|
ثقافة الهامش وأدب المدوّنات في المقهى الثقافي بمعرض الكتاب المصري
|
د. عفاف عبد المعطي وفتحي امبابي ومي خالد ود. محمد الضبع وسهى زكي الخميس, 29 يناير 2009 القاهرة - عيد عبدالحليم جاءت نشاطات «المقهى الثقافي» في معرض القاهرة الدولي للكتاب لتُناقش واحدة من أهم القضايا الثقافية الراهنة، وهي قضية «التغير الاجتماعي وثقافة الهامش» التي ترتبط بالتحولات التي تطرأ في المعاني والقيم ويتعدى تأثيرها إلى مجالات اللغة والفن، وقد تم طرح هذه التغيرات من خلال سلسلة من الندوات تناولت «أدب المدونات» و«الكتابة والمهمشون» و«التجريب في السرد الحديث» و«تأثير صحافة الإنترنت على الصحافة الورقية» و«أزمة الحوار» وغيرها.
وفي الندوة التي حملت عنوان «أدب المدونين: صرخات شباب أم ورق كلينكس Blooger»، التي أدارها الروائي يوسف القعيد، وشارك فيها الشاعر شعبان يوسف ومجموعة من شباب المدونين، وهم شادي أصلان وغادة عبدالعال وميادة مدحت إضافة إلى الأديبة مي خالد، تعددت وجهات النظر عن هذا النوع الأدبي الجديد، فأكد شعبان يوسف ضرورة ترشيد مثل هذه الكتابة -بمعنى أن تأخذ شكلاً أكثر إحكاماً سواء على مستوى التعبير أو على مستوى اللغة-، فمعظم الكتابات التي صدرت في كتب من إنتاج المدونين فيها نماذج جيدة إذ يستطيع كتّاب هذا اللون بالبوح أكثر مما يستوعبه الشكل الأدبي.
أضاف شعبان يوسف قائلاً: لكن للأسف فإن بعض هذه الكتابة يأتي في شكل سطحي، لأنها تأتي في إطار «الفضفضة» والتعبير عن الذات، فقط كنوع من إبداء الرأي من دون معرفة كاملة بمجريات الأمور والحوادث.
وأكد شادي أصلان أن كل «مدوّن» من هذا الجيل هو حالة خاصة ومنفصلة عن الآخرين، ففي الكتاب المدونّ الذي حمل عنوان «مصر قطعة جاتوه» الذي شارك فيه عدد من المدونين كل واحد يتحدث عن حاله وهمه، وإن جاء هذا الحديث مشكلاً لحالة أعم تُعبر عن الشعب المصري لذلك أسمينا الكتاب في عنوان جانبي «كتاب يؤلفه الشعب المصري».
أما غادة عبدالعال فتتحدث قائلة: «نحن لا نتكلم باسم أحد إلا نحن، ونحن لسنا في انتظار من يقيمنا» ، وأضافت هناك قيود كثيرة تواجهنا بداية من الأهل ثم الشارع إذ يمارس ضدنا نوع من الإرهاب المجتمعي، لذا نهرب إلى «العالم الافتراضي» في الإنترنت والكتابة من خلال هذه المدونات.
وأشارت ميادة مدحت إلى أنه إذا كان هناك تعريف للأدب بأنه «تعبير إنساني عن الهواجس والرؤى والطموحات» فلا يوجد الآن تعريف «لأدب المدونات» سوى أنه الأدب المكتوب على الإنترنت، فنحن جيل يكتب الكلام على بلاطة- كما يقولون- بصراحة شديدة من دون اعتماد على وسيط لغويّ.وأضافت ميادة قائلة: كان توفيق الحكيم يكتب أحياناً أدباً قريباً مما نكتبه ، أدب الإبداع والإخلاص وله عبارة شهيرة يقول فيها «أدب الصدق قليل»، وهناك عبارة ليوسف القعيد يقول فيها: إن كان بداخلك مشاعر تساوي عشر درجات فاكتب بما يساوي تلك الدرجات.
وتساءلت غادة عبدالعال قائلة: «ما هو العمق الذي نُتهم دائماً بأننا كمدونين بعيدون عنه وتوصف كتابتنا بأنها مسلية، أليس القارئ بحاجة إلى كتاب مسلٍ وبطريقة فكاهية يعتمد على الصراحة والكشف والرصد.. وأعتقد أن هذا الجيل من المدونين الأدبيين قد حقق نجاحاً ملحوظاً إذ وصلت الزيارة لبعض المواقع إلى 320 ألف زيارة».
أكد يوسف القعيد أن النشر على مدونة يحتاج شروطاً منها أن تكون العبارة قصيرة وصادقة حتى تصل بشكل أسرع إلى القارئ.
قصة الهامش
وفي إطار هذا المحور، أقيمت ندوة لمناقشة «ثقافة الهامش في القصة القصيرة» نوقشت فيها المجموعة القصصية «كان عندي طير» لسهى زكي، شارك فيها
د. عفاف عبدالمعطي والروائي فتحي إمبابي
و د.محمود الضبع وأدارتها مي خالد.
تحدث د.محمود الضبع عن إبداع الهامش مؤكداً أن التطوير في تاريخ الأدب العربي دائماً يأتي من الهامش فإذا كانت الحياة دائرية فهناك على الأطراف محاولات دائمة لتهميش السائد والمستقر عليه في البناء الأدبي من خلال اتجاهات تجريبية، والأدباء الذين تمردوا على الشكل هم «أبناء الهامش» اجتماعياً حدث هذا مع شعراء التفعيلة ثم شعراء قصيدة النثر، فالمبدعون أنفسهم خرجوا من الهامش محدثين تيارات تجريبية، وهذا الاتجاه التجريبي لا يأتي كفعل لحظي وقتي أو في عمل واحد، وإنما يعبر عن اتجاه سائد وإلا لا يعتبر تجريباً، لأن التجربة الفردية لا يكتب لها النجاح إلا إذ أسهمت في خلق تيار فني جديد.
أشارت د.عفاف عبدالمعطي إلى أن موضوع «الهامش» أصبح علماً صدرت عنه دراسات في جميع أنحاء العالم مؤكدة أن مجموعة «سهى زكي» تندرج في الحديث عن الألم الإنساني، في حين أن هناك مجموعة من الأعمال الروائية والقصصية التي صدرت في السنوات الأخيرة جاءت أكثر تعبيراً عن «ثقافة الهامش» مثل «لصوص متقاعدون» لحمدي أبو جليل، و «فاصل للدهشة» لمحمد الفخراني، و«خوف متكرر» لمحمد صلاح العزب، و«تغريدة البجعة» لمكاوي سعيد، فهذه نصوص عن الهامش بمسافات مختلفة وبأنماطه الإنسانية والمكانية المتنوعة.
أكد فتحي إمبابي أن مجموعة «كان عندي طير» تعتمد على بنية دائرية في الحكي وبناء الشخصيات، وتأتي المجموعة محاولة لاكتشاف شريحة من العالم الذي نعيش فيه ربما يصلح أن نطلق عليها «شريحة المثقفين المهمشين»، كما أن هناك تأكيداً أن فعل الكتابة يجيء رغبة في الحياة.
وفي المحور نفسه، عقدت ندوة تحت عنوان «ثقافة الهامش في الفن التشكيلي» شارك فيها مكرم حسين ونجوى العشري وكمال جويلي.
|
|
|
|
|
|