|
رواج ونجاح "القروض الإسلامية الصغرى" بكوسوفو
|
رواج القروض الإسلامية الصغرى بكوسوفو
غروبن بيترنيل
06-03-2009
في مزرعة أحمد بوبالكو في قرية زابل إي أولتي تسرح تسعة دجاجات وبقرة واحدة. فبعد حصول أحمد على قروض صغيرة من منظمة الإغاثة الإسلامية، تمكن من إنشاء مزرعة صغيرة. وبلغ مجموع ما اقترضه 3400 يورو موزعة على عدة أعوام، اشترى بها بذور البطاطس والطماطم والبصل.
أفقر المناطق
يقول أحمد: "بدون هذه القروض، لا أدري كيف كنت سأعيل أطفالي الثلاثة. الحكومة لا تفعل أي شيء لدعم الزراعة هنا".
أحمد هو واحد من مجموع 1375 شخصا في وادي درينيتشا (Drenica) الذين تلقوا قروضا صغرى من الإغاثة الإسلامية. وهذه المنطقة هي الأفقر في كوسوفو، ولم تترك فيها الحرب، التي انتهت قبل عشر سنوات، ولو منزلا واحدا قائما. ولذلك قررت الإغاثة الإسلامية ليس منح قروض لبدء المشاريع التجارية الصغرى فقط، بل أيضا لأجل إعادة بناء المنازل. ويتعلق الأمر بمبالغ صغيرة كافية لشراء نوافذ وأبواب جديدة على سبيل المثال.
أما البنوك الأخرى فلا يعول عليها السكان كثيرا. لذلك يقبل الناس بحماسة على القروض الإسلامية الصغرى، يقول إسلام حساني من منظمة الإغاثة الإسلامية، مع أن مؤسسات مالية أخرى تمنح قروضا أكبر: "ولكن فوائدها عالية جدا، تبدأ من 22 ٪ في الوقت الذي لا نحتسب فيه نحن أية فوائد، باستثناء مبلغ 60 يورو مقابل الإجراءات الإدارية بصرف النظر عن المبلغ. نحن نقترض لهم ما بين 400 و 5000 يورو".
محتاجون وأمناء
غير أن هذا ليس هو الفرق الوحيد بين "قروض صغيرة عادية" و قرض سلامي صغير. وفقا لحساني تكون العلاقة بين المانح والمستفيد من المال الإسلامي علاقة شخصية على عكس علاقته مع البنوك.
فقبيل الحصول على قرض يقوم مستشارو الإغاثة الإسلامية بزيارات منزلية للإطلاع على الوضع عن كثب، والتأكد مما يحتاجه صاحب الطلب ، هل سيسدد المال في الوقت المحدد؟ وبالتالي يكونون على علم بالمشاكل التي يمكن أن تعترض لهم أثناء التسديد.
ويضيف أحمد : "عندما كسرت ساق ابنتي، استخدمتُ جزءا من القرض لدفع أقساط المستشفى. كنت أحتاج إلى بضعة أشهر لدفع المستحقات. ولو كان القرض من البنك لخفت من الحجز علي بيتي وبقرتي. ولكن مع الإغاثة الإسلامية كنت على يقين من أنهم سيتفهمون حالتي".
على الرغم من أن أحمد لا يتوفر الآن إلا علي يورو واحد فقط لبقية الشهر، فهو واثق من أنه سيسدد كل القرض لآخر فلس. ويتمنى أن يحصل في المستقبل على آخر لإنشاء مزرعة مقفلة. ويقول حساني، ليس أحمد هو الوحيد الذي يفي بالتزاماته. ويضيف "98% من الناس يسددون قروضهم. الناس هنا فقراء فعلا، لكنهم أمناء".
|
|
|
|
|
|