أجمل حب هو الذي نعثر عليه ،، ونحن عن شيء آخر نبحث ( جوستاف فلوبير)!
وأضيف أن أجمل وأصدق حب هو الذي لا نعثر عليه حينما نحتاجه، ونحن أشد حوجة له من وعثاء السفر في القطارات والمحطات الكثيرة والمثيرة عبر ردهات الزمن الغابرة !
وعيد الأم ( أياَ كان رأي الفقهاء في تحريم هذا المسلك ) شخصياَ أعتبرها بدعة حسنة .
يأتي وهذا العيد الرابع وأنت بعيدة عنا ياأمي ،، تجرجرت كل الأحزان عند إقتراب ذلك الموعد والذي يزهو به بيتنا طرباَ وبصفة خاصة بيني وبينك، وذلك الأنس الدافئ، وتلك الحوارات الجميلة والتي لاتنتهي أبداَ !!
تجاوزت الساعة الرابعة بعد منتصف الخيبات بقليل ...في يوم الجمعة والذي استجمعتي فيه كل آمالنا وأمنياتنا ورحلتي ،، تاركة لنا دموع لا تجف، إلا وتطل رؤيا قاتمة غائمة بدموع تحجرت خلف حزن نبيل ، وشهادة مجروحة أحسب فيها أنكِ من أهل الجنة بإذن الله تعالى ،،
تمر ذكرى تلك الأيام التي أحتاجك فيها وأنا أكتب عن الرضا الوظيفي والدوافع والحوافز وأنتِ متكئة بجواري ، تسأليني بين الحين والآخر، أجتر تلك الذكرى هذه الأيام ، ورتابة دقات الساعة تئن ، ويعلو صوت الصمت مجدداً ...ويتوقف الجنون البشري في مدينةالظلام الآن، ونوم الظالمين عبادة وأظنهم خلدوا للنوم جميعاً ... حالمين بغد يتقاتلون فيه من جديد-الا أنا - لا أعرف نفسي أظالمة أنا ياأمي أم عادلة !!
أجتر كل تلك الذكريات ودمعة تولد في عيني اليمني، وسرعان ما تجف و تموت!!
حتي الدموع كتبعليها أن تولد بسرعة و تموت بذات السرعة، بحجة تقادم الزمن ، ومقولة هي تحتاج منكِ لصالح الدعاء ،، والكل ينصب من نفسه ( فجاءة ) فقيهاَ أو من رجال الدين أو من ذوات التدين! أعلم كل ذلك ،، ولكن كيف ؟؟!!
ولأني أحب الكتابة وارتباطي بالحروف كبيراَ ،،، هكذا صارت الحياة ،، كلمات كلمات تخترق واُخريات تحترق!.
قبلاً كانت كلماتي تولد بصمت لتموت بذات الصمت،أما اليوم فصارت كلماتي ذاتية الايقاع، سيدة السهرة اليوم ... سيدة الموقف .. نشوة الساهر ... و عربدة الكاتب ولعنة الكلمات، حلقات تضيق في أفلاك ما تبقي من عقل إن وجد العقل والتعقل في هذه اللحظات!
أعود لكلماتي وحروفي وكيف تستوقفني حين كتابتها... والتي تولد راقصة علي ضوء قمر أظلم ... كلمات تجد إيقاعاتها بذاتها ومن ذاتها ... تنبع من ذاتها لتموت في ذاتها ...وبذات الألم الذي أشعر به ، والحُزن عاطفة نبيلة تجلي النفوس وتزكى القلوب الصدئة !
دمعة تولد في عينه اليمني، سرعان ما تجف و تموت ، وحتي الدموع كتبعليها ان تولد بسرعة وتجف بذات السرعة ، لا مسكن لها، عليٌ احتمال بعض الألم هذا ما يتردد في داخلي دوماَ ، والكتابة وحدها باتت رفيقي الدائم ، تزيل عني غبار الأيام ..ألم السهر...قلق الترقب .. ولهفة الإنتظارلشئ لا أدري ماهو؟؟!! ولكني أنتظر !!
اما اليوم في هذا العيد أكتب لأقول : ( إذا كانت أجمل أشيائنا لا نعثر عليها بل نتعثر بها ونجترها حزناَ،، فحسبها أن تظل أروعالعثرات،، وأجمل الدموع تلك التي تظل حبيسة تلمع في المحاجر ونحن نبتسم )!
وكل سنة وكل الأمهات بخير وعافية ، وأن يتغمد الأموات منهم بواسع الرحمة ، ويلهمني وكل من فقد والديه الصبر الجميل !
محبتي .... وصال عالم
03-20-2009, 10:48 PM
انعام عبد الحفيظ
انعام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 8738
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة