|
|
 مناهج تعليمية خاصة بالجنوب
|
جنوب السودان يضع مناهج تعليمية خاصة به
1/29/2009 1:17:00 PM
جوبا (السودان) (رويترز) - يعيش السودان في سلام منذ أربع سنوات لكن اليكس ايساو وهو ناظر مدرسة يعاني بعض المشاكل المحبطة من الفصول المكتظة الى العاملين الذين يفتقرون الى التدريب والتلاميذ الذين يمارسون أعمال شغب حين لا يتم سداد رواتب مدرسيهم.
وأصبح للكفاح من أجل تعليم الاطفال مغزى اكبر حيث يطبق جنوب السودان مناهج دراسية جديدة بالمدارس تعكس ثقافته وتراثه.
وكانت الفجوة الثقافية الكبيرة بين الشمال ذي الهوية العربية الذي يغلب على سكانه المسلمون والجنوب الاسود الذي يغلب على سكانه المسيحيون رئيسية في صراع السودان. واشتكى المتمردون الجنوبيون من أن العاصمة الخرطوم تقمع هويتهم الافريقية.
وكانت معظم الدول في افريقيا مسؤولة عن التعليم منذ تحررها من الاستعمار في منتصف القرن العشرين. ويحاول جنوب السودان تعويض ما فاته بعد أن حصل على استقلال غير كامل عن الشمال حين أنهى اتفاق للسلام وقع عام 2005 تمردا متقطعا دام 50 عاما.
وتم تطبيق منهج باللغة الانجليزية بالمدارس الابتدائية مخصص للجنوب عام 2007 كما تم تدريس منهج خاص بالمدارس الثانوية في بعض المواد العام الماضي.
وقال ايساو "منهجنا الجديد يعكس هوية الجنوب. هذا أمر مهم للغاية."
وقبل المناهج الجديدة كان ايساو يدرس من ترجمات بالانجليزية للمنهج الوطني الذي يدرس في السودان باللغة العربية لكن الطلبة كانوا يكافحون لاستيعابه. فالاسماء والسلوكيات والخلفية من الشمال العربي القاحل غامضة بالنسبة لهم.
وضحك ايساو قائلا "لم يروا جملا قط."
وقال وليام اتر وكيل وزارة التعليم بالجنوب في مؤتمر عقد في العاصمة الجنوبية جوبا ان أقل من اثنين في المئة من المراجع في المنهج الوطني تذكر الجنوبيين الذين تقدر نسبتهم بثلث السكان.
وفي ظل الحكم الاستعماري البريطاني الذي استمر حتى عام 1956 كان الجنوب يحكم بشكل منفصل عن الشمال الاسلامي. وأنشأ مبشرون مسيحيون المدارس الاولى في الجنوب الى أن طلب منهم الرحيل في الستينات.
وأقيمت مدارس اسلامية في الجنوب وزاد انتشارها كثافة حين أعلن الرئيس السابق جعفر نميري تطبيق الشريعة الاسلامية في جميع أنحاء السودان بما في ذلك الجنوب عام 1983. وبحلول ذلك التوقيت كان التمرد في الجنوب قد بدأ.
وقال اديلينو باترنو وهو ناظر مدرسة اخر عن الممارسات في البلدات التي تمركزت فيها قوات الخرطوم "كانوا يطعمون الاطفال الفقراء في المدارس لمحاولة تشجيعهم على الارتداد عن دينهم." وأضاف أن ما كان يتعلمه التلاميذ كان يعكس سياسة الخرطوم.
وأضاف اتر أن مسائل مادة الرياضيات كانت تحتوي على أمثلة تفترض أن التلاميذ يؤدون الصلاة خمس مرات في اليوم وفقا لتعاليم الاسلام. وأسقطت خريطة تستخدم في المدارس الجنوبية نصف الجنوب.
ووفر اتفاق السلام لعام 2005 للجنوب حكومة وعائدات نفطية خاصة به لكن الاهم من هذا بالنسبة للكثير من الجنوبيين استفتاء يجري عام 2011 حين يستطيعون الاختيار بين الانفصال او البقاء على وضعهم الحالي وهو حكم شبه ذاتي.
لكنهم لن ينتظروا ثلاثة أعوام حتى يغيروا ما يتعلمه ابناؤهم. وقال اتر "هذا التحول... جزء من السلام والتغيير الى العلمانية."
وتنظم حكومة الجنوب وصندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) حملة لضم ملايين الاطفال الى المدارس مع الاعتراف في الوقت نفسه بأن الموارد المتوفرة للتلاميذ الموجودين بالمدارس بالفعل ضئيلة.
والكثير من المدارس لا تتجاوز شجرة وبضعة مناضد. والكتب والاقلام والطباشير شحيحة على الرغم من تبرعات اليونيسيف على نطاق كبير. ولا يوجد بالجنوب معمل مدرسي واحد يعمل.
وبدأ متمردو الجنوب يضعون منهجا مصمم خصيصا للاطفال الجنوبيين عام 1992. وكان يتم توزيع الكتب على مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الشعبي لتحرير السودان حيث كان معظم المعلمين متطوعين.
وبعد ابرام اتفاق السلام تجمع ممثلون من الثقافات القبلية المتعددة للجنوب لتحسين المنهج الذي وضعه المتمردون ليشمل تمثيلا لجميع قبائل الجنوب التي يتجاوز عددها 60 قبيلة. وسيشمل المنهج دراسات مسيحية واسلامية ايضا.
وقال لوبانج سكوباس الذي يشارك في وضع المنهج "سيدرس التلاميذ أنظمة الزواج والاحتفالات التقليدية." وسيضم منهج التاريخ العبودية في القرن الثامن عشر والابطال المتمردين السود من جيلي ابائهم وأجدادهم.
ويأمل كثيرون في أن تصبح مساحات كبيرة من الاراضي التي تروى بالمياه بديلا عما قريب لاعتماد الجنوب على أموال النفط خاصة في ظل ارتفاع أسعار الاغذية. ويقول سكوباس ان دروس الزراعة ستبدأ بمجرد أن يستطيع الاطفال استخدام مجرفة بأمان.
ويقول بول ميتشل من مؤسسة ويندل تراست الخيرية البريطانية ان معظم المنهج مستعار من كينيا واوغندا اللتين تتحدثان الانجليزية مما يقرب الجنوب من شرق افريقيا ويبعده عن شمال السودان.
وأضاف ميتشل أنه فيما مضى كان مسؤولو التعليم في البلدات التي كانت تتمركز بها القوات يرفضون تطبيق نظام مؤسسة ويندل تراست لتدريب معلمي اللغة الانجليزية.
ويقول مسؤولون جنوبيون ان كثيرين في الشمال يشعرون أن الجنوب يتحرك بسرعة شديدة.
وعلى الرغم من أن المنهج الجديد مصدر للتوتر خاصة بشأن امتحانات القبول بالجامعات السودانية فان التعليم يصبح قضية ثانوية عند مقارنته باقتسام النفط والنزاعات على موقع الحدود.
وتقول سيبيسو لوسواتا مسؤولة التعليم بجنوب السودان في اليونيسيف ان الناس لا يمانعون في السير او الخوض في الوحل او التجديف حتى يتعلم ابناؤهم المنهج الجديد.
وعلى أرض الواقع لا تزال كتب كثيرة حبيسة الخزائن ولم تستخدم حيث يعاني المدرسون الذين لم يحصلوا على قسط كاف من التدريب من هذه المناهج الجديدة عليهم ومن تغير اللغة.
وقال ميتشل من ويندل تراست "عدد المدرسين الذين يحتاجون الى دورات غير معروف لكنه يزيد بالاف عن التقدير الاصلي الذي يبلغ تسعة الاف."
ويحرص المتدربون عادة على تجربة أساليب جديدة في اليوم التالي.
واستطرد قائلا "لكن أحجام الفصول كبيرة جدا فيتدهورون مجددا." وفي بعض الاحيان يكون على المدرسين التعامل مع 180 تلميذا في وقت واحد.
من سكاي ويلر
|
|
 
|
|
|
|
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست