|
من يفك شفرة الدربي ؟
|
من يفك شفرة الدربي ؟ تنطلق مباراة الدربي بين الغريمين غداً مساء الجمعة على إستاد الخرطوم وتستمع إلى التصريحات الفنية من مدربي الفريقين عن الأفعال الكروية واختلاف الجمل التكتيكية بين المدرستين الأوروبية واللاتينية وتكتشف أن بعض المنظرين دائماً خارج إطار المنطق الكروي الذي يحكم لقاء الغريمين القراءة الفنية للمباريات ورصد العمل التدريبي للمدربين بناء على شواهد ومعطيات واقعية ظاهرة ليست حكراً على أحد في عصر الانفتاح الإعلامي والمعرفي، وحديث المدربين وتصريح كل منهما بكسب اللقاء التي تختلف عنوانيه عن المباريات الأخرى. أصبحت الكرة الحديثة تعتمد على خط الوسط في حسم أي لقاء وخاصة لاعب المحور الذي يعتبر حجر الرحى في اللقاء ، ولعل البرتغالي مورينهو كان محقاً عندما ثبت قائد الانتر الأرجنتيني (زانيتي) الذي يحرص على وجوده محوراً لا ظهيراً لثقله المعنوي ولعدم وجود محور مميز بمواصفاته. مدرب المريخ الألماني كروجر الذي بشرهم بالبطولات بعد ضم المحترفين الأجانب الجدد يحتاج إلى قراءة معمقة ومطولة لإثبات أن لديه أجندة وإستراتيجية معينة بعد الأداء الباهت أمام سيد الأتيام والتعادل الأخير أمام الأمل العطبراوي كان بأقدام صديقة ، يجب طي هذه الصفحة وعدم الاستسلام للضغوط التي ربما تكون بفعل فاعل أو بفعل الإحباط واليأس. الفريق الهلالي استعد لهذا اللقاء وأكثر جاهزية لخوض النزال وله لاعبين محترفين أجانب على مستوى فني راقٍ ويعرفون الطريق إلى المرمى ومدرب برازيلي لا يقل كفاءة عن مدرب المريخ. على الرغم من الاستقرار الفني والتفوق العددي من حيث النجوم في صفوف الفريقين إلا أن جمهورهما لا يشعر بالاطمئنان وليس لديه الكثير من التفاؤل في تحقيق الفوز وذلك لاعتبارات وأسباب بدأت مع أول مباراة لعبها الفريقان ولا تكاد تسمع من بين الآراء الفنية وغير الفنية التي تصدر من المدربين واللاعبين والنقاد والإعلاميين والمسؤولين من يتحدث عن الأجهزة الفنية وطرق اللعب وإمكانات اللاعبين واعتقد أن اللقاء عبارة عن حوار استفزازي تسيطر عليه التصريحات الجريئة والعوامل النفسية والحقيقة الثابتة والصحيحة أنه لا يمكن لأي فريق في العالم أن يفوز ويستمر في تحقيق البطولات ما لم يكون الرصيد الفني هو الأساس والداعم والمؤثر في جميع المنافسات ولاشك أن لجميع الأمور المساندة الأخرى حضوراً وتأثيراً ولا يمكن لهذه الأمور أن تتفوق أو تقارن بالنواحي الفنية لأن كرة القدم تحتاج إلى تكامل ووجود من كافة العناصر والأسباب وتكون الأمور الفنية هي الأهم وهي العوامل الحاسمة في تحقيق الانتصارات. تعتبر القراءة الفنية الذكية والجريئة في اتخاذ القرار أثناء أو قبل المباراة من أهم الأدوات التي تميز الأجهزة الفنية وفي كثير من الأحيان يبدو للمتابع الرياضي أن الفوز قادم ومحسوم ولا مجال لتوزيع النسب بين المتنافسين وذلك لعدة أسباب فنية وغير فنية ترجح كفة الفريق وتبعث الاطمئنان أن اللقاء محسوم ، ولأن كرة القدم مجموعة من المتغيرات التي تحدث أثناء اللقاء ولا تعترف بهذه الموازين وغالباً ما تنحاز لمن يغامر ويستغل اقل الفرص ولا يتأخر في اتخاذ القرار وتعديل الأخطاء، ولاشك أن قوة التنافس وكثرت الآراء تؤثر في شخصية المدربين ولا يستطيع الإفلات أو الانتصار على هذه الأجواء إلا أصحاب الخبرة الواسعة والنظرة الثاقبة والهدوء التام في الشخصية ولو استعرضنا الأسماء التي مرت على ملاعبنا وتركت أثراً في هذا الجانب لوجدنا أن المدربين البرازيليين هم أكثر من تفوق بحسن القراءة الفنية واختيار القرار المناسب واستغلال الفرص. الفريق الذي يتفوق في الشأن التكتيكي والانسجام والتماسك والانضباط في كل الخطوط هو الأقرب لحسم اللقاء وكل ما نتمناه أن تخرج المباراة بحصيلة فنية ممتازة وأخلاق عالية تفرض الاحترام وتغير كل الآراء والانطباعات غير الجيدة في مباريات الدربي السابقة.
|
|
|
|
|
|