغ دى جايه من أن والدكم (كان تاجر دهب؟)
                  

05-26-2009, 02:33 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    كوبر هاجن.. كتاب أَخطر الخبايا.. في أَكبر سجن سياسي بالسودان:
    ------------------------------------------------------------

    *** - المحكومون بالإعدام ميدانياً يرحلون بالدبابات ..
    *** -وهذا ما حدث للشفيع وعبد الخالق محجوب .. والمفاجأة في د. مصطفى ..!

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=6502&bk=1

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    خليل الياس-

    الحلقة الــ (21):
    --------------------

    *** - مؤلف كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس من الرعيل الاشتراكي المميز الذي عاصر كل الانشقاقات والاختلافات داخل الحزب الشيوعي السوداني، وكان رئىساً لإتحاد الشباب السوداني، أقوى تنظيم شبابي سوداني في الستينيات؛ ثم إختلف مع «مايو» إثر إنقلاب يوليو 71 .. فاعتقل لفترات طويلة بكوبر وتنقل في معظم سجون السودان إلى أن هاجر الى الخارج وعاش في عدة بلدان منها السعودية في الفترة الأخيرة.. وهو في هذا الكتاب ينقل العديد من الحكايات والذكريات السياسية خلال حقبة «مايو» وما قبلها، خاصة الفترة التي أمضاها في سجن كوبر والتي اسماها في الكتاب «كوبر هاجن».. الكتاب طُبع بالقاهرة وقدم له القطب الشيوعي المعروف محجوب عثمان، وقد خص الأُستاذ خليل الياس «الوطن» بنشر هذا الكتاب على حلقات لربط الأجيال وتقديم معلومات حول فترة «مايو» وما قبلها وبعدها.

    *خليل الياس:
    ---------------

    *** - مأمور السجن عثمان عوض الله:
    --------------------------------
    وأذكر بتقدير كبير النقيب عثمان عوض الله، وكان وقتها يسمى مامور السجن فقد تعامل معنا بصورة حضارية ورائعة في المخاطبة والاستماع إلى مطالبنا التي نقدمها لإدارة السجن وتمتع بروح مرحة عالية، جاءنا مرة ومعه جنود من السجن على غير عادة وراحوا يبحثون في كل العنابر في السرايا من حقائب وأكياس وكرتون، سألته ما الخبر؟ وقد تعودنا على مثل هذا التفتيش بحثا عن راديو او قلم أو نوع خاص من الكتب فقال متهكما: تصور أنهم بفتشوا عن مطبعة؟! وكان الحزب الشيوعي قد اصدر بيانا يقيم فيه احداث 19 يوليو أكد فيه سلامة الحزب بالجماهير وكان المنشور رداً مفجعاً على تبجح نميري الذي ادعى أنه دحر الشيوعيين والخونة والمارقين ولن تقوم لهم بعد اليوم قائمة وصرعه البيان عند دخوله المكتب في رئاسة القوات المسلحة ورآه فوق مكتبه فانهارت قواه وراح يحتسي الخمر في وضح النهار!! مما استدعى حضور طبيب لمراقبته وكان البيان طويلاً وانيق الطباعة ونفي أية صلة للحزب بانقلاب 19 يوليو وأكد انها تهمة لا يرفضها وشرف لا يدعيه.

    *** - ولما فشل جهاز الامن في العثور على من تبقى من قيادة الحزب ادعى ان المنشور طبع في كوبر ولما لم يسفر التفتيش عن ماكينة طباعة او رونيو زعموا ان المنشور طبع في الخارج في احد البلدان الاشتراكية وبالتحديد بواسطة المناضل النقابي إبراهيم زكريا فشددوا الرقابة والتفتيش في المطار على كل قادم من اوروبا وخاصة من شرقها وكان دائماً نصيبهم الفشل والخذلان.

    *** - وعن النقيب عثمان عوض الله وزملائه جاء في ذكريات الدكتور محمد سعيد القدال وصفا أميناً ومنصفاً بشأنه كان ضابط السجن وجنوده أوسع أفقا من نميري وزمرته فقد ادركوا بثبات فطرتهم وانتمائهم السوداني ان السلطة ضل ضحى وأنها ما دوامة وهناك قصة أحد ضباط السجن في تلك الأيام التي توالت فيها الاعدامات. فقد كانت الأحكام تصدر من المحاكم الميدانية من معسكر الشجرة ويرسل من يحكم عليهم بالإعدام في دبابة الي السجن ليتم تنفيذ الإعدام فوراً.

    *** - وهذا ما حدث بالنسبة لعبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق ثم جاءت دبابة تحمل دكتور مصطفى خوجلي مما يعني انه محكوم عليه بالإعدام.

    *** - وعندما قرأ النقيب عثمان عوض الله الحكم وجد أنه السجن وليس الإعدام قفز واحتضن مصطفى في انفعال شديد. فقد كان الضابط في اعماقه إنساناً. وكان سوداني الانتماء مدركاً لتشابك العلاقات الاجتماعية التي تعلو فوق صخب الضجيج السياسي والهستريا الاعلامية) إنتهى وحقيقة الامر ان النقيب عثمان عوض الله بذل جهوداً كبيرة في تعاونه مع المعتقلين وتسهيل مهام كثيرة ضاق منها جهاز الامن، ولعل سلوكه ذلك كان السبب في نقله من كوبر إلى سجن الدامر واحيل في النهاية للصالح العام.

    *** - وكان نميري مفتوناً بمزايا السلطة الفردية ونفخه الكبر وأثقله الغرور فجاء البيان معززا لصمودنا وثباتنا بقدر ما أذل كبرياءه وصلفه. وحصلنا على نسخة منه تناولناها بالدراسة والبحث وأكد أن الحزب بخير وانه لم يكن يخطط لذلك الانقلاب ولكنه تعامل مع الواقع حين ادرك ان قيادته تشكلت من الشيوعيين والديمقراطيين تماماً كما حدث في 25 مايو فأيده حتى لا يخلو ظهرهم لقوى اليمين المعادية فتفتك بهم ويعلم نميري هذه الحقائق ولكنه ينكرها كما أنكر ليلة الرابع والعشرين من انقلاب مايو يوم جاء الي عبد الخالق محجوب في منزله ليقول له انه مقتنع بوجهة نظر الحزب في تأجيل الانقلاب ولكن بعضهم قد تحرك بالفعل.

    *** - وواصل نميري القول لا أدري إن كان هذا هو العشاء الأخير معك وقد لا نلتقي ثانية. فرد عليه عبد الخالق: لا أود أن أعيد عليك رأي الحزب في موضوع الإنقلابات ولكنكم وضعتمونا أمام الأمر الواقع وإن شاء الله لن يكون هذا هو العشاء الأخير ولن نترك ظهركم خالياً لتعصف بكم القوى الرجعية حكى هذه الواقعة عثمان (كط) الذي كان متواجداً مع عبد الخالق.

    نميري في حضرة عبد الخالق محجوب مساء 24 مايو 1969م:
    -------------------------------------------------
    وفي هذا السياق ذكر الاستاذ محمد محجوب عثمان أحد قادة تنظيم الضباط الاحرار في إصدارته حول العمل العسكري بعنوان (قضايا نظرية حول الجيش في أدب الحزب).. وقد وقع الاختيار على جعفر نميري الذي كان يعمل وقتها في مدرسة المشاة في (جبيت) وتم إستدعاؤه قبيل أيام قليلة بحجة فحوصات طبية في الخرطوم ليكون على رأس الانقلاب، ومن الجدير بالذكر أنه وطيلة الفترة التي اعقبت ثورة اكتوبر وما اعقبها من إجراءات متشددة في حق الضباط الديمقراطيين والوطنيين لدورهم الذي لعبوه داخل المؤسسة العسكرية لدعم ثورة الشعب، كان العقيد جعفر نميري يميل إلى الابتعاد عن أي نشاط لصالح تنظيم الضباط الاحرار بدعوى ان رقابة وحصاراً قد ضرب على تحركاته من جهاز الاستخبارات العسكرية.

    *** - كان رفض فكرة الانقلاب من جانب الضباط الشيوعيين منسجماً مع موقف قيادة الحزب، حيث اجتمع اثنان منها هما سكرتير الحزب والشفيع احمد الشيخ عضو المكتب السياسي قبل يومين من وقوع الانقلاب بالعقيد جعفر نميري لإقناعه بفكرة التخلي عن الانقلاب، لأنه سيقطع الطريق على وضع الحركة الجماهيرية الذي كان يشهد تنامياً ملحوظاً يجعل بإمكانها إحداث تحولات عميقة في الوضع السياسي، وربما لا يعلم البعض أن نميري ولسبب غير معروف- قد اظهر اقتناعاً بالفكرة وتوجه لخور عمر لإقناع القوات المتواجدة هناك ليمنعها التحرك، غير أن ضابطاً مغامراً ذا إرتباطات غامضة تصدى بالقول بأن التحرك أصبح ضرورة لا محالة بعد ان ذكر أنه قد سبق له أن خاطب جنود سلاح الدبابات والمظليين المعسكرين في خور عمر حول أمر الانقلاب.. وهكذا فإن الامر خرج إلى العلن، وليس هناك أدنى ضمان للسرية أو الكتمان وبعدها سيدفع كل مشارك الثمن أمام المحاكم العسكرية حسب ما تقدم به من كلام مضلل، لان هذا كان هو الطعم الذي ابتلعه انقلابيو خور عمر، بعد ان تكشف له فيما بعد أن ذلك الضابط لم يقم أصلاً بتنوير الجنود حول فكرة الانقلاب0

    *** - وعند وقوع الإنقلاب عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي إجتماعاً لتقييم ذلك الحدث، وأصدرت منشورها الشهير بأن ما حدث هو إنقلاب عسكري قامت به فئة من البرجوازية الصغيرة وليس ثورة قامت بها الجماهير.. وفي ذات الإجتماع قدم عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب إقتراحاً بأن لا يشترك الحزب في حكومة مايو خاصة وقد إختار قادة الإنقلاب أعضاء من الحزب الشيوعي دون إستشارة هيئة الحزب ولكن عندما أجرى التصويت على الإقتراح سقط بأغلبية اللجنة المركزية وأشترك وزراء الحزب في الحكومة ولكن الحزب طلب منهم تسجيل ملاحظتهم بأن إختيار الأعضاء من الحزب دون إستشارته أمر غير سليم بل فيه تجاهل لرأي الحزب.

    منتظر جديد بالورشة:
    ----------------------
    *** - وتتواصل أحداث السراية بالنوادر والطرف، جاء المنتظرون صباحا كعادتهم للنظافة في السجن ولفت نظرنا رجل متقدم في السن يدعي عبد الرحمن، وكجزء من ملء الفراغ كما هي العادة عند حضور قادم جديد جلسنا حوله نسأله عن أسباب التحفظ عليه قال: انه يسكن في حي كوبر في جزء من منزل تشاركه فيه امرأة واختلف معها في بعض الأمور فاساءت اليه وكانت امرأة عجوز فانفعل وأمسك بخشبة ضربها على عنقها فسقطت مغشياً عليها وفاضت روحها ولم يكن قصدي اغتيالها ووضعوني في الورشة مع المنتظرين.. وجاء بعد أيام مع نفس المجموعة وكنا قد استقبلنا زميلاً لنا معتقلاً جديداً من نشطاء النقابات العمالية.

    *** - فجلس بدوره قريباً من العم عبد الرحمن وسأله ايضاً عن اسباب اعتقاله قال انه تشاجر مع امرأة وارادت ان تضربه بعصا فابتعد عنها فاذا بها تسقط على الارض ويرتطم رأسها بحوض الاسمنت قرب الماسورة في الحوش فتموت في الحال.. فإندهشنا من اختلاف الرواية ولكن الخبير (عرديب) كان قد سأله إن كان بالمنزل شخص معهما فأجابه بانهما كانا وحيدين فقال له عرديب : انكر الرواية الأولى لانه من الصعب جداً ان يدينك القضاء بدون شهود أو اعتراف. ويسترسل عرديب بأنهم كسبوا خبرة واسعة بوجودهم في الورشة ولقاء المحامين والاستماع إلى توجيهاتهم.

    إضراب أخر ناجح:
    ------------------
    استمرت قوائم الافراجات تتوالي وتخرج أعداد كل فترة قصيرة في الأسبوع وحين بقينا مجموعة صغيرة شددنا من إصرارنا على إطلاق السراح وأصبح أول بنود للمناقشة لدى مرور إدارة السجن مصحوبا بمطالبتنا بالسراير حتى يتم إخلاء السجن. ثم دخلنا في إضراب عن الطعام. واذكر بالخير دكتور هاشم جدو الذي قرر أن يحول المعتقلون الي المستشفى لان حالتهم الصحية قد تدهورت. ولما كان مستشفى كوبر لا يسع هذا العدد فقد اضطرت الإدارة لتحويلنا الي قسم المعاملة ليصبح قسماً تابعاً للمستشفى بما في ذلك السريروالأكل الخاص والأدوية. واستعاد المعتقلون عافيتهم بل ان بعضهم زاد وزنه كثيراً حتى ان والدة أحدهم في الزيارة قالت له : يا ولدي خجلتني الناس يقولوا شنو! عليك الله خفف الوزن شوية!!

    تصفية المعتقلات 1973م:
    --------------------------
    وزعيم جبهة الميثاق الإسلامي:
    -----------------------------
    بعد انتخاب نميري رئيساً للجمهورية وحتى لا يتعارض بقاء المعتقلين في السجون مع الدستور اصبح لزاماً عليهم ان تفرغ المعتقلات. واخلى المعتقل في شالا واعادوا المعتقلين الي كوبر واصبحنا جميعا في قسم (المديرية) حيث جاءوا باجمل رائعات شاعر الثورة محجوب شريف وقد اسبغوا عليها الحانا خفيفة كنا نؤديها في (كورال) مقتدر.. في تلك الفترة ضموا إلى مجموعتنا واحدا من قادة التنظيم الاسلامي (جبهة الميثاق) وكان وحيداً بيننا إلا أنه لقى منا كل تعاون وترحاب.. فقد ضمنا خندق واحد رغم اختلافاتنا السياسية والعقائدية فاشركناه في كل النشاطات اليومية بدءاً بقهوة الصباح مصحوبة بالعطر الجميل وكذلك الالعاب الداخلية والاستماع الي المجلة الناطقة مساء كل خميس رغم انه لم يشاركنا الوقوف عندما نؤدي النشيد الختامي الذي نحي فيه شهداءنا، فلم نتذمر من جلوسه وحيداً وسط القائمين.. ويوم سقط مغشيا عليه في طريقه للحمام إثر نوبة قلبية وكان السجن قد اغلقت ابوابه نهضنا جميعا نطرق الابواب والشبابيك بالحجارة وأدوات المطبخ مما احدث صوتا ازعج جنود السجن واجبرهم على فتح الباب.. وبسرعة فائقة حملناه عدوا الي مستشفى السجن ولحسن حظه ان كان بين الشيوعيين المساعد الطبي (جقدول) الذي قام باسعافه بالتدليك والتنفس حتى استرد أنفاسه، وعندما فاق من غيبوبيته حمد الله وقال: لولا الجهود التي بذلها الشيوعيون لإسعافي لكنت اليوم في عداد الأموات.. لكن ماذا فعل بعد ذلك؟

    *** - وبعد فترة اطلق سراحه.. لم نتطلع الي زيارة منه او امدادنا ببعض مواد تموينية يدرك اهميتها وساهم في استهلاكها.. ولكن ماذا فعل؟ ذهب الي جهاز الامن ليقول لهم انه كان في السجن مع الشيوعيين لفترة كافية وقف فيها على اساليبهم في العمل وانه جاء ليعرض (خدماته) لمحاربة الشيوعية.. وكنا قد شاركناه الحزن على مرض كريمته وتمكنا من تسريب طلب إلى اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي نرجوهم فيه توفير بعثة علاجية لها، ولكن القدر كان اسرع حيث توفيت رحمها الله.. ترى هل فاقت قدراته تلك التي بذلها (فوستر دلاس) وزير خارجية امريكا الاسبق الذي اعترف بانهم فشلوا في محاربة الشيوعية؟ رحم الله الاستاذ ابراهيم المحلاوي احد زعماء الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي لم نقدم له سوى الواجب الابوي لكهل متقدم في السن لم يبق معنا زمنا طويلا ولكن حين اطلق سراحه عاد في أول زيارة الي السجن يحمل جوالاً من التمر ومواد تموينية اخرى طلب تسليمها للمعتقلين.

    *** - وفي مايو 1973 بعد الظهيرة وكان عددنا قليلا جاءنا قومندان السجن عبد الرحمن الصاوي وفي يده ورقة ليقول لنا مبروك خلاص تم إطلاق سراحكم-حضروا حاجاتكم. لم نصدق الأمر في البداية واعتقدنا أننا منقولون إلى موقع آخر خارج الخرطوم وقد عودتنا إدارة السجن أن لا تفصح عن المكان الذي سيرسل إليه المنقولون ويبقى الأمر دائما سرا حتى على الجنود الذين يصحبون المعتقلين. وإنما يخطرونهم فقط بالاستعداد للسفر وحمل أغراضهم معهم!! كنا واثقين أننا ذاهبون الي سجن اخر وعللنا ذلك بأننا اصبحنا مع مجموعة من القيادات السياسية الملاحقة اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي: عبد المجيد شكاك-حسن قسم السيد-سعودي دراج. رددنا سؤالنا للصاوي الي اين نحن ذاهبون؟ قال الي بيوتكم سخرنا من هذه الجملة وقلنا له سواء لدينا ان نكون في كوبر أو أي اقليم آخر في البلد. أحس الصاوي بعدم ثقتنا فيه واضطر أخيراً لإبراز خطاب جهاز الأمن فاطلعنا عليه وتأكدنا من جملة إطلاق سراحهم. حملنا امتعتنا واتجهنا نحو سيارات الأمن التي كانت تنتظرنا لتنقلنا الي مكاتبهم وهناك اتصلنا بذوينا فجاءوا بسياراتهم فعدنا إلى ديارنا بعد الخمس دقائق التي وعدونا بها عند الاعتقال.

    *** - وكان اكثر المستقبلين فرحا وابتهاجا اصغر أبنائي طارق وظل يلاحقني بالأسئلة لماذا تأخرت كل هذه المدة وأين الغيتار الذي وعدته به وبعض الأسلة البريئة مثل ليه النميري ما جاء معاك؟ قضينا مساءً رائعاً وزاد من روعته تعاطف الأصدقاء والجيران وامتلأ الحوش بالخراف وأصرت الوالدة على البخرات التي جاءت بها من شندي لتمنع اولاد الحرام من القبض علي. وكانت زوجتي حريصة على تسجيل كل ما يرد إليها من مساعدات بدءاً بالنقود وجوالات السكر والفحم وكل المواد التموينية التي كان بعض الجيران والاخوة يمدونهم بها فبادرت بزيارتهم شاكراً لهم وقوفهم في تلك الأيام العصيبة وما قدموه من عون لأسرتي شد من عزمنا فلم توهننا رهبة الموت و لا زلزلت خطانا الاعتقالات.

    **********************************************************
    **********************************************************


    كوبر هاجن.. كتاب أَخطر الخبايا.. في أَكبر سجن سياسي بالسودان:
    -----------------------------------------------

    نميري يأمر بتحويل الشيوعيين إلى الحبس الإنفرادي-

    الحلقة الــ (18):
    -------------------

    *** - وفي صباح الثامن عشر من أغسطس 1971م أفقنا علي جلبة غير عادية في السجن وازداد عدد (المنتظرين) كان حشدهم في ذلك اليوم لافتاً للنظر وراحوا ينظفون حوش السرايا والعنابر باهتمام يثير الدهشة، وكنا في مثل هذا الحال -ولكن بدرجة اقل- نُدرك بأن مدير السجون سيقوم بتفقد السجن إلا أن الأمر ازداد غموضاً بدخول مجموعة من الضباط وصف الضباط وكان بينهم العم شاويش لوج وهو من أبناء جنوب كردفان، ولا يذكر سجن كوبر إلا مقترنا بالشاويش لوج فقد كان رجلا حكيما رقيق القلب يمتلئ وجدانه بالعطف والإشفاق علي المعتقلين وله معهم تجارب كثيرة وكان مقبولا ومحترما لدي كل الأطراف ينفذ الأوامر بمرونة ترضي الإدارة ولا تضر بالنزلاء.

    **** -دنوت منه مستفسراً عن حقيقة ما يجري هذا الصباح في السجن فأخذني بعيدا ليقول لي واحدة من حكمة : يا ولدي لما (البليلة) تكون في النار ما تدخلوا ايدكم فيها .. خلوها لمن تبرد … ولم أتبين ما قصد إليه وواصل حديثة:
    الليلة الزول دا جاييكم خليكم ناس عاقلين وما تسوا عوجة والله يرفع ما خت، باكر كله يروح وتبقي حكاوي …. وقبل أن يسترسل في حكمتة سمع نداء الضابط الذي صحبة مع (المنتظرين) خارج السراية ثم عاد الضابط مرة أخري ليخطرنا بأن الرئيس نميري سيزوركم وطلب منا أن نكون خارج العنابر في حوش السرايا وأدهشنا ذلك الطلب وسألناه لماذا لا تكون الزيارة داخل العنابر كما هي الحال عند مرور إدارة السجن قال : إن جهاز الأمن طلب ذلك خوفاً عليه من أن يتصدى له المعتقلون فيؤذوه أو يودوا بحياته….. واجتمع المكتب القائد وأكد أن زيارة نميري في هذه الظروف وبعد ثلاثة أسابيع فقط من مجزرة الشجرة لن تكون بأي حال زيارة ودية. ووجه المعتقلين وخاصة عناصر الشباب والطلاب بأن يتحلوا بالهدوء وعدم الاستجابة لما يصدر عنه من استفزاز. وتم الاتفاق علي أربعة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وهم: عبد المجيد شكاك حسن قسم السيد، سعودي دراج ،صلاح مازري ليكونوا في مواجهة نميري فهم معرفون لديه بهويتهم السياسية.

    *** - وفتح باب السرايا الكبير ودخلت مجموعة من سلاح المظلات أنزلت جنود السجن من جدران الحراسة وإستولت على أماكنهم حاملة رشاشات صوبتها نحو حوش السرايا حيث وقفنا في انتظار (الزيارة) وجاء بعدهم نميري وفي عنقه جرائم لا تحصى وأستولى عليه قلق شديد والتمع في عينيه الحقد والإنتقام ورشحت على وجهه الكئيب صور المجازر والمشانق التي تلاحقه وتؤرقه مهما حاول أن يخبئها بالصلف والكبرياء المزيف. فقد ظل يشغف للإستماع والتهريج والكذب عن عبد الخالق ورفاقه الذى دبجه له أحمد سليمان ومعاويه إبراهيم سورج. كان بصحبته الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم محاطاً بجنود آخرين من المظلات مدججين بالسلاح وفي جنبه مسدس وبدا نميري وقد تخلي عنه سلطان العقل وصار مفتونا بمزايا سلطة الفرد مثقلاً بالغرور ضاغطا علي المسدس في جنبه. وبلا مقدمات أو تحية وقف منتفخاً ليقول : الشيوعيين يطلعوا بره وكأنه يخاطب جمعاً لا يعرفهم من قبل استفز بذلك الشيوعيين وغيرهم فاندفعوا نحوه… رأعه الموقف وصعقته الجرأة. كان في اعتقاده وهو مدجج بذلك الفريق المسلح أن ينكر المعتقلون هويتهم السياسية أو يطلبوا منه العفو وإطلاق سراحهم … فعاد كسير الخاطر وابتلع صلفه وكبرياءه وجلس في مكتب مدير السجن وأستدعي بعض المعتقلين الذين وقفوا في صدره واراد أن يجري معهم نقاشا لم ينل منهم مأربا بل تلقي دروساً لا أخال أنه نسيها ولكنه بالقطع لم يفد منها شيئا. وأشباعاً لغروره أمر بتحويل المعتقلين الذين وقفوا في وجهه إلى زنازين البحريات في حبس انفرادي لفترة أسبوعيين وهي الزنازين التي أعدت لمن حكم عليهم بالإعدام. ثم اطلق سراحهم منها وأعيدوا إلى السرايا.

    *** - وعاد الشاويش لوج ليقول : الحمد لله أنكم تصرفتم بكثير من العقل.. وأردف قائلا : لو كان هاشم العطا جاء بهم الي سجن كوبر وليس إلى القصر الجمهوري وبعد الانقلاب المضاد وتكوين مجلس الوزراء الجديد واتخاذ قرار باطلاق سراح المعتقلين وأخطار وزير الداخلية بذلك وبدوره يطلب من مدير السجون تنفيذ القرار ويأتي الأمر إلى مدير سجن كوبر ويطلق سراحهم. ويكون قد مضى زمن طويل على نميري وزملائه داخل كوبر وبعدها يطلق سراحه الحاكم الجديد ويومها يطير نميري من الفرح ويبعث ببرقية إلى رئيس مجلس الثورة الجديد شاكراً ومقدراً ويؤدي (البيعة) هو وزملاؤه. وواصل العم شاويش لوج قائلاً : المرة الجاية جيبوهم هنا في كوبر مش في القصر الجمهوري! قلت له : يا عم لوج نحن ما عملنا الإنقلاب ده.. ضحك ساخراً.. وأصر على قوله معليش يا أولادي برضو ما تودوهم القصر الجمهوري.

    الإضراب عن الطعام :
    ------------------
    *** - أكدنا في مطالبنا واحتجاجنا على سوء الطعام وعدم زيارات الأسر. وكررنا ذلك كل أسبوع عند مرور إدارة السجن ولكن دون جدوى. ورغم أننا فقدنا كثيراً من قدراتنا لسوء التغذية قررنا الدخول في إضراب عن الطعام لمدة يومين استثنينا منه كبار السن والمرضى وكان اضراباً ناجحاً ليس فقط فى سجن كوبر بل شمل كل المعتقلات بما فيها الأقاليم، وكان حدثاً اذهل إدارة السجن والأمن وحاروا في الكيفية التي تم بها هذا التنسيق ويعود الفضل في ذلك الي التدابير التي قام بها الحزب الشيوعي باتصالات أجراها عبر فروعه في كل منطقة بها معتقلون وتوحد الجميع علي يوم وساعة الصفر. وكذلك الإضراب الطويل الذي تم بعد الحملة الثانية وأستمر لأكثر من أسبوع.

    *** - وفزع نميري عندما علم بذلك وأغلظ في محاسبة جهاز الأمن وكانوا قد أقنعوه بأن الحزب الشيوعي قد أنتهي من الحياة السياسية مما جعله يصرخ في خطاباته بأنه دمر الحزب الشيوعي وسبقه الي ذلك بيان اللواء الباقر وزير الداخلية آنذاك الذي أكد فيه (بما لا يدع مجالا للشك) أن المدعو محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي قد هرب خارج البلاد.

    *** - كانت نتائجه إيجابية فقد تحسن الغذاء وسمح للمرضي بالذهاب إلى المستشفيات وفتحوا الزيارات للأسر وأصبحت لدينا (كميونة) غنية بالمواد الغذائية والأدوية والفيتامينات وعظم النشاط داخل السرايا وإزدادت الأندية الثقافية والرياضية وحرصنا علي تحرير مجلة ناطقة في نهاية الأسبوع ملأت فراغاً كبيراً وكانت أداة رائعة للترويح بل أن بعض جنود السجن كانوا يحرصون علي حضورها. وعند دخول الفنان وردي مستشفي السجن كان يردد الأغاني بصوت عال حفاظاً على حباله الصوتية كان بعض المارة يقفون خارج السجن لسماعه، بل أن بعض أسر جنود السجن طلبوا مراراً عبر أزواجهم بعض الأغنيات لوردي فقد توقفت الإذاعة عن بث أغنياته وكأنهم يعاقبون بذلك الفنان وردي وليس محبيه من المواطنين.

    *** - ومن الطريف أن أحد (المتربين) وليس المطربين أجروا معه حواراً بالاذاعة وعندما جاء ذكر وردي سماه الفنان سابقاً تماماً كما كانوا يقولون عن المعتقلين الذين فصلوا من الخدمة فلان الوكيل سابقاً أو المحاسب سابقاً.

    إحتفالنا بذكرى أكتوبر 1971م:
    ----------------------------------
    **** - وجاء الحادى والعشرون من أكتوبر يسجل الذكرى السابعه لثورة اكتوبر بعد إعتقال دام ثلاثة أشهر.. كان اول الاعياد التى إحتفلنا بها داخل السجن وقد أبدع الفنانون من المسرحيين والمخرجين والشعراء في إعداد موكب داخل السجن (بالسرايا) وجعلوا من البطاطين والبروش وما توفر من ثياب وملابس باليه نعشاً رمزياً لشهداء مجزرة الشجره التى إرتكبها السفاح جعفر نميرى وهو في حال من الذعر والإفلات والهستريا.

    *** - حملنا ذلك النعش في موكب مهيب وتجولنا به حول السرايا وارتدينا أجمل ما توفر من الثياب وقد اثار فينا الشجون وايقظ كامن حزن خبأناه في صبر مرير، ولأول مره يجهش الرجال بالبكاء وتنزلق الدموع بعد أن نزعنا الالم عن أكبادنا وخبأنا الحزن الدفين في الأعماق فقد حبسناها ونحن نشهد الرفاق يهزون حبال المشانق ويرسلونها على أعناقهم جدلات من فخار ويحولون طلقات الرشاشات الى اوسمة تنير صدورهم.. حين فارقوا الحياة لم نذرف الدموع عليهم حتي لا تنهار قوانا أو تأذن للسفاح نميرى كى يدعي أن الفزع أو الخوف قد ملأ صدور المعتقلين. وأمسكنا بذاكرة الايام وبدا لنا طيف اؤلئك الشهداء: عبد الخالق محجوب ، الشفيع أحمد الشيخ ،جوزيف قرنق، هاشم العطا ورفاقهم في القوات المسلحة الذين صعدوا الى المشانق والدروة مرفوعي الهامات فأزلوا هيبة نميرى وصحبه الساقطين وهم يهتفون بحياة شعبهم وحزبهم ونضال الطبقة العامله.

    *** - في ذلك المهرجان صدح الفنان محمد وردى والفنان محمد الامين بالاناشيد الوطنيه الثوريه وتحول مئات المعتقلين الى(كورال) هز جدران السجن وتجاوزها الى الشارع فتوقف المواطنون عند الجدار يسترقون السمع فقد صدأت آذانهم من سماع اللغو في الراديو وخطب نميرى الآسنه.. وشهد بعض جنود السجن ذلك الموكب فاهتزت جوانحهم ولم يخف الشاويش (لوج) إنفعاله وعلق على ذلك بقوله إن الموكب يذكره بمظاهرات (أبو جنزير) وانشدنا في (كورال) مقتدر انشودة محجوب شريف التى حيا بها ثورة أكتوبر:
    أكتوبر أكتوبر هدير الحق
    فارس ليل وشق ياليل دروبك شق
    يا أكتوبر المحمول على الاعناق وثيقة دم
    نحن بلاك ما بنسلم
    مبادئ يوليو ما بتهزم
    باسم الشارع المطعون حنتقدم
    بأسم العامل المغبون حنتقدم
    نرفع سد ونهدم سد وإشتراكيه لآخر حد.

    حملة التضامن العالمية:
    ---------------------
    *** - بعد مجزرة الشجرة التي راح ضحيتها عشرات من الشهداء والسجناء وآلاف المعتقلين الذين اودعوا السجون والمعتقلات تعاظمت حملات التضامن وتعددت وسائل الضغوط والاحتجاجات العالمية وأوفدت منظمات حقوق الإنسان ممثلين لها للوقوف على سلامة المعتقلين وطالبت بإطلاق سراحهم أو تقديمهم الى محاكمات عادلة وقامت المظاهرات وكثرت النداءات والملصقات تحمل صور الشهداء والمعتقلين. وفي الداخل نشطت الأسر في عدد من المواكب مما عرض أعداداً من أفرادها للاعتقالات والتشريد وأسفرت تلك الحملات عن بدء إطلاق سراح المعتقلين كما أدى النشاط الداخلي الي تحويل بعض المعتقلين الى الأبيض وشالا وزالنجي وبورتسودان. وقلقنا كثيراً على المرضى من زملائنا الذين ينقلون الى معتقلات خارج العاصمة لادراكنا ان العناية الطبية غير كافية وان ابعادهم عن ذويهم لا يوفر لهم الاحتياجات الضرورية خاصة وان الطريقة التي يتم بها تحويلهم الي تلك المعتقلات كانت دائماً مفاجئة فلا يخطر المعتقل بموعد ولا الجهة التي ينقل اليها حتى يتمكن من توفير ما يحتاجه او اخطار اسرته لتحضر له الأدوية والملابس. حتى الجنود المرافقون لا يخطرون الا بتجهيز امتعتهم واستعدادهم للسفر.. فاصبح اصرارنا على بقاء المرضى في كوبر بنداً ثابتاً في اجندة اللقاء مع ادارة السجن..

    **** - ونذكر في هذا الشأن بتقدير كاف الجهود التي بذلها الدكتور صلاح الكردي والدكتور هاشم جدو والمساعد الطبي الصادق.. الذين وفروا كافة الظروف المتاحة بقدر ما تيسر في مستشفى السجن من أدوية وغذاءات الى دخول المستشفيات ومقابلة الاخصائيين أما زميلهم الدكتور الشلالي والمسؤول الاول عن مستشفي سجن كوبر فقد كان سلبياً في ادائه الطبي نحو المعتقلين وإرتمي تحت أقدام جهاز الامن يتلقي منهم التوجيهات بأن لا يوصى بتحويل المرضى خارج السجن وأهمل عمداً العناية بمن هم أكثر حاجة للعلاج ومقابلة الإستشاريين. ولكن عندما وقع إنقلاب هاشم العطا واطلق سراحنا ويوم مغادرتنا مكاتب السجن عرض على الدكتور مصطفي خوجلى أن يوصله الى المنزل ليس ذلك بدافع المروءة والشهامة ولكنه طمع في إشاعة رشحت بأن الدكتور مصطفي قد رشح رئيساً للوزراء وربما جاء وزيراً للصحه ولكن الدكتور مصطفي رفض ذلك العرض. ولا ننسى قومندان السجن العم (ميرغني أبو الروس) اذكر انه اراد ان يخبرنا بحملة التضامن العالمية خلال زيارته مع مدير السجون فوقف يقول : انتو عاوزين تطلعوا والشوارع كلها مليانة بالصور ويقولوا للحكومة اطلقوا سراح المعتقلين خليكم هنا شوية وكانت إشارة شدت من عزمنا وضاعفت قدراتنا على الصمود وابو الروس مشهود له بالتعاطف مع المعتقلين السياسيين ودعم الصلات بينهم وأسرهم وكان يمدهم بوجبات خاصة من منزله، واذكر له نادرة عندما كان في الجنوب وزارهم طلعت فريد عضو المجلس العسكري في نظام عبود وفي يوم اللقاء الجماهيري معه تعطل الميكروفون ولما عجزوا عن اصلاحه طلب الاذن من الوزير وابلغه بأن لديه بين المعتقلين كهربائياً ممتازاً فاحضر الراحل مصطفي ابو حسنين وكان الراحل أحد الشيوعين المعتقلين فى سجن جوبا حيث ابعدوا من الخرطوم قبيل إحتفالات 17 نوفمبر التى سبقوها بنشاط معاد للسلطه العسكريه وأغرقوا العاصمه والأقاليم بمنشورات وملصقات وشعارات على الجدران تندد بالحكم العسكرى وتدعو المواطنين لإسقاطه فصحبه أبو الروس إلى اللقاء وتمكن من إصلاح الجهاز ووضعوا له مقعداً وجلس قريباً من الوزير متابعاً حتى انتهاء الحفل ثم عاد الي السجن مرة اخرى.

    **** - عند اطلاق سراح بعض المعتقلين كنا نردد مقاطع من انشودة التقدميين العـراقيين :
    السجن ليس لنا نحن الاباة
    السجن للمجرمين الطغاة
    ولكننا سنصمد ونصمد
    وإن لنا مستقبلا سيخلد ويخلد
    لنا الغد لنا الغد .. لنا الغد
    يوم تنصب المشانق
    لمن؟
    للمجرمين الطغاة
    **** - وعندما تكرر تحويل المعتقلين الى خارج كوبر أصبحنا نردد هذا النشيد كل مساء ونختمه بالتحايا للأقسام المختلفة هاتفين : معاً معاً حتى النصر. وكان المعتقلون في تلك الاقسام يردون التحية بنفس الهتاف وبهذا نتأكد من أنهم مازالوا موجودين في أحد اقسام كوبر ولم ينقلوا الي مكان آخر خارج الخرطوم.

    ***
                  

05-26-2009, 08:34 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،
    عاطف مكاوى،

    تـحـياتي ومـودتي الصـادقة،
    وشـكري علي قـدومك الـميمون وجـميل كلماتك وثناءك للبوسـت وجـزاءك الله عـني كل خـيـر وسـؤدد.

    *** - ونواصـل الكتابة حـول موضـوع " رجال حـول الرئيس الـنـميـري " وكيف اصـبـحوا بعـد اربعيـن عامآ من الأنقلاب،... ونواصـل مـعآ جـمع مايـمكن جـمعه من الاوراق القديـمة والقصاصـات الصـحـفية عن انقلاب 25 مايو 1969 والـمتناثرة بكـثيـر من الـمواقع الالكتـرونية السودانية والأجـنبية لنوثـقها هنا بـهذا البوسـت تـمهيدآ لاخراجـها لاخـرجـها في كتاب تاريـخي توثيقـيي يـحكي بالكلمة والصـور والمقالات قـصةانقلاب مايو ورجـاله.

    *** - الأرشيف والمكتبات "سودانيز اون لاين" -
    نـمـيـري يقول:
    لاأعـرف احـدآ اسـمة عـبدالخـالق،ولـم اعـدم الشـفــيـع!!
    -------------------------------------------------------

    مدخل أرشيف النصف الثاني للعام2006م:
    نـمـيـري يقول:
    لاأعـرف احـدآ اسـمة عـبدالخـالق،ولـم اعـدم الشـفــيـع!!

    نـمـيـري يقول:لاأعـرف احـدآ اسـمة عـبدالخـالق،ولـم اعـدم الشـفــيـع!!

    02-06-2006, 02:07 م
    بكري الصايغ-


    نـشـرت جـريـدة (الـرآي العـام)،تحـقـيقآ مطـولآ،مـع الـرئيـس الـسـابق،جـعـفـر نـميـري،مـليـئآ بغـرآئـب الـكلام والـمعلومات،ورآيـت،وان انقـل نـص الـكـلام،وتـمـامآ كمـا ورد فـي عـدد اليـوم. ولا تعـلـيق عـنـدي،ســؤال يقـول هـل هـذا الـنـمـيـري،..فـي كـامـل قــواة الـعـقـلـــــيـــة!!!!!!!?.
    ----------------------------------------------------------------------
    *** - جعفر نميري في حوار مع «الرأي العام» يضع الملح على الجراح

    *** - يبرر لترحيل الفلاشا... ويقول : فلسطين ملك لليهود ...!

    *** - صدام «يستاهل» ماحدث له .. وأمريكا أعظم دولة في العالم

    حاوره : ضياء الدين بلال:
    --------------------------




    هذا الحوار سبق نشره قبل ثلاثة اعوام مع الرئيس السابق جعفر محمد نميري في ذكرى انقلاب 25 مايو..ولما تضمن من اجابات صريحة ومعلومات جديدة وآراء مثيرة نعيد نشره هذه المرة بعد مرور يومين على الذ كرى السابعة والثلاثين لوصول نميرى الى السلطة..وكانت بداية الحوار بطرح هذا السؤال:

    هل هي المناسبة ام الشخص ..الذي يجعل هذا الحوار بطعم مختلف ...مايو التي بلغت الستة عشر عاماً تنتقل من اليسار الى اليمين ثم تقف في الوسط لتأخذ من الاتجاهين بقدر رغبتها في البقاء... من الصعب طي صفحاتها لتوضع في الارشيف فهي الفترة التي لاتزال آثارها وبصماتها بائنة على كل شيء في الاقتصاد والسياسة وفي الرجال الذين اختلفوا معها أو حالفوها ..ولاتزال اغلب اسئلتها عذراء لم يطمثها إنس ولاجان!! دخلت مباني حزب قوى التحالف العاملة الذي يترأسه جعفر محمد نميري كانت مراسم الاحتفال قد بدأت، كراسٍ هنا وهناك مجموعات صغيرة في المكاتب وعلى مدخل المبنى الداخلي توجد سكرتيرة وموظف آخر وعدد من الزوار ..دخلت على نميري في مكتبه القليل الاثاث «تربيزة ومكتبة ومقاعد جلوس» قال انه اخذها من مكتب السيد مالك حسين.. الذي حضر جزءاً من الحوار.. كان نميري منكباً على ورق امامه... وبفضول الصحفي تطلعت لما في الورق ..ورقة بها رسمة فتاة ذات ملامح ذكورية كان بقلم احمر يظلل بعض اجزاء الرسمة ..سألته هل رسمتها انت سيدي الرئيس اجاب :لا!!

    وفي الورقة الاخرى كان مكتوب عليها وبخط واضح ذي احرف سميكة »لا إله الا الله« بعد البسملة ..قلت له هل هذا خطاب؟ ..قال لا. اريد ان اكتب اسماء الله الحسنى ..!!

    *** - كان الحوار مفتوحاً يقفز من هنا الى هنالك حسب رياح الاجابات التي تأتي عاصفة احياناً وهادئة في مرات. كانت بداية الحوار من الترويسة التي كانت على الباب. اللافتة المكتوبة على الباب تحمل كلمة واحدة فقط «الرئيس» هل المقصود رئيس الجمهورية باعتبار ما كان.. أم رئيس قوى التحالف؟!!.

    *** - «الرئيس» المقصود هنا.. رئيس التحالف ولكن الرئيس السابق بصفتنا عسكريين فأية رتبة ينالها الشخص «بتكون حقتو تاني ما بزح منها» ولذلك حينما يقال لي «الرئيس» في الشارع احترم من يقول ذلك وأقدره باعتبارها مثل المشير لأنني وصلت في الرتب العسكرية الى رتبة المشير.. وفي الرتب السياسية وصلت الى منصب الرئيس!!.

    *** - في مقدمة دار التحالف مكتوب على الحائط «سنعيده وطناً عزيزاً سيداً».. هل هذا يعني أن بابتعادكم عن الرئاسة.. فقد الوطن عزته وسيادته؟!!.


    - الوطن منهار..!!

    منذ 15 عاماً كنا قد وضعنا خطة لأن يصبح السودان أمريكا افريقيا لأننا نملك الأرض والناس والإمكانات ولنا علاقات دولية واسعة..!!

    إذا لم تأت 6 أبريل هل كان يمكن أن تحكم السودان الى اليوم.. بنفس طريقتك القديمة؟!!.

    - لا..!!

    نميري كان يحكم وكل يوم هو متقدم للأمام. فهو لا يجمد على ما كان!!.

    *** - هل كان يمكن أن تتطور مايو لنظام تعددي ديمقراطي؟!.
    ----------------------------------------------------

    - مايو كانت أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن تزيد الديمقراطية فيها..!!

    *** - تقصد ديمقراطية حزبية؟!!.
    ---------------------------------

    - كان لا يمكن أن تكون حزبية مثل حزب الأمة والحزب الاتحادي «وزي الحزب بتاع الجبهة دا».. كلهم جربوا حكم هذا البلد ولم يأتوا بجديد!!.

    *** - إذاً أنت ضد الحزبية لماذا كونت حزباً
    وسجلته في مكتب التنظيمات وفتحت له داراً؟!!.
    ---------------------------------------------

    - نحن سجلنا للديمقراطية وحتى نكون ديمقراطيين مع الآخرين..!!

    *** - اختيار هذا المبنى لحزبكم هل له أية دلالة بالنسبة لك؟!!.
    ---------------------------------------------------------

    - اخترناه لأن الحكومة رفضت منحنا أي مكان - وللأسف الشديد «الداعي ولا الواعي ولا الوالي غشانا وما أدانا مكان»..!!

    *** - لماذا تعطيكم الحكومة مكاناً وأنت حزب مستقل؟!!.
    ---------------------------------------------------

    - المكان الذي فيه وزارة الخارجية هو ملك لنا والآن الخارجية أهم من الحزب قلنا لهم خذوه..!!

    *** - هل ملكك شخصياً أم ملك الحزب؟!!
    ----------------------------------------

    - ملكنا كحزب وكتنظيم سياسي..!!.

    *** - متى كان ذلك؟!.
    -------------------

    - اشتريناه من الانجليز.. وأعطينا الانجليز مكاناً آخر..!!

    *** - متى كان ذلك في فترة حكمكم؟!!.
    -----------------------------------

    - في أيام مايو..!!

    *** - أنتم كنتم دولة في ذلك الوقت ولستم حزباً؟!.
    -------------------------------------------------

    - كنا تنظيماً سياسياً.. ولم نكن حزباً.. والى الآن نحن لسنا حزباً نحن تنظيم سياسي..!!.

    *** - هل دخلت في هذا المبنى أثناء فترة حكمك؟!.
    ----------------------------------------------

    - المبنى دا أداني ليهو صديقي.. هذه التربيزة وهذا الدولاب.. أخذتهم من مكتب الراجل القاعد قدامك دا..!!

    = «وأشار الى مالك حسين» =

    *** - هل لكم أموال ادخرتموها في مايو تديرون بها حزبكم الآن؟!!.
    ----------------------------------------------------------

    - حينما حضرنا لم نكن نملك أموالاً ولكن لنا أصحاب.. حتى احتفال هذا العام تكفل به أحد أصحابنا..!!

    *** - طيب.. من بقي معك من رفقاء الأمس؟!!.
    -------------------------------------------

    - أغلبية السودانيين.. الأغلبية الساحقة والتي انتخبتني لكي أصبح رئيساً..!!

    *** نحن نقصد من القيادات؟!!.
    -----------------------------

    - كلهم معي.. كل الذين بدأوا معي في أول الثورة ..!!.

    *** - لكن المعروف عنك أنك تخلصت
    من كل حلفائك أفراداً أو تنظيمات؟!!.
    ---------------------------------------

    - تخلصت من السيئين..!!

    *** - تخلصت من كل أعضاء مجلس الثورة؟!!.
    -------------------------------------

    - لا .. أبداً..!!
    «قول لي واحداً تم الاستغناء عنه.. منو مثلاً؟!!».

    *** - قتلت.. منذ البداية بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمدناالله و...!!.

    = مقاطعة =

    - «هل تسمي ما حدث استغناء؟!!»

    *** -استغناء بالقتل؟!!
    ----------------------------

    - ماذا تقصد بالقتل «نحن قتلناهم ولا حاكمناهم.. خلوا عندكم ضمير يا صحافيين.. لقد قدمناهم الى محاكمة والمحكمة حكمت عليهم بالقتل»..!!

    *** - هل اذا عاد بك التاريخ ستقر تلك الإعدامات؟!.
    ---------------------------------------------------

    - «افتكر أي زول يقوم بعمل ضد قانون البلد يقدم الى محاكمة وهي التي تقضي في أمره بالاعدام أو غيره».

    *** - أنت قمت بانقلاب ضد دستور وقانون البلد..
    قمت به ضد حكم ديمقراطي منتخب؟!.
    --------------------------------------------

    - كنت منتظراً اذا قبضوا علي يقدمونني لمحاكمة.. فقد حوكمت عدة مرات..!!

    !***- هل تعتذر عن أفعال أو أخطاء
    ارتكبتها في السنوات الست عشرة التي حكمت فيها؟.
    ------------------------------------------------

    - مايو لم تخطيء أبداً.. فقد أخطأ الناس.. الذين تسابقوا لمقاعد الحكم وعلى رأسهم الترابي!!

    *** - لماذا الترابي تحديداً؟.
    -----------------------------

    - لأنه كان قائد الأخوان المسلمين ويعمل بالسر.. والترابي كنت رئيسه ثلاث مرات.. رأسته في المدرسة الوسطى وفي الثانوي وحينما أصبحت رئيساً..!!.

    *** - هل هذا يعني أن الترابي كان يحمل نوايا سيئة تجاهك؟!!.
    ------------------------------------------------------

    - ظهر ذلك.. هو كشخص أقدره جداً عشت معه بالسنين منذ الداخلية في حنتوب.. نعم هو نبيه وذو أخلاق «سلوكه زي العجب» لكن حينما دخل معي في الحكومة بدأت سيئاته تظهر..!!

    *** - قيل إنك كنت تنوي ضرب الاسلاميين
    مثلما فعلت مع الشيوعيين.. بعد عودتك من
    الزيارة الأخيرة التي قمت بها لأمريكا قبل الانتفاضة؟!!.
    --------------------------------------------------

    - «شوف كلمة الاسلاميين دي ما داخلة لي في راسي.. إسلاميين يعني شنو»..!!!

    *** - نقصد الأخوان المسلمين؟!!.
    -------------------------------

    - قلي لي حزب الاخوان المسلمين.. لي فيه كثير من الأصدقاء الذين درسوا معي في المدارس..!!

    * من الذي أسقط مايو؟!!.
    --------------------------

    - لا.. أعرف..!!

    *** - قيل إن الامريكان لعبوا
    دوراً في إقصائك لأنك أصبحت تتبنى الأطروحات الاسلامية؟!!.
    ------------------------------------------------------

    - هذا غير صحيح.. الى اليوم أطالب بأن تكون للسودان علاقة جيدة بأمريكا.. وأن تصبح صديقة أولى بالنسبة له..!!.

    *** - هل ما زلت تحتفظ بعلاقتك بالأمريكان؟!!.
    ----------------------------------------------

    - جداً.. ولا أرى أي شيء ضدهم.. وافتكر أنهم من أحسن الدول في العالم..!!

    *** - ما رأيك في مصير صدام؟!.
    -------------------------------

    - يستحق هذا المصير..!!

    *** - هل كانت لك علاقة شخصية به؟!.
    ------------------------------------------

    = أبدا..!!
    كنت أعرفه في المؤتمرات.. وهو من الذين كانوا يتآمرون على السودان.. لأن الطائرة التي أسقطت في جدة والتي كانت تريد مناصرة مجموعة هاشم العطا أرسلت من قبله..!!.

    *** - في يوليو 1971م صدام لم يكن حاكماً على العراق؟!!.
    -----------------------------------------------------

    - كان نائباً للرئيس.. وكان هو المسؤول..!!

    *** - لقد ساندته في حربه ضد إيران؟!.
    --------------------------------------

    - لقد ساندت العراق وليس صداماً..!!

    *** - هل فكرت في أية لحظة من اللحظات بعد 6
    أبريل أن تعود للحكم عبر طريقة ثورية قريبة لحركة 25 مايو؟!!.
    ------------------------------------------------------------

    - «6 أبريل دي شنو؟!!».

    *** - أقصد الانتفاضة؟!!.
    ----------------------------

    - «ياتو انتفاضة؟!!».

    *** - طيب.. الحركة التي أقصتك عن الحكم؟!!.
    -----------------------------------------

    - لم أحاول ذلك لأنني كنت أعلم أنهم سيصلون لما وصلوا اليه الآن..!!.

    *** - أنت تحتفل الآن بـ «25 مايو»..
    حينما يأتي يوم 6 أبريل كيف تتعامل معه؟!!.
    ----------------------------------------------

    = صمت فترة =
    - ثم قال: «أرجو أن تعفيني من هذا السؤال»؟.

    *** - كيف وضعك المادي.. على ماذا تحتكم؟!!.
    -----------------------------------------

    - لي معاشي الشهري..!!

    *** - هل تكتفي بالمعاش فقط!!!.
    ---------------------------------

    - «معاش رئيس الجمهورية معاش كويس ما بطال بأكلني أنا وزوجتي»..!!

    *** - أليس من المبالغة ألا ترى في ستة عشر عاماً خطأ وقعت فيه؟!!.
    -----------------------------------------------------------------

    - لم أعمل شيئاً فردياً.. لقد كنت أحكم حكماً جماعياً كنت أحكم في جماعة..!!

    *** - ماذا تقصد «بجماعة»!!.
    ------------------------------

    - حكومة مايو..!!

    *** - أنت كنت الحاكم الوحيد تغير ولا تتغير؟!.
    -------------------------------------------

    - هذا كلام كاذب.. كنت أتخذ قراراتي بشكل جماعي ومؤسس!!.

    *** - لقد غيرت كل الحكومات منذ أول شهر للحكومة؟!!.
    -----------------------------------------------------

    - كلهم أخطأوا..!!

    *** - أنت ألم تخطيء؟!!.
    -----------------------------

    = بشيء من الغضب =
    - أخطأت في ماذا؟!!.

    *** - لقد أعدمت عدداً كبيراً من السياسيين السودانيين؟!!.
    -------------------------------------------------------

    - هؤلاء ارتكبوا أخطاء وقدموا للمحاكمة «تقول لي إعدامك كأنو أنا قاتل.. هل أنا قاتل شلت سكين قتلت الناس».. أنا وقفت ضد ضرب عبدالخالق وقرنق بالرصاص لأن هذا شرف للعسكري..!!

    *** - لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟!.
    -------------------------------------------------

    - «أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم»!!..

    ***- أنت كنت تراجع المحاكمات.. وتوصي بالإعدام؟!.
    -------------------------------------------------

    - كنت أراجعها عبر مستشارين قانونيين.. هم الذين ينصحونني بالاحكام المناسبة!!.

    *** - هل إعدامهم كان بنصيحة من المستشارين؟!!.
    -----------------------------------------------

    - طبعاً.. المحكمة والمستشارون.. وهناك أنواع من المحاكم لا تحتاج لمستشارين.. وحتى رئيس الدولة لا يستطيع إيقافها..!!.

    *** - هل المواجهة التي تعرضت لها
    من قبل فاطمة أحمد إبراهيم زوجة
    الشفيع و نعمات مالك زوجة عبدالخالق..
    هل تركت في نفسك أي أثر؟!.
    --------------------------------------

    - «أنا لا شفت فاطمة و لا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها ولا نعمات مالك.. شفتهما في الصور»..!!

    *** - هل لك حراسة خاصة؟!!.
    ---------------------------
    - لي حراسة من الدولة «مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها»..!!

    *** - ألا تخشى أعداءك؟!!.
    ---------------------------

    - أنا ليس لي أعداء.. بالأمس القريب كنت أذكر في المولد في أوساط أعداد كبيرة جداً..!!.

    *** - قيل إنك حينما كنت تحاكم ضباط 19
    يوليو كنت مخموراً هل هذا صحيح؟!.
    -------------------------------------

    - لقد كنت مقبوضاً في القصر كذا يوم.. خرجت من القصر الى الشجرة لتنظيم القوات «طيب منو الخواجة الجاب لي الشراب.. ولا أرسلتو لي انتو.. هل تشرب؟!!».

    - قلت: لا!!
    - قال لم يكن هنالك وقت للشراب.. هذه فرية وكذبة كبرى لا أساس لها من الصحة..!!.

    *** - بمناسبة العصا التي أمامك.. قيل
    إنك كنت تضرب بها وزراءك.. هل هذا صحيح؟!.
    ----------------------------------------

    = ساخراً =
    - قال: أضربهم بالعصا أم باليد؟!!.. كنت أحاسبهم على أخطائهم دون أن احتاج لاستخدام العصا أو اليد.. هذه شائعات ليس أكثر..!!

    *** - في فترة استعنت بمنصور خالد.. كيف تقيم أداءه معك؟!.
    -------------------------------------------------------------

    - كان كويس جداً «لكن عندو أمور بعملها وأنا وقفتو فيها وغيرتو من وزارة الى أخرى بسببها»..!

    *** - أمور مثل ماذا؟!.
    ---------------------------

    = صمت =
    - ثم قال: اذا ذهب في مأمورية الى لندن من هنالك ودون علمنا يذهب الى الهند لأسباب خاصة به..!!

    *** -قيل إن هنالك تآمراً كان داخل
    القصر على منصور قاده دكتور بهاء الدين محمد إدريس!!.
    ---------------------------------------------------

    - لم يكن هنالك من يطمع في القيام بالأعمال التي كان يقوم بها منصور.. فمنصور كان وزير خارجية.. هل كان يمكن أن يشغل بهاء الدين هذا المنصب؟!.

    *** - هنالك حديث كثير عن بهاء الدين..
    ويقال إنه كان يمثل مركز قوة داخل القصر؟!.
    -----------------------------------------

    = بهاء الدين لا مركز قوة ولا حاجة.. هو مثله مثل أي محاسب..!!

    *** - هل كنت على علم بنشاطه؟!.
    ----------------------------------

    - لا...!!

    *** - لكنه كان يعمل داخل القصر
    في مكان حساس.. واذا عمل أي شيء
    هل كان يفترض ذلك أن أعين له من يراقبه؟!!.
    *** - هل كنت تراقب وزراءك؟.
    ------------------------------------

    - كنت أتركهم يراقبون أنفسهم بأنفسهم!!.

    *** - هل هذا يعني أن الملفات الخاصة ببهاء
    الدين وأدين بها كانت غائبة عنك تماماً؟!.
    -------------------------------------------

    - لا علم لي بهذه الملفات.. وهي تلفيقات ليس أكثر.. لهذا أطلق سراحه..!!

    *** - حكومة الانقاذ هي التي أطلقت سراحه؟!..
    -----------------------------------------------

    - لم يثبت على بهاء الدين ما يدينه.. كما قلت لك تلك تلفيقات ليس أكثر..!!.

    ***- هل أنت راضٍ عن بهاء الدين؟!.
    -----------------------------------
    = بحماس =
    - قال: خالص..!!

    *** - هل كنت على علم بترتيبات نقل الفلاشا الى فلسطين؟!!
    -------------------------------------------------------

    - المسؤول الأمريكي طلب مني السماح بنقل الفلاشا الى إسرائيل.. رفضت ذلك لأننا ملتزمون بالمقاطعة...
    وقلت له «شيل الفلاشا ديل ووديهم اي محل وبعد 24 ساعة يمكن ان ترحلهم الى هنالك».

    *** - هذا يعني انك كنت علي علم بأنهم ذاهبون الى اسرائيل؟
    ---------------------------------------------------------

    = قال: هم اصلهم اسرائيليون !!

    *** - لكنهم سيستقرون في الاراضي الفلسطينية المحتلة ؟!!
    ------------------------------------------------------

    = «ما يمشوا يا اخي هم راجعين بلدهم».

    *** - هل فلسطين ملك لليهود والاسرائيليين؟
    --------------------------------------------

    = «انت مابتقول كدا .. اذن انت بليد ..دي حقتم»..!

    *** - هذا الموقف يتعارض مع مواقفك
    السابقة المناصرة للقضية الفلسطينية
    وعلاقتك بعبدالناصر والقومية العربية؟
    --------------------------------------------

    = انا كنت واقف مع الفلسطينيين واخرجت ياسر عرفات من الاردن... الرسل اغلبهم من بني اسرائيل مافي رسول عربي واحد عاش هنالك.. الرسل الذين عاشوا في فلسطين كلهم يهود حتى عيسى..!

    *** - في مكان الاستقبال هنالك
    اجندة فيها العملة التي كانت
    تحمل صورتك.. هل قرار وضع
    الصورة صدر منك ام من آخرين ؟!
    -----------------------------------

    = هنالك لجان فنية بوزارة المالية هي التي ترتب مثل هذه الاجراءات!

    *** - قيل إنك لم تدخل قلوب الجماهير فاردت ان تدخل جيوبهم ؟
    ------------------------------------------------------------

    = الاستقبالات التي قابلتني في العودة تقول انني دخلت اغلبية قلوب الشعب السوداني ...!

    *** - اريدك ان تتحدث عن بعض الشخصيات في سطور:
    أولاً: المقدم بابكر النور-
    ---------------------------------------------

    = شيوعي ...!!

    *** - عبدالخالق ؟!
    ---------------------------

    = شيوعي ..رئيس الشيوعيين ولم يتعامل معي ولا اعرفه جيداً.

    ** -* نقد ؟!
    ---------------------

    = صديق وهو شيوعي.

    *** - هل كان يمكن ان تعدمه اذا القي القبض عليه ؟
    -----------------------------------------------------

    = هذا على حسب احكام قضاة المحاكم التي عقدت وقتها ...!

    *** - الصادق المهدي؟
    -----------------------

    = متهور ولايعرف في السياسة شيئاً..!

    *** - الشفيع ؟!
    ----------------------

    = «مابعرفو !!»

    *** - اخيراً هل يمكن ان تعود مايو مرة اخرى؟
    -------------------------------------------------

    = تعود بصدقها وقدرتها على قيادة هذا البلد بنفس سلوكها الحميد الذي لاتظلم فيه احداً وتعامل الجميع كسودانيين..!.
                  

05-27-2009, 02:18 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النور والرائد فاروق.
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    <a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=print&board=13&msg=1164937459&rn=" target=_self>شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة ...ر النو والرائد فاروق

    الـمصـدر: » شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة ...ر النو والرائد فاروق

    مداخلة: #1
    العنوان: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النور والرائد فاروق
    الكاتب: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية-
    التاريخ: 04-08-2006, 01:39 ص.

    ***********************************
    ***********************************

    بسم الله الرحمن الرحيم

    شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى 19/22 يوليو 1971م
    محاكمة واعدام الشهيدين المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله:.
    ---------------------------------------------------------------

    عقيد حقوقي (م)
    عبد المنعم حسين عبد الله.
    حلفاية الملوك.

    *** - لقد مضت ثلاثة عقود ونيف من الزمان على أحداث 19/22 يوليو 1976م كنت خلالها ارزح تحت وطأة الحاجز النفسي وكان ذلك هو دأب الذين صنعوا تلك الأحداث كما هو أيضا بالنسبة للذين كانوا طرفاً أصيلا وفاعلاً في مجرياتها وقد اقتصر التداول على المشافهة ومن ثم الانصراف دونما تسجيل أو توثيق بيد إننا كنا نجد عذرنا في الملاحقات والاعتقالات والتي استمرت حتى نهاية العام 1977م ثم جاء الخروج إلى المهجر الطوعي لتبدأ مكابدة من نوع أخر مرارة الاغتراب وصعوبة المقارنة بين الرمضاء والنار وانتهي العهد المايوي لتطل علينا الديمقراطية الثالثة المقهورة ولم يتمكن المرء من استعادة أنفاسه ويستوعب التغير الذي حدث وإذا بها تمضي كالطيف العابر.

    *** - وفي السنوات الأخيرة علمت بان بعض الصحف المتخصصة في الإثارة قامت باستكتاب بعض الأشخاص من غير المعنيين وكانت لهم أجندتهم الخاصة ويبدو أن البعض افترض موت صناع تلك الأحداث والفئة الفاعلة الأخرى.

    *** - اختم هذه المقدمة والتي قصدت ان تكون قصيرة قبل الدخول في شهادة التاريخ والتي نحن بصددها واذكر بان هناك عقبة كبرى وصعوبة لا يمكن انكارها تتمثل في كيف يتسنى لنا الحصول على اصدارات رصينة وتتمتع بمهنية عالية لنشر التسجيل والتوثيق الامين والمتجرد.

    *** - هذه شهادة من شهادات التاريخ والتي لم تستكمل بعد هذه الشهادة في جملتها تتناول بعض التفاصيل التي صاحبت محاكمة وإعدام الأخوين الشهيدين بابكر النور وفاروق حمد الله وجاء السعي من اجل نشرها في هذا الوقت عندما عملت بان عدد يوم الجمعة من هذه الصحيفة المقرؤة " السوداني" وردت به بعض الافادات التي ادلى الملازم ( وقتها) صديق عبد العزيز محمد عن وقائع اعدام الاخوين ( طيب الله ثراهم). وقد ورد اسمي في ذلك السرد وهنا اعتقد صادقاً بان الاخ صديق يجد العذر الكافي لي لاني مهما شحذت ذاكرتي واستعدت ذلك الشريط لن اتمكن من تذكر صورته او اسمه بعد كل تلك العقود من الزمان الحافلة بوقائع واحداث لا حصر لها وقد سالت عنه من افادني بانه ينتمي الى الدفعة (23) وانه من الضباط الوطنيين النابهين – له مني صادق التحايا واخلصها – وسوف اعقب على افاداته في سياق هذه الشهادة.

    *** - تبدا هذه الشهادة بصبيحة يوم 23 يوليو 1971م عندما وصلت الى مكاتب القضاء العسكري علمت ما يفيد بتعليمات صادرة من رئيس القضاء العسكري العقيد احمد محمد الحسن بذهاب الضباط من منسوبي القسم الى معسكر الشجرة كنت في ذلك الوقت ومنذ قرابة العامين منتدباً بوزارة العدل للعمل في التحقيقات المتعلقة بالفساد عند وصولي الى معسكر الشجرة لم اجد سوى العقيد احمد محمد الحسن بمفرده وهكذا اتضح لي بان ضباط القسم اخذتهم الرهبة وفروا بجلودهم وقد خطر ببالي وللحظة واحدة خاطر يقول بانه كان الاحرى بي انا ومن باب اولى وانا منتدب خارج القسم ان اتوارى كما توارى غيري وسرعان ما طردت ذلك الخاطر وعدت الى استشعار مسؤوليتي وكانت البداية كفراً وشراً مستطيراً نطق به الرئيس الاسبق جعفر نميري امامي – لن استخدم هنا نعتاً من النعوت التي يستخدمها الناس في حقه – فقد شاهدت احد الضباط مخفوراً وبصحبته ثلاثة ضباط يمثلون مجلساً عسكرياً هم في طريقهم الى احد المكاتب لمحاكمته فقلت وبصوت واضح اين الشهود في هذه المحاكمة فرد علي النميري ساخراً ( أنت لا تعرف مثل هذه المحاكمات والشهود هم المحكمة نفسها تشهد على ما فعل هؤلاء).

    *** - هكذا تحسرت على ما اطلعت عليه من موروث القضاء العسكري محكمات شنان ومحي الدين ومجموعة علي حامد الخ. عليهم رحمة الله الواسعة. واصبحث على يقين ان الرئيس الاسبق قد تغمصته الرغبة فى الانتقام وأخذ منه الحقد الدفين مأخذاً عظيماً .. فى هذا الوقت كانت سلطة الصف الضباط هي صاحب اليد العليا ومارس الصف ضباط كل ما لديهم من ابتزاز وانتهازية وانتهاكات لمقتضيات الضبط والربط وأصول العسكرية باعتبار كونهم أصحاب الحق وهم الذين أعادوا السلطة المايوية ويتطلعون الى ما يعتبرونه حقاً مستحقاً لهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الأغلبية من الضباط الذين جرى استدعاهم للسير بالمحاكمات غير مهتمين بالذي يحدث وينظرون اليه فى سلبية وتقاعس وكان بينهم ضباط عظام وجنرالات وأذكر تماماً عندما أقترب منهم وأقول بأن الجيش لن يصلح حاله بعد الآن لا أحصل على أي تعليق بالموافقة ولا بالمخالفة وكنت لا أجد سبيل للمقارنة بين سلوك هؤلاء وبين سلوك شخص مدني وجد نفسه فى خضم الأحداث بصفته المهنية ذلكم هو الأخ الصديق ادريس حسن الكاتب الصحفي والذي لم يشغل نفسه فى القيام بواجباته من تغطية ومتابعة الأحداث فحسب بل كان وطنياً استخدم حسه الوطني فى الانفعال والتفاعل مع الأحداث. وتقتضي الأمانة ان نقول بأن هذا لم يكن دأب جميع الضباط فهناك ثلة من الضباط اثرت الالتزام وتوخي مقتضيات العدالة هؤلاء ثم حصرهم فى قائمة شرف نخصص لها فقرة فى شهادة أخرى من شهادات التاريخ التالية انشاء الله.

    *** -ننتقل الآن الى اجراءات ومجريات محاكمة الشهيدين
    المقدم بابكر والرائد فاروق.
    ------------------------------

    أولاً : محاكمة المقدم بابكر طيب الله ثراه :-
    -------------------------------------------
    جرت المحاكمة على مرحلتين :-
    *** - المرحلة الأولى :
    ------------------------
    تم تكليف العميد تاج السر المقبول برئاسة المجلس. التقيت العميد تاج السر وذكرت له لا يمكن بحال اصدار حكم الاعدام فى حق بابكر وفاروق فهما لم يشتركا فى تفكير ولا تخطيط ولا تنفيذ كما لا أنسى باني قلت له ان السابقة الوحيدة فى حكم الاعدام بالنسبة للبكباشي علي حامد وأخوانه خلفت المزيد من الأسى والندم والخسران واتفقنا على التدرج بالحكم وفعلاً ذهب العميد تاج السر وأحضر حكم مجلسه بـ 15 سنة وكما كان متوقعاً ثار الرئيس الأسبق وأخذ يقول هذا رئيس مجلس الانقلاب .. الخ رجع العميد تاج السر على عجل وتدرج بحكمه كما كان مرسوماً له ويصل به الى نهايته القصوى عشرون عاماً وذكرت له بأن الرئيس الأسبق – اذا طبق القانون – سوف يستدعي مجلساً جديداً وهذا ما حدث فعلاً وانصرف العميد تاج السر وقد زادت قامته طولاً وارتفعت مكانته رفعة وشموخاً.

    المرحلة الثانية من محاكمة الشهيد بابكر :-
    ----------------------------------------------

    *** - كما توقعنا كان لا مناص من احضار شخص يناط به القيام بالمهمه وهكذا جرى استدعاء الشخص المعني بعد تعرضه لكل صنوف الضغوط والابتزاز وأنا هنا أمسك عن ذكر اسمه فقد تواثقنا منذ زمن بعيد على مراعاة مشاعر الأسر والأبناء الذين صاروا رجالاً الآن. فى ايجاز أقول بمجرد حضوره أخذته جانباً بعيداً عن الآخرين وسردت له ما قام به العميد تاج السر وأذكر تماماً – والله على ما أقول شهيد – بأني ذكرت له التزامه نحو بابكر كما ذكرت له مستخدماً اللغة الانجليزية ( This trend of blood shed must be stopped ) ولكنه وقف محتاراً ولم ينطق بكلمة واحدة وذهب ليستكمل اجراءات مجلسه ويسلم حكم الاعدام للرئيس الأسبق.

    محاكمة الرائد فاروق – طيب الله ثراه - :-
    ----------------------------------------
    *** - بداية يجدر بي ان أشير – فى وقفه قصيرة – الى ما ظهر واضحاً ولا يكتنفه أي شك بأن الرئيس الأسبق كان يهدف الى اشراك الرجال الذين يلتفون حوله وتوريط البعض الآخر من الذين يشك فى ولاءتهم فى المحاكمات حسبما خطط لها وبالنسبة للشهيد فاروق وقع اختياره على العميد أحمد عبد الحليم – هنا نشذ عن القاعدة ونذكر اسمه استثناء – بحسب كونه ليس وطنياً صرفاً وبعد انتهاء خدمته ذهب الى من حيث قدم. العميد أحمد عبد الحليم كان صديقاً لفاروق وهو الذي أبعد من الجيش معه فى اواسط الستينات فى حادثة حجز وزير الدفاع والقائد العام فى مدينة جوبا وأعيد الخدمة فى صبيحة يوم 25 مايو.

    *** - لم تشفع للأخ فاروق عليه رحمة الله أقواله التي اطلعت عليها فى سرعة خاطفة من كونه علم بالانقلاب بعد وقوعه من آخرين كانوا يقيمون فى لندن ومن رأيه الذي احتفظ به ليقوله فى الخرطوم بعد تحديد موقف السلطة الجديده من مايو الأولى .. الخ.

    *** - قام العميد أحمد عبد الحليم بانجاز ما كلف به على عجل وامعاناً فى الاستفزاز كان يرتدي بيجامه الجيش المصري التي تحمل رتبة العميد وشاهدته بعدها وهو فى سبات ونوم عميق ومن جانبي أقول بأنه حدثت مواجهات بيني وبين العميد أحمد عبد الحليم وأذكر بأني نقلت فى احدى المرات ما جرى بيني وبينه للأخوة الضباط الحضور والذين لم أجد منهم ثمة تعليق أو اذن صاغية.

    تنفيذ الأحكام الصادرة فى حق الشهيدين بابكر وفاروق :-
    ------------------------------------------------------
    *** - فى أعقاب توقيع الرئيس الأسبق على الحكمين حضر الى المكتب العقيد أحمد محمد الحسن وهو يحمل الأوراق التي تحمل توقيع النميري واذكر بأنه كان فى حالة من الهلع والجزع – وهذه هي الحالة التي ظل عليها طيلة تلك الفترة – وقال لي بالحرف الواحد بأنه لا يستطيع مواجهة بابكر وفاروق وأنه عاجز عن هذا وأحسبه صادق فى هذا لأنه لا يريد ان يعيد ما حدث له أثناء محاكمة عبد الخالق – طيب الله ثراه – حيث اعترض عبد الخالق على اشتراكه فى المجلس وترأسه له باعتباره قومياً عربياً وبالتالي فهو عدواً سياسياً له.

    *** - وحسبما يقول القانون كان عليه ان يبحث الاعتراض داخل المجلس ومن ثم تكون الموافقة اوالرفض ولكنه بدلاً عن ذلك ذهب للرئيس الأسبق والذي اعاده الى المحاكمة مرة أخرى فى ايجاز أقول بأنه طلب مني الذهاب واعلان الحكم بدلاً عنه – وهذه هي المرة الأولى والوحيده التي يطلب مني القيام بهذا الواجب – لم أتهيب الأمر ليس فقط لأنه أمر صادر من سلطة عليا يجب تنفيذه ولكن اعلان الحكم لا يعني شيئاً بعد صدور الادانة والعقوبة والموافقة عليهما فهو يكون من باب تحصيل الحاصل وفى ظل مثل تلك المحاكمات التي تفتقر لمقتضيات العدالة يمكن القيام بالتنفيذ دون اخطار المتهم وأعتقد بأن هذا الذي حدث عند تنفيذ الاعدامات داخل معسكر الشجرة وربما أيضاً وجدت فى قرارة نفسي رغبة فى الالتقاء بالشهيدين لأني لم أحظى برؤيتهما بعد احضارهما. لم استمع من العقيد أحمد محمد الحسن أي حديث آخر عن ضباط آخرين أو فريق للتنفيذ لذا المرجعية بالنسبة لي هي طلب مدير القضاء العسكري بقراءة الأحكام وأخطاره بعد التنفيذ وما يدل على ذلك اني استخدمت عربتي الخاصة فى الذهاب للموقع.

    *** - أما عن الضابط محمد ابراهيم لم أشاهده قط إلا فى لحظة خاطفة عندما سمعت الشهيد فاروق ينادي عليه وهو يتوارى خلف العربات وأذكر تماماً ما نطق به الشهيد ( تعال يا محمد ابراهيم وشوف كيف يموت فاروق حمد الله وأخبر أصحابك ).

    *** - أما ما ذكره الأخ صديق من أنه طلب مني الاستماع الى وصيتي الشهيدين فهو لابد ان يكون صادقاً فى هذا ولكنه لم يكون ضرورياً لأني أخذت الوصيتين فى وقت مبكر وذلك بعد تلاوة الحكمين وذلك على النحو التالي بعد ان القيت التحية على الشهيد بابكر تحدث معي حديثاً مقتضباً عن عدم الجزع والثبات وقام بخلع بدلته – البدله الكحلية والتي لن أنساها ما دمت حياً – وذكر لي بأنها تحوي بداخلها وصيته والتي يجب تأمين وصولها للسيدة قرينته زوجة الشهيد وأخت الشهداء الخنساء وبسرعة حملت البدلة وكانت من النوع الذي يمكن تصغيره وتواريت من أعين الجميع وقذفت بها فى درج العربة بعد ان أحكمت أغلاقها.

    *** - أما الشهيد فاروق قال لي : (يا عبد المنعم لا وصية خاصة ولكن يا عبد المنعم اذهب اليهم وقابلهم وقل لهم أنا الذي جمعتهم وأنا الذي صنعت بهم مايو وأنا.........)
    **** - ما ذكره الأخ صديق من أني كنت شارد الذهن وأنظر الى الأرض هو صادق فيه وهذه هي الحالة التي شاهدني عليها الشهيد بابكر وقال أكثر من مره يا عبد المنعم لا تحزن وكيف تحزن علينا هذا ما لم يسمعه الأخ صديق وهل يمكن لأي شخص مهما أوتي من صلابة ووعي ان يستوعب كل شارده ووارده فى ذلك الموقف العصيب.

    *** - أما عن اشارة البدء فقد استخرت الله فى ان يلهمني تفصيل ما حدث وقد استقرت نفسي تماماً الى ان ما جرى هو استمرار هتافات وتحدي الشهيدين وتراخي فرقة الاعدام وفجأة استمعت لصوت الرصاص فادرت ظهري لذلك المشهد وذهبت بعيداً الى العربة وكنت أول من وصل الى المعسكر. وهنا أود أن أقول بكل الصدق والشجاعة المعنوية التي أشكر الله عليها لن أتنكر بقول أوفعل استحضره وأكون طرفاً فيه هذا ومن ناحية أخرى ذلك التصحيح وتلك الاضافات التي أوردتها لا تعتبر انتقاماً أو قدحاً فى افادات الملازم صديق وزميله اسماعيل بل ليس لي إلا أن أشيد بها بوصفها اضافة للتوثيق الأمين والمتجرد كذلك احي فيهما ذلك الحس الوطني العالي الذي تمتعا به فى ذلك الوقت المبكر من حياتهما العسكرية والذي أثلج صدري كثيراً استمراره معهما وكان سبباً فى الخروج من الخدمة وهما فى تلك السن المبكرة وأنا اتطلع الى الالتقاء بهما للتعارف ومعرفة الأحوال الخاصة والعامة.

    *** - أما ما قام به الضابط محمد ابراهيم من اجهاز على الشهيد بابكر فقد علمته للمرة الأولى من افادة الملازم صديق وهذا الضابط قد استعبده الشيطان وتملكته نوازع الشر منذ بداية مايو وكانت ممارساته ومن هم على شاكلته احد الأسباب فى اقصاء بابكر وفاروق وهاشم فى 16 نوفمبر ومن ثم احد الأسباب أيضاً فى قيام حركة 19 يوليو كما سوف يأتي تفصيله فى شهادة قادمة انشاء الله.

    *** - يجب ألا ينتهي الحديث والتقصي عن محاكمة الشهيدين بابكر وفاروق عند هذا الحد بل لزاماً علينا ان نذكر بأن الظلم الذي حاق بالشهيدين يفوق كيفاً ونوعاً الظلم الذي لحق بالأخوة الشهداء الآخرين وذلك لسببين أولهما ورد فى أقوال الشهيد هاشم – ذلكم الشامخ العالي الهمه – عليه رحمة الله فقد ذكر فى أقواله ما يفيد بأن بابكر وفاروق لم يكونا على علم ومعرفة بنية التحرك ولا موعده ولا تنفيذه والاعلان عن ضمهما للمجلس جاء نتيجة للمبادئ والأهداف المشتركة.

    *** - أما السبب الثاني يكمن فى تلك الطريقة التي انتهجت فى قسرهما واحضارهما على ذلك النحو المشين وقد صدرت صحيفة جديدة مؤخراً تحمل وجهة نظر القذافي فى اعتبار الذي حدث لا يعد قرصنة !! أما واقع الحال يسجل للتاريخ بأنها ام تكون قرصنة فحسب بل هي قى مضمونها فعل يخالف شرع الله وما جاء به رسوله وهو عمل يجافي الموروث العربي الأصيل فيما يتعلق بالاستجارة وتأمين المطلوب ومنحه الملاذ وهي أيضاً انتهاك للقوانين الوضعية وقوانين الانسانية وحقوق الانسان وقد اصابت لعنة ونقمة الشهيدين ذلك النظام الذي تهاوت وسقطت شعاراته ومبادئه التي أقامت الدنيا ولم تقعدها وأنتهى به الأمر الى الاستكانة ودخول بيت الطاعة.

    كيفية التصرف فى وصيتي الشهيدين:
    --------------------------------
    *** - أولاً بالنسبة لوصية الشهيد بابكر والتي كانت داخل البدلة التي أشرت اليها وحمدت الله كثيراً على احتفاظي بها بعد الخروج من معسكر الشجرة. أتيحت لي فرصة نادرة فى ذات الليلة وأنا فى طريقي الى منزلي وبعد عبوري جسر النيل الأزرق من الجنوب الى الشمال التقيت عند نهاية الجسر الأخ الصديق ابن الدفعة المقدم محمد نور عثمان خالد وأنا أعلم رابطة الدم وصلة القرابة الوثيثقة بينه وبين الشهيد وبالتالي مع زوجته السيده الفاضلة وهكذا دفعت له بالبدلة واخبرته بالوصية وشكرت الله على تهيأت هذه الفرصة والشعور بالطمأنينة بتسليم الوصية.

    *** - وهنا يحضرني أن أذكر بأن هناك وصية أخرى كلفت بتسليمها هي وصية الصديق الدكتور مصطفى خوجلي والذي بالرغم من عدم ورود اسمه كرئيس للوزارة المقترحة المزعومة أو اثبات كونه عضواً باللجنة المركزية إلا ان كل هذا لم يعفيه من الحكم عشرون عاماً وبعد صدور الحكم فى ساعة متأخرة من الليل استطعت الوصول اليه وتسلمت وصيته وقمت بتسليمها يداً بيد للسيده زوجته فى منزل والدها.

    ثانياً : وصية الشهيد فاروق:
    -----------------------------
    لأكثر من عامين وأنا أحمل على كاهلي ذلك العبء الثقيل ايصال وصية فاروق للمعنين الذين ذكرهم. وفى أثناء هذه الفترة قام الرئيس الأسبق بانقلاب داخلي انتصر فيه للخصائص الكامنة فى شخصيته من غدر وعدم وفاء وتنكر وهكذا قام باقصاء الأعضاء الذين اختاروه وآزروه وتركوا مناصبهم من أجل تنصيبه أول رئيس لجمهورية السودان المكانة والموقع الذي لم يتربع عليه أولئك الشوامخ من الوطنيين التاريخيين الذين بذلوا التضحيات من أجل قيام الدولة السودانية فى تجرد وايثار وعزة نفس.

    أتاح لي خروج الأعضاء من السلطة التفكير فى الالتقاء بأحدهم ونقل رسالة الشهيد فاروق وقد اهتديت الى اختيار الأخ اللواء خالد حسن عباس وذلك لجملة أسباب منها كان اللواء خالد ابن دفعه فاروق بل هو صديقه وآخر من التقى به قبل يومين او أكثر فى لندن وهناك سبب آخر دفعني لهذا اوجزه فى سلوك اللواء خالد وكتمان حزنه على ذلك النحو النبيل وذلك وبالرغم من فقدانه لأخيه فى حادثة بيت الضيافة إلا أني أشهد بأنه كظم غيظه ولم يجنح الى التشفي أو اظهار الحقد وتقتضي الأمانة أن أذكر بأن ذلك كان داب بقية ألأعضاء عدا واحداً منهم شارك الرئيس الأسبق فى تجاوزاته واظهار الحقد واللجوء الى أفعال معيبة شاركهم فيها عدد محدود من الضباط المشوهين أخلاقياً.

    *** - اذن حزمت أمري وذهبت الى الأخ اللواء خالد فى منزله وفى مقابلة قصيرة نقلت بايجاز ما ذكره الشهيد فاروق فى أقواله من كونه لم يكن يعلم شيئاً بل لم يصدق قيام حركة مثل هذه وقد ترك البلد هادئة وحديثه عن موقفه الثابت عن مايو والتزامه بالمبادئ الأولى وما ذكره للصحافة من كونه لن يدلي بشئ قبل وصوله السودان وأخيراً ما كلفني به من الذهاب ومقابلة الآخرين وتذكيرهم بدوره هذا ما كان من جانبي أما الأخ خالد أذكر تماماً أنه كان يستمع بانتباه لا يخلو من دهشة ارتسمت على وجهه وذكر لي فى كلمات قليلة أنه لم يكون يعلم بمثل هذا الحديث وهذه هي المرة الأولى هكذا ودعته وانزاح عن كاهلي مرة أخرى حملاً ثقيلاً.

    *** - فى ختام هذه الشهادة أقول بأنه لم تمضي سوى أيام قليلة وبتاريخ 8/8/1971م وفى أثناء سير المحاكمات وجدت نفسي مبعداً من الخدمة ضمن قائمة طويلة فى مقدمتها اللواء مبارك عثمان – طيب الله ثراه – وكانت تحوي أكثر الضباط علماً ومعرفة بأصول العسكرية والتزاماً بقواعد المهنية والاحتراف وأكثرهم شجاعة معنوية وحساً وطنياً ومن المفارقات ان تحوي هذه القائمة أسماء بعض الأخوة الذين سعيت الى تبرئتهم مع الزملاء الآخرين أذكر منهم الزميل الصديق عثمان محمد بركات والأخ أحمد محمد موسى الخير وغيرهم.

    *** - لم أجزع لهذا الابعاد فقد كنت أتوقعه منذ أيام التحاقي بوزارة العدل والذي لم أتصوره هو البقاء فى الخدمة بعد كل ذلك الذي حدث وعايشت احداثه ووقائعه وهكذا شكل هذا نقطة تحول كبرى فى شخصيتي ومعتقداتي وكانت تلك النقلة النوعية الى ساحة الشأن العام والتأثر والتأثير بما يدور فى تلك الساحة حيث الحصول على النضج والصقل وتبلور الأفكار والاعتقاد بل الايمان المطلق بحتمية الديمقراطية ومؤسساتها وسيادة حكم القانون وقيام مجتمع الكفاية والعدل.

    *** - والى شهادة أخرى من شهادات التاريخ انشاء الله.

    عقيد حقوقي (م)
    عبد المنعم حسين عبد الله
    حلفاية الملوك.
                  

05-27-2009, 09:02 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ( 1 )-
    وصـيـة الشـهـيد / بابكر النــور.
    --------------------------------

    الـمصدر: منتــديــات عــبري / تــبــج _

    http://abritabag.net/vb/showthread.php?p=80872

    21-02-2009, 11:05 PM

    محمد هاشم عثمان-

    عزيزتى خنساء.
    *** - لك حبى للأبد وحبى لأبنائى خالد ، هدى ، هند ، هالة وكمبالا . لا أعرف مصيرى ولكنى إن مت فسأموت شجاعآ وإن عشت فسأعيش شجاعآ . أرجو أن تكرسِى حياتك لفلذات أكبادنا وربيهم كما شئت وشئنا وأحكى لهم قصتنا. أرجو أن تصفحى لى لو ألمتك يومآ. وكما تعاهدنا فسأكون كعهدى للحظة الأخيرة. أمى ، بلغيها حبى وتحياتى ولجميع أخوانى والأهل.

    *** - مكتبتى تبقى لأبنائى وخالد . تصرفى كما شئت وأن يعيشوا فى عزة وكرامة. الشنط تركتها بالطائرة أبحثوا عنها. قولوا للجميع إنِى عشت أحبهم وسأموت على حبهم. أشيائى الخاصة لخالد . هدى، هند، هالة ، وكمبالا تحياتى وحبى لهم.
    *** - الحكم فى تمام الساعة التاسعة مساء الأحد ولم يعلنونى بالحكم ولكنى واثق بأن الحكم هو الإعدام شنقآ وسينفذ غدآ فالمحاكمة صورية.

    *** - إبنتى هدى ، لك حبى وسلامى حتى اللحظات الأخيرة. يجب أن تجتهدى وتهتمى بأخواتك وخالد وأذكرى لهم بأن أباكم مات شجاعآ وعلى مبدآ .

    *** - إبنتى هند ، لن أنسى وداعك فى القاهرة وحبى الدائم لك. حبيباتى هالة وكمبالا ، لكما قبلاتى وسلامى. إبنى خالد. عندما تكبر تذكر أن أباك مات موت الشجعان ومات على مبدأ . حبى لك ودمت.

    خنساء، لك حبى . بيعى أثاثاتى وكل شىء لبناء المنزل. سأموت ميتة الأبطال والشرفاء. تحياتى لعمر صالح وزينب وسلمى ومصطفى ومعاوية وكل أهلى .

    *** - أنا فى حجرة مظلمة وحارة فمعذرة لرداءة الخط.

    *** - أحمد بله لك حبى وتحياتى . أرجو الإهتمام بأبنائى وبلغ تحياتى لحمزة.

    والدكم / بابكر النور.
    24/7/1971

    ****************************
    ****************************

    ( 2 )-
    تـعليق علي الـمقال من صاحـب البوسـت السيـد مـحمد هاشـم عثـمان بالموقع الألكتروني ( مـنتديات عـبـري ) بتايخ 23 فبـراير2009.
    ------------------------------------------------

    *** - أن تكتب وصية لأطفالك فى ورقة ( سجاير ) فى غرفة مظلمة وأنت مقيّد اليدين وأمامك المقصلة .. شىـــىء .

    *** - وخوض المعارك بالأسلحة والإنقلابات العسكرية والإستشهاد أثناء هذه المعارك العسكرية من الجانبين .. المنقلب والمنقلب عليه ، شىء آخر ومختلف تمامآ.
    *** - الموت أثناء الحروب والمعارك شىء ، والشنق فى أوقات الأمن شىء آخر ومختلف .. إذا قدر لجون قرنق أن يقتل فى أدغال الجنوب أثناء الحرب ، كان كثير من الشماليين سيرقصون فرحآ .. ولكن سبحان الله صار خبر مقتل ( نفس الشخص ) وبنفس المواصفات بعد شهر من وقف الحرب إلى حزن عميق عمّ أرجاء الكون .. كذل إذا قدر لبابكر النور أن يقتل أو يستشهد داخل القصر الجمهورى ( قبل يومين من شنقه ) ، مع من قتلوا مثل أبو شيبة ( دلقو ) كان الأمر سيكون مختلفآ تمامآ .. إذن يربط التراجيديا واللاتراجيديا خيط رفيع .. هذا الخيط الرفيع يستطيع أن يحدث فى أعماق الإنسان أشياء كثيرة ..

    *** - والمهم أن الأخت الكريمة كمالا كان عمرها عندما تم إعدام والدها ، عامآ واحدآ .. كانت طفلة . أنا شخصيآ تعاطفت معها كثيرآ حين قرأت الوصية وكذلك مع أخوتها ووالدتها .. الآن عمرها تسعة وثلاثون عامآ ، شبّت عن الطوق وكتبت أخيرآ رسالة .

    *** - وكمالا كانت لا تريد أن تكتبها .. كانت تتردد .. لأن والدها الذى تعنيه الرسالة سوف لا يقرأها .. إلى جانب أن الرسالة ربما تصعب على القراء ، لاسيما الآباء منهم أمثال عزيزينا الأستاذ دهب ، تصعب عليهم تلمس مشاعر كاتبتها ( كمالا ) ، لأنها كانت فى مدارج الحياة عندما قتل والدها ، كانت طفلة وشبت عن الطوق بقلب يقطر دمآ كلما تراءى لها طيفه أو هتف مناد بأسمه أو سطر مؤرخ سيرته كما جاء على لسانها فى رسالتها بتاريخ 22/7/2008 .

    *** - تقول كمالا : ( أنها كانت كثيرآ تناديه وتبحث عنه فى أركان البيت وهى تحبو وهى لا تعلم بأنه لا يجيبها .. كانت تنظر للآباء حولها يطوقون أطفالهم بالحب والحنان ) .. ( كانت تتذوق طعم الحرمان المر بحسرة ) ، وظلت طيلة هذه السنوات الطويلة تحاول أن تملآ الفراغ الذى فرض عليها ، تحاول معرفة ما كان يمكن أن تتعلمها من والدها لو كان حيّآ .. ولم تمل ، والكلام ما زال عندها ( قراءة كل حرف كتب عنه ولم ترهق من البحث عن سيرته من أفواه كل من كان يعرفه من الأهل والأصدقاء والمعارف .. ) .. ( كم كانت تسعدنى الروايات التى أجمعت على هدوء طبعه والأخرى التى أكدت طيبته التى لا تحدها حدود وتلك التى أشارت إلى إحترامه لفكره ) .. تحكى كمالا .. بأن بعض معارف والدها حكوا لها أنه كان يحب مهنته ( المقدم بابكر النور ) ، حبآ عظيمآ وكان صبورآ مسامحآ ومبتسمآ .. ) ، كان يبدو كراهب تنذر نفسه للعلم والمعرفة ..

    *** - أما الذين تحدثوا عن جرأته وشجاعته فهم الذين شاهدوا فصول الخاتمة وإعدامه شنقآ حتى الموت .. كتب وصيته فى صندوق سجاير فارغ فى آخر اللحظات وإن دل هذا على شىء فإنما يدل ( كما أشار الأستاذ دهب ) ، على رباطة الجأش والثبات .. كان يكرر عبارة ( لكم حبى ... وسلامى .. وتحياتى .. ) ... وكان يهتف ( عاش السودان حرآ مستقلآ ) ... وهو فى طريقه للمقصلة ...

    *** - كتبت عن إعدام اليهودى ( أيخمان فى القدس ) فى عدة حلقات وذلك نقلآ عن كتابات المرحوم الطيب صالح ... ليس حبآ فيه ولا فى اليهود ... ولكن لأن نهاية حياته فيها ترجيديا حسب السرد الأدبى والقصة مشوقة وكنت أتمنى أن أكون واحدآ من الذين حضروا محاكمته . اليوم أتمنى أن أجد واحدآ من أبنائه الذين كانوا أطفالآ حين أعدم والده .. فقط لكى أستطيع أن أكتب قصة ..

    *********************
    *********************

    ( 3 )-
    تعليق اخر بنفس الموقع الالكـتـروني من السيـد مـحـمد هاشم سـلام:
    -----------------------------------------------------------
    السودان كان ولا يزال الأحوج إلى أمثال بابكر النور بغض النظر عن الإنتماء السياسي .. !!، عاش شجاعاً ومات شجاعاً لم يهب الموت الماثل أمامه ، لم يدخر لأسرته سوى مكتبته لأبنائه وأثاثاته للبيع لبناء منزل يأوي الأسرة ، همه وهو يواجه الموت أن يعيش أسرته من بعده في عزة وكرامه .. عاش محباً للسودان والسودانيين ومات على ذات الحب ..مات مرددأ عيشوا لمبادئكم وموتوا عليها ..
    يا ترى كيف حال خنساء وخالد وهدى وهند وهالة وكمبالا اليوم .. ماذا فعلت بهم الدنيا اللعينة.. !!

    ملـحـوظة:
    -----------
    *** - قـمت بنقل النص بدون اجراء اي تعـديلات فيه. والاسـم الصحيح كـمالا ... وليس كـمبالا علي مااعـتقد.( بكري الصايغ ).
                  

05-27-2009, 11:09 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ود الصايغ
    بوستاتك دوما تمتعني..
    انتظرت طويلا لاقدم لك عميق شكري على هذا التوثيق..

    من ايام شوقي بدري وتاني ما لاقيتك ..واهوهسي جيت بي بوستين حمني مرقة البيت..


    موضوعي ومريح..
                  

05-28-2009, 00:24 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،

    DKEEN

    تـحـية والود والأعـزاز،
    والشـوق الكتـيييييـر لك ياDKEEN، وفعـلآ اخر مرة اتلاقيـنا وقبل مايفرقنا الهاكـر، لك شـكري وامتناني علي زيارتك الكـريـمة.

    *** - ونواصـل الكتابة عن الشـهيد الراحل بابكر النور ونـجـمع مانقـدر علي حـصوله من مسـتندات ووثائق وقصـاصات واوراق صـحفية قديـمة عنـه وعـن زمـلاءه اعـضاء ( تنـظـيم الضباط الاحـرار ) بـهـدف التوثيق والأرشـفة لاجـيالنا القادمة، ومـهـمـتـي هنا فـقط التجـميع بـدون ان اعلق او اضـيـف شـئ مـن عـندي.

    ************************
    ************************

    *** - أسـم الـمـوضـوع: صــــــورة ...وتعليق !!!! (بتعرفو الزول ده)؟

    http://www.sudanesehome.com/forum/showthread.php?t=52008

    الـمصـدر: بيت الســودانيين - المنتــديات -

    كاتبة الـموضـوع: سمراء.
    بتـــــــاريـخ: 12-04-2009, - 02:58 PM

    ************************************
    ************************************

    رد: صــــــورة ...وتعليق !!!! (بتعرفو الزول ده)؟
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمراء مشاهدة المشاركة
    ممكن معلومات عن الزول ده ياجماعه !!

    ***********************************
    ***********************************

    http://www.sudanesehome.com/forum/showthread.php?t=52008

    *** - نميري: لماذا اختاروك رئيساً للمجلس؟! هل من أجل عيونك؟!
    ------------------------------------------------------------
    بابگر النور: جئت لانقذكم وأنقذ البلد
    نص المقابلة التي تمت بين نميري وبابكر النور رئيس مجلس 19 يوليو، التي تمت في معسكر المدرعات بالشجرة يوم الخامس والعشرين من يوليو الموافق الأحد خلال تلك المقابلة جرى الحوار التالى:

    *** - نميري: لقد عينت يا بابكر رئيساً لمجلس الثورة المزعومة بأمر من عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي الذي أندثر الآن في السودان... عبد الخالق الذي كنت تبلغه بكل أسرار مجلس الثورة وأنت عضو فيه .. لأنك نديمه وصفيه وتابعه... هذا هو دكتاتورك الذي أدنت له بالطاعة والولاء... وبعد ذلك تصفنا بأننا حكومة دكتاتورية إرهابية.. في ثلاثة أيام أقمتم المجازر .. وسفكتم دماء الأبطال الرجال الشرفاء العزل من السلاح .. مذبحة جماعية وبربرية .. هل هذه هي الديمقراطية التي تحدثت عنها في مؤتمرك الصحفي... أينا الديكتاتور أنا أم أنت.. هل تعلم يا بابكر أنني رفعت في يوم من الأيام سلاحاً ضد أعزل... حتى في جزيرة أبا.. أنا لم أرفع السلاح إلا بعد ان حاولوا قتلي .. هل تنكر هذا؟
    --------------------------------

    *** - بابكر النور: لا أنكر.

    *** - نميري: هل رأي السودان في تاريخه الديمقراطية حقيقة مثل التي نمارسها... هل تنكر أنني وزملائي مع رجل الشارع في مشاكله كل يوم .. هي تعالينا على أحد .. هل انعزلنا عن أبناء الشعب يوماً واحداً.
    -----------------------------------------------

    *** - خالد حسن عباس: وأنت يا بابكر هل تنكر أسلوبنا الديمقراطي داخل مجلس الثورة وقد كنت عضواً فيه...

    *** - بابكر النور: صمت!!

    *** - نميري: هل تنكر يا بابكر ان أي عضو في مجلس الثورة عايش مع الناس هل تنكر أنني أنزل الشارع في الظهر وفي الليل وفي الفجر والتقي بالجزارين وبائعي الخضار.. وكل أبناء شعبنا الفقير ونناقشهم في مشاكلهم ونصل معهم إلى الحلول... هل هذه هي الديكتاتورية والمذابح الجماعية هي الديمقراطية؟
    -------------------------------------------------------------
    *** - بابكر النور: صمت.

    نميري: أنا قاعد هنا أتكلم معكم أنتم الخونة وأسألكم لأتأكد بنفسي من العدالة قبل محاكمتكم أمام المجالس العسكرية... قاعد هنا لا راقب عمل المجالس العسكرية حماية للعدالة .. أيام بلا نوم ولا طعام .. أليس من حقي ان استريح بعد ما فعلتم وهناك تحقيق وقضاة ومع ذلك أريد ان أريح ضميري بنفسي حتى لا نظلم...
    ---------------------------------------------------
    *** - وبدأ نميري يقرأ تصريحات بابكر النور التي أدلى بها في لندن والتي قال فيها «إن حكومة نميري تعمل بالديكتاتورية والإرهاب وفرض كل أنواع الضرائب ووضع خطط التنمية الفاشلة وان الانقلاب لم يثر دهشته لأنه جاء طبيعياً».

    *** - بابكر النور: سيادة الرئيس أنا أدليت بهذه التصريحات من واقع البيانات التي أصدرها مجلس الثورة.

    *** - نميري: الذي أنت رئيسه.
    -------------------------------

    *** - بابكر النور: هم أختاروني وأنا لا أعلم..
    نميري: ونسيت ديكاتورية رئيسك وموجهك عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الذي تنتمي إليه..

    *** - بابكر النور: أنا ضد الديكتاتورية في أي صورة حتى لو كانت في الحزب الشيوعي .. وأنا لم أكن أعلم بأي شئ عن حقيقة ما جرى هنا.

    *** - خالد حسن عباس: «يقدم صحيفة إليه» أنظر إلى صورة المذبحة .. أنظر إلى جثث هؤلاء الشهداء الأبطال غارقين في دمائهم هل حدث هذا في السودان أبداً هل يقبل ضميرك ان تصل إلى السلطة في بحور الدم.

    *** - نميري: إذا كنت لا تعلم ... فكيف قبلت رئاسة مجلس الثورة .. وكيف تحدثت إلى ألف صحفي كما تقول بهذه الصفة... كنت متصوراً ان كل شئ انتهى وان المؤامرة نجحت هل أنت تصلح ان تكون مسؤولاً عن عشرين مليوناً من أبناء هذا الشعب.

    *** - بابكر النور: والله يا سيادة الرئيس أنا تكلمت حسب البيانات التي صدرت.. والبيانات كانت متضاربة...

    *** - نميري: أنت المتضارب.
    --------------------------------

    بابكر النور: أنا ما قابلت أي زول.
    ------------------------------------

    نميري: وماهي المميزات التي فيك وتصورت أنهم اختاروك من أجلها رئيساً لهم بدون أي اتفاق معهم عيونك.. عشان عيونك... ورضيت أنت وركبت الطائرة وجاي تحكم هذا البلد بمجازر الدم.
    ------------------------------

    بابكر النور:: أنا تصورت أنهم اختاروني لأني عضو في الضباط الأحرار وأقدم الناس اللي فيهم.

    نميري: أقدمية عسكرية أم سياسية... وهل تميت علاجك في أنجلترا؟!
    ----------------------------------------------------------

    *** - بابكر النور: لا .. وكنت ناوي أرجع مصر.

    *** - نميري: ثم غيرت فكرك.
    ------------------------------

    *** - بابكر النور: والله .. أنا كنت جاي أنقذكم.. وأنقذ البلد.

    *** نميري: كيف تنقذنا واحنا طبقة ديكتاتورية .. وكيف أعطيت لنفسك السلطة؟! تنقذنا من دكتاتوريتنا التي تحدثت عنها للعالم؟
    ----------------------------------------------------
    *** - بابكر النور: أنا كنت جاي لإحافظ على سلطتكم.

    *** - نميري: هذا كلام حقير.. أنت جاي جمل طين أو ملك شطرنج .. أنت أداة صغيرة.. مؤامرتكم الخائنة أردتم بها ان تمزقوا البلد... عملية تافهة حقيرة رجعت بالبلد عدة سنين إلى الوراء .. ولكن هذا الشعب أصيل وشجاع يا بابكر .. هل تنكر أنه حدث اتصال بينكم وبين دول أجنبية؟
    ---------------------------------------------------

    بابكر النور: لا أعرف.

    نميري: أنت تعرف.. أنت خططت معهم هنا واستمر التخطيط في لندن هذا ثابت حدث اتصال ببعث العراق .. كانت هناك 3 طائرات عراقية ستصل يوم 22 يوليو ويوم 25 يوليو غير الطائرة التي احترقت هل هذه الطائرة كانت ستنقل جنوداً من بعث العراق؟! اعترف بالحقيقة يا بابكر... كنتم تطلبون الدعم من بعث العراق .. ألا تعلم ان البعث التابع للعراق في السودان لا يزيدون عن 6 أنفار قبضنا عليهم.
    --------------------------------------------------

    بابكر النور: لا أعلم ...

    نميري: طيب يا ريس .. يا مفكر .. يا عقائدي .. ليه صحف إنجلترا وأمريكا أيدت الانقلاب فسر لي هذا الموقف .. انقلاب يقوم بيه شيوعيون تؤيده أمريكا.
    بابكر النور: أحنا ما قلنا أننا شيوعيين.
    ------------------------------------------------

    نميري: همه قالوا... ومع ذلك أيدوا في صحفهم واحتجت أنجلترا على هبوط طائرتك في ليبيا والنيويورك تايمز نزلت مديح في الانقلاب...
    ----------------------------------------------

    بابكر النور: لا أعرف...

    نميري: أنت تعلم ماذا سيكون مصيرك لو تركتك للجنود والضباط في هذا المعسكر .. لعلك لمست ذلك بنفسك منذ أمس أنت وزملاؤك تعرفون كل الحقائق الناصعة... ولكن هدفكم فقط هو السلطة أحنا ما جايين نحكم يا بابكر أحنا جايين نخدم ما عملنا بيوت وقصور وصالونات.. أنا هنا بشرب ماء ساخن .. ما اهتممنا حتى نحضر ثلج أنا قاعد في الكرسي ده من الساعة الواحدة صباحاً حتى الآن فنجان قهوة ما شربناه... أنا أتحدى أي واحد في حزبك.. بمن فيهم أنت يا بابكر ان يكون عايش في المستوي الذي أعيش فيه .. أنا سأشكل لجنة لبيتك وبيوت أعضاء حزبك وتدخل بيتي أنا وزملائي لسه عايشين بالعيش السفري... خالد كل يوم يقوللي أيه عيشك السفري ده ما حتغيره... ما غيرته يا بابكر من يوم ما كنت رائد، العنقريب هوه هوه هؤلاء الجنود هل تستطيع ان تقنعهم بمبادئك سأقدمك لهم .. هذا هو رئيس مجلس الثورة...
    -----------------------------------

    *** - بابكر النور: أنا أؤمن بمبادئ 25 مايو.

    *** - نميري: انحرفت عنها.

    *** - بابكر النور: والله لم أنحرف.
    ------------------------------

    *** - نميري: أحنا انحرفنا عنها في رأيك... أنما ان تقتلوا ضباط القوات المسلحة في مذبحة وهم معتقلون عزل من السلاح.... هذا ليس انحرافاً هذه كانت أوامر رئيسك عبد الخالق محجوب نفذتوها كالعبيد اقتلوا .. أقتلوا حتى تنتصروا... وأنت تريد ان تكون رئيساً .. الرئيس بتحمل مسؤولية كل فرد في بلده... الدولة تتصرف كأم ... البطل يفدي بلده.. أنا كنت سأكون سعيداً لو مات الضابط المحارب مستشهداً .. وهو يحارب ضد العدو... تضربوهم يا بابكر في معتقل مغلق والشبابيك والأبواب مغلقة عليهم.

    بابكر النور: أنا أدين قتل الأبرياء..
    -------------------------------------------
    نميري: تدين الآن .. أنت عارفهم بالاسم أديناك ورقة بأسمائهم...

    *** - بابكر النور: كلهم ناس عظيمين.

    *** - نميري: مزقتم قلوبنا .. كبدنا اتهرت ... لقد قلت لك أمبارح ان تشهد مشهد التشييع حتى تسمع بأذنك من النساء والأطفال هتافاتهم ضد الحزب الشيوعي .. ما بيقولوا نميري خالد.... كانوا يصرخوا بلدنا... أولادنا لأننا بطرناهم بحب هذا البلد.. ما عاوزنهم يعبدونا كشخصيات أحنا زائلين .. عاوزينهم يعبدوا هذا البلد.
    ---------------------------------

    *** - ثم قال نميري.. خلاص... خلاص .. يخرج يذهب إلى المحاكمة أمام المجلس العسكري.. خرج رافعاً يديه وحوله الحراسة المسلحة واقتيد إلى حجرة المجلس العسكري في أقصى المعسكر.... سار وفي طريقه إلى المحاكمة كان الجنود والضباط ترتفع صرخاتهم بالهتافات التي تطالب بإعدامه...

    *** - الصحافة .. الثلاثاء 27/7/1971م.

    ******************************
    ******************************

    http://www.sudanesehome.com/forum/showthread.php?t=52008

    *** - وقف إذاعة الأغنية التي ظلت ترددها الفنانة الشعبية حواء الطقطاقة التي جاء فيها :
    الليله وين الليله عاد
    الوجع رجع
    أسباب رجوعك دبابات
    وأسباب رجوعك مظلات.

    *** - ولكن النميري أصر على أن الشعب هو الذي أعاده إلى السلطة وليست الدبابات. في تلك المحاكم الصورية أعاد لمرات كثيرة كل حكم أصدرته محكمة كان قرارها دون الإعدام أو السجن الطويل. وحدث ذلك مرة عندما حكم اللواء المقبول بالسجن على المقدم بابكر النور وأعاد نميري أوراق الحكم فزاد المقبول سنوات السجن قليلاً ولم يقتنع نميري، فأبعده عن رئاسة المحكمة وأستبدله بصلاح عبد العال الذي لم يتردد في الحكم على بابكر النور بالأعدام دون حيثيات تبرر ذلك بل أن حكم الإعدام طال من كانوا خارج البلاد حين وقع انقلاب يوليو أمثال المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله.

    *** - ولم يسلم حتى غير العسكريين من تلك المحاكم المسرحية فقد طالت يد السفاح نميري أعناق المناضلين الشرفاء عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق فأزهقت أرواحهم شنقا في سجن كوبر ولم يكن أحدهم علي دبابة أو قبض عليه يحمل مدفعاً رشاشاً أو قنابل أو متفجرات أو شارك في الإعداد للإنقلاب العسكري ولم يوجد بحوزتهم محضر إجتماع أو وثيقة تشير إليهم بل كان العكس كانوا جميعاً ضد فكرة الإنقلاب.

    *** - ولم ينفذ إعدام العسكريين وفقا للتقاليد العسكرية التي تفضي باطلاق رصاصة واحدة علي قلب كل واحد منهم ولا يعرف الرماة أيهم كانت الرصاصة في بندقيته حتى لا يعتريه الإحساس بأنه هو القاتل وراح يمطرهم بمئات الطلقات وهم يهتفون بحياة الشعب السوداني ونضال الطبقة العاملة. وظل نميري ثملاً وحشاً يبعث بالشهداء الي (الدروة) ويتوعد الناس عبر الراديو ويستنفرهم.

    *********************************
    *********************************

    أسرة بابكر النور في احاديث الآلام والأحزان
    تكشف أخطر معلومات ولأول مرة لـ (اخبار اليوم).
    -------------------------------------------------

    *** - گل ما قيل عن قص الثلاثي بابگر وهاشو وفاروق مع مجلس
    قياد مايو محض أگاذيب وهذه هي القص الحقيقي.

    http://www.sudanesehome.com/forum/showthread.php?t=52008

    اعداد : احلام حسن سلمان.
    ----------------------------
    *** - خنساء ارملة بابكر النور رئيس مجلس قيادة يوليو 71 والذي اختطف من طائرة ركاب وبعدها جرت تفاصيل القصة المعروفة انها امرأة اكتوت بوجع من طراز خاص جداً فهي قد عاصرت ملابسات كل ما حدث لزوجها من خلال وجودها معه في اوروبا.

    *** - وفي لحظات الوجع الرهيب لامرأة تنتظر اعدام زوجها ومعها اطفالها تتحدث خنساء عن كل هذا بالم وشجون عن السجون والاعتقالات والاقامة الجبرية.

    *** - ووسط كل هذا الازدحام المؤلم كان هنالك اطفال يعون ما يحدث -اكبرهم في العاشرة واصغرهم في الثالثة، اشتركوا معنا في الحوار. د. هدي الدبلوماسية الحالية، فالى مضابط الحوار..

    *** - { بداية نود ان تحدثينا عن بدايات معرفتك بزوجك بابكر النور وهل التقيت معه فكرياً قبل الزواج ام بعده؟.

    *** - - بابكر النور ابن عمتي ولكني كنت شيوعية قبل زواجه مني واذكر انني قد تم فصلي من المدرسة وكنت انذاك طالبة بالمرحلة الثانوية، ودخلت في التنظيم الشيوعي منذ العام 1953 وبعدها اكملت الثانوي تم زواجي في العام 1957 انا وبابكر يجمعنا تنظيم واحد.

    *** - {ولكن هل كنت تؤمنين او تقتنعين بافكاره؟
    -----------------------------------------------
    *** - نعم انا مقتنعة بافكاره والا ما كان جمعنا تنظيم واحد.

    *** -{ وانتي كزوجة هل كان بابكر النور يشركك في امور السياسية وهل كان يطلعك على كل الامور.. وحديثنا عن الاختلاف بين الثلاثي خاصة وان القصص والروايات قد تضاربت؟
    ---------------------------
    *** - كنت اعلم ومتفهمة لكل ما يدور بابكر وفاروق حمدنا الله وهاشم العطا اختلفوا مع رأس مجلس قيادة الثورة لسببين؟

    الاول: الاتفاقية الثلاثية بين مصر وليبيا والسودان والسبب الثاني: استعانة الحكومة بالتيار الاسلامي وعلى رأسهم الترابي وكان ذلك في 16 نوفمبر 1970 وبعدها سافرت مع زوجي الى لندن لان بابكر كان مريضاً.

    *** - واكملت ابنتها هدى الحديث قائلة: والدي سافر من اجل العلاج وسمع عن الانقلاب هناك واخواني وانا لم نكن قد سافرنا معهم ولكن كغيرنا من المواطنين سمعنا بالانقلاب.. وواصلت خنساء الحديث لم احس باي انقلاب قد يحدث في البلاد خاصة كما ذكرت فان بابكر لا يخفي عني مثل هذه المسائل بالذات.

    *** - { والآن نأتي للمرحلة الحاسمة يوليو 1971 هل احسست بان بابكر النور لديه علاقة بهذا الانقلاب باي حال من الاحوال، واذا كانت الاجابة بلا، كيف سمعت بالخبر وكيف تقبل المرحوم بابكر النور النبأ؟
    --------------------------------------------------

    *** - بابكر كان لا يعلم شيئاً عن هذا الانقلاب وسمع مثل غيره كمواطن عادي وانا كنت ارتب للسفر لتشكوسلوفاكيا لشقيق بابكر ولكن لا انكر بان بابكر قد ايد الانقلاب وتم تعيينه رئيس مجلس قيادة الثورة.

    *** - ( كلو منقول)-.
    ---------------------------
    اخـوي الـحـبـيـب، دكــيـن،
    خليك فـي رعايـة اللـه وحـفظـه،
    لك مـودتي.
                  

05-28-2009, 02:12 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    من أجندة الغموض:حقائق منسية وغامضة في حياة رئيس نميري.
    ------------------------------------------------------------------

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=13920

    إعداد: كمال خشم الموس-
    ------------------------------

    *** - حقائق منسية وغامضة في حياة رئيس.
    *** - نميري: أنا (طيش حنتوب) الذي حكم كل الأوائل بالبلاد!
    *** - مأمون عوض أبو زيد غض الطرف عن يقظة قائده وكان..!
    *** - سقوط نميري .. كانت بدايته في قاعدة (أندرسون) بأمريكا؟
    *** - تفاصيل دخول عبد الخالق محجوب للقصر الجمهوري لأول وآخر مرة..!

    ***- زووم-
    ----------------------
    *** - نعود ثانية لنبحر سوياً ثنايا أحداث وصفحات بعضها طويت رغم أن الكثير من الغموض والإشتباه كان زخراً فيها، هناك من أرادوا حذف أجزاء صغيرة من تاريخنا لأسباب لا نعرفها.. علماً بأن التاريخ تصنعه الأشياء الصغيرة أيضاً إنها احياناً تكون أداة لفك شفرة.

    *** - ولاننا نبحث عن حقائق أُهملت عن عمد.
    *** - أننا اليوم نطالع احداثاً في حياة المشير جعفر محمد نميري والذي شاءت له الأقدار أن يكون حاكماً على السودان لـ16 عاماً متواصلة، وكانت سنوات حكمه حبلى بأحداث جسام.. كانت مايو الثورة من أكثر الأنظمة التي حوربت وعلى مدى سنوات طوال .. لم تشهد كل النظم التي حكمت قبل مايو.. عنفاً قاسياً ومعارك ضد أشد شراسة.. سقطت مايو النظام عدة مرات .. ولكنها كانت أشبه بطائر الفينيق الذي ينبعث من شتات رماد إحترافه كانت مايو نظاماً قل أن يوجد له مثيل في العالم بأكمله.. نظام أنتقل من أقصى اليسار إلى اليمين بعداً.. من أبواب العلمانية وشبه الإلحاد.. إلى نظام أعلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
    *** - إن مايو اسطر جديرة بالنبش فيها.. أغلب تاريخنا المعاصر كان هناك.

    *** - ذات يوم بعينه في شهر من العام 2000 ويومها كنت رئيساً لتحرير صحيفة الصباحية في أول تجربة صدور يومي.. وهي محاولة كانت أشبه بالمستحيل أن تقفز بصحيفة نصف اسبوعية تصدر في حجم (تابلويد) الى صحيفة يومية أخبارية في 8 صفحات أستاندر.

    *** - ذات يوم لا أنساه أخبرني صديقي السباح العالمي المعتزل (سلطان كيجاب) والذي إفتقده كثيراً وطويلاً.. قال كيجاب إنه قد حدد لنا في صحيفة الصباحية فرصة حوار إجتماعي مطول مع الرئيس (جعفر نميري) وأخترت المحررة الواعية (إحلام حسن سلمان) لهذه المهمة.. إتفقنا على أسئلة ثاقبة وحوار ضجة وإن خفنا بعض الشىء من غضب نميري.. الذي مازال في السلطة وفق إعتقاده الخاص.. وهو إعتقاد نحترمه رغم إختلافنا فيه أو عليه.. وقلت للمحررة لا تنسي أنك تحدثين رجلاً كان رئيساً وقائداً وهو من أشجع الرجال في زمانه.

    *** - سألت المحررة نميري عن الهتاف الذي أطلقه البعض (طيش حنتوب) ... وسألته بجرأة هل كنت بالفعل (طيش) مدرسة حنتوب الثانوية ..
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    *** - وعلى عكس ما توقعت لم تثور ثورة للرئيس نميري وإنما قال بشجاعة «نعم كنت طيش دفعتي في حنتوب.. وأيامها كان معي محمد إبراهيم نقد الزعيم الشيوعي وحسن الترابي والذي كنا في ثالثة عندما جاء الى الصف الأول في حنتوب.. كنت طيش حنتوب لكن حكمت كل الأوائل في السودان طولاً وعرضاً ولمدة 16 عاماً.. وسأل نميري سؤالاً ثاقباً (هل النجاح في الحياة يتوقف على النجاح في المدارس والأكاديميات..

    *** - وقال نميري دون أن نسأله في دفعتي بالكلية الحربية كنت طيش دفعتي المكونة من 13 ضابطاً .. لكن راجعي سيرتي العسكرية وأسألي قادتي عني فقد كنت لديهم رجل المهام المستحيلة.. وفي حنتوب الثانوية كنت أشهر طالب وأمهر الطلبة في الرياضة وكرة القدم وكمال الأجسام.

    *** - وشهد شاهد-
    ------------------------
    *** - ولقد سألت المرحوم اللواء ابراهيم النور سوار الذهب.. والذي كان مرجعاً عسكرياً لنا.. وكان كاتماً لأسرار الحربية ومديراً لمكتب القائد الأعلى للجيش سألته عن الضابط جعفر نميري .. وقال كان نميري ضابطاً قوياً من حيث التكوين الجسماني.. وناجحاً في أي مهام تؤكل له مهما كانت شاقة وهو أنجح ضابط.. رأيته إنتهت شهادة اللواء سوار الذهب.

    *** - نميري عسكري يقظ-
    ------------------------
    *** - قبيل إنقلاب 19 يوليو 1971م بأسبوع قال نميري للرائد مامون عوض أبو زيد .. قائد سلاح الإستخبارات ورئيس جهاز أمن الثورة.. أنه لاحظ أن الحراسة حول منزله لم تتغير لأكثر من أسبوعين.. وهي ملاحظة ثاقبة لم يلتفت لها رجل الإستخبارات الأول ولم ينظر فيها.. فقد كانت الحراسة حول بيت نميري قوامها ضابط وأفراد وضباط صف من الحرس الجمهوري الذي كانت تحت قيادة المقدم أبو شيبة.. محل ثقة الرئيس نميري.. ولكنه كان الذراع الطويلة لمخطط انقلاب الظهيرة لم يكن الوعي متوفراً هناك في فكر من كانوا أُمناء على أمن نميري .. كانت البصيرة غائبة تماماً.

    *** - شهادة أُخرى-
    -----------------------
    *** - حتى في الرأي البعيد كان نميري له حدث خاص.. لكن للأسف يكون حدثه منتبهاً في زمن غلظ .. فعندما هاج وماج على جنود وضباط صف وقادة سلاح الذخيرة بعد هروب الزعيم الشيوعي (عبد الخالق محجوب) أو تهريبه في معسكر سلاح الذخيرة بالشجرة.

    *** - قال نميري في أسى (أنا غلطان في ثقتي بسلاح الذخيرة... فقد كان بإمكاني أن أضع (عبد الخالق) في قبضة المقدم أبو شيبة ليقوم بحبسه في أية غرفة بالقصر الجمهوري لحظتها لم يكن نميري يعرف أن الزعيم الشيوعي الذي تم تهريبه في معسكر سلاح الذخيرة بالشجرة قد سلم الى المقدم أبو شيبة الذي أسكنه داخل غرفة مريحة من غرف القصر الجمهوري كان عبد الخالق على بعد خطوات من مكتب قائد الثورة في القصر الرئاسي لقد فكر نميري صحيحاً ولكن في زمن ضائع .. لم يكن نميري غبياً.. لكن ثقته في الرجال أو بعض قادته كانت في غير مكانها والثقة احياناً مقتل.

    *** - إجابة في الممنوع-
    -------------------------------

    *** - وبعد إنتفاضة أبريل.. ولجوء الرئيس نميري إلى مصر.. التقت الصحفية اللبنانية المشهورة هدى الحسيني بالرئيس جعفر نميري في لقاء مطول .. قال فيه إنه مازال الحاكم الشرعي للسودان.. وعندما قالت له (هدى الحسيني) لقد زعمت يا سيادة الرئيس أنك ستعود للحكم إن سمحوا لك بالعودة الى الخرطوم.. رغم أنهم.. وعلى مستوى الرئيس المصري حسني مبارك أوضحوا لك بأن كل مطارات السودان مغلقة تماماً.. وإن هناك خوفاً من أن يتم إسقاط طائرتك عند دخولها أو إقترابها من المجال الجوي للخرطوم...

    *** - أجاب نميري لا يستطيع أحد أن يسقط الطائرة التي كنت فيها .. أنسيتي أنني كنت القائد الأعلى للقوات المسلحة .. وأعرف ان الجيش السوداني لا يملك ما يسقط به طيارة مدنية.

    *** - وهنا قاطعته الصحافية هدى بقولها.. سيادة الرئيس نميري.. إن ما تقوله الآن إدانة لك.. إدانة بالتقصير كيف تركت جيش كنت قائده الأعلى لا يملك قدرات عسكرية تكفي لإسقاط طائرة مدنية.. الا تخجل من هذا القول؟.. وصمت نميري.. وغيرت الصحفية دفة الأسئلة والحوار.

    *** - ليلة وداع-
    ----------------------
    *** - وذكر صاحب كتاب حكومات غرف النوم تفاصيل آخر لحظات للرئيس نميري قبيل إعلان بيان سوار الذهب.. بأن جعفر نميري والذي كان قد إختتم زيارته إلى أمريكا.. فوجىء بحشد كبير من الصحفيين والمراسلين والمصورين يحيطون به في مطار بقاعدة اندرسون الجوية.. بل أن صحفياً جريئاً سأل نميري بقوله: سيدي الرئيس إلى أين تتجه الآن؟ فأجاب نميري بالطبع الى بلدي.. وقاطعه الصحفي المشاكس قائلاً: سيادة الرئيس نميري هل أنت متأكداً بأنك ذاهب الى بلادك.. فسكت نميري وأعتبر السؤال غبياً.. لكن لم يكن هناك غباء.. كان كل رجال الإعلام الذين إحتشدوا هناك جاءوا لتوثيق اللحظات الأخيرة لوداع حليف كبير لأمريكا .. في طريقه الى المجهول لم يعد الرئيس نميري ينفع المصالح الأمريكية بشىء.. إنتهى دوره تماماً.. لكن حسابات السياسة والمصالح لا تعترف بالعواطف.

    *** - مايو تراجع!
    --------------------------
    *** - من أغرب الشعارات التي رفعتها حكومة نميري قوله بأن ثورة مايو تراجع احياناً اخطائها ولكنها لا تتراجع.. وبقى نميري طويلاً مردداً لهذه المعلومة الغريبة.

    *** - وقيل إنه وقبل إذاعة بيان الفريق سوار الذهب الذي أعلن فيه إنحياز الجيش لشعبه وأنهى حكم مايو.. قالوا إن نميري إتصل بنائبه اللواء عمر محمد الطيب قائلا ماهي آخر الأخبار؟ فرد عليه عمر بقوله لقد أصدرت قراراً أعلنت فيه التراجع عن الزيادات الأخيرة في الأسعار.. لحظتها صاح نميري: (مايو إنتهت يا عمر.. مايو تراجع ما ببتراجع)..!.
                  

05-28-2009, 08:43 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الفريق أول محمد أحمد صادق:
    بريجينيف حرَّض السادات عليّ ثم حرّضني عليه...
    ----------------------------------------

    http://www.assawt.com/AssawtPortal/UI/ArticlePrint.aspx?ArticleID=8970

    الثلاثاء 06 يناير 2009.

    ----------------------------------

    عبده مباشر:
    -------------
    *** - قررت بعد «استخارة» إخبار السادات بتفاصيل حواري مع بريجينيف قبل أن يخبره السوفيات ويوهموه بأنني طلبت مساعدتهم للتآمر عليه!

    *** - ضاق السادات بحديثي عن لقائي الزعيم السوفياتي وكان مقتنعاً بأنني أخفي شيئاً وازداد إصراراً على إزاحتي

    *** - الملحق العسكري المصري في الخرطوم واظب على إرسال تقارير مكثفة إليَّ عن منفذي الانقلاب وانتمائهم

    *** - كثيرا ما كنت أسأل الفريق أول محمد أحمد صادق: متى ستكتب مذكراتك؟ فيرد عليّ بسؤال: لماذا لا تكتبها أنت؟ ألست شاهداً معي عليها؟ فأجيب: بلى، فيقول: إذن فاكتب أنت.

    *** - وعندما بدأ كل من الفريق سعدالدين الشاذلي والفريق محمد فوزي من بعده في نشر مذكراتهما في مجلة عربية تصدر في باريس، عدنا أنا وأبناؤه نطلب منه كتابة مذكراته حتى لا يترك الساحة لفوزي والشاذلي، وليصحح ما ورد في مذكراتهما... وقبل أن يرحل محمد صادق عن عالمنا وضع في عنق أبنائه وفي عنقي مسؤولية كتابة مذكراته ونشرها. وفي مقال له نشرته مجلة «اكتوبر» في 4 نوفمبر 1984 قال «مازلت أحتفظ بمذكراتي ليوم يكون مناسبا، أرجو أن يكون قريبا لأدلي بشهادتي أمام التاريخ، وإن لم يأت هذا اليوم في حياتي، فتلك مسؤولية أولادي».

    *** - ... ما إن خرجت الطائرة التي تُقلِّنا من المجال الجوي السوفياتي، حتى أمسكت بالقلم وشرعت في كتابة تقرير، دوَّنت فيه خمس نقاط أساسية:

    *** - للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد السوفياتي يقوم وفد عسكري أجنبي بزيارة القاعدة الرئيسية للأسطول السوفياتي في البحر الأسود.

    *** - للمرة الأولى أيضا يسمح لوفد عسكري أجنبي بزيارة وسائط الدفاع الجوي المولجة حماية العاصمة موسكو، خصوصا قواعد الصواريخ أرض- جو المتطورة، والاطلاع على أساليب تشغيلها وأماكن إخفائها ووسائل تحصينها.

    *** - - أثناء زيارتنا تحصينات حماية الطائرات في القواعد الجوية، اعترف السوفيات بأنهم نقلوا خبرة التحصين الخرسانية هذه من مصر، بعدما أثبتت فاعليتها في حماية الطائرات في القواعد الجوية المصرية.

    *** - للمرة الأولى تنفذ قوات سوفياتية بياناً عملياً بالذخيرة الحيّة، تشترك فيه الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، بتمثيلها اقتحام مانع مائي يحاكي قناة السويس، واستمر تنفيذ البيان يومين من خلال 8 نقاط مشاهدة.

    *** - حظيت والوفد المرافق بمراسم استقبال لا تقام إلا لنائب رئيس جمهورية، شارك فيها ثمانية من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.

    *** - ... وعدت إلى حديث بريجينيف، هذا القائد الذي استغل زيارة السادات للاتحاد السوفياتي في أبريل الماضي ليحرِّضه عليَّ علناً وعلى مرأى ومسمع من جميع الحاضرين، باستفزازه وسؤاله: «من يحكم مصر... أنت أم الجنرال صادق؟!»... في أبريل يحرض السادات على وزير الحربية، وفي يونيو يحرض وزير الحربية على السادات! أي دور يقوم به هذا الرجل؟! وأي مخطط يسعى وراءه السوفيات؟!... لقد كان واضحاً أنهم نجحوا مع السادات، لأن هذا ما يريده. أما أنا فلن أنقلب على رئيس مصر، لا لحسابهم، ولا لحسابي.

    الخيار الصعب:
    ------------------------

    إن ما فعله بريجينيف معي ومع السادات أمر خطير، وإذا كانت الفطنة تقتضي ألا أخبر السادات بما دار، حتى لا أضاعف من مخاوفه وشكوكه، إلا أن المخاطر التي تحيط بمصر والسادات وبي من جراء عمليات التحريض المتواصلة تفرض عليّ أن أنبِّه السادات وأخبره بما دار، وإذا لم أخبره أنا قد يخبره السوفيات أنفسهم ويصوّرون له الأمر وكأنني أنا الذي طلبت مساعدتهم للتآمر عليه، وقد يجد السادات هذا الأمر منطقياً، أو في أضعف الأحوال، يراه مبرراً جديداً وواضحاً للتخلص مني... كان الموقف صعبا، والوصول إلى قرار في شأنه أكثر صعوبة، فما إن أقرر أني لا بد أن أخبر السادات، حتى تتدافع الأسباب التي ترجح خيار عدم إخباره والاحتفاظ بالأمر سراً.

    أما القرار الأساسي، فكان رفض «الطُعم» السوفياتي، ورفض فكرة التآمر أو الانقلاب على الرئيس السادات... وطوال رحلة الطائرة وفي الليلة التي سبقتها، بل طوال المدة التي أعقبت لقائي مع بريجينيف، وأنا مستغرق في التفكير.

    *** - وفي الطائرة صليت استخارة وهداني الله إلى قرار إخبار السادات... وفور وصولي إلى القاهرة توجهت للقاء السادات، وقدمت إليه تقريراً مكتوباً عن الرحلة. وبعد أن ناقشني في التفاصيل والنتائج، أبدى ارتياحه الكامل، وقال: «أرجو أن يصدقوا هذه المرة». وسألني: «هل تظن أن هذه الحفاوة البالغة مقصودة»؟ فأجبته: « نعم بالتأكيد». فقال: «هل تعبّر عن تغيير في منهجهم»؟ أجبته: «... لا». فوجئ بالإجابة التي جاءت على عكس توقعاته، وإن كانت اتفقت مع شكوكه. فالرجل كانت تساوره الشكوك في السوفيات وفيّ شخصياً!

    *** - وأمام انفتاح شهيتة للاستماع، أخبرت السادات بما قاله بريجينيف وناقشنا معاً الاحتمالات المختلفة. ولاحظت طوال فترة الحديث أنه يشعر بالضيق من حديثي عن الزيارة ولقائي بالزعيم السوفياتي.

    *** - وعندما عدت إلى مكتبي في الثانية عشرة ليلاً، كتبت تقريراً مفصلاً عن لقائي بريجينيف وكل ما دار فيه، وأرسلت نسخة منه إلى حافظ اسماعيل ونسخة ثانية إلى وزير الخارجية وثالثة للحفظ في وزارة الحربية، وذلك خوفاً من أن يعمل السادات على تحريف أو تأويل ما أبلغته إياه.

    *** - وكنت على يقين بأنه سيظل مقتنعاً أن هناك ما أخفيه، بل ستزداد شكوكه بشكل قاتل ويزداد إصراره على إزاحتي.

    *** - أما أنا فكنت أقبل بهذه النتيجة وأرفض أن أتآمر مع السوفيات للتخلص من رئيس مصر.

    *** - بعد أيام من عودتي التقيت قائد القوات البحرية اللواء محمود عبدالرحمن فهمي، وهو رجل أعتز بصداقته ووطنيته وأخوَّته. ورأيت أن أحيطه علماً بالموقف، لأن نتائجه يمكن أن تمتد إلى من يعتبرهم السادات أصدقائي... استمع اللواء فهمي باهتمام، ثم سألني إذا كنت أبلغت السادات بذلك، فأفدته بالإيجاب، فصُعق… وأوضحت له أن الاستقامة وضرورة إحباط المؤامرة السوفياتية في بدايتها وتجنيب مصر أي شروخ أو شكوك تصيب قيادتها وهي في أوج الاستعداد للمعركة... ذلك كله يقتضي أن أخبر السادات. فقال: بل بهذا ستدفع ثمناً أفدح.

    *** - فأجبته: أيهما أفضل لمصر: إبلاغ السادات، أو القبول بالتآمر مع السوفيات علىه، أو استغلال السوفيات الموقف وإبلاغ السادات بالأمر، سواء واصلت معهم رحلة التآمر أو لم أواصل؟!

    انقلاب السودان:
    ------------------

    *** - في السادسة والنصف مساء 19 يوليو 1971 قطع راديو أم درمان إرساله العادي فجأة، ليبثّ موسيقى عسكرية بشكل متواصل لمدة 40 دقيقة دون تدخل من المذيعين.

    *** - وفجأة قطع مذيع الموسيقى ليعلن أن الرائد هاشم العطا سيتلو بياناً مهماً، طالباً من المستمعين أن يترقبوه... وعاد الراديو إلى بث الموسيقى العسكرية وتكرار ما قاله المذيع ونصّه: «أيها المواطنون… سنذيع عليكم بعد قليل بياناً مهماً من الرائد هاشم العطا، فترقبوه».

    *** - ... تسابقت وكالات الأنباء لكشف الستار عما يجري في السودان. وبدءاً من العاشرة والثلث ليلاً، تأكدت شائعات كانت انتشرت في العالم الخارجي عن وقوع انقلاب ضد نظام الرئيس جعفر نميري. وأفاد أول الأنباء أن المدرعات تحيط بالقصر الجمهوري في الخرطوم وتحاصر محطة الإذاعة الرئيسة في أم درمان، وأن حركة الطيران المدني توقفت في جميع مطارات السودان، كما قُطعت الاتصالات اللاسلكية ابتداء من الرابعة بعد الظهر بين الخرطوم ومدن السودان الأخرى، ثم بينها وبين العالم.

    *** - وفي العاشرة والربع ليلاً أذاع الرائد هاشم العطا بيانه الأول، شارحاً فيه تفاصيل ما حدث في الخرطوم، ومشيراً إلى أن الحركة التي قادها تهدف إلى «تصحيح مسار ثورة 25 مايو بما يحقق آمال جماهير أكتوبر» التي خاضت صراعا عاتياً ضد تسلط الحكم الرجعي القائم في ذلك الوقت، والمستند إلى تحالفه مع الرأسمالية.

    *** - وكان العطا يشير بذلك إلى الثورة التي أطلقها «تحالف قوى الشعب السوداني» في أكتوبر 1964 لإسقاط الحكم العسكري للفريق إبراهيم عبود الذي استمر سبع سنوات متصلة. وهاجم العطا في بيانه حكم الرئيس جعفر نميري واتهمه بالعجز عن تحقيق أهداف حركة أكتوبر.

    *** - وبمجرد أن تحرك الانقلابيون، بدأ العقيد فاروق بشير الملحق الحربي المصري في الخرطوم بإرسال تقاريره إليّ شخصيا وإلى مدير المخابرات الحربية. ومع وصول التقرير الأول اتصلت بالرئيس السادات وأبلغته ما يحدث في الخرطوم، فطلب مني أن أجمع المزيد من المعلومات وأحيطه علما عندما تكتمل الصورة.

    *** - وعندما أبلغته أن «الشيوعيين» هم منفذو الانقلاب وأن «الحزب الشيوعي السوداني» الذي يعد واحدا من أقوى الأحزاب الشيوعية في العالم العربي، يحاول السيطرة على الشارع السوداني، لم يخفِ السادات إحساسه بالقلق. وكشفت تقارير الملحق المصري المعلومات التالية:

    1*** - بدأ الانقلاب الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين 19 يوليو 1971، عندما تحركت قوة مدرعة من معسكرها في منطقة الشجرة (20 كيلومترا من العاصمة)، وفور دخولها الخرطوم انضمت إليها قوات الحرس الجمهوري.

    *** - وخلال 45 دقيقة استولت قوة الانقلاب على المرافق العامة، وحاصرت المنزل الذي يقيم فيه الرئيس جعفر نميري بالقرب من قيادة القوات المسلحة، وهو لا يبعد كثيرا عن القصر الجمهوري. وكان نميري وقتئذٍ مجتمعاً مع عدد من أعضاء مجلس «ثورة 25 مايو» الذين دعاهم لتناول الغداء والاستماع إلى تقرير من الرائد زين العابدين عبدالقادر عن نتائج اجتماعات مرسى مطروح.

    *** - وحضر هذا الاجتماع الوزير معاوية ابراهيم. وفي الوقت نفشه توجهت قوات أخرى لتحديد إقامة الوزراء الآخرين بمنازلهم، واعتقال عدد آخر من المسؤولين.

    *** 2 - يرأس «مجلس الثورة» المقدم بابكر النور الموجود في العاصمة البريطانية لندن، أما الرائد هاشم العطا، الذي قاد الانقلاب وأذاع بيان الثورة الأول، فشغل منصب نائب رئيس المجلس المكون من 7 أعضاء هم: الرائد فاروق عثمان حمد الله، وكان موجودا في العاصمة البريطانية مع بابكر النور.

    *** - المقدم محمد أحمد المريح الشيخ قائد إحدى وحدات الدفاع الجوي. الرائد محمد أحمد الزيني قائد إحدى وحدات المدرعات.

    *** - الرائد محمد محجوب عثمان شقيق عبدالخالق محجوب رئيس الحزب الشيوعي السوداني، وكان موجودا في تشيكوسلوفاكيا للعلاج. النقيب معاوية عبدالحي من قوات الحرس الجمهوري.

    *** - وكان الرائد هاشم العطا (35 عاماً) من مؤسسي تنظيم «الضباط الأحرار» الذي نفذ انقلاب 25 مايو بقيادة جعفر نميري، وعندما تحقق الانقلاب استُدعي من ألمانيا الغربية، حيث كان يعمل مساعداً للملحق الحربي السوداني.

    *** - وفي 26 مايو صدر قرار بتعيينه عضوا في المجلس مع المقدم بابكر النور (38 عاماً) والرائد فاروق عثمان حمدالله «37 عاماً)، وكان الشيوعيون شاركوا في التخطيط والتدبير لانقلاب 25 مايو، قبل أن ينقلب عليهم جعفر نميري.

    *** - وفي 17 نوفمبر 1970 صدر قرار بفصل الأعضاء الشيوعيين الثلاثة: العطا والنور وحمدالله من «المجلس» ومن جميع مناصبهم العسكرية، بعدما وجّهت إليهم تهمة «الاتصال بعناصر مخربة مدّت نشاطها إلى داخل المجلس، ما أدى إلى تسريب أخباره إلى الخارج».

    *** 3 - كان الرائد العطا حتى تاريخ فصله يشغل مناصب مساعد رئيس الوزراء للقطاع الزراعي ووزير الثروة الحيوانية، بينما كان بابكر النور مساعداً لرئيس الوزراء ووزيراً للتخطيط، أما حمدالله فكان وزيراً للداخلية.

    *** 4- الرائد محمد محجوب عثمان، سبق أن اشترك في محاولة انقلاب فاشلة العام 1959، كان للشيوعيين دور رئيسي فيها، وصدر حكم بإعدامه خُفّف إلى السجن المؤبد، وظل سجيناً حتى أفرجت عنه «ثورة أكتوبر» 1964 وأعادته إلى الخدمة.

    *** 5 - ألغى «مجلس قيادة الثورة» قوانين «ثورة مايو» وحل المنظمات التي أنشأتها، ومن بينها اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي السوداني.

    *** - كذلك أُلغي الحظر المفروض على نشاط المنظمات التي تعد قواعد لنشاط «الحزب الشيوعي السوداني» الأربع، وهي: اتحاد الطلبة، اتحاد نقابات العمال، رابطة الشباب، والاتحاد النسائي.

    *** - كما أنشئت «الجبهة الوطنية الديموقراطية»، لتكون أساس الحكم على كل المستويات، وتألفت من تحالف العمال والزرّاع والمثقفين الوطنيين والجنود والضباط الأحرار والرأسمالية الوطنية. كذلك تم تعطيل كل الصحف حتى إشعار آخر، ماعدا صحيفة القوات المسلحة.
                  

05-29-2009, 01:22 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    من أرشيف ثورة مايو..
    الرئيس الأسبق جعفر نميري يتحدث للكاتب
    والصحفي الإذاعي انتوني سلفستر في رحلة عبر القطار (1 - 2):
    -----------------------------------------------------------

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=10081

    *** - أكثر لحظة مفجعة في حياتي الهجوم على الجزيرة أبا.
    *** - فشلت خطة إنقلاب 1976 بهبوط طائرة نميري القادمة من أمريكا قبل نصف ساعة من موعدها.

    *** -انتوني سلفستر في حوار مع نميري-
    -------------------------------------
    *** - انتوني سلفستر الكاتب الصحفي والاذاعي مؤلف كتاب السودان في عهد نميري الذي حاول أن ينقل للقاريء تجربته بصورة واقعية عن زياراته للسودان التي بدأت منذ عام 1969 ، وقدم من خلال زيارته تجربة نظام مايو، وقال إنه قد اتفق مع حكومة الرئيس الأسبق نميري في كثير مما حاولت القيام به.

    *** - وبمناسبة ذكرى ثورة مايو ونقلاً من كتاب السودان في عهد نميري الذي قام بترجمته د. مبارك بابكر الريح تنشر (الوطن) جزءاً من الحوار الذي أجراه انتوني سلفستر مع الرئيس الأسبق جعفر نميري أبان مرافقته له لمدينة بورتسودان لحضور احتفالات ذكرى الوحدة الوطنية في عام 1976، حيث كان أول احتفال يقام خارج الاقليم الجنوبي.

    *** - وفي طريق عودة قطار الرئيس نميري إلى الخرطوم أجرى انتوني لقائه الصحفي معه فماذا قال له نميري وعن ماذا سأله فإلى مضابط الحوار:
    *** - وفي صبيحة اليوم التالي كان قطار الرئيس نميري في طريق العودة إلى الخرطوم وبالتحديد ماراً بكسلا وهي محطة رئيسية عندما طرق باب غرفتي شاب وسيم يرتدي الزي العسكري برتبة رائد أخبرني ان الرئيس نميري مستعد لمقابلتي. فذهبت لمقابلة الرئيس ومكثت معه معظم اليوم وتحدثنا لأكثر من عشر ساعات وكانت من أطول المقابلات التي أجراها الرئيس نميري مع أي شخص آخر. وكنا نجلس معظم الوقت لوحدنا على كراسي وثيرة خضراء اللون في إحدى غرفه الخاصة بالقطار.

    *** - سألته أليس هناك مترجم؟ فقال لي لا تنزعج فانني أتحدث الانجليزية بطلاقة.

    *** - وأنا لا أود ان يعرف الصحفيون الأجانب هذا لأنني أفضل الحديث باللغة الأم وهي اللغة العربية. وكانت لغته الانجليزية سليمة وصحيحة ودون أخطاء.

    *** - لقد سبق لي أن أشرت إلى صحة الرئيس واكتمال لياقته البدنية غير أنني لاحظت عليه هذه المرة ترهلاً في وسطه وكانت عيناه تدلان انه يعاني من اضطراب في الكبد وقد سافر مؤخراً إلى ليفربول بانجلترا لمقابلة طبيبه الخاص فسألته عن صحته ونتائج الفحوصات؟ فقال لي: لا شيء فقط كنت متعباً ومرهقاً.

    *** - ولعبة كرة القدم من الوان الرياضة المحببة للرئيس نميري وقد انتهزه فرصة وجوده في ميرزي سايد وشاهد فريق افيرتون الذي لم يكن في المستوى وكان فريق مانشستر يونايتد قد حقق بعض الانتصارات في ذلك العام وهو سعيد بذلك ولجانب هوايته المفضلة لكرة القدم والتي تربطه بها علاقة خاصة - فان الرئيس نميري يهوى ايضاً رياضة السباحة والسباق والجمباز والتنزه على النيل ويمارس إلى ذلك على ظهر قارب يملكه.

    *** - ويهوى قيادة السيارة. وعندما يكون الرئيس نميري بالخرطوم فانه يقود سيارته في الصباح الباكر ما بين الساعة الخامسة والسادسة في جولة تفقدية لسوق الخضر متفقداً كميات الفواكه والخضر المعروضة للاستهلاك اليومي. كذلك يقوم في بعض المرات بزيارات مفاجئة وغير معلنة لمبنى أو مرفق حكومي. ويسأل المواطنين عن أحوالهم ومشاكلهم.

    *** - وفي وزارة الدفاع يستمع الرئيس نميري إلى تقارير القادة ويقوم بتفتيش الثكنات المجاورة. وهو يحب الجيش ويريد لجنوده ان يكونوا سعداء وعلى قدر من اللياقة وخفة الحركة. وفي معظم الأوقات يقضي الساعة أو الساعتين من الوقت داخل الثكنات بعد ذلك يأتي دور الوزارة في التفقد.

    *** - كلها زيارات مفاجئة وغير معلنة. ويقول الرئيس نميري في هذا «أنا أفضل أن أفاجيء العاملين في الوزارات عندما يكون الوزير غير موجوداً» وهنا رمقني الرئيس نميري بنظرة ذات معنى كتلك التي تبدو في بعض صوره.. تمام كمن يقول لي: انا أكثر دهاء مما تعتقد.

    *** - ومضى الرئيس نميري في الحديث قائلاً: «إنني استدعي الموظفين ليدلوا لي بتقارير مفصلة عن سير العمل في الوزارة المعنية لأني أحب ان أقف بنفسي على أداء الوزير ويمضي الرئيس نميري قائلاً : إن هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة في أن يكون المرء وزيراً..

    *** - ليس للرئيس نميري جدول زمني محدد لبرنامجه اليومي.. تحركاته مفاجئة ومن غير الممكن معرفتها وهو غالباً ما يكون في زيارة لإحدى المحافظات وينتقل في الغالب الهيلكوبتر متفقداً أحد مشروعات التنمية على الطبيعة. ولهذا فمن الصعب ان تصف كيف يقضي الرئيس نميري يومه. ولكن والنموذج التالي والذي وافق عليه بنفسه يمكن ان يعطي صورة قريبة من الواقع.. ويمكن تسميته يوم في حياة الرئيس جعفر محمد نميري رئيس جمهورية السودان الديمقراطية.

    يقول الرئيس نميري «إنني عادة استيقظ في الساعة الرابعة صباحاً ومن عادتي ان لا أنام طويلاً في بعض المرات لا أخلد للنوم بل أظل يومين أو ثلاثة دون ان أنام.. ساعتان أو ثلاث يومياً تكفيني» لقد قرأت عن الذين ينامون قليلاً مثل نابليون بونابرت وغيره ولكن الرئيس نميري قد فاق الجميع.

    *** - يتناول الرئيس نميري طعام الافطار في الصباح المبكر. ثم يخرج بدون مرافق في جولة تفقدية من المدينة يعقبها بتفقد وزارة الدفاع التي تقع على مقربة من منزله وهو بالمناسبة منزل عادي كسائر المنازل. وفي وزارة الدفاع
    توقفت عن الاسئلة لتناول طعام الغداء حيث انتقلنا إلى عربة أخرى بها منضدة طويلة لاجتماعات الرئيس ويتناول فيها طعامه... وفي هذا الأثناء مرت بنا امرأة شابة وجميلة دون ان تقول شيئاً، وعرفت فيما بعد انها إحدى قريبات الرئيس نميري... وكانت بالقطار امرأة أخرى جميلة من قريبات الرئيس ايضاً.. اما عن المرأة الثالثة ذات الوجه الأبنوسي وعلى قدر كبير من الجمال فهي أبنة اخت السيد أبيل الير نائب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التنفيذي العالي للاقليم الجنوبي الذي كان يعمل قبل ذلك في السلك القضائي وهو رجل هادىء، متأني وقليل الحديث... وكان يستغل غرفة مجاورة لغرفة الرئيس في القطار.. يأتي إليها وخاصة عندما يتوقف القطار.. وتبدأ الجماهير في محاصرته.. وعندئذ يمسك الرئيس نميري بيد السيد أبيل الير ويخرج من القطار لمقابلة الجماهير... انهما شخصان كل منهما في حاجة للآخر.

    *** - وفي هذا الوقت أعد الطعام وقدمت لحرم نميري... وكنت قد قدمت لها من قبل في السودان وفي لندن.... وكنت دائماً اتلقى ابتسامة ودية... وهي شخصية محتشمة وعطوفة غير أنني لم أسمعها تتحدث على الاطلاق ولذلك لست في وضع يمكنني من التعليق على أفكارها أو اتجاهاتها.

    *** - بعد الغداء كان الموضوع الذي طرحته للرئيس نميري عن المرأة... وعبرت له مشيداً بنجاح عام المرأة في السودان (عام 1975)... وكان حدثني عنه بعض من اصدقائي في الأمم المتحدة.. وقد سر الرئيس نميري لذلك الثناء إذ له اهتمام شخصي بقضايا المرأة وتحررها وربما يكون ذلك لتأثير زوجته عليه وهي بنت خاله وترافقه كلما كان ذلك ممكناً... وللحقيقة لم أسمع بأن هنالك امرأة أخرى في حياة الرئيس نميري... ولكن مع جدول أعماله المزدحم فان أعباء زوجة اضافية تكون عبء وغير مقبولة بأي حال.. وهنا قال الرئيس ضاحكاً (أن النبي محمد قال احلت لكم أربع زوجات ومن يفعل ذلك وجب عليه ان يعاملهم بالتساوي.. ولا أحد يستطيع ان يفعل ذلك وأعتقد ان ما يعنيه الرسول هو ان يتزوج المرء زوجة واحدة فقط) وفي السودان لا يزال تعدد الزوجات موجوداً خاصة في الريف وكذلك الزواج الذي يعده الوالدان للشباب القصر من ابنائهم وبناتهم غير ان قانوناً لتحديد سن الزواج في طريقه للتشريع ويقضي بتحديد سن أدنى للزواج... 31 عاماً للاولاد و18 عاماً للبنات ، اما عن الطلاق فان العرف السائد في السودان هو ان يطلق الرجل زوجته باعلان ذلك أمام اثنين من الشهود العدل.. وذكر لي الرئيس نميري انهم يعملون لتعديل القوانين الخاصة بالطلاق ليكون أمام المحكمة وان يكون للطرفين حق متساوي... ومضى الرئيس نميري قائلاً: (قبل الثورة كان شغل المناصب القيادية العليا وقفاً على الرجل سواء أكان في الخدمة المدنية أو في القضاء أو في مناصب أخرى... ولكن منذ اندلاع الثورة تبدل الحال اذ اتحنا الفرصة للمرأة المؤهلة.. اما عن التعليم فهو حق للجنسين دون تمييز وذلك على الرغم من ان عدد الأولاد في المدارس الأولية ضعف عدد البنات اننا نعمل بخطى ثابتة نحو مساواة المرأة بالرجل، ولزيادة مشاركتهن في العمل الحكومي والعمل العام وخاصة في المناطق الريفية.

    *** - حقاً يجدر بي ان أسجل بأنني شهدت كثيراً من التغيير فيما يتعلق بوضع المرأة في السودان.... وأذكر قبل خمس سنوات عندما كنت في صحبة الرئيس في إحدى زياراته للجنوب ان دعا الصحافيين لمشاركته الحفل في مدينة واو... فجلسنا في الحديقة لوقت متأخر وكان بعضنا يتناول الويسكي وتبادلنا الحديث والنكات وكنت أتعجب أين ذهبت زوجات القادة والضباط ومن بينهن حرم الرئيس نميري.

    *** - وفي مناسبة ثانية وفي حوالي نفس الوقت دعا الرئيس الصحافيين إلى حفل بحدائق قصر الشعب وهو المبنى الذي شيّد منذ بداية الحكم الثنائي وهو بدون منازع أكثر مباني المدينة روعة... كان دليلنا هذه المرة فتاة جميلة من وزارة الاعلام السوداني تلقت تعليمها في الولايات المتحدة... كانت في منتهى الأناقة وهي ترتدي الثوب السوداني ذي اللون الأزرق الذي يغطيها من الرأس إلى القدم ويكون الوجه سافراً... وكنا سعداء عندما علمنا انها ستأتي للحفل... ولكنها عندما جاءت إلى القصر توقفت ثم رجعت ولم نرها ذلك المساء.. وفي اليوم التالي اخبرتنا انها فضلت الانسحاب لأنها كانت المرأة السودانية الوحيدة في ذلك الحفل وفضلت الرجوع إلى منزلها حتى لا يصيبها الأضطراب وحتى لا تدع مجالاً للقيل والقال.

    *** - علق الرئيس ضاحكاً: (إن هذه الأشياء قد تغيرت الآن كما شاهدت ذلك بنفسك... وقد أجزنا قانون الأجر المستوي للعمل المتساوي وعليه فان النساء في السودان في وضع أحسن من غيرهن في بعض الأقطار العربية) ان ما قاله الرئيس نميري عن المتغيرات لصالح قضية تحرير المرأة السودانية حقيقة واقعة... وأصبح من الممكن ان ترى المرأة السودانية في الحفلات أسوة بالرجل... وأصبح من الممكن ان يقدم المرء إلى زوجات الآخرين غير ان هذا مجمله ما زال أمراً غير مألوف وان ما يحدث عادة تواجد الزوجة أثناء أعداد الطعام وتختفي تماماً عندما يجلس زوجها وضيوفه لتناول الطعام.

    *** - كنت أشعر بالعطش الشديد أثناء مناقشتنا في العصر ولم يكن أمامنا ما نشربه بعد الغداء سوى الماء وهنا ذكّرت الرئيس بتلك الأيام التي كان يدعو فيها الصحافيين الأجانب لتناول كأساً من الويسكي معه بعد مناقشة الأمور السياسية المرهقة... وكان الرئيس يتعاطى شيئاً منه وهو ليس بالأمر الغريب في السودان... وسألته عن رأيه الآن في هذا الأمر؟ فأجاب قائلاً: (كنت في الماضي أتناول الويسكي ولكنني أقلعت عن الشرب وتركته لسببين... السبب الأول هو ان شرب الكحول يحرمه الدين الاسلامي والسبب الثاني ان تعاطي الخمر يعوقني عن العمل ويجعل رأسي ثقيلاً ولهذا فأنني أعمل أكثر وبناشط جم).

    *** - كانت هذه إجابة الرئيس ببساطة ووضوح وأرى فيها الكثير من حسن الإدراك وربما كان هذا هو السبب الذي جعل المسلمين يستمرون في ممارسة شعائر دينهم الذي شبّوا عليه ، وهذا على النقيض في المسيحيين ، وهنا قال الرئيس نميري (نحن المسلمون نحترم الديانة المسيحية وكذلك اليهودية... وأنا شخصياً أعرف العديد من المسيحيين الذين عشت معهم... وفي الواقع هنالك اختلاف بسيط بيننا في العقيدة..نحن نؤمن بالسيد المسيح ونعتبره واحد من الأنبياء ولكن ليس أهمهم).

    *** - ومرة أخرى عدنا للحديث عن السياسة، على الرغم من ان التنمية الاقتصادية لها الأسبقية إلا انها تعتمد في المقام الأول على القرار السياسي وعلى التنظيم السياسي الذي يصنع القرار وللرئيس نميري وضوح كاف في ذلك اذ انه يعتقد بأن التنمية لابد ان تكون جزءاً من حركة ذات توجيه سياسي وان السياسة تعني السلطة وان التنمية ليست مطلوبة لذاتها أو لمساعدة بعض الأفراد ليكونوا أكثر ثراء.

    *** - كان تنظيم الضباط الأحرار بقيادة المقدم جعفر محمد نميري يتأهب في منتصف ليلة الخامس والعشرين من مايو عام 1969 للانقضاض على النظام القديم وفي ذلك اليوم حدثت بلبلة حين عرف الشيوعيون بالسر وأشيع انهم ربما يكشفون الأمر للسلطات.... وفي هذا يقول الرئيس نميري: (في الساعة الرابعة من مساء يوم 24 مايو 1969 ذهبت شخصياً إلى منزل عبد الخالق محجوب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني وأخبرته ان يلتزم الصمت وألا يكشف خطتنا للحكومة... وأخبرته أن الحركة تسيطر الآن بالفعل على كل المرافق المهمة في البلاد وأية مقاومة للثورة ستؤدي إلى سفك الدماء الذي لا نريده.. وللحقيقة وافق عبد الخالق محجوب ان لا يفعل شيئاً وأوفى بوعده... وعلى الرغم من ذلك ولدى مغادرتي لمنزله أمرت اثنين من رجالنا لمراقبة منزله).

    *** - ومع انتصار الثورة في اليوم التالي قررت الأغلبية من أعضاء الحزب الشيوعي تأييد الثورة وأثرت أقلية الوقوف بعيداً.

    *** - حظر مجلس الثورة نشاط كل الأحزاب والمنظمات السياسية وكان الرئيس نميري يرحب بتأييد المواطنين في كل الخلفيات السياسية شريطة التخلي عن انتمائاتهم السياسية السابقة ، وقد زعم الشيوعيون الذين استوعبوا في الحكومة أنهم قطعوا علاقاتهم مع الحزب الشيوعي غير ان الحزب الشيوعي استمر في عمله السري على الرغم من قرار الحظر.... وفي هذا يقول نميري: (ان معظم المشاكل التي نجمت كانت نتيجة لإستمرار العديد من الشيوعيين في صلتهم بالحزب وكانوا يحاولون توجيه الثورة توجيهاً خاطئاً وتخريب ما تقوم به من عمل وتخطيط سياسي).

    *** - وقد حدثني الرئيس نميري انه بعد مرور ثلاثة أشهر من عمر الثورة تم فصل بعض الشيوعيين من الحكومة وذلك لاستمرار صلتهم بالحزب الشيوعي السري... وهكذا استمرت لعبة شد الحبل بين الوطنيين والشيوعيين وكان الصراع يشتد كلما عزم مجلس الثورة للتصدي لمشاكل البلاد الحقيقية... وكنتيجة لهذا الصراع لم يطبق رأي نميري بخلق حركة سياسية ديمقراطية عريضة اذا كان الشيوعيون يلحون على ان البلاد في حاجة لصراع طبقي ويرون ان اي تنظيم سياسي ينشأ في المستقبل يجب ان لا يضم عضويته رجال الأعمال أو الزراع المستقلين وان تركز العضوية في العمال الحرفيين والمثقفين... وعارض الشيوعيون تحركات نميري لخلق علاقات متينة مع الأقطار العربية وكانوا يتطلعون إلى صلات وعلاقات أوثق مع روسيا السوفتية.

    *** - وشهد نوفمبر من عام 1970 ذروة المواجهة وذلك حين اكتشف نميري ان ثلاثة أعضاء من أعضاء مجلس الثورة وهم بابكر النور وفاروق عثمان حمدنا الله وهاشم العطا كان يعملون في السر مع الحزب الشيوعي بتقارير مفصلة عن كل مداولات مجلس الثورة البالغ عدد اعضائه عشرة... وفي يوليو 1971 أعدم ثلاثتهم لقيادتهم الانقلاب الفاشل.

    *** - وقبل فترة من الانقلاب الفاشل وبالتحديد في نوفمبر 1970 تفاقم الصراع بين نميري والحزب الشيوعي... وعلى اثر اعتقال عبد الخالق محجوب وعدد من قادة الحزب الشيوعي، وأوضح نميري في أحاديثه للأمة ان الثورة ستقاوم وبشدة التكتيكات الشيوعية والتغلغل والتخريب غير انه لم يذكر أسماء الشيوعيين وأعقب ذلك حظراً لعدد من التنظيمات الشيوعية، وذكر الرئيس نميري انه في مطلع عام 1971 أصدرت قيادة الحزب الشيوعي منشوراً سرياً لأعضاء الحزب تهيب بهم عمل اللازم للاطاحة بالحكومة بوسائل العنف .. استمر الرئيس نميري في حديثه بكل هدوء وكأنه يتحدث عن أحداث وقعت في بلد آخر... وهنا رجعت بذاكرتي حين زرت السودان في مايو ويونيو من عام 1971 وذلك قبل الانقلاب اليساري في يوليو 1971... وكان الرئيس نميري يتحدث إلى جمع غفير من المواطنين في استاد الخرطوم بمناسبة ذكرى ثورة 25 مايو ، وفجأة قامت مجموعة من الناس تقدر بحوالي ثلاثمائة شخص تهتف ضد الرئيس نميري لمدة حوالي نصف ساعة محتجة على مواقفه المعارضة للشيوعية، وأخيراً أخرجوا من الاستاد بالقوة... حدث كل هذا في الوقت الذي كانت فيه العلاقات على الاقل في مظهرها الخارجي بين حكومة السودان والكتلة السوفيتية حسنة للغاية.

    *** - وفي الصباح الباكر من هذا اليوم وفي إطار الاحتفالات بذكرى ثورة مايو عام 1971... أقيم طابور عسكري وكان السفير السوفيتي يجلس في مقعد ممتاز مخصص لضيوف الشرف بجوار الرئيس نميري وهما يشهدان الأسلحة الروسية الصنع تمر وتدوي في الطابور العسكري.

    *** - وكانت طائرات الميج الروسية تطير في الفضاء محدثة ازيزاً هائلاً يكاد يصم الاذان... وبعد ان أوقف الروس إرسال قطع الغيار للسودان استبدلت الميج الروسية في العرض التالي بميج صينية الصنع... وبعد انتهاء اللقاء في استاد الخرطوم شعر كل فرد ان هناك شيئاً يلوّح في الأفق... فقد وضعت الدبابات والمدافع عند مداخل الكباري والمرافق الاستراتيجية العامة. وصادف ان تقابلت مع سوداني كنت أعرف انه شيوعي فابتدرني قائلاً: (بعد شهور قليلة سيكون الوضع مختلفاً عما عليه الآن وما عليك إلا أن تنتظر لترى).

    *** - وفي 19 يوليو 1971م أفلح الجناح اليساري في تسديد ضربته حين استولى على رئاسة القيادة العامة واعتقل الرئيس في مكان ما... وفي مكان آخر تم اعتقال ثلاثين ضابطاً وصف ضباط من العناصر الموالية للرئيس نميري وقُتلوا فيما بعد باسلوب وحشي،... ويبدو في البداية ان الأمور كانت تسير لصالح التآمر فقد وجد قائده هاشم العطا الوقت ليذيع بياناً عن سياسة الحكومة الجديدة وهي اتخاذ سياسة أكثر راديكالية في الداخل.... وبالنسبة لقضية الجنوب التي كانت القضية الرئيسية والملحة التي يواجهها السودان فقد ذكر بيانهم انها ستحل بمنح الحكم الذاتي الاقليمي وفقاً لوعد الثورة ولكن كان هذا مشروطاً بقيام ما أسموه تنظيم سياسي صحيح وسليم في المديريات الجنوبية... وهذا معناه بعد ان يكون الجنوب قد وقع تحت سيطرة الشيوعيين... وفي السياسة الخارجية ذكر بيان الانقلابيين إقامة صداقة أوثق مع روسيا...

    *** - وهكذا كادت افريقيا ان تشهد أول حكومة يسيطر عليها الشيوعيين.

    *****************************************************
    ******************************************************

    صـورة فـتوغـرافيـة لـجعفر النميـري:
    --------------------------------------------

    http://www.anasudani.net/4images/details.php?image_id=1...09148666f5868a751b48
                  

05-29-2009, 07:50 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    - نـمـيـري والخـاشـوقـجـي.
    ------------------------------

    وثائق امريكية عن نميري (3) : كيسنجر:
    ------------------------------------------

    الـمصـدر:http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=4300
    واشنطن: محمد علي صالح- [email protected]
    27 October 2006

    منابر الجالية السودانية الامريكية : منتديات الجالية السودانية الامريكية : المنتدى العام.
    --------------------------------------------------------------------------------------

    *** - كيسنغر قلق على عمولات خاشقجي.
    *** - بهاء الدين ادريس "متحمس ولا تمكن الثقة به".
    *** -اثرى خاشقجي ايضا من "هدية البليون ريال"، فهل اثرى نميري ايضا؟.
    ***-الكونغرس يحقق في عمولات خاشقجي.

    ***هذه هي الحلقة الثالثة من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن سنوات المشير جعفر نميري (من سنة 1975، آخر سنة كشفت وثائقها).

    *** - منذ الحلقة الاولى، ظهرت علاقة نميرى مع عدنان خاشفجي، رجل الاعمال السعودي.

    *** - واوضحت الوثائق ان له صلة بالتعديل الوزاري الذي اجراه نميري في بداية السنة.

    *** - وعزل فيه عشرة وزراء منهم منصور خالد، وزير الخارجية، وابراهيم منعم منصور، وزير المالية. وأن الوزيرين اعترضا على دور خاشقجي. وان خاشقجي ونميري اثريا من قرض مائتي مليون دولار سعودي، سنة 1974، من مؤسسة النقد السعودي (ساما) الذي توسط فيه خاشقجي.

    *** - في هذه الحلقة، توضح الوثائق ان لخاشقجي دورا في "هدية البليون ربال" (مائتين وثلاثين مليون دولار) لتطوير القوات السودانية المسلحة. وانه اثرى منها ايضا. لكنها لا توضح اذا كان نميرى اثرى منها ايضا.

    *** - وفي هذه الحلقة، تدخل في الموضوع هنري كيسنغر، وزير الخارجية الامريكية، وارسل خطابات الى سفراء اميركا في السودان والسعودية ومصر عن خلفية خاشقجي. واشار الى معلومات استخباراتية، وتقارير نشرتها جريدة "واشنطن بوست"، وتحقيقات اجراها الكونغرس مع شركة "لوكهيد" التي كان خاشفجي وكيلها.

    *** - هدية البليون ريال:
    ----------------------------

    *** - التاريخ: 29-5-1975.
    *** -من: السفير، جدة.
    ** - الى: وزير الخارجية.
    *** -صورة الى: السفير، الخرطوم.
    -----------------------------------

    "هذه من اسباب منحة السعوديين للقوات السودانية المسلحة:

    *** - اولا:
    --------------
    *** - يعتبرون نميري معتدلا، ويريدون استمراره في الحكم. واكثر من مرة، اتصل بي مسئولون سعوديون كبار يريدون منا مساعدة نميري.

    *** - ثانيا: يعرفون جيدا اعتماد نميري على القوات المسلحة، ويريدون مساعدتها لمساعدة نميري.

    *** -ثانيا:
    ----------
    *** - يقلقون من الحكومات الموالية للروس في منطقة البحر الاحمر، خاصة اذا تأسست حكومة يسارية في اريتريا بعد استقلالها.

    *** - لكن، لا نقبل تفسير حماية العائلة المالكة السعودية، او اعضاء فيها، بارسال قوات سودانية مسلحة عند الطواري، كما جاء في خطاب سفيرنا في الخرطوم. ونرى استحالة ان يحدث ذلك ...

    *** - ثم ان القائد الذي يريد قوات اجنبية لحمايته يفقد تأييد قواته ...

    *** - نعرف ان عدنان خاشفجي، رجل الاعمال والمناور والمغامر السعودي، يريد ان يدخل المجال السوداني. ونعرف انه، هنا في السعودية، له علاقات تجارية مع الامير سلطان، وزير الدفاع، ومع الامير فهد ولي العهد.

    *** - ولهذا، لا نستغرب دور خاشفجي في منحة الاسلحة الى القوات السودانية المسلحة، لفائدته، وفائدة غيره (؟)

    *** - وحسب معلوماتنا، ظهر موضوع المنحة العسكرية قبل وفاة الملك الراحل فيصل. لكنه، ووزير الدولة للشئون الخارجية الراحل عمر السقاف، عارضاها. ربما لأن الملك فيصل كان حريصا على صرف المال السعودي في حذر، رغم انه كان رجلا كريما ... "


    *** - نورثروب:
    ----------------

    *** - التاريخ: 3-6-1975.
    من: الوزير كيسنجر.
    *** - الى: السفير، جدة.
    *** - صورة الى: السفير، الخرطوم، الخ ...
    *** -الموضوع: نورثروب.

    *** -"في الاسبوع القادم، ستبد لجنة في مجلس الشيوخ التحقيق في رشاوي شركة "نورثروب" للاسلحة. سيكون هذا امتدادا لتحقيقات اللجنة في تبرعات فروع خارجية للشركة لاعضاء في الكونغرس بهدف اخفاء دور رئاسة الشركة في الولايات المتحدة. وستشمل التحقيقات رشاوي الشركة الى عدنان خاشقجي، رجل الاعمال السعودي ...

    *** - نتوقع ان يحقق الكونغرس، ايضا، مع شركة "لوكهيد" للاسلحة. وكانت شركة "نورثروب" قدمت الى الكونقرس معلومات عن رشاوي مماثلة من شركة "لوكهيد."

    *** - ويبدو ان هدفها هو اثبات انها لم تكن الوحيدة التي وزعت رشاوي.

    *** - ونتوقع ان يحاول السناتور بيرسي (الحزب الجمهوري) عدم كشف اسماء الذين دفع لهم خاشقجي اجزاء من رشواته.

    *** - لكن، حسب معلوماتنا، لم يتسلم مسئولون سعوديون كبار اموالا من خاشقجي.

    *** - وان الحكومة السعودية، بصورة عامة، ليست متورطة. بل انها عاقبت ضباطا في القوات المسلحة تسلموا اموالا من خاشقجي. خاصة ان الملك الراحل فيصل كان متشددا في مثل هذه المواضيع، وكانت مقايسه عالية وعادلة ...

    *** - وايضا، حسب معلوماتنا، لم تتورط وزارة الدفاع الامريكية في الموضوع. وقال كبار المسئولين فيها انهم لم يقدموا عمولات، ولم يتسلموا عمولات، الى اي جهة، ومن اي جهة. واذا قدمت جهات سعودية عمولات الى سعوديين، او وافقت على عمولات لهم، هذا شأن سعودي لا دخل لهم فيه ...

    *** - نحن قلنا للجنة الكونقرس ان كشف اسماء مسئولين في حكومات اجنبية ربما سيؤثر على علاقاتنا مع تلك الدول. لكن، سيعتمد كل شئ على الاسماء التي ستكشفها شركة "نورثروب" وربما شركة "لوكهيد" ...

    *** -مبيعات القطن:
    ------------------------

    *** - التاريخ: 2-6-1975.
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** -الى: وزير الخارجية.
    *** -الموضوع: مبيعات القطن.

    ** - "قال لنا مسئولون في فرع شركة "تراياد"، شركة عدنان خاشقجي، رجل الاعمال السعودي، ان خاشقجي والرئيس نميري اجتمعا يوم 31-5. وان نميري اشتكى لخاشقجي من خبر نشرتة جريدة "انترناشونال هيرالد تربيون" بان "سي سي سي" (ادارة القروض الخارجية) الامريكية لعبت دورا في تمويل صفقة قطن سوادني.

    *** - نتوقع ان يسالنا نميري عن هذا الموضوع. ولهذا، نرجو ان تمدونا بتفاصيل عن الموضوع.

    *** - ولاحظنا ان الخبر اشار الى صفقات مع الفليبين وكوريا الجنوبية وتايوان. لكن، حسب معلوماتنا، لا يبيع السودان قطنا كثيرا لهذه الدول ... "

    *** -اعلان الهدية:
    -----------------

    *** - التاريخ: 2-6-1975.
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** الى: وزير الخارجية.
    *** -الموضوع: صفقة الاسلحة.


    *** - "اليوم، اعتمادا على ما اسمتها "مصادر رسمية"، نشرت جريدة "الايام"، التي تسيطر عليه الحكومة، خبر منحة الاسلحة السعودية التي اشرنا اليها في خطاب سابق، وتحدثت عن اهميتها في تطوير العلاقات بين البلدين ...

    *** - رأينا:
    -----------------

    اولا:
    ----------
    *** - نعتقد ان الذي سرب الخبر هو بهاء الدين ادريس، وزير شئون الرئاسة الخاصة. وهو الذي يتفاوض في الموضوع بالنيابة عن حكومة السودان.

    *** - ثانيا:
    -------------
    هذه اول مرة ينشر فيها الخبر علنا.

    *** - ثالثا:
    -------------
    *** - لم يشير الخبر المنشور الى دور شركة "دويتس" الالمانية التي ستشتري منها كميات كبيرة من الاسلحة. رغم انه، حسب معلوماتنا، يوم 31-5، اجتمع نميري مع خاشقجي، وكيل الشركة، لاتفاق نهائي حول الموضوع.

    *** - رابعا،
    -------------
    *** - نعتقد ان سبب اعلان الخبر في جريدة يومية بدون مهرجانات واحتفالات، كما كان متوقعا، هو ان السعوديين طلبوا ذلك. ويبدو انهم صاروا حساسين تجاه صفقات مع السودانيين، وذلك بسبب ضجة قرض الماتتي مليون دولار من مؤسسة النقد السعودي (ساما) الذي وقع في يناير 1974.

    *** - الآن، نحن نشارك سفيرنا في جدة رفضه لاحتمال ارسال قوات سودانية الى السعودية للتدخل لصالح امير ضد الآخر، كثمن لمنحة تسليح القوات السودانية المسلحة. والآن، علمنا ان مصدر هذه المعلومات كان بهاء الدين ادريس نفسه. ونحن نعرف ان ادريس "انريالابل" (لا تمكن الثقة فيه) و"ابيولنت" (متحمس).
    *** - وربما وصل الى هذا التفسير عندما سمع كلمة من هنا او كملة من هناك من الامير فهد، او من الامير سلطان ..."

    *** - عمولات الوكلاء:
    -----------------------

    *** - التاريخ: 12-7-1975
    *** - من: الوزير كيسنغر:
    *** -الى: السفير، جدة
    *** -الموضوع: عمولات الوكلاء

    *** - "بهذا نطلب منكم ان تقابلوا الامير سلطان، وزير الدفاع، وتتحدثوا معه عن البيان الذي اصدره يوم 14-5، ومنع فيه اي عمولة لأي وكيل في اي صفقة بين اي حكومة وحكومة. ونطلب منكم ان تنقلوا له النقاط الآتية:

    *** - اولا:
    ------------
    نرحب بالبيان، ونرىانه سيساعد على توثيق العلاقات بين بلدينا.

    *** -ثانيا:
    --------------

    *** - نؤكد اهمية ابعاد كل شخص مشبوه عن المعاملات بين حكومتينا.

    *** - ثالثا:
    ---------------

    نريد منه ان ينقل لكل جهة او شركة او شخص، امريكي او غير امريكي، تشددنا في المستقبل نحو هذا الموضوع ... "

    *** - جيهان السادات:
    --------------------------

    *** - التاريخ: 19-9-1975.
    *** - من: الوزير كيسنغر.
    *** - الى: السفير، القاهرة.
    *** - صور الى: السفير، جدة، السفير، الخرطوم، الخ ...
    الموضوع: الفساد والرشوة.

    *** - "انقل لكم حلقات كتبها الصحافي جيمس هوقلاند في جريدة "واشنطن بوست" تحت عنوان "رجال المال العرب"، عن الرشوة والفساد في الشرق الاوسط. في آخر حلقة، تحدث عن مصر.

    *** - نحن نشك ان اشرف غربال، سفير مصر هنا، سينقل هذه المعلومات الى رؤسائه، ولهذا، نرسلها لكم لتكونوا على علم اذا سئلتم عنها.

    *** - وجاء في الحلقة ان اخبار واشاعات القاهرة لا تستثني الرئيس السادات وزوجته الجميلة والنشطة جيهان. وان السادات وزوجته، منذ ان جاء الى الحكم سنة 1970، جمعا منازل خاصة يتراوح عددها بين سبعة واربعة عشرة منزلا ...

    *** - ونيابة عن السادات وزوجته، ضغط مسئولون مصريون على السفارة الامريكية في القاهرة للتنازل عن قطعة ارض في مكان مرموق في القاهرة لبناء منزل للسادات وزوجته عليها.

    *** - لكن، عندما نشرت جريدة "واشنطن بوست" الخبر، اوقف المسئولون المصريون خطتهم.

    *** - ومؤخرا، حتى ائمة المساجد بدأوا يشيرون الى هذه الفضائح. مثل امام قال: "حتى الذين يوصفون بأنهم ملائكة يفسدون ويرتشون"، اشارة الى ان الاعلام الحكومي يسمي جيهان السادات "ملاك الرحمة" ...

    *** - وتتركز اكثر اتهامات الفساد على اشرف مروان، مستشار السادات للاتصالات الخارجية، وخاصة مع الدول العربية. لكن، يبدو ان السادات لا يهتم باتهامات الفساد هذه، لأنه عينه رئيسا لهيئة التسليح العربية.

    *** - وقال دبلوماسيون في السفارة الفرنسية في القاهرة انهم عثروا على قريب لوزير الخارجية، اسماعيل فهمي، ليساعدهم في الاستمثارات والعقودات. ولا يقل عن هؤلاء سيد مرعي، رئيس مجلس الشعب، والذي يقال انه ربما سيخلف السادات. ويتعاون مع سيد مرعي اولاده ...

    *** - وهناك رجل الاعمال السعودي عدنان خاشقجي... واغضبت تدخلاته في مشاريع استثمارية حلفاء للرئيس السادات، واشتكوه للسادات ... "

    ----------------------------
                  

05-30-2009, 00:29 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الـحلقة الأولـي:
    ------------------

    *** - أين هم في الزحام الآن..!؟
    --------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=1641&bk=1

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - سيد أحمد الحردلو-
    -----------------------

    أسرار تُنشر لأول مرّة عن حقيقة ما حدث بلندن أيام 19، 20، 21 يوليو 1971!
    ماذا حدث بالعاصمة البريطانية عندما علمت أن اثنين من قادة الإنقلاب العسكري السوداني بأراضيها؟

    -1-
    *** - لندن تكتشف أنهما هناك:
    ------------------------------
    *** - استيقظت مدينة الضباب صباح الثلاثاء 20 يوليو وأخبار السودان تتصدر بالمانشتات صدور صفحاتها الأولى، ولم تكن لندن تعلم حتى ذلك الصباح أن اثنين من قادة الإنقلاب موجودان على مرمى حجر من قصر بكنجهام.. حيث يقيمان في شقتين هناك.

    *** - دخلتُ السفارة باكراً وصعدتُ إلى الطابق الرابع حيث مكتبي، وبدأ التلفون رنينه الذي تواصل طوال النهار، صحافيون وإذاعيون يريدون «تعليق» السفارة على تلكم الأحداث، وقلت للأصدقاء منهم أن اثنين من قادة الإنقلاب موجودان في لندن ويمكنهم الإتصال فيما بعد لنرى امكانية ترتيب لقاء لهم بهما، ولدهشتي وبعد ساعة أو تزيد قليلاً جاء الساعي كارتر مهرولاً وهو يحمل مجموعة من الصحف يضعها أمامي وهو يصيح «إنهم هنا!»، كانت طبعات ثانية من معظم صحف لندن قد صدرت بتصريحات منسوبة لمصدر بالسفارة يؤكد وجود قادة الإنقلاب في لندن، اتصلتُ بالسفير عابدين إسماعيل أنقل إليه هذا، ثم سألته إن كان قد ذهب لمقابلة المقدّم بابكر والرائد فاروق وكان ردّه القاطع في التلفون «ما مشيت ولا ماشي الدايرني يجيني في سفارتي».

    *** - انهمكتُ في قراءة القصاصات الصحفية التي اعدّتها السكرتيرة شيلا عن أخبار الإنقلاب واعددت برقية مطوّلة بها ارسلت باللاسلكي لوزارة الخارجية بالخرطوم، ومرّة أخرى جاء كارتر وهو يلهث «كان السيدان كارتر وعثمان يوسف «المشهور بعثمان سفارة» هما نجما السفارة نشاطاً وحيوية، كان يخيّل للمرء أن المستر كارتر يمكن أن يكون موجوداً في طوابق السفارة الخمسة في آن واحد من كثرة حركته» وجاء كارتر وهو يصيح «سيد حردلو - استقبال السفارة محاصر بالصحفيين والكاميرات وهم يريدون مقابلتك»، طلبتُ إليه أن ينقل لهم أنني سأكون معهم بعد قليل، رنّ جرس التلفون وكان المتحدث العميد صلاح محمد سعيد «الملحق العسكري» والذي قال لي «المقدّم بابكر والرائد فاروق معي هنا في شقّة السفارة بالطابق الخامس» وطلب مني الصعود إلى الشقّة، وقلتُ له «يا سيادة العميد.. إنني اتلقى التوجيهات من السفير فقط!!».

    *** - ورنّ جرس التلفون بعد خمس دقائق وكان المتحدث هذه المرّة هو السفير عابدين إسماعيل والذي أخبرني أن الملحق العسكري أحضر «الجماعة» للشقّة وطلب إليّ أن ألحق بهم، نزلتُ إلى الطابق الأرضي فإذا بي في سوق من البشر، عشرات الصحفيين والمراسلين والمصوِّرين وقد انتصبت كاميراتهم في كل الزوايا، بعضهم بريطانيون وبعضهم قاريون والباقون أمريكيون، وصعدتُ إلى الطابق الخامس حيث الشقّة.

    *** - كان هناك المقدّم بابكر والرائد فاروق والسفير عابدين والدكتور عزالدين علي عامر والعميد صلاح، ونقلتُ لهم أن هناك عدداً كبيراً من الصحفيين يريدون مقابلة بابكر وفاروق اللذين طلبا أن تكون الأسئلة مكتوبة ليكون الرد عليها أيضاً مكتوباً، لم أكن مقتنعاً باسلوب الأسئلة والأجوبة المكتوبة، كانت علاقتي بفاروق وهي صداقة قديمة بدأت بمدرسة وادي سيدنا الثانوية تسمح لي بالإعتراض والمحاججة، ولكن علاقتي بالمقدّم بابكر كانت جديدة بدأت في لندن منذ أسابيع، وهكذا عدتُ للصحفيين أنقل لهم ذلك فاحتجوا بأسلوبهم الإنجليزي الناعم ثم راحوا يكتبون اسئلتهم التي حملتها صاعداً مرة أخرى.

    *** - وطلب بابكر وفاروق أن أرد أنا على الأسئلة كتابة وكانت كثيرة جداً.. وهنا نهض دكتور عز الدين متبرعاً بالمساعدة، وهبطنا إلى الطابق الثالث، إلى مكتب الوزير المفوّض «لم يكن العمل في مكتبي ممكناً مع رنين التلفون المتواصل»، وإنضم إلينا الوزير المفوّض حينها أحمد نور والسكرتير الأول وقتها محمد أحمد ميرغني والذي قطع اجازته وعاد للعمل بعد أن كان يصطاف في جزيرة نائية في المحيط.

    *** - «وبالمناسبة كنتُ سكرتيراً ثانياً وقتئذٍ» وجلسنا نتشاور نكتب ونكتب.

    -2-
    *** - المؤتمر الصحفي الأول:
    ----------------------------
    *** - لستُ أذكر على وجه الدقة مَنْ الذي اقترح عقد المؤتمر الصحفي لكنه على كل حال - كان مخرجاً مناسباً، فالمباشرة من شأنها أن تشبع فضول الصحفيين وتجعل الحوار ساخناً وحياً. وافق بابكر وفاروق على الفكرة، وطلبتُ لعثمان سفارة وكارتر إعداد الصالة الكبرى بالطابق الأرضي لتكون مسرحاً للمؤتمر وبدأ المؤتمر. كانت كشافات الضوء قويّة ومن كل الجهات تُسلّط أضواءها على وجه المقدّم بابكر، حيث تجمّعت حبات العرق بكثرة على وجهه وتقدّم أحدهم وأخرج منديله ومسح حبات العرق عن وجه المقدّم بابكر، تحدث مطولاً عن أسباب الإطاحة بنميري ورد على الأسئلة بلباقة ولغة إنجليزية حسنة، وكان من وقتٍ لآخر يشير على فاروق للرد على بعض الأسئلة، وأجرت صحيفة القارديان لقاءً مطولاً مع الرائد فاروق بعد المؤتمر مباشرة.

    -3-
    *** - ذاك المساء.. وهذا الصباح:
    ------------------------------
    *** - ذاك المساء هو مساء الثلاثاء 20 يوليو، وكان من وجهة النظر الإعلامية مساءً سودانياً لا ينقصه سوى النيل، فقد كانت كل محطات التلفزيون والإذاعة في بريطانيا تتناقل أخبار السودان وتحاور خبراء الشؤون السودانية عن الذي جرى ويجري في السودان.

    *** - وهذا الصباح هو صباح الأربعاء 21 يوليو، وكان كذلك صباحاً إعلامياً سودانياً - لا تنقصه سوى شمس يوليو الحارقة فوق الخرطوم، فقد كانت أخبار السودان والمؤتمر الصحفي على الصفحات الاولى من كل الصحف. كما كانت في افتتاحيات الصحف تتحدّث عن الذي جرى ويجري في السودان.

    *** - لم يكن الأمر عادياً لمن يستطيع أن يستشرف ويرى ويمد بصره وخياله إلى وراء ما يرى هل كان الأمر عند لندن وغيرها مجرد فضول إعلامي لإنقلاب في بلد من بلدان العالم الثالث أو في مستعمرة بريطانية سابقة!؟.
    لا أظن أن عاقلاً سيقول نعم!.

    -4-
    *** - كيف سيسافران للخرطوم؟
    ---------------------------
    *** - بدأ البحث عن وسيلة لسفرهما للخرطوم بالصوت العالي وكان ذلك خطأ قاتلاً، قال قائل: لماذا لا نطلب طائرة من إحدى دول شرق أوروبا؟ وقال آخر إن سفرية الخطوط الجويّة البريطانية العادية تغادر لندن - عادة - قبيل منتصف ليل الأربعاء فلماذا لا يسافران بها؟!

    *** - وللحقيقة والتاريخ سجلت اعتراضي على الاقتراحين بحسبان أن الأول لا يجوز ولا يليق وللثاني محاذيره وقلت أخاطب الرائد فاروق «إنني اقترح أحد أمرين ان نطلب طائرة سودانية أو نستأجر طائرة»، ودار نقاش حول خط سير الطائرة إن تمت الموافقة على أحد الاقتراحين لكن الصديق فاروق - يرحمه الله - قال إن «الحردلو متشائم لدرجة المغالاة» وأمر بالحجز على البريطانية وذهب مندوب من السفارة يُرتّب أمور الحجز والتذاكر وأخطرنا الخرطوم بذلك وطلب الرائد فاروق مني الإتصال بمحمد في برلين ليحضر إلى لندن قبل موعد إقلاع البريطانية ووجّه بالحجز له معهم وهنا سألته - وللمرة الأولى - «ما هو الاسم الكامل لمحمد حتى نحجز له» وضحك فاروق وهو يقول «أنا كنت قايلك عارف يا أخي ده الرائد محمد محجوب».

    -5-
    سفرية متلفزة-
    ----------------
    *** - وكانت المفاجأة أن البريطانية قررت إلغاء سفريتها «لندن - الخرطوم - لوساكا» بسبب أن مطار الخرطوم مغلق أمام الملاحة الجويّة ونقلنا ذلك للمقدّم بابكر والرائد فاروق واللذين طلبا نقل قرارهما بفتح مطار الخرطوم للبريطانية للهبوط والإقلاع والتي طلبت بدورها أن يكون هذا الإذن كتابة، وقد كان!
    *** - كان خبر سفرهما بالبريطانية قد ذاع وانتشر في كل العواصم، وكانت كاميرات التلفزيون قد نصبت في مطار هيثرو بإنتظار تلفزة سفرهما وإذاعته على الدنيا على نحو ما سنرى!

    ***********************************
    ***********************************

    الـحلقة الـثانية:
    -------------------

    *** - اين هم في الزحام الآن..!؟.
    -----------------------------------

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=1732

    *** - سيد أحمد الحردلو-
    ---------------------------

    *** - فاروق حمد الله في رسالة شفهية لبثينة خليل: جعفر اخونا وما حيحصل ليه أي شيء بطال!
    *** - كــل إسـتخبارات الدنيا كانت تراقــب الطــائرة التي أقلّت بابكــر النور وفاروق حمد الله!

    ****************
    ****************

    - 1-
    *** - توجيهات الرائد فاروق للملحق العسكري:
    ---------------------------------------------
    *** - كانت الساعة منتصف نهار الأربعاء وكان المكان مكتب السفير، دخلت المكتب وكان الجالسون في مقدمة المكتب هكذا «المقدّم بابكر، السفير عابدين، الأستاذ محمد ناصر رئيس قسم المشتروات بالسفارة، العميد صلاح محمد سعيد، الدكتور عز الدين والأستاذ توفيق ابو قرون».

    *** - وكان الرائد فاروق يجلس على مكتب السفير، قلت السلام، وتقدّمت نحو فاروق «سعادتك أنت الآن في السلطة، وأنت تعرف أن لديّ أصدقاء في مجلس الثورة السابق و...» قاطعني الرائد فاروق «عارف.. ابو العوض»؟ - يقصد مامون عوض ابوزيد - قلت: «والزين والشيخ»، قاطعني للمرّة الثانية «مالُن»؟ قلتُ «جئتُ لأطمئن عليهم»، ابتسم «ها أنت تعود لحساسية الشاعر ورقته، إنهم اخواننا - اطمئن، وتعال الخرطوم بسرعة عشان تشوف بنفسك «كان فاروق مُصرًّاً على عودتي للخرطوم في ذات الطائرة لأعمل مديراً لمكتبه، واستطعت اقناعه بعد عناء لأجيئ الخرطوم بعد أسبوع».. ثم نادى فاروق «يا صلاح» وجاء العميد صلاح وقال له «يا صلاح الشاعر ذكرني بحاجة مهمة، ارجوك أنقل للأخت بثينة تحيات بابكر وتحياتي وقول ليها تطمئن، جعفر اخونا وما حيحصل ليه أي شيء بطال، ده خلاف بين أخوان، ويا صلاح أديها أي فلوس تحتاج ليها إذا حبّت تسافر تسافر معززة مكرّمة وإذا حبّت تقعد في لندن تقعد معززة مكرّمة»، كانت السيدة الفضلى حرم الرئيس نميري في زيارة خاصة إلى لندن وكان يرافقها اثنان من حرس الرئيس هما النقيبان وقتها - حسين صالح وكمال خضر.


    - 2-
    *** - والقنصل موسى إسماعيل:
    ---------------------------
    *** - كان القنصل موسى شاباً مليئاً بالنشاط يريد أن يتعرّف على بريطانيا والسودانيين فيها وكان مجتهداً في عمله من وجهة نظره، وتعرّف من خلالي على عدد من الصحفيين الإنجليز، لم أره يوم الثلاثاء ربما كان مشغولاً بحرق الأوراق السريّة - جاءني يوم الأربعاء وكان في حالة نفسية سيئة للغاية خاصة وقد جاءت توجيهات بعودته فوراً للخرطوم، وأخذته وذهبت به إلى فاروق حيث طمأنه بأن لن يصيبه أي أذى وعليه فقط أن يعود للخرطوم حسب التوجيهات.

    - 3-
    زحام الكاميرات في مطار هيثرو:
    -------------------------------
    *** - كانت صالة كبار الزوار والطرق المؤدية إليها مزدحمة بعشرات الصحفيين وكاميراتهم يريدون مقابلة المقدّم بابكر والرائد فاروق - حاولت جاهداً اقناعهم بصعوبة ذلك، شاهد فاروق محاولاتي وأخبرته بإصرارهم على إجراء حوارات أخيرة قبل الإقلاع، ووافق، وانعقد المؤتمر الصحفي الثاني في غرفة مهيأة لذلك، ودار معظم المؤتمر حول برامجهم وكيف ستكون علاقات السودان بالغرب.

    ***- وانتهى المؤتمر وبينما كنت اتحدّث مع الرائد فاروق تقدّم منّا صحفي وعرَّف نفسه بأنه يعمل في صحيفة «الديلي تلغراف» وحجز على نفس الطائرة للخرطوم لكن ليست لديه تأشيرة دخول ويريد من الوزير فاروق منحه ورقة لسلطات مطار الخرطوم للسماح له بالدخول، وكتب فاروق على ورقة «أرجو السماح له بالدخول» وذهب الرجل سعيداً، وقلت لفاروق ضاحكاً «على كل حال ستكون الـ C.I.A معكم على الطائرة»، وتساءل مندهشاً:
    «كيف!» وقلت: «إنهم يقولون هنا إن «الديلي تلغراف» هي صحيفة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية!» ولم أكن أعرف لحظتها ولا كان فاروق يعرف أن كل استخبارات الدنيا كانت تراقب بدقة متناهية تلك الطائرة البريطانية التي ستقلع بعد قليل!

    -4-
    *** - أين الرائد محمد محجوب...!؟
    ------------------------------------
    *** - فجأة تذكرتُ.. أين الرائد محمد محجوب؟! انشغلنا طوال اليوم عنه بزحام العمل، لم يهبط لندن قبيل إقلاع الطائرة ولا بعده، وليس صحيحاً ما أُشيع وقتها من أنّه كان بالطائرة وليس صحيحاً كذلك ما أُشيع من أن الـ K.G.B «المخابرات السوفيتية» طلبت إليه عدم السفر بتلك الطائرة «لو كان ذلك صحيحاً لأخطروا - بابكر وفاروق» والحقيقة أنه لم يجد وسيلة متاحة ذلك اليوم للسفر إلى لندن، ذلك كل مافي الأمر.

    *** - كان المرحوم عثمان بلول قد جاء قبل أيام من موسكو بعد فترة تدريبية في طريقه للخرطوم عبر لندن وكان يقيم معي، وقرر أن يسافر بنفس الطائرة، وكذلك كان بالطائرة المرحوم البروفيسور يوسف بدري وحرمه.

    *** - وغادرت الطائرة قبل منتصف الليل بساعة واحدة، كنت متعباً ومرهقاً منذ يوم الاثنين وأنا أعمل ليل نهار وأنام ساعة أو ساعتين فقط، كان يقف بجانبي في مطار هيثرو النقيبان حسين صالح وكمال خضر ولاحظا أنني مرهق جداً.

    *** - قلت لهما إنني سأذهب لبيتي وسأنام ولن أجيئ للسفارة غداً، وانصرفت وانصرف الجميع إلى منازلهم، وصلت بيتي بعد منتصف الليل، تناولت عشاءً خفيفاً واشعلت سيجارة ووقفت أمام النافذة، أنظر للحديقة الكبيرة، النجيل أخضر.. أخضر كأنه يشرب ريق الليمون على حد تعبير السفير الراحل الأمين محمد الأمين.. الأزهار بكل ألوانها ترسل العطر والندى.. الأضواء خافتة في البيوت.. لندن نائمة في طمأنينة وهدوء، كم هي جميلة لندن هذه.. كم هي خضراء! أهو ويردز ويرز الذي قال:
    هذه الأرض الخضراء
    هذا الفردوس
    هذه الإنجلترا

    *** - نظرت للساعة.. كانت الثالثة صباحاً، دخلت إلى غرفة النوم، رميت نفسي على السرير، كان كل شيء حولي مرهق ومتعب.. اغمضت عينيّ و.... ودقّ التلفون عنيفاً وقاسياً، توكّلتُ على الله ورفعت السماعة، وجاءني صوت السفير عابدين إسماعيل وكان صوته كذلك.. عنيفاً وقاسياً..!

    **************************
    **************************

    *** - الـحـلقة الثـالثة:
    -----------------------
    *** - أين هم في الزحام الآن..!؟
    --------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=1796&bk=1

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - سيد أحمد الحردلو.
    ------------------------------

    *** - وكانت لندن كَمَنْ يبكي وينوح-
    ----------------------------------
    *** -كيف أجبرت السلطات الليبية طائرة بابكر النور وفاروق حمدالله على الهبوط في مطار بنين وأخذهما؟

    *** - (أ) اجبار الطائرة على الهبوط:
    -------------------------------
    *** - كانت الساعة الرابعة صباح الخميس 22 يوليو، رنّ التلفون عنيفاً وقاسياً، كذلك جاء صوت السفير عابدين (إتصل بي مدير الخطوط الجويّة البريطانيّة الآن، وقال إن السلطات الليبية أجبرت الطائرة على الهبوط في مطار بنين وأنهم أخذوا بابكر وفاروق).. ثم أضاف السفير (إنني علمتُ من المدير أن الطائرة الآن في طريقها إلى لندن.. أرجو أن تذهب الآن للمطار وأن تقابل كابتن الطائرة وتعرف منه الذي جرى بالتحديد).

    *** - اتصلتُ من جانبي بالوزير المفوّض أحمد نور فربما يفكّر في الذهاب معي وبالتالي يحل اشكالية المواصلات، إذ لديه سيارة، ووافق بالفعل على المرور عليّ حالاً، واتصلت بالدكتور عز الدين علي عامر والذي قرر أيضاً الذهاب معنا.

    *** - وصلنا مطار هيثرو حوالى الخامسة وكانت الطائرة قد هبطت للتو. دخلتُ صالة الوصول ولدهشتي وجدتُ الكاميرات قد نُصبت مرّة أخرى.

    *** - بدأ الركاب يدخلون. ركّز المصوّرون كاميراتهم على النقيب عثمان بلول والذي رفض الإدلاء بأية تصريحات وطلب إليهم الإتصال بالسفارة. وأخذت عثمان بلول جانباً. سلّمني ملفاً كنتُ قد اعطيته لفاروق ليطّلع عليه في الطائرة وهو يحوي قصاصات صحفية عن كل ما نشر منذ صباح الثلاثاء.

    *** - ثم سألته: (ماذا حدث!؟) قال عثمان بلول: (أنْزَلوا الطائرة في مطار بنين، دخلت مجموعة في ملابس مدنيّة، جمعوا جوازات السفر من كل الركاب، فحصوها ثم أعادوها ثم طلبوا من بابكر وفاروق الخروج معهم، ولقد حاولت الخروج معهم إلاّ أن فاروق منعني وحمّلني إليك الوصية التالية «قول للحردلو أن يبرقوا هاشم العطا بألاّ يقبلوا أية مساومة بنا، حياتنا فانية والمهم أن تستمر الثورة»).

    *** - لمحت طاقم الطائرة يدخل الصالة، تقدّمتُ من الكابتن وقلتُ له (نحن من السفارة ونريد التحدث إليه)، أخذنا إلى مكتب مجاور وسألناه أن يروي لنا ما حدث. قال - وكنت أُسجّل ما يقول - (حين دخلنا المجال الليبي طلب منّا مطار طرابلس أن ننزل فيه لأن مطار الخرطوم مغلق، واخبرتهم أن لدينا إذناً مكتوباً بالهبوط والإقلاع) لكنهم عادوا بعد قليل وكرروا الأمر بالهبوط. درتُ دائرة كاملة عائداً وطلبت إذناً من مطار مالطة واعطوني الإذن ثم عادوا بعد دقائق وسحبوه، فحاولت الإتصال بمطار روما وفشلت كل جهودي، وهنا رأيت استشارة الرئيس ونائبه (يقصد بابكر وفاروق) ورويت لهما كل ذاك فطلبا مني التوجُّه للخرطوم رأساً دون الالتفات لأية أوامر أخرى، ودرتُ دائرة كاملة أخرى وتوجهتُ جنوباً، وبعد فترة ليست طويلة حلقت على يمين ويسار الطائرة طائرتان مقاتلتان وأرسلتا اشارات بالهبوط، وحرصاً على سلامة الركاب قررت الهبوط، وهبطنا في مطار بنين حسب توجيهاتهم.

    *** - وجاءوا وأخذوا الرئيس ونائبه. إنهما شجاعان جداً لقد كانا يدردشان معي ومع الركاب حتى آخر لحظة).

    *** - وعدنا إلى السفارة وأعددت برقيتين واحدة بوصية الرائد فاروق والثانية بأقوال الكابتن وأخذتهما إلى السفير عابدين الذي وجّه بإرسالهما للخرطوم حالاً. وبينما أنا عائد لمكتبي التقاني النقيبان حسين صالح وكمال خضر وسألاني: (ما قلت ما جايي السفارة الليلة!) فقلت لهما: (نعمل إيه مع نميري وقذافي) قلت شيئاً مثل ذلك ولم يكن مهماً ولا مفيداً لأحد!

    *** - (ب) نميري على الهواء:
    ---------------------------
    *** - إتصل السفير عابدين يطلب مني الإعداد لمؤتمر صحفي في الخامسة من عصر اليوم الخميس، وبدأت الاتصالات بالصحف وأجهزة الإعلام الأخرى. وطلبت لعثمان يوسف إعداد المكان.
    *** - كان السفير يريد إدانة ما حدث. كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهراً. كنت منهمكاً في قراءة قصاصات ذلك اليوم.
    *** - رنّ جرس التلفون. كان المتحدث صديقاً من القسم الإنجليزي بالبي - بي - سي، قال (نميري يتحدّث الآن على الهواء).
    *** - نزلتُ إلى الطابق الثالث. كان عزالدين علي عامر يجلس على مكتب الوزير المفوّض وحيداً واضعاً يديه فوق صدغيه، قلتُ له (نميري يتحدّث الآن)، لم أسمع ولم اشاهد في حياتي مشهداً مثل ذلك.
    *** - طار سيل من الدموع من عيني عزالدين إلى الأمام. قفزت الدموع إلى الأمام قفزاً. سألته (هل أنت بخير؟!) أخرج منديله يمسح الدموع، دلفتُ إلى مكتب السفير وقلتُ له (نميري يتحدّث الآن) وقلتُ له بعد قليل (أرى أن نلغي المؤتمر الصحفي) وردّ السفير عابدين (لا.. لن نلغيه، إن ما حدث خطير ولابدّ من إدانته). عُدتُ إلى مكتبي.

    *** - (ج) إنهم يغادرون كالريح!
    --------------------------------

    سمعت ضجيجاً وهجيج أقدام في ممرات السفارة. سألتُ السكرتيرة (ما هذا؟) قالت (لا أدري)، قلتُ (اندهي مستر كارتر) وجاء مستر كارتر كالعادة مهرولاً (سيد حردلو، إنهم يغادرون كالريح بالمصعد، بالسلالم، أوه، غير معقول!) لابدّ أنهم عرفوا أن نميري قد عاد، ولكن لماذا كل هذا الضجيج والهجيج، لماذا يغادرون هكذا؟! كانت الساعة توشك على الخامسة، سألتُ مستر كارتر (هل القاعة جاهزة، وهل جاء الصحفيون!؟) قال إن الغرفة مليئة بالصحفيين.

    *** - هبطتُ من مكتبي إلى مكتب السفير، نهض وخرج أمامي، لم يكن المصعد موجوداً فدلف يهبط بالسلالم في عنفوان شاب في الثلاثين. يمشي كجنرال والرقبة متكية لليسار، (كان السفير المغربي يعتقد أن عابدين إسماعيل جنرالاً بالجيش) ومن يومها كنتُ ومحمد أحمد ميرغني نسميه فيما بيننا بالجنرال. كان الجنرال يهبط الدرج أمامي وليست في يده ورقة واحدة.

    *** - قبل يومين قال (ما مشيت ولا حامشي) (وكانا في قمة السلطة) اليوم هما في محنة وبدون سلطة، وهاهو يهبط الدرج ذاهباً لإدانة العملية والدفاع عنهما.

    *** - أي عظيم هذا الرجل؟! دخلنا قاعة المؤتمر.

    *** - (د) عجبي عجب!
    -------------------------------
    كانت القاعة مكتظة بالصحفيين - تقدّم السفير نحو المقدمة - ناداني الملحق الإعلامي في السفارة المصرية وكان صديقاً عزيزاً. (يا سيد) هكذا كان ينده اسمي (ده نميري رجع) قلت (عارف).. (والسفير عارف!) قلت (نعم)، (وحتعملوا المؤتمر!)، قلت (نعم)، وصفّق يديه وهو يقول (عجبي عجب!) أدان السفير العملية، وقال (إنها قرصنة غير مسبوقة)، وحين سألوه (سفير مَنْ أنتَ؟ نميري أم بابكر!؟)، قال (أنا سفير السودان!)، وخرج وخرجت الكاميرات وراءه حتى السيارة.

    *** -وجاءت تظاهرة يقودها بعض الإنجليز وبعض السودانيين وعلى رأسهم السفير يعقوب عثمان والذي كان يقول لي دائماً ( أنا حزب أمّة جناح الإمام الهادي، يعني يمين اليمين!)، سألته ( ما شأنك وهذه التظاهرة!؟) قال (نحن - السودانيين - قادرون على حل - مشاكلنا فلماذا يتدخّل بيننا الآخرون! كنتُ أريدهما أن يصلا الخرطوم وأن نتداوس هناك - جئت أُدين هذه العملية!).

    *** -(هـ) كانت لندن تنوح مطراً-
    ----------------------------------
    *** - خرجتُ من السفارة، قصر سنت جيمس على اليمين والسفارة على اليسار.

    *** - كانت زخات المطر تتناثر عبر الظلام (أين هما في الزحام الآن! رجلان من أميز الرجال.

    *** - هل يستحقان هذا المصير!؟)، (جعفر أخونا - ده خلاف بين أخوان)، (إنها قرصنة غير مسبوقة)، (كنت أُريدهما أن يصلا الخرطوم وأن نتداوس هناك!) إنني سعيدٌ بإنتمائي إلى وطن هؤلاء الرجال. كان المطر يزخ عنيفاً يجلد الظلام وينهال على الأرض. وكانت لندن كَمَنْ يبكي وينوح!
                  

05-31-2009, 09:13 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    جـعـفر الـنـميـري... من خـورعـمر يوم 25 مايو 1969 ... الـي مـقابر الشـرفـي بامدرمان 31 مايو 2009:
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    *** - مابيـن التاريـخـيـن ( 25 مايو 1969، و31 مايو 2009 ) سـجـل تاريخ السـودان كثيـر من الأحـداث التـي كان بـطلـها فـي البداية العميـد جـعفر النـميـري لينتـهي التسجـيل اليوم بالـمرحوم جـعفر. اربعون عامـآ مليئة بالاحـداث الكبيـرة والـجـسام مـنها ماهـو امر من الـحـنظل ومنها ماهو باق ظاهر للعيان وسيبقي دومآ امام اعيننـا اردنا ام ابينا.

    *** - ووجـب علينا ونـحـن نودعـه اليوم ان نسـجـل تاريخ 25 مايو بلا تـحـيـز ولاتعـصب او تزوير فـي احـداثه وان نكون امـينييـن فـي سـردنا وتـدوينا لـهـذه الفتـرة من 25 مايو 1969 وحتـي لـحظة رحـيله،.... وهـذا مانويت ان اقوم به.

    *** - اللـهم نسألك ان تشـمل موتانا برحـمتك وان تغفـر لـهم ذنوبـهم الكبيـرة والصـغيـرة وان تضـعـهم فـي الـمكان المـحمود الذي وعـدت به المتقييـن والـصالحـيـن.

    *** - اللـهم نسألك ان ترحم الـمرحوم جـعفر النـميـري وتـحـسـن مثواه وترضـي عنه فـي اخـرتك، انك سـميع مـجـيـب-

    *** - ونـواصـل الكتابة فـي موضـوع ..." رجـال حـول الرئيـس نـميـري ".
                  

05-31-2009, 09:53 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    تـوثيـق.
    ---------

    ( 1 )-

    *** - أسلم الروح إلى بارئها بعد هبوط في الدورة الدموية.
    *** - البشيــر يتقـــدم موكــب تشييــع نميــري..
    *** - وجنــازة عسكريــة من القصــر إلى ود نوبـــاوي اليـوم.

    الخرطوم: الرأى العام.
    ----------------------

    جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الرأي العام © 2008

    التاريخ: الأحد 31 مايو 2009م، 7 جمادي الآخرة 1430هـ22698.

    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=535&id=40028


    *** - توفي الرئيس الأسبق المشير جعفر محمد نميري في الثالثة والنصف من ظهر أمس عن عمر يناهز الـ (79) عاماً.

    *** - وعلمت «الرأى العام» ان الوفاة كانت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، اسلم بعده الروح إلى بارئها في منزله بود نوباوي.

    *** -وسيشيع الفقيد فى جنازة رسمية عند التاسعة من صباح اليوم من السلاح الطبى إلى القصر الجمهوري ومن ثم الى استاد ود نوباوى في موكب عسكري لاكمال المراسم، قبل ان ينقل إلى مقابر أحمد شرفي لمواراته الثرى، وسيتقدم المشيعين الرئيس عمر البشير وقيادات البلاد العسكرية والتنفيذية والتشريعية والسياسية وجموع من المواطنين.

    *** - وشهد منزل الرئيس الراحل نميري توافد حشود من المواطنين لتقديم واجب العزاء. واحتسب الرئيس عمر البشير القائد العام للقوات المسلحة ومؤسسة الرئاسة عند الله تعالى الراحل.

    *** - وقالت رئاسة الجمهورية إنها إذ تنعي نميرى للشعب السودانى، إنما تنعى فيه الوطنية الحقة والسبق فى جلائل الأعمال.

    *** - وقال الفريق ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية لـ «الرأى العام» إن الرئيس الراحل كان رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للجيش، لذلك سيتم التعامل معه كرئيس.

    *** - ووصف إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية الراحل بأنه احد رموز السودان، وقال إن عهده شهد الكثير من الإنجازات، على رأسها تطبيق الشريعة الإسلامية، وتجربة الحكم الفيدرالي، إلى جانب سلام الجنوب الذي اوقف الحرب لفترة قاربت الأعوام العشرة.

    *** - وعدد عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس الأسبق مآثر الفقيد، وقال إنه من أبرز الشخصيات في التاريخ السوداني، وتابع: تشرفت بالعمل معه، وقال إن أبرز ميزات الراحل إهتمامه بالقوات المسلحة.وقال ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي إن نميري عنوان صادق لأهل السودان، يمتاز بالشجاعة في إتخاذ القرار والجرأة في الحق وقال إنه تمكن من إثراء الحياة السودانية بكوادر قوية ومقتدرة.

    *** - واضاف ان جعفر محمد نميري قائد نادر عاش فقيراً ومات فقيراً. وكان نميري تولى مقاليد الحكم عقب الانقلاب العسكري الذي قاده، وهو في رتبة «العقيد» آنذاك في مايو 1969م، واطاحت به ثورة شعبية في العام 1985م.


    التعليقات: الرأى العام.
    --------------------

    46/ أبو أحمد[email protected] - (سلطنة عمان) - 31/5/2009
    ----------------------------------------------------------------
    *** - ( وقد علمت " الرأي العام " أن الوفاة كانت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية ).. أولا رحم الله الرئيس الأسبق نميري.. ثانيا لا يوجد مرض اسمه هبوط حاد في الدورة الدموية. وكل شخص في اللحظات الأخيرة قبل وفاته لابد أن يحدث له هبوط في الدورة الموية أيا كان نوع المرض الذي يعاني منه. على الصحف السودانية أن تستعين بطبيب أو أحد المتخصصين في المجالات العلمية لتصحيح المعلومات الطبية والعلمية التي ترد ضمن الاخبار كما تعمل كل الصحف العالمية.


    -----------------------------------------------
    -----------------------------------------------

    ( 2 )-

    تشييع جثمان جعفر النميري الى مثواه الأخير بالخرطوم.
    .-------------------------------------------

    May 31, 2009 - 8:20:34 AM

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

    الخرطوم (رويترز) -
    --------------------

    *** - شُيع يوم الاحد في الخرطوم جثمان الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري الذي طبق الشريعة الاسلامية في بلاده وأصبح حليفا وثيقا للولايات المتحدة قبل الإطاحة به في انقلاب عام 1985.

    *** - وتوفي النميري يوم السبت عن عمر يناهز 79 عاما.

    *** - وشددت الاجراءات الامنية في العاصمة السودانية وخرج الوف المواطنين الى الشوارع حاملين صور النميري ومرددين الهتافات.

    *** - وأثنى الرئيس السوداني السابق محمد حسن سوار الذهب على الأعمال والخدمات التي قدمها النميري لبلاده.

    *** - وقال "شيع الشعب السوداني هذا الصباح رئيسه المغوار البطل الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري. هذه المواكب الهادرة التي خرجت لتشييع الرئيس البطل المشير جعفر محمد نميري تفعل ذلك وفاء لهذا الرئيس الذي قدم للسودان أعمال واسعة يشهد له بها التاريخ."

    *** - واضاف ان البلاد فقدت أخلص رجالها.

    *** - واستطرد "هو الذي بنى أو مهد لهذا الشعب ليسير في هذا المسار الطيب في هذه الايام عندما يسير سيرا طيبا في مجال التنمية وذلك بدعوى الرئيس جعفر محمد نميري الذي وهب حياته لهذا الشعب فكان وفيا. ونحن اليوم كشعب سوداني واسع نوفي له بما قدم وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبله بقبول حسن."

    *** - وجاء النميري الى السلطة في انقلاب عام 1969 لينهي خمسة أعوام من الحكم المدني شابها فساد ومشكلات اقتصادية.

    *** - وأمضى النميري 16 عاما عاصفة رئيسا للسودان الى أن أطيح به في انقلاب عسكري في أبريل نيسان عام 1985 وحصل على لجوء سياسي في مصر.

    *** - وبدأ النميري حكمه كيساري معجب بحكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لكنه تحول تدريجيا لليمين ليصبح حليفا للولايات المتحدة ويسحق تمردا للجماعات الاسلامية واليسار.

    *** - وطبق النميري الشريعة الاسلامية في السودان في عام 1983 وهو اجراء يرى على نطاق واسع انه كان السبب الرئيسي لنشوب حرب استمرت 22 عاما بين الشمال المسلم والجنوب الذي تسكنه اغلبية مسيحية.

    *** - وتراجع النمو الاقتصادي الى أسوأ مستوياته خلال فترة حكم النميري التي شهدت طوابير طويلة امام محطات الوقود وغيرها من منافذ بيع السلع الاساسية.

    *** - وبحلول اوائل عام 1985 تفاقمت مشكلاته بسبب دين خارجي بلغ تسعة مليارات دولار وتدفق اللاجئين على السودان من الدول المجاورة وجفاف مدمر.

    *** - وكان اعدام رجل الدين محمود محمد طه لادانته بالتحريض على الفتنة سببا في زيادة المعارضة حكم النميري.

    *** - وعندما سافر لواشنطن قبل اقل من شهر من الاطاحة به طلبا للمزيد من المساعدات الامريكية اندلعت اعمال الشغب التي انتهت بالاطاحة به.

    *** - وبعد فترة من الحكم المدني استولى الرئيس السوداني الحالي عمر حسن البشير على السلطة عام 1989.

    *** - وعاد النميري الى السودان في عام 1999 بعد 14 عاما في القاهرة ودعا الى الوحدة الوطنية ولكنه لم يلعب دورا سياسيا يذكر عقب عودته.

    ****************************************
    ****************************************

                  

05-31-2009, 11:02 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    - نميري.... والقصة الكاملة لـ.... «بكى يا ناس بكى .. بكى وجاني اشتكى»..!
    *****************************************************************

    حلقة مدهشة جداً، مع فاطمة عبدالمحمود (8)
    ----------------------------------------------------

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=14261&bk=1

    *** - نميري.... والقصة الكاملة لـ«بكى يا ناس بكى .. بكى وجاني اشتكى»..!
    *** -مواجهة عنيفة وتراشق مع دفع الله الحاج، بحضور بدر الدين سليمان..!
    *** -أَين تمَّ صرف مبلغ «180» ألف جنيه.. ولماذا أُتهمت فاطمة بتحويلها لحسابها الخاص؟؟!.
    *** - اجتماع عاصف وبيان صاخب بين القصر ومجلس الشعب القومي..!

    *** الإشاعة حول الشخصية المشهورة، هي ضريبة عمل عام.. وشعوب العالم الثالث - كلها - تحب «الشمارات والنكات».
    *** - ولعلّ عهد نميري، كان مليئاً بالإشاعات، والقصص والحكايات..
    *** - لذلك فإنَّ من مصلحة السياسي أو النجم، في أي مجال.. أَنْ يحارب الإشاعة بالحقيقة.. فيسرع بالحديث للإعلام..

    وهذا ما نجحنا في أَنْ نقنع به المرأة «الحديدية» البروفيسور فاطمة عبدالمحمود.
    حيث أشهد، لهذه السيدة الجليلة، بالشفافية العالية، والوضوح والصراحة.
    * إنها مذكرات حقيقية.. وخاصة جداً، لشخصية شغلت الناس، إبان حقبة مايو.

    [email protected]
    (0912364904)
    عادل سيد أحمد-
    -----------------------

    ***- دخلت معها في الغريق.. وسألتها: أَنتِ «أبكيت» نميري؟؟!.
    -----------------------------------------------------
    فقالت لي، بدُعابة الناس الجادين: «بكى يا ناس بكى.. بكى وجاني اشتكى».
    * قُلتُ لها بروح مبسوطة: الأغنية دي، سمعناها ونحن صغار.. كانوا بيعلّموا بيها العروس، الرقيص؟؟!.

    *** - قالت لي: أيوه.. أيوه.. الأغنية دي كانت تأليف حول الإشاعات التي يطلقها البعض حولي.

    *** - الحكاية-
    -----------------
    *** - قلتُ لها بشغف شديد: الحكاية شنو..
    عليك الله.. أرجوك، لا تخفي علينا شيئاً؟؟!.
    -----------------------------------------
    فقالت، وهي تستحضر المشهد التاريخي: أحد أعضاء مجلس الشعب القومي..

    *** - قاطعتها قائلاً: اسمو منو؟؟!.
    ---------------------------------
    فقالت لي: والله العظيم، لم أسع حتى هذه اللحظة، لمعرفة اسمه.. ولكن، قالوا إنه أحد المعارضين، الذين حضروا بعد «المصالحة الوطنية»، عام 1977م.
    لم أحاول معرفة اسمه، حتى لا أحقد عليه.

    *** - قلتُ لها: طيب.. طيب.. الحكاية شنو..
    أحكيها لينا، بالتفصيل المُمل؟؟!.
    -----------------------------------
    قالت: هذا العضو، أثار داخل البرلمان، كلاماً، حول أَنَّ الوزيرة فاطمة عبدالمحمود «ضربت» مبلغاً من المال.. وأدخلته في حسابها الخاص.

    *** - قلتُ لها: ولكن، يا أستاذة، كان هناك
    حديث حول اختفاء مبلغ «180» ألف جنيه..
    المبلغ دا، بحسابات الزمن داك، يعتبر مبلغاً كبيراً..
    ما تزعلي منّي: المبلغ دا، اختفى وين..
    الله بيسألك، يوم الموقف العظيم.. وأَنتِ إمرأة حاجّة؟؟!.
    ---------------------------------------------------
    أجابت بثقة وثبات، ولم ألحظ أنها مهزوزة أو مضطربة:
    حينما علمت بأنَّ الكلام وصل لنميري.. حضرت نفسي، حتى أرد على هذه الإتهامات الكاذبة.. خاصة وأنَّ الصحف أوردت كلام هذا العضو.. وقد كتبت بـ«البنط العريض»، أنَّ هناك اتهاماً من أحد أعضاء مجلس الشعب، لوزيرة الشؤون الإجتماعية، بأنّها حوّلت مبلغ «180» ألف جنيه لمصلحتها الشخصية.

    *** - وجهاً لوجه:
    ---------------------
    *** - وطبعاً.. قابلتِ نميري، بخصوص الإتهام الخطير دا؟؟!.
    ---------------------------------------------------
    أجابت بالقول: نعم.. نعم.. قابلته.

    *** - قلتُ لها، بخبث: استدعاك.. أَمْ بادرتِ بالذهاب إليه؟؟!.
    ---------------------------------------------------------
    قالت: استدعاني الرئيس نميري.. وقد كان معه، بدر الدين سليمان، رائد مجلس الشعب.. ودفع الله الحاج يوسف.. وقد كان وزيراً.

    *** - أين كان الاستدعاء؟؟!.
    ---------------------------
    بقاعة الصداقة.. في مكتب الرئيس بالقاعة.

    *** - عليك الله، ركّزي معنا شويّة.. واستحضري لنا، ما دار في هذا الإجتماع؟؟.
    ------------------------------------------------------------------
    حاضر.. حاضر.. نميري سألني من مبلغ الـ«180» ألف.. وما إذا كنت قد حوّلته لمصلحتي الشخصية.

    *** - ماذا قلتِ لهم؟؟!.
    -------------------------
    وضّحت للرئيس نميري تفاصيلها.. وقد كُنت جاهزة، بكل مستنداتي.

    *** - قُلت لها، باسلوب «المباحث»:
    ممكن تشرحي لينا.. أين صرفتِ هذا المبلغ؟؟!.
    -----------------------------------------
    أجابت بدقة شديدة: ابتداءً، فإنَّ أي معاملة مالية، ما كانت لتتم إلاَّ في إطار النظم المالية، والتي ينظّمها القانون.
    وأصلاً لم يكن لوزير أَنْ يتم له التصديق بالميزانيات، إلاَّ وفق مصادقة وزير المالية، بعد معرفة أوجه الصرف، وفق ميزانية الوزارة، المحددة سلفاً.
    ووزير المالية، وقتها، عثمان هاشم، كان على علمٍ تام بمبلغ الـ«180» ألف جنيه.

    *** - قلتُ لها، بجدية: يا أستاذة فاطمة..
    دا مال الشعب السوداني.. وأنا أسألك
    اليوم، رغم أنَّ هذا الموضوع قديم..
    ولكن، الحق القديم، ولا يسقط بالتقادم..
    أين صرفتِ هذا المبلغ؟!.
    ----------------------------------
    اجابت بثقة بائنة: كانت المستندات أمامي، وقتئذٍ، وأنا أتحدّث مع نميري، بقاعة الصداقة.. والصرف كان واضحاً..
    فكل المبلغ، تمَّ صرفه على الأنشطة النسوية..
    كانت هناك التزامات تجاه إتحاد نساء السودان بتحويل مبلغ «5» آلاف جنيه، لكلّ محافظة.. أي للإتحاد وفروعه، في السودان.. المحافظات كانت «15» محافظة.. الغرض كان تنفيذ برامج نسوية واحتفالات، ودعم لأنشطة المرأة..
    بجانب مبلغ «10» آلاف جنيه، تمّ تحويلها لبعض المدارس.. وقد كان «الشيك»، مكتوب لدعم أنشطة مدارس أَحمد علي جابر، برفاعة.
    وكان هناك، أيضاً، شيك آخر، لميزانية الإحتفال بعام المرأة.. يُقسّم على «15» محافظة.
    وقد برهنت للرئيس نميري، بالمستندات المالية، أين تمّ صرف هذا المبلغ.. وأبرزت له التوقيعات الصادرة من كل جهة استلمت المبلغ.. وأبرزها توقيع المرحومة الأستاذة نفيسة كامل، المدير التنفيذي لإتحاد نساء السودان.

    *** - دفع الله:
    ----------------------
    *** - قلتُ لها: نميري اقتنع؟؟!.
    ----------------------------------
    قالت: اقتنع.. ولكن، في ذاك الإجتماع
    حصل كلام بيني وبين دفع الله الحاج يوسف..

    *** - قلتُ لها: مولانا..؟؟!... ماذا حدث بينكما..؟!.
    ----------------------------------------------------
    الراجل صاحبي جداً.. وهو رجل في غاية التهذيب؟؟.

    *** -ولكن: دعي «الصحوبية» جانباً..
    خلينا جادين: ماذا حدث بينك وبين مولانا دفع الله الحاج يوسف؟؟!.
    --------------------------------------------------------------
    قالت بنبرة، تحمل «الزعل القديم»:
    دفع الله بدأ يتحدّث عن الدستور.. وقال: «أنا كتبت الدستور»..!!.
    فرديت عليه: وأنا كنت معترضة، على بعض بنوده.. وكنت ضد اجازته..
    حتى إنَّ بدر الدين سليمان، بعد الإجتماع، قال لي: كنتِ عنيفة داخل الإجتماع.

    *** - بكى يا ناس..!
    سألتها عن «الشمار» التاريخي:
    ما وريتنا.. نميري بكى بسببك.. الـ«بكاهو شنو»؟؟!.
    --------------------------------------------------
    نميري اقتنع بوجهة نظري.. وقد كان معجباً جداً بأدائي ونشاطي.. وهو يعلم مدى إخلاصي لمبادئ مايو.. ومدى التزامي بالقانون.
    أذكر أنّه، بعد إجتماعنا الشهير، بقاعة الصادقة.. أَنْ خاطب نميري، مجلس الشعب القومي..

    *** - قاطعتها قائلاً: هل ذهب للمجلس «مخصوص»، عشان موضوعك؟؟!.
    --------------------------------------------------------
    قالت: نعم.. قبلها.. نميري، كان أَنْ كوّن لجنة.. وبعد أَنْ توصّلت اللجنة إلى الحقائق.. اصدرت رئاسة الجمهورية بياناً، تمّ فيه تكذيب لهذه الإشاعة والإتهامات.

    *** - وماذا حدث في برلمان مايو؟؟!.
    ------------------------------------
    أذكر.. قبل مجيء نميري للبرلمان، وقبل إجتماعنا بقاعة الصداقة.. أَنْ جاءه بدر الدين سليمان، وقد كان رائداً لمجلس الشعب، ووضّح لنميري القصة كاملة.. وهو على علمٍ بكل تفاصيل المبلغ.. فقد شرحتها له.. وقال للنميري: «فاطمة قدّمت لمايو الكثير.. وضحّت»..

    *** - ولكن، نميري، اقتنع بعد إجتماع القاعة الشهيرة؟؟.
    -----------------------------------------------------
    نعم.. نعم.. اقتنع.. لذلك ذهب وخاطب مجلس الشعب القومي.

    *** - ماذا قال أمام المجلس؟؟!.
    ---------------------------------
    أجابت بغبطة: قدّم مرافعة قوية جداً.. ودافع عن إنجازاتي وأدائي وسمعتي.. ووصل درجة من التأثر حتى بكى، أَمام الحاضرين.

    *** - قلتُ لها: بكى شديد.. وللاّ «نُص نُص»؟؟!.
    --------------------------------------------
    قالت: بكى بتأثر بالغ.. لأنّه شعر بأنَّ هناك ظلماً شديداً قد وقع عليَّ.. وهو يعلم مدى إخلاصي، لمباديء مايو.. ويعرف تماماً نزاهتي.
    نميري تحدّث بزعل شديد.. ولعلّه تذكر القصة التي رواها له البعض، بأنَّ فاطمة عبدالمحمود، ذات مرّة، غطّت رحلة من رحلات الإتحاد الإشتراكي.. بأنْ باعت «غويشاتها»..
    نعم.. أنا بعت من «دهبي»، ذات مرّة، حتى أغطي، رحلة متعلقة بالإتحاد الإشتراكي السوداني..

    *** - قلتُ لها: وماذا كان تعليق الشارع السوداني، على «بكية» نميري؟؟.
    ----------------------------------------------------------------
    كانت تصلنا الاشاعات.. وكل ما يثار حولنا، في الشارع..
    فقد تحوّلت حكاية الـ«180» ألف، إلى أغنية، يرددها البعض..!.

    *** - قلتُ لها: الأغنية.. كانت بتقول شنو؟؟!.
    ---------------------------------------------
    قالتها، بدون لحن: بكى.. يا ناس بكى.. بكى، وجاني اشتكى..!.

    *** - قلتُ لها: أنا متذكّر الأغنية دي..
    -----------------------------------------
    ثم رددتها أمامها باللحن المشهور، لهذه الأغنية التاريخية..

    *******************
    *******************
    *******************

    *** -نميري خرج غاضباً..
    *** -والنائب الأول «أبو القاسم محمد إبراهيم» تحدّث مهاجماً..!
    *** -«الوطن» تلقت مكالمتين خطيرتين.. الأولى لصالح الوزيرة..
    *** -والثانية من البرلماني الذي أثار قضية الـ«180» ألف جنيه..!
    *** - عبدالله حميدة: جاءتني مجموعة «سرية» من الوزارة.. وملكوني «شيكاً» يدل على الواقعة..!
    *** - مدير مكتب النائب الأول: هذه المرأة نزيهة وعفيفة.. وهذا ما حدث في اجتماع الإتحاد الإشتراكي..!

    *****************
    ******************

    في حلقة فاطمة عبدالمحمود اليوم (10)
    -----------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=14295&bk=1

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.


    *** - في يوم حلقة بروفيسور فاطمة عبدالمحمود، حول إحدى محطاتها الشهيرة، إبان حقبة مايو.. وفي النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي.. وقعت حادثة مشهورة جداً.. حيث أثار أحد أعضاء مجلس الشعب القومي «بعد المصالحة الوطنية»... أثار مسألة مستعجلة، تتعلق بمبلغ «180» ألف جنيه..

    *** - الدكتورة فاطمة، عكست وجهة نظرها، بأنها اجتمعت بنميري.. ودعمت موقفها بالمستندات والوثائق.. وعكست أوجه صرف، هذا المبلغ، على أنشطة نسوية، مرتبطة بعمل وزارتها.

    *** - وفي معرض حديثها، قالت الأُستاذة فاطمة عبدالمحمود: «أنا، لا أعرف الشخص الذي أثار، هذه المسألة، في البرلمان.. ولم أَسع لذلك.. حتى لا أَحقد عليه».

    عادل سيد أحمد
    [email protected]
    ---------------------------

    *** - المكالمة الأولى:
    ----------------------
    *** -وفي نفس يوم نشر هذه الحلقة، إتصل بي شخص.. وعرّفني بنفسه.. ودار بيني وبينه الحوار التالي:
    ---------------------
    *** - إسم الكريم؟؟!.
    -------------------
    - أَنا اسمي «عجيب حسن أحمد».

    *** - ما علاقتك بالموضوع؟؟!.
    -----------------------------
    - كُنت مديراً لمكتب النائب الأول، الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم.. وقد كنت حاضراً للجلسة التي دافع فيها الرئيس نميري، عن الأستاذة فاطمة عبدالمحمود، حول مبلغ الـ«180» ألف جنيه.

    *** - ما تعليقك؟؟!.
    --------------------------
    - لا شك عندي، أنَّ الأستاذة فاطمة عبدالمحمود، من أنقى وأنزه النساء، اللواتي عملن بالعمل العام.. وهي امرأة عفيفة وشريفة..

    والرئيس حينما دافع عنها، في ذاك الإجتماع، دافع من واقع الاقتناع.. وليس مجاملة أو محاباة..

    نميري تحدّث عن اللائحة، وأثنى على مجهوداتها ومبادئها.. لدرجة أنّه تأثر وبكى.
    *** - وأين كان أبو القاسم محمد إبراهيم، لحظتئذٍ؟؟!.

    - الرائد أبو القاسم، كان حاضراً لذاك الإجتماع.. وحينما بكى الرئيس.. وغادر القاعة، غاضباً.. قام أبو القاسم، وإتجه لمواصلة كلام الرئيس..
    وأذكر أنّ «أبو القاسم» استهل حديثه بالآية الكريمة:
    (إِنْ جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)..

    *** - المكالمة الثانية:
    --------------------------
    *** -بعد مكالمة مدير مكتب «أبو القاسم محمد إبراهيم»، في فترة مايو.. رنّ الموبايل، مرّة أخرى.. وإذا بالمتحدث يقول لي: «أنا البرلماني الذي أثار مسألة الـ180 ألف جنيه».

    *** - فأخذت منه عنوانه.. وذهبت إليه في بيته.. وحاورته، على النحو التالي:

    *** - ما اسمك؟؟!.
    -----------------
    - أنا عبدالله حميدة.

    *** - إتجاهك السياسي؟؟!.
    ------------------------
    - نحن اشتركنا في مايو، عقب المصالحة الوطنية.. وخلفيتي كانت «أخو مسلم».
    *** - قُلت له: مجموعة الدكتور حسن الترابي، التي أتت بعد المصالحة الوطنية عام 1977؟؟!.

    - قال لي: نعم.. نعم.

    *** - سألته: متى حصلت هذه القصة؟؟!.
    ------------------------------------
    - أجاب: القصة دي، حصلت سنة 1979م.

    *** - وأنتَ كُنت عضواً برلمانياً؟؟!.
    -----------------------------
    - نعم.. أتيت لمجلس الشعب القومي، نائباً عن مقعد الإداريين المهنيين.

    *** - أنت متخرج من شنو؟؟!.
    -----------------------------
    - أنا خريج آداب، جامعة الخرطوم.

    *** - الحكاية بدأت كيف؟؟!.
    ------------------------------
    - في تلك الأيام، جاءتني - في بيتي - مجموعة من قيادات وزارة الشؤون الإجتماعية.. وجُلّهم أحياء الآن.. يعملون في مواقع رسمية ومنظمات، داخل وخارج السودان.. وقد اتصل بي بعضهم، بعد نشركم لحلقة فاطمة عبدالمحمود، ليذكروني بالوقائع.
    وقد أبدوا دهشتهم للتحوير الذي حدث في هذه الواقعة بالذات.

    *** - طيب.. ماذا حدث، حينما جاءوك في بيتك، إبان حقبة مايو؟؟!.
    ------------------------------------------------------------
    - قالوا لي: «نحن مجموعة، نذرت نفسها لمقاومة سطوة وديكتاتورية فاطمة عبدالمحمود.. وتجاوزاتها الإدارية والمالية».

    *** - ماذا قالوا لك؟؟!.
    -----------------------------
    - قالوا إنَّ الوزيرة فاطمة عبدالمحمود، وبعد أَنْ علمت بقرب صدور قرار بإلغاء الوزارة.. وقبل ساعات من القرار.. استبقت ذلك بتحويل مبلغ «180» ألف جنيه، لإتحاد نساء السودان.. وقد كانت هي رئيسته..!.

    *** - كلامهم.. هل كان موثقاً؟؟!.
    -----------------------------------
    - حينما جاءوني، قالوا لي هذا الكلام شفاهة.. فطلبت منهم، مستندات، تدعم هذا الإتهام الخطير..!.
    وبالفعل.. ذهبوا ثمّ عادوا إليّ ومعهم الشيك.. واحتفظت بصورة من الشيك.. لعلّي محتفظ به، حتى الآن.. رغم مرور نحو ثلاثين عاماً، على هذا الموضوع.
    والذي أثار حفيظتي، ودعاني للاتصال بكم، أمران:
    *** - الأول: إنَّ حقائق التاريخ، ليست ملكاً لنا.. وإنما هي من حق الأجيال كلها.
    *** - ثانياً: ادعاء الوزيرة السابقة، بأنها لا تعرف الشخص الذي أثار هذه المسألة، في البرلمان..
    وهذه المسألة لا تهمني ولست مشغولاً بها.. لكنني أتساءل «من باب الاستغراب ليس إلا»، ومعرفتها لي أو عدم معرفتها لن تزيد في طولي أو عرضي..!
    كيف لا تعرفني، وقد كُنّا زملاء في مجلس الشعب القومي الرابع.. وكنت ممثلاً للعاملين بوزارتها على مدى دورتين برلمانيتين.. تصوروا وزيراً لا يعرف من يمثل العاملين بوزارته في البرلمان.

    *** - ماذا فعلت.. بعد أَنْ رأيت الشيك.. ثم استلمت صورة، منه؟؟!.
    ------------------------------------------------------------
    - تقدمت بـ«طلب إحاطة» داخل مجلس الشعب.. والذي كان مقرّه، هو المبنى الحالي للمجلس الوطني.
    وقد كان رئيس المجلس، هو الرائد أبو القاسم هاشم.
    والذي بدوره وافق على «طلب الإحاطة»، وأعطاني فرصة للحديث.

    *** - ماذا قُلت، في تلك الجلسة؟؟!.
    ---------------------------------
    - فجّرت الموضوع.. واعتبرت أنّ الوزيرة ارتكبت مخالفة دستورية وقانونية.. ولم يكن هناك اتهام لها بأن المبلغ قد ذهب إلى مصلحتها الشخصية كما ذكرت، لأن الأمر كان أخطر من ذلك.

    وطلبت من الحكومة بياناً، حول هذا الموضوع، باعتبار أنّ الوزارة اتحلت.. وأنّ المسألة تمت استباقاً.. وأنّ الوزارة الآن، أصبحت «مفلسة»، بعد أن حوّلت الدكتورة فاطمة عبدالمحمود ما تبقى من رصيد الوزارة «ميزانية التسيير».

    *** - ماذا حدث، بعد ذلك؟؟!.
    ------------------------------
    - كانت تلك، آخر جلسة للمجلس.. حيث «ادخلونا» في اجازة «غير مبررة».. مع أنّ دورة انعقاد المجلس، لم تتجاوز نصف عمرها..
    وعُمر المجلس كان أربعة أعوام..
    ذهبنا في اجازة، وقد تمّ تحديدها بـ«15» يوماً، بدون ابداء أي أسباب.

    *** -مع نميري:
    -----------------
    *** - وحكاية نميري معاكم.. شنو بالضبط؟؟!.
    --------------------------------------------
    - الموضوع أصبح قضية رأي عام.. وقد حاول المايويون.. بعضهم، ولا أقول كلهم.. لأنهم هم أنفسهم، كانوا «كيمان».. يكيد بعضهم لبعض.. وقد لا حظت أن بعضهم كان «مبسوطاً جداً» من طلب الإحاطة، مما يدل على أن هناك عداءً وعدم استلطاف بينهم.

    *** - قُلت له: ماذا حدث مع نميري بخصوص هذا الموضوع؟؟!.
    ---------------------------------------------------
    - أجرى اتصالاته.. وقد حاول البعض تصوير الموضوع بأنه صراع بين «القادمين والقدامى».. وأنه صراع «مايويين مع أخوان مسلمين».
    لذلك، حاولوا «لملمة» هذا الموضوع.. ولكن كان أنْ خرج للإعلام.. وتناولته بعض الصحف.
    الحكومة استعانت بالمراجع العام، وقتها.. والذي نصحهم بأنّه لا يوجد خيار آخر، غير ارجاع هذا المبلغ، لخزينة الدولة.. وبالفعل.. هذا ما حدث.. بعد الضغوط الشديدة، والآثار وردود الأفعال العنيفة، جراء ما أثرناه في مجلس الشعب، وهو يدل على تجريد مجلس الشعب من سلطاته... كما يدل على أن الموضوع كان من الخطورة بمكان.. لأن التجاوز كان خرقاً صريحاً للدستور وقانون الإجراءات المالية والمحاسبية.

    *** - طيب.. ماذا حول اجتماع نميري، بكم؟؟!.
    ------------------------------------------
    - نميري استدعى هيئة مجلس الشعب، لإجتماع «عاجل»، داخل الإتحاد الإشتراكي.
    والهيئة كانت تمثّل، كلّ أعضاء مجلس الشعب القومي.. وهم أعضاء «تلقائيين» في التنظيم الحاكم، وهو الإتحاد الإشتراكي.
    والإجتماع، في تقديري، كان محاولة لـ«الالتفاف» حول الموضوع، وقتله وتميعه.. فهيئة مجلس الشعب، هي الهيئة البرلمانية للحزب الحاكم، وهو الإتحاد الإشتراكي.
    ولو كانت هناك جدية للمسألة والمحاسبة، لكان من المفترض أنْ يتم الإجتماع بمقر مجلس الشعب القومي.. وهو مقر المجلس الوطني، حالياً.

    *** - وبعدين.. ماذا حدث في إجتماع نميري، بالهيئة؟؟!.
    -------------------------------------------------
    - نميري تحدّث عن د. الوزيرة كثيراً.. ودافع عن عملها وأدائها وولائها لمايو.. وأنه استفسرها حول الموضوع، فأتت إليه بالمستندات والوثائق التي تدل، على أوجه الصرف. علماً بأن أوجه الصرف هذه كانت هي مربط الفرس ودليل التجاوز الدستوري والقانوني..

    *** - لغاية هنا الحكاية منطقية..نميري دا.. البكاهو شنو؟؟!.
    --------------------------------------------------------

    - أذكر جيداً، أنه وفي معرض حديثه، قال: بعض الناس، اتهموا أُختكم فاطمة بت عبد المحمود.
    حينما قال «بت عبد المحمود»، ضجت القاعة بالضحك.. فغضب نميري ثم قال: الـ«بضحّكُّم شنو.. مافي شيء مضحك».. ثمّ انفجر باكياً.. «والعَبرة خنقتو».

    *** - هل واصل حديثه؟؟!.
    -----------------------------
    - لا.. انسحب من القاعة.. وقد ترك «ورقه» على المائدة التي، خاطبنا من خلالها..

    *** - وهل قبضوك.. ناس أمن الدولة.. كانوا وين، في تلك اللحظات؟؟!.
    -----------------------------------------------------------------
    - لم يحدث لي شيء.. ولكن، حدث «هرج ومرج»، داخل القاعة.. فتحرّك «أبو القاسم محمد إبراهيم»، نحو المنصة.. وقد كان هو النائب الأول، لرئيس الجمهورية..
    وهاجمني.. ثمّ قرأ الآية الكريمة (ويل لكلّ هُمزةٍ لُمزة)..
    وقد كانت قراءته مليئة بالأخطاء النحوية واللغوية، وغيرها.. فكلمة «لُمزة» قرأها بفتح اللام، وليس ضمها.

    *** حل المجلس:
    ---------------------
    *** - هل انتهى الموضوع، عند هذا الحد؟؟!.
    -----------------------------------------
    - بعدها.. ولأسباب مختلفة، لعلّ أبرزها هذا الموضوع، وقضية باسيلي بشارة الشهيرة «مؤسسة النقل الوطنية».. تمّ حل مجلس الشعب القومي «الثالث».

    *** - إذن، أنت خرجت من مجلس الشعب؟؟!.
    ----------------------------------------
    - ترشحت في المجلس الذي تلاه.. وفزت بنفس مقعدي، ممثلاً للمهنيين..
    وقد فازت الدكتورة فاطمة عن دائرة جغرافية «لعلّها بأم درمان»..
    وفي أولى الجلسات.. وقفت فاطمة، وأثارت موضوع الـ«180» ألف، بالإشارة للمجلس السابق.. فوقف رائد المجلس، وقد كان بدر الدين سليمان.. وقال لها:
    «أنتِ، بهذه الطريقة كأنك تجرّمين نفسك.. الموضوع دا انتهى، مع دورة المجلس السابق.. واللجنة كانت أَنْ برأت الوزيرة».

    *** - ما تقييمك لكلام بدر الدين؟؟!.
    -----------------------------------
    - الشغل كان مطبوخ، داخل الإتحاد الإشتراكي.
    وفاطمة عبدالمحمود أجهشت بالبكاء. حاولت أن أرد.. ولكن بدر الدين سليمان، أشار لي بالجلوس.. وجلست.. لأنّ الرجل كان رائد مجلس الشعب، وبمثابة رئيس للهيئة البرلمانية، والتي كُنت أنا أحد أعضائها.
                  

05-31-2009, 11:33 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    نميري.. تشخيص أخطاء النظام...!!
    ---------------------------------

    جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الرأي العام © 2008

    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=528&id=39479

    التاريخ: الأحد 24 مايو 2009م، 30 جمادي الأولى 1430هـ 22691.

    مجاهد بشير-
    --------------

    *** - نميري نفسه، يرى أن مايو لم تخطيء أبداً، ليس هذا فحسب، لكن الرئيس السابق قال في حوار مع (الرأي العام) قبل سنوات أنه لم يكن يعمل بمفرده بل كان يحكم في جماعة، وإن عاد بعد بضع أسئلة وأعترف بأن السر الكامن وراء تغييره لحكومته أكثر من مرة، هو الأخطاء،

    *** - أما محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي فقد أطلق ضحكة طويلة عندما سألته عن أخطاء مايو، وعندما شعرت بأن الضحكة وحدها ربما تكون الإجابة التي سأحصل عليها سارعت للمشاركة فيها،

    *** - إلا أن نقد صمت قليلاً ليقول إن خطأ نميري كان في قبوله بترؤس مجلس قيادة الثورة، عقب نجاح إنقلاب لم يكن صاحبه، بل كان مجرد رمز وضعه أصحاب الانقلاب الحقيقيين من اعضاء مجلس الثورة. ----- ضحكة سكرتير الحزب الشيوعي يمكنها أن تختزل تاريخ المرارات بين مايو والشيوعيين الذين كانوا أصحاب العهد في بدايته، أو هكذا بدت الأمور، قبل أن تنقلب الصورة رأساً على عقب، ويعدم النظام قادة اليسار ورموزه ممن طالتهم يده،

    *** - وينتقد جوزيف جوزيف قرنق القيادي بتحالف الجنوب الديمقراطي نظام مايو بشدة، ويقول إنه كان نظاماً بلا هدف محدد، انفتح أول أمره على الاشتراكية وسار على خطى عبد الناصر قبل أن ينقلب على سياساته، ويدخل الشريعة ويحول رأس الدولة إلى إمام،

    *** - ويركز قرنق الذي أعدمت مايو والده القيادي الشيوعي ووزير التموين في أول عهدها جوزيف قرنق في إعدامات يوليو الشهيرة، يركز انتقاداته على المحاكمات التي يعتبر أنها لم تكن عادلة، ويضيف أنه لا ينتقد مايو لأنه تضرر بشكل مباشر من كوارثها- في إشارة إلى إعدام والده- بل لأن هناك كثيرين سجنوا وعذبوا لفترات طويلة، وأخذوا بجريرة غيرهم، في عملية كانت مجرد تصفية حسابات سياسية، وليست عدالة، وتطول القائمة التي يضعها قرنق لأخطاء مايو، وتتسع لتضم إدخال الأمن في مراقبة النشاط السياسي، وهي مهمة كانت قبلاً ضمن سلطات البوليس ولها مكتب صغير بوزارة الداخلية يعرف الناس عدد أفراده وهوياتهم، فضلاً عن إدخال المحسوبية التي ترعاها الدولة عبر محاباة منسوبي الاتحاد الاشتراكي، ما أسفر عن حيازة البعض لمناصب لا يمتلكون التأهيل الكافي لها، وتمضي القائمة لتدرج مسألة ترحيل الفلاشا تحت عنوان مثير للجدل ويصف الحادثة على أنها (خيانة).

    *** - لم تنجح مايو في امتحان اليمين أو اليسار كما يقول الأستاذ نقد، ففي البداية رفعت شعارات يسارية ثم أتت ورفعت شعارات إسلامية، وفقدت آخر الأمر اليسار واليمين، إذ أن النظام اتخذ خطاً مماثلاً للتجربة الناصرية وفشل فيه، واتخذ خطاً يمينياً انتهى بأسلمة القوانين ونظر نميري إلى نفسه كإمام، وفشل فيه ايضاً، ويقول نقد (صفر زائد صفر يساوي صفر).

    *** - معظم الانتقادات والأخطاء التي يضعها البعض على ظهر مايو تتعلق بالقوة المفرطة والبطش، والإستبداد والوصول إلى السلطة بقوة السلاح، وربما يبرر إحساس مايو في أول عهدها بعدم الأمان سياساتها القابضة والعنيفة في بدايتها، وحكى لـ(الرأي العام) في وقت سابق عمر الشهيد من حزب الأمة، الذي لقب بالشهيد لنجاته من بضعة أحكام إعدام إثنان منها في عهد مايو أن فاروق حمدنا الله وزير داخلية نميري طلبه في مكتب بسجن كوبر إثر احتجاج الشهيد على احتجازه أثناء زيارة الوزير الذي خاطبه قائلاً: (نحن السلطة سرقناها، وسرقة السارق ما يديك ليها إلا الخالق، وعندنا عينين، واحدة نايمة والتانية حاسة، وعينا الحاسة قالت إنك حتعمل لينا مشكلة، عشان كدا جابوك هنا)، لكن محاكمة تجربة تاريخية بمعايير اليوم أمر خطأ بالنسبة لبروفيسور حسن مكي الخبير الاستراتيجي ومدير جامعة أفريقيا الذي يقول إن القوة في تلك الفترة كانت الأساس في عالم يتسابق قطباه، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على دعم وتبني الانقلابات العسكرية في العالم الثالث الذي كانت الانقلابات أدبه الخاص في ذلك الوقت، بل أنها- والحديث لمكي- كانت تعتبر في بعض الأحيان مقياساً للتقدم في حقوق الانسان مثلما حدث عندما أخذ انقلاب الضباط الأحرار في مصر على أنه حركة إجتماعية حررت الفلاحين من عبودية الأرض والباشوات، وانقلاب الجنرال مصدق في إيران الذي أمم البترول، إلا أن هذه الانقلابات كانت تعاني من مشاكل هيكلية- في إشارة إلى تناقضاتها- ويدلل د. حسن على ذلك بحادثة أدركها في العام 1970، عندما أحتفل نظام مايو حينها بمرور مئة عام على ميلاد فلاديمير لينين الزعيم البلشفي السوفيتي، بينما لم يحتفل بالمولد النبوي الذي صادف موعده مئوية لينين.

    *** - ويرفض الفريق الفاتح الجيلي المصباح مدير جهاز أمن مايو الحديث عن أنها أدخلت الأمن في السياسة، ويقول إنها وجدت جهازاً مشابهاً كان عبارة عن إدارة في رئاسة الشرطة بوزارة الداخلية، حولته إلى إدارة منفصلة تابعة للوزير مباشرة، قبل أن يتطور ليصبح جهاز الأمن العام، وصار له قانون خاص يدعى قانون الأجهزة المركزية لأمن الدولة، بات يحكم عمله وعمل الجهاز الآخر المسمى جهاز الأمن القومي والذي تم تشكيله من ضباط الشرطة والجيش وآخرين، ليكون أشبه بجهاز مخابرات، لم يلبثا أن دمجا معاً في العام 1978 تحت مسمى جهاز أمن الدولة.

    *** - وللمفارقة فإن أحد اهم إنجازات نظام مايو ينظر إليها كثيرون على أنها أكبر أخطائه، كل من زاويته وموقعه، فاتفاقية اديس أبابا للسلام في العام 1972 تمثل أكبر أخطاء مايو السياسية من وجهة نظر اللواء فضل الله برمة ناصر القيادي بحزب الأمة، إذ أنها تمت على أساس أن الإقليم الجنوبي موحد، ولم تشمل القوى الجنوبية والشمالية الأخرى، بل كانت اتفاقية بين نميري وجوزيف لاقو، وعاد نميري ثانية وأصدر قرار تقسيم الجنوب، ورغم أن برمة يعترف بأن فترة العشر سنوات التي عم فيها السلام الجنوب هي أكبر انجازات نميري، إلا أنه يضيف أن الأخير عاد ونقض الاتفاقية بنفسه، وهو النقض الذي يرى فيه البعض أحد أخطاء نميري. د.فاطمة عبد المحمود التي جعل منها أحد قرارات نميري أول وزيرة سودانية، والمعروفة بدفاعها عن الرجل، وافقت على أن إعدام محمود محمد طه لم يكن ملائماً من الناحية السياسية وفقد نميري على إثره الكثير في الغرب بسبب أن الراحل نفذ فيه الحكم رغم تجاوزه لسن السبعين،

    *** - وتعرضت لإعدامات يوليو وأحداث الجزيرة ابا وود نوباوي وأعتبرتها من الجوانب السلبية التي أفرزتها الحياة السياسية وحسبت بشكل أو آخر على مايو،

    *** - إلى جانب قرارات التأميم والمصادرة، وتقسيم الجنوب الذي تسبب في إضعاف اتفاقية اديس ابابا وإنهيارها، وتضيف أن الحديث عن المحسوبية قد يكون بعضه صحيحاً لكنها لم تشعر به كظاهرة شاملة للعهد، وتحكي قصة قصيرة لتدلل على ذلك، إذ طلبت من نميري عندما كانت أمينة للمرأة بالاتحاد الاشتراكي أن تقوم الحكومة بتمويل عملية جراحية (غدة) رغبت في إجرائها بلندن لكنه رفض،

    *** - وأشارت إلى أن أغلب وزراء مايو كانوا ذوي كفاءة حملت الصادق المهدي على الإفادة منهم في عهده الديمقراطي، مثل عبد الماجد حامد خليل نائب نميري، ومبارك رحمة وزير تجارته اللذين شغل كل منهما حقيبة وزارة الدفاع في عهد الصادق، ومضت د.فاطمة في تعديد إيجابيات النظام الذي جعل منها أول وزيرة، ولفتت إلى المقولة الشعبيية التي كان يتداولها البعض عن حكومة مايو باعتبارها (حكومة النسوان) في إشارة إلى توسيع نميري لمشاركة المرأة في الحكم، إلى جانب اتفاقية أديس أبابا التي أتت بالسلام، واستكشاف البترول الذي بدأ في عهد مايو، وأغلب مصانع السكر وبعض الطرق الرئيسية التي شيدت في ذلك العهد.

    *** - أما قضية الفلاشا فتقول د.فاطمة أنها لم تسمع بها إلا كاشاعة وثرثرة قبل الانتفاضة، وصعقت عندما تمت المحاكمة وبرزت القضية إلى السطح. ورغم ان تعيين اخطاء الحكومات وتشخيصها يبدو أمراً صعبا نظرا الى انها تخضع لمحض تقديرات سياسية، وتنقلب هذه الاخطاء الى انجازات في نظر البعض إلا انه من المؤكد ان مايو بسنيها الست عشرة لم تكن خالية من الاخطاء الجسيمة والعادية، ولكن يبقى الجدل في تحديد هذه الاخطاء.
                  

06-01-2009, 01:45 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    *** - من أجندة الغموض:
    -----------------------

    عشاء «بدر الدين سليمان».... أنقذ حياة النميري وزوجته!
    -----------------------------------------------------------

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=13225

    *** - أسرار خافية في انقلاب المقدم حسن حسين 1975 (3).
    *** - عشاء «بدر الدين سليمان» أنقذ حياة النميري وزوجته!
    *** - «شاهد الزور» تعاقبه السماء بأيدي محاكم الطواريء!
    *** - ثبات بطولي للمقدم حسن حسين بعد النطق بحكم الإعدام.

    - حقائق يوثق لها/ كمال خشم الموس:
    ----------------------------------

    *** - قلنا إن حياتنا لا تصفها الأحداث الكبيرة فقط ..بل هناك أشياء صغيرة.. تكون منبعاً وكياناً يحتوي على أهوال وأحداث كادت أن توقف عربة التاريخ.. إننا هنا نفتح (دفاتر منسية) وأجندة غامضة.. ليس في نيتنا أن ندين أحد.. أو نتهم شخصاً أو جماعة.. إننا نعيد الماضي بكل ما كان فيه.. ونخرج بمولانا عبد المجيد إمام من أيام المجد في أكتوبر 1964م ، ونعود به إلى لحظات قاسية.. إلى محطة إحباط وإهانة لرجل كان وزيراً للعدل ونائباً عاماً.. ومعه نرى بعض انصاف الرجال ـ شاهد زور .. وكيف فتح قبوراً بأقوال كاذبة.. إنه تاريخنا لكل ما فيه من قبح وكره.. ولابد أن تكون شهوداً على أحداث نخاف عليها أن تنسى.

    *** - نعود ثانية إلى هناك.. إلى تلك الأمسية الشتوية عقب صلاة مغرب ذات يوم ـ ذات شهر في 1997م.. وكنت حينها ضيفاً.. صحافياً باحث عن حقائق في منزل رجل بقامة الراحل المقيم عبد المجيد إمام.. أحد صُناع ثورة 21 اكتوبر 1964م وأحد أبرز قادة القضاء الجالس أستاذ القانون بعدة جامعات، وزير العدل والنائب العام الأسبق ..والمحامي المشهور..

    *** - قلت له.. مولانا عبد المجيد إمام.. جئت اليوم لأعود بك من 1997م إلى 1975م .. بالتحديد يوم5/9/1975م اني أعود بحركة المقدم (حسن حسين) التي قامت في ذاك اليوم وأحمدت فيه .. وهي حركة إنقلابية نجحت في إذاعة بيانها الأول.. ثم كان إندحارها وعلمت بأنك كنت مرشحاً لرئاسة الوزارة عن ذاك الإنقلاب إن كتب له نجاح.

    *** - قال مولانا ضاحكاً.. (إبني كمال سامحك الله فقد عدت بي إلى زمن بعيد.. ليس لي فيه إلا ذكريات سيئة وكنت مظلوماً لا أكثر.. وأقول لك أولاً : أنا لا أعرف المقدم حـــــسن حسين ولم أره في حياتي.. وإن كان شقيقه الأكبر (عثمان حســــين) كان ضـــــــابطاً أيضاً.. بل كان ضمن تشكيلة المجلس العسكري الحاكم أيام الرئيس الفريق ابراهيم عبود وكان (عثمان حسين) صــــديق وكان دفـــعتي في كليــــة غردون.. وكان ضــــــابط تشريفات على ما أذكر.

    *** - مازلنا هناك.. مع الراحل المقيم مولانا عبدالمجيد امام في منزله الذي يواجه مبنى سينما أم درمان شرقاً.. كان منزلاً ومكتباً.. ومازلنا معه في أحداث.. بالتحيد واقعة اعتقاله والتحقيق معه بعد أن أصدر الرئيس جعفر نميري قراراً بتجميد منصب عبدالمجيد امام الأمر الذي يعني إنهاء الحصانة الدستورية حتى يمثل أمام لجنة التحقيق التي واجهت مولانا عبدالمجيد امام بأن حركة المقدم «حسن حسين» الإنقلابية وقبيل تحركها لاستلام السلطة بالقوة.. اوفدت له المحامي معتصم التقلاوي وشخص يدعى «آدم» وهو اختصار لاسم رجل قبل على نفسه أن يكون شاهد «زور» وقد دمغ شاهد الزور مولانا عبدالمجيد بتهمة قبوله لمنصب رئيس الحكومة رئيس الوزراء وقال الشاهد إن مولانا أقسم له ولاء الطاعة وكتمان السر على مصحف كان معه.

    *** - وكان رد مولانا على التهمة غريباً جداً كما قال هو «قلت لرئيس لجنة التحقيق والله دي أول مرة في حياتي أشوف فيها الخلقة دي».. قاصداً بذلك الشاهد.. «شاهد الملك» الذي ساهم في وصول عشرات الرجال إلى الإعدام.

    *** - عطبرة لماذا؟
    ---------------------
    *** - يقول مولانا عبدالمجيد.. بعد تجميد المنصب واخطاري رسمياً من ضابط بقرار عدم مغادرتي للمنزل لأي سبب امتثلت لله واخطروني بتجهيز نفسي لكي اسافر وحملت بقية ملابسي وما احتاجه إلى رحلة قد تكون طويلة الأمد.. عرفت في مبنى السكة الحديد الذي كانت تحيط به قوة مسلحة من الشرطة العسكرية.. عرفت أن أغلب المتهمين ومن شاركوا في حركة المقدم حسن حسين الانقلابية سيغادرون إلى عطبرة حيث تقرر أن تكون المحاكمات العسكرية داخل أسوار معسكر سلاح المدفعية في عطبرة.

    *** - وحسب منصبي كنت في صالون الدرجة الأولى.. وهناك معتلقين عرفت منهم وفي محطة لمحت «شاهد الزور» ضمن ركاب الدرجة الثانية.. أذكر أن المحامي شيخ الدين الخليفة، ابن الخليفة عبدالله التعايشي.. وكنا نجلس سوياً في بوفيه القطار.
    في «عطبرة» كان في استقبالنا الحسين الحسن وهو رئيس أو رتبة كبيرة في القضاء العسكري ومن أصدقائي وأخذني من محطة عطبرة إلى منزله حيث اقمت معه.

    *** - طائرة الموت:
    --------------------------
    *** - عرفت أن قادة الحركة خاصة المقدم حسن حسين ومعه بعض من ضباط الصف والذين حوكموا بالإعدام قد نقلوا بطائرة مروحية من داخل مبنى سلاح المدفعية إلى جهة نائية اسمها «وادي الحمار» حيث كانت فرقة تنفيذ الإعدام رمياً بالرصاص موجودة هناك.. وكانت المروحية حين تقلع يعرف من هم رهن انتظار المحاكمة أن الأجل المحتوم قد أتى أوانه لرجال وبشهادة الكل كان المقدم حسن حسين ومن معه أشجع رجال.. «المقدم حسن حسين» كان في الـ«36» من عمره.. وعندما نطق القاضي بالحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص خلع ساعة يده ودبلته وسلمهما إلى قاضي المحكمة في ثبات لا مثيل له.. وطلب ورقة وقلم كتب عليها وصيته وسلمها لرئيس المحكمة..

    وقال في ثبات «أنا جاهز للإعدام».
    --------------------------------
    *** - في تلك الأثناء كان القادة الأساسيين مثل «الرائد حامد فتح الله» والملازم أول مظلي «شامبي» لم يقبض عليهما بعد.. أما الملازم أول «حماد الاحيمر» فلقد استبسل وقتل وهو يهم بالقفز من داخل المدرعة «صلاح الدين» التي كانت بها دبابة «تي 55» سوفيتية الصنع كانت أحدث دبابة أيامها وكانت تخصصية.. والذين يعرفون حماد الاحيمر جيداً ذكروا بأنه كان المدفعجي رقم «1» في الرماية بالدبابات.. كان دقيقاً للغاية في تصويبه وحاز على جوائز في كل أعياد واحتفالات الجيش والمدرعات وتقديراً لشجاعته أمر نميري بدفن جثمانه إلى جوار الشهداء بمقابر حمد النيل.

    *** - ملحوظة مهمة:
    -----------------------
    *** - كل من الملازم أول عبدالرحمن شامبي والملازم أول حماد الاحيمر كانا قد نالا ترقية استثنائية من الرئيس نميري حيث أصدر مرسوماً بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة بترقية المذكورين من رتبة الرقيب الأول إلى رتبة الملازم أول «من خانة صف الضباط» لائحة ضباط الجيش وهم يعرفون «ضابط صفوفي» وذلك لمشاركتهما الكبيرة في الإجهاز على إنقلاب 19 يوليو 1971م وعودة نميري مجدداً إلى حكم البلاد.

    *** - وقد ذكر محلل عسكري أن الترقيات الاستثنائية التي اصدرها نميري خرقت الانضباط العسكري وفتحت شهية ضابط الصف للحلم بحكم البلاد.. خاصة وأن عناصر قيادة حركة المقدم حسن حسين الانقلابية لم تضم من ضباط تخرجوا من الكلية الحربية سوى قائد الانقلاب ونائبه الرائد مهندس حامد فتح الله. وذكرت افادات وردت أثناء المحاكمات العسكرية بأن للكتلة السوداء يد طويلة في ذلك الانقلاب الذي كان انقلاباً اسلامياً ولكن من خارج عباءة تنظيم الإسلاميين المعروفين.

    لماذا فشل انقلاب حسن حسين؟
    -------------------------
    *** - هذا السؤال لم نوجهه إلى مولانا عبدالمجيد امام.. وإنما حاولنا استنتاجه من وقائع المحاكمات ومن شهود «ضباط صف» خارج الخدمة جاء بعض منهم إلى مكتبي عندما كنت أكتب حلقات بعنوان «محاولة لإستنطاق صخور الموت بوادي الحمار».. وقد قال رقيب متقاعد جاء إلى مكتبي في 1997م وكان من سكان منطقة الكلاكلة.. إن الفشل يعود إلى عدة أسباب أهمها انشغال الرجل الثاني في الحركة باغتيال الرئيس نميري.. قال إن الرائد حامد فتح الله ترك كل المهام الموكلة إليه وتبع قناعة خاصة عنده تصور له أن القضاء على نميري وتصفيته جسدياً هو النهاية الأكيدة لمايو.. فترك مهام توزيع قوة حراس الكباري وقطع الإتصالات واكتفى بأن قوات الحركة احتلت الإذاعة وسيطرت على القيادة العامة، وبقى في كافوري متربصاً بعودة جعفر نميري وزوجته إلى منزلهما.. وكانت استخبارات الحركة قد رصدت تحرك نميري قبل أيام من حركة حسن حسين وأن نميري كان يفضل قيادة عربته «المازدا» أحدث موديل.

    *** - عشاء بدر الدين سليمان:
    ----------------------------------
    *** - ذكر رائد اسمه «يحيى منور» استشهد في ما عرف بأحداث المرتزقة أن جعفر نميري وزوجته بثينة خليل كانا ضيفين على عشاء في منزل الأستاذ بدر الدين سليمان وزوجته الدكتورة سعاد التجاني الماحي.. وكان بدر الدين سليمان أيامها نجماً لامعاً ومقرباً جداً من الرئيس نميري.. وطالت ليلة العشاء حتى وصلت إلى الثانية من صباح الجمعة 6/9/1975م وكان نميري متوجهاً إلى الولاية الشرقية كسلا بالتحديد رحلة عمل خاصة.. وكان عليه أن يكون في مطار القيادة العامة السادسة صباحاً وقالوا إن زوجة النميري كانت صاحبة الرأي بأن يقضي نميري الساعات الباقية في منزله بالقيادة العامة بدلاً من الذهاب إلى كافوري «علماً بأن منزل بدر الدين سليمان» كان قرابة نهاية المنازل بالصافية جهة الشرق إلى مقربة من طريق «الإنقاذ» الصناعات قديماً، وذهب نميري وزوجته وقبيل الوصول للقيادة العامة تلقاهما الضابط «منور» وصحبهما داخل عربته المارسيدس إلى مكان بعيد.

    *** - فاتنا أن نقول إن الرائد حامد فتح قد وجّه تعليمات لكل قواته بأن تفتح نيرانها على أي عربة «مازدا» يرونها في أي شارع.

    *** - ولأن حياة نميري لم يأت أوان النهاية لها خرجت عربة المرسيدس التي كانت تقل نميري وزوجته بثينة خليل بشارع كان محروساً من قبل عساكر حركة المقدم حسن حسين.. نجا نميري من الموت بينما أضاع الرائد «حامد فتح الله» وقت الإنقلابيين الغالي في مهمة فاشلة.. ولهذا كانت نهاية التحرك الإنقلابي سريعة وإن كان «حامد فتح الله» قد استطاع الفرار إلى خارج الخرطوم وسنرى كيف وأين تم إلقاء القبض عليه؟

    *** - كما أن الرجل الثالث في التحرك «شامبي» قد استطاع الهروب أيضاً.. بينما قبض على المقدم حسن حسين.. وقتل حامد الاحيمر أمام مبنى الإذاعة.

    عودة لمولانا عبدالمجيد امام:
    ----------------------------------
    *** - ويواصل مولانا عبدالمجيد امام حديثه ذاكراً أنه قد مثل أمام القضاء وأخلى سبيله رغم شهادة شاهد الزور وعاد إلى التحفظ عليه في داره بالموردة.. وبقي سجيناً بمنزله طوال الـ«3» شهور وبعدها أخبره ضابط «رتبة» بأنه صار حراً.. وبإمكانه مغادرة منزله في أي وقت يشاء ومتى ما أراد ذلك.

    *** - وقال مولانا إن شاهد الزور «آدم» قد لقى عقابه بعد سنوات أمام إحدى محاكم العدالة الناجزة حيث حوكم بالقطع من خلاف.
                  

06-01-2009, 02:01 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)


    ( رجـال ونسـاء حـول الرئيـس الراحـل نـميـري )....
    كانوا و حـتـي اخـر لـحـظة فـي وداعـه الأخـيـر.

    ------------------------------------------------------------------------

    في صالون العزاء.. دموع بثينة ابكت الجميع.
    -------------------------------------------

    http://www.alhadag.com/reports1.php?id=1578

    سهير عبدالرحيم/ شذى الرحمة: الراي العام-

    *** - من بين الأصوات المنتحبة في ودنوباوي كان صوت بثينة خليل زوجة الراحل جعفر نميري يشق المكان حزناً وصراخاً على فقدها العزيز وهي ترثيه من بعد البكاء بكلمات حرى(يا أبوي، يا أخوي) (يا حليلك يا الفارس يا الكلس يا نوارة القبيلة).

    *** - كانت بثينة التي ابكت دموعها الجميع ترتدي فستاناً اسود سواد اليوم الذي نعى فيه الناعي زوجها، وعليه ثوب أبيض وكانت تنتحب بحرقة وألم وترسل دموعها غزيرة وهي تقف على رجليها تارة ولكنها لم تكن تقوى على الوقوف كثيراً من فرط حزنها ومرضها فسرعان ما تجلس على كرسي وضع في أول الصالة.
    * كان كل البكاء مبينا، ولكن احدى النساء كانت ترثي الرئيس الراحل بالرطانة ولم اتبين شيئا مما كانت تعدد به مآثر الفقيد مثلما كانت أخريات يقلن: سمح العمة، سمح القمة.

    *** - في الصالة الكبيرة وضعت أكثر من ثلاثين صورة تحكي جانباً من حياة نميري الزاخرة والفوارة، وتختزل شيئا من تاريخ مايو المليء بالمواقف والمشبع بالأحداث حد التخمة، وكل صورة من الصور تشير الى فترة من فترات نميري وتحكي جانبا من شخصيته.

    *** - من ضمن الصور كانت واحدة مع الرئيس عمر البشير، واخرى مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الفارق الزمني بين الصورتين يتجاوز العشرين عاماً، ولكن يبقى القاسم المشترك فيها هو نميري.

    *** - بعض الصور الأخرى كانت له وهو يرتدي زياً جنوبياً تقليدياً ولعل الصورة تشير الى الفترة الخصبة ما بعد اتفاقية أديس ابابا التي امتدت لحوالي عشر سنوات، نعم فيها الجنوب بسلام لم يتذوقه منذ الاستقلال.

    *** - وثمة صورة أخرى لنميري وهو(يبشر) لإمرأة من دارفور، وترصد له الكاميرا صوراً بالزي الرياضي وهو يلعب كرة القدم وأخرى على ظهر الابل، وتارة وهو يجني محصول القطن في أحد مواسم الحصاد بمشروع الجزيرة، وصورة للرئيس بلباس الكشافة البحرية.

    *** - بثينة خليل كانت تنتحب على زوجها وعلى يمينها وضعت لوحة تكريم من نادي المريخ للرئيس نميري مكتوب عليها الأبيات الشهيرة لأبي الطيب المتنبي:
    المجد عوفي اذا عوفيت والكرم وزال عنك الى اعدائك الالم - (تاريخ التكريم مايو 2009)

    *** - ولكن مايو 2009 مضى ولم يكن احتفال النميري بعيد ثورته كما احتفل من قبل فقد كان يغالب المرض ويصارعه، ويحكي (لبيس) نميري (أبيض مجوك) وهو من ابناء النوير ان النميري رفض في آخر ايامه تناول الدواء، واضاف: كان ينتابني احساس ان هناك من عمل له(عمل) لأنه كان رافضا لتناول الدواء.

    *** - الصحفية آمال عباس شق صوت بكاءها جنبات المكان وهي تصرخ ألما على فقده، آمال قالت وهي تغالب دموعها ان النميري قدم الكثير للوطن. * اما آمال الاخرى فهي آمال الريح السكرتيرة السابقة لنميري قالت: إن الراحل كان رجلاً عظيماً ورئيساً يندر أن يجود الزمان بمثله ، وقالت مي عبدالمحمود مسؤولة الاعلام في الاحتفال بالذكرى الاربعين لثورة مايو إن نميري كان يعول بعضا من اقاربه وكانوا يسكنون معه.

    *** - أشجار النخيل في منزل نميري كان بعضها مثمرا، اما الآخر فقد امسك عن الإثمار وكأنه لا يرغب في أن يوتى ثماراً لن يأكلها صاحب الدار الرئيس نميري.
    '
    ***********************
    ***********************
                  

06-02-2009, 02:48 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)


    ( 1 ) -

    منصور خالد.
    ---------------
    *** - من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

    *** - الدكتور منصور خالد محمد عبدالماجد دبلوماسي وكاتب وسياسي ومفكر سوداني. يعد من أكثر الشخصيات السودانية إثارة للجدل نسبة لاراءه المختلفة ولخطورة مناصبه المحلية والعالمية التي تقلدها.

    *** - حياته ونشأته:
    ----------------------

    *** - ولد الدكتور منصور خالد بام درمان العاصمة الوطنية للسودان في العام1931، قرأ مراحله الدراسية حتى المرحلة الجامعية بالسودان.

    *** - حصل على الماجستير في القانون من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية.والدكتوراه من جامعة باريس.

    *** - عمل في بداية حياته بالمحاماة وانتقل للعمل بالامم المتحدة في نيويورك ثم منظمة اليونسكو بباريس. عمل استاذا للقانون الدولي بجامعة كلورادو بالولايات المتحدة.

    *** - بعد قيام ثورة مايو 1969 بقيادة جعفر نميري اشتغل كوزير للشباب ثم سفير للسودان في الامم المتحدة .

    *** - تقلب في عدة مناصب في السودان من وزارة الخارجية ووزارة التربية وكمساعد لرئيس الجمهورية ، عمل كزميل في معهد ودرو ويلسون بمؤسسة اسمثونيان بواشنطن عقب تركه السودان في عام 1978م، شغل موقع نائب رئيس للجنة الدولية للبيئة والتنمية التي انشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982م، ومقرها جنيف..

    *** - ألف عددا من الكتب حول السياسة السودانية باللغتين العربية والانجليزية كما نشر العديد من المقالات في الحوليات الدولية عن قضايا التنمية والسياسة في العالم الثالث، كما انه مهندس جميع اتفاقيات السلام بالسودان.[1]

    *** - مؤلفاته:
    ----------------

    *** - للدكتور منصور خالد عدد كبير من المؤلفات ومؤلفاته تقع معظمها في مجلدات ضخمة خصوصا ما كتب منها في فترة التسعينات ومن مؤلفاته:

    * حوار مع الصفوة/مجموعة مقالات
    * لا خير فينا ان لم نقلها/مجموعة مقالات
    * السودان والنفق المظلم/ كتاب في نقد نظام النميري
    * الفجر الكاذب/في نقد نميري ايضا
    * جنوب السودان في المخيلة العربية
    * النخبة السودانية وإدمان الفشل
    * قصة بلدين

    ************************************
    ************************************

    ( 2 )-
    صباح الـخير يا منصور خالد..
    ----------------------------
    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=13902
    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - من الجامعة إلى - الصمغ - مروراً بالوزارات أَلا يكفيك..؟!
    *** - من طالب جامعي مميّز يكرهه اليسار الشيوعي.. إلى حليف له.. سبحان الله..
    *** - مفكّر ديمقراطي.. ومحب لأمريكا.. ووزير في اسوأ نظام عسكري..!

    قضـية/ سيد أحمد خليفة:
    ------------------------
    *** - في اليومين الماضيين، وبرغم طغيان أحداث غزَّة ومجازر الصهاينة النازيين هناك، طغت أخبار استقالة أو إقالة الدكتور منصور خالد وعودته إلى رئاسة «شركة الصمغ العربي» على الأحداث الداخلية، ونال - الحدث المنصوري -الاهتمام الصحفي الكبير نحو «50%» من المانشتات الرئيسية للصحافة السودانية، فضلاً عن استيلائه على عدد من التعليقات والأعمدة الصحفية المقروء منها والذي يقرأه كاتبه - وجامعه على الكمبيوتر والمصحح.. وربما الرقيب..!.

    *** - وما دام الرجل بكل هذه الأهمية الإعلامية لدرجة الطغيان الداخلي على أهم وأكبر حدث يشغل العالم فمن الواجب أن نلقي بعض الأضواء التاريخية على الدكتور منصور خالد - الرجل العام - وليس منصور خالد الرجل الخاص في حياته الخاصة التي نختزل الحديث حولها في كلمة ونقول إنَّ الرجل - متفرغ للعمل العام.. وجذب الأنصار والإهتمام.. لا شيء يشغله في حياته منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان..!.

    *** - بعد أن أعاده القضاء «للرئاسة» لماذا لا يختار حُسن الخاتمة..؟!

    *** - الطالب المميّز:
    ---------------------
    *** - بدأ الدكتور منصور جذب الإنتباه إليه وهو طالب قانون بجامعة الخرطوم في خمسينيات القرن الماضي، فبجانب الذكاء الأكاديمي كان الوعي السياسي المبكّر للطالب منصور خالد قد أدخله دائرة الضوء لكونه - رجعي - بمقاييس الشيوعيين واليساريين في ذلك الزمان، ليس لكون الجنرال عبدالله بك خليل رئيس وزراء أول حكومة سودانية بعد الإستقلال والإنتخابات هو خاله، ولكن لأنَّ منصور خالد كان يحظى بزيارات ولقاءات وإجتماعات بدبلوماسيين غربيين أبرزهم دبلوماسي أمريكي هل هو «قنصل - سفير - سي أي ايه».. الله أعلم، ولكن أبرز ما كان يميّز تلك اللقاءات هو أنها كانت تتم على المكشوف وداخل أروقة وأفنية وساحات الجامعة أو الفنادق..!.

    *** - معركة المعونة:
    ----------------------
    *** - كانت تلك أيام معركة المعونة الأمريكية التي ناضل وقاتل اليسار السوداني الشيوعي ضدها، فيما فعل الشيء نفسه لصالح قبولها عبدالله بك خليل رئيس الوزراء وحزبه - الأمة - بينما تحالف مع الشيوعيين ضدها الحزب الإتحادي بزعامة دينية ميرغنية وبزعامة سياسية للشيخ علي عبدالرحمن الأمين الذي قال عن المعونة الأمريكية قولته الشهيرة «لن نقبلها حتى ولو جاءت مبرأة من كل عيب»..!.

    *** - الإنقلاب الحاسم..!
    ---------------------
    *** - على كل حال جاء إنقلاب الفريق عبود في 17 نوفمبر 1958 - أي بعد عامين من الإستقلال وحسم الأمرين وهما:
    - قبول المعونة الأمريكية.
    - وتجميد النزاع حول حلايب والذي كان هو الآخر من «دواعي ومبررات إنقلاب عبود ذاك»..!.

    *** - خلف الكواليس:
    ------------------------
    *** - إبان الحكم العسكري النوفمبري - 58 - 64 - خفتت الأضواء حول منصور خالد، ولكن يعتقد أنه لم يضار أو يمس بسوء إذ لم يكن مع أو ضد النظام العسكري.

    *** - ولكن البعض يعتقد أنّ الرجل الذي تخرّج من جامعة الخرطوم - كلية القانون - وعمل في أنشطة إعلامية واستند بقوة على قرابته وعلاقته بالسيد عبدالله بك خليل - الذي سلّمها وارتاح - أي - السلطة - قد اندمج أكثر وأكثر في الصلات والعلاقات الأمريكية وأضحى مدافعاً معروفاً عن نمط الحياة الغربية والأمريكية في مقابل كراهيته وعدائيته للشيوعية والإشتراكية..!.

    *** - وفي تلك الحقبة أيضاً نقل الرجل همومه وإهتماماته وصلاته بالغرب الأمريكي من الداخل - السفارة.. والسفير.. والقنصل.. والسي - اي - ايه - إلى أمريكا نفسها حيث سافر.. وسافر.. والتقى.. واستزاد من محبة الأمريكان له.. وحبه لهم..!.

    *** - إذن في حقبة الحكم العسكري النوفمبري والنضال الوطني الديمقراطي ضده لم يكن للدكتور منصور خالد دور أو وجود يذكر فوق ساحات المعركة الهادفة لإستعادة الديمقراطية التي أعيدت بالفعل في أكتوبر 1964 حيث استعيد الحكم الديمقراطي إلى أن انقلب عليه العقيد جعفر نميري وصحبه من الرواد ومَنْ هُم دونها كرتبة.. وفوقها كرتبة - حيث اختفى أو توارى منصور خالد، وإن كان له ظهور فوق ساحة ما بعد اكتوبر فهو طفيف.. وخفيف جداً ولكنه ربما هو عكس ذلك في الخفاء..!.

    *** - ما بعد المذابح:
    --------------------------
    *** - عقب مذابح 19 يوليو 1971 وانقلاب نفر من الشيوعيين.. وليس كل الشيوعيين على نظام نميري، وفي السنوات الأولى أيضاً تدرّج منصور خالد في الظهور على المسرح الدامي ذاك، وإن لم يكن على الإطلاق طرفاً فاعلاً فوقه.. فالرجل لا يعرف عنه - العنف البدني.. أو المواجهة العسكرية.. أو الفجور المسلح في الخصومة..!.

    *** - ولكن يُعرف عنه أيضاً - نعومة الخصومة.. وملساء الممارسة.. والدأب في سبيل الوصول إلى أهدافه ومراميه..!.

    *** - منصور الوزير:
    -------------------------
    *** - إذن وبعد أن انتقل نميري ونظامه من «لينين إلى آمين» كما كان يقول صديقنا العبقري الراحل الدكتور عمر نور الدائم، بدأ ظهور نجم منصور خالد في الأُفق السياسي المايوي الأمر الذي اعتبره البعض جسراً للعودة المايوية من الشرق الشيوعي إلى الغرب الأمريكي، حيث كان منصور خالد وآخرين هُم - العلب - أو الأعمدة - لذاك الجسر الذي وصل بنميري ونظامه إلى مرتبة - ترحيل الفلاشا إلى إسرائيل - لمحاربة كل شيء آمنت وعملت لأجله حركة التحرر الوطني العربي والأفريقي والعالمي، وهو ازالة - الضرس السام - للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والخليج، بل والعالم الثالث، ونعني ويعنون - إسرائيل - التي لازالت تعض أمريكا من خلالها كل خطوة يخطوها العالم للأمام على طريق التحرير والسلام والوئام الأممي..!.

    *** - من الخارجية.. للرياضة:
    ----------------------------------
    *** - في تلك الحقبة من نصف السبعينيات الأولى شغل منصور خالد منصب وزير خارجية نظام نميري العسكري الباطش، حيث أظهر وأكّد ذلك للجميع بأن الحديث - عن الديمقراطية.. والحرية.. والنظام التعددي هي شعارات على لسان منصور خالد وأمريكا.. ولكنها شعارات فقط، إذ أنّ السلطة هي الهدف ولو على ظهر دبابة وإنطلاقاً من فوهة مدفع..!.

    *** - استبدال.. وتخفيض:
    -------------------------------
    *** - في رأي البعض أنّ نميري الذي كان يكره مَنْ يسرق منه الأضواء حتى ولو كان من رجاله، كان قد تضايق من تزايد وجود منصور خالد وتزايد الأضواء والهالات حوله داخلياً وخارجياً، فخفضه إلى - وزير رياضة وشباب - بجانب اسناد دور صحفي له عندما جعل منه رئيساً لمجلس إدارة «دار الصحافة».. حيث كتب في تلك الأيام اسوأ ما يكتبه مثقف سوداني ينتمي إلى العالم الثالث الساعي إلى التحرر والحرية في تلك الأيام..!.

    *** - إنكار الحق الأريتري:
    -------------------------
    *** - كانت مقالات منصور - السلسلة والمتسلسلة - في تلك الأيام من بداية السبعينيات قد انكرت تماماً وجود قضية اسمها - أريتريا - بل وأطلق مقولته المشهورة وهي أن - جبهات التحرير الأريترية - مجرّد حركات شفتة..!.

    *** - كان ذلك رأي الغرب الأمريكي أيضاً.. ورأي إسرائيل بالضرورة، لأنَّ الأخيرة كانت ترى في قيام الثورة والدولة في أريتريا - تعريباً كاملاً للبحر الأحمر من السعودية - جدة - مروراً بالسودان - بورتسودان - وصولاً إلى الصومال - بربره - فجيبوتي واليمن وباب المندب..!.

    *** - إننا وقبل أن نختم ملخص تلك الحقبة من علاقة الدكتور منصور خالد بأريتريا وقضيتها نُذكّر بأنَّ الرجل وحين انتمى للتجمع الوطني عقب الإنقاذ 1989 - تحالف من خلال تحالفه مع حركة قرنق مع نظام سياسي أفورقي الأريتري الحاكم، وراح من أسمرا يتحدّث عن - النضال من أجل استعادة الديمقراطية والحريات في السودان، برغم علمه ويقينه ويقين الذين معه إنّ أسمرا لا تكره قدر هذه العبارات.. وأنَّ نظامها لا يجامل.. ولا يغالط في كراهيته ورفضه لأي حديث عن الديمقراطية والتعددية والحريات، وحقوق الإنسان..!.

    *** - ذلك بإختصار لأنّ فلسفة الجبهة الشعبية الحاكمة في أريتريا تقوم على أساس أنَّ كل هذه المسميات - حرية.. وديمقراطية.. وتعددية.. وحقوق إنسان - هي الأبواب التي منها يأتي الريح.. وأنَّ عليها - أي الجبهة الشعبية الحاكمة في اريتريا - أن «تسدها وتستريح»..!.

    *** - لخطة ايدولوجية عجيبة:
    -----------------------------
    *** - عندما انتمى منصور خالد للحركة الشعبية بقيادة جون قرنق - صاحب المنفستو الشيوعي المعروف - تشابه الزمان الجديد مع الزمان القديم، حيث كانت بدايات أو نهايات انهيار الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي تحتم وجود «ثدي مرضع» وملاذ آمن للحركة الشعبية - الماركسية - وغيرها من الحركات، بجانب وجود ذات الملاذ والثدي لبعض الحركات الدينية التي كانت تعيش على صراع القوتين، حيث تنال - بركات أمريكا - لأنها تحارب الشيوعية.. حيث فقدت تلك الجماعات والحركات الدينية أيضاً دورها ووظيفتها بنهاية الشيوعية وسقوط رايات الالحاد التي كانت تحارب تحتها أو بزعم اسقاطها..!.

    *** - نجاح باهر:
    --------------------
    *** - فيما يمكن القول بأنه نجاح باهر لسعي الدكتور منصور خالد وغيره من الذين التحقوا بالحركة الشعبية من أبناء اليمين السوداني - منصور خالد ونميري - واليسار السوداني - عرمان - وغيره في حجر الحركة الشعبية أو الإنجرار خلفها إلى واشنطون - بالكامل، فإنّ ذات الطريق قاد الدكتور منصور خالد إلى الداخل مرة أخرى في إطار المصالحة بين - الإنقاذ والحركة الشعبية من جهة - نيفاشا - وبين الإنقاذ والتجمع الديمقراطي من جهة أخرى، حيث كانت إتفاقية القاهرة التي على رحالها عاد الدكتور منصور خالد ومئات المحاربين - بالمدفع.. والقلم.. واللسان.. والتخابر.. والتآمر - إلى أرض الوطن ليدخلوا ضمن أنشطة ومؤسسات النظام في أدوار هي للعيش والمعايشة أقرب من كونها وصولاً أو سعياً للوصول إلى الأهداف..!.

    *** - أهو المشهد الأخير؟:
    --------------------------
    *** - الآن والدكتور منصور خالد وهو يشغل الواقع السوداني وينشغل به من الجامعة وحقبة الشباب، إلى الصمغ العربي وحقبة الكهولة.. وبين هذه وتلك تفرغ تام - لا شغل ولا مشغلة - كسائر خلق الله من الآباء والأمهات والجدود.. نقول هل هذا هو المشهد - اللزج - الأخير في حياة الدكتور منصور خالد الذي يمكن أن يريح ويستريح بعد أن استرد كرامته - كرئيس - لشركة الصمغ العربي التي لم يفهم أحد ماهي علاقتها به أو علاقته بها كصمغ، وكمرفق تجاري بحت..!.
    إنَّ الناس - وأنا منهم - يتوقعون من الرجل - الدكتور منصور خالد - أن يختار ما يشبه «حُسن الخاتمة» وأن يترجّل ويأخذ مقعده المعاشي المريح..!.

    ****************************
    *******************************

    ( 3 )-
    الدكتور منصور خالد ولقاء مع قناة الجزيرة:
    ------------------------------------------

    منصور خالد.. السياسة السودانية العالمية ج1
    مقدم الحلقة: سامي كليب.
    ضيف الحلقة: منصور خالد/ دبلوماسي وكاتب سياسي سوداني.
    تاريخ الحلقة: 7/7/2007

    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/915FAE52-F6E0-41AF-8BE9-055A528D2D11.htm

    *** - جميع حقوق النشر محفوظة الجـزيرة 2000 -2009م.
                  

06-02-2009, 11:34 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    رجال حـول الرئيـس نـمـيـري:
    -----------------------------
    بعـد رحيله بيـوميـن... ماذا قال الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب عـن جـعفر النـميـري?

    سوار الذهب لـ«الشرق الأوسط»:
    أقصينا نميري بعد تأكدنا بأنه صار بلا شعبية!!
    ----------------------------------------------

    *** - جريدة ( الشرق الاوسط ).
    *** - الصفحة: أخبــــــار
    *** -الثلاثـاء 08 جمـادى الثانى 1430 هـ 2 يونيو 2009 العدد 11144


    الخرطوم: إسماعيل آدم:
    --------------------
    *** - الرئيس السوداني الأسبق الذي أطاح بالنميري: ولاؤنا «المطلق» له استمر حتى اللحظات الأخيرة وعزلناه لحقن الدماء

    *** - قال الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار الذي اتخذه عندما كان قائدا للجيش، بإقصاء الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري، في الرابع من أبريل (نيسان) عام 1985، بإعلانه انحياز الجيش للشعب السوداني، توصل إليه بعد أن تأكد له، كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة، بأن نميري «بات لا يملك شعبية»، وأكد أن قرار إقصاء نميري، الذي كان في رحلة علاجية في الولايات المتحدة، كان من أجل «حقن دماء السودانيين، ولمنع حدوث انقلاب عسكري من ضابط صغير في الجيش، كما يحدث في بلدان أفريقية».

    *** - وشهد السودان في أواخر حكم نميري، انتفاضة شعبية كبرى نظمت ضده، استمرت من أواخر مارس (آذار) وحتى أوائل أبريل (نيسان)، سميت بانتفاضة مارس/أبريل، توجت بإعلان قائد الجيش (سوار الذهب) الانحياز للشعب، وإنهاء حكمه الذي استمر زهاء 16 عاما، وبدأت بعدها فترة انتقالية، لمدة عام، نظمت خلال انتخابات ليسلم الجيش السلطة للمدنيين. ونوه سوار الذهب، الذي يعد من القلائل في العالم، الذين يتنازلون عن السلطة طواعية، إلى أن ولاءه هو وقيادات الجيش لنميري كان «مطلقا»، وقال: «كنا موالين له، إلى أن تأكد لنا بعد مسيرة جماهيرية أطلق عليها مسيرة الردع، نظمها أنصار نميري للرد على الانتفاضة الشعبية كانت «هزيلة»، وكشفت أن الشعب يريد ذهاب نميري».

    *** - وقال سوار الذهب: «نميري كان رجلا ذا عزيمة ومحبا لوطنه، وأعطى السودان كثيرا من الإنجازات في شتى المجالات»، وأضاف، «البلاد فقدت أحد أبنائها البررة، حكم البلاد في أكثر مراحلها دقة وخطورة»، ومضى إلى القول أن نميري بجهوده المكثفة وإخلاصه، وضع السودان خلال سنوات حكمه الـ«16» عاما على المسار الصحيح، ويتبوأ موقعه المتقدم من بين الدول النامية.

    *** - وسرد سوار الذهب، في رد على أسئلة «الشرق الأوسط»، بمناسبة رحيل نميري، انجازات الأخير، وقال، إن نميري يعود الفضل له في التوسع في المشروعات الزراعية في البلاد، ومن بينها مشروع الرهد الزراعي «الفاو» وسط البلاد، الذي وصفه بأنه من المشروعات الرائدة في البلاد، ويعد من المشروعات الزراعية الكبرى في أفريقيا والمنطقة العربية. وأضاف، أن نميري أحدث التوسع في زراعة السكر، وأشهر ما قام به في هذا الجانب إنشاء مصنع سكر «كنانة» جنوب الخرطوم، الذي حسب سوار الذهب، ليس الأكبر على مستوى السودان وأفريقيا، بل يعتبر من أهم مصانع السكر على مستوى العالم. وقال الرئيس السوداني الأسبق، إن نميري هو الذي طور القوات المسلحة السودانية، «وجعلها قادرة على الدفاع عن السودان ووحدته واستقراره وأمنه». واعتبر سوار الذهب، الذي يرأس الآن هيئة سودانية شعبية لجمع الصف الوطني، أن فترة «حكم الرئيس نميري شهدت استقرارا سياسيا طيبا، مكنه من أن ينجز الكثير من الأمور السودانية، وقال «يكفي أنه حقق السلام في جنوب السودان بعد حرب طويلة، وذلك عن طريق المفاوضات مع الجنوبيين، الذين كانوا يحملون السلاح في ذلك الوقت، وهي حركة، انانيا، بزعامة جوزيف لاقو، ووقع معها اتفاق أديس أبابا في عام 1972، الذي جلب السلام لمدة 10 أعوام.

    *** - واثني سوار الذهب على سياسة نميري الخارجية، وقال «على الرغم من أنه أعلن سياسة خارجية في السنوات الأولى لحكمه تميل إلى الشرق، والاتحاد السوفياتي، آنذاك، إلا أنه بعد فترة قدر أن مصلحة السودان تستدعي الاستعانة ببعض الدول الغربية، كما أقنع من خلال تلك العلاقات الحكومة الأميركية باستخراج البترول في السودان».

    *** - وأضاف سوار الذهب، أن «نميري خلق للسودان موقعا سياسيا معتبرا في المنطقتين الأفريقية والعربية»، ووصفه بأنه أحد «حكماء أفريقيا» ساهم في حل الكثير من المشكلات في القارة، دون تفصيل، لكنه أشار إلى جنوب أفريقيا.

    *** - ونوه سوار الذهب، إلى أن «نميري أسس حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني، وقد أحجمت الأحزاب السودانية الدخول فيه، ولكن كان يعتقد أن الحكم الشمولي يتيح الفرصة لتنفيذ المشروعات بصورة فاعلة وسريعة، قياسا بالحكومات الديمقراطية»، وأشار إلى أنه يلاحظ أن أغلب المشروعات التنموية أنجزت في العهود الشمولية وليست الديمقراطية، لأن الأخيرة دائما تكون قصيرة ويصعب من خلالها اتخاذ القرارات العملية.

    *** - واعتبر سوار الذهب، أن دعم نميري للقضية الفلسطينية كان بلا حدود، واستعاد في هذا الخصوص إحداث «أيلول الأسود» بين الفلسطينيين والأردنيين، وقال: «أثناء المواجهات بين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية في عام 1970 بعثه جمال عبد الناصر، على رأس وفد عربي يضم الراحل سعد العبد الله، وزير داخلية الكويت آنذاك، والباهي الادغم من تونس، ليتفاكر ثلاثتهم مع القيادة الأردنية حول تلك الأحداث، واستطاع نميري ووفده أن يعود إلى القاهرة، وفي معيته الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي كان محاصرا بسبب تلك الأحداث.

    *** - وحسب سوار الذهب، فإن تكليف عبد الناصر، له بالمهمة كان يؤكد بأنه يتمتع بسمعة طيبة وبلا حدود وسط الدول العربية.

    *** - ورأى سوار الذهب، في رد على سؤال حول أخطاء نميري بأنها كانت «معدودة وقليلة»، وسرد بعضا منها بالقول، إن الاستجابة لتوصية من جنوب السودان بإعادة الولايات الجنوبية الثلاث بدلا عن الإقليم الواحد المنصوص عليه في اتفاق أديس أبابا كان من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تجدد الحرب في الجنوب، بزعامة الحركة الشعبيىة لتحرير السودان، التي كان يقودها وقتها جون قرنق، في عام 1983.

    *** - وقال «هذا ما حدث على الرغم من أن نميري، فقط استجاب إلى توصية من جنوبيين من الاستوائية، بإعادة الولايات الثلاث، بعد أن رأوا أن بعض إخوانهم من قبيلة الدينكا يسيطرون على الجنوب في ظل الإقليم الواحد».

    *** - وقال سوار الذهب، إن من القرارات غير الموفقة التي اتخذها نميري، قرار حل الإدارة الأهلية في السودان، وأضاف، أن القرار «فاقم الأوضاع الأمنية في الجنوب، ولولا حلها لما قامت مشكلة دارفور». وردا على سؤال حول الكيفية التي اتخذ بها قراره بالاستيلاء على السلطة لصالح الشعب في الرابع من أبريل (نيسان) عام 1985، قال سوار الذهب، إنه هو وقيادات الجيش السوداني، كان ولاؤهم مطلقا للنميري حتى اللحظات الأخيرة، وفي خضم المظاهرات في الخرطوم المناوئة للرئيس، وأضاف «ولكن عندما دعونا لمظاهرة هادرة أطلق عليها مسيرة الردع لإبراز شعبية نميري، وشاركت فيها شخصيا، اتضح العكس، حيث جاءت هزيلة بعدد قليل جدا من الناس، وأنصار حزب الاتحاد الاشتراكي، فعرفنا في قيادة الجيش أن الشعب يريد التغيير، وأن نميري أصبح بلا شعبية».

    *** - ومضى سوار الذهب يقول: «كنا نؤمل في أن تكون له شعبية ويستمر الجيش على رأس الأمور موجودا، ولكن المظاهرة قالت إن الشعب يريد تغيير نميري، فانحاز الجيش للشعب». وكشف أن القرار جاء باتفاق بين أعضاء قيادة الجيش، وبأنه جاء «حقنا للدماء ولقطع الطريق أمام أي ضابط صغير من المتحمل أن يقوم بانقلاب عسكري يقلب الأوضاع»، وشدد أن «القرار تم بالتشاور مع قيادات الجيش، وكانوا مجمعين على الخطوة لأن نميري لم تعد له شعبية»، وأوضح أنه قد قام بجولة على الوحدات العسكرية في العاصمة قبل اتخاذ القرار، ووجد أن كافة قيادات الجيش قد وصلت إلى قناعة بأن نميري أصبح بلا شعبية». من جهة ثانية، قال الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض، وهو يعزي في وفاة نميري: «مهما كانت درجة الخلاف فإن حب الوطن يجمعنا»، من جانبه، قال القيادي في حزب الأمة، بكري أحمد عديل، لـ«الشرق الأوسط»، إن نميري فيه صفات أساسية وهي: «الشجاعة والصدق والصراحة» وأنه «أخ إخوان يتعاطف مع مشكلات الناس»، وأضاف أن كل من عمل معه عن قرب يكتشف فيه هذه الصفات، وأنا واحد من الذين عملوا معه بعد المصالحة الوطنية، حيث كنت حاكما لإقليم كردفان، وعملت معه عن قرب أثناء رحلاته الخاصة باستخراج البترول من جنوب كردفان». وحسب عديل، فإن نميري ارتكب أخطاء خلال سنوات حكمه، «ولكن جاءت إما من التسرع في اتخاذ القرار وعدم مراجعته، أو من استشارة غير صحيحة».

    *** - وقال نافع على نافع، مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، إن «نميري تشهد له الأمة السودانية، وعلى رأسها القيادات التشريعية والتنفيذية بما قدمه إبان فترة توليه الحكم فهوا أنجز قرارات شكلت الواقع المعيش الآن بما فيها أسلمة القوانين السودانية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، ووصف ذلك بأنه «أعظم مرحلة»، وقال، إن تلك القوانين ما زالت سارية حتى الآن، وأضاف «نحن نحسب ذلك له»، وقال نافع، إن «السودان شهد لنميري مواقف لن تتكرر، مثل إبادته الخمور، فهذا لم يحصل إلا في صدر الإسلام، ونحن نقول إن هذه الأعمال طيبات»، واعتبره رمزا من رموز الوطن وأحد أبنائه البارزين، وقال، «شهد له الجميع بالصفاء والشهامة ومعروف أنه سوداني أصيل».

    *** - وحسب المحامي على السيد، القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، فإن نميري ما له قليل وما عليه كثير، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن نميري «في عهده ورغم ما لديه من وطنية فقد وصلت البلاد مرحلة من التردي». وأضاف «استولى على السلطة بنية حسنة ووضع برنامجا يصلح لكل القوى الوطنية.. غير أنه ككل العساكر تراجع أو اضطر إلى التراجع، فتحول نظامه إلى نظام عسكري بنسبة 180 درجة». وطبقا للسيد، فإن «حكم نميري مهما قيل عنه فإنه أقل مرارة من حكم الإنقاذ الحالي، ووضعنا كان أحسن حالا مما نحن عليه الآن»، وقال: «إن نميري رجل نظيف اليد، جاء إلى الحكم فقيرا وذهب منه وهو فقير، كما أن من كانوا معه شرفاء أتوا فقراء وهاهم نراهم فقراء».
                  

06-02-2009, 08:19 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)


    د. منصور خالد -
    ------------------------

    http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=185749&issueno=9017

    الاربعـاء 08 جمـادى الثانى 1424 هـ 6 اغسطس 2003 العدد 9017

    *** - «السودان أهوال الحرب وطموحات السلام ـ قصة بلدين» ـ
    *** - الترابي قال إنه يريد تلقين أوروبا درسا عن الديمقراطية-
    *** - الإنقاذ استهدفت مصر وليبيا، واستعدت إثيوبيا وإريتريا رغم مساندتها للخرطوم في أول الانقلاب-
    *** - نظام الجبهة الإسلامية لم يكن يتسع لغير الجبهويين، و«أنصار كل من غلب»-
    *** - غامرت الجبهة بمساندتها للعراق ابان غزوه الكويت رغم إزدراء الترابي المعلن لصدام حسين-

    لندن: عيدروس عبد العزيز:
    --------------------------
    *** - خصص الدكتور منصور خالد وزير الخارجية السوداني الاسبق جزءا كبيرا من كتابه الجديد «السودان اهوال الحرب وطموحات السلام ـ قصة بلدين» للحديث عن نظام الانقاذ الوطني وحزب الجبهة الاسلامية القومية الذي اتى للسلطة في يونيو (حزيران) 1989.

    *** - وقال في كتابه الذي يروي قصة الـ50 عاما ـ الاخيرة في السودان، ان «الجبهة الاسلامية لم تفلح ابدا في ان تقنع اهل السودان بانها نظام يعترف بمبادئ حقوق الانسان، ويأخذ الناس ـ مسلمهم وغير مسلمهم ـ بالحسنى. ويقول ان «النموذج المثالي للحكم الذي صنعه الترابي وتولاه بالرعاية لم يكن يتسع منذ البداية لغير الجبهويين، ومن والاهم، مسترخصا لنفسه، ومرخيا زمامه لهم».

    *** - وأضاف: «تساقط على النظام، وبحماس منقطع النظير، معميون، هم انصار كل من غلب». واشار الى ان «جميع هؤلاء كانوا في تقدير النظام اما مغفل نافع، او رديف مطاوع. لم يبتغ النظام من تأييدهم غير التعفية على خدعه»، وأبان ان للترابي، يومذاك، رأيا صريحا في التعددية السياسية.

    *** - فقد قال لصحافي اميركي، «انها وجه آخر للطائفية والقبلية». واوضح خالد ان «كثيرين لا يختلفون مع حكم الترابي بأن الطائفية الدينية والقبلية ما زالتا، رغم تبديل الازمان، تلقيان بظلهما الكثيف على الحياة السياسية في السودان. ولكن القبلية والطائفية حقيقتان من حقائق الحياة في السودان يلغيهما التطور، لا الاوامر الفوقية المشتطة، او فوران الانفعالات».

    *** - وفي ما يلي نص حلقة اخرى من الكتاب اندفع الترابي في حديثه لصحافي اميركي يقول ان الانتخابات في اوروبا تشويه لارادة الشعب بسبب نفوذ الطبقات القادرة على التأثير على مسار الانتخابات بما تملك من مال ونفوذ. هذه الرؤية للديمقراطية الليبرالية لا تختلف عن تلك التي كانت سائدة بين الشيوعيين في الماضي حول الديمقراطية الليبرالية، والتي كانوا ينعتونها بالبرجوازية انتقاصا منها، ولربما تبريرا لديمقراطية النظام اللينيني الشمولي. وكما افاد الشيوعيون من الديمقراطية البرجوازية في اوروبا وغيرها حتى اصبح لهم نفوذ كبير في بعض الدول (ايطاليا والهند مثلا)، استغلها الترابي ايضا في السودان بحيث اصبح حزبه هو الحزب الثالث في موازين السياسة. فمع صدق حديث كليهما عن الدور الذي يلعبه المال والاعلام اليوم في الانتخابات البرلمانية في الغرب، ما برح حزب العمال في بريطانيا ودول سكندنافيا يعتمد في تأييده على النقابات العمالية في الانتخابات، وما انفك الحزب الشيوعي الايطالي والحزب الشيوعي الفرنسي (قبل انهياره اخيرا بانهيار الشيوعية وجموده السياسي) يحتلان مواقع مرموقة في برلماني بلديهما، استنادا على قاعدتيهما العماليتين. وعلى اي فان إلقاء مثل هذه الاحكام على عواهنها لا يصح من رجل محقق يملك ما يملكه الترابي من علم وافر، ومعرفة لصيقة بالغرب، خاصة هو الذي اختار لسكناه في باريس (ابان الدراسة) منطقة فيترى، قلعة الشيوعيين المنيعة.

    *** - تعددية الترابي:
    ----------------------
    *** - افصح الترابي ايضا في حديثه مع الصحافي الاميركي عن رغبته في تلقين اوروبا درسا عن الديمقراطية. وفي سبيل ذلك الهدف، قال لا يهمه شيء في هذه الدنيا لأنه يؤدي واجبا دينيا. ما هو الدرس الذي انتوى الترابي تلقينه للغرب؟ وما هو النموذج الديمقراطي البديع الذي قدمه للصحافي كبديل لديمقراطية الغرب الشائهة؟ اقترح الترابي نظاما بعيدا عن الفهم، لا سيما ان كان مراده هو اقناع صحافي غربي بجودة نموذجه الاسلامي. قال: انني توحيدي، انادي بالوحدة للشعب السوداني.. وأساس عقيدتنا ان الله واحد، وحزبنا واحد، وطريقنا الى الله واحد. هذا حديث لا ينجع في سامعه، فمن ذا الذي يزعم بأن الوجه السياسي للعقيدة التوحيدية هو الحزب الواحد؟ وكيف يمكن للداعية لمثل هذه الشمولية السياسية ان يقول ان الاسلام يتسع لكل الفرق والملل والنحل؟ ثم كيف يبيح لنفسه اي سياسي يحس التقدير، الدعوة لنظام شمولي في الوقت الذي اخذت تنهار فيه جميع النظم الشمولية في العالم؟ واخيرا يصعب على المرء ادراك عجز رجل استفاد فائدة كبرى من التسامح في مرحلة التعددية الحزبية، عن احتمال ذلك التسامح بعد ان ولى الحكم. في حجة الترابي الواهية، لتمكين نظام استبدادي باسم التوحيد، خلط غير موفق بين المقدس والدنيوي، وبين الديني والسياسي، بل في جملة واحدة قسم الترابي الامة كلها الى حزب الله وحزب الشيطان.

    *** - وليت حزب الله الذي تحدث عنه الترابي، كان ذا شبه بحزب الله اللبناني، وليت إمامه نهج منهج الإمام موسى الصدر.

    *** - سأل الدكتور مراد وهبة الإمام الصدر عن رأيه في العلمانية، فأجاب: الفكر الديني الصحيح يؤمن بأن الانسان مخلوق ارضي له بعد سماوي، ومن هذه الزاوية يتلاقى الدين مع الفكر العلماني. هذا الرد استثار وهبة لتوجيه سؤال آخر: ألا يثير هذا قضية فصل الدين عن الدولة؟ أجاب الإمام الصدر: الرأي عندي، ان الربط بين الدين والدولة كان في خدمة الطغاة والظالمين، والفصل بينهما كان له الفضل في ابعاد الظالمين الذين كانوا يحكمون باسم الله. ثم سأل وهبة الإمام عن الارضية المشتركة مع العلمانيين، فرد قائلا: «سعادة الانسان».

    *** - إعدام الضباط:
    -----------------------
    *** - في سودان الترابي الوحداني، كان مصير كل من تحدى النظام الالهي الجديد الاعدام من دون ابطاء، او السجن من دون تريث، او التعذيب بلا رحمة.

    *** - فعلى سبيل المثال، قام النظام في احدى دواماته الانتقامية العنيفة، باعدام 28 ضباطا بالجيش في ابريل (نيسان) 1990 بعد فشل المحاولة الانقلابية التي شرعوا فيها، قتلوا جميعا لم يُستحيا منهم احد. ونفهم اقدام النظام على محاكمة من حاول الانقلاب عليه من العسكريين (كما تفعل بعض الانظمة)، الا اننا لن نفهم على الاطلاق الاسلوب الذي تمت به المحاكمة، اذ استغرقت اقل من ساعتين، اي كان نصيب كل متهم فيها دقيقتين للاستجواب، والدفاع، والحكم، ثم التنفيذ.

    *** - ولو كانت هذه هي العدالة الاسلامية، فلا شك في ان كثيرا من المسلمين سيقولون: نحن براء. لا يفعلون هذا جحودا بدينهم الذي عرفوه، ولكن استنكارا لاسلام غريب على ما ألفوه.

    *** - اسلامهم الذي عرفوا وألفوا اوصى باللين حتى مع الفراعين، فوصاة الله تعالى الى موسى وهارون عندما بعثهما لفرعون: «اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى» (طه: 20/43 ـ 44). وفي الحالات الاخرى احتجز من لحق بهم الاتهام في بيوت الاشباح، وكان حراس تلك البيوت، بل مباشرو التعذيب فيها، يوارون وجوههم دوما خلف قناع سميك لا تبدو من خلاله الا العيون اخفاء لهويتهم. هذا الاسلوب الجبان في التعامل مع الحبيس لا تعرفه الدول التي تحترم القانون ـ اسلامية كانت ام غير اسلامية».

    *** - كان طبيعيا، والحال هذه، ان تتدافع جماعات حقوق الانسان عبر العالم لادانة تلك الانتهاكات، والتجاوزات، والتعديات المريعة على حقوق الانسان. وسرعان ما لحقت لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة بهذه الجماعات، لا سيما بعد ان اخذ العنف بعدا غير مسبوق، وكان اكبر مظاهره التطهير العرقي في جبال النوبة.

    *** -امام هذه الفظائع، عينت اللجنة الدولية في 30 مارس (آذار) 1993، مبعوثا خاصا (القانوني الهنغاري جاسبار بيرو) لمراقبة اوضاع حقوق الانسان في السودان. وفي تقريره الاول (1993)، رسم بيرو صورة قاتمة لأوضاع حقوق الانسان بالسودان جاء فيها ان جميع السودانيين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة هم ضحايا كامنون او محتملون لاساءة وانتهاك حقوق الانسان.

    *** - تلك الادانة الدامغة ابانت ان العنف الحكومي ضد الخصوم لم يكن بالامر الطارئ، وانما هو مكون بنيوي للنظام، بل ارهاب حدد النظام سقفه.

    *** - اورد التقرير حالات عديدة من القتل بلا محاكمة، والاعدام المستعجل، والاختفاء غير الارادي، والتعذيب، والمعاملات القاسية المذلة وغير الآدمية، بالاضافة الى حالات الاعتقال التعسفي والانتقامي. ومن امثلة الاعتقال الانتقامي، اشار بيرو للمعاملة القاسية التي اوقعتها قوات الامن على اليابا جيمس سرور وهو السياسي الجنوبي المخضرم الذي يترأس اكبر حزب جنوبي (يوساب)، وهو حزب مظلي ينتظم اغلب الاحزاب الجنوبية. وكانت جريمة سرور رفضه الانضمام الى الحكومة.

    *** - في حادثة اخرى، اعتقلت اجهزة الامن سيدات سودانيات، منهن امهات مسنات من خيرة نساء المجتمع من امام مكتب الأمم المتحدة حيث جئن للقاء مبعوث حقوق الانسان الأممي، وبقين رهن الاعتقال امام مكتب الأمم المتحدة حتى مغيب الشمس حين تم جلدهن بالسياط في ظلمة الليل حتى تكتمل عناصر الدراما.

    *** - وبالتأكيد، لم يكن المجتمع السوداني (قبل مجيء الجبهة للحكم) يولي اعتبارا كبيرا لحقوق المرأة، فالنساء كن ضحية للتمييز في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من جانب كل انظمة الحكم السابقة، ولكن لم يحدث ابدا ان ألحقت بهن الاساءة بالجلد، فجلد النساء الامهات عيب في تقاليد اهل السودان.

    * وإذا الموءودة سئلت؟:
    -----------------------
    *** - هذا العيب اقدمت على فعله، واستمرأت ذلك، الجبهة الاسلامية. تمادت الجبهة في اعتقال الفتيات الطالبات امام مدارسهن وسجنهن وجلدهن علنا بتهمة السلوك الذي يتنافى مع الاخلاق العامة. لأجل هذا أدرج النظام المادة 152 في قانون عقوبات السودان لعام 1991 بدعوى حماية السلوك العام. وعندما سأل الترابي صحافي اميركي عن هذه القوانين المزرية، انكر علاقتها بالاسلام. قائلا: ان الملبس مسألة خاصة. على ان الفضول الصحافي دفع الرجل لأن يلجأ لطبيب سوداني كان يعالج ثلاث فتيات اصبن بحالة نفسية نتيجة لجلدهن علنا، اربعين جلدة لكل منهن. جريمة هؤلاء الفتيات كانت هي الظهور امام الناس من دون غطاء للرأس. ألم نقل ان للترابي رسالتين: واحدة للخارج والثانية للداخل.

    *** - مآثر «آل كابون» خارج السودان:
    ---------------------------------------
    *** - مآثر حكم الجبهة لم تقف عند حدود السودان، بل استفاضت لتشمل القاصي والداني. ومن الواضح ان الجبهة كانت موقنة اشد اليقين بأن الله قد مكن لها في الأرض، باعانتها على اعادة تشكيل الثقافة التعبدية للمسلمين، ووعدها بنصر من عنده وفتح قريب.
    فكيف، اذن، لهذه العصبة من اولى القوة ان تجفل عن مجابهة «الارجاف في العالم، من بعد ان قضت (او هكذا ظنت) على المرجفين في المدينة؟ وهكذا انشأ الترابي في صيف 1991 المؤتمر العربي الاسلامي الشعبي واصبح امينا عاما له. وكما يشير اسمه، لم يكن المؤتمر مؤتمرا اسلاميا فحسب، بل ايضا تجمعا ضم المتطرفين من كل حدب، لكل واحد منهم برنامجه الثوري.

    *** - وكان اسم المؤتمر في البدء المؤتمر الاسلامي الشعبي، الا ان كلمة العربي اضيفت اليه بعد انضمام الزعيمين الفلسطينيين نايف حواتمة وجورج حبش اليه، وكلاهما مسيحي. وحسبما اورد تقرير لأحد فرق العمل بالكونغرس، شارك في الاجتماع التمهيدي للمؤتمر في منزل الترابي بحي المنشية في الخرطوم، الفريق البشير، عباسي مدني (الجزائر)، مهدي ابراهيم، وآخرون، ومن الآخرين هؤلاء ذكر روهان قوناراتا، مستشار الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب في كتابه الاخير اسماء اسامة بن لادن، الملا مهدي كروبي، المتحدث الرسمي باسم المجلس الاسلامي في طهران، وعبد الله جاب الله عضو البرلمان الجزائري، والذي اعلن رفضه، فيما بعد، للجماعات المتطرفة.

    *** - في ذلك الاجتماع تم الاتفاق على طبيعة المؤتمر، واجندة اعماله، كما ووفق على تحويل مبلغ 12 مليون دولار اميركي لجبهة الانقاذ الاسلامي الجزائرية من خلال احد البنوك الاسلامية بالخرطوم. ذكر التقرير ايضا اسماء عدد من المعسكرات التي انشئت لتدريب الكوادر الاسلامية في السودان وهي الكدرو ـ جبل الاولياء ـ الكاملين، بالاضافة الى تكوين فريق عمل كنواة للعمل السياسي الاسلامي في اوروبا، كان من بين المشرفين عليه الطيب ابراهيم (سيخة). وهكذا حول نظام الجبهة السودان الآمن الى معقل للعنف السياسي عابر القارات، ومعبر لتهريب الاسلحة للدول المجاورة، ومصدر لتحويل الاموال من خلال اجهزته المصرفية الى المجموعات السياسية المناهضة للحكومات في دول الجوار. وكان للترابي المهيمن على دولة العنف الاسلامي رأي غريب اورده في خطابه الافتتاحي، قال:

    ان ابناء الشريحة القيادية لحركة الاسلام كانوا قد عاشوا عهدا طويلا ايام الدعوة الاولى في غربة وجدال وخصام اذ احاط بهم طيف من عشاق المذاهب الاشتراكية والليبرالية، ثم لما بلغوا اشدهم فاقتحموا السياسة عهدوا صنوف المشاقة والمؤاذاة من متعصبة الطائفية رميا بالحجارة وضربا بالعصي ليصدوهم ويحموا الاتباع من الوعي. ما احلى القذف بالحجارة والضرب بالعصي ازاء وجوه التعذيب الاسلامي التي وصفها مراقبو حقوق الانسان الدوليون.

    *** - استهداف مصر وليبيا:
    -------------------------
    *** - كانت مصر وليبيا من اوائل الدول العربية التي استهدفها النظام الجبهوي رغم مساندة هاتين الدولتين له عند انشائه. فحين مدت ليبيا حكومة الخرطوم بدعم مادي هام تمثل في توريدات الوقود في وقت كانت في اشد الحاجة اليه، قامت مصر بتسويق البشير لدى العالم العربي بوصفه مصلحا وطنيا بلا انتماءات ايديولوجية. ولربما اعتقد الترابي ان ليبيا هي اضعف حلقات السلسلة، ولهذا قصد السيطرة عليها من الداخل عبر الجماعات الاسلامية الليبية.

    *** - ولربما ظن ايضا، انه لو تحققت له تلك السيطرة فسيسهل عليه التحكم في شمال افريقيا، ثم الانطلاق بمشروعه الثوري الاسلاموي نحو اوروبا. تطلعات الترابي، بلا شك، اخذت تتجاوز الخيال، كما لم يتردد ذهنه، فيما يبدو، بين الشك واليقين في قدرته على تحقيقها. ففي خطاب جماهيري له بمدينة كسلا (شرق السودان) قال: ان كان الاسلام قد انطلق الى اوروبا في ماضيه من قلعة الامويين في دمشق، فانه سينطلق اليوم اليها من السودان.

    تقابل الترابي، حسبما ورد في تقرير فريق العمل الاميركي، مع عدد من المنشقين الليبيين للتخطيط للاستيلاء على الحكم في الجماهيرية الليبية. في ذلك الاجتماع، كما يقول نفس المصدر، اثنان من كوادر الجبهة. وفيما نلمح، كانت تلك الجماعة تعتقد ان السير الى طرابلس لن يكون اكثر من نزهة بلا عناء، كما كان الترابي على يقين بأن القذافي في موقف ضعف شديد تجاه «الحركة الاسلامية» في بلاده. ففي حديث مع صحافي اميركي قال: ظل القذافي، في الآونة الاخيرة، يدعو الحكومة السودانية، بطريقة واضحة لا لبس فيها، لإبعاد الدين عن السياسة وعدم الخلط بينهما. حقيقة الامر، ان القذافي في غاية القلق من الظاهرة الاسلامية التي تحيط به من كل مكان. المهمة لم تكن بالسهولة التي توقعها الترابي، بل انتهت بسرعة لم تتوقعها حتى العناصر التي كانت حسب ظنه تحيط بالقذافي من كل مكان.

    *** - اعتقل النظام الليبي كل هذه العناصر وتم اعدامها، بل اعدام كل من لحقت به شبهة التعاون معهم، كما توقفت ليبيا عن مد السودان بالنفط. في الوقت ذاته، امتدت ايدي الجبهة ايضا الى المغرب القصي: موريتانيا المسالمة.

    *** - ففي 3 اكتوبر (تشرين الاول) 1994، اعلنت صحيفة «موريتانيا الجديدة» القبض على خمسة اشخاص ينتمون الى جماعة الجهاد الاسلامي بينما كانوا يخططون لحملة ارهابية في موريتانيا لزعزعة استقرار نظام الحكم. وجاءت هذه المجموعة، طبقا للمعلومات الامنية التي توفرت للصحيفة، من السودان.

    *** - اخطر المغامرات الخارجية للجبهة تمثلت في مساندتها للغزو العراقي (او بالحري غزو صدام) للكويت، رغم ازدراء الترابي المعلن للرئيس العراقي. ففي محاضرته بجامعة فلوريدا، وصف الترابي صدام بـ«عدو الاسلاميين الذي لن ينخدع الاسلاميون ابدا بدعوته المتكررة للجهاد». وحين كان الترابي يجاهر باستيائه من صدام في تامبا بولاية فلوريدا، كانت حكومته في الخرطوم تقدم جزءا من ارضها كمخزن لأسلحة الدمار (صواريخ سكود) العراقية حماية لها من هجوم القوات المتحالفة ضد العراق. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، ادلى وزير الداخلية السعودي، الامير نايف بن عبد العزيز، بحديث لجريدة «السياسة» الكويتية ونقلته عنها صحيفتان سعوديتان. قال الامير نايف ان وفدا ضم الغنوشي (تونس)، والترابي (السودان)، والزنداني (اليمن)، واربكان (تركيا) زاره عند احتلال العراق للكويت واجتمع مع القيادة السعودية للتوسط في النزاع.

    *** - وعندما جابه المسؤولون السعوديون الوفد بسؤال محدد: هل تقبلون احتلال بلد لبلد؟ اجابوا بأنهم ما اتوا الا ليسمعوا، ولكن ما ان وصل الوفد بغداد حتى اعلن تأييده للعراق.

    *** - هل كان التناقض بين حديث الترابي في تامبا، واعماله في الداخل توزيعا للأدوار، ام هو جزء من استراتيجية الحديث بلسانين: واحد لمخاطبة الخارج، والثاني لمخاطبة الداخل؟

    *** - وكان الامير نايف صريحا في حديثه حول الترابي في التصريح الذي اشرنا اليه آنفا، قال: «لقد عاش الترابي في المملكة ودرّس في جامعة الملك عبد العزيز، وكنت اعتبره صديقا، وكان يمر عليّ دائما، خصوصا عندما عمل في الامارات. كان لا يأتي المملكة الا ويزورني. وما ان وصل الى السلطة حتى انقلب على المملكة.

    *** - ذلك هو نفس التفكير الذي رمى بالترابي العالم الى مساندة الجماعات الاسلامية المتطرفة في الجزائر، رغم كل جرائمها وجرائرها التي لا تشرف مسلما ولا الاسلام. كان واثقا من انتصارها في النهاية، مثل ثقته في انتصار نبوخذنصر العراق، ولهذا صمت عن كل فتاواهم التي احلوا بها قتل النساء والاطفال من اهلهم تأسيا كما زعموا، بابراهيم: «قد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده» (الممتحنة: 60/4).

    *** - إثيوبيا وإريتريا:
    -----------------------
    *** - الذي يظن انه قادر على تحقيق هذه التطلعات العملاقة، لن يتردد كثيرا في الظن بأن اقتحام اثيوبيا واريتريا هو مجرد رحلة صيد. ولكن الواقع اثبت خلاف ذلك. اذ ادمى النظام انفه في تلك المغامرة. ففي البدء تشكت اثيوبيا واريتريا من مغامرات النظام في بلديهما مما جعل رئيسي البلدين يوجهان انذارا مشتركا لنظام الخرطوم.

    *** - وفي يوليو (تموز) 1994، تقابل الرئيسان افورقي وزيناوي مع الرئيس البشير في العاصمة الاثيوبية، وكانت رسالتهما اليه انذارا اخيرا: «اما ان توقف التدخل ومحاولة التأثير على المسلمين في بلدينا، وتحتفظ بنموذجك الاسلامي داخل حدود بلادك، او سيكون لنا شأن آخر». في رده على ذلك الاتهام نفى البشير اي نيات سيئة للسودان تجاه البلدين.

    وقبيل عامين من لقاء البشير مع نظيريه الاريتري والاثيوبي في اديس أبابا، ابلغ الترابي صحافيا زائرا بأن دول القرن الافريقي: السودان، والصومال، واثيوبيا، واريتريا سوف تصبح مثل الجماعة الاوروبية (E.C) جماعة «اسلامية واحدة تختفي بينها الحدود». هذا التصريح، لا بد ان يكون اصاب غير المسلمين الذين يقطنون هذه المنطقة برعشة، فالمجموعة الاوروبية ليست مجموعة دينية وانما هي كيان سياسي اقتصادي يضم دولا متعددة الاديان واللغات، وتفاخر بذلك التعدد. وكما قال الصحافي ان الذي يقلق ليس هو رؤية الترابي لوحدة دول القرن، وانما كيف سيحول هذه الرؤية الى حقيقة.

    *** - اهل القرن الافريقي يعرفون كيف، ففي نفس العام الذي التقى فيه البشير مع رئيسي اثيوبيا واريتريا اعتقلت السلطات الاريترية عشرين متسللا من «جماعة الجهاد الاسلامي الاريتري» وابادتهم. ولو كان جميع هؤلاء من الاريتريين لحسبنا الامر جزءا من صراعات الاريتريين فيما بينهم، ولكن المجموعة ضمن عناصر من المغرب، وتونس، وافغانستان، وباكستان. ويستحيل ان يكون الدافع وراء تسلل هؤلاء هو الرغبة في قيام مجتمع شرق افريقي موحد، او اشعال معارضة وطنية ضد النظام الاريتري من جانب بعض مواطنيه. ازاء هذا قررت اريتريا في اول يناير (كانون الثاني) 1995 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع السودان.

    **** - محاولة اغتيال مبارك:
    ---------------------------------
    *** - ثم جاءت محاولة اغتيال الرئيس مبارك. ولربما يثبت المستقبل براءة البشير والترابي عن تدبيرها، رغم اغضائهما عنها.

    *** - اصابع الاتهام تشير الى عناصر كانت، في ذلك الوقت، قريبة من الترابي، واستمرت تحيط بالبشير، وقد اثبتت الدلائل التي جمعها المحققون الاثيوبيون تورط اجهزة امن النظام في تلك المحاولة بصورة مباشرة عن طريق التسهيلات التي قدمتها لفريق الاغتيال بمنح افراده جوازات سفر سودانية مكنتهم من الدخول الى اثيوبيا، ونقل السلاح عبر الحقيبة الدبلوماسية، وتوفير الدعم لهم من خلال المنظمات الخيرية الاسلامية المنتشرة في اثيوبيا والتي كان امرها موكولا لعناصر من الجبهة او قريبة منها، ثم تهريب من نجا منهم بعد الحادث الى السودان عبر الحدود برا او على متن الطائرات. على رأس هؤلاء كان مصطفى حمزة الملاحق من قبل سلطات الامن المصرية. ومن سوء حظ النظام ان ينبري احد المؤامرين (صفوت عبد الغني) للكشف عن تفاصيل ذلك الحدث الاجرامي، ودور النظام السوداني فيه، لاحدى الصحف بعد مضي خمسة اعوام على محاولة الاغتيال. صفوت واحد من المجرمين الأحد عشر الذين قاموا بالعملية، خمسة منهم لقوا حتفهم في الحال، وثلاثة تم اعتقالهم من جانب سلطات الامن الاثيوبية منهم صفوت، وقدموا من بعد المحاكمة (حكم عليهم بالاعدام)، في حين هرب ثلاثة آخرون الى السودان، او بالحري هربوا اليه.

    *** - وبالفعل اعدت طائرة خاصة (قيل لمن شارك في اعدادها بأن وجهتها كوالالمبور) ليستقلها المتهمون الثلاثة الى طهران، بعد ان منحوا جوازات سفر سودانية جديدة وأطلقت عليهم اسماء وهمية. وكانت طهران محطة عبور، اذ كان الهدف هو نقلهم الى افغانستان.

    *** - تلك العداوة لا تنسحب، بالضرورة، على مصر كلها، او على رئيسها الحالي. جزء من هذه الحقائق يعرفه اهل السودان، وأدق تفصيلاتها كانت متوفرة لاجهزة الامن الخارجية التي كانت ترقب وترصد كل تحركات النظام داخل وخارج السودان، لهذا كان اول سؤال وجهه مبعوث الرئيس كلينتون، هاري جونستون، للنظام في اول زيارة له للسودان: ما الذي حدث للمتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس مبارك، وأين هم الآن؟ ذلك السؤال ظلت توجهه ايضا، من دون جدوى، اجهزة الامن المصرية لحكومة السودان.

    *** - مهما يكن من امر، تبع الحادث قراران هامان: الاول هو طرد ثلاث عشرة منظمة خيرية اسلامية من اثيوبيا، وهكذا اخذت اثيوبيا البريء بالجاني، اذ لا يتوقعن احد منها ان تثق في اي واحدة من هذه التنظيمات بعد ذلك الحدث الخطير الذي هدد امنها الداخلي، واساء الى علاقتها بالدول، وكشف عن المواقع التي يمكن للارهاب ان يتسلل عبرها. والثاني هو اصدار مجلس الامن للقرار رقم 1054 (عام 1996) بإدانة الحكومة السودانية، وأمرها باتخاذ اجراءات فورية لتسليم المتهمين الثلاثة الى اثيوبيا.

    *** - فرض مجلس الامن ايضا عقوبات على السودان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة مما جعل السودان للمرة الاولى في تاريخه منذ الاستقلال مكان اتهام من الأمم المتحدة، ليس فقط بسبب انتهاك حقوق الانسان، وانما ايضا بسبب تهديد السلام الدولي.

    *** - لم يكن للترابي، كما اسلف القول، دور مباشر في التخطيط لاغتيال الرئيس مبارك، الا ان ابتهاجه الغريب بالحدث بعد وقوعه خلق انطباعا بأنه كان وراءه. ففي حديث للسفير الاميركي في الخرطوم قال: عندما تجرأ مبارك بالذهاب الى اديس أبابا لحضور قمة منظمة الوحدة الافريقية، كان المسلمون من ابناء النبي موسى له بالمرصاد. تصدوا له، واربكوا خططه، وردوه الى بلده.

    *** - وبالطبع، اراد الترابي، بنسبته القتلة المجرمين الى موسى، ان يستدعي الى الذاكرة فرعون.
                  

06-03-2009, 01:17 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    رجال حول الرئيس نـميـري:
    -------------------------------

    «الوطن» تنفرد بحلقات خطيرة جداً.. يكتبها الفريق عمر محمد الطيب:
    ----------------------------------------------------------------------

    منتديات واتا الحضارية > زوايا خاصة > مراكز واتا التخصصيــــة > مركز واتا للدراسات الأفريقية-

    Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd
    06/12/2007

    Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

    الفريق عمر محمد الطيب:
    *** - ما كنت أُريد نشر «الغسيل الوسخ» ولكن..!
    *** -عثمان السيد هو الذي خطط ونفذ وتابع «ترحيل اليهود الفلاشا»..!
    *** - مستر «ملتون» كان مُشرفاً.. والأمريكان كانوا يتابعون من أحد المنازل بالخرطوم..!
    *** - لا أعرف من الضباط المنفذين خلاف الفاتح عروة
    *** - هل أعفانى نميري.. أم قدمني لمحاكمة..؟..
    *** - هذا الرجل كان يراجعني يومياً ويستفسر عن تاريخ وبدء عملية الترحيل..!.

    *** «الحلقة الأولى»-
    -----------------
    *** - ي حلقة اليوم... يتناول الفريق عمر محمد الطيب... النائب الأول للرئيس الأسبق المشير جعفر نميري... تفاصيل دقيقة ومهمة ومثيرة حول عملية ترحيل اليهود الفلاشا.

    *** - كاشفاً الشخوص والأحداث التي لازمت أخطر ملف، وقع، في فترة مايو.
    إنَّ الفريق الدكتور يتحدث بشفافية عالية... دونما تنصل من المسؤولية أو رميها في آخرين...

    *** - ولحسن الطالع، فإنَّ الذين وردت أسماءهم عبر توثيق الفريق عمر محمد الطيب، هُم أحياء... ومن حقهم أنْ يصححوا أو يوضحوا... و«الوطن»... على أتمَّ الاستعداد لتلقي أية مساهمات أو كتابات في هذا الجانب...

    *** - إنَّ عملية ترحيل اليهود الفلاشا مرت بمراحل... وصحبتها وسبقتها خطوات... لقد كانت العملية، حسبما ما جاء في إفادات الدكتور عمر محمد الطيب، المكتوبة... أنها كانت بقرار من الرئيس نميري، موجهاً نائبه الأول، ومدير جهاز أمن الدولة... والذي بدوره قام بتوجيه سفير السودان الأسبق... والذي كان وقتها، ضابطاً كبيراً بجهاز أمن الدولة... السيد عثمان السيد.

    *** - الحلقة الأولى، تحوي الكثير والمثير:
    --------------------------------------
    *** -بسم الله الرحمن الرحيم-
    *** - قال تعالى: «يأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم - الحجرات الآية «6».

    *** - كنت خارج السودان لفترة شهرين لعلاج أحد أفراد أسرتي بالقاهرة ورجعت قبل عيد الفطر بيومين، فوجدت أن عثمان السيد فضل السيد الذي كان يعمل تحت قيادتي لفترة ثماني سنوات بجهاز أمن الدولة ،للاسف الشديد اتخذ من من احدي الصحف التي تربطه برئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير علاقات خاصة،منبراً ونشر مقالات عن عملية الفلاشا في خمس حلقات وننتظر الحلقة السادسة.

    *** - لقد قرأت مقالاته بتمعّن شديد وفي ذهني شخصية عثمان السيد فضل السيد الذي عرفته تماماً وعايشته وقيمته خلال فترة عمله معي بإدارة الأمن الخارجي بجهاز الأمن القومي ،ثم جهاز أمن الدولة في نهاية فترة حكم مايو، وأثناء محكمة قضية الفلاشا حيث أنكر دوره في العملية وهو على اليمين، ثم عندما سافر إلى جدة للعمل بجهاز الأمن السعودي في إدارة الثورة الإريترية قبل نجاحها هو والفاتح محمد أحمد عروة وضباط آخرين، ثم عندما تعين سفيراً للسودان بأثيوبيا وكيف تم ذلك حتى رجوعه بعد خمسة عشر عاماً ،وأخيراً رئاسته لمركز الدراسات الافريقية والشرق الأوسط وحتى اليوم.

    *** - توصلت إلى الغرض الذي آثار حفيظة عثمان السيد فضل السيد ،وجعله ينشر هذه الحلقات ويسترسل في أحاديثه الحاقدة والكاذبة والملفقة التي سبق ان قالها في المحكمة في قضية الفلاشا وسمعها وتابعها كل الشعب السوداني في الداخل والخارج.. و إن ما دار في المحكمة مسجل وموجود بصوته وصورته. الغرض هو الرد على (ضرته) العميد حسن بيومي الذي أجرى مقابلة مع قناة الجزيرة، وقد كنت خارج البلاد ،ولا أدري شيئاً عن هذه المقابلة ولم استشر فيها، كما يظن عثمان السيد فضل السيد.. لانه تعود على التآمر وسوء الظن بالآخرين.

    *** - والغريب ان النار التي تشتعل في قلبه والحقد الدفين الذي ينثره في كلماته عن حسن بيومي ليس جديداً حتى بعد حل الجهاز، حيث كان يقول فيه ما قال مالك في الخمر، غيبة ونميمة وخسة، ولم يسلم منه زملائه الأفاضل مثل اللواء كمال حسن أحمد نائب الجهاز والضباط الكبار عناية عبد الحميد والفاتح الجيلي والمرحوم اللواء خليفة كرار.. وكل هؤلاء الضباط كانوا ممتازين وعلى خلق عظيم، وأولاد قبائل ورجال. وقد منعته من القيل والقال والنميمة خاصة في زملائه. وقد حجمته تماماً خاصة في تعيين القناصل وتنقلاتهم في البلدان الخارجية، هذا هو سبب حقده واستهدافه لي.

    *** - أقول له إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً.

    *** - سوف أرد على النقاط المهمة والتي تستحق التوضيح للرأي العام السوداني، والتي جاءت في مقالاته بعيداً عن اسلوبه الرخيص ومجاراته في خصومته الفاجرة.. أحب ان أؤكد للشعب السوداني عامة، ولكل من اطلع على مقالاته بأن عثمان السيد فضل السيد هو الذي خطط ونفذ وتابع عملية ترحيل الفلاشا ..بعد ان أعطيته توجيهات الترحيل بقرار من رئيس الجمهورية.

    *** - وهو الذي اختار الضباط الذين قاموا بالتنفيذ تحت قيادته وبإشرافه.. ولا أعرف منهم أحداً خلاف الفاتح محمد أحمد عروة ..لان والده رحمه الله كان قائدي، وأحب أن أؤكد وأجزم بأن عملية (سبأ) وهي العملية الثانية لترحيل الفلاشا كانت تدار من منزله بالحي الشرقي ،حيث يوجد شهود عيان على ذلك يمكن إبرازهم في الوقت المناسب.

    *** - وأحب أن أؤكد بأن عثمان السيد فضل السيد اتصل بي تلفونياً بمنزلي يوم الجمعة 21 مارس 1985م في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً وأعطاني تمام بأن العملية انتهت من مطار العزازة، فسألته كيف علمت بإنتهاء العملية بهذه السرعة ،فأجابني:والله على ما أقول شهيد (عندي اتصال مباشر مع مطار العزازة والجماعة معي بالمنزل)، يقصد الامريكان.

    *** - والجدير بالذكر لقد حضرت سيارة تحمل رقم السفارة الامريكية في الصباح الباكر نفس يوم الجمعة لمنزله ،وعملوا مركز قيادة بالاتصالات والمواصلات لمتابعة العملية حتى نهايتها حيث بلغني تلفونياً بذلك.

    *** - وقد أمر عثمان السيد فضل السيد بإعتقال صحفي أجنبي ظهر في موقع الترحيل، وأمر بإحضاره للجهاز، وتم تدوين ذلك في دفتر الأحوال بواسطة الضابط النوبتجي للجهاز الرائد عمر الخليفة.

    *** - وقد اطلعت على هذا الدفتر ما اطلع عليه غيري وهم أحياء يرزقون.

    *** - ما كنت أريد نشر هذا الغسيل الوسخ وغيره في المحكمة حفاظاً على سمعة الجهاز ..ولازال هذا الرجل العجيب والمتفرد بالدهاء والمكر والغش يدعي انه لا يعرف شيئاً عن عملية ترحيل الفلاشا ، وبأنه علم بكل هذه التفاصيل من الضباط المنفذين، وفي الواقع والحقيقة هو المهندس الذي خطط ونفذ وتابع عمليتي «موسى وسبأ»، ولكنه خاف وارتجف وتصبب عرقاً من لجنة التحقيق المكونة من بعض الشيوعيين والبعثيين ،التي أصبحت هيئة الإتهام واعتبرته شاهد اتهام ليقوي قضيتهم لمحاكمة نظام مايو في شخص النائب الاول لرئيس الجمهورية لعدم وجود السيد الرئيس بالسودان.

    *** - لقد ذكر في مقالاته إنني قمت بهذه العملية بمفردي ويجزم بأن الرئيس نميري لا يعلم عنها شيئاً، إن كان هذا صحيحاً وبعد أن علم الرئيس نميري بأنني اتصرف بمفردي ماذا عمل؟؟.

    *** - هل أعفاني من منصبي أم قدمني لمحاكمة!! آراك يا عثمان السيد فضل السيد تستخف بعقول الناس، وللناس عقول وبصائر.. وأحب أن أؤكد وأجزم بأن عثمان السيد فضل السيد كان يراجعني يومياً ويستفسر عن تاريخ وبدء عملية الترحيل قبل اتخاذ القرار، وكان ذلك بإيعاز من صديقه المستر ملتون الذي لازمه تماماً وصار لا يفارقه كالظل في المكتب وفي المنزل، وعندما ذهبت مايو وصار الأمر في المحكمة (جات الحارة)، حنث الرجل بالقسم مرتين، قسم خدمته بالجهاز والقسم الثاني أمام المحكمة وينكر ويدعي عدم معرفته بالعملية.

    *** - صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل إذا لم تستح فأصنع ما شئت.

    إليكم جميعا بعض ما نشر من حلقات في صحيفة الصحافة والسوداني حول ملابسات هذه القضية المؤسفة.
    العميد أمن «م» حسن بيومي في حوار حول دور جهاز الأمن في ترحيل الفلاشا
    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147509791

    ****************
    ****************
    من ملفات المخابرات:عملية الفلاشا(الحلقة الأولى)
    http://www.alsudani.info/index.php?t...147521224&bk=1

    عملية الفلاشا(الحلقة الثانية)
    http://www.alsudani.info/index.php?t...147521574&bk=1

    عملية الفلاشا.. (الحلقة الثالثة)
    http://www.alsudani.info/index.php?t...147521808&bk=1

    عملية الفلاشا(الحلقة الرابعة(
    http://www.alsudani.info/index.php?t...147521884&bk=1

    عملية الفلاشا(الحلقة الخامسة)
    http://www.alsudani.info/index.php?t...147521976&bk=1

    من ملفات المخابرات...عملية الفلاشا(6)
    http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147522148

    عملية الفلاشا (الحلقة السابعة(
    http://www.alsudani.info/index.php?t...147522375&bk=1


    **** - تم نشر حلقات حول أسرار هذه القضية وعلى لسان الفريق عمر محمد الطيب نائب الريئس جعفر النميري أبان ترحيل الفلاشا.
    هذه الأسرار تبنت نشرها صحيفة الوطن السودانية، وموقعها على الرابط:

    http://www.alwatansudan.com/index.php

    __________________
                  

06-04-2009, 01:48 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    رجـال حـول الرئـيس نـميـري:
    -------------------------------

    *** - لقاء تلفزيوني اجـرتها المحطـة الفضائية " الجزيرة "
    القطرية مع حسن بيومي/ مدير دائرة الأمن الخارجي السوداني السابق.

    ضيف الحلقة: حسن بيومي/ مدير دائرة الأمن الخارجي السوداني سابقاً:
    ----------------------------------------------------------------

    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/62FA8A86-7C29-4101-8833-E44EE54A8F0F.htm

    مقدم الحلقة: سامي كليب-
    حسن بيومي.. ملفات من تاريخ السودان.

    الأحد 6/8/1428 هـ - الموافق19/8/2007 م.

    سامي كليب:
    مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة وسنعرف فيها هذه المرة كيف تم نقل الفلاشة اليهود من إثيوبيا عبر السودان إلى إسرائيل؟... وكيف استطاعت الاستخبارات السودانية في عهد الرئيس السابق جعفر النميري اختراق نظيرتها الليبية؟ -...وكيف استطاعت أيضا التجسس على حركة جون قرنق في الجنوب السوداني.

    *** - ضيفنا هو مدير دائرة الأمن الخارجي السوداني سابقا اللواء حسن بيومي.

    تاريخ الحلقة: 11/8/2007

    جميع حقوق -النشر محفوظة -الجزيرة - 2000--2009م.

    هنا تـجـد الرابـط:
    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/62FA8A86-7C29-4101-8833-E44EE54A8F0F.htm
                  

06-07-2009, 04:35 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    وثائق وثائق امريكية عن نميري (25):
    --------------------------------------

    واشنطن: محمد على صالح-

    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.php?option=com_con...---25---------&catid

    السبت, 06 يونيو 2009 21:19

    *** - عزل حمد الله والنور والعطا:
    ----------------------------------
    *** - عزل نميري "الاكثر ذكاء، واكثر نشاطا، واكثر يسارية"
    *** - عثمان حامد: نهاية جناح عبد الخالق محجوب
    *** - عمر الحاج موسى: حملة ضد كل الشيوعيين
    *** - عبد الكريم ميرغني: احمد سليمان انتهازي

    *** - حسب هذه الوثائق من وزارة الخارجية الاميركية عن سنوات الرئيس المشير جعفر نميري، مع نهاية سنة 1970، وبعد سنة ونصف سنة من الانقلاب العسكري (25-5-1969)، صارت واضحة زيادة خوف نميرى من الشيوعيين وبقية اليساريين الذين كان يعتمد عليهم.

    ***- ورغم ان هؤلاء، في بداية سنة 1970، ساعدوا نميري في مواجهة الانصار وحزب الامة في الجزيرة ابا، وهي المواجهة التي حسمها قتل الامام الهادي المهدي، خاف نميري من انهم سيقضون عليه هو ايضا.

    *** - لهذا، مع نهاية سنة 1970، ظهر في وضوح خوف نميري من ثلاثة اعضاء في مجلس قيادة الثورة: فاروق حمد الله، وزير الداخلية، وبابكر النور، نائب رئيس الوزراء للقطاع الاقتصادي، وهاشم العطا، نائب رئيس الوزراء للقطاع الزراعي.

    *** - ويوم 16-11-1970، عزل نميري الثلاثة.
    *** - وهذه وثائق امريكية من تلك الفترة:
    ----------------------------------------------
    عزل الثلاثة:
    --------------
    التاريخ: 16-11-1970

    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نميري يعزل منافسيه

    *** - "اليوم، في ظهر يوم من ايام شهر رمضان، اعلن الرئيس نميري عزل ثلاثة من كبار منافسيه داخل حكومته: فاروق حمد الله، عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الخارجية، وبابكر النور، عضو مجلس قيادة الثورة، ونائب رئيس الوزراء للقطاع الاقتصادي، وهاشم العطا، عضو مجلس قيادة الثورة، ونائب رئيس الوزراء للقطاع الزراعي. وان ابو القاسم محمد ابراهيم، عضو مجلس قيادة الثورة، سيكون وزيرا مؤقتا للداخلية.

    *** - لم ينتهي اليوم بعد، ووصلت الينا معلومات ان الخرطوم هادئة، ولا توجد حركة غير عادية في قيادة القوات المسلحة، غير حراسة مشددة امام منازل الثلاثة الذين عزلهم نميري ...

    راينا:
    ------

    *** - اولا: عزل نميري ثلاثة اكثر قوة، واكثر ذكاء، واكثر يسارية، واكثر نشاطا في مجلس قيادة الثورة.

    *** - ثانيا: لا يملك اي من الثلاثة سندا عسكريا في القوات المسلحة، او سندا جماهيريا في الشارع.

    *** - ثالثا: يبدو ان القوميين العرب وحلفاء مصر في مجلس قيادة الثورة يقفون وراء قرار نميري. ولهذا، نقدر على ان نقول ان هذا تحول هام في اتجاه نميري، بعد شهور الاعتماد على الشيوعيين.

    *** - رابعا: يمكن ان يكون هذا التحول هاما بالنسبة لعلاقتنا مع السودان. لكن، يبدو انه لن يغير عداء السودان لاسرائيل (وبالتالي، عداء السودان للولايات المتحدة) ...

    *** - عثمان حامد:
    --------------------
    التاريخ: 17-11-1970
    من: السفير، طرابلس
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، لندن، السفير، الخرطوم
    الموضوع: تطورات السودان

    *** - "اليوم، قال لي عثمان حامد، القائم بالاعمال السوداني هنا، انه "مقتنع اقتناعا كاملا" بالتفسيرات الأتية لعزل ثلاثة من اعضاء مجلس قيادة الثورة في السودان:

    *** - اولا: ضرب العزل ضربة قاضية جناح عبد الخالق محجوب في الحزب الشيوعي السوداني. وذلك لان الثلاثة هم اكثر اعضاء مجلس قيادة الثورة قربا من محجوب، رغم انهم ليسوا بالضرورة اعضاء علنيين في الحزب.

    *** - ثانيا: صار العزل انتصارا لجناح مضاد لعبد الخالق محجوب داخل الحزب، يقوده احمد سليمان، وزير الصناعة، وفاروق ابو عيسى، وزير الخارجية.

    *** - ثالثا: طلب العزل ضباط في القوات المسلحة، بقيادة خالد حسن عباس، عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع، ومن الذين يعارضون عبد الخالق محجوب ... "

    عمر الحاج موسى:
    -----------------
    *** - التاريخ: 18-11-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: عزل اعضاء في مجلس قيادة الثورة

    *** - "امس، قابلت عمر الحاج موسى، وزير الاعلام، وتحدثنا عن عزل ثلاثة اعضاء يساريين كبار في مجلس قيادة الثورة. وقدم هو التفسيرات الآتية:

    - ***اولا: يشكل القرار جزء من حملة شاملة ضد الشيوعيين. بالاضافة الى اعتقال عبد الخالق محجوب، في وقت سابق، وارساله الى مصر. وبالاضافة الى احالة ضباط شيوعيين معروفين الى المعاش.

    *** - ثانيا: "وسط الشعب السوداني التقليدي والمحافظ"، يجد القرار تأييدا جماهيريا عاما.

    *** - ثالثا: رغم ذلك، يعتقد مسئولون كبار داخل الحكومة (ربما هو واحد منهم) ان نميري يجب ان يتحرك اكثر لمواجهة الشيوعيين مواجهة كاملة. خاصة داخل الخدمة المدنية حيث تغلغل الشيوعيون تغلغلا عميقا.

    *** -هذه تفسيرات عمر الحاج موسي.
    --------------------------------

    ***- لكن، حسب معلومات من مصادرنا الخاصة، هناك تساؤلات عما اذا كان نميري يريد، حقيقة، التخلص من الشيوعيين. قالت لنا هذه المصادر ان نميري، قبل قرار العزل، اجتمع مع مائة من كبار ضباط القوات المسلحة. وتساءل بعضهم اذا كان نميري يريد التخلص من الشيوعيين لاسباب عقائدية، او يريد حماية نفسه.

    لهذا، راينا كالاتي:
    -------------------

    *** - اولا: صار واضحا ان نميري يظل يلعب لعبة موازنة مع الجانبين الذين يعتمد عليهما: الشيوعيين، والعسكريين.

    *** - ثانيا: ربما، حقيقة، يريد نميري الا يعتمد على الشيوعيين. وامس، قالت اخبار ان نميري سيعلن مصادرة شركة حامد الانصاري التي تشترك في تمويل الحزب الشيوعي.

    *** - ثالثا: هل يريد نميري التخلص من الشيوعيين؟ او يريد تقسيمهم؟ واذا كان يريد التقسيم، هل يقدر جناح احمد سليمان على تقديم دعم كاف له؟ اذا نجح احمد سليمان، نعتقد ان نميري سيقلل الاعتماد على القوات المسلحة. واذا فشل احمد سليمان، نعتقد ان نميري سيعزله وفاروق ابو عيسى وغيرها، ويعتمد اعتمادا كاملا على القوات المسلحة، وهي، طبعا، تقليدية وليست يسارية او حتى ليبرالية ... "

    *** كمال ابشر:
    ----------------

    التاريخ: 19-11-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: مدير الاستخبارات العسكرية

    *** - "اليوم وفي حفل كوكتيل، تقدم نحوى وعرفني بنفسه العقيد كمال ابشر، مدير الاستخبارات العسكرية. وبادرت وشكرته هو ومصطفى صغيرون على دورهما في مساعدة اعضاء حملة تبشيرية امريكيين وسويسريين كانت طائرتهم هبطت خطا في جنوب السودان، قرب الحدود مع الكونغو ...

    *** - ومثل آخرين في حكومة نميري، اشتكى مما اسماه تدخل الولايات المتحدة في شئون السودان الداخلية، ومن تأييدنا لاسرائيل، ومن تدخل اسرائيل في جنوب السودان. وكالعادة، كررت له شريط النفي. واننا لا نتدخل في شئون السودان الداخلية. واننا نريد تقديم مساعد\ت للسودان، ونريد الاستقرار والوحدة للسودان ...

    *** - شعرت ان ابشر يريد بداية اتصالات معنا. ودعوته لزيارة السفارة في اي وقت. لكنه هز رأسه رافضا زيارة السفارة. وسألني اين اسكن. وقلت له مكان منزلي، ودعوته لزيارتي في اي وقت ... "

    صلاح عبد المجيد (؟):
    -------------------
    التاريخ: 20-11-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نصيحة جمال عبد الناصر

    *** - "اول من امس، وبدون ميعاد سابق، جاء الى منزلي صلاح عبد المجيد (؟). وقال انه يريد الحديث معي في "موضوع هام جدا." وعندما اعتذرت بأني ذاهب الى ميعاد سابق، دعاني الى فطور رمضان في منزله. وكان ذلك اليوم، حيث عدت لتوي.

    هناك قابلت عبد الوهاب عبد القادر، ابن عم صلاح عبد المجيد، واخ محمد عبد القادر، نائب القائد العام للقوات المسلحة، والباقر محمد، القائد العام للقوات المسلحة، وصديق صلاح عبد المجيد ...

    *** - طلب منى صلاح عبد المجيد ان ندخل غرفة جانبية. وقال ان الموضوع "الهام جدا" هو ان نميري قال له ان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر (كان توفي قبل شهرين) نصح نميري الا يعادي الولايات المتحدة عداء شديدا، مثلما فعل هو، عبد الناصر. والا يقع في احضان الروس والصينيين. وان يقيم علاقات ودية مع كل من المعسكرين الغربي والشرقي.

    *** - وقال صلاح عبد المجيد ان نميري رد على عبد الناصر بانه لا يقدر على ذلك لانه يعتمد على المعسكر الشرقي، وعلى الحزب الشيوعي السوداني. وان نميري يتعمد الهجوم على الولايات المتحدة لهذا السبب. وان نميري يعرف ان هذا هو "الثمن"، حتى يقدر على تقوية موقفه ... "

    عبد الكريم ميرغني:
    -------------------
    التاريخ: 10-11-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: عبد الكريم ميرغني

    *** - "امس، خلال دعوة لفطور رمضان، قابلت عبد الكريم ميرغني، وزير التخطيط السابق.

    *** - من المواضيع التي تحدثنا عنها، تحدثنا عن الحزب الشيوعي السوداني. واشاد ميرغني بعبد الخالق محجوب، سكرتير عام الحزب. وانتقد نميري لانه لا يريد التعاون مع محجوب. وقال ميرغني ان محجوب لا يرفض التعاون السياسي مع نميري. لكنه، محجوب، خائف على مكانة الحزب الشيوعي العقائدية، داخليا وخارجيا.

    *** - ولا يريد علاقات وثيقة مع حكومة لا يقدر على السيطرة عليها. ولا يريد علاقات وثيقة مع نميري وهو يعرف ان نميري يريد ان يكون على رأس السلطة، باي طريقة، وعلى حساب اي جهة، وبدون التزام عقائدي.

    *** - وانتقد عبد الكريم ميرغني احمد سليمان، قائد الجناح المناوئ لجناح عبد الخالق محجوب داخل الحزب الشيوعي. ووصف ميرغني احمد سليمان بانه "اوبورتيونيستيك" (انتهازي)، ويريد السلطة بأي طريقة.

    *** - حسب معلوماتنا، عبد الكريم ميرغني صديق مقرب لعبد الخالق محجوب. ويمكن وصف ميرغني بانه "اشتراكي عربي يساري". وفلسفيا، قال لي ميرغني ان السودان يمر بمرحلة "الديمقراطية الوطنية" التي تركز على تحالف كل القوى التقدمية ..."

    عمر الحاج موسى 2:
    --------------------
    التاريخ:20-11-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية:
    الموضوع: علامات انفتاح

    *** - "عودة الى مقابلة يوم 10-11 مع عمر الحاج موسى، وزير الاعلام ..

    *** - قال ان الحكومة تريد تغيير اتجاهها السياسي، وتريد بداية الانفتاح علينا، وتخفيض الحملة ضدنا في الاعلام السوداني ...

    *** - عرفت موسى منذ اكثر من سنة. وشعرت بأنه من اكثر الوزراء جدية وانفتاحا وعقلانية وحذرا. واكثرهم معرفة بالاستراتيجية الامريكية العالمية، وبمصالحنا هنا وهناك. واعتقد انه يمكن ان يساعدنا في تغيير السياسة الخارجية السودانية لتميل نحونا. واذا حدث التغيير، سيكون جزء كبير من ذلك بسببه ...

    *** - وانا اتفقت معه على ان المركز الثقافي (المكتبة الامريكية) صار يلاقى اهتماما من بعض المسئولين في الاجهزة الاعلامية، والذين كانوا تعمدوا الهجوم عليه. وان الصحف السودانية بدأت تخفف هجومها العنيف علينا. وان هناك من يسمح له بان يكتب اشياء ايجابية عن الولايات المتحدة ... "
                  

06-08-2009, 11:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)


    مقالات و تحليلات-
    وثائق امريكية عن نميري (7):
    --------------------------

    *** - لماذا عين نميري جمال محمد احمد وزيرا للخارجية؟
    *** - هل كان الرشيد نور الدين شيوعيا؟
    *** - هل كان زكي مصطفى فاسدا؟
    *** - ماذا قال السفير الاميركي عن منصور خالد؟

    http://www.sudaneseonline.com/ar2/publish/_19/Khartoum_...s_B238_printer.shtml

    واشنطن: محمد علي صالح.
    ---------------------------
                  

06-09-2009, 11:15 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    انقلاب 25 مايو:هل كان انقلابا شيوعيا؟

    --------*************----------******

    *** - وثائق امريكية عن نميري (9):
    انقلاب 25 مايو: واشنطن.
    ------------------------------------
    الكاتب: محمد علي صالح-
    mohammadalisali
    *** - طبعت الصفحة من : ( موقع الجالية السودانية الاميركية ).
    *** - تأريخ الطباعة: 09 June 2009 at 5:54pm


    *** - وثائق امريكية عن نميري (9):
    ----------------------------------------

    *** - انقلاب 25 مايو:
    ------------------------
    *** - هل كان انقلابا شيوعيا؟
    *** - هل كان بابكر عوض الله عميلا لمصر؟

    *** - بعد ثمان حلقات عن نظام نميري من مقتطفات من وثائق وزارة الخارجية الامريكية من سنة 1975 (آخر سنة كشفت وثائقها)، تبدأ هذه الحلقات من البداية.

    *** - من يوم 25 مايو 1969. يوم قاد نميري انقلابا عسكريا، والغى حكومة ديمقراطية انتخبت انتخابا حرا

    *** - انقلاب شيوعي؟:
    ---------------------

    *** - التاريخ: 25-5-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: انقلاب يساري

    *** - "بعد منتصف الليل بقليل، وقع اليوم انقلاب عسكري يساري بقيادة العقيد جعفر محمد نميري الذي صار رئيسا لمجلس قيادة الثورة ووزيرا للدفاع. وعين اليساري بابكر عوض الله رئيسا للوزراء.

    *** - حسب معلومات اولية غير مؤكدة وصلت الينا، يوجد ثلاثة شيوعيون في الوزارة الجديدة: فاروق ابو عيسى، جوزيف قرنق، والشبلي (؟). وهناك يساريون من الجناح اليساري للحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب اسماعيل الازهري، رئيس مجلس السيادة الذي الغاه نميري.

    *** - اذا تأكد ان الشيوعيين وراء الانقلاب، او يسيطرون عليه، او يؤثرون عليه تأثيرا كبيرا، سيكون السودان اول دولة افريقية وعربية يسيطر عليها الشيوعيون ...

    *** - في نفس الوقت، تحرس دبابات ومصفحات القصر الجمهوري ...

    *** - حتى الآن، لا نعرف اذا كان الانقلاب يمثل فقط عددا قليلا من ضباط القوات المسلحة من قاعدة الخرطوم وقواعد مجاورة. لكننا عرفنا ان قواعد عسكرية في اماكن بعيدة لم تحدد مواقفها. واعلنت الاذاعة ان اللواء حمد النيل ضيف الله، نائب القائد العام، وينتمي الى حزب الامة، اختفى. وايضا اختفي ضباط كبار آخرون ...

    *** - الساعة الآن التاسعة صباحا، ولم يعلن حظر تجول، ولم نسمع باعمال عنف او اشتباكات في الشوارع. نلاحظ ان حركة السيارات في الشوارع عادية. ولم تقطع الكهرباء، لكن، من وقت لآخر، تقطع خطوط التلفونات ...

    *** - تقيم الانقلاب:
    ------------------------

    *** - التاريخ: 25-5-1969
    من: قسم الاستخبارات والبحوث، وزارة الخارجية
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: انقلاب السودان اليساري

    *** - "حسب معلوماتنا، يحيط الخوف بالعقيد جعفر نميري وزملائه العسكريين الذين استولوا على الحكم اليوم في السودان. يخافون على ارواحهم، ومن حركة عسكرية مضادة من داخل نفس القوات المسلحة. الآن، هم يهددون بالقتل والسجن كل من يعارضهم، وكل من يمارس نشاطا سياسيا ضد ثورتهم.

    *** - نتوقع ان تقاوم الانقلاب، قريبا او بعيدا، طائفة الانصار الاسلامية ...

    *** - خلال الاربع سنوات الماضية، منذ نهاية عهد عسكري آخر بقيادة الفريق ابراهيم عبود، ظل النظام السياسي في السودان يتأرجح. وظل عدم الرضا عنه ينتشر. وظل يعتمد على تركيبة تاريخية اجتماعية دينية متوازنة تقريبا، بين طائفة الانصار التي تقودها عائلة المهدي، وطائفة الختمية التي تقودها عائلة الميرغني. مع مناورات ومؤامرات ومخابرات وتحالفات وتكتلات. مسرحها احزاب سياسية، ومحركها عائلات دينية.

    *** - خلال الفترة القصيرة الماضية، استطاع محمد احمد محجوب، رئيس الوزراء الذي عزله نميري، ان يحكم وكأنه يسير على سلك معلق في الهواء، متحاشيا القرارات الكبيرة التي ستهز ميزان القوى الديني السياسي. وفي ديسمبر، زادت مشاكل محجوب عندما اصيب بمرض قلب كاد ان يقتله ...

    *** - الحزب الشيوعي:
    --------------------
    التاريخ: 25-5-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: طلب معلومات

    *** - "اشارة لبرقيتنا السابقة، هناك مؤشرات بان الانقلاب العسكري الذي وقع اليوم انقلاب شيوعي، ان لم يكن الشيوعيون يقفون وراءه، وان لم يكن يسيطرون عليه. نحتفظ نحن بمعلومات قليلة عن الحزب الشيوعي السوداني. وذلك لأن السفارة، في سنة 1967، احرقت كثيرا من وثائقها عندما اعلنت حكومة السودان قطع العلاقات الدبلوماسية معنا خلال حرب يونيو في تلك السنة.

    *** - نود ارسال مزيد من المعلومات لنا عن الشيوعيين السودانيين ..."

    *** - خليل عثمان:
    ----------------------
    التاريخ: 26-5-1969
    من: السفير، الكويت
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: خليل عثمان

    *** - "اليوم وعلى جناح السرعة، طلب مقابلتي د. خليل عثمان، رجل اعمال سوداني يعيش في الكويت، ويدير شركة اسماك الخليج التي يملكها وزير خارجية الكويت. فعل ذلك كصديق قديم، ولأني سفير الولايات المتحدة هنا ...

    *** - قال انه سيسافر غدا الى السودان ليعارض الانقلاب العسكري.

    *** - وقال انه وقائد الانقلاب درسا معا، وانه يعرفه معرفة قويه، وان قائد الانقلاب وقع ضحية مؤامرة شيوعية منظمة.

    *** - وقال خليل عثمان انه غادر الخرطوم الليلة التي سبقت الانقلاب، ولم يكن يعرف انه الانقلاب سيحدث. وقال انه تحدث اليوم لفترة طويلة مع سفير السودان في الكويت، لكنه لم يقل لي تفاصيل الحديث.

    *** - وقال خليل عثمان انه لا يريد ان يتصل بالسفارة الامريكية في الخرطوم خوفا من المشاكل. لكنه قال انه مسافر الى هناك لمساعدة الذين يعارضون ما اسماها السيطرة المصرية الشيوعية على السودان. وقال ان الرجل الثاني في الانقلاب، بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، شيوعي مصري ... "

    *** - عبد الخالق محجوب:
    -------------------------
    التاريخ: 27-5-1969
    من: قسم الاستخبارات والمعلومات، وزارة الخارجية
    الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: الحزب الشيوعي السوداني
    (مقتطفات من تقرير)

    *** - "يوجد في الحزب الشيوعي السوداني ما بين خمسة وعشرة آلاف عضو، "ويل تريند كادر" (مدربون تدريبا جيدا)، ويدعمهم الاتحاد السوفيتي، وعندهم خبرة عشرين سنة، خاصة في العمل السري ...

    *** - خلال سنتي 1964 و1965 (خلال وبعد ثورة اكتوبر التي اسقطت حكومة الفريق عبود العسكرية) حاول الشيوعيون السيطرة على الحكم. لكنهم فشلوا. غير انهم استعملوا كل اساليبهم الفعالة في الاغراء، والرشوة، والابتزاز ...

    *** - رغم قلة حجمه، يقدر الحزب الشيوعي على كسب تأييد نسبة كبيرة من المثقفين، والعمال، والشباب، الذين يمكن ان يعتمد عليهم انقلاب نميري ...

    *** - يقود الحزب قيادة قوية عبد الخالق محجوب، السكرتير العام. وبسببه، حقق الحزب الآتي:

    *** - اولا: حافظ على موقف قوي مؤيد للروس ضد الصين في الصراع العقائدي والحدودي بين البلدين.

    *** - ثانيا: ايد غزو قوات المعسكر الشيوعي لتشيكوسلوفاكيا (سنة 1968) بعد ان كانت تمردت على سيطرة موسكو.

    *** - ثالثا: اسكت نقد اعضائه لروسيا لأنها، خلال الحرب بين العرب واسرائيل (سنة 1967) لم تتدخل لمنع اسرائيل من هزيمة العرب واحتلال اراضي عربية.

    *** - في الجانب الآخر، كافأ الروس ولاء الحزب الشيوعي السوداني بتمويل نشاطات الحزب، وتمويل وزيارات قادته للخارج.

    *** - لكن، خلال السنوات القليلة الماضية، تنازع قادة الحزب، وتنافسوا للسيطرة عليه. في سنة 1968، ظهر اول تحدي رئيسي لعبد الخالق محجوب من داخل اللجنة المركزية، بسبب اصراره على معارضة حذرة، بدون مواجهة، لحكومة الاحزاب الطائفية.

    *** - وقبيل انقلاب نميري، كان اربعة، على الاقل، من اعضاء اللجنة المركزية يريدون عزل عبد الخالق محجوب، وهم:

    *** - اولا: الشفيع احمد الشيخ، اكبر قائد نقابي في السودان.

    *** - ثانيا: فاروق ابو عيسى، عينه نميري وزير دولة.

    *** - ثالثا: احمد سليمان، الآن سفير في موسكو.

    *** - رابعا: د. الطاهر عبد الباسط (؟) ...

    *** - الآن، يبدو ان جناح عبد الخالق والجناح المعارض تصالحا مؤقتا بهدف زيادة نفوذ الحزب في حكومة نميري. لكن، في المستقبل القريب، يوجد احتمال تحدي جديد لقيادة عبد الخالق محجوب ... "

    *** - اندريه ميخالوف:
    ------------------------
    التاريخ: 28-5-1969
    من: وزارة الخارجية، واشنطن
    الى: السفير، الخرطوم
    صورة الى: السفير، موسكو
    الموضوع: انقلاب السودان

    *** - "اليوم في زيارة غير متوقعة، جاء الى وزارة الخارجية اندريه ميخالوف، مستشار في السفارة الروسية هنا في واشنطن، وقابل المسئول عن الشرق الادني ومصر. وصار واضحا انه يتلصص للحصول على معلومات عن انقلاب السودان.

    *** - قال ان سفارتهم في واشنطن لم تتسلم اي معلومات عن الانقلاب، لا من سفارتهم في الخرطوم، ولا من رئاسة وزارة خارجيتهم في موسكو.

    *** - فهمنا منه انه يعتقد اننا نعتقد ان الانقلاب مؤامرة روسية ...

    *** - وقال له المسئول الامريكي انه يرى ان نميري، بصورة عامة، شاب سوداني وطني. لكن، يوجد اطباع مؤكد ان الانقلاب يساري، وذلك لسببين:

    اولا: بيانات وسياسات الانقلابيين.

    *** - ثانيا: يرتبط عدد من الوزراء بالحزب الشيوعى السوداني.

    *** - وسأل ميخالوف اذا كان قادة الانقلاب اليساريون يميلون نحو روسيا او نحو الصين. وقال له المسئول انه لا يعرف. لكن، ربما تعرف السفارة الروسية في الخرطوم، ولهذا اقترح عليه الاتصال بسفارتهم في الخرطوم ... "

    *** - بابكر عوض الله:
    -------------------------
    التاريخ: 28-5-1969
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: بابكر عوض الله

    *** - "خلال السنتين الماضيتين، عرفت معرفة قوية بابكر عوض الله، الذي صار رئيس وزراء الانقلاب العسكري، وزوجته. قابلتهما كثيرا في مناسبات اجتماعية في منازل اصدقاء مشتركين. وقبل شهر، جاءا الى منزلي للعشاء بدعوة مني. وكان جزءا كبيرا من نقاشي معه عن مشكلة الشرق الاوسط، وخاصة اسرائيل، وخاصة سياستنا نحوها.

    *** - يؤيد الفلسطينيين بدون حدود. واتوقع ان يقدم، كرئيس للوزراء، كل دعم للفدائيين الفلسطينيين. وقال امس في تصريح صحافي ان العرب يجب الا يتصالحوا مع اسرائيل. والا يتنازلوا عن شبر واحد من اراضيهم. وان يعيدوا الى الفلسطينيين ارضهم وممتلكاتهم ...

    *** - ويتلخص انطباعي عنه في انه سوداني ملخص وقومي عربي. وقبل الانقلاب العسكري، ثم بعده خلال اليومين الماضيين، تحدثت مع اصدقاء له، وكلهم اكدوا انه يساري، لكنه ليس شيوعيا.

    *** - احيانا، يصف هو نفسه بوصف "ماركسي"، لكنه يسارع ويقول انه لا ينتمى الى الحزب الشيوعي، ولا يتبع خط موسكو. ربما يمكن وصفه بأنه "يساري جديد." و"معادي للامبريالية". وانتقد كثيرا سياستنا نحو كوبا وفيتنام، وقال اننا لا نملك حق التدخل في شئون الدول الاخرى.

    *** - لم اسمعه ينتقد التدخل الروسى في تشيكوسلوفاكيا، لكنى اتوقع انه كان سيعارضه بنفس المستوى.

    *** - على اي حال، يؤمن ايمانا قويا بأراء معينة في السياسة الخارجية ...

    *** - ليس مناكفا او عنيفا. وعكس كثير من السودانيين، يمكن اجراء نقاش هادئ وعقلاني معه رغم الاختلاف في الآراء.

    *** - في الماضي، كانت له علاقات وثيقة مع مصر. وتشبه اغلبية آراؤه اراء الحكومة المصرية ...

    *** - ونملك ادلة قوية انه كان عميلا لمصر في السودان ...

    *** - رغم ذلك، خلال مناقشاتي معه، كان ينتقد المصريين. واحساسي العام هو انه يؤيد السياسة المصرية في العالم العربي، لكنه لا يريد لمصر ان تسيطر على السودان. ومرة قال لرجل اعمال سوداني شريكه في تجارة، وايضا صديقي، انه لا يريد اقامة علاقات تجارية مع المصريين لأنه يرفض ان يسيطروا عليه ...

    *** - انه يقدس العمل، ويحس بالمسئولية. ومرات كثيرة انتقد سياسيين سودانيين، واتهمهم بالفساد، واستغلال مناصبهم للاثراء الشخصي. يقال عنه انه شخصيا نزيه، ولا تشوبه شائبه، ويعيش حياة متواضعة. وحسب معلومات رجل الاعمال صديق الطرفين، ليس ثريا، ولكنه متوسط الحال ...

    *** - كصديق، سيكون سهلا علينا الاتصال به والحديث معه. عكس شخصيات مثل الشيخ على عبد الرحمن الذي كان وزيرا في وزارة محمد احمد محجوب التي الغاها انقلاب نميري. لكن، لا يوجد اي شك عندي بأن علاقات الصداقة التي تربط بيننا لم، ولن ، تكن عائقا امامه لتنفيذ مسئولياته، واداء واجبه ... "

    **** -(يتبع)

    mailto:[email protected] - [email protected]
    http://www.sacdo.com/web/forum/printer_friendly_posts.asp?TID=4639
                  

06-11-2009, 01:43 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    حكايات مُدهشة جداً في حلقة اليوم حول الدكتور بهاء الدين إدريس «6»:
    ---------------------------------------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=5298
    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - عادل سيد أحمد وأحمد الشريف يسألان حول
    الصفقات الخطيرة التي كانت تتم داخل القصر الجمهوري..!
    -----------------------------------------------------

    *** - مدير المكتب السري يتحدث حول «بيع البترول في عرض البحر».. والمنزل الأسطوري.. وشراء الطائرات.

    *** - قالوا إن بيت بهاء الدين معمول من «الصندل».. وأشاعوا الكثيـر والكثير.. ولكـــــــــن..!

    *** - حامت شبهات كثيرة حول الدكتور بهاء الدين محمد إدريس.. تحولت إلى اتهامات، تمَّّ بموجبها تقديمه للمحاكمة الشهيرة، في فترة الديمقراطية الثالثة.

    *** - «الوطن» تستمع إلى شهادات الأستاذ عثمان عبده،
    بوصفه كان مديراً لمكتب الدكتور
    بهاء الدين محمد إدريس، بالقصر الجمهوري..
    --------------------------------------------------

    فإلى تفاصيل هذه الحلقة:
    ----------------------------

    سـؤال :- البترول كان يُباع في عرض البحر..
    ود. بهاء الدين إدريس تحوم حوله أقاويل في هذا الموضوع؟!.
    ---------------------------------------------------

    - الحقيقة بالنسبة، للبترول الذي تمّ بيعه في وسط البحر.. حين كانت هناك أزمة بترول بالسودان، وكانت السيارات تقف باليومين والثلاثة في صفوف البنزين.. هذه قصة حقيقية.. ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب..

    حرب تشاد:
    -------------
    *** -والحقيقة هي عندما استولى جوكوني عويدي على الحكم في تشاد من الرئيس حسين هبري، لجأ الرئيس حسين هبري للسودان.. وكان موجوداً بمنزل الضيافة بكوبر لعدة شهور، وطلب من الرئيس نميري مساعدته بالدعم المالي، لشراء أسلحة وذخيرة، لأن لديه الجنود.. وأيضاً مخاطبة الدول الصديقة والشقيقة لتقديم الدعم له، لإسترداد النظام مرة ثانية.. فقام الرئيس نميري بكتابة رسائل لبعض الدول العربية.. منها: المملكة العربية السعودية.. بأن يمدوا الدعم المالي لحسين هبري لشراء السلاح.. وذلك نسبة لعلاقة السودان الطيبة في عهد الرئيس هبري مع تشاد.. خلافاً لعهد الرئيس جوكوني عويدي الذي اتسمت فترة توليه بمشاكل في حدودنا مع تشاد.. كانت هناك بواخر تقف في ميناء جدة.. كان ذلك في عهد الملك خالد.. طيّب الله ثراه.. وأمر الملك خالد أن تذهب هذه البواخر للسودان.. ويتم دفع عائد البترول للرئيس حسين هبري.. وتكون هذه مساهمة السودان للرئيس هبري.. وبعد وصول البواخر لميناء بورتسودان أتضح بأن خام البترول غير مناسب لتكريره في مصفاة بورتسودان، وليس من نوع الخام الذي تستوعبه مصفاة بورتسودان.. وقام المسؤولون عن المصفاة بالإتصال بعمر الشيخ، مدير عام مؤسسة البترول، والذي بدوره رفع الأمر للدكتور شريف التهامي.. وقام الأخير برفع الموضوع لرئاسة الجمهورية، وأمر الرئيس نميري الدكتور بهاء الدين بالإتصال بالشيخ مازن رشاد فرعون، مستشار الملك خالد آنذاك.. بإرجاع البواخر وتقديم المساعدة لحسين هبري نقداً.

    سـؤال: -
    - ماذا كان رد الشيخ مازن رشاد فرعون؟!.
    -------------------------------------------

    *** - أفاد الشيخ مازن بإعادة البواخر، وإصدار أمر آخر من الملك خالد، قد يستغرق وقتاً طويلاً، ووعد بحضوره للسودان في أقرب وقت ممكن، والإتفاق على شراء البترول.. وبعد موافقة الرئيس نميري.. حضر الشيخ مازن رشاد فرعون وقابله الرئيس نميري.. وعُقد اجتماع بمكتب الدكتور بهاء الدين.. حضر الإجتماع من الجانب السوداني الدكتور شريف التهامي، وزير الطاقة والتعدين، والدكتور عمر الشيخ مدير عام مؤسسة البترول، والسيد عبد الفتاح محمد صالح من وزارة الطاقة.. أما الدكتور بهاء الدين فلم يشارك في هذا الإجتماع لأنه كان مشغولاً في إعداد رسائل من الرئيس نميري لكل رؤساء الدول العربية والإفريقية.. وبالفعل تمّ الإتفاق مع الشيخ مازن رشاد فرعون على صفقة البترول.. وتم منح الرئيس حسين هبري عائدات البترول.. وقام بشراء السلاح والذخيرة.. وقام باسترداد النظام مرة أخرى من جوكوني عويدي.

    الرسائل:
    ----------------
    سـؤال :- ما طبيعة الرسائل التي كانت
    ترسل عبر مكتبكم للرؤساء والزعماء؟!.
    ----------------------------------------

    *** - كانت الرسائل تتعلق بالوضع في القرن الإفريقي، وحدود السودان مع دول الجوار والوضع الإقليمي.. ويقوم وزير الخارجية بتسليمها، نيابة عن الرئيس نميري.

    سـؤال : من كان وزير الخارجية آنذاك؟!.
    --------------------------------------
    *** - كان وزير الخارجية في تلك الفترة هاشم عثمان.

    سـؤال : طيّب، ألا ترى بالنسبة لهذا الموضوع
    أن وزارة الخارجية كان بإمكانها أن تلعب
    دوراً فيه.. وألا يدخل ضمن
    اختصاصات الدكتور بهاء الدين إدريس؟!.
    -------------------------------------

    *** - أبداً.. هذا الموضوع تمّ بسرية تامة ولكن وزارة الخارجية لها علم بتفاصيل هذا الموضوع...السرية كانت مقصودة، ومكتب بهاء الدين بالقصر، كان مباشراً مع الرئيس، والمهام الكبيرة..

    الطائرات:
    ----------------
    سـؤال : صفقة الطائرات الشهيرة.. وما تردد
    عن عمولات ضخمة حولها ثم اتضح فيما بعد،
    أنها غير صالحة.. ما علاقة بهاء الدين إدريس بهذه الصفقة؟!.
    -------------------------------------------------------

    *** - في إحدى زيارات الرئيس نميري كان معه وفد عسكري، وتمّ الإتفاق على شراء خمس طائرات من نوع «هيسكورسكي»، وعند زيارة بهاء الدين في مهمة لتلك الدولة، كلّفه الرئيس نميري بموجب تفويض للتوقيع على صفقة شراء هذه الطائرات.. وعند وصول هذه الطائرات إلى ميناء بورتسودان، قام فنيون من سلاح الطيران باستلام هذه الطائرات، وإحضارها إلى الخرطوم.. وبعد المعاينة أتضح بإنها لا تصلح للقوات المسلحة، وتم إخطار الرئيس نميري بذلك، ووجّه سيادته باعطائها لوقاية النباتات، لاستعمالها في رش المحاصيل.. وأيضاً أفاد فنيو وقاية النباتات بأنها لا تصلح للرش.. وهنا أمر الرئيس نميري الدكتور بهاء الدين بإخطار الشركة بعدم صلاحية هذه الطائرات، وإلغاء صفقة الطائرات..

    وأيضاً مخاطبة وزارة المالية وبنك السودان ووزارة الدفاع.. وفعلاً تمت كتابة رسائل لكل هذه الجهات بتوجيه من الرئيس نميري.. وبالنسبة لخطاب وزارة الدفاع «تمّ استلام الخطاب بواسطة مدير مكتب وزير الدفاع، وقام بالتوقيع بخط واضح مع توضيح التاريخ والتوقيت.

    وتم إحضار الطائرات للقاعدة الجوية بوادي سيدنا.. وقام الرئيس نميري بزيارة القاعدة الجوية بوادي سيدنا.. وكان برفقته وزير الدفاع، الفريق عوض خلف الله، وكبار المسؤولين بالقوات المُسلحة.. وأصدر الرئيس نميري تعليماته بإلغاء صفقة الطائرات، ومخاطبة الشركة بذلك..

    في أثناء سير محاكمة الدكتور بهاء الدين.. تمّ استجواب شهود الإتهام؛ السيد صلاح أبو النجا، والسيد عثمان السيد من بنك السودان.. واللذين أوضحا للمحكمة بأنه لم يتم دفع كمبيالات شراء الطائرات للشركة، ولم تطالب الشركة بقيمة الطائرات.. وحسب قانون بنك السودان فإن أي كمبيالة يمر عليها أكثر من أحد عشر عاماً، ولم يطالب بسدادها تعتبر لاغية.. وقد تبقت فترة سبعة أشهر على إلغاء المديونية، وحتى هذه اللحظة لم تطالب الشركة بقيمة الكمبيالات.. وفي شهادة الفريق عوض خلف الله بالمحكمة، أوضح أنه عند زيارة الرئيس نميري للقاعدة الجوية بوادي سيدنا وإصدار تعليماته بالغاء صفقة الطائرات، بأنه كان بعيداً من مكان الرئيس نميري، ولم يسمع ما قاله الرئيس نميري في هذا الشأن.. هل يعقل بأن مثل الرئيس نميري يأتي لإصدار تعليمات في موضوع ذي أهمية كبيرة، ويكون وزير دفاعه على بعد منه، ولا يسمع التعليمات؟.. وأنه نفى استلام الخطاب المرسل من رئاسة الجمهورية، والذي وقّع عليه أحد ضباط مكتبه..

    السيركي:
    -------------------
    *** -هناك «السيركي» الذي به توقيع الضابط، موجود برئاسة الجمهورية.

    سـؤال : وماذا بشأن صفقة الطائرات الرئاسية؟!.
    -----------------------------------------

    *** - - قام الدكتور بهاء الدين، في فترة توليه منصب وزير رئاسة الجمهورية، بشراء عدد ثلاث طائرات لرئاسة الجمهورية.. واحدة بوينج «707» لرحلات الرئيس نميري، حتى لا يتأثر الناقل الرسمي الخطوط الجوية السودانية.. وهذه الطائرة كانت في رحلة الرئيس نميري الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية.. وتمت إعادتها للسودان.. وأخيراً في عهد حكومة الأحزاب ثم تحويلها للخطوط الجوية السودانية، وأظنها تعمل حتى الآن في السفريات الداخلية..

    الفالكون:
    ----------------
    *** - والطائرات الأخرى من نوع الفالكون «20»، والفالكون «50» هي الأخرى ما زالت تعمل حتى الآن.. وتابعة لرئاسة الجمهورية في رحلات رأس الدولة..

    الصندل:
    ----------------
    سـؤال : - ولكن، البعض يتهم د. بهاءالدين،
    ويدعم هذا الإتهام بان آثار الثراء كانت
    بائنة، بدليل «البيت الأسطوري»
    الذي كان يسكنه بهاء الدين بالرياض؟!.
    ----------------------------------------

    *** - الشائعات والإفتراءات التي لاحقت الدكتور بهاء الدين، بأن حوائط منزله بالرياض من الداخل من الصندل لقد سبق أن زرت منزل الدكتور بهاء الدين عدة مرات، ولم أجد حائط منزله من الصندل، بل إن صالون المنزل معمول من الداخل بالخشب الموسكي.. وهذه الآن أصبحت موضة قديمة.. وأهو محمد بهاء الدين باع المنزل كده.. واسألوا المشتري، إذا كان فعلاً وجد حائط المنزل من الصندل أو من الشاف.. هذه كلها إفتراءات في خلق الله.. وهذا دليل على أن كل الشائعات عن الدكتور بهاء الدين ما هي إلا أكاذيب.. وما النصر إلا من الله العلي القدير.

    سـؤال : صف لنا كيف كان يسير العمل
    داخل مكتب بهاء الدين بالقصر؟..
    يقال إن مكتبه كان يضم «جيشاً» جراراً؟!.
    -----------------------------------------

    *** - كان كل العاملين بمكتب الدكتور بهاء الدين في عمل مستمر طيلة ساعات العمل.. وليس هناك وقت لهؤلاء العاملين للتجول وزيارات المكاتب الأخرى.. وليس لدينا وقت لاستقبال الموظفين من الإدارات الأخرى إلا للعمل الرسمي.. أما عن الدكتور بهاء الدين فقد كان يعمل صباحاً ومساءً، وأيضاً أيام الجمع والعطلات الرسمية والأعياد.. بل في مناسبات الأعياد والعطلات الرسمية يتضاعف العمل.. وسفريات الدكتور بهاء الدين للخارج لا تتعدى اليوم.. أو اليومين لإنجاز مهام كانت طيلة هذه الرحلة.

    بدون إجازة:
    ------------------
    *** - كان أغلب سفره إلى دول الخليج، ومنها السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.. وكان رؤساء هذه الدول يضعون مكانة خاصة للدكتور بهاء الدين.. كان لا يعود من هذه الدول «بخفي حنين».. والدكتور بهاء الدين طيلة عمله برئاسة الجمهورية لم يأخذ إجازة ليوم واحد.. كان يحب عمله وحتى أثناء مرضه.. كان يرقد طريح فراشه بمكتبه بالقصر.. على السرير الأبيض السفري.

    *** - إذن الموظفون بمكتب د. بهاء الدين، كانوا من ذوي الوظائف والمهام الحقيقية.. لأهمية عمـل هـذا المكتب داخل القصر الجمهوري.
                  

06-11-2009, 06:51 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الوثائق السرية الأمريكية عن عهد الرئيس نميري.
    --------------------------------------------

    http://sudansite.net/index.php/أخبار-ثقافية/الوثائق-الس...-نميري-%E2%80%8F.htm

    ‏ جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقع السودان الإسلامي. Designed by JoomlArt.com

    الجمعة, 10 أكتوبر 2008

    مصطفي عبد العزيز البطل:
    ------------------------------------
    *** - أخيرا اقتحم الاستاذ محمد على محمد صالح، كبير مراسلى صحيفة ( الشرق الأوسط ) بالولايات المتحدة، عرين الأسد، إذ شرع مؤخرا فى ترجمة و استعراض و نشر التقارير التى بعث بها – من الخرطوم إلى واشنطن- دبلوماسيو و استخباريو حكومة الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس السابق جعفر نميرى في منتصف سبعينات القرن الماضى، وذلك بعد أن فرغ من معالجة وثائق مراحل ما قبل و بعد الاستقلال.

    *** - وكان محمد قد بسمل و حوقل و هلل وكبّر ثم بدأ في فض مغاليق الإرشيف القومى الأمريكى السوداني و بسط محتويات الوثائق المتعلقة ببلادنا. و كنت قد كتبت فى زاويتي الأسبوعية ( غربا باتجاه الشرق ) قبل خمسة أشهر مشيرا و معلقا و منوّها بالحلقات المتسلسلة التى يكتبها الأستاذ محمد علي محمد صالح تحت عنوان: ( وثائق أمريكية ) و التى تُنشر في الصحافة المحلية وفى عدد من مواقع الشبكة الدولية، و تضم في مجملها ترجمة واستعراضا لبعض الوثائق التى تغطى الاوضاع السياسية في السودان عبر حقب تاريخية متعددة.

    *** - وذكرت للقارئ بأن في الولايات المتحدة - كما هو الحال في غيرها من الدول المتقدمة - تشريعات عريقة تلزم السلطة التنفيذية برفع ستار السرية عن ملفاتها و مستنداتها الرسمية و إتاحة حق الاطلاع عليها للباحثين و لعامة الجمهور خلال فترات زمنية محددة.

    *** - والقانون الذي يكفل هذا الحق، المسنود بالدستور، في الولايات المتحدة هو قانون حرية المعلومات لسنة 1966.

    *** - وقد أخذ الاستاذ محمد على محمد صالح على عاتقه الاستفادة من هذا القانون و نقل الوثائق السودانية بقضها و قضيضها من حرج الإضبارات إلى فرج الإصدارات، ومن رطين العُجمان إلى رصين العُربان، حتى يتيسر لجميع السودانيين دون فرز الاحاطة بطواياها و خباياها، فلا تكون مادة الوثائق دُوْلة بين الأصفياء من خاصة الناس دون السواد من عامتهم.

    *** - وأشهد له أنه عانى ما عانى و هو يتوخى إلى الأمر مُدخل صدق و يلتمس منه مُخرج صدق يرعى وجه الله ومقتضى المنهج العلمى القويم والبحث التاريخى الراشد.

    *** - وأذكر أن حمار الشيخ محمد قد وقف، غير مرة، عند عقبات مستحكمة، لا سيّما عندما وجد في بعض الوثائق الأمريكية عبارات وأوصاف تمُجها الفطرة السليمة ويأباها الخلق القويم، كنعت الدبلوماسيين والإستخباريين الأمريكان لبعض القادة السودانيين البارزين بالشذوذ الجنسى، وما عكسته الوثائق من تورط أثيم فى تحليل شخصيات بعض هؤلاء القادة باستخدام معايير عرقية واجتماعية مسيئة، من قبيل قولهم أن سياسيا معينا يُعانى عقداً نفسية لأسباب خاصة به !

    *** - مرحلة لا تزال حية:
    ----------------------------
    *** - وأبرز ملامح الاختلاف فى مرحلة السبعينات المايوية، التى تعالجها الوثائق، عن المراحل السابقة هو أن أحداثها و تداعياتها المرصودة لا تزال حيّة متقدة فى أذهان الكثيرين، كما أن شخوصها و رموزها، الذين تتناولهم التقارير بالتحليل والتقويم، لا يزالون أحياء يرفلون في ثياب العافية، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، بل أن بعضهم لا يزال ناشطا في العمل السياسى ويشغل مواقع دستورية رفيعة تحت نظام الحكم الحالى، وأبرز مثال على ذلك هو الدكتور منصور خالد، مستشار رئيس الجمهورية الحالى، الذى ورد اسمه أربع عشرة مرة ضمن سطور أربعة تقارير قصيرة، لا يتعدى كل منها صفحة واحدة، بعث بها السفير الأمريكى في الخرطوم الى واشنطن خلال فترة لم تتعد الأسبوعين، وهى الفترة الممتدة من 14 حتى 28 يناير 1975.

    *** - وكفى بقارئ ترجمات الوثائق واستعراضاتها أن يتأمل بعض عناوينها الفرعية ليتوفر لديه الإحساس الذى نعنيه بحيوية الموضوعات و ارتباطها بالحاضر المعاش، في وقت يفترض فيه أنها لا تعدُ كونها محض مواد إرشيفية تاريخية عفا عليها الزمن، و من أمثلة هذه العناوين الفرعية: ( عزل عشرة وزراء منهم منصور خالد / رأي السفير الأمريكى في منصور خالد / رأي منصور خالد فى أريتريا / هل تعمد نميرى عزل “ أولاد الغرب”؟ / السودان وإسرائيل واليهود / بعض آراء نميري تبسيطية وفيها اضطراب عقلي / أثرى نميري شخصيا من صفقة خاشقجي / قوات سودانية الى السعودية فى حالة حدوث صراع داخل العائلة المالكة ).

    *** - وبخلاف الوثائق المتقادمة التى تناولت السنوات السابقة واللاحقة لمرحلة الأستقلال، فإن وثائق منتصف السبعينات تتيح فرصة ذهبية أمام أولئك الذين عاصروا الوقائع والأحداث وتعرفوا على معالمها، لتحليل المحتوى النوعى لهذا الصنف من التقارير أجمالا، والوثائق المترجمة تخصيصاً، وتقويمها تقويماً موضوعياً.

    *** - وربما وجد كاتب هذا المقال، الذى تنقل خلال تلك الفترة بين المرحلتين الدراسيتين المتوسطة والثانوية بمدينة عطبرة، وهي مدينة ينشط الوعى السياسى لأبنائها ويشتعل عند مراحل مبكرة للغاية، نفسه فى وضع يمكنه من أن يدلى بدلو فى أمر هذه الوثائق.

    *** - تقارير ضعيفة:
    -----------------------
    *** - وجميع التقارير مصاغة تحت مقدمات ديوانية ترد على النحو التالى: ( من السفير – الخرطوم، إلى وزير الخارجية – واشنطن، الموضوع: كذا ).

    *** - ول انطباع خرجت به من الوثائق القليلة التى فرغ من معالجتها الشيخ محمد و التى تغطى العام 1975 كما أسلفنا هو أن كتبة التقارير، سواء كان هو السفير شخصيا أو عناصر أخرى داخل سفارته، يفتقدون المعرفة والإلمام الكافى بالمسرح السياسى السودانى والعناصر التى تلعب الأدوار الرئيسية على خشبته.

    *** - كما أن التقارير التى يبعثون بها الى واشنطن تتسم فى بعض الأحيان بالضعف الظاهر و السطحية و البساطة. من شواهد هذا الضعف النقاط الواردة في المذكرة التى كتبها السفير والمؤرخة 27 يناير 1975، وتعالج المذكرة التعديل الوزارى الكبير الذى كان الرئيس السابق قد أدخله على حكومته في ذلك العام.

    *** - والسفير يبلغ رؤساءه في واشنطن من خلال تلك المذكرة أن للرئيس نميرى أهدافا معينة من وراء التعديل منها: ( التخلص من الوزراء الضعفاء ) فى الحكومة، ومن هؤلاء الوزراء الضعفاء، بحسب التقرير،: د. جعفر محمد على بخيت وزير الحكومة المحلية و عمر الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام! والحقيقة التى لا مراء فيها، لكل من عرف نظام مايو و تاريخه و تركيبته السياسية، أن هؤلاء الوزراء المعزولون لم يكونوا في واقع الأمر ( وزراء ضعفاء )، بل أنهم على العكس تماما شكلوا مراكز قوة محورية في ذلك العهد، وأن عزلهم جاء أساسا على خلفية ذلك المُعطى السياسى، سعيا من رئيس الجمهورية لتحجيمهم وكسر شوكتهم وتطويق نفوذهم المتفاحش في جهاز الدولة! و كان الرئيس السابق نميرى قد وجه خطابا الى الشعب في مناسبة ذلك التعديل الوزارى، وبخ فيه بعض وزرائه على الملأ، ونسب إليهم المبالغة في تقدير قوتهم السياسية وزعمهم فى مجالسهم الخاصة أنهم القادة الحقيقيون للنظام وأهل الحل والعقد فيه وأن النميرى لا يبرم أمرا بغير مشورتهم، كما وبخ وزير خارجيته المُقال د. منصور خالد واتهمه بإدمان الترحال والتسفار الى درجة أنه لم يجد حرجا من حضور مؤتمرات كان تمثيل الدول الأخرى فيها على مستوى السفراء.

    *** - وصمت منصور دهرا قبل أن يخرج على الناس بكتاب اتهم فيه المرحوم محمد محجوب سليمان المستشار الصحفى للرئيس بأنه هو الذى كتب ذلك الخطاب، وتصدى له بكلام غليظ. ولم ينكر المستشار الراحل قط أنه هو الذى صاغ الخطبة العصماء. و صفوة القول أن تلك الفقرة في الوثيقة الأمريكية تشير بوضوح الى أن كتبة تلك التقارير لم يكونوا في حقيقة الأمر على درجة كافية من التمكّن أو الدراية بديناميات النظام و توازنات القوة داخل أبنيته.

    *** - ومما يعضد من عقيدتى في ضعف إلمام الدبلوماسيين والإستخباريين الإمريكيين بالواقع السياسى السودانى ما ذكرته الوثيقة، فى صدد تحليل طبيعة وأبعاد ذات التعديل الوزارى فى حكومة الرئيس نميرى عام 1975، من أن التعديل ربما يؤشر الى ( إتجاه نحو اليسار )، إذ يقول التقرير: ( .. و قال مراقبون إن التعديل الوزارى حوّل نميرى نحو اليسار ).

    *** - ثم يضيف التقرير: ( يُقال أن بدر الدين سليمان و أحمد عبد الحليم كانا شيوعيين قبل محاولة إنقلاب 1971، وإذا كان ذلك صحيحا يبدو أنهما قطعا صلتهما بالشيوعية. ولهذا نحن لا نريد أن نحكم عليهما ). وكان بدر الدين سليمان قد دخل في الحكومة الجديدة وزيرا للصناعة بينما تولى المرحوم أحمد عبد الحليم وزارة الثقافة و الإعلام.

    *** - وعوام المهتمين بالشأن العام والمتابعين لمجرى الحياة السياسية في السودان يعلمون الخلفية السياسية للشخصيتين المذكورتين، من حيث أنهما انتميا الى الحزب الشيوعى السودانى لفترات محدودة ثم تركاه في مرحلة مبكرة، خاصة في حالة بدر الدين سليمان الذى كان قد غادر الحزب الشيوعى فى انقسام مشهود عام 1952، أشتهر فى أدبيات السياسة السودانية بإسم “ إنقسام الجبهة الوطنية “ في معية أبى المعالى عبد الرحمن و آخرين، و لم تعد له أية صلة بالشيوعية منذ ذلك التاريخ السحيق.

    *** - وقد كان الظن أن الحصول على مثل هذه المعلومات ليس مما يشق على أساطين السفارة الأمريكية من دبلوماسيين و إستخباريين. و لكن الوثائق تنبئنا، و نبأ الوثائق لا يقبل الحِجاج، بأن ظننا لم يصادف محله، فها نحن نراهم يلجأون إلى فطيرٍ من الكتابة التحليلية الضبابية الغبشاء.

    *** - وهناك جوانب أخرى في التقارير الامريكية حول التعديل الوزارى تثير العجب، من شاكلة ما قرره هؤلاء في تحليلاتهم من أن إقالة وزير الحكومة المحلية سببه ( كثرة الشكاوى من مشاكل المعيشة اليومية التى وصلت نميرى )، مما يبعث علي التساؤل عما إذا كان هؤلاء الدبلوماسيون و الإستخباريون قد ملكوا الحد الأدنى من الدراية بآليات الجهاز التنفيذى و إختصاصاته و طرائق عمله، فمما هو معلوم من شئون الحكم بالضرورة أن وزارة الحكومة المحلية كانت على طوال سنى وجودها، و حتى تاريخ تصفيتها و إستبدالها بوزارة العلاقات الإتحادية، من أضعف و أقل وحدات الجهاز التنفيذى صلة و مسئولية عن ما يمكن وصفه ب ( مشاكل المعيشة اليومية )! و مما نتعلمه من الوثائق الأمريكية أن مادة تقارير سفراء الدول الكبرى لحكوماتهم لا تعدو، في بعض الأحيان، أن تكون صدىً و تكرارا لما يردده الأفراد العاديون في مجالس المدينة بعد غروب الشمس، ومن شواهد ذلك الجزئية التى وردت في تقرير للسفير الأمريكي، حيث كتب: ( لا نعتقد أن منصور خالد سيبقى طويلا فى وزارة التربية، و توجد أشاعة أنه يبحث عن وظيفة في منظمة دولية )! و نُحس إحساسا طاغيا بأن التاريخ ما فتئ يراوح مكانه في السودان عندما نقرأ هذا الجانب من تقرير السفير: ( و نلاحظ أن أربعه من الوزراء الذين عُزلوا من الوزارة من غرب السودان وهم: أحمد بابكر عيسى، موسى عوض بلال، إبراهيم منعم منصور، و محمود حسيب.

    *** - يزيد هذا من الإنطباع العام بأن نميرى حساس أكثر مما يجب تجاه “ أولاد الغرب “ ).

    *** - معلومات حساسة مصدرها الوزراء:
    ----------------------------------------
    *** - ويلفت النظر من مطالعة الوثائق أن بعض الوزراء لم يكونوا يترددون أو يستنكفون عن الإدلاء بمعلومات شديدة الحساسية الى الأمريكيين، الذى لم يترددوا بدورهم في تدوينها و إرسالها الى واشنطن. كتب السفيرفى إحدى تقاريره: ( تحدثت الى منصور خالد و إبراهيم منعم منصور، و قال الاثنان أن سبب إقالة نميرى لهما كان قرض المائتى مليون دولار من صندوق النقد السعودى ). ثم كتب: ( قال لى منصور خالد أن نفوذ المليونير السعودى عدنان خاشقجى يزيد كثيرا، و أشار الي نشاطات شركته “ تراياد “ ). و يبدو من السياق العام للوثائق أن منصور خالد لم يكن يجد حرجا فى مبادلاته الكلامية مع المسئولين الأمريكيين من أن يُظهر رئيسه، أى رئيس الجمهورية الذى كان منصور يتولى تحت قيادته منصبا دستوريا رفيعا عند مباشرته تلك المبادلات، فى صورة قاتمة كرجل فاسد أو قابل للفساد.

    *** - ولعل فى ذلك ما يفسر النظرة الممعنة فى السلبية التى عكستها الوثائق تجاه الرئيس السابق، و التى تكشف بجلاء أن الامريكيين لم يكونوا يبطنون للرئيس أى قدر من الإحترام، و آية ذلك أنهم يرمونه في تقارير عديدة بأنه ( مضطرب العقل و سايكوباتيك )، و يصفون أراءه في الشئون الخارجية بأنها: ( آراء ذات أحجام أولمبية )، وإنها (تعكس نظرة تبسيطية للقضايا الاقليمية )، وإنه ( يقول أشياء تدعو إلى الإستغراب )، وأن آراءه ( عفوية و غير مدروسة )! ثم أنهم لا تأخذهم ذرة شك في أنه رجل فاسد، فالسفير يكتب في أحدى التقارير: (تعضد هذه المعلومات الجديدة معلومات أخرى ارسلناها لكم سابقا بأن نميرى أثرى شخصيا من قرض المائتى مليون دولار ).

    *** - ووثائق السبعينات تعج بأخبار معاملات قروض البترودلار التى تدفقت على السودان في تلك الحقبة، وممارسات الملياردير السعودى عدنان خاشقجى و الرئيس نميرى ووزير شئون رئاسة الجمهورية الراحل بهاء الدين محمد إدريس، و تعالج جوانبا من هذه الممارسات في صيغ إستخبارية تسندها عبارات من نوع: ( أجرينا تحرياتنا وعلمنا ) و( جارى البحث عن معلومات أكثر).

    *** - وأغلب هذه المادة، على أية حال، لم تعد أسرارا مستغلقة بعد أن خرجت أخبارها الى العلن بعد إنتفاضة أبريل 1985.

    *** - ولكن هناك جزئيات هامة أبرزتها الوثائق الى السطح للمرة الأولى مثل صفقة سعودية مقدارها مائتان و ثلاثون مليون دولار لشراء معدات للقوات المسلحة، أختيرت شركة دويتش لألمانية لتوريدها.

    *** - تقول الوثائق الإمريكية أن السبب الرسمى المعلن لأختيار دويتش، دون غيرها من الشركات العالمية، هو أن هذه الشركة أمدت مصر بنفس المعدات و الاتجاه هو توحيد المعدات العسكرية بين البلدين. و لكن الحقيقة – بحسب التقرير الأمريكى – هو أن عدنان خاشقجى و شركته تراياد هم وكلاء الشركة الألمانية فى السودان، و أن الأمر في حقيقته لا يعدو أن يكون أمر عمولات وتربّح شخصى!

    *** - ولكن جزئية واحدة حيرتنى بعض الشئ أذ قرأت فى أحدى التقارير إخبارية عن أجتماع معين دارت وقائعه في القصر الجمهورى.

    *** - يقول التقرير أن الإجتماع حضره – ضمن أخرين – شخص إسمه سالم جبران عيسى، و تعرّفه الوثيقة على أنه المستشار الخاص لرئيس الجمهورية. وفى ذاكرتى أن الشخص المذكور لبنانى الجنسية، و كان إسمه يتردد على صفحات المجلات العربية التى كانت تصدر في لندن و باريس مقترنا ببعض الصفقات المالية و التجارية، وكان الظن أنه واحد من السماسرة الدوليين الذين يحومون حول حمى الصفقات البترودولارية التى باضت و أصفرت فى أعقاب حرب اكتوبر 1973.

    *** - ولم يكن لى علم بأن هذا الشخص قد تقلد منصبا دستوريا رسميا فى الحكومة السودانية مستشارا لرئيس الجمهورية. و لو صحت هذه المعلومة فإنها تندرج في سلك العجائب المايوية، وعجائب مايو لا تنقضى. ولعل واحدا من شهود تلك الفترة - وهم كثر - يعيننا بتوضيح يعالج أمر هذه المعلومة الغريبة و يزيح خمارها.

    *** - غير أن هناك جانبا شديد الغموض من جوانب العلاقات السودانية السعودية أماطت عنه الوثائق حجابا سميكا وألقت عليه أضواء كاشفة. و قد أدهشنى بصفة خاصة خبر إتفاق أشار اليه السفير الأمريكى في رسالة بعثها الى حكومته كتب فيها: ( تقول مصادرنا ) و ( حسب معلوماتنا ) (فإن هناك معلومات عن اتفاق بين الرئيس نميرى وولى العهد السعودى الأمير فهد بن عبد العزيز بأن تقوم القوات المسلحة السودانية، في مقابل المنح والقروض التى يسهلها الأمير للسودان، بالتدخل لدعم ولى العهد فهد بن عبد العزيز و شقيقه الأمير سلطان، في مواجهة الحرس الوطنى السعودى الذي يقوده شقيقهما الأمير عبد الله، وذلك في حالة حدوث توتر بين أبناء الملك عبد العزيز).

    *** - ولكن السفير الأمريكى يعود فيكتب: ( لسنا متأكدين من المعلومات التى وصلت الينا عن تفاهم سرى يقضى بإرسال قوات سودانية الى السعودية في حالة حدوث ظرف طارئ. وربما تريدون سؤال سفيرنا في الرياض عن هذا الموضوع )!!

    *** - سيل سيتدفق:
    ----------------------
    *** - والأبواب مشرعة على مصاريعها أمام النابهين من المحققين الصحافيين والباحثين الأكاديميين، وغيرهم من المهتمين بالدراسة و التوثيق، لتحرى الإفادات المنشورة والمنظورة وتمحيص معالمها وتقصى مغازيها، ومضاهاتها بشهادات الأحياء من الشهود والمُحرز من وثائق الدولة، واستيفاء الحقائق من مكامنها و مظانها.

    *** - ومهما يكن من أمر، فأن الذى نعلمه يقينا هو أن نهر الوثائق السودانية الأمريكية، وقد أنزاحت من أمامه الحواجز و السدود، سيستمر في الجريان و سيتوالى مدده تباعا، دفاقا مهراقا

    المصدر: جريدة ( الاحداث ).
    --------------------------
                  

06-11-2009, 08:06 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)
                  

06-11-2009, 09:28 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)


    الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب،

    فيصل محمد خليل،

    لك مـودتـي الـخالصـة ياقريبـي،
    وألف شـكر علي زيارتك الـمقـدرة.


    **** - أول سفير سجن رئيس الحكومة.. وسفير حُبس داخل السفارة.
    --------------------------------------------------------------------------

    http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=389803&issueno=10199

    الثلاثـاء 09 شـوال 1427 هـ 31 اكتوبر 2006 العدد 10199

    جـريدة ( الشرق الاوسـط ) اللندنية.

    حكايات مثيرة لسفراء السودان في القاهرة:
    ---------------------------------------------
    القاهرة: محمد سعيد محمد الحسن-

    *** - قدم السفير السوداني الجديد لدى القاهرة عبد المنعم مبروك اوراق اعتماده كسفير فوق العادة للرئيس المصري حسني مبارك.
    - وجاء مبروك بعد السفير احمد عبد الحليم الذي انتقل الى رحاب ربه في عام 2005، واستطاع عبر 8 سنوات طي صفحة التوتر التي كانت سائدة في العلاقات السودانية المصرية في حقبة التسعينيات والمضي بها نحو التطبيع والتعاون في كافة المجالات والى حد الوصول بها الى التكامل وعقد اجتماعات وزارية عليا برئاسة نائب الرئيس السوداني ورئيس الوزراء المصري.

    *** - وفي صالون منزل عبد الحليم كانت هنالك صورة كبيرة له مع الرئيس عمر البشير وحسني مبارك وقد ارتسمت على الوجوه ضحكة كبيرة وعندما سئل عن سر الضحكة العريضة قال: ان الرئيس مبارك كان يتحدث للرئيس البشير في موضوع ما، وقال له: «ده سفيركم»، فرد البشير، «لا، ده سفيركم»، أي سفير مصر، لأن احمد عبد الحليم كان من دعاة الاتحاد مع مصر، وانطلقت الضحكة العارمة كدلالة على التوافق الثنائي.

    *** - وتعتبر السفارة السودانية الأقدم بعد المملكة العربية السعودية في قائمة السفارات العربية في القاهرة، فقد بدأت كوكالة للسودان عام 1954 بعد تطبيق اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان التي وقعت في 12 فبراير (شباط) 1953 في القاهرة، وعندما اعلن الاستقلال في أول يناير (كانون الثاني) 1956، اختار اسماعيل الأزهري رئيس أول حكومة وطنية في السودان، بابكر الديب كسفير للسودان لدى مصر، وكان معروفا عن ضابط البوليس الديب أنه هو الذي اعتقل الازهري لقيادته مظاهرة ضد الانجليز عام 1948 وقدمه للمحاكمة، وحكم عليه بالسجن شهرين في سجن كوبر بالخرطوم بحري، ولكن الأزهري اعتبر انه كان يؤدي واجبه، وذلك لا ينتقص من وطنيته ولا كفاءته.

    *** - وجاء بعده السفير مصطفى التني الذي أفادت مذكرات لاحقة، انه بعث بتقرير لرئيس الوزراء عبد الله خليل في فبراير (شباط) 1958 مفاده أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر يجتمع بالاتحاديين لتوحيد صفوفهم للاطاحة به بالأغلبية من داخل البرلمان، وان هذه المعلومة كانت وراء قراره بدعوة القائد العام للجيش الفريق ابراهيم عبود للقيام بانقلاب عليه ونفذه في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1958.

    *** - ويعتبر أحمد مختار أحد أبرز سفراء السودان لدى مصر، فهو رئيس تحرير صحيفة «الهدف»، و«الأديب»، وأحد رموز الحركة الوطنية السودانية وكان عبد الناصر يعتبره صديقا قريبا ويلتقيه من وقت لآخر في منزله بمنشية البكري والذي شغل الوظيفة الدبلوماسية لعدة سنوات.

    *** - وعين الدرديري احمد اسماعيل رئيس حزب وادي النيل في اعقاب الانقلاب الذي قاده جعفر نميري في 25 مايو (أيار) 1969 كسفير للسودان لدى القاهرة، ولكنه لم يبق في المنصب سوى «بضعة أشهر»، فقد حضر جعفر نميري الى القاهرة في زيارة رسمية وأقام حفل عشاء على شرف الرئيس عبد الناصر في السفارة السودانية، وعندما انتهى العشاء وغادر عبد الناصر المكان، سأل اللواء نميري عن سر خلو المقاعد والمناضد من الضيوف والمدعوين، وظهر ان الدعوات الرسمية اعدت، ولكن السفير وضعها داخل درج مكتبه ونسيها تماما، فما كان من نميري الا ان اقاله وأعاده للخرطوم مرة اخرى.

    *** - وفي مطلع السبعينيات حدثت ازمة بين الرئيسين انور السادات وجعفر نميري وتبادلا التصريحات الحادة، وقال نميري «انه لن يطأ ارض مصر مرة اخرى»، ورد عليه السادات: «ان ارض مصر طاهرة ولن تطأها مرة اخرى».

    *** - ووجد السفير السوداني محمد ميرغني نفسه شبه محبوس داخل جدران مكتبه في السفارة، حيث طلب المسؤولون المصريون منه عدم الاتصال بهم حتى لا يعرضهم لمساءلة «لأن السادات مخاصم نميري»، واضطر السفير محمد ميرغني للسفر الى الخرطوم وطلب مقابلة عاجلة مع الرئيس نميري، حيث ابلغه انه اصبح في وضع الحبيس في السفارة لامتناع المسؤولين المصريين عن لقائه، ولم يعد هناك ما يفعله، وطلب منه ان يفوضه في أمر تحسين العلاقات الثنائية، ووافق نميري على التفويض، وبدأ السفير ميرغني بالاتصال بسيد مرعي امين عام الاتحاد الاشتراكي آنذاك وصهر الرئيس السادات، حيث اتفقا على التعاون لإصلاح العلاقات الثنائية، وذلك بتبادل الزيارات على مستوى تنظيمي الاتحاد الاشتراكي في البلدين،

    *** - ونجحت الخطة وتقارب الرئيسان نميري والسادات، ووقع ميثاق التكامل السوداني ـ المصري. وفي تلك الفترة، كان التواصل سهلا وسلسا، حيث السفر ببطاقة وادي النيل، وأصبح محمد ميرغني أول سفير على مستوى وزير مركزي في السفارة السودانية بالقاهرة، ثم أصبح وزيراً للخارجية في مطلع الثمانينيات.

    *** - والسفارة السودانية إلى جانب كونها الأقدم في مقرها بحي جاردن سيتي، فهي أيضاً الأكبر أعباء بالنسبة لكثرة الوفود الرسمية القادمة إلى مصر، إلى جانب وجود جالية سودانية كبيرة، التي عادة ما تحتفل بالأعياد الدينية والوطنية في السفارة، ويوجد حالياً سفيران، السفير المعتمد عبد المنعم مبروك، والسفير المساعد أو المناوب محمد عبد الله إدريس، أما القنصل العام فهو فضل عبد الله فضل، الذي كان مديراً تنفيذياً لمكتب وزير الخارجية السابق الدكتور مصطفى عثمان، وهو بدرجة وزير مفوض، وتوجد بالسفارة عدة ملحقيات تجارية وعسكرية وأمنية وثقافية وإدارية وإدارة كبيرة للجوازات والمسؤول عنها بدرجة عميد، وهي السفارة الوحيدة التي يعمل معظم العاملين فيها بدون عطلات منتظمة لمواجهة متطلبات العمل المكثف.
                  

06-12-2009, 12:04 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ( 1 )-

    *** - اللغز الكبير بهــــاء الدين إدريس...
    ---------------------------------------
    *** - أبرز رجال القصر...إبان فترة نميري... ماذا حــــــــوله؟؟
    *** - د. بهاء الدين ادريس... كان الشخصية الأهم في القصر... فقد نال ثقة نميري... بوصفه مستشاراً للرئيس ، ومساعداً، يُعتمد عليه.
    *** -هذا الرجل كان شديد الذكاء... مؤمن بمايو... تكنوقراطي «مُسيس»... يجمع بين الخبرة السياسية والكفاءة المهنية.
    *** - لم يكن على وفاق وإتفاق... ولا تنسيق أو إتساق بينه وبعض المستشاريين «المسيسين» جداً، بالقصر...
    وبخاصة الثلاثي بدرية، وعوض الجيد والنيل أبو قرون ..!

    الحلقة التالية تحكي عن هذه الأشياء:
    --------------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=5250
    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - المدير «السري» لمكتبه عثمان عبده يتحدث...
    *** - ويكشف لأول مرة خبايا... وخفايا مثيرة جداً
    *** - بهـاء الدين نجــا بأعجوبة مــن محاولة اغتيال...
    *** - والرصاصــة كانت مصوبة نحـــو رأسه..!
    *** - لماذا تمَّ إقصاء بهاء الدين وإبعادة عن القصر؟ ماذاكان بينه وبين «الثلاثي» بدرية وعوض الجيد والنيل أبو قرون؟؟.

    *** - ـ في شهر يونيو 1984م حضر أحد الإسلاميين لمكتب الرئيس جعفر نميري بمقره الخاص واعطاه مسودة قرار بإعفاء الدكتور بهاء الدين محمد إدريس من منصبه كوزير لرئاسة الجمهورية، وقام الرئيس نميري بإعطاء مسودة القرار لسكرتيرته الخاصة المرحومة/ سهير محمد عبد العزيز وطلب منها طباعته وبعد الإنتهاء من طباعته وإحضاره للرئيس نميري للتوقيع عليه، قام بتمزيق القرار، وعند حضور الإسلامي الذي احضر المسودة للمرة الثانية استدعى الرئيس نميري سكرتيرته سهير مرة أُخرى وإعطاها القرار لطباعته، وعندما أحضرته كان الرئيس نميري منفعلاً ويضرب تربيزة مكتبه ثلاث مرات بقوة ويصرخ بشدة ويقول: موقف صعب... موقف صعب... وهو يوقع على قرار الإعفاء... ثم طلب الرئيس نميري من الدكتور بهاء الدين عدم مغادرة مكتبه بالقصر... وكان الدكتور بهاء الدين ينوي السفر خارج السودان، ولم يوافق الرئيس نميري على سفره... حتى تمت إعادة تعيينه بعد أربعة أشهر من الإعفاء في منصب مساعد الرئيس لشؤون الجمهورية وحتى قيام الإنتفاضة في 6 أبريل 1985م.

    *** - الثـــــلاثي:
    --------------------
    *** - الدكتور بهاء الدين لم يكن راضياً أو موافقاً على أسلوب عمل «الثلاثي» بدرية سليمان والنيل أبو قرون وعوض الجيد محمد أحمد...

    *** - د. بهاء الدين بذل مجهوداً كبيراً لتعديل تفكير نميري فيما يتعلق بقوانين سبتمبر... لقد كان معارضاً لتلك القوانين... مما أكسبه عداءً وخصومة «ظاهرة ومبطنة» مع هذا الثلاثي لا سيما النيل وعوض الجيد...

    *** - في صبيحة الأحد اليوم الثالث للغزو الليبي من عام 1976م وعند حضوري للمكتب بمجلس الوزراء طلب مني الدكتور بهاء الدين عدم مغادرة المكتب حتى يعود من القصر الجمهوري، وطلب مني الإتصال بالأُستاذ/المرحوم أحمد عبد الله المغربي ليحضر لمجلس الوزراء حيث سيقوم بتجهيز خطاب للرئيس نميري سوف يلقيه بمؤتمر القمة الإفريقي بموريشص يوضح فيه حجم المؤامرة على السودان وما تم ضبطه من أسلحة وعدد أفراد الغزاة، وحضر الدكتور بهاء الدين في حوالي الساعة الثانية ظهراً، بعد مقابلة الرئيس نميري ومعه مسودة الخطاب مدعومة بالصور، وبدأنا في طباعة الخطاب، وكان الأستاذ المرحوم المغربي يقوم بتصحيح الخطاب من الناحية اللغوية، تم الانتهاء من اعداد الخطاب في تمــام الساعة الثانية عشر منتصف الليل.

    *** - وابل من الرصاص....
    ----------------------------
    *** - وفي طريقنا بسيارة الدكتور بهاء الدين لتسليم الخطاب للرئيس نميري لسفره في تلك اللحظة لحضور مؤتمر القمة الإفريقي؛ وكان يقود السيارة السائق الخاص للدكتور بهاء الدين السائق عبد الله يونس، ويجلس الدكتور بهاء الدين في المقعد الأمامي الأيمن وخلفه مباشرة الحرس الخاص من أفراد الاستخبارات العسكرية، ويجلس الأستاذ المرحوم المغربي في وسط المقعد الخلفي وأنا كنت أجلس في الجانب الأيسر، وعند صينية الإتحاد الاشتراكي ـ سابقاً ـ «وزارة الخارجية» حالياً، ونحن في إتجاهنا من الجنوب إلى الغرب بشارع الجامعة، تم اطلاق وابلاً من الرصاص على سيارتنا وتم تبادل اطلاق الرصاص مع حرس الدكتور بهاء الدين وأُصيب الدكتور بهاء الدين بشظايا في رأسه ولم يشعر بالإصابة، وكان يحسبه عرقاً لأن الدُنيا كانت مظلمة نسبة لحالة الطواريء وانقطاع التيار الكهربائى، وعند وصولنا للقصر الجمهوري رأى ضابط الأمن الرائد عمر سراج الدين آثار الدماء على وجه الدكتور بهاء الدين وتم اسعافه بعيادة الحرس الجمهوري.
    ولا أشك مطلقاً في أنها كانت محاولة اغتيال، تستهدف هذا العقل... نعم... لقد حاولوا اغتيال د. بهاء الدين، ولكن الله حفظه وأنقذه من تلك المحاولة.

    *** - ما الذي كان يقلق بهاء الدين في سنوات مايو الأخيرة؟؟.
    -----------------------------------------------------------
    - د. بهاء كان منزعجاً جداً لطريقة تفكير الرئيس نميري... وبخاصة بعد قوانين سبتمبر 1983م...

    الدسائس...
    ----------------------
    *** - لذلك تكاثرت المؤامرات والدسائس في مواجهة الدكتور بهاء الدين...
    كان ينظر للأمور ببُعد نظر... حيث كان مدركاً إلى أنَّ التفكير الجديد وما تبعه من قوانين واجراءات سيضر بالسودان... وفعلاً هذا ما حدث بالضبط...

    *** - لقد بدأت مايو في الإنهيار، بعد تلك الفترة... وقد كانت النتيجة ذهاب مايو بهذه الطريقة الدرامية.

    *** - ما هي العلاقة التي كانت بين د. بهاء الدين وعدنان خاشقجي؟؟.
    ---------------------------------------------------------------
    ـ خاشقجي كانت له أعمال عبر شركته في السودان وهي شركة ترياد للمواد الطبيعية، وكان يديرها مستر ترسون الإنجليزي، وكان لديه فكرة الدخول في بعض المشاريع التنموية بالبلاد، وبعض أعماله في الخطوط الجوية السودانية والقطن السوداني، وكان بصدد أن يشتري القطن السوداني والخطوط .

    *** - من الذي أتى بعدنان؟؟.
    --------------------------------
    ـ عدنان جاء بواسطة الرئيس؛ التقى به في أحد زياراته خارج السودان وقد كانت علاقته طيبة مع جعفر نميري.

    *** - هل تم تنفيذ أي مشروع تنموي خلال هذه الفترة؟؟.
    ---------------------------------------------------
    ـ لقد تم تنفيذ مشاريع زراعية في الجزيرة.

    *** - إذن توجد مشاريع تنموية لعدنان خاشقجي في الجزيرة؟؟.
    ------------------------------------------------------

    ـ توجد في الجزيرة المروية وليس في مشروع الجزيرة.

    *** - ما هي أعمال تلك الشركة؟؟.
    ------------------------------
    ـ عملها في مجال الزراعة وتوصيل المياه إلى غرب السودان وإلى جهات أخرى.

    *** - هنالك إتهام بأن د. بهاء الدين كانت له
    نسبة 10% من كل صفقة تتم... وكان يأخذ
    سمسرته «أولاً بأول» ما رأيك في هذا القول؟!.
    ------------------------------------------
    ـ والله هذا الكلام عارٍ من الصحة ولا أساس له، إن د. بهاء الدين طاردته إشاعات من الجناح الإسلامي آنذاك، على أن تشوه سمعته... الرجل نزيه وذكي جداً، حسب معرفتي به وعلاقتي معه في العمل فهو رجل وطني غيور ورجل يحب السودان وله أعمال جليلة في الشأن الاجتماعي ورفع السودان، والشىء المعروف أن د. بهاء الدين كان يعمل في الخفاء بعيداً عن الأضواء في الأعمال الخيرية.

    *** - الشخصية...
    ----------------------
    *** - حدثنا قليلاً عن أهم مكونات شخصية د. بهاء الدين إدريس؟؟.
    --------------------------------------------------------------
    ـ كان طيب المعشر محبوباً لكل العاملين بالقصر، ويتعامل مع الصغير والكبير بتواضع واحترام ويقوم بمساعدة كل من يطرق بابه، وكان مكتبه مفتوحاً للجميع ولديه كشف إعانات شهرية لبعض المحتاجين من المواطنين، ويتم صرف هذه الإعانات عن طريقي... وكان يداعبه بعض العاملين من مشجعي فريق المريخ في حالة فوزه على فريق الهلال... كان هلالابي من الدرجة الأولى ولديه علاقات مـــع كل أقطاب الهلال من إداريين ولاعبين.

    *** - المواطن...
    --------------------
    *** هل كانت للرجل أية أعمال تحسب له... لمصلحة الوطن والمواطن؟؟.
    --------------------------------------------------------------
    ـ نعم... كانت له إنجازات تحققت في عهد توليه منصب وزير رئاسة الجمهورية أهمها:
    ــ مشروع تشييد مطار الخرطوم الجديد بالحاج يوسف بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وطريق الخرطوم بورتسودان، وطريق بورتسودان هيا أيضاً بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة
    ــ تشييد فندق قصر الصداقة وفندق هيلتون الخرطوم وقاعة الصداقة بالخرطوم.

    ***************************************************************
    ****************************************************************

    ( 2 )-

    ألمستشار السابق لنميري (د. بهاء الدين) أمام محكمة ما بعد الإنتفاضة 1885م.
    ----------------------------------------------------------------------------------

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=10212

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    *** - د. بهاء الدين يحكي قصة البترول من الشركات للمؤسسة.
    *** - هل كانت بواخره تباع فى عرض البحر فعلاً؟!
    *** - عمر محمد الطيب طلب حفظ الأمر لسرّيته وعلاقته بأوضاع تشاد..!

    *** - بعد قيام انتفاضة أبريل 1985م تمّ تقديم بعض العناصر المايوية للمحاكمة وعلى رأسهم الدكتور بهاء الدين محمد إدريس مساعد رئيس الجمهورية وهو من أبرز الشخصيات المايوية لمّا حامت عليه كثير من الإشاعات والأقاويل.

    *** - وكان لقضية البترول وقع خاص لدى المواطنين، حيث كان يتم بيع البترول في عرض البحر في ظروف الأزمات الطاحنة، وكانت العربات الخاصة والعامة تقف في صفوف محطات الوقود لعدة أيام، وتمّ تشكيل محكمة لمحاكمة المتهمين الثلاثة وهم :
    1ـ الدكتور شريف التهامي وزير الطاقة والتعدين وعمر الشيخ مدير عام مؤسسة البترول والدكتور بهاء الدين محمد ادريس مساعد رئيس الجمهورية،

    *** - وكان النائب العام مولانا عبد المحمود حاج صلاح قد اصدر قراراً بوقف المحاكمة وحفظ الإجراءات، وذلك بعد سماع أقوال الشاهد الثاني عشر الدكتور عمر محمد الطيب النائب الأول للرئيس الأسبق جعفر نميري حين ذكر في أقواله بأن قضية البترول مسألة سياسية بحتة، وهذه القضية تمس الأمن الوطني، وكان الهدف من بيع البترول لدعم رئيس تشاد حسين هبري لاسترداد الحكم من جكوني وداي.

    *** -ويسر صحيفة «الوطن» الحصول على نسخة من مرافعة الدكتور بها ء الدين محمد ادريس المتهم الثالث في محكمة البترول تلك.

    *** -بسم الله الرحمن الرحيم
    قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:
    (والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لهم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) صدق الله العظيم
    السيد رئيس المحكمة الموقر
    السادة أعضاء المحكمة الموقرون
    لكم التحية والتجلة والإحترام..
    كان السودان قبل عام 1979م يستورد ما يحتاج من المواد البترولية من أبريل وثم من العراق وقبل ذلك التاريخ كانت مسؤولية الاستيراد هذه تقوم بها شركات البترول الأجنبية العاملة في السودان من ذلك الوقت وهي شل وموبيل أويل وأجب وتوتال وغيرها، ثم آلت عملية الاستيراد لمؤسسة البترول التي كانت تتبع لوزارة الصناعة ثم بعد ذلك آلت لتعيينها لوزارة الطاقة التي أُنشئت بعد ذلك فأصبح السودان يستورد احتياجاته من البترول الخام والمنتجات المكررة مباشرة عن طريق عقود تبرم بين الحكومة وبين الدول المصدرة للبترول، لقد كان لدخول سلعة البترول كسلاح فعال أُستخدم في حرب أكتوبر 1973م أهمية جعلت من البترول سلعة استراتيجية زاد من أهميتها ومن نفوذها العالمي ارتفاع أسعارها المتزايد، وزيادة الطلب على المعروض وأصبحت بذلك عملية الاستيراد عملية ليست تجارية بحتة تحكمها عوامل العرض والطلب فقط بل دخلت ايضاً العوامل السياسية التي أثّرت في مجريات الأحداث، وكانت هذه الأسباب السياسية هي أبرز الأسباب التي حدت ببعض الدول التي معها عقود الاستيراد توقف امداداتها لتوقف تنفيذ العقود المبرمة بينها وبين السودان.

    *** - وقد كانت كل تلك العقود هي نتاج اتصالات ومفاوضات مباشرة بين القيادة السياسية في إيران (الشاه) أو في العراق (رئيس مجلس قيادة الثورة) وبين رئيس الجمهورية السابق.

    *** - وأصبحت عملية استيراد البترول ومنتجاتها من هموم القيادة السياسية (رئيس الجمهورية السابق)، وظلت كذلك منذ ذلك الوقت وحتى الفترة الانتقالية عقب أبريل 1985م حيث ظل رئيس المجلس العسكري الانتقالي يباشر هذه المهمة عبر مبعوثيه المتعددين للدول النفطية وعلى رأسها الشقيقة المملكة العربية السعودية ذلك كله لتأمين هذه السلعة الهامة والحيوية للبلاد، لقد زار رئيس الجمهورية السابق العراق زيارة رسمية رغم التوتر الذي كان يكتنف المنطقة في ذلك الوقت، وتمكّن من التوقيع على عقد يمد به السودان بخام عربي خفيف لمدة عام، وقد كنت ضمن الوفد الذي رافقه السيد رئيس الجمهورية السابق ورغم أن الرئيس السابق كان قد طلب من القيادة السياسية بالعراق أن يجدد العقد تلقائياً عاماً بعد عام إلا أنّ العراق كان عند رأيه بتوقيع عقد لمدة عام واحد ينظر في تجديده حسب الظروف ومجريات الأحداث .

    *** - وكان إن قطعت العراق إمدادها فجأة عقب حوادث يوليو 1978م إلى 1979م ودخلت البلاد في أزمة حقيقية عالجها رئيس الجمهورية السابق باتصال هاتفي بينه وبين شقيقه الراحل الرئيس السادات وقد كلّفني الرئيس السابق بالذهاب للمملكة العربية السعودية الشقيقة حاملاً رسالة خطية منه لعاهلها الكريم يطلب فيها منه إمداد السودان بما يحتاج من البترول الخام، وتقديم قرض ومنحة لتمويل بعض المشتروات الأُخرى الأساسية التي يحتاجها للسودان كمدخلات الإنتاج الزراعي والقمح والأدوية، وعقب تلك الرسالة قام سيادته بنفسه بزيارة للملكة الشقيقة متابعاً ذلك الأمر.

    *** - ومؤيداً ومؤكداً ما حملته رسالته للعاهل السعودي، وقد تمت موافقة المملكة على ما طُلب، ولكن عامل الزمن كان عاملاً مهماً وقد لعب السيد مستشار الديوان الملكي هو وأبناؤه دوراً كبيراً في تحريك الأمر عبر القنوات والإدارات المعنية في المملكة الشقيقة ومرة أُخرى لجأ الرئيس السابق وعاود الإتصال بشقيقه الراحل الرئيس السادات لسد الفجوة حتى وصول الخام السعودي المتعاقد عليه، كل هذا يوضح ويؤكد أنّ هموم استيراد البترول كسلعة أساسية وحيوية واستراتيجية كانت من أهم هموم رئيس الجمهورية السابق.

    *** - ثم سارت الأمور وكان على السودان حسب الاتفاق الموقع أن يدبر أمر نقل الخام من بورتسودان من ميناء رأس تنورة السعودي، وكان على وزارة الطاقة أن تنتهي من هذا الأمر مع الجهات الحكومية الأُخرى وأذكر أنّ الأخ المتهم الأول شريف التهامي جاءني مرة منزعجاً وطلب مقابلة رئيس الجمهورية السابق لأنه كما قال لي أن موضوع نقل الخام تتعثر مفاوضاته مع ناس المالية، وأنّه يريد أن يقابل الرئيس السابق ليعرض عليه الأمر ويحسمه لأن عامل الزمن لا يسير في صالح السودان، وبالفعل حددت له موعداً ليقابل الرئيس السابق، وكان ذلك في نهاية نفس اليوم، وعلمت منه بعد ذلك أنّ الأمر قد حُسم.

    *** - ثم كان أن كانت هناك مفاوضات جارية بين الرئيس السابق وشقيقه العاهل السعودي في ذلك الوقت بخصوص منحة إضافية لقوات الشعب المسلحة تتعلق بصفقة طائرات النقل العسكرية C130 ومنها بعد الاحتياجات الأخرى ومرة أخرى لعب مستشار الديوان وأبناؤه بما لهم من صلات داخل دوائر المملكة الشقيقة دوراً هاماً في هذا الأمر.وأذكر أنّه في صباح أحد الأيام في النصف الثاني من عام 1979 على ما أعتقد ولا أتذكر بالضبط التاريخ لطول المدة، أن اتصل بي من مطار الخرطوم الشيخ مازن بشار فرعون طالباً إن أمكن تحديد موعد له لمقابلة رئيس الجمهورية السابق، ويحبّذ أن تكون المقابلة في نفس اليوم إن أمكن، طلبت منه الإنتظار حتى يتم الإتصال بالرئيس السابق لأخذ موافقته وأذكر أنني اتصلت بالرئيس وكان بمكتبه اليوم ومن ثم أرسلت لهم عربة صيانة وموظف من مراسم رئاسة الجمهورية ليرافقهم إلى مكتب الرئيس السابق بالقاعة.

    *** - في نهاية اليوم اتصل بي الرئيس السابق بعد أن قابل الشيخ مازن، وقال لي إنّه حدد لهم مقابلة أُخرى غداً بمكتبه بالقصر ويود مقابلة د. شريف قبل مقابلتهم لأن الأمر يتعلق بإمدادات البترول الذي تنقله شركة نقل تخصّهم.

    *** - في اليوم التالي جاء وزير الطاقة مبكراً وقابل الرئيس السابق ثم جاء لمكتبي بالطابق الأرضي، وطلب مني استعمال التلفون، كان في الانتظار الشيخ مازن وبعض مستشاريه ومعهم خضر الشريف. وبالفعل اتصل د. شريف تلفونياً مع عبد الفتاح وتحادثا ثم طلب منه الحضور لمقابلته بالقصر قبل أن يخرج، وفي هذه الأثناء ارسل مدير مكتب الرئيس السابق من يستدعي الشيخ مازن لمقابلته حسب اتفاقه معهم بالأمس. علمت من دكتور شريف ان السيد الرئيس السابق قد وجّه بالتنازل عن البترول الفائض عن حاجة السودان من البترول المخصص لمجموعة الشيخ مازن وإلا أن هذه الكميات سوف تسقط. وقد اضاف الدكتور شريف أنّ السيد الرئيس السابق قال له إن مجموعة الشيخ مازن قد قدمت خدمات كثيرة للسودان وان التنازل لهم لا يكلف السودان أي أعباء مالية.

    *** - وقال د. شريف أنه بصدد معرفة المعلومات عن الكميّات، وحقيقة موقف الامدادات من عبد الفتاح محمد صالح ومن ثم التصرّف حسب توجيهات رئيس الجمهورية السابق. بعد ذلك خرج دكتور شريف التهامي وقال لي انه مرتبط باجتماع آخر وسوف يعود مرة أخرى عقب ذلك ليرى ما سيصل اليه عبد الفتاح مع مجموعة مازن فرعون.

    *** - في هذه الأثناء كنت مشغولاً في تحضير رسائل من الرئيس السابق إلى اشقائه ملوك ورؤساء الدول العربية الشقيقة تتعلق بمسار العلاقات الثنائية وما استجد واستحدث من تطورات في عالمنا العربي آنذاك، وأنا على هذه الحال دخل عليَّ عبد الفتاح والشيخ مازن والمجموعة الذين كانوا مجتمعين بصالون الرئيس بالطابق الأول، وتعذّر عليهم مواصلة الاجتماع نسبة لقدوم زوار آخرين لديهم مواعيد لمقابلة الرئيس السابق، ووجهتهم ان يجتمعوا ليكملوا مناقشاتهم في طاولة الاجتماعات الموجودة بأقصى الجانب الغربي لمكتبي، بينما انصرفت أنا لتكملة الرسائل.

    *** - وقد كان في هذه الاثناء يدخل عليَّ من حين لآخر سكرتيري الخاص عثمان عبده بالطباعة والمسودات لمراجعتها وتصحيحها قبل الطباعة النهائية وقد كان يجلس أمامي في كرسيين ملاصقين لمكتبي الشيخ مازن وخضر الشريف، وكان الحديث يدور بينهما عن إمكانيات السودان التنموية الهائلة، وكيف أنّ الشيخ مازن يخطط لجذب رؤوس أموال عربية للاستثمار في السودان، وقد طلب منّي أن ارشح له رجال أعمال من السودان ليشاركوهم في هذه العمليات. وبالفعل وعدته وقدمت له قائمة كبيرة من رجال الأعمال الوطنيين المعروفين منهم فتح الرحمن البشير والشيخ ابراهيم الطيب والسيد سعد ابو العلا ومحمد عبد المجيد عبد المنعم وغيرهم.
    وكان ان اختارت شركة مازن للنقل البحري السيد خضر الشريف مندوباً لهم لمتابعة عمليات النقل مع المؤسسة العامة للبترول بالسودان.

    *** - كانت وزارة الطاقة في ذلك الوقت تقع على شارع النيل على بعد خطوات من رئاسة الجمهورية، وكانوا يستعملون جهاز التلكس الخاص برئاسة الجمهورية لأنه لم يكن لديهم جهاز خاص بهم بعد. وكانوا يرسلون دائماً موظفاً ليقوم بارسال واستلام رسائلهم. وقد استمر هذاا لحال حتى تم لهم تركيب جهاز تلكس خاص بهم.

    السيّد/ رئيس المحكمة الموقر
    السادة/ أعضاء المحكمة الموقرون
    في حوالي عام 1980 على ما أعتقد أذكر أنّ السيّد الرئيس السابق كان في حاجة إلى بعض المال ليقدمه دعماً للأخوة في تشاد. وأذكر انه كان قد طلب د. شريف ليقابله في هذا الموضوع. وقد ذكر لي الأخ د. شريف ما دار في هذا الاجتماع، وقد أكد لي السيد الرئيس السابق هذا الطلب وقال ان دكتور شريف ذكر أن مؤسسة البترول لم تحقق بعد عائدات مالية من نشاطها التجاري. وعليه طلب مني السيد الرئيس السابقة ان ابحث عن هذا الطلب لدى خضر الشريف كسلفة تعاد له. وبالفعل قام خضر بتدبير مبلغ حوالي 5.2 مليون دولار أو ربما أقل.
    وقد قدم خضر المبلغ على دفعات داخل مظاريف سمراء من نوع الكبير. وكنت أحرص على ان أقوم بتسليم المبالغ للرئيس السابق في نفس لحظة الاستلام. وكان الرئيس السابق يفتح الظرف أمامي ليتأكد مما بداخلها. وقد كانت دولارات امريكية في رزم من فئة 100 دولار. وعلمت أنّ الرئيس السابق قد وجه وزير الطاقة بسداد المبلغ لخضر الشريف وذلك من عائد نشاط المؤسسة التجارية.
    بعد ذلك ازداد الموقف في تشاد سوءاً، وتشاد الشقيقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للأمن القومي السوداني، وطلب الرئيس السابق مرة أخرى مبلغاً في حدود 5 أو 6 مليون (خمسة أو ستة ملايين دولار) يحتاجها لتشاد حتى تتسلم تشاد دعماً وُعِدَتْ به من جهات صديقة أخرى. واتصلت مرة أخرى حسب توجيه الرئيس السابق بالسيد خضر الشريف لهذا الغرض. لكن الأخ خضر الشريف فاجأني بقوله «انتو عندكم عندنا مبالغ»، فقلت له متسائلاً ماذا تعني؟! قال إنّ رئاسة الجمهورية لديها مبالغ في حسابي. نقلت هذه العبارات بحذافيرها دون زيادة أو نقصان للرئيس السابق. لكن ذكر لي أن يسلمني (أي الرئيس) المبلغ المطلوب، وبالفعل بدأ خضر الشريف في تسليم المبالغ على دفعات في مظاريف مغلقة بنية اللون كان أحدى هذه المظاريف داخل شنطة يد استمر السيد خضر الشريف في التسليم بهذه الصورة واستمررت بتسليم المظاريف المقفولة أولاً بأول للسيد الرئيس السابق. وقد توقف خضر الشريف مما جعلني استيقن بأنّ المبلغ المطلوب منه والذي طلبه الرئيس السابق قد قام بتسليمه. كانت رئاسة الجمهورية تستضيف الإخوة التشاديين في أحد منازل الضيافة بحي كوبر لأسباب أمنية. وقد اصطحبت السيد الرئيس في إحدى المرات في زيارة لهم وكان يحمل معه نفس الشنطة التي قام بتسليمها خضر الشريف. وقد قام بنفسه بتسليم الشنطة ومحتوياتها وهم بصالون بيت الضيافة. وفتح الرئيس السابق الشنطة وأخرج الظرف بداخلها وفتحه وسلمه لهم وكان بداخله دولارات في رزم من فئة 100 دولار. وقد خرجت لأتناول شيئاً بارداً بالخارج حيث بدأ الرئيس السابق معهم حديثاً شعرت أنّ وجودي بالخارج كان أفضل، بعد نهاية المقابلة قال لي الرئيس السابق سوف اتصل برئيس جهاز أمن الدولة ليدبر لهم وسيلة السفر لتشاد وأنّهم سوف يعودون مرة أخرى لاستلام بقية المبالغ.

    *** - السيد/ رئيس المحكمة الموقر
    السادة/ أعضاء المحكمة الموقرون
    في حوالي منتصف عام 1982 كنا بصدد عمل صيانة كاملة للقصر في جناح مكتب الرئيس، وكان أن طلبت من سيادته الحضور لنا بالقصر ليفحص أدراج مكتبه. وذكر لي أنّ لديه أوراقاً مهمة، وهي جزء من مذكرات هامة عن المصالحة الوطنية.

    *** - وقال إنه سوف يأتي ويأخذها، وبالفعل حضر في اليوم التالي. وأثناء تفتيشه لأدراج مكتبه وجد هذه الأوراق ومن بينها خطابات وتقارير ودراسات مقدمة من مجموعة المعارضة في ذلك الوقت، وهي عبارة عن خطابات من السيد الصادق المهدي، المرحوم الشريف الهندي، وتقارير محمد فتح الرحمن، ومن بين ما وجد بعد الخطابات التي نظر إليها ضاحكاً وقال لي تصوّر أن الإخوة التشاديين كانوا يصرون عند أستلام المبالغ التي تسلمتها من خضر الشريف عن طريقك، كانوا يصرون على كتابة خطاب شكر وتقدير رغم أني لم أكن حريصاً على ذلك.

    *** - سادتي الأجلاء
    هذه هي الوقائع التي تتعلق بالدور الذي قمت به في ما يتعلق بتنازلات فائض البترول، وهو دور يرتبط ارتباطاً تاماً بما كنت أقوم به من أعمال برئاسة الجمهورية في اطار تنفيذ ما يوجه لي من تعليمات من رئيس الجمهورية السابق، والذي كنت أخضع كاملاً لتوجيهاته وإرشاداته.

    *** - ومنها يتضح أنني لم أقم بعمل شخصي أو فردي أو تنفيذي في ما يتعلق بتنازلات فائض البترول، وإنما كانت مهمتي تسهيل وصول الرئيس السابق إلى ما يحتاجه لدعم سياسة السودان الخارجية مع جيرانه في إطار السياسة العامة للدولة، والتي كانت تفرض على السودان رغم شح امكانياته تقديم الدعم في بعض الحالات حتى لو كان ذلك الدعم هو دعم للسودان من الخارج أو من بعض الموارد المتاحة مثل عائد فائض البترول الذي تنازل عنها، ولم يكن من الممكن استيعابها أو الاستفادة منها.

    *** - السيد/ رئيس المحكمة الموقر
    السادة/ أعضاء المحكمة الموقرون
    تعلمون، سادتي الأجلاء، أنّ القضاء ولاية، وتعلمون كذلك ان القضاء ليس وظيفة وليس مرفقاً وتعلمون ان القضاء لن يكون كذلك أبداً.

    وتعلمون أنّ للقضاء في جميع الأزمنة، وفي كافة العصور وفي جميع بلاد العالم المتمدنة شأن وخطورة وقدسية وجلال، ذلك لأن القضاء يسهر على حماية الحريات، ولأنّ القضاء يحرص كل الحرص على صون الحقوق، ولأنّ القضاء لابد له من أن يستوثق من تطبيق القانون دون محاباة، ودون غرض ودون هوى ودون ضغوط، ومهما غلا ثمن الحصول على العدالة فإن الظلم يظل أكثر فداحة وأكثر غلواً.

    *** - سادتي الأجلاء
    في الختام لكم ولمحكمتكم الموقرة الشكر الموصول والتقدير المتصل والاحترام الأكيد مؤكداً ومؤكداً ومؤكداً ثقتي فيكم وفي عدالتكم، وأضع نفسي تحت تصرفكم وتصرف محكمتكم الموقرة للاستفسار عن أي جانب.
    - بهاء الدين محمد إدريس،،
                  

06-13-2009, 10:20 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)
                  

06-14-2009, 08:22 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    وثائق امريكية عن نميري (5)
    -------------------------------------
    واشنطن: محمد علي صالح.
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.php?option=com_con...1-11-34-43&Itemid=69

    الأحد, 11 يناير 2009 11:11

    *** - ابو القاسم ابراهيم "الشريك الطموح".
    *** - مستشار نميري اللبناني مؤثر ومريب.
    *** - بدر الدين سليمان يريد "عزل" نميري.

    *** - هذه هي الحلقة الخامسة من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن سنوات المشير جعفر نميري من سنة 1975 (آخر سنة كشفت وثائقها).

    *** -مع بداية السنة، اجرى نميري تعديلا وزاريا كبيرا شمل عشرة وزراء.
    منهم: منصور خالد، وزير الخارجية، وابراهيم منعم منصور، وزير المالية.

    *** - واوضحت الوثائق ان للتعديل صلة برشاوي من شركة "تراياد" التي يملكها رجل الاعمال السعودي عدنان خاشقجي. وصلة بامتيازات حصلت عليها شركة "وادي النيل"، واتهامات ضد ابراهيم منعم منصور غير ان الوثائق اوضحت ان اساس التعديل الوزاري كان صراعا على الحكم بين الاتحاد الاشتراكي السوداني (الحزب الوحيد) ومجلس الوزراء. وان قادة في الاتحاد الاشتراكي كانوا يريدون ان يعلو الاتحاد الاشتراكي على مجلس الوزراء.


    *** - وكان وراء ذلك صراع خفي على السلطة بين نميري وابو القاسم محمد ابراهيم، نائب الامين العام للاتحاد الاشتراكي ووزير الزراعة.
    وصفته الوثائق بانه "شريك نميري الطموح":

    *** - التاريخ: 3-1-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: نائب الرئيس السوداني.

    *** - "نشرت الصحف المحلية ان ابل الير، نائب الرئيس نميري ورئيس المجلس التنفيذي العالي لجنوب السودان، سافر مع وفد جنوبي لجولة تسعة ايام في الدول العربية …
    رأينا:
    اولا: اخيرا، اعطى نميري الجنوبيين الضوء الاخضر للبحث عن مساعدات ومعونات من الدول العربية. رغم ان الدستور يعطي الحكومة المركزية حق ادارة الشئون الخارجية.
    ثانيا: يمثل هذا تراجعا تكتيكيا من جانب نميري لرفع درجة الجنوبيين، ولزيادة اسهم الير.
    ثالثا: يأمل نميري، والجنوبيون، في الحصول على مساعدات عربية لبناء قناة جونقلي في اعالي النيل الابيض …"

    *** - الصادق المهدي:
    ----------------------

    *** - التاريخ: 9-1-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: تقييم نظام نميري.

    *** - "دخل نظام نميري سنته السادسة، ويبدو مثل رجل على دراجة يكثر من الحديث عن تقدم اقتصادي، بدون استقرار داخلي. ويأمل في ان ياتي يوم، ربما بعد سنة او سنتين، تثمر فيه بعض المشاريع الاقتصادية، وتطمئنه قليلا.
    في جانب، نجح نميري في الحصول على مساعدات خارجية كثيرة. ومن وقت لآخر، يتجول في كل المديريات، يضع حجر اساس لمشروع هنا، وحجر اساس لمشروع هناك، ويأمل ان تثمر المشاريع قريبا …

    *** - وفي الجانب الآخر، يحاول نميري تخفيف المعارضة الداخلية بخطوات مثل:
    اولا: مع بداية السنة، اعطى كل موظف وعامل راتب شهر قرضا يسدده خلال السنة.

    *** - ثانيا: اعطي مائة الف جنية لنقابة عمال السكة الحديد، وهو يعرف جيدا ان تأييدها له محدود، وانها، حتى اذا تؤيده، تفعل ذلك على مضض.

    *** - ثالثا: يحاول نفخ الحياة في الحزب الوحيد (الاتحاد الاشتراكي السوداني).
    رابعا: يتمتع بتاييد الأراء الحماسية في الصحف المحلية التي يسيطر عليها …
    لكن، لا تخدع هذه الاشياء السودانيين الواعين. غير ان اغلبيتهم لا ترى بديلا لنميري. وكما قال لي مصدر هام: "جربنا السياسيين، وخيبوا آمالنا. وجربنا العسكريين مرتين. ولم نعد نعرف من اين سيأتي اي شئ جديد."

    *** - وخوفا من القوات المسلحة التي يقودها، وفي نوفمبر، تولى نميري وظيفة وزير الدفاع، بعد دعاية كثيرة عن ما قيل انها محاولة انقلاب عسكري، وادانة تسعة من الضباط …

    *** - وقال لنا بعض المعارضين للنظام ان الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق من حزب الامة، يمكن ان يكون بديلا لنميري. لكن، ليس سهلا معرفة كيف يصل مدني الى الحكم بدون انقلاب عسكري.

    *** - على اي حال، المهدي وسياسيون آخرون، ظلوا في الخارج لفترة طويلة. كما قلت اسهمه لان نميري كسب ابن عمه احمد المهدي …

    *** - هدأ طلاب جامعة الخرطوم الذين ظلوا دائما مصدر حركات الرفض، ربما لأنهم اقتنعوا ان النظام لن يسمح بمظاهرات خارج الحرم الجامعي. ويسيطر الاتحاد الاشتراكي على نقابات العمال. ويظل الناس غاضبون على الوضع الاقتصادي وارتفاع الاسعار، لكنهم لا يفعلون اكثر من الغضب. وفي الشهر الماضي، عندما ضاعف نميري سعر السكر، خرجت مظاهرة واحدة صغيرة …
    على اي حال، يبدو ان نظام نميري اقل ثقة بنفسه مما يريد ان يبدو للناس … "

    *** - منعم منصور:
    ------------------
    *** - التاريخ: 25-1-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: اقالة وزير المالية.

    *** - "بطريقة "روثليس" (قاسية، بدون رحمة) اشتهر بها الرئيس نميري، اقال اليوم ابراهيم منعم منصور، وزير المالية. ومعه حسن بليل، وزير الدولة للتجارة، وحسب الرسول عرابي، وكيل وزارة المالية.

    *** - سبقت ذلك اتهامات بالفساد من داخل مجلس الشعب في قضية "شركة وادي النيل"، وتصويت المجلس بالغاء امتيازات قدمت لها لاحتكار صادرات السودان الى، ووارداته من، غرب اروبا …

    *** - كان مقررا ان تقسم ملكية الشركة كالأتي: ستون في المائة لعدد قليل من رجال الاعمال، منهم ثلاثة من كردفان التي ينتمي اليها ابراهيم منعم منصور. وعشرون في المائة لحكومة السودان، وعشرون في المائة لاستكتاب عامة المواطنين.

    *** - وبينما قال ابراهيم منعم منصور ان نميري وافق على المشروع، حسب معلوماتنا، سقط الرجل بسبب مشاكل بين مجلس الوزراء في جانب، وقادة الاتحاد الاشتراكي في الجانب الآخر، بقياد بدر الدين سليمان.

    *** - ووقف نميرى الى جانب الاتحاد الاشتراكي لأكثر من سبب: ليكسب الاتحاد الاشتراكي.

    *** - او لأن ابراهيم منعم منصور صار اكثر استقلالية في تلبية رغبات نميري. او للسببين معا.

    *** - لكن، جهود الاتحاد الاشتراكي بقيادة سليمان بدات من قبل شهور، وهدفها الرئيسي ليس ابراهيم منعم منصور فقط، ولكن سيادة الاتحاد الاشتراكي على مجلس الوزراء …

    *** - وزادت المشاكل بسبب وجود انشقاق داخل مجلس الوزراء نفسه: جناح ابراهيم منعم منصور، وجناح بهاء الدين ادريس، وزير الشئون الخاصة برئاسة الجمهورية. ويبدو ان استهداف ابراهيم منعم منصور خطة حاقدة، لان امتيازات شركة "وادي النيل" ومعارضة كثير من الناس لها، لم تكن سرية.

    *** - نتوقع ان يخلفه مأمون بحيري. وبصرف النظر عن آراء بحيري الحزبية والشخصية، يبدو انه يتفق مع نميرى في السياسة الاقتصادية. ونلاحظ ان بحيري صوت ضد امتيازات شركة "وادي النيل" … "

    *** - الولايات المتحدة:
    ---------------------
    *** - التاريخ: 3-2-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: نميري والولايات المتحدة.

    *** - "اول من امس، افتتح نميري المؤتمر العالمي لمواجهة ازمة الطعام. وتعمد شن نقد عنيف على الولايات المتحدة. وقال انها لا تساعد السودان، كما كانت وعدت. ولا تساعد دول العالم الثالث التي تحتاج الى الطعام، رغم انها "دولة كبرى، وتنتج محاصيل كثيرة."

    *** - وايضا، تحدث منصور خالد، وزير التربية، ووزير الخارجية السابق. وكان اقل حدة. لكنه اتفق مع تقرير الخبير الكندي لستر براون بان اساس مشاكل الطعام العالمية هو كثرة استهلاك الامريكيين …
    رأينا:
    *** - اولا: استغرب الدبلوماسيون هنا لعبارات نميري الاستعراضية والحماسية، وهو ينتقد الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.

    *** - ثانيا: ايضا، استغربنا نحن لان الوفد الامريكي في هذا المؤتمر كان اكبر الوفود.

    *** - ثالثا: نعتقد ان حماس نميري سببه الاحساس بالنصر على معارضيه، بعد التعديل الوزاري الكبير الذي اجراه … "

    القوات المسلحة:
    -------------------
    *** - التاريخ: 5-2-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: نميري والقوات المسلحة.

    *** - "امس، تحدث نميري في المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة. واعترف ان القوات المسلحة تواجه نقصا في المعدات. وقال ان دولا "شقيقة وصديقة" وعدت بتقديم مساعدات عسكرية كبيرة.

    *** - وقال انه يريد الاستمرار جنديا، ووزيرا للدفاع، وقائدا للقوات المسلحة، ما دام سيظل رئيسا للسودان …
    رأينا:
    *** - نلاحظ عبارة نميري القوية بأنه "سيظل وزيرا للدفاع، ألخ … " ونعتقد ان للموضوع صلة باخبار ان قادة الاتحاد الاشتراكي، بقيادة بدر الدين سليمان، الذين دخلوا الوزارة بعد التعديل الوزاري الاخر، يريدون تحقيق اهداف اخرى، منها:
    *** - أولا: فرض سيادة الاتحاد الاشتراكي على مجلس الوزراء.
    *** - ثانيا: ابعاد نميري من وزارة الدفاع، واقناعه بتعيين وزير لها … "

    ابو القاسم ابراهيم:
    ----------------------
    *** - التاريخ: 11-2-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: ما وراء التعديل الوزاري.

    *** - "صار واضحا ان التعديل الوزاري الكبير الذي اجراه الرئيس نميري يوم 25-1 (عزل عشرة وزراء منهم منصور خالد، وزير الخارجية، وابراهيم منعم منصور، وزير المالية) كان بداية صراع جديد على السلطة.

    *** - وهذه المرة، يبدو ان الصراع بين نميري وابو القاسم محمد ابراهيم، نائب الامين العام للاتحاد الاشتراكي ووزير الزراعة. بالاضافة الى زيادة استقلالية عناصر انتهازية اخرى في الاتحاد الاشتراكي وفي مجلس الشعب.

    *** - ووصلت الينا معلومات متناقضة بأن ابو القاسم ربما وراء التحركات الاخيرة لفرض سيطرة الاتحاد الاشتراكي على مجلس الوزراء. او انه ربما لا يزال شريك نميري المخلص …

    *** - كان واضحا ان وراء تحركات الاتحاد الاشتراكي ضد مجلس الوزراء كل من: ابو القاسم، نائب الامين العام، وبدر الدين سليمان واحمد عبد الحليم، مساعدا الامين العام. كما عاد نجم زين العابدين محمد احمد عبد القادر، الذي صار وزيرا للشباب، والمحسوب على ابو القاسم.

    *** - في البداية، نجح سليمان في الاحتفاط بمنصبه القديم في الاتحاد الاشتراكي ومنصبه الجديد في مجلس الوزراء. لكن، طغى علي دوره العقائدي في الاتحاد الاشتراكي جعفر محمد على بخيت الذي صار مساعدا للامين العام.

    *** - وطغى على دوره التنظيمي في الاتحاد الاشتراكي عمر الحاج موسى في مكتب الامين العام. وطغى على دور احمد عبد الحليم في امانة الشباب في الاتحاد الاشتراكي عبد الله احمد قلندر.

    *** - حسب معلوماتنا، ظل قلندر مقربا من نميري منذ انقلاب مايو سنة 1969. ويعتبر بخيت والحاج موسى من انصار نميري.

    *** - وهكذا، يبدو واضحا ان نميري، ردا على دخول قادة الاتحاد الاشتراكي الى مجلس الوزراء، زرع انصاره في امانة الاتحاد الاشتراكي، في محاولة واضحة لوقف زيادة نفوذ شريكة المخلص ابو القاسم محمد ابراهيم …

    *** - حسب معلوماتنا، نميري مصاب بضغط دم عال، ولا ينام كثيرا. وربما لن يعيش حتى عمر طويل. ولهذا، يبدو طبيعيا ان يفكر منافسوه في مستقبلهم هم انفسهم.

    *** - ونحن نقيم الوضع كالآتي:
    ------------------------------
    *** - اولا: لا يرفض ابو القاسم محمد ابراهيم الاستمرار شريكا لنميري. لكنه لن يعمل تحت نائب الرئيس الباقر اذا صار خليفة لنميري.

    *** - ثانيا: مؤخرا، ظللنا نسمع معارضة متزايدة من المثقفين في الخرطوم ضد نميري. ونعتقد ان نميري لم يعد قويا كما كان، او كما يعتقد. لكننا نعرف ان شعبية نميري في الاقاليم اكثر، وان معارضة المثقفين والمدنيين لا تؤثر كثيرا … "

    زيارة امريكا:
    ------------------
    *** - التاريخ: 21-3-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: زيارة نميري لاميركا.

    *** - "يوم 18-3، قابل صحافيان اميركيان الرئيس نميري، وخلال المقابلة سأله واحد منهما اذا كان سيزور الولايات المتحدة، واجاب بالايجاب، وقال ان ذلك ربما سيحدث في نهاية السنة …

    *** - واليوم، جاء الى مقابلتي بهاء الدين ادريس، الرجل الاستعراضي، ووزير الشئون الخاصة للرئيس، وسألني عن "رأيي الشخصي" في زيارة نميري.

    *** - وانا قلت له ان العلاقات بين بلدينا كانت سيئة لفترة طويلة، وطبعا، تحسنت مؤخرا. لكنها لم تصل مرحلة التطبيع الكامل. وجرت العادة على ان رئيس دولة اجنبية تحسنت علاقاتنا معه لا يزورنا الا قبل اكتمال تطبيع العلاقات. وان وقت ذلك لم يأت بعد.
    وطلب ادريس الاسراع بتطبيع العلاقات … "

    *** - سليم جبران عيسى:
    -----------------------
    *** - التاريخ: 4-4-1975
    *** - من: السفير، الخرطوم.
    *** - الى: وزير الخارجية.
    *** - الموضوع: سليم عيسي يزورنا.

    *** - "امس، اعطينا تاشيرة دخول دبلوماسية الى سليم جبران عيسى، المستشار الخاص للرئيس نميري، حسب طلب وزارة الخارجية السودانية بانه يريد اجراء اتصالات مع مسئولين في الحكومة الامريكية.

    *** - هنا في الخرطوم، يعتبر عيسى صاحب نفوذ قوي، لكنه شخصية مريبة.

    *** - انه لبناني يحمل جواز سفر سوداني. ويقال انه كان سكرتيرا خاصا للامير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي.

    *** - ولعب دورا كبيرا في صفقة محطة الاتصالات الفضائية، ومشاريع رجل الاعمال السعودي عدنان خاشقجي، وتسليح القوات السودانية المسلحة.

    ربما يريد في واشنطن الاتصال بالبنك الدولي وصندوق النقد العالمي، وربما استكشاف الاجواء لزيادة التعاون الامريكي السوداني.

    *** - نحن نعرف انه مقرب من نميري. ونطلب منكم ان ترسلوا لنا معلومات عن زيارته … "
                  

06-16-2009, 11:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    وثائق امريكية عن نميري (22):

    الجنوب ...والشيوعيون.
    -----------------------------------
    بقلم : محمد علي صالح-

    © Copyright by sudaneseonline.com

    http://www.sudaneseonline.com/ar2/publish/106/Khartoum_..._B1296_printer.shtml

    *** - خاف الامريكيون من تسرب الشيوعية الى جنوب السودان بعد استعمال اسلحة روسية، "فيتنام روسيا في افريقيا"!!

    *** - اوردت حلقات سابقة من هذه الوثائق، من وزارة الخارجية الاميركية عن سنوات الرئيس المشير جعفر نميري، ان الاميركيين قلقوا من الميول اليسارية والشيوعية لثورة مايو التي قادها نميري (سنة 1969).

    *** -وقالت وثائق ان عددا كبيرا من وزراء اول حكومة كانوا شيوعيين او يميلون نحو الشيوعية. وكان واحدا من هؤلاء جوزيف قرنق، جنوبي شيوعي صار وزيرا لشئون الجنوب.

    *** - في البداية، اعتقدت الوثائق الامريكية ان نميري سيمنح الجنوب الحكم الذاتي، اعتمادا على العقيدة الشيوعية التي تعترف بحقوق الاقليات والقوميات.

    *** - لكن، تغير الموقف الامريكي بعد ان سافر نميري الى روسيا، وعقد اتفاقية عسكرية مع الروس، ووصلت طائرات ودبابات من روسيا الى السودان، ثم الى جنوب السودان.

    *** - خافت الحكومة الامريكية من خطر ذلك على مصالحها الاستراتيجية. ومن تسرب الشيوعية الى جنوب السودان، ثم الى دول شرق افريقيا. وخافت كنائس امريكية من الحاد الشيوعية على المسيحية في جنوب السودان. واستغل الاعلام الامريكي هذه الاخبار، وعرضها في صور مثيرة.

    ************************************************
    اسلحة روسية:
    ------------------
    التاريخ: 14-12-1970.
    من: قسم البحوث والاستخبارات، الخارجية
    الى: وزير الخارجية-
    صورة الى: السفير، الخرطوم-
    الموضوع: فشل محاولات تهدئة جنوب السودان.

    *** - "تحاول حكومة نميري الثورية وقف تمرد الافارقة في جنوب السودان باكثر من وسيلة: أولا: برامج اقتصادية. ثانيا: مساومات سياسية. ثالثا: هجوم عسكري، مؤخرا صار مكثفا.

    *** - لكن، تزيد الحرب اشتعالا، وذلك بسبب وصول امدادات خارجية الى كل من الحكومة والمتمردين ...

    *** - يعتقد العسكريون السودانيون انهم، اذا احتلوا مطارا سريا للمتمردين، او طردوهم من مدينة او مدينتين، او ضربوا معسكراتهم بطائرات، انهم يهزمون المتمردين. لكن، توضح تقارير ان المتمردين لا يزالوا اقوياء، بل يزيدون قوة.

    *** - مؤخرا، وصلتنا تقارير بأن هؤلاء العسكريبن يستعملون طائرات "تي يو 16" روسية، يقودها طيارون مصريون.لكن، عاد الرمح اليهم، لان بعض هذه الهجمات الجوية قتلت، عن طريق الخطأ، جنودا سودانيين.

    *** - وايضا، وصلتنا تقارير بأن المتمردين حصلوا على مدافع للطائرات، واستطاعوا، خلال الفترة القصيرة الماضية، اسقاط ست طائرات. ولا يبدو ان القصف الجوي سيهزم المتمردين، لانهم يعرفون بلادهم وغاباتهم، ولانهم غير نظاميين ...

    *** - في جانب الحكومة، زود الروس والمصريون والليبيون القوات السودانية باسلحة ومعدات ومستشارين.لكن، لم يفعل هذا غير توسيع رقعة الحرب، وزيادة كثافتها.

    *** - مؤخرا، وصلتنا المعلومات الآتية:
    --------------------------------------
    اولا: تشترك طائرات هليكوبتر روسية في الهجوم، بالاضافة الى القاذفات والمدمرات.

    ثانيا: تشترك في الهجوم، بالاضافة الى طيارين مصريين، طائرات مصرية.

    ثالثا: يوجد خبراء عسكريون روس في جوبا، مما يوضح انهم، حقيقة، صاروا طرفا في هذه الحرب.
    في جانب المتمردين، تسلم المتمردون اسلحة كثيرة من مصادر خارجية حكومية وغير حكومية. حكومية، مثل من اسرائيل التي تمدهم باسلحة خفيفة، وقنابل، ومعدات اتصالات.وغير حكومية، مثل مرتزقة ومنظمات عسكرية تمدهم باسلحة وتدربهم ...

    مؤخرا، قال خالد حسن عباس، وزير الدفاع، والذي يشترك في مفاوضات شراء الاسلحة الروسية، ان اسرائيل تعطي المتمردين اسلحة روسية كانت استولت عليها من المصريين في حرب يونيو سنة 1967. وحصلنا نحن على وثائق كثيرة تثبت هذا الدور الاسرائيلي.

    ويحصل المتمردون على اموال، واسلحة، وطعام، وتشجيع من منظمات دينية وخيرية غربية، عن طريق اثيوبيا ويوغندا.

    بسبب الدعم الاجنبي للمتمردين، وخاصة الدعم الاسرائيلي، حدث شئ آخر، وهو تقوية الكولونيل جوزيف لاقو، قائد منظمة "انيانيا"، من رئاسته بالقرب من نمولي على الحدود بين السودان ويوغندا. ورغم استمرار خلافات قبلية وسط "انيانيا"، زادت قوتها، وتوحدت اكثر مما كانت في الماضي.

    اما بالنسبة لنميري، رغم انه ارسل قرابة ثلاثين الف جندي الى الجنوب، ورغم انه استعان بدول الاجنبية، يبدو انه لا يعرف صعوبة فرض حل عسكري على الجنوبيين. لكن، رغم ان المتمردين يواصلون تعطيل وعرقلة عمليات القوات المسلحة التي يرسلها نميري، حتى الأن، لم يصلوا مرحلة القدرة على موازنة هذه القوات. يحتاجون الى اسلحة اكثر وتدريبات اكثر لتحقيق ذلك.

    نعتقد ان نميري يحتاج الى ان يعرف انه يجب ان يقدم خطة حكم ذاتي واسع الى الجنوبيين. غير ذلك، ستستمر هذه الحرب، وستتفاقم ... "

    *******************************************
    *** - شيوعيون في الجنوب:
    -----------------------
    التاريخ: 11-3-1970.
    من: السفير: الخرطوم-
    الى: وزير الخارجية-
    الموضوع: تطورات جنوب السودان.

    *** - "خلال شهري يناير وفبرائر، سافر الى الجنوب قادة من اتحاد نقابات العمال الشيوعي.

    *** - قالوا انهم يريدون تاسيس نقابات عمال هناك، في منطقة لم تشهد نقابات وتنظيمات عمالية في الماضي. لكن، اوضحت معلومات حصلنا عليها انهم يريدون الأتي:

    *** - اولا: تخفيض نفوذ واحزب السياسيين الجنوبيين التقليديين.
    *** - ثانيا: تاسيس قواعد سياسية "اشتراكية".
    *** - ثالثا: ارسال جنوبيين الى روسيا ودول شرق اروبا الشيوعية "للتدريب".

    *** -لكن، نعتقد نحن ان هذه الخطة لن تنجح.وان النقابيين الشماليين، وهم عرب ومسلمين وسكان مدن، لن يقدروا على تأسيس نقابات عمال وسط الجنوبيين، وهم مسيحيين ووثنيين ومزارعي احراش ...

    *** - في الشهر الماضي، اصدر مجلس الوزراء قرارا بارسال شماليين "مؤهلين" الى الجنوب. ونلاحظ ان القصد هو نفي الاعتقاد في الخرطوم بان الذين يرسلون الى الجنوب هم الكسالى وغير المؤهلين.

    *** - وفي يناير، جاء الى الخرطوم اللواء محمد عبد القادر، قائد القوات السودانية في الجنوب.وفي مؤتمر صحافي، تحدث عن "هزيمة الخارجين عن القانون." وقال ان قواته، في ديسمبر، سيطرت على معسكر للمتمردين في بورنقو، وقتلت ستين متمردا.وايضا على معسكر بلانقو، على مسافة ثلاثين ميلا شرق جوبا.وانها حصلت على "كمية كبيرة من الادوية الالمانية والامريكية" ...

    رأينا في سياسة نميري نحو الجنوب:
    -----------------------------
    *** - اولا: في صدق، يريد حل المشكلة. لكن، لم يقدم ما يثبت على انه يريد ان يفهم، او يقدر على فهم، مظالم الجنوبيين.

    *** - ثانيا: لم يفسر خطته، وهي: "نوع من الحكم الاقليمي داخل وحدة وطنية."

    *** - ثالثا: قال انه سيعين جنوبيين "موثوق بهم" لملء وظائف "فنية" في الجنوب.ونحن نعتقد ان معنى هذا هو ان تبقى الوظائف الرئيسية في الجنوب عند الشماليين العرب.

    *** - رابعا: يعتقد انه سيرضي الجنوبيين بتقديم تنازلات صغيرة، واجراءات بيروقراطية، ودعايات في الصحف.

    *** - خامسا: يركز كل اهتماماته على العالم العربي.

    سادسا: لم يقدم ما يثبت انه يريد كسب ثقة الجنوبيين.وهذه يجب ان تكون الخطوة الاولى قبل التفاوض حول حل رئيسي للمشكلة ... "

    ************************************
    *** - "واشنطن بوست":
    ------------------------
    التاريخ: 10-1-1971.
    من: وزارة الخارجية-
    الى: السفير، الخرطوم-
    الموضوع: تعليقات صحف امريكية عن السودان.

    *** - "نرفق لكم تعليقات واخبار في صحف اميركية نشرت مؤخرا عن السودان.

    *** - "واشنطن بوست" (1-1-1971):
    -------------------------------
    *** - راي: "حرب روسيا الخفية في السودان": رونالد ايفانز، روبرت نوفاك:

    *** - (مقتطفات):
    -------------------
    *** - "وسط احراش جنوب السودان، يزيد عدد العسكريين والخبراء الروس وهم يشتركون في حرب ضد متمردين من قبائل افريقية.ها هم نقلوا المطامع الامبراطورية الروسية عبر نصف الكرة الارضية، الى احراش افريقيا.

    *** - يبدو غريبا ان هذه الحرب لا تجد اهتماما كافيا في الغرب، سواء من جانب السياسيين، او من جانب الصحافيين، او من جانب الخبراء.

    *** - هذا هو نميري، جنرال عربي من الشمال، يريد الاستعانة بالروس لهزيمة زنوج افارقة في جنوب السودان.

    *** - وحصلنا نحن على معلومات بان الروس يبنون قادة صواريخ "سام" المضادة للطائرات، ليس في مصر، في منطقة قناة السويس لمواجهة اسرائيل، ولكن على البحر الاحمر بالقرب من ميناء بورتسوادان.

    *** - وايضا، حصلنا على معلومات بان البنتاغون يراقب هذه التطورات بخليط من الاهتمام والقلق. وقالت لنا مصادر في البنتاغون ان الروس ارسلوا الى السودان سربين من طائرات "تي يو"، وست طائرات "اي ان"، ومجموعة من طائرات "ميج"، وكميات كبيرة من الاسلحة والمعدات، واعدادا كبيرة من المستشارين والمدربين.

    *** - وقبل اسابيع قليلة، ومن قاعدتهم العسكرية قرب جوبا، اشترك اكثر من مائة خبير عسكري روسي في هجوم بالجو والبر للاستيلاء على مطار صغير يستعمله المتمردون.لكن، في وقت لاحق، استرد المتمردون المطار.

    *** - حسب هذه المعلومات، يبدو ان الزنوج الافارقة الشجعان الذين يكرهون عرب الشمال منذ مئات السنين، يكبدون الروس، وحلفيتهم حكومة الخرطوم، خسائر مثل التي يكبدها ثوار "فيات كونق"في فيتنام الجنوبية للقوات الامريكية وحليفتهم حكومة سايقون ... "

    ***********************************

    *** - "واشنطن بوست"( 6-1-1971):
    ----------------------------------

    *** - راي: "الامبريالية الروسية": جوزيف السوب:
    --------------------------------------------------

    (مقتطفات):
    ---------------
    *** - "قبل اسبوعين، حدث تغيير تاريخي في القاهرة.ذهب دونالد بيرغس، كبير دبلوماسيينا في القاهرة، الى الرئيس المصري الجديد انور السادات (بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر).وسأله عن تقارير سرية بان الروس يبنون قاعدة بحرية في مرسى مطروح. في الماضي، كان كبار المسئولين المصريين ينفون مثل هذه التقارير السرية، ويقولون ان فيها مبالغات. لكن، هذه المرة، اعترف الرئيس السادات.وقال ان الروس يقدمون خدمات ومساعدات عسكرية كثيرة الى المصريين. وانه لا يقدر على ان يرفض مثل هذا الطلب.

    *** - نحن نرى ان مجرد هذا الانفتاح من جانب مثل هؤلاء المسئوليين يعتبر خطوة الى الامام.لكن، يوضح هذا الاعتراف ان الموضوع ليس عابرا او مؤقتا، وان الامبريالية الروسية، باعتراف حلفائها، تتوسع وتتمدد في منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية ...

    *** - وفي افريقيا ايضا. وذلك بدليل معلومات حصلت عليها بان الروس ارسلوا حشودا من الاسلحة والخبراء لمواجهة حرب في احراش افريقيا. يريدون مواجهة تمرد قبائل نيلية ضد اسيادهم العرب في الخرطوم.

    *** - وحسب هذه المعلومات، يشترك عسكريون روس، جنبا الى جنب، مع جنود حكومة الخرطوم في مواجهة المتمردين الزنوج ...

    *** - ثم لا ننسى ان الروس يتوسعون ويتمددون في الصومال،الى الشرق من السودان ... "

    [email protected]
                  

06-20-2009, 02:44 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)
                  

06-20-2009, 11:28 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    العميد أمن «م» حسن بيومي في حوار حول دور جهاز الأمن في ترحيل الفلاشا:
    --------------------------------------------------------------------------------

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147509791

    2008-03-18

    ©2004 Alsahafa.info. All rights reserved.

    *** - رئيس جهاز الأمن اجتمع بنا وقال «هذه أوامر الرئيس نميري»..!!
    *** - العملية سرية لكنها نفذت بمهنية ضعيفة..!!
                  

06-22-2009, 09:09 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)
                  

06-23-2009, 00:35 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    وثائق امريكية عن نميري (12):
    -------------------------------
    الميرغني يؤيد:
    واشنطن: محمد علي صالح
    Jan 10, 2009 - 9:01:45 AM

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

    *** - ويريد تحسين علاقة الختمية مع امريكا...
    *** - السفير الامريكي: "ولدا الميرغني ليسا من الاذكياء "...
    *** - منصور خالد: حكومة قادرة وملتزمة...

    *** - في الحلقة السابقة من هذه الوثائق الاميركية، وردت ردود فعل، بعد ايام قليلة من الانقلاب العسكري، يوم 25 مايو سنة 1969، الذي قاده العقيد جعفر نميري، واسقط حكومة ديمقراطية انتخبها السودانيون انتخابا حرا:

    *** - نقلت الوثائق مقابلة، بعد اسبوعين من الانقلاب، اجراها صحافي مصري مع نميري، وساله عن فلسفته السياسية.وتلعثم نميري.مرة قال انها امريكية (لانه كان درس في كلية عسكرية في امريكا).ثم قال انه ليس ليبراليا.ثم قال انه اشتراكي، لكن ليس متطرفا.ثم قال انه تقدمي، وقومي عربي.

    *** - ونقلت الوثائق قول خليل عثمان، رجل اعمال سوداني كان يعمل في الكويت، ان الشريف الهندي، وزير المالية في الحكومة التي اسقطها نميري، كان يرتشي. وقول عبد الله غندور، وكيل سابق لوزارة المالية، ان نميري لم يكن ذكيا، وان زملاءه في مجلس قيادة الثورة لم يدرسوا الجامعة،و"رؤوسهم فارغة".

    *** - في هذه الحلقة وثائق عن السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم طائفة الختمية، ومنصور خالد، وزير الشباب في حكومة الانقلاب، وغيرهما:

    محمد عثمان الميرغني:
    --------------------
    *** - التاريخ: 21-6-1969...
    *** - من: السفير، الخرطوم...
    *** -الى: وزير الخارجية...
    *** -لللعلم: السفير، لاهاي...
    *** - الموضوع: مقابلة الميرغني...

    *** - "ليلة امس، دعاني السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم طائفة الختمية، لعشاء خاص في بيته، وكان هناك اخوه احمد الميرغني.ولاكثر من ساعتين، تحدثنا عن الانقلاب العسكري الذي قاده نميري، والذي مضى عليه شهر تقريبا.

    *** - قال محمد عثمان انه يريد ان يبلغني، ويبلغ الحكومة الامريكية، انه ايد انقلاب نميري تأييدا مشروطا، لكنه سيعارض، بكل طريقة ممكنة، اي زيادة للنفوذ الشيوعي في السودان عن طريق حكومة نميري ...

    *** - وقال انه قال ذلك لبابكر عوض الله، رئيس الوزراء، عندم زاره في بيته، بيت الميرغني، وطلب منه تأييد الانقلاب.وان بابكر عوض الله نفى ان الحكومة شيوعية، او يسيطر عليها الشيوعيون.وتعهد ان يبذل كلما يقدر لمنع الشيوعيين من السيطرة على الحكم في السودان.واشار الى "علاقة الاب والابن" التي كانت تربطه مع السيد على، والد السيدين محمد عثمان واحمد ...

    *** - وقال محمد عثمان انه يعرف ان حكومة نميري فيها عدد من الشيوعيين. لكنه ايدها على شرط ان تكون اتجاهاتها عربية واسلامية.

    *** - وشن هجوما عنيفا على الشفيع احمد الشيخ، الرئيس الشيوعي لنقابة عمال السكة الحديد، وقال انه سيبذل كل ما يستطيع لمواجهته.وانه، فعلا، اصدر اوامر لقادة الختمية في كل من عطبرة وبورتسودان لمواجهة النفوذ الشيوعي المتزايد في المدينتين.

    *** - حسب معلوماتنا، توجد في كل من عطبرة وبورتسودان نقابات عمال يقودها شيوعيون: الاولى لعمال السكة الحديد، والثانية لعمال الميناء.وفي نفس الوقت، يوجد في المدينتين نفوذ كبير للختمية، ونعتقد ان السيد محمد عثمان كان يقصدهم عندما اشار الى هذه النقطة ...

    *** - وحسب مصادرنا الخاصة، قبل ايام، زار عطبرة وزير المواصلات الجديد (تعليق: هل كان بدر الدين سليمان؟).وتحدث في مظاهرة نظمتها نقابة عمال السكة الحديد.وكان هناك عمال ليسوا شيوعيين. ورغم انهم استمعوا الى خطاب الوزير وصفقوا له، لكنهم، بعد نهاية الخطاب، هتفوا: "لا شيوعية، ولا الحاد." وبعد مغادرة الوزير، تعارك الشيوعيون مع غير الشيوعيين.

    *** - وقال لنا د. نور (تعليق: لا توضح الوثيقة من هو د. نور) ان الاخوين محمد عثمان واحمد الميرغني، حقيقة، قلقان على زيادة نفوذ الشيوعيين، خاصة في مدن الشمال والشرق حيث لطائفة الختمية نفوذ كبير.

    *** - وقال د. نور ان محمد عثمان قابل، مؤخرا، جعفر نميري، رئيس مجلس قيادة الثورة، وذلك "بعد ان تاكد للسيد، من اتصالات كثيرة مع عدد من المستشارين والمصادر، ان نميري ليس شيوعيا." وان محمد عثمان قال، بعد المقابلة: "تأكد لنا ان نميري، وآخرين في مجلس قيادة الثورة، وبعضهم ينتمون الى طائفة الختمية، سيقدرون على وقف زيادة النفوذ الشيوعي في السودان."

    راينا في ولدي السيد على الميرغني، محمد عثمان واحمد، كالآتي:
    -----------------------------------------------------------
    *** - اولا: لا نقدر على وصفهما بأنهما من الاذكياء، ومن الذين يمكن ان يكونوا قادة اقوياء.

    *** - ثانيا: نحن متأكدون من انهما، طبعا، وطنيان، ومخلصان، ويتمتعان بتاييد الختمية.

    *** - ثالثا: بسبب العامل الديني، يعارضان في صدق النفوذ الشيوعي في السودان.

    *** - رابعا: يمكن الاعتماد عليهما في حملة شاملة ضد الشيوعيين، اذا تأكد لهما ان الشيوعيين يريدون السيطرة على السودان.

    *** - خامسا: يريدان، في صدق، تقوية علاقة الختمية مع الولايات المتحدة.

    *** - سادسا: نحن، طبعا، لم نكن ابدا قريبين من الختمية، منذ قبل استقلال السودان (قبل خمس عشرة سنة تقريبا). وذلك لان والدهما، السيد على الميرغني، كان يميل كثيرا نحو مصر.وايضا قادة ختمية آخرون، مثل الشيخ على عبد الرحمن (من قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، وكان وزير داخلية في حكومة محمد احمد محجوب التي عزلها انقلاب نميري) ...

    *** - منصور خالد (1):
    -------------------------
    *** - التاريخ: 18-6-1969...
    *** - من: السفير، الخرطوم...
    *** - الى: وزير الخارجية...
    *** - للعلم: السفير، لاهاي...
    *** - الموضوع: منصور خالد...

    *** - "صباح اليوم، جاء لزيارتي منصور خالد، موظف سابق في الخدمة المدنية في السودان، والآن، ومنذ سنوات، مع منظمة "اليونسكو" في باريس. قال انه جاء الى الخرطوم في اجازة.وقريبا، سيسافر الى الولايات المتحدة، محاضرا، لعدة اسابيع، في جامعة كولورادو.ومن هناك، الى اديس ابابا، مديرا لبرنامج "اليونسكو" في افريقيا.

    *** - قال انه "مايلدلي اوبتمستيك" (متفائل في اعتدال) نحو الحكومة الجديدة.في جانب، الحكومة "كومبيتنت" (قادرة) و "ديديكيتد" (ملتزمة).وفي الجانب الآخر، مشكلتها الرئيسية اقتصادية، وحل هذه ربما مستحيل.

    *** - وقال انه لا يقلق كثيرا لنفوذ الشيوعيين داخل الحكومة، لانهم مؤهلون، ولأن نميري يقدر على السيطرة عليهم.وان نميري قال له ان القرارات التي اصدرها مجلس قيادة الثورة، مؤخرا، ومنعت تنظيمات معينة، استهدف منظمات شيوعية ومنظمات موالية لمصر، بهدف تقليص نفوذها.

    *** - وقال انه ونميري كانا زميلي دراسة، وصديقين لفترة طويلة.وان نميري "قود مان" (رجل جيد)، لكنه لا يملك خلفية وتجربة في حكم البلاد.

    *** - وقال ان نميري قال له ان مجلس قيادة الثورة يقدر على السيطرة على البلاد، لكنه لاحظ ان المجلس، في الوقت الحاضر "يعمل في فراغ"، بسبب قلة الكفاءة والخبرة العملية.

    *** - وقال ان نميري طلب منه ان ينضم الى مجلس استشاري لمجلس قيادة الثورة. وانه، منصور، سيفكر في الموضوع. وسيقرر فيه بعد ان يعود من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة ... "

    *** - منصور خالد (2):
    -------------------------------
    *** - التاريخ: 21-6-1969...
    *** - من: السفير، الخرطوم...
    *** - الى: وزير الخارجية...
    *** - للعلم: السفير، لاهاي...
    *** - الموضوع: منصور خالد...

    *** - "عين نميري منصور خالد وزيرا للشباب والرياضة.
    --------------------------------------------------
    *** - (تعليق: تاريخ هذه الوثيقة بعد ثلاثة ايام فقط من تاريخ الوثيقة السابقة، يوم قابل خالد السفير الامريكي.هل كان خالد يعلم ان نميري سيختاره وزيرا؟)

    *** - مؤخرا، قابل خالد مسئول "يو اس آي اس" (المكتب الاعلامي الامريكي) في الخرطوم. واكد له تعيينه وزيرا.

    *** - وقال خالد له ان نميري، رئيس مجلس قيادة الثورة، رفض اقتراحا من بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، بتعيين وزيرين شيوعيين جديدين في الحكومة. وان نميري قال انه يريد وزراء غير شيوعيين.

    *** - وقال خالد ان واحدا من الوزيرين اللذين رفضهما نميري كان محمد سليمان، اخ احمد سليمان، شيوعي قديم، ومؤخرا عين سفيرا في موسكو.

    *** - وقال خالد انه لا يزال يريد السفر الى جامعة كولورادو، لانه التزم بقضاء خمسة اسابيع هناك للتدريس خلال فترة الصيف.ثم يعود ليتسلم منصبه الجديد ... "

    *** - المصريون:
    --------------------
    *** - التاريخ: 12-6-1969...
    *** - من: السفير، القاهرة...
    *** - الى: وزير الخارجية...
    *** - صورة الى: السفير، الخرطوم...
    *** - الموضوع: انقلاب السودان...

    *** - "صباح اليوم، قابلت حسن صبري الخولي، مستشار الرئيس المصري السادات. وقال انه كان قابل، قبيل مقابلتي، سفير مصر في السودان.وتحدثا عن الانقلاب العسكري في السودان هناك.

    *** - وكان واضحا من كلام الخولي انه مرتاح للانقلاب.وانه ليس قلقا على نفوذ الشيوعيين في الحكومة الجديدة. بل قال انه لا يوجد شيوعيين في مجلس قيادة الثورة.ويوجد اثنان فقط في مجلس الوزراء.

    *** -وان المصريين يعرفون بابكر عوض الله، رئيس الوزراء الجديد، معرفة جيدة.وانه ليس شيوعيا.وان نظام نميري قومي عربي، ولا يعادي الغرب.ويزيد تأييد الشعب السوداني للنظام يوما بعد يوم.رغم ان المثقفين والطبقة الوسطى يفضلون الانتظار، قبل اصدار حكم نهائي.

    *** - لكن، انتقد الخولي قرار نميري بالاعتراف بالمانيا الشرقية (الشيوعية). وقال انه خطأ كبير، واتخذ لاسباب "جايلدش" (صبيانية).

    *** - وقلت انا له انني لم اقرأ تحليلات صحافية او حكومية متكاملة لانقلاب السودان.ويبدو لى ان المصريين ليسوا متاكدين كيف يقيمون نميري، وماذا سيفعلون معه.وانني قرأت تحليلات تشبه نميري بعبد الكريم قاسم ...

    *** - (تعليق: في سنة 1958، قاد قاسم ثورة العراق التي قضت على العائلة الهاشمية الماكلة.وسحبت العراق من حلف عسكري مع تركيا واميركا وبريطانيا. وتحالف مع روسيا).

    *** - وقالت له ان قاسم، في البداية، تحالف مع المصريين.ثم تحول نحو الشيوعيين. وكان حاكما دمويا.وان نميري لا يبدو متطرفا ودمويا مثل قاسم.

    *** - لفترة قصيرة، فكر الخولى في كلامي، ثم قال انه يتفق معي.وان الحقيقة هي ان المصريين لا يعرفون اي شئ عن نميري.وانه، الخولي، رغم خلفيته العسكرية، لا يؤيد سيطرة العسكريين على الحكم، لان مشاكل الحكم كثيرة ومعقدة ... "

    *** - الروس:
    ---------------
    *** - التاريخ: 11-6-1969...
    *** - من: قسم الاستخبارات والمعلومات، وزارة الخارجية...
    *** - الى: وزير الخارجية...
    *** - (صور الى السفراء في دول المنطقة)...
    *** - الموضوع: النفوذ الشيوعي في القرن الافريقي...

    *** - "يهتم الروس بالدول الاربعة التي تقع جنوب مصر، السودان واثيوبيا والصومال وكينيا، دول القرن الافريقي، لانها في موقع استراتيجي هام بين المحيط الهندي والبحر الابيض المتوسط.

    *** - ويقسم الروس هذه الدول الى موالية للغرب، اثيوبيا وكينيا، والى مسلمة، السودان والصومال.وبالنسبة لاثيوبيا وكينيا، ينتظرون وفاة او عزل الامبراطور هيلاسلاسي والزعيم جومو كنياتا.ويتوقعون تغييرات كثيرة بعد ذلك. وبالنسبة للسودان والصومال، يستغلون كل فرصة لزيادة نفوذهم ...

    *** - لهذا، يمكن القول ان الانقلاب العسكري اليساري في السودان، بقيادة نميري، يجب ان يثير قلقنا ...

    *** - اذا صار السودان شيوعيا، او انحاز نحو روسيا، ستنقلب موازين القوى في القرن الافريقي.وسيحقق الروس خبطة لم يكونوا حتى يحلمون بها.وفي هذه الحالة، يجب ان نهتم بمصير حليفتنا اثيوبيا ... "

    [email protected]
                  

06-26-2009, 11:41 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...
    أين هم...وماذ ايفعلون الأن?

    -------------------------------------------------------------------------

    أبوبكر عثمان في بلاط الدبلوماسية و السلطة (1 )

    http://sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3877

    الـمـصـدر: منابر الجالية السودانية الامريكية : منتديات الجالية السودانية الامريكية : المنتدى العام.
    Posted: 22 July 2008 at 3:09pm

    بقـلـم: مصطفى عبد العزيز البطل.

    ************************************************************

    أبوبكر عثمان في بلاط الدبلوماسية و السلطة (3-2 )

    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3904

    الـمـصـدر: منابر الجالية السودانية الامريكية : منتديات الجالية السودانية الامريكية : المنتدى العام.

    Posted: 29 July 2008 at 1:30pm

    بقـلـم: مصطفى عبد العزيز البطل.
                  

06-28-2009, 12:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)
                  

06-28-2009, 01:58 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    سلام أخونا بكري الصائغ

    دعنا نطرح فرضية غريبة من نوعها ..
    تعال نفترض ( مجرد إفتراض ) أن نظام مايو لم يسقط عام 1985، واستطاع بقدرة قادر أن يخرج من أزمة ( الانتفاضة الشعبية ) منتصراً بكسر شوكة محاولة إسقاطه وعاد النميري من رحلة الولايات المتحدة الأمريكية، وسارت الأمور بشكل أو آخر ، وفجأة توفي النميري في عام 1985 نفسه( وليس في هذا العام الحالي الذي رحل منه )!.. بالطبع ستبرز جملة من السيناريوهات داخل هذه الافتراضية .. فدعنا وقراء البوست نتماهى معها .. ونقوم بقراءات لحرف ( لو ) .. بمعنى ماذا سنرى ونحن نستصحب معنا كل زخم عام 1985 الذي افترضنا أن النميري قد رحل فيه، كاستفحال أزمات النظام، آثار الانتفاضة الجماهيرية التي إفترضنا أنها فشلت في إسقاط مايو، فض الشراكة بين مايو وبين الأخوان المسلمين، سريان قوانين سبتمبر،تأثير إعدام الشهيد محمود محمد طه، الضائقة الاقتصادية التي إنعكست على معيشة الجماهير، حيويةالحركة الطلابية التي ظلت جذوتهاأصلاً مشتعلة منذ بدايات إنقلاب مايو،أزمة الجفاف والتصحر، إنكشاف فضيحة ترحيل الفلاشا،وجملة أخرى من القضايا!
    * من كان سيخلف النميري بعد الاعلان عن رحيله من بين رجال مايو في تلك الفترة يا ترى؟!.
    * هل كان يمكن أن تظل الجبهة الداخلية لحزب الاتحاد الاشتراكي متماسكة أم سينفرط عقدها؟!.
    * ماذا عن الجيش؟هل ستتدخل المؤسسة العسكرية على قرار تدخلها في الانتفاضة لصالح الحركة الجماهيرية ؟!
    * أم أن مغامراً ما من داخل الجيش سيستغل الظروف بإنقلاب ما؟!.
    * أم أن للأخوان المسلمين الذين تم إقصائهم من سدة الحكم سيناريوهات يحاولون بهافرض طروحاتهم؟!.
    * هل كان هذا هذا السيناريو سيزيد من قدرة الحركة الجماهيرية بكافة قواها المعارضة لمنازلة النظام بأكملة وإسقاطه مثلاً؟!.
    على العموم ما طرحته من فرضيات تعتمد على عودة لماضي ( مفترض ) وتجتهد لقراءة له بحرف ( لو )!.
    فكيف ترى وقراء بوستك مثل هذه الفرضية.. أم تروني تماهيت و(شطحت) زيادة عن اللزوم؟!.
    مع تحياتي
                  

06-30-2009, 00:37 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبـيـب الـحــبوب،

    حسن الجزولي،

    تـحـياتي ومـودتي الـخالـصـة،

    *** - اليوم وبـردك الكريـم الـمقدر.... انـهـي هـذا "البوسـت" نسـبة لانتهاء فتـرة الأرشـفة. ولااستطـيع الاسـتمرار فيـه مـستقبلآ رغـم ماعنـدي من وثائق.

    لك مودتـي اخـي حـسـن.

    +++++++++++++++++++++++

    رجـال حـول الرئيـس جـعـفـر الـنـميـري:
    -----------------------------------------------
    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=5695
    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.
    بقلــــــم : سيد أحمد خليفة:
    ----------------------------

    *** - مقدمة كتاب «مستقبل الإسلام في السودان» كانت سبباً ثالثاً لغضب نميري
    *** - رقة صغيرة من المستشار: اسأله السؤال الثالث حتى تنفجر شرايينه .. ونرتاح!
    *** - دعوة لاجتماع عاجل للرد على رسالة مهمة من الخرطوم...
    *** - بعثة ثلاثية إعلامية لتغطية تطبيق ـ الشريعة ـ ترأستها أنا لسوء حظي ..!
    ------------------------------------------------
    *** - كانت الأجواء السياسية في الخرطوم حين غادرتها نحو مايو 1983م غاية في التوتر بين مايو ومعارضيها الذين كانوا من الواضح أنهم أكثر تماسكاً وتحالفاً ضدها؛ حيث كان من الواضح أيضاً أن النفس الأمريكي ضد مايو بدأ يتضح، ويشتد بسبب النهج الذي اتبعته باسم «الاسلام» وهو ذات «النهج» التي اتبعته مايو في بداية عهدها عام 1969م باسم الاشتراكية ، الأمر الذي يعني أن المطلوب في الحالتين كان الحكم؛ حيث نجحت مايو في بدايتها الاشتراكية ولا أفلحت عند نهايتها الإسلامية ..!.

    *** - كان السيّد الصادق المهدي وهو يمتطي صهوة جواد المعارضة منطلقاً نحو السلطة قد أرسل إليّ مسودة كتاب باسم «مستقبل الإسلام في السودان».. حيث نظّمت موضوع طباعته وتوزيعه مع شركة مطابع دار العلم التابعة لمؤسسة المدينة للصحافة حيث كنت أعمل ..!.

    *** - وقد شرّفني السيّد الصادق المهدي بكتابة مقدمة الكتاب الذي بدا وكأنه ردٌ رصين وأمينٌ على توجهات النظام المايوي الإسلامي ، والكتاب بالطبع كان ناقداً مقنعاً لتجربة نميري .. ومحاضراته الاسلامية الضارة بالإسلام وبالبلاد وشعبها ..!.

    *** - وقد أُضيف موضوع تقديمي لكتاب السيّد الصادق المهدي بوصفه سبباً ثالثاً في أن يُضمر لي النظام سوءاً وفي أعلى مستوياته..!.

    *** - وتلك شهادة أفتى بها السيد الفريق عمر محمد الطيب نائب النميري آنذاك ومدير جهاز الأمن عندما توسط لي بعض السعوديين والسودانيين بعد اعتقالي بمطار الخرطوم وأنا عائد لبلادي بدعوة من القصر الجمهوري ليست لي بالاسم ولكن لصحيفة المدينة التي كان يعرف من رتب موضوع الدعوة أنها ستكون من نصيبي بحكم أنني مسؤول في الصحيفة عن تغطية أخبار السودان وأجزاء واسعة من إفريقيا كما اسلفت في الحلقات السابقة ..!.

    *** - كان المسرح المايوي يعد في تلك الفترة من العام 1983م للمزيد من التوغل المايوي في التجربة الاسلامية التي توجت بصدور قوانين سبتمبر والاعلان عن بعض تطبيقاتها في تلك الفترة حيث كانت الدعوة الرئاسية للعديد من الصحف والصحفيين السودانيين وبعض الأجانب الذين افترض النظام أنهم مصدقون لتجربته الإسلامية..!.

    *** - كان الدكتور حسن الترابي قد ذهب للقصر الجمهوري مستشاراً للرئيس نميري تاركاً وزارة العدل لغيره حيث انضم الترابي أو انضم إليه الثلاثي القانوني المعروف في القصر الجمهوري..!.

    *** - كان النيل ابوقرون .. وكان عوض الجيد محمد أحمد وكانت بدرية سليمان، وبين هؤلاء وأولئك قضاة .. ودعاة، «طرّقوا» تماماً كل سكاكين الهوس الديني، وأوغروا بها ضمير الأمة السودانية سجناً وقتلاً وسحلاً ومحاكمات أفضل منها هذا وذاك من أسباب العذاب، والقسوة، وشيل الحال..!.

    ** - كان اليوم يوم أحد من نهايات أغسطس أو بدايات سبتمبر 1983م عندما انهيت ورديتي الصباحية في صحيفة المدينة، وتوجهت إلى منزلي بمدائن الفهد بمدينة جدة..!.

    *** - عند الساعة الخامسة أو السادسة رنّ جرس الهاتف، وكان المتحدث هو الأستاذ أحمد محمد محمود رئيس تحرير المدينة، الذي استدعاني على عجل كي أحضر اجتماعاً مهماً دعا له الشيخ أحمد صلاح جمجوم المدير العام لدار المدينة للصحافة؛ حيث كان أمر الاجتماع كما فهمت يتصل بأوضاع السودان وإعلان الشريعة فيه ..!.

    *** - كان الشيخ أحمد صلاح جمجوم شريكاً للأمير محمد الفيصل في تأسيس البنوك الاسلامية في السودان والعالم العربي وإفريقيا ..!

    *** - والرجل أيضاً كان وزير تجارة سعودي سابق في عهد المغفور له الملك فيصل .. وهو أيضاً زعيم اسلامي معروف عربياً وعالمياً .. وهذا الوضع أهله لأن يكون رئيساً للجنة مكافحة الشيوعية في العالم العربي والإسلامي ..!.

    *** - كان القصر حين وجّه الدعوة لصحيفة المدينة المنورة يعرف كل هذه الخلفية .. ويعرف أيضاً أن المباركة السعودية لقوانين سبتمبر في السودان ومنحها صفة الإسلامية سيعني الكثير، كما أن العكس سيكون له مردود سلبي على تلك القوانين ووضعها في المكان اللائق بها كعمل سياسي أُلبس ثوب الدين الإسلامي لمجرد التمويه وإنقاذ النظام الذي كان يهتز من جذوره ويقترب من نهاياته..!.
    دخلت قاعة الاجتماعات بمؤسسة المدينة فوجدت داخلها أربعة أشخاص أصبحت أنا خامسهم :
    - الشيخ أحمد صلاح جمجموم.
    - الاستاذ أحمد محمد محمود.
    - الشيخ إبراهيم سرسيق رئيس القسم الديني بصحيفة المدينة.
    الأستاذ الصحفي السوداني المعروف موسى يعقوب الذي كان يعمل آنذاك مستشاراً إعلامياً بالقصر الجمهوري أو ملحقاً إعلامياً بمكتب الدكتور حسن الترابي مستشار الرئيس نميري ..!.

    *** - وفي ذكرى الدكتور الترابي وعلاقته بالقصر الجمهوري والنميري وقوانين سبتمبر في تطبيقاتها الخاطئة على الأقل أنا أميل إلى تبرئة الدكتور الترابي الذي كان ولا يزال يرضى بأن يتعاون مع الانقلابات والإنقلابيين من مايو وحتى الإنقاذ ولكن بشروط مفهومة ومعلومة، وإن لم تكن معلنة أحياناً ، وهي أن الرجل ـ أي الترابي يريد أحد أمرين.

    *** - إما أن تكون كلمته هي العليا فوق ـ كلمة القصر ـ وإما أن تتاح له فرصة أن يكون رئيساً للسودان ولو لمرة واحدة في حياته كما كان يريد عندما خطط ونفّذ لنظام الإنقاذ، وعندما اعتقد أن أقدام النظام قد ثبتت على يديه وبوجوده ـ طلب الرئاسة ـ ولو لدورة رئاسية واحدة ، فكان الخلاف الذي تواضع أهله وغيرهم على تسميته بالمفاصلة ..!.

    *** - نحو عام 1981م أو قبله أو بعده بقليل حضرت مؤتمراً صحفياً لنميري بالقصر الجمهوري؛ حيث عقد المؤتمر في إحدى صالات القصر، وكان الجميع وقوفاً وكان الدكتور الترابي مستشار النميري بالقصر يقف خلفه في ذلك المؤتمر الحاشد الذي ربما كان بسبب الأوضاع في فلسطين ولبنان وطرد المقاومة وإرسال بعض قواتها الفلسطينية للسودان وغيره من الدول العربية ..!.

    *** - كنت في ذلك المؤتمر ـ وكعادتي ـ قد صعقت النميري بسؤالين خلقا عنده حالة من التوتر الواضح، والذي كان يصيبه كلما سمع اسمين هما : اسم صحيفة المدينة السعودية ، واسم سيد أحمد خليفة ..!.

    *** - أثناء سير المؤتمر الصحفي ذاك وعلى نحو غاية في التوتر ناولني أحدهم وريقة صغيرة قال لي إنها من الدكتور الترابي ..!.

    *** - تقول الورقة : وجّه له السؤال الثالث حتى تنفجر شرايينه ..!.
    إذن الاجتماع بصالة صحيفة المدينة المنورة السعودية في جدة كان بسبب دعوة حملها الأخ موسى يعقوب للشيخ احمد صلاح جمجموم لكي تحضر المدينة تطبيق قوانين الشريعة التي يتمثل هذا الجزء منها في إراقة الخمور على شاطئ النيل ، وإطلاق سراح نحو 13 سجيناً تحت راية عفى الله عمّا سلف..!.
    ولقد قرأ علينا الأستاذ أحمد محمد محمود نص الرسالة السودانية الممهورة بتوقيع الدكتور الترابي مستشار رئيس الجمهورية، والتي حملها الأستاذ موسى يعقوب ..!.

    *** - وبعدها لم يستغرق الاجتماع وقتاً طويلاً حيث تمّ تكليفي بتغطية الحدث السوداني ، ليس بوصفي خبيراً وحسب ، ولكن لكوني سودانياً ومن أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها .. ولكن أيضاً لأن نظرية تشبث نميري بالاسلام والشريعة كان مفهومها عند الاعلام السوداني عامة وصحيفة المدينة خاصة هو أنها لعبة سياسية لا علاقة لها بالدين الاسلامي إلا من حيث الرغبة في استغلاله لكي يحكم النميري ولكي تبقى مايو ..!.

    *** - إذن قبلت التكليف وتقرر أن يكون فريق تغطية الحدث السوداني مكوناً من شخصي والشيخ إبراهيم سرسيق والمصور متولي المصري ..!.

    *** - كنت في الحقيقة وأنا أجالس الأستاذ موسى يعقوب عقب تلك الجلسة الاحظ عليه شيئاً من القلق أو عدم الرضاء، وقد أرجعت ذلك إلى كوني كما يعلم الزميل موسى يعقوب معروفاً بمعارضتي لمايو .. وبعدم تصديقي لمقولاتها الاشتراكية بداية والإسلامية نهاية ..!.

    *** - ومع ذلك فقد أصررت على أن أوصل الاستاذ موسى يعقوب إلى الفندق بقلب مدينة جدة ، بل جالسته بالفندق للحظات لم يغادرني خلالها الإحساس بعدم ارتياح الرجل لاختياري لتلبية الدعوة التي جاء يحمل خطابها للصحيفة ..!.
    ومع ذلك ودّعت الأخ موسى يعقوب الذي كان قد قرر أن يعود للخرطوم في الغد ، وأن ألحق به أنا يوم الأربعاء إن لم تخن الذاكرة وأن يلتحق بي بعد ذلك الأستاذ إبراهيم سرسيق والمصور متولي ..!.

    *** - وبالفعل غادر الأستاذ موسى يعقوب جدة في موعده، ولحقت به أنا بعد يومين حيث كان الاتفاق بيننا أن نلتقي بمطار الخرطوم ومنه أتوجه إلى منزلي بالسجانة لنكون بعد ذلك في اســــتقبال ضيفينا القادمين سرسيق ومتولي حسب البرنامج ..!.

    *** - كنت ومع صعوبة الاتصالات الهاتفية في تلكم الأيام قد اتصلت بعائلتي في الخرطوم وأبلغتها بموعد وصولي للخرطوم حيث كان الجميع بانتظاري في المطار عندما خرجت إليهم مرفوع اليدين ، وفي ظهري مدفع رشاش وخلفي جندي ممسك بهذا المدفع ومانع عني الحديث أو السلام على أسرتي التي أُغمي على بعضها من هول المشهد البوليسي المُذل ..!.
                  

07-01-2009, 04:05 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اربعون عامآ 25 مايو: ... رجال حول الرئيس نـميـري (1969ـ1985)...أين هم...وماذ ايفعلون الأن? (Re: بكري الصايغ)

    ملـحـوظة:
    ---------------

    *** - كنت قـد كتبت سابقآ انه ونسـبة لقـدوم مواعيـد الأرشـفة (بسودانيـزاو لاين) لن اسـتمر في الكتابة حـول موضـوع " رجـال حـول الرئيـس نـميـري " ..... الا اننـي اضــطـررت للعودة اليه مرة اخري بسـبب مقالة كتبـها الكاتب مصطفى عبد العزيز البطل .... و.....لـمسـنـي طـرف السـوط!!!

    *** - لكم مـودتي.

    رجال حول الرئيس ...
    ------------------------
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.php?option=com_con...4-08-34-48&Itemid=55

    الأربعاء, 01 يوليو 2009 08:57.

    كل الحقوق محفوظة © 2009 سودانايل.

    بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de