الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
Re: حين إنطفأت أنـوار القـاهـرة .. وبكـت مآذنهـا .. وتوقف جريان النيل .. وداعا سامي السامي (Re: حسين يوسف احمد)
|
السابع من فبراير 2005 توقف نبض القصائد ... وعادت شقشقة العصافير إلى منابعها حزينة منكسرة .. وأبى جسد الأرض المتعب أن ينام .. وتوقف جريان النيل الخالد ... فماتت أشجار النخيل واقفة .. وتصدعت جبال التاكا والأماتونج ... وبيكنا نحـن ...
السايع من فـبرايـر ...
أشرقت الشمس هائمة حزينة بلا ضوءٍ، يقود إلى المعاني والوضوح ... وإزدادت فوضى الحواس والجسد والروح ... فقد إرتد بصرنا مرات ومرات دون أن يتكحل بمرأى سامي السامي .. وكطفل صغير بكيت .. وبكيت .. وبكيت .. بكيت بشكل مباح كما لم أبكي من قبل .. ولن أبكي من بعـد ... عيناي المعبأتان بالأحزان كانتا تستعرضان رحلة فتى جميل اسمه سامي السامي .. منح المريخ كل شئ .. فنه ، عرقه ، وقته ، وحين احتاج المريخ لروحه منحه لها بكل طيب خاطر وبكل رضاء .. فتفوق علينا جميعا في عشق المريخ وحبه ..
سـامي السـامي .. بربك قـل لي كيف أتهجـأ اسـمك ؟؟ أتهجأه بشفتي جهـرا ..؟؟ أم بقلبي حبـا ..؟؟ أم بدمعي دمـا ..؟؟ أم بوريدي نبضـا ..؟؟ كيف أتهجأ اسـمك وكل حرف فيه جرح مقدس بنينا بدمه تاريخ الزعيم .. وكل حرف فيه هو عظمة المريخ .. وقدسية المريخ .. وإنتصار المريخ .. كيف أتهجأ اسمك وكل حرف فيه أمة بحالها وتاريخ يشيد لنا ماضي الحضور ، وحضور الضوء.. يقينا من السقوط في الختام ..
سامي السامي : لا شيء يفصلنا عنك وعن التغني بك .. لا الغياب .. ولا الحزن .. ولا حتى الفراغ والموت لا شيء يأخذنا منك أو يأخذك منا يا سامي .. لا شئ يا سامي فجذورك مدفونة في أعماق أمة حمراء جميلة .. تنظر إليك دوما وتغنيك دوما وتدعو لك دوما .. لا شئ يلهينا عنك أيها السامي الباقي في قلوبنا .. فكل الطرق تؤدي إليك .. وكل الأبواب تفتح فيك وتنتهي فيك .. والرحلة لم تكتمل بعد .. فها أنت تعود إلينا مضرجا بانتصارات الزعيم فنراك في كل فرحة حمراء .. في كل هتافات الصفوة .. في كل لعبة جميلة .. في كل انجاز مريخي .. نراك المريخ .. ونرى المريخ سامي .. فكيف ننساك ايها السامي ؟؟؟ كل صباح تعود لنا يا سامي .. تعود لنا كما أتيتنا لأول مرة .. وكما ذهبت منا لآخر مرة .. تعود لنا عند جوبا .. عند سيكافا .. عند دبي .. عند ماندلا .. تعود لنا حين نفتخر بتاريخ المريخ ونمجد الزعيم لأنك صانع كل هذا .. تعود لنا شرارة نصر أحمر باهر .. وأحزانا مؤقتة .. ثم تذهب لترقد في السلام ...
سامي السامي .. أيها المولود في ارتواء المريخ : هل تعلم أننا نفتخر بك كل صباح .. ونعتز بك كل نهار ووناجيك كل ليل ومساء ؟؟ هل تعلم أننا نظمأ لك كل حين ؟ فنراك حينا في أطفال الزعيم .. وحينا في جمال المريخ .. وحينا، نراك ملمحا بكرا يزيح عنا تعب السنين .. فنخلدك في شرايين الدم الأحمر حبا والتزاما ..
سامي السامي .. "هل آن الأوان لكي تنام"
* * * اليوم هدأت روحي الظمأى لك ولابداعك الجميل ... فقررت أن أكتب شئيا عنك .. عن مسيرتك مع الأحمر الوهاج وقبله .. أكتب عن حزني عليك في صورة أخرى اسمها سامي السامي .. صورة جميلة .. صورة اسطورية .. "تولد مثل أبطال الحكايات القديمة" صورة من تاريخك الرائع العظيم .. كي نقاوم بها اكذوبة الموت يؤدي إلى النسيان ..
سامي السامي .. ها هم عشاقك عشاق الزعيم يبكونك بدم القلب .. "ها هم، آتون يبلغونك حبهم ودعواتهم وصلواتهم.. كما لو فقدوا بذهابك ما تبقى من عبير الحياة ورونقها .. أراهم يتدافعون باحثين عن الابداع الذي رحل معك .. نتدافع نحوك أيها السامي غير مصدّقين بأن قلبك قد توقف عن النبض .. "حيث كان الابداع يهدر مثل عاصفةٍ من الصبوات" مدن بكاملها تجيء الآن حاملة شوارعها الكئيبةَ كي تقول لك: الوداع وأنت تتسامى فينا وتصعد نحو السماء السامية ..
سامي السامي ..
"عبثاً نحاول أن نعيد بناء ما تهشَّم في غيابك .. من شظايا الروح ولا أفق يرشدنا اليك.." نراك بطولة عظيمة المنال .. جميلة الرايات .. فتخفق قلوبنا بذكرى تلك الأيام الخوالي ..
فنقول: هذا سامي السامي قد أتى عائدا ببشارات النصر.. أتى ليهدينا بطولات جديدة وانتصارات فريدة ..
سامي السامي ..
جئثك، مجرداً إلا من كلمات لا تفي بحقك .. معلنا عليك الحب والوفاء والاخلاص .. جئتك كي أقدم لك شئيا من الحب .. والاعجاب .. جئتك يا قائد مواكب النصر الأحمر محبا .. عاشق .. مخلصا لك .. فهلا قبلتني ..؟؟؟
* * *
سامي السامي ليرحمك الله ويغفر لك بقدر حجم الفرحالذي أدخلته على قلوبنا المحبة لك ...
* * *
هـاهـو كتـاب سـامي بيـن أيـديكـم .. فأعطـوني قائـدا واحـدا حقق للوطن وللزعـيم مـا حققـه سـامي السـامي :
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: حين إنطفأت أنـوار القـاهـرة .. وبكـت مآذنهـا .. وتوقف جريان النيل .. وداعا سامي السامي (Re: حسين يوسف احمد)
|
وبتـاريـخ 6 أكتـوبـر 1977
كان لسـامي السـامي مـوعـد جـديـد
مـع التاريخ وطـريـق البطـولات ..
ففي هـذا التاريخ تسبب هـدف سـامي السامي
الذي أحـرزه في شـباك الهـلال في تحقيق
الـزعـيم لأول بطـولة محمـولة جـوا ..
كل ذلك تـم بعـد مباراة جـوبا المشهورة
بين المـريـخ والهـلال والتي انتهت بفوز الزعيم
بهـدف وحيـد أحرزه سامي في دقائق المباراة
الأخـيرة ..
فهتفت الجماهير:
باقـي دقيقـة .. سـامي بيجبهـا :
واليـوم نبكـي مـع الأسـتاذ مـزمـل ونقـول:
باقـي دقيقـة .. وسـامـي مـافـي ..

وبعد نهاية المباراة كتب أديب المريخ الراحل إبن البان أجمل وأروع تحفة أدبية صورت هذا الانجاز، فقال :
Quote: معركة المقياس والأنناس يا ناس
* يقولون إذا أردت ان تعرف مقياس الأسد .. وتتبين صوت زئيره من صوت الرعد .. وتري كيف تكون في الطبيعة ضربته القاضية فأقذف به بعيداً عن عرينه ومسقط رأسه وصوت أشباله ....
* وإن أمكنك أن ترحل به عن طريق السماء فأفعل .. ولا ترحل به عن طريق الأرضحتي يمكنه أن يري دنيا المعالم والطلول .. ويمكنه أيضاً أن يشم عرار نجد .. ويقول القائلون : تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
* وهذا ما كان بالفعل ...
* ورحلت بالأسدين الطائرة تبتغي الي الجنوب سبباً في مناسبة كبيرة من مناسباتها السعيدة وسبحت بين السحاب والضباب تودعها قلوب الأحبة .. قلوب في الأرض وقلوب في السماء .. وإستراحت الطائرة علي أرض الجنوب .. ولم تسترح قلوب العشاق في أرض الشمال ..
* فهي المرة الأولي في التاريخ أن يصوم الصائمون ولا يرون الهلال .. وان يدلج المدلجون الليل ولا يرون النجم الذي به علامات للتأمل وهم به يهتدون ..
* وإنتهت لحظات الترقب .. وإقتربت الساعة تعلن الرابعة مساء وأشعة الشمس المتكئة علي صفحة الأفق تبارك اليوم المشهود ... وأعلن فارس الميدان ان يتقدم الأسدان فلقد جاءت لحظة ( القادسية ) ..
وتقابلا .. وإلتقيا ..
أسدان ..أسد جريح فاته حارس عرينه قبل أيام وناح من أجله النائحون .. وفرح الضاحكون .. وأسد مستريح في يده الجبيرة وعلي رأسه الضريرة .. وعلي مسامعه اغنيات العديل والزين ..
نعم أسدان .. أحدهما يلتقي وبين يديه كل ما يملك من ولد وسند .. وثانيهما يلتقي بلا (( سند )) ولكن لسان حاله يقول ..
إذا غاب منا سيد قام سيد (( قؤول )) بما قال الكرام فعول ..
ودارت المعركة .. نار تلتقي بنار .. ولهب .. وشهب .. وعزفت الأرجل هنا وهناك .. تدق الأرض دقاً ..كأنها أقدام العشاق ..في حلبة الرقص بسوق الباديا .. أو (( هايد بارك )) ..
المدينة تختلط الألوان وتصبح أشبه بقوس قزح وسرعان ما ينداح الي حلقة للرقص الراقص علي إيقاع الطبول الساخن الذي شبهه (( أيفانز برتشارد )) بنهر من الفولاذ منصهر يدفق في شرايين الراقصين والراقصات كفراشات مجتمعة ..
نعم لقد كانت مباراة الجامعة .. لا مباراة الغيب وحدها فيما يقول الناقد الرائع كمال طه .. وإنما هي مباراة الغيب والشهادة .. مباراة القياس والأنناس .. أو قل مباراة السادس من أكتوبر مباراة العبور الثاني ..
وأخيراً الي لقاء آخر .. |
| |
  
|
|
|
|
|
|
|