شدة خطورة الشرك الخفي ؟؟ ماهو الشرك الخفي ؟؟ نمارس الكثير من مظاهر الشرك الخفي دون أن ندري ؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 08:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2009, 07:45 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شدة خطورة الشرك الخفي ؟؟ ماهو الشرك الخفي ؟؟ نمارس الكثير من مظاهر الشرك الخفي دون أن ندري ؟؟

    الشرك الخفي


    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟)) قال: قلنا: بلى، قال: ((الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل))[1].

    وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيها الناس، اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل))، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: ((قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفره لما لا نعلم))[2].

    هذه النصوص تدلّ على أن هناك نوعاً آخر من الشرك يسمّى الشرك الخفي، فهل هذا يدخل تحت أحد نوعي الشرك أم هو نوع مستقل بذاته؟ اختلفوا في ذلك، فقيل: يمكن أن يجعل الشرك الخفي نوعاً من الشرك الأصغر، فيكون الشرك حينئذ نوعين: شرك أكبر ويكون في عقائد القلوب، وشرك أصغر ويكون في هيئة الأفعال وأقوال اللسان والإرادات الخفية، ولكن الظاهر من النصوص أن الشرك الخفي قد يكون من الشرك الأكبر، وقد يكون من الشرك الأصغر، وليس له وصف منضبط، بل دائماً يتردّد بين أن يكون من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، بل هو كل ما خفي من أنواع الشرك[3].

    ومن أمثلة الشرك الخفي ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً} [البقرة:22] قال: (الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاء سوداء، في ظلمة الليل. وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلان، فإن هذا كله به شرك)[4].


    قال سليمان آل الشيخ: "أي: إن هذه الأمور من الشرك خفيةٌ في الناس، لا يكاد يتفطن لها ولا يعرفها إلا القليل، وضرب المثل لخفائها بما هو أخفى شيء وهو أثر النمل، فإنه خفي، فكيف إذا كان على صفاة؟ فكيف إذا كانت سوداء؟ فكيف إذا كانت في ظلمة الليل؟ وهذا يدل على شدة خفائه على من يدّعي الإسلام وعسر التخلص منه"[5].

    وقال ابن عثيمين: "قوله: (هذا كله به شرك) وهو شرك أكبر أو أصغر، حسب ما يكون في قلب الشخص من نوع هذا التشريك"[6].

    وعلى هذا فيجب الحذر من هذا النوع من الشرك لكثرة الاشتباه فيه، فربما يظن في أمر من الأمور أنه من الشرك الأصغر وهو في واقع الأمر من الشرك الأكبر، وهكذا العكس، وذلك لخفاء مأخذه، ودقة أمره، وصعوبة معرفته، فيكون مجاله الأمر المشتبه الذي لا يعرفه إلا الحذاق من أهل العلم، وإن كان قد يخفى على غيرهم ممن لم يكمل نظره، وضعف فهمه في أدلة الكتاب والسنة[7].



    المصدر : اللجنة الدائمة للعلماء والدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
                  

02-11-2009, 07:52 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شدة خطورة الشرك الخفي ؟؟ ماهو الشرك الخفي ؟؟ نمارس الكثير من مظاهر الشرك الخفي دون أن ندري (Re: Kamel mohamad)




    الرياء من أخطر مظاهر الشرك

    عن أبي سعيد الخدري ? قال :
    خرج علينا رسول الله ? ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال ( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ ) فقلنا بلى يا رسول الله ! قال ( الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل) (1)
    الرياء قناع خداع يحجب وجها كالحا ونفسا لئيمة وقلبا صدئا صلدا ، والرياء طلاء رقيق يخفي سوءات بعضها فوق بعض ، والرياء زيف كاسد في سوق تجارة ، قال وهب بن منبه [ من طلب الدنيا بعمل الآخرة نكس الله قلبه وكتب اسمه في ديوان أهل النار ]، وقال أبو العالية [ قال لي أصحاب محمد ? : لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له ] وقال [ أدركت ثلاثين من أصحاب محمد ? كلهم يخاف على نفسه من النفاق ] ، وقال الربيع بن خثيم [ كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل ] وقال [ السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله تعالى بواد التمسوا دواءهن ]
    [ ومن علم شدة حاجته إلى صافي الحسنات غدا في يوم القيامة غلب على قلبه حذر الرياء وتصحيح الإخلاص بعمله حتى يوافي الله تعالى يوم القيامة بالخالص المقبول ، إذ علم أنه لا يخلص إلى الله جل ثناؤه إلا ما خلص منه ولا يقبل يوم القيامة إلا ما كان صافيا لوجهه لا تشوبه إرادة شيء بغيره ] (2) ، قال أبو عبد الله الأنطاكي [ من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة وهو يلاحظ الخلق بقلبه فقد رام المحال لأن الإخلاص ماء القلب الذي به حياته والرياء يميته ] ، وكتب يوسف بن أسباط إلى حذيفة : إن لنا ولك من الله مقاما يسألنا فيه عن الرمق الخفي وعن الخليل الجافي ولست آمن أن يكون فيما يسألني ويسألك عنه وساوس الصدور ولحاظ الأعين وإصغاء الأسماع ، اعلم أن مما يوصف به منافقوا هذه الأمة أنهم خالطوا أهل الدين بأبدانهم وفارقوهم بأهوائهم ولم ينتهوا عن خبيث أفعالهم ، كثرت أعمالهم بلا تصحيح فأحرمهم الله الثمن الربيح .
    ? والرياء مشتق من الرؤية ،? وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس برؤيتهم خصال الخير ويجمعه خمسة أقسام وهي جوامع ما يتزين به العبد للناس :
    1. الرياء بالبدن : ويكون بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد في العبادة ،2. وعظم الحزن على أمر الدين ،3. وغلبة خوف الآخرة ،4. قال الربيع بن خثيم [ لا يغرنك كثرة ثناء الناس من نفسك فإنه خالص إليك عملك ] وقال يحيى بن معاذ [ لا تجعل الزهد حرفتك لتكتسب به الدنيا ولكن اجعله عبادتك لتنال الآخرة وإذا شكرك أبناء الدنيا ومدحوك فاصرف أمرهم على الخرافات ]
    5. الرياء بالهيئة والزى : بتشعيث شعر الرأس وإطراق الرأس في المشي والهدوء في الحركة وإبقاء أثر السجود على الوجه وتحري لبس الثياب الخشنة أو لبس المرقعات ،6. فعن محمد بن عبد الله الحذاء قال [ وقفنا للفضيل بن عياض على باب المسجد ونحن شباب علينا الصوف فخرج علينا فلما رآنا قال : وددت أني لم أركم ولم تروني ،7. أتروني سلمت منكم أن أكون ترسا لكم حيث رآيتكم وتراءيتم لي ! لأن أحلف عشرا أني مراء وأني مخادع أحب إلي من أن أحلف أني لست كذلك ]
    8. الرياء بالقول : كرياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار لاستعمالها في المحاورة وإظهارا لغزارة العلم وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس وإظهار الغضب للمنكرات والأسف على مقارفة الناس للمعاصي ،9. وفي ذلك يقول مطرف رحمة الله عليه [ إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة ]
    10. الرياء بالعمل كمراءاة المصلي بطول القيام والركوع والسجود وكذلك بالصوم والغزو والحج والصدقة
    11. الرياء بالأصحاب والزائرين كالذي يتكلف أن يستزير عالما أو عابدا ليقال إن فلانا قد زار فلانا وكالذي يكثر زيارة الشيوخ ليرى أنه لقي شيوخا كثيرة واستفاد منهم ويتباهى بشيوخه عند المخاصمة
    ? وأصل الرياء حب الجاه ،? والجاه هو قيام المنزلة في قلوب الناس ،? وهو اعتقاد القلوب نعتا من نعوت الكمال في هذا الشخص إما لعلم أو عبادة أو نسب أو قوة أو حسن منظر أو غير ذلك مما يعتقده الناس كمالا ،? فبقدر ما يعتقدون له من ذلك تذعن قلوبهم لطاعته ومدحه وخدمته وتوقيره
    ومن غلب على قلبه حب هذا صار مقصور الهم على مراعاة الخلق مشغوفا بالتردد إليهم والمراءاة لهم ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتا إلى ما يعظم منزلته لديهم ، وذلك بذر النفاق وأصل الفساد ، لأن من طلب هذه المنزلة في قلوب العباد اضطر أن ينافقهم بإظهار ما هو خال عنه ويجر إلى المراءاة بالعبادات واقتحام المحظورات والتوصل إلى اقتناص القلوب
    وهذا باب غامض لا يعرفه إلا العلماء بالله العارفون به المحبون له وإذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول
    حب لذة الحمد ، الفرار من الذم ، الطمع فيما في أيدي الناس
    كتب خالد بن صفوان إلى عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله وفتنهم حسن الثناء فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين وبثناء الناس مسرورين وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين وإلى الأهواء مائلين . فبكى عمر ثم قال : أعاذنا الله وإياك من إتباع الهوى
    ? والرياء منه الجلي ومنه الخفي
    فالرياء الجلي : هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه ، أما الرياء الخفي : فهو الذي لا يحمل على العمل بمجرده إلا أنه يخفف مشقة العمل على النفس كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه فإذا نزل عنده ضيف تنشط للقيام وخف عليه ، ومن الرياء الخفي كذلك أن يخفي العبد طاعته ولكنه مع ذلك إذا رأي الناس أحب أن يبدءوه بالسلام وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير وأن يثنوا عليه وأن ينشطوا في قضاء حوائجه وأن يسامحوه في البيع والشراء وأن يوسعوا له في المكان فإن قصر مقصر ثقل ذلك على قلبه كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي أخفاها ، ومن الرياء الخفي أن الإنسان يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى أنه متواضع عند نفسه فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به ، قال مطرف ابن عبد الله [ كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه ] وقال الحسن البصري [ من ذم نفسه في الملأ فقد مدحها وذلك من علامات الرياء ]

    رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: أرم تخوفت منه على أمتي الشرك منه. أما أنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساً ولا قمراً ولا حجراً، ولكن يراؤون بأعمالهم، فمن لبس خشناً ليقول الناس عنه أنه من الزاهدين فقد راءى ومن غض من صوته ليذكر في السهرات فقد راءى.

    أيها الإخوة:
    كلنا يريد الجنة، ويتمنى أن يكون له مسكناً، في الدار الآخرة، لينعم بالنظر إلى الرحيم الرحمن نعيماً سرمدياً، ويظفر بجوار الأنبياء الأخيار جواراً أبدياً.

    كلنا يطلب الجنة ونعيمها، وفراديسها ورياضيها، وكل رأى لنفسه طريقاً، إليها أو ظن أنه رأى الطريق.. فهذا إنسان عرف أن الأشياء لا تنال بالمجان، وأن لكل شيءٍ ثمنه، فشد الهمة وعقد العزم، وسعى للجنة سعيها.. وهذا إنسان توهته الأماني وغره بالله الغرور، فترك السعي وجانب العمل، وحسب أنه من الناجحين، وأنه إلى الجنة من السابقين الأولين، ولكن الله تعالى الذي خلق الخلق، وبث فيهم الحياة، ورتب لهم برنامج السعادة في الدنيا الموصل إلى سعادة الآخرة، يقول في كتابه:

    {إنَّ الذين هُمْ مِنْ خشيةِ ربِّهمْ مُشْفِقُونَ والذينَ هُم بآياتِ ربهم يؤمنون والذينَ هُمْ بربِّهم لا يُشركُونَ{ إلى أن يقول }أولئكَ يُسارِعُون في الخَيْراتِ وهُم لها سابقُون} [المؤمنون الآية: 58 ـ 62].

    فهذه الآية تصرح إذن، بأن عدم الإشراك بالله شرط أكيد، يجب أن يتوفر لدى الإنسان كي يدخل الجنة دار السلام بسلام.

    إخوتي الأعزاء:

    الإشراك بالله أكبر الكبائر لأنه مسخ للمنطق الحق، وطمس للعقل المنير، وقضاء على التفكير السليم، كيف يكون لله شريك في ملكه؟ وإذا كان له شريك فكيف تبقى هذه الأرض وتلك السموات قائمة؟ وكيف تبقى هذه المخلوقات وتلك الكائنات مستقرة؟ فلو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا. قال تعالى:

    {قُلْ إِنّما يُوحَى إليَّ أنّما إلهُكم إلهٌ واحدٌ فهَل أنتُمْ مُسلِمونَ}[الأنبياء: 108].

    من أجل ذلك ـ أيها الإخوة ـ وصيانة للعقل السليم، وحماية للحق القويم، أراد الإسلام من الآباء أن يوجهوا أبناءهم نحو عبادة الله ويرشدوهم إلى وحدانيته، وأن يتقيدوا بالأنبياء والصالحين. قال تعالى:{وإذْ قال لُقْمان لابنِهِ وهوَ يَعِظُهُ يا بُنَي لا تُشْرِك باللهِ إنِّ الشِركَ لظُلمٌ عَظِيمٌ} [لقمان الآية: 12].

    وقررت الشرائع الإلهية وحدانية الله، وهدت إليها أتباعها لتحررهم من التأخر والرجعية، ومن عبادة الأحجار الصماء والحيوانات العجماء، ومن عبادة الإنسان للإنسان، قال جل وعلا:

    {أفرأيتُم اللاَّتَ والعُزَّى ومناةَ الثالثةَ الأخرى ألَكُمُ الذّكر ولهُ الأنثى تِلك إذاً قِسْمَةٌ ضِيزى إن هي إلا أسماءٌ سمّيتموها أنتُمْ وآباؤُكُم ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان}[النجم الآية: 29 ـ 33]

    وقال أيضاً:

    {فلما جاءهم موسى بآياتِنا قالوا ما هذا إلا سِحْرٌ مُفْترى وما سمِعْنا بهذا في آبائنا الأولينَ}

    وقال موسى:

    {ربي أعلمْ بمن جاء بالهُدى مِن عندهِ ومنْ تكونُ لهُ عاقِبةَ الدارِ إنهُ لا يفلحُ الظالِمونَ. وقالَ فِرعونُ يا أيها الملأُ م عَلِمتُ لَكُمْ من إله غيري فأَوْقِدْ لي يا هامانُ على الطينِ فاجْعَل لي صَرْحاً لعلِّي أطلِعُ إلى إله موسى وإِني لأظنُه من الكاذِبينَ واسْتكبرَ هوَ وجُنُودُهُ في الأرضِ بغيرِ الحقِّ وظنوا أنَّهم لا يُرجَعون فأخذناهُ وجُنودَهُ فنبذناهم في اليَمِّ فانْظر كيفَ كانَ عاقبةُ الظالمين} [القصص الآية: 36 ـ 40].

    اخوتى الاعزاء::

    إن هنالك نوعاً آخر من الشرك يختلف عن الشرك الظاهري في أنه شرك خفي غير أنه لا يقل عنه في الخطورة وسوء العاقبة وإحباط الأعمال. فما هو هذا الشرك الخفي الخطير والشر المستطير؟ قال شداد بن أوس (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: أمر تخوفت على أمتي الشرك منه، أما إنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساً ولا قمراً ولكن يراؤون بأعمالهم)أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس.. وقال عمر لمعاذ بن جبل حيث رآه يبكي، ما يبكيك؟ قال حديث سمعته من صاحب هذا القبر ـ يعني النبي عليه الصلاة والسلام ـ يقول فيه، إن ûأدنى الرياء شرك»ابن ماجه والحاكم والبيهقي والرياء كما يقول الغزالي. هو طلب المنزلة في قلوب الناس بإيرائهم خصال الخير فمن لبس لباساً خلقاً خشناً ليقول الناس عنه إنه من الزاهدين فقد راءى الناس في لباسه، ومن قصد في مشيه، وغض من صوته ليذكر في السهرات والمجالس بأنه ورع متزن فقد أصبح مرائياً في هيأته، والذي يعظ الناس ويرشدهم ويدعوهم للتمسك بأهداب الدين وقصده من وراء ذلك أن يقول عنه الخلق أنه أمَّار بالمعروف نــَــهـّـاءٌ عن المنكر فهو مراء في قوله ومن صلى فأطال السجود ليمدح على ذلك، أو تصدق بصدقة، أو أنفق في مشروع، لتلتهب الأكف له بالتصفيق وتلهج بعمله الألسنة ويذكر على صفحات الجرائد فهو مراء في عمله، وكل هؤلاء مشركون ولكن من حيث لا يشعرون.. إنهم لن ينالوا من ربهم أجراً على ما فعلوا إذ أنهم كانوا يبتغون المنزلة في قلوب الناس وقد وصلوا إلى ما يريدون، ويكفيهم خزياً وعاراً وصف ربهم لهم بالكافرين حيث يقول:

    {يا أيُّها الذين آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُم بالمنِّ والأذى كالذي يُنْفقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ ولا يُؤمِن باللهِ واليومِ الآخرِ فَمثلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فأصَابَهُ وابِلٌ فترَكَهُ صَلداً لا يقدرونَ على شيءٍ مما كَسَبُوا واللهُ لا يَهدي القومَ الكافرينَ} [البقرة الآية: 264].

    وقال السيد المسيح صلوات الله عليه وسلامه: (إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته، ويمسح شفتيه، لئلا يرى الناس أنه صائم، وإذا أعطى بيمينه فليخف عن شماله، وإذا صلى فليرخ ستر بابه، فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق),.

    ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل يطأطئ رأسه في الصلاة فقال. يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب.

    من هنا نستنتج ـ أيها الإخوة والأخوات ـ أن كل قول وعمل أو خصلة يتخصل بها الإنسان عليه أن يقصد الله وحده من ورائها، فإذا قرن مع الله غير الله أصبح من المرائين المشركين الخاسرين، قال تعالى:

    {وما أُمِروا إلاّ ليعبُدوا الله مُخْلِصيْن لهُ الدّين حُنفاء} [البينة الآية: 5].

    وقال أيضاً: {أَلا للهِ الدّينُ الخالص} [الزمر الآية: 3].

    أيها الإخوة:

    فالعلم بذر والعمل زرع وماؤه الإخلاص، وإذا كان المرائي يظهر عمله لينال مدح المخلوقات وثناءهم، فإن المخلص يخفيه عن أعينهم لينال رضى الخالق. قال يعقوب المكفوف: (المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته)، وكذلك فالمخلص الحقيقي لا يرى لنفسه في إخلاصه فضلاً ولا ينظر إلى إخلاصه نظرة الإعجاب والتقدير. قال السوسي: (الإخلاص أن لا يرى الإنسان في إخلاصه الإخلاص، فإن من شاهد في إخلاصه الإخلاص فقد احتاج إخلاصه إلى الإخلاص).

    أيها الأحبة:

    الإخلاص مرتبة سامية، وشهادة عالية راقية إذا أوتيها الإنسان بعد شهادة العلم والعمل فقد أوتي خيراً كبيراً، وقد بين المخلص الأول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يمنح المخلصين وساماً خاصاً بهم، وهو وسام الحكمة فقال: (من أخلص لله أربعين صباحاً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)رواه الحاكم وقال صحيح صحيح الإسناد.

    وبعد: أنت ترجو الجنة مستمعي الكريم، وتتشوق الوصول إليها، وقد بينت لك أن بطاقة الدخول إليها يجب أن يشار فيها أنك عبد له لا لصنم أو حجر، أو زوجة أو ولد، أو مال أو عقار، وإن ما عملت من أعمال، وتكلمت من أقوال، وتخلقت من أخلاق، في حياتك، أخلصت بها لربك العلي القدير..

    إذا أشير بهذه الإشارات على صحيفتك يوم القيامة فأنت ممن:

    {يُسَارِعُون في الخَيراتِ وَهُم لها سَابِقُونَ} [المؤمنون الآية: 58 ـ 62].


                  

02-11-2009, 08:05 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شدة خطورة الشرك الخفي ؟؟ ماهو الشرك الخفي ؟؟ نمارس الكثير من مظاهر الشرك الخفي دون أن ندري (Re: Kamel mohamad)


    بسم الله الرحمن الرحيم



    الإخلاص : قيمة العلم والعمل بالإخلاص و خطورة الرياء


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .



    1 – خطاب العامة بأصول الدين :
    أيها الإخوة الكرام ، أحياناً تتجه الدروس إلى عامة الناس ، ومن أساليب القرآن الكريم أن الله حينما يخاطب الناس عامة يخاطبهم بأصول الدين ، قال تعالى :


    [ سورة البقرة : 21]
    1 – خطاب الخاصة من المؤمنين بفروع الدين :
    أما إذا خاطب الخاصة منهم ، أما إذا خاطب المؤمنين يخاطبهم بفروع الدين ، قال تعالى :


    [ سورة البقرة : 183]

    [ سورة المائدة : 1]

    [ سورة آل عمران : 102]


    1 ـ خطورة الإخلاص :

    لكن أجد أحياناً ضرورة قصوى إلى توجيه الدرس إلى طلاب العلم ، إلى رواد المساجد ، إلى المؤمنين ، إلى السالكين إلى الله ، السبب أنه في باب الإخلاص قد تعمل عملاً كثيراً ، وقد يتسرب الرياء إليك ، فقد تكون كنت في خندق النفاق وأنت لا تشعر ، لذلك أحد التابعين التقى بأربعين صحابياً فقال : " ما منهم واحداً إلا ويظن نفسه منافقاً من شدة خوفه من الله " .
    1 ـ أهمية بيان النفاق :
    وأقول لكم أيها الإخوة ، إن المنافق يعيش في حال واحد أربعين عاماً ، بينما المؤمن يتقلب في اليوم الواحد في أربعين حالاً من شدة خوفه وحرصه .
    اخترت لكم في هذا اللقاء ، وفي هذا الدرس المبارك إن شاء الله موضوع الإخلاص ، لأن قيمة العمل بالإخلاص فقط ، والله عز وجل أغنى الأغنياء عن الشرك ، أنا حينما أتحدث عن الشرك لا أقصد الشرك الجلي ، الشرك الجلي والفضل لله عز وجل غير موجود إطلاقاً في العالم الإسلامي ، نحن ما عندنا آلهة ، وما عندنا أصنام كبوذا نعبدها من دون الله ، نعبد إلهاً واحداً ، لكن الخطورة ليست في الشرك الجلي ، بل هي في الشرك الخفي ، الإنسان أحياناً يتقن صلاته أمام الإخوة الكرام ، ولا يتقنها في بيته ، دخلنا في باب من أبواب الرياء والنفاق ، أحياناً إذا مدح يعمل عملاً صالحاً ، فإن لم يمدح لم يعمل شيئاً ، فيربط عمله بثناء الناس عليه ، فقد وقع حينئذ في الشرك ، وأشرك نفسه مع الله ، فلذلك أيها الإخوة ما من كتاب في الفقه أو في الحديث ومعظم الكتب الدينية تبدأ باب الإخلاص ، وقد يقول واحد منكم : هذا الموضوع طرح كثيراً ، والجواب :
     وَذَكِّرْ فَإِنّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ  .





    ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
    (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ )) .
    [ متفق عليه ]
    وفي رواية : (( بِالنِّيّةِ )) .
    إخوتنا الكرام ، أحدُ الصالحين ما تخلف عن صلاة الفجر أربعين عاماً ، وأدرك في هذه الأعوام الأربعين مع الإمام تكبيرة الإحرام ، مرة أخذته سِنة من النوم ، فاستيقظ بعد الشمس ، وقال : ماذا يقول الناس عني اليوم ؟ أربعون سنة من أجل أن ينتزع إعجاب الناس ، أنه رجل ملازم للمساجد ، لا تفوته تكبيرة الإحرام في الصف الأول مع الإمام .
    أنا ما اخترت هذا الدرس عبثاً ، لأنه ضمن الحلقات الدينية ضمن المساجد هناك دنيا ، هناك إنسان يحب السيطرة ، خصمه يسحقه ، وهو من رواد المساجد ، وحينما لا يكون الإنسان مخلصاً تبدو منه صفات غريبة وعجيبة .
    هذا الدرس ليس موجهاً إلى عامة الناس ، الإنسان خارج المدرسة كلياً ما له علاقة بالوظائف والمذاكرات ، والمناهج والتفوق والأطروحة والبحث الخاص ، هذه شؤون تتعلق بطلاب المدارس ، لذلك أنا حينما أخاطب رواد المساجد طلاب العلم ، أنا أخاطبهم بخصوصيات الدين ، الإخلاصَ الإخْلاصَ .



    ، قبل أن نمضي في الحديث عن الإخلاص أعطيكم بعض المؤشرات :
    ـ إذا اختلف العمل في جلوتك عن خلوتك فهذا مؤشر سلبي ليس في صالحك ، فإن اختلف العمل بين خلوتك وبين جلوتك ، يعني خلوتك وحدك جلوتك مع الناس ، هذا مؤشر ليس في صالحك ، معنى ذلك أن هناك خللاً في الإخلاص .
    ـ إذا اختلف العمل مع مديح الناس لك أو مع ذمهم لك ، لك أعمال طيبة مع أختك ـ وتقول دائماً : أنا أبتغي وجه الله بهذا العمل ، صدر من هذه الأخت موقف غير مناسب ، فتقسم بالأيمان المغلظة لن أساعدها بعد اليوم ، معنى ذلك أنك حينما تساعدها تريد أن تستجدي مديحها وثناءها ، والسمعة الطيبة ، فلما واجهتك بموقف لم تكن تتوقعه حلفت الأيمان المغلظة ألا تمد إليها يد المساعدة .
    إذاً : الإخلاص يعني ألا يتغير العمل مع المديح أو مع الذم ، قال تعالى :


    [ سورة الإنسان : 9]
    هذه علامة ثانية .
    ـ العلامة الثالثة : ما من عمل يرفع إلى الله خالصاً لوجهه إلا عاد عليك منه سكينة .



    التقينا مع طبيب ـ جزاه الله خيراً ـ أنبأني بحقيقة رائعة ، أن الإنسان لما يخاف من خطر ، من شبح مصيبة ، من شبح مرض ، من شبح بطالة ، لما يكون له عدو يتربص به تتبدل كيمياء دمه ، الخطر يدرك بالدماغ ، والدماغ ملك الجهاز العصبي ، والدماغ يلتمس من ملكة الجهاز الهرموني الغدة النخامية أن تواجه الخطر ، والغدة النخامية ملكة عندها وزراء ، أهم وزرائها الكظر ، غدة فوق الكلية تعطي أمراً لوزير داخليتها أن يواجه الخطر ، الكظر معه أسلحة ، أول سلاح يرسله يرفع نبض القلب ، فالخائف يزداد نبض قلبه ، السلاح الثاني يرسل أمرا إلى الرئتين يزداد الوجيب ، سلاح ثالث يرسل أمرا إلى الكبد بإفراز كمية سكر إضافية ، الأمر الرابع إلى الأوعية المحيطية ، فتضيق لمعتها ليتوافر الدم للعضلات لا إلى الجلد ، والأمر الخامس يرسل أمرا إلى الكبد لإطلاق هرمون التجلط سميكاً ، بالتعبير الآخر لزجاً ، لذلك هذا الهرمون يقرب من الجلطة ، الدم لزج ، والضغط مرتفع ، ضربات القلب عالية ، لو أنك عملت عملاً صالحاً ، لو أنك خدمت الإنسان ، خدمت من حولك ، لو كنت صادقاً ، لو كنت شهماً ، لو كنت عطوفاً ، لو كنت رحيماً ، لو بذلت من مالك ، بذلت من وقتك ، بذلت من خبرتك ، ما الذي يحصل ؟ هناك هرمون آخر معاكس يوسع الأوعية ، ويخفض الضغط ، وينزل ضربات القلب ، ويخفض وجيب الرئتين ، لا يطرح سكراً زائداً ، الإنسان يشعر براحة ، وبطمأنينة ، وبسعادة ، لذلك إذا أردت أن تسعد ، أو أن تصح فأسعد الناس .
    الشيء المدهش أن العمل الصالح له وزن كبير في الآخرة ، لكن من يصدق أن العمل الصالح صحة ، العمل الصالح ضغط منخفض ، العمل الصالح نبض قلب منخفض ، العمل الصالح أوعية واسعة ، العمل الصالح دم سيال ما في جلطات ، فلذلك هذه الهرمونات شيء عجيب هرمون التجلط هرمون التمييع ، هرمون توسيع الأوعية هرمون تضيقها ، هرمون رفع الضغط ، هرمون تخفيض الضغط ، هرمون رفع وجيب الرئتين ، هرمون تخفيض وجيب الرئتين .
    لذلك أيها الإخوة ، لمجرد أن تعمل عملاً صالحاً خالصاً لله فأنت أسعد الناس ، إذا أردت أن تكون أسعد الناس فأسعدهم .
    أيها الإخوة الكرام ، حدثني طبيب آخر أن عندنا طريق الآلام ، طريق الآلام يبدأ من المحيط ، من الحواس الخمس ، ويتجمع في العمود الفقري في النخاع الشوكي ، وينتقل إلى الدماغ ، الآلام التي لا تحتمل موجودة في الدماغ ، في قشرة الدماغ ، لما يضطر الطبيب أن يقلع لإنسان أحد أسنانه ولا يستطيع المريض أن يتحمل المخدر ، ففي أثناء نتش السن يصيب المريض ألم لا يصدق ، يكاد يخرج من جلده ، فإذا أطلع الطبيب مريضه على السن يجد العصب الذي قطع أرفع من الشعرة ، كل هذه الآلام من هذا العصب .



    على طريق الآلام بوابات ، إن أغلقت انخفض الألم إلى العشر ، وإن فتحت تضاعف الألم إلى عشرة أمثال ، إنها بوابات الألم ، من الذي يتحكم في هذه البوابات ؟ الحالة النفسية للمريض ، إذا كان مؤمناً كانت آلامه خفيفة جداً .
    حدثني أخ طبيب هذه القصة ، لعلي رويتها لكم ، لكن الآن هي مناسبة أن يعاد سماعها ، طبيب من إخواننا الكرام بمستشفى حكومي ، جاءهم مريض مصاب بالسرطان في الأمعاء ، شيء يلفت النظر ، مبتسم ، كلما دخل مَن يعوده يقول له : أهلاً وسهلاً ، اشهد أنني راض عن الله ، يا رب ، لك الحمد ، وجهه منير ، نفسه طيبة ، مرح ، متفائل ، والمرض خبيث ، والمرض مميت ، كلما دخل إنسان يزوره يشهده أنه راض عن الله ، ويتبع هذا الكلام بكلمة الحمد لله رب العالمين ، بقي أياما معدودة وتوفاه الله ، لكن في هذه الغرفة سر وسحر وجذب ، إن ضغط على المنبه يتنافس الممرضون على الدخول إلى غرفته ، والأطباء يسرعون إليه ، ويرتاحون عنده ، نفسه راضية عن الله ، نفسه مستسلمة لله ، كلما دخل عليه إنسان قال : اشهد أنني راض عن الله ، يا رب ، لك الحمد .
    والله أيها الإخوة ، لي صديق حميم أصيب بهذا المرض ، وبقي سنتين ، تقسم بالله زوجته إنه خلال السنتين ما سمعت منه إلا الحمد لله ، يا رب ، لك الحمد ، يا رب أنا راض ، الإيمان درجة عالية جداً ، سبحان الله ، توفي ، وجاء مريض آخر إلى الغرفة نفسها ، والأطباء نفسهم ، والممرضون نفسهم ، ما مِن نبي ما سبّه هذا المريض الثاني ، سبّ الدين كأنه استغفار ، صوت لا يحتمل ، رائحة كريهة ، تشاؤم ، سباب ، أصبحت هذه الغرفة قطعة من الجحيم ، يقرع الجرس فلا يجيبه أحد ، الكل يتهرب منه ، أقسم بالله هذا الطبيب وقال لي : درّس للمستشفى المرض نفسه ، الآلام نفسها ، قال لي : كأن المريض الأول لا يتألم ، هذه بوابات الألم .
    هذا الموضوع أنا أخذته من مجلة ، لكن الموضوع ليس له علاقة بالدين إطلاقاً ، إنها قضية علمية محضة ، هناك بوابات ألم ، فكلما ارتفعت معنويات المريض أغلقت هذه البوابات ، فوصل من الألم العشر ، وهو محتمل ، وكلما ابتعد المريض عن الله عز وجل فتحت البوابات على مصارعها ، وانهمر الألم بشكل لا يحتمل .
    لذلك أيها الإخوة ، المؤمن عنده هرمون آخر غير هرمون الكظر ، هرمون يوسع الأوعية ، هرمون يخفض الضغط ، هرمون يخفض ضربات القلب ، هرمون يبعث السرور والمرح ، فلذلك إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، النصوص .
    عبدي ، كن لي كما تريد أكن لك كما تريد ، عبدي ، كن لي كما أريد ، ولا تعلمني بما يصلحك ، من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين .



    أيها الإخوة الكرام ، حديث آخر متعلق بالإخلاص عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) .
    [ مسلم ]
    مرة كنت في مؤتمر إسلامي كبير في المغرب ، الأيسيسكو ، عام ثلاثة وتسعين ، ونزلنا في أضخم فندق هناك ، كان هذا الفندق مقراً لمؤتمرات القمة ، وصلنا الساعة الثانية عشر ليلاً يوم الأحد ، نمت في صبيحة اليوم الأول استمعت إلى قرآن كريم مع أذان الفجر رائع جداً ، أطللت من النافذة فإذا بعاملِ الحديقة يصلي الفجر في وقته بصوت رائع ، وبخشوع ، وبقراءة مؤثِّرة ، والله أبكاني ، وقلت : لعل هذا العامل أفضل عند الله مِن كل رؤساء الوفود في هذا المؤتمر ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    (( كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ )) .
    [ الترمذي ]
    قد يكون الإنسان في الدرجة الاجتماعية الدنيا ، قد يكون حاجباً ، لكنه موصول بالله ، وهو عند الله كبير ، لذلك :


    [ سورة الواقعة ]
    الذين كانوا في القمم قد يأتي يوم هُم في الحضيض ، والذين كانوا في الحضيض قد يأتي يوم هم في القمم ، خافضة رافعة ، فالبطولة أن تتفوق لا بمقاييس البشر ، بل بمقاييس رب البشر ، أن تكون عند الله محبوباً ، قال تعالى :


    [ سورة القمر]
    إذاً :
    (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) .
    [ مسلم ]
    قال بعض الشعراء :
    جمال الجسم مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
    ***
    أحيانا يكون عند الرجل جَمال ، لكن كلامه بذيء .
    مرة شخص أنيق جداً يبدو غنياً وألبسته غالية جداً ، وتكلم كلاماً بذيئاً جداً ، أحد الوجهاء قال له كلمة رائعة ، قال له : إما أن تلبس مثل كلامك ، أو تتكلم مثل لبْسِك .



    المؤمن عفيف ، والله لا أدري ماذا أقول ، أنا لا أصدق أن ينطق المؤمن بكلمة فاحشة ، هناك كلمات كثيرة ، هذا الذي تجري على لسانه هذه الكلمات والله ما أستطيع أن ألفظها في حياتي كلها ، هذا إنسان فاحش متفحش ، ليس المؤمن بالفاحش ولا المتفحش ، كلمات العورات ، كلمات فضلات الإنسان ، كلمات السباب الرخيص ، كلمات سباب أهل الأزقة المنحرفين ، هل هذا يكون في المسجد ؟ من مؤمن ؟ والله الذي لا إله إلا هو مستحيل وألف ألف مستحيل أن ينطق المؤمن بكلمة فاحشة ، أو أن يكني عن العورات ، أو أن ينطق بكلام ملغوم ، أو مغشوش ، أو مزاح جنسي ، هذه كلها صفات المنافقين ، صفات السفلة ، صفات المنحرفين ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    (( لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ )) .
    [ أحمد ]
    تعلموا الأدب من الصحابة ، قالت امرأة لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين ، إن زوجي صوّام قوام ، ما انتبه سيدنا عمر ، قال : بارك الله لك بزوجك ، قال سيدنا علي : إنها تشكو زوجها ، ليس هذا موضوع مديح هنا ، ماذا اختارت هذه المرأة : صوام قوام ، في النهار صائم ، في الليل قائم ، لا علاقة له معي إطلاقاً ، وأنا محرومة منه ، اقرأ القرآن الكريم :


    [ سورة المؤمنون]
    دخل الجنس ، ودخل السحاق واللواط ، وتبادل الزوجات ، والأفعال المنحرفة ، وزنا البهائم ، وزنا المحارم ، كل هذه الانحرافات تضمنتها كلمة :


    [ سورة المؤمنون : 7]
    اقرأ القرآن :

    [ سورة الأعراف : 189]
    كلمة تغشاها لا تجرح الحياء إطلاقاً .
    قال تعالى :


    [ سورة النساء : 43]
    هناك كلمات قرآنية كلها أدب ، تعلموا من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأدب ، تعلموا من القرآن الأدب ، تعلموا من أصحاب رسول الله الأدب .



    أيها الإخوة الكرام ، موضوع الإخلاص باب كبير ، لكن أتمنى أن يكون التركيز على النقاط التالية الثلاث :
    ـ المخلص لا يختلف عمله مع الناس أو وحده ، لا في خلوته ولا في جلوته ، عمل واحد ، عبادة واحدة ، انضباط واحد .
    ـ المخلص لا يتأثر لا بالمديح ولا بالذم .

    ـ المخلص يشعر بالسكينة ، لأن السكينة شيء يلقى في قلبه يشعره بالسعادة ، وإن لم تقل : أنا أسعد الناس فالإيمان في خلل .


    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    (( مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ )) .
    [ مسلم ]
    لكن هنا سؤال : من همّ بحسنة فلم يستطع أن يعملها ، ما له أجر إطلاقاً ، ما استطاع أن يسرق ، وجد في البيت أشخاصا ، فلم يستطع أن يسرق ، من هم بحسنة بنهي ذاتي ، بندم ما عمِلها .
    القضية في النية ، طبعاً أضرب مثلاً مشهوراً لشخص يملك آلاف الدنمات ، جاء من يهمس في أذنه أن هذه الأرض كلها مشاع ، وأسعارها رخيصة جداً ، أنت حينما تتبرع لبناء مسجد تضطر البلدية أن تنظم هذه الأرض إلى محاضر ، فإذا فرزت إلى محاضر ارتفع سعرها ، هو في الأصل لا يصلي ، فقدم لبناء مسجد خمسة دنمات ، فالبلدية اضطرت أن تنظم هذه الأرض أن تفرزها إلى محاضر ، وارتفع السعر ، هو عند الناس محسن كبير .



    مرة أحد إخوتنا الكرام له زوجة مدرسة في ثانوية ، والمديرة يبدو أنها حاقدة على كل فتاة محجبة ، فتتفنن في إذلالها ، في إيلامها ، في فصلها ، في تحقيرها ، وكثير من المدرسات تركوا الثانوية خوفاً من بطشها ، شوهدت بعد بضع سنوات على رأسها الحجاب ، ما الذي حصل ؟ لعلها تابت ، لا ، أصيبت بمرض عضال في جلدة رأسها ، فنصحها الطبيب أن تضع خمارا على رأسها ، قالت له : هل يمكن أن أضع الباروكة ( الشعر الاصطناعي ) ، قال : لا ، تسبِّب لكِ حساسية ، يجب أن تضعي خمارا فقهرها الله بالحجاب .
    أشقى الناس من كان في خندق معادٍ للدين ، هذا أشقى إنسان ، لأنه في الآية ملمحًا دقيقًا ، لما قال الله عز وجل :


    [ سورة التحريم : 4]
    هل من المعقول لعائشة ، وأختها استنفار :
     فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِِنِينَ وَالمَلاَئِكُةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ  .
    إذا انتقدت فتاة النظام يحدث استنفار القوى الجوية والبحرية ، وقوى الأمن والإعلام ، إنها امرأة انتقدت بكلمتين .
    في الآية شيء ليس واضحاً ، لكن بعض المفسرين قال : إذا كنت معادياً للحق فاعلم من هو الطرف الآخر ، لذلك الله عز وجل توعد بالحرب لشخصين فقط في القرآن والسنة  توعد بحرب المرابي ، قال تعالى :


    [ سورة البقرة : 279]
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ :
    (( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ )) .
    [ البخاري ]
    سبحان الله !!! بعض الأشخاص أحياناً يتلذذ بقهر الضعيف ، قد يكون مؤمنًا ضعيفًا ، لكنه بريء ، فيلصق به تهمة هو بريء منها ، فيتفنن في إذلاله .
    والله أعرف رجلاً هو من علماء الشام الأجلاء ، عنده مركبة ، في أثناء رجوعه يبدو أن مركبته مست مركبة أخرى ، من أدبه وورعه كتب رسالة أن هذا تلفوني ، وأنا مستعد لإصلاح الخلل مهما بلغ ، الخلل ضربة خفيفة جداً ، يمكن أن تصلح في دقائق ، مع ذلك كتبها ، في أثناء كتابة الورقة جاء صاحب السيارة ، وله عمامة وجبة ، لم يترك كلمة بذيئة ما نعته بها ، الله يسامحك ، مهما ترِد أعطك ، خذ عشرة أضعاف ، هذا صاحب السيارة السفيه عنده ثاني يوم حفلة خارج دمشق ، عنده مزرعة ، فأحد أصدقائه ما عرف المزرعة ، فقال له : أنا سآتي وآخذك ، فوقع في حادث صدام فقطع عموده الفقري ، عمره ست وعشرون سنة ، وهو يقضي عمره كله مشلول .
    (( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ )) .
    [ البخاري ]
    إياك أن تقترب من إنسان ولي لله عز وجل ، تجلس فتنصب له فخًا أو سؤالا محرجًا ، أو تتهمه بتهمة باطلة ، أو أنه لا تقدّر ، هذا ولي لله عز وجل ، فالله يحارب اثنين ، يحارب المرابي ، و : (( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ )) .



    أيها الإخوة الكرام ، الموضوع يتعلق بالإخلاص ، ومع الإخلاص ينفع قليل العمل وكثيره ، ومن دون إخلاص لا ينفع قليل العمل ولا كثيره ، والإخلاص عبادة القلب ، ولا يعلم به أحد ، لا ملَك ، ولا نبي ، فلذلك الإخلاصَ الإخْلاصَ ، وهناك إخلاص يحتاج إلى إخلاص .
    وراقب قلبك ، هل تبتغي وجه الله ، أنا أغنى الأغنياء عن الشرك ، الشرك أخفى من دبيب النملة السمراء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء .
    هل يمكن أن تسمع مشي نملة في الليل على صخرة صماء ؟ هل تسمع صوت مشيها ؟ مستحيل ، فالشرك أخفى من ذلك ، وأدناه أن تحب على جور ، إنسان جائر تحبه ، غني قوي ، يبرك فتتعامى عن خطأه ، لا تنصحه أبداً ، يباع بالعزاء ، أنا لي مصلحة معه الآن ، أو أن إنساناً نصحك بأدب فلا تقبل ، مَن أنت حتى تنصحني ؟ أخذته العزة بالإثم .



    فيا أيها الإخوة الكرام ، تواضعوا لله ، باب العلو في الأرض عليه ازدحام شديد ، أما باب الانكسار إلى الله فليس عليه ازدحام أبداً .
    بالمناسبة ، أيها الإخوة الكرام ، هناك ست جهات ، شرق ، غرب ، شمال ، جنوب ، فوق ، تحت ، أليس كذلك ؟ أربع جهات احتلها إبليس ، قال تعالى :


    [ سورة الأعراف : 17]
    لكن ما تكلم عن فوق وتحت ، الطريق إلى الله محروس من الشيطان ، وطريق الانكسار أيضاً محروس ، فتحت هناك حراسة ، وفوق هناك حراسة ، أما الأربع اتجاهات فللشيطان ، قال تعالى :


    [ سورة الأعراف ]
    والحمد لله رب العالمين



    المصدر:درس لفضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي.










                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de