|
أوباما أعسر,فهل العسر هم نوابغ وعظماء العالم؟
|
بين النقاط والحروف -احمد شاموق أوباما أعسر .. وتلك قصة أخرى
مررت على أكثر من عشرين تعليقا يحمل عناوين متشابهة ربما تختلف في كلمة أو إضافة صغيرة. العناوين تقول: (قراءة صينية في خطاب أوباما)، فتحذف كلمة صينية وتوضع مكانها قراءة (كوبية) أو قراءة (إسلامية) أو قراءة (فلسطينية)، أو قراءة (حمساوية)، أو قراءة (القاعدة). والخطاب يعنون به خطاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بمناسبة أدائه القسم مساء الثلاثاء الماضي. ولم يترك المحللون صفحة لأوباما إلا قلبوه عليها ليحاولوا أن يعرفوا ما هو تأثيرها على أدائه في الحكم. لكن ابنتي جاءتني لاهثة مقطوعة الأنفاس لتقول لي إن أوباما أعسر. وكان من الممكن أن تمر هذه الملاحظة مرورا عابرا لولا أنها ربطت هذه العادة (الأوبامية) بنفسها. فهي عسراء. وسألتني : هل تعرف من هم العسر من نوابغ وعظماء العالم؟ قلت :لا. قالت : أستطيع أن أذكر لك بعضا منهم مثل سيدنا عمر بن الخطاب وليوناردو دافنيشي وإسحاق نيوتن وألبرت اينشتاين وبيل كلينتون .. والآن باراك أوباما. وأعترف بأنني لم أكن أعرف أن كل هؤلاء (عسراويون). ولذلك حاولت أن أجمع مادة عن أصدقاء ابنتي من الذين يستخدمون أيديهم اليسرى بدل اليمنى. هل الطفل الأعسر ذكي أم هو طفل عادي كباقي الأطفال باستثناء انه يستخدم يده اليسرى بدلاً من اليمنى؟. وهل (العُسر) وراثي أم عادة أم مرض أم أن الطفل يبدأ يستخدم الناحية اليسرى من جسمه لأن الله خلقه بتركيب دماغي مختلف هو الذي يتحكم في توجيهه لاستخدام الجانب الأيمن أو الأيسر من جسمه؟. لكن أيا كان السبب فإن البعض يرى أن الطفل الأعسر يكون متميزا في مهن معينة مثل الموسيقى وعلوم الرياضيات ويكون متفوقا رياضيا في ألعاب مثل المبارزة بالسيف وكرة القدم والتنس ولكن لا يوجد دليل علمي على ذلك لا بالتأييد ولا بالدحض. في الماضي كان الأهل والمربون يربطون يد الطفل الأعسر خلف ظهره ليجبرونه على استخدام اليد اليمنى، وهذا يسبب للطفل بعض المعاناة ويتسبب في جعله عنيدا لإحساسه بأنه يجبر على تغيير تركيبته البيولوجية التي خلقه الله عليها. ولذلك لا ينصح العلماء الآباء بالضغط على الأبناء (العُسر) للتخلي عن عادة استعمال اليد اليسرى أو الاعتماد على القدم اليسرى والتهديف بها في كرة القدم . وبعـــد .. من حسن حظ ابنتي أن تطور وسائل التربية لم يترك للأمر أهمية كبرى وإلا كانت عانت الكثير. وقد أدلت وسائل الإعلام بدلوها. فنحن الآن نعرف من الأعسر من الرؤساء والسياسيين والرياضيين والفنانين .. ومن غير الأعسر. ونعرف أن (قُصاد) كل أعسر آلاف من الذين يستعلمون اليد اليمنى .. ولا أقول (اليمينيين). هذه واحدة، الثانية إننا نسمي الطفل أيمن ولا يخطر ببالنا أنها ضد كلمة (أعسر) أو (أيسر). هل لذلك أي معنى خاص؟.
أحمد محمد شاموق
الرأي العام-عدد اليوم
|
|
|
|
|
|