|
وهم أمة الأمجاد والماضى العريق ِ
|
عدد سكان السودان حسب آخر تعداد سكاني رسمي فى عام 2000م قام به المركز القومي للإحصاء السوداني بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان هو 31,081,000 نسمة ويمكن بالتقريب أن يربو عن اربعين مليون نسمة فى الوقت الحالي. وهو رقم لايزيد عن سكان مدينة جاكرتا او اي مدينة كبيرة فى الصين.ومع المساحة الهائلة التي يشغلها هذا القطر الضخم الا ان عقول ابنائه لم تتسع لتستفيد من تنوع مناخاته وتوفر ثرواته الطبيعية وتعدد ثقافاته وشعوبه فى خلق الأمة الواحدة .بل بالعكس ظللنا نتوهم باننا شعب عظيم وسليل حضارة عريقة(وهو أمر حق اننا أحفاد بعانخي وتهارقا). ولكن الواضح الان اننا لو كنا فى الماضى شيئا مذكورا واصحاب حضارة مدونة فى تاريخ البشرية شاء غيرنا ام أنكر هذا الامر , فمن نحن الآن ؟ وفى عالم اليوم المنطلق بسرعة مذهلة نحو الامام فى شتى مجالات الحياة, ونحن المنتفخون اوهاما مازلنا فى عصر لو قارناه بدول كانت فى الماضى خلفنا لحق توصيف السودان اليوم بانه يعيش وضعا متخلفا للغاية. نحن شعب غريب يتوهم انه افضل شعب . نحن نجيد الكلام فقط وليت كل متكلم منا يتشدق فى مجاله , بل العكس هو الصحيح نحن نجيد التحدث فى كل شيئ , ضع نفسك فى موقع المراقب لاحاديثنا كسودانيين داخل الوطن أم خارجه, شاهد مثلا حوارا فى الفضائية السودانية او اي ّإذاعة سودانية( تعددت فى السنوات الاخيرة) فان كان المضيف وزيرا او مسئولا فى وزارة او مؤسسة معينة تجد ان البرنامج مخصص مثلا لحديث الساعة هذه الايام عن تداعيات( وهذه كثر استعمالها اخيرا بفضل محكمة الجنايات الدولية)مذكرة التوقيف ولا تندهش لانك ستجد الضيف من وزارة الثقافة مثلا او من وزارة الزراعة وهذا بالتاكيد ليس بمشكلة لانه يفهم فى كل امر ويستطيع ان يشنف اذنك بفتاوي فى القانون الدولي تدحض كل حجج اوكامبو. دعك من هذا واستمع لرجل/امراة فى الشارع ,فى البيت او اي موقع تجد ان المتحدث يفتي فتوي الخبير الضليع فى اي موضوع وعن كل امر وقس على ذلك .... أمجاد الماضى إذا سلمنا بها وهي كذلك , هل تعيننا اليوم لننمو نحو الافضل؟ ولنغطي فشلنا المزمن وخيباتنا المتكررة اوجدنا السبب وراء كل مانعانيه من تخلف وتراجع وتدهور فهو عدو خارجي يكرس كل طاقاته وجهوده للقيام بالاتي: * يمنعنا بشتي السبل من ان نضع الرجل المناسب فى المكان المناسب و يمنعنا ان ندرس ونخطط وننفذ ما خططنا له بصورة علمية. *يمنعنا من تنفيذ شبكة صرف صحي فى مدننا بما فيها عاصمة بلادنا. *يمنعنا من توفير مياه شرب صحية من مياه النيل سرير الفراديس لمن يعيشون بقربه, ويمتد حبل تآمره ليمنع حكوماتنا من إقامة السدود لنستفيد من مياه الامطار التي تهطل على معظم اراضى السودان. *هذا العدو الآبق يمنعنا من الاهتمام بصحتنا وتطوير مستشفياتنا ومرافقنا الصحية . *ويمنعنا من ان نتهم بالزراعة لننتج ما قد تجود به مساحاتنا الصالحة للزراعة لهذا يسرق خططنا ويستبدلها بخطط عقيمة وعشوائية بليل لتفشل كل مواسمنا الزراعية وان لم ينجح فى سرقة خططنا وبرامجنا العلمية الموضوعة بعناية وبواسطة خبراءنا, فلديه اساليب اخري يلجا اليها فيمكنه ان يرفع اسعار الوقود اللازم للزراعة مثلا او يرفع اسعار مدخلات الانتاج الاخري او يسلط زبانيته ليضعوا فى الخفاء عقبات متنوعة تعجز قدراتنا عن ارداك كنهها.وهو يعلم تماما ان مشروع الجزيرة مثلا لو توفرت له الادارة الصادقة النزيهه لانتج ما يكفي السودان ولفاض ليصدر للخارج ولهذا فهو يستهدف مشروع الجزيرة تحديدا لكي لا تقوم له قائمة ليظل ذكري نجاحات سابقة فقط. *هذا العدو يعي تماما ان التعليم هو سلاح خطير للغاية ولهذا فقد وجه جل طاقاته ليدمر اي محاولات جادة لتخطط لبناء مؤسسات علمية ومدارس ومعاهد وجامعات ينافس خرجوها رصفائهم فى العالم, بل الادهى من ذلك فإن هذا العدو نجح فى جعل حكوماتنا تعتبر ان الاهتمام بتلك المؤسات هو نوع من تشتيت جهود الدولة المرصودة لحشد الجموع وتوفير العتاد للتصدي له. * هذا العدو يمنع فيما يمنع وزارة التخطيط العمراني من انشاء شبكة مجاري قبل الشروع فى رصف الشوارع ويزودها بمواصفات عشوائية لترصف دون الاهتمام بمسالة التصريف لانها مضيعة للوقت والجهد. * والاخطر من ذلك انه يمشي فى الخفاء ويستعين بقدراته الخارقة بين ساستنا منذ الاستقلال ويقنعهم بانهم ماداموا بعيدين عن مركز القرار وكرسي السلطه فان كل من يسيطر عليهما فهو ليس على صواب اطلاقا وهو مخرب وعدو ولو فعل المستحيل ويقنعهم بانهم لابد ان يسقطوه مهما كلف الامر لتدين البلاد لهم , وهكذا دواليك . ولهذا فلن نستطيع فكاكا من هذا العدو المتربص بنا دوما... ... نواصل
|
|
|
|
|
|