نعلم أن صباحهم ليس كصباحاتنا .أكثر ذلك وضوحاً صبيحة العشرين من يناير ( 2009 م ) في عاصمتهم واشنطون وهي تُنَصٍّب الرئيس " أوباما" . أَفلتْ شمسُ الغضبِ الأعمى والحقد الأسود على الذين أجرموا أو على الذين يدّعون أنهم مجرمون أو الحقد على الأبرياء بصفة مُطلقة . عجنَ الغضب الخُبز مع الرماد مع الصديد. عالمٌ اقتص من الضعفاء دون رحمة . جاء الجناة من غيابة كهوف التاريخ الموغل في القهر . خُلط الدمُ مع الملح في المآقي . الآن لملم الحقد الأسود أطراف ثيابه السوداء ورحل في صبيحة يوم مشهود .
خاطب الرئيس الأمريكي الرابع والعشرين أمته و قال إنها مكنوزة بالعقائد : فيها المسيحيون والمسلمون واليهود وأصحاب العقائد الأخرى ومن لا دين لهم . جاء ترتيب اليهود الثالث في ترتيب الأديان، وليس كما ترغب مملكة الصهاينة : المال والسلطة والقانون والمكر أولاً .
جاء الرئيس الجديد صريحاً . شكر الرئيس المُنصرف على سلاسة التسليم والتسلُم ، وكنس عهده السالف. ليست إدارة انتقالية فحسب بل هي إدارة تحول . سيقومون بتقريب العلاقة بين الحلم والواقع . نظر جديد إلى دولة يتعين عليها أن تنجز أهدافها بشراكة كل المواطنين وليس بدونهم .و للأجيال أن تقبل التحديات .
ها هي الأمم الأمريكية تسترد عافيتها وتُصحح ديمقراطيتها خيار السوء .لن نُصبح بفأل كثير من الأفارقة الذين أسعدهم أن رئيس أعظم دولة مالاً وسلطة وسلاحاً وتكنولوجيا هو من سلالة الجينة الإنسانية التي خرجت أول خروجها التاريخي من القارة السوداء .من حمأ تنضر ولم يغب من الذين يدرسون مسلك الحضارات وهي تركبُ عربة الزمن .
نائب الرئيس السابق شاهدناه على كرسي مُتحرك من غضبة المرض ومن غضبة اليتامى الذين تخضبت أحلامهم بأن الحذاء يرُدُ جبروت الذين لونوا الدُنيا بالدماء التي هُدِرَتْ بلا جريرة .فتاريخ كل الذين يُحركون سكاكينهم في جُنح الظلام ينتظرهم يومٌ موعود مع المُحاسبة .
على الطوافة غادر الرئيس السابق بعيداً عن البيت الأبيض . لديه الكثير ليتخير من القضاء الواقف من يتتبع المطالبات التي تسأل عن الجُرم الذي ارتكب تحت غطاء مكافحة الإرهاب . كم هائل من المعاني الهلامية جرجر الجبابرة فيه مُصطلَح " الإرهاب " وألبسوه ألف لباس .
طحن الطغاة العظام والغضاريف الغضة و تصور المُستشارون القساة أن أوربا يتعين أن تتجدد وأن شرقاً أوسطاً جديداً سيُصنَع على أيديهم ، كما أفصح وزير الدفاع الأسبق في ثورة حروبه التي يسمونها "خلاقة " وهي تقتُل بلا ضمير وتُعذب المُشتبه بهم وتنشر الكذب الصراح بدعوى استعادة الديمقراطية. قُتلتْ الملايين وهُجِّرتْ الملايين . داست القدم الهمجية على الرخاوة بفظاظة لا تُناسب العصر.
قَدِم الرئيس " باراك أوباما " إلى سدة الحُكم . حديثه مُتفجرٌ بالرؤى .لا يمُرّ الحدث عليه مُروراً عابراً . واقعي يلمس تضاريس أوجاع الذين انتخبوه . قال إن الحرب ليست الوسيلة الوحيدة المتوفرة . السياسة وتبادل المصالح أفضل لجميع الأطراف . ويفضل شراكة المصالح . يستحق هو التهنئة .
تحدثت القصيدة التي قيلت عند تنصيبه : " إن المحبة تقف وراء كل مُعجزة ". وننتظر نحن خروج تلك المحبة من القمقُم إلى الفضاء الرحب .
بمثل تلك الحفاوة يحق لنا أن نحلُم أن يحيا أطفال السودان مثلها ذات يوم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله الشقليني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست