|
ملكال..هذه هي الأخطاء
|
ربما كل سوداني كان متابعاً لهذه المذبحة وما تبعها من فوضى عارمة اجتاحت مدينة ملكال وتناقلتها الأخبار..يتسائل الآن عن حقيقة الوحدة والانفصال ، ولا نتكلم هنا عن مشكلة اللواء تانج التي اشعلت الوضع ولا عن اتهام حكومة الجنوب للجيش السوداني بتأجيج هذا الصراع هذا الاتهام الذي نفاه الجيش السوداني لأن اللواء تانج ذهب بمحض ارادته للمنطقة. ولا نتكلم هنا أيضاً عن عملية قيام الوحدات المشتركة بين جيش الشمال السوداني والجيش الشعبي الأمر الذي ينادي به بعض الاطراف كاليونميس - بيان أشرف جيهانجر متصوراً أنه وضع يده على الحل..لأن هذا الأمر صعب جداً..وليست صعوبته من حجم الهوة التي صارت بين الشمال والجنوب وأزمات الثقة ولكن مصدر الصعوبة هو ما اردت الاشارة اليه في الاساس..الجيش الشعبي.. الجيش الشعبي هذه القوات التي لا تعتمد على قيادة واحدة أو قانون واحد ولا يمكن ايقافها لأنها أصلاً مليشيات تتبع لقيادات متفرقة في الجنوب ، وما فعله الجيش الشعبي في ملكال أخيراً كشف عن كثير من النوايا الحقيقية التي كانت تخفيها تصريحات القيادات السياسية في الجنوب والشمال..القابضين على جمر الاتفاقية.. أعمال النهب والقتل التي طالت ابناء الشماليين من التجار وعملية التصفية أشياء غير مسؤلة وشئ غير مقبول البتة..فالمواطنون الجنوبيون آمنين هنا في الشمال ويعيشون حياة طبيعية كمواطنين سودانيين..كيف تحولت أحداث ملكال من صراع بين مليشيات وطلب من جوبا لاحضار شخص الى انتقام ضد فئة معينة ليس لها لا من قريب أو بعيد صلة بالاحداث. من هو المسؤل الاساسي من هذا..القيادات الجنوبية في الاساس هي المسؤل فمن غير المعقول أن يترك جيش كامل بدون مرتبات لشهور طويلة..فلا بد أن يمارسوا مثل هذه الأفعال في مثل هذه المواقف وأن ينتهزوا الفرصة..كما تعودوا في الفترة الأخيرة ونحن نقرأ أخبار الجيش الشعبي يقطع الطرق ويستولي على الممتلكات بطريقة تعبير عن غضب .. وفي مثل هذه المدينة التي تعيش أصلاً فوق بركان من الأزمات القبلية..المدينة التي عاشت بعيدة عن حرب الجنوب المشتعلة..المدينة الموعودة بانتعاش اقتصادي بعد البدء باعادة حركة النقل النهري الى سابق عهدها..والتي تحتاج الى التنمية والبنى التحتية شأنها شأن كل مدن الجنوب والشمال..تحدث هذه التصرفات الحمقاء..ويموت الأبرياء..ونرى اليوم مواطنين يغادرونها هرباً من مليشيات الجيش الشعبي..مشاهد هذه المدينة التي بدأت الحرائق فيها بعد تبعيتها لحكومة الجنوب بحكم الاتفاقية..ونرى حكومة الجنوب أول يبدر عنها في الاعلام هو اتهام جيش الحكومة!! توجد مساعي أكيدة من حكومة الجنوب لبناء جيش منظم قيادته واحدة وعناصره مدربة في اكاديميات ولكن مشكلة الجيش الشعبي لن تحل الا بارادة قوية من قيادات الجنوب..وذلك لمستقبل الجنوب أولاً..فما فائدة حكومة واحدة اذا كان لشخص ما جنود يخصونه بالطاعة له وحده..فوضى.
|
|
|
|
|
|