|
لا يا خليل وألف لا
|
لماذا هذا الصلف وأنت تجلس في طاولة المفاوضات بزيك العسكري ووجهك ملثم . هل أنت قادم إلى ميدان حرب أم طاولة مفاوضات وسلام ، أم هذا لزوم الكاميرا والشو . كنت أريدك أن تتحلى بأدب الثوار وتخاطب العقول وليس العواطف بالخطب العنترية التي من تكفكف دموع الثكالى في دارفور حديثك لحورية قناة الجزيرة لا يوحى بأي صفة قيادية أو زعامة تؤهلك لتجد مكانك في القصر الجمهوري وتكون حاكماً لكل أهل السودان . كيف تدعى بأنك الوحيد الموجود في الساحة الدارفورية وغيرك مرتزقة وقطاع طرق . كيف تدعى أن دارفور بدون العدل والمساواة تساوي صفراً وبدون العدل والمساواة لا يوجد سلام . وحتى حزب الأمة والصادق المهدي ( ذات نفسه) لا وجود له . هذا توجه خطير ينبئ عن روح الإقصاء ورفض الآخر وهذا لعلمك هو بداية سلم السقوط . لأن الزعيم الحقيقي لا يسقط أي مكون من مكونات بلده مهما صغر أو قل وإذا فعل ذلك كان على بلده السلام . وأراك تسير في نفس طريق الإنقاذ الأم الذي أودى إلى مهالك جمه تعرفها جيداً . كيف بالله عليك أن تطالب الرئيس الذي تجلس معه وتتفاوض معه أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية وإذا صدر أمر التوقيف فسوف تعمل على القبض عليه وتسليمه ، لقد تعاملت مع الأمر بشخصنة متناهية ونسيت أن الرجل رئيس السودان وليس المؤتمر الوطني الذي تعتبره عدواً لك . ثم تحدثت بعنصرية فظة ومقيتة بأن النظام أصبح هشاً وأنك على استعداد لتكرار غزوك الفاشل للعاصمة مرة أخرى ، لن تستطيع يا خليل وسوف لن تسمح لك النساء قبل الرجال أن تكرر ما فعله أجدادك من حرب إبادة وسبي للنساء وتطهير عرقي وقتل للأطفال ، فأرجو أن تفهم أن السياسة دروبها صعبة فتوغل فيها على مهل ، ولن نسمح للأحفاد أن يكرروا ما فعله الأجداد ودون ذلك خرت القتاد (وتدرى ما أعنى) وتأكد أنك لن تجد موطأ قدم ولو جاءت بك الإنقاذ على ظهر دبابة . أتدرى لماذا استقبل 6 مليون مواطن الراحل جون قرنق في الساحة الخضراء ؟ لأنه كان سودانياً خالصاً رغم المرارات والأحزان . فحذاري من فتح الملفات وأن تنكأ الجراح فالتاريخ قريب لم يمضِ عليه قرن من الزمان وشهوده أحياء .
|
|
|
|
|
|