الخرطوم ترفض رسميا مقترح المؤتمر الدولي حول دارفور.. تحاشيا لقرارات غير مرضية!!!!!

Quote: الخرطوم ترفض رسميا مقترح المؤتمر الدولي حول دارفور.. تحاشيا لقرارات غير مرضية أبو الغيط في الخرطوم ينفي أن تكون فكرة المؤتمر مصرية: السودان يمر بفترة «صعبة» ومصر تقف معه الاحـد 19 ربيـع الاول 1430 هـ 15 مارس 2009 العدد 11065 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار الخرطوم: إسماعيل آدم قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان مدير الاستخبارات المصري، استفسرا خلال زيارتهما للخرطوم أمس، الحكومة السودانية رسميا حول موقفها من الدعوة المصرية، على عقد مؤتمر دولي حول الأزمة في دارفور، غير أن الخرطوم جددت رفضها بشدة فكرة المؤتمر. وقالت المصادر إن مسؤولين سودانيين عبروا للوفد المصري عن خشيتهم بأن يقرر المؤتمر في «مسائل لا ترضى بها الحكومة السودانية». من جانبه نفى أبو الغيط بشدة أن يكون المؤتمر، الذي تتباين مواقف الطرفين حياله مقترحا من مصر، وقال إنه مقترح من الجامعة العربية، ووصف المسؤول المصري الفترة التي يمر بها السودان الآن بأنها «صعبة». ونقل المسؤولان المصريان للرئيس السوداني عمر البشير رسالة من نظيره المصري محمد حسني مبارك، حملت وقوف مصر ودعمها للسودان لتحقيق السلام الشامل خاصة في دارفور. من جانبه، طمأن الرئيس عمر البشير الوفد المصري بأن بلاده قادرة علي إغلاق أي ثغرة، قد يخلفها طرد مجموعة من المنظمات الأجنبية تعمل في المجال الإنساني في السوداني. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقده بمطار الخرطوم قبيل مغادرته في ختام الزيارة إنهما نقلا للرئيس البشير رسالة دعم وتأييد من الرئيس المصري وشعب وحكومة مصر، وأضاف أن السودان يمر بفترة صعبة ومصر تقف مع شقيقتها جنوب الوادي تدعمها وتدافع عنها وتسعي لتفريغ هذا الوضع عربيا وإقليميا ودوليا. وقال أبو الغيط إن الوفد المصري تلقى تطمينات وتأكيدات أن السودان قادر علي إغلاق أي ثغرة يخلفها قرار طرد عدد من المنظمات الأجنبية العاملة في البلاد، وأضاف «من جانبنا سوف ننقل ذلك إلي الكثير من الجماعات والمجتمع المدني المصري والعربي والدولي لكي نؤمن قفل هذه الثغرة». وردا على أسئلة الصحافيين، نفى أبو الغيط بشدة أن تكون فكرة المؤتمر الدولي حول دارفور فكرة مصرية، وقال إنها جاءت في قرار صادر عن مجلس الجامعة العربية في 19 يوليو (تموز) 2008. وأضاف أن الجامعة العربية طرحت هذه الفكرة بدعم وتأييد ومبادرة من مصر. وقال إن مصر من الدول الداعمة للمبادرة العربية التي تستضيفها الدوحة، وأضاف أن مصر تشارك في هذه الاجتماعات كواحدة من دول الجوار. ولكن وزير الدولة بوزارة الخارجية السوداني علي أحمد كرتي ذكر أن «ما تم الاتفاق عليه لاحقاً بعد قرار الجامعة العربية هو ما يجري الآن، في الدوحة وهو ما قد بدأ وتم به إعلان حسن النوايا ولكن قرار الجنائية قد يكون أعطى إشارات سالبة للحركة التي كانت تفاوض». وأضاف كرتي: «في تقديرنا أنه ربما يكون في الإمكان عودة هذه الحركة للتفاوض وعزيمة الحكومة السودانية قائمة علي التفاوض إذا كانت الحركة جاهزة للتفاوض». وقطع كرتي بأن ما يجري في الدوحة بين حكومته وحركة العدل والمساواة من مفاوضات لحل الأزمة في الإقليم هو تفسير لما كانت قد دعت إليه الجامعة العربية والحديث عن أي منبر آخر شيء جديد باعتبار أن ما تم الاتفاق عليه في الجامعة العربية هو مشاركة إقليمية ودولية تحت السيطرة وليست دعوات لدول بعينها بريطانيا، وأميركا وفرنسا، التي يمكن أن تقرر في مسائل لا ترضى بها الحكومة السودانية، وقال إن ما تم في الدوحة برعاية «6» من الدول من بينها مصر، ليبيا، سورية، السعودية وقطر وبمشاركة الاتحاد الأفريقي والوسيط الدولي، وأضاف: أما أي حديث آخر عن دول بعينها فقد أوضحنا رأينا فيه. وجدد كرتي أن المنظمات التي تم طردها لم تترك هناك ثغرة وأن هذه المسألة تم الإعداد لها تماماً خاصة أن معظم هذه المنظمات هي منظمات توزيع وليست منظمات مانحة بل إن بعضها تسير محطات مياه وأخري تسير مركزا أو مركزين صحيين وهي في حقيقتها منظمات تسيير. وأضاف أن الدعوة مفتوحة للمنظمات العربية العاملة في مجال الإغاثة فيما بادرت بعضها بتأكيدات أنها ستتوسع أكثر في تقديم أي معونات تساعد في تحسين الوضع الإنساني في دارفور. في غضون ذلك، أجري البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي مباحثات مع الرئيس البشير عن تقديره للمنظمة وموقفها الواضح في التعاطف مع قضايا الشعب السوداني والوقوف معه في التطورات الأخيرة بالنسبة لقرار المحكمة الجنائية الدولية وتداعياتها. وبحث اللقاء دور المنظمات الإسلامية في الإغاثة والجوانب الإنسانية في دارفور خاصة أنه قد سبق للمنظمة أن أرسلت وفدا على مستوى عال قبل شهر إلي دارفور وذلك في إطار الاتصالات الكثيرة والدائمة بين الجانبين. من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في تصريحات بعد اللقاء تضامن المنظمة مع الشعب السوداني في هذه الضائقة مشيرا إلي مواقف المنظمة والقرارات التي تم اتخاذها إلي جانب المساعي الدبلوماسية التي تقوم بها الآن. وأضاف أن المنظمة إطار جيد وأساسي لتجاوز هذه الأزمة حيث إن الأطراف المتنازعة في داخل دارفور كلها أطراف إسلامية، وعلى المستوى الدولي فالمنظمة تواصل اتصالاتها في الجمعية العامة ومجلس الأمن كما أن سفراء المنظمة يقومون بعمل كبير سواء في نيويورك أو جنيف، وقال أوغلو في تصريحات صحافية إن السودان دولة مؤسسة وهامة بالنسبة للمؤتمر الإسلامي ولها ثقل كبير.