مُلَحْ قواطع الكلام

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2009, 12:03 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مُلَحْ قواطع الكلام

    تزخر اللغة العربية الفصحى والعربية السودانية الدارجة بجمل وكلمات تضع حداً فاصلاً لجدل قائم بين شخصين أو جماعة , وبعض هذه الكلمات تتخلل الحديث لتأكيده أو إظهار صدقه وهي أشبه بالتوابل المضافة للطعام المطهو لتجعله ألذ مذاقاً أو أطيب استساغاً , بغض النظر إن كان المتحدث صادقاً أم كاذباً . وبعض العبارات تصير لازمة لبعض الأقوام في كلامهم ومن هؤلاء الأعراب في السودان وبعض سكان المدن , فأنه يتخلل كلامهم الحلف بالطلاق , فبعد كل جملتين أو أكثر يطلق الواحد منهم – علي الطلاق- أو –علي الحرام- ولو تحقق هذا الحلف فأن الواحد منهم سيكون قد طلق كل نساء السودان في يومه وكل نساء إفريقيا في شهره وكل نساء القارات في سنته ! وهناك كان مثل يقال عن مدينة أسمرا يدلل علي كثرة البارات فيها , فكان يقال أن بين كل بار وبار يوجد بار , وعندنا هنا فالأعرابي يُدخل بين كل جملة وأخري – علي الطلاق أو علي الحرام .
    وثاني هذه الأقوال يختص بالنساء وبخاصة الأمهات , فأن الأم إذا خالفها ابنها في أمر وأصر عليه ولم يتراجع عنه فإنها تقول له : اقطع شطري (ثديي) إذا فعلت هذا الأمر . وقد عرفت شاباً قريباً لي لم توافق والدته علي رغبته في الزواج من مطلقة لديها طفلين ولكنه كان متيماً بها إلي درجة الجنون وأكد لأمه انه سيتزوج بالمطلقة , وهنا ألقت ألام بالجملة السحرية : ( أقطع شطري كان عرست المَرَة دي ) , ولكن الابن لم يتزحزح عن عزمه وتزوج المطلقة , ولكن الأم لم تقطع شطرها أو حتي تخدشه !
    وثالث هذه الأقوال هو : أرمي نفسي البحر , وهو كناية عن ارتكاب الانتحار بالغرق في البحر . وهذه الجملة تقال للتهديد عندما يود الواحد أن ينال شيئاً ولا يوافق ذووه عليه , فقد كان في حلتنا ضابط متقاعد لديه ابن وحيد مدلل , وفي احدي المرات طلب من والده أن يخطب له فتاة معينة , وكان فتانا المدلل في السنة الأولي الثانوية , فكان رد الوالد القاطع هو الرفض , وصاح الولد بأنه سيرمي نفسه في البحر , وفتح باب المنزل وجري إلي النهر الذي كان قريباً من داره , وخف الوالد إلي حجرة نومه وتناول مسدسه وجري لاحقاً بالابن , وأدركه عند ضفة النهر وصاح فيه بنبرة عسكرية صارمة قائلاً : ( والله يا ولد إذا ما رجعت حأضربك بالنار وأريحك من الدنيا ) , وكان الود متيقناً بأن والده إذا قال فعل , فسلم أمره إلي الله ورجع إلي المنزل مع والده .
    وكما هناك ألفاظ وكلمات تعني القطع والحسم فانه توجد جمل أو كلمات أخري تعني شيئاً بخلاف ظاهر كلماتها وهذه توجد في جميع اللغات وربما أيضاً باختلاف المناطق والجهات في القطر الواحد الناطق بنفس اللغة أي تجد تعبيرات معينة في الشرق ولا توجد في الغرب , أي محلية بعض التعبيرات ومثلاً لذلك لدي أهلنا في دارفور تعبير ( شنقلي طوباية تلاقي دهباية ) , ولا يفهم المعني لذلك التعبير إلا الدارفوري , وأما غير الدارفوري فيفهم منه انه إذا قلب طوبة فسيجد تحتها قطعة ذهب , بينما المقصود هو انك إذا زرعت الأرض فإنها ستخرج زرعاً وثمراً كالذهب , فلأرض تعطيك خيراً علي قدر تعبك في إصلاحها وإنباتها .
    وأحسب انه من هنا تتضح صعوبة الترجمة الحرفية من لغة لأخرى , فلابد للمترجم أن يكون ملماً إلماما تاماً بمعاني وتعابير اللغة التي يترجم منها , والا ستكون الترجمة غير دقيقة أو مضللة .
    وسأورد هنا بعض التعبيرات في لغتنا الدارجة وربما يغمض معناها علي الأجيال الحديثة , وعذراً لأنني لن اشرح معناها راجياً من القارئ العزيز وبخاصة الشباب أن يتعب نفسه قليلاً ليبحث عن معناها إذا لم يكن يعرفها , وسأضع كل تعبير بين قوسين , فيقال عن شخص ما انه ( رأسه
    ناشف ) , أو ( رأسه قوي ) , أو ( رأسه كِبِر ) , أو ( يأكل بعينه) , وهنا اذكر أن أختي الكبيرة كانت تقول لأخي الطفل الصغير – ما تاكل بعينك – فكان يفتح عينه بيده ويرد عليها قائلاً ( شوفي عيني أنا ما باكل بيها ) , وللعين نصيب وافر من التعابير ومنها , فلان (عينه فارغة) , أو (عينه مليانة) , أو (عينه بطالة) , أو فلانة (عينها بيضا) , أو فلان (أدوه عين) , (ورّاه العين الحمرا) .
    ولليد نصيب أيضا , فيقال فلان (ايده طويلة) , أو (ايده طرشة) , وتعبيرات أخري كأن يقال لشخص (نسيبتك لو ما سويت كذا) حتي أن السيارة – ليست العربة – وهي مطربة السيرة كانت تغني في غنوتها الحماسية حاثة الشبان علي البُطان (نسيبة البجري) , وكان هناك من زمن ولم يزل مثل لم اعرف قصته أو المناسبة التي تُنسب إليه وهو (لحقوه أُمات طه) , أو (بلحقك أمات طه) , أو (لحقوهم أمات طه) , واستنتجت من السياق أو الموضع الذي يضرب فيه المثل هو أن امات طه هلكن أو أصابهن مكروه أو نزلت بهن كارثة علي نحو ما أو بسبب معين , ولكنني أود أن اعلم القصة الحقيقية لهاته الحبوبات , وذلك بالإجابة علي هذه التساؤلات , فابتداءاً من هو طه ؟ وما هو عدد أمهاته وهن هنا لابد أن يكن حبوبات , وما الذي حلَّ بهن ولماذا تعرضن لذلك المصير المؤلم ؟
    وأذكر بهذه المناسبة أنه في طفولتنا كانت تأتي إلي منزلنا امرأة عجوز من المتبقين من المهدية وكانت تبيع لنا الفول والنبق والقضيم والدوم والتسالي , وكانت تفخر بأنها أم جدوداً مية (مائة) , وكانت تحلف بجدودها المية , وكنا نناديها بحبوبة أم جدوداً مية .
    فهل من يدلني علي قصة مثل اللحاق ( بأُمات طه ) ؟ وإذا كان استنتاجي صائباً عن المناسبة أو الموضع الذي يقال فيه المثل عن مصير أمات طه المحزن , فهل يمكن أن نقول : أوكامبو حيلّحق البشير أُمات طه ؟!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de