|
لا يا خليل وألف لا : السودان بالأول
|
ليس دفاعاً عن البشير ولكن عن السودان ونخوة أهل السودان وأدب أهل السودان . حديثك في قناة الجزيرة وعلى صحيفة الشرق الأوسط ، هيج الأحزان وكأنما " الفيلة عايزه فيله تاني أخت ليها " الم تسمع بالخليفة شريف زعيم المعارضة خرج من السجن وسأل عن الخليفة عبد الله فعرف أنه توجه لملاقاة كتشنر . لم يذهب الرجل لمنزله ليرى أهله او حتى يسلم عليهم ، بل امتطى حصانه وذهب وقاتل وقُتل . لم تهيجه المرارات ، ولم يتشف ولم يطالب الخليفة أن يسلم نفسه لكتشنر ولو حتى من باب النصح كما فعلت وإنما قال قولته المشهورة لملازميه (السودان بالأول) . أنت لا تقرأ التاريخ يا خليل لأنك كنت ولا زلت تأتمر بأمر شيخ الحاقدين . بعد انتصار كتشنر تحرك السيد عبد الرحمن وهو يافع ومعه أهل بيته بمحازاة النيل وكان كلما يتوقف يجفل الناس لأن منشوراً صدر من مدعى عام الحاكم العام بأن كل من ياوى أحداً من أهل المهدي أو يحميهم فسوف يقدم لمحكمة عسكرية (Martial Court) وعقوبته الاعدام . وعندما وصل جزيرة الفيل مشياً على الأقدام وعلم الشيخ ودشقدي والعم ود نقد الله بالأمر قررا أن يستضيفا الجمع وبالفعل حملا كفنيهما وذهبنا إلى مدير المديرية وأخطراه بالأمر . فذكر لهما بأن لا بد من الاتصال بالخرطوم ، وبالفعل وصلت الاشارة بالسماح لهما باستضافة السيد عبد الرحمن بشروط . فالسيد عبد الرحمن كان يمثل لهم السودان الذي هوى ، كان رمزاً . كنت أريدك أن تكون في قامة الثوار والمقاومين وترفض تسليم البشير رداً على حديثه عندما قال لن أسلم مواطناً ولو كان من حملة السلاح . كنت أريدك أن تكون في قامة جون قرنق الذي أدان الإعتداء على مصنع الشفاء وأصر أن يتقاسم السكن هو وأسرته مع أسرة علي عثمان . وعند وصوله إلى الخرطوم رفض أن يخرج علي عثمان من منزل النائب الأول وسكن في الهيلتون حتى تم تجهيز سكنه ، ولم يتفوه بكلمة واحدة تخدش جلال المناسبة أو يغضب أو يسب أحداً . في خطابه التاريخي في نيفاشا ، خصص فقرة طويلة للسادة الصوفية الذين ناشدوه وطالبوه بتسريع وتيرة السلام ، وذكرهم فرداً فرداً ، ولم يكتف بذلك حتى أنه حيا شيخ الهدية الذي مكث ثلاثة أيام ينتظر التوقيع رغم كبر سنه ، فخاطبه "الجون مازحاً " ( يا شيخ الهدية انت ممكن تمسِ بيتكو وتنوم سويه كلاس سلام جا ) .هل تريدني أن احدثك عن العم بابو نمر ، وفاطمة أحمد ابراهيم ، وعن السيد عبد الرحمن وعبد الخالق ، أم أحدثك عن أدب المعارضة عندما زارنا آبل ألير في شأن يهمه فرأت الجالية أن تكرمه فسألته عن برنامجه في الغد فقال بأدب جم : أنا بكره حا أمر على السفارة لأودي تحية العلم ثم أعــود (To salute the Flag) . أم أحدثك عن أدب الفروسية التي تلزمك أن تقف مع خصمك في عثرته ، فالفارس لا يهجم على خصمه إذا وقع منه سيفه . حتى الحركة الشعبية قالت يجب أن نتعامل مع الجنائية ولم تقل بتسليم البشير . هل تعــرف ماذا قال مانديــلا بعـد أن فاز وتولى الرئاسة وجاء إليه أعداء الأمس البيض ؟ I lost half of my heart & I am not ready to loose the second half
هل تعرف ماذا قال الشيخ حمد النيل عندما أُرغم على لباس الحذاء الذي دق عليه بمسامير من تحت حتى برزت رؤوسها وقيل له أمشى عليها ، فسار بها متهكماً على حارسه (شوف التور فيه ضلعه) ورفض أن يبايع حتى مات . أتدرى كيف مات الزاكي طمل ، وكيف مات حسين الزهراء قاضى القضاة وماذا جرى لناظر الشكرية وماذا قال الحردلو لود البناء شاعر المهدية وقاضيها .
أرع بقيدك يا خليل ودونك صناديق الإقتراع وليس صناديق الذخيرة .
وما بنديك وطاتنا أم جرادقاً دم هُولك ولا مقتول لك فيها ودعم فتش دفيتراتك شوف نويسك كم
|
|
|
|
|
|