|
لا يا حسن بك
|
لماذا اختار الشيخ حسن أن يكون بذرة عكننة على مدى أربعين عاما من عمره السياسي واختياره دوما أسلوب فرق تسد.طرق باب آل المهدي وهو بلا نعلين وطلب ودهم ثم أوسعهم فرقة وتشرزما . جاء الى الحركة الاسلامية فشق الصف وتطاول على مرشدها الرشيد الطاهر بكر والذي كان سجيناً واتهمه بأنه انقلابي ومتآمر ليعتلي هو سدة الزعامة باعتباره العائد من أرض الديمقراطية والحرية والدساتير فكان له ما آراد. وبعد اكتوبر خرج الرشيد الى دار الازهري وكيلا للحزب الاتحادي الديمقراطي. ولم يكتفِ الدكتور بتنظيم الاخوان المسلمين بل ارادها فرقة اخرى فجادت عبقريته بالتنظيم المفتوح فكانت جبهة الميثاق وظل القابضين على الجمر في تنظيم الاخوان. وفي الديمقراطية الثانية اراد ان يحدث فوضى لا تبقى ولا تذر فآذكى نار قضية طالب معهد المعلمين العالي وطالب بذبح الحزب الشيوعي وطرد نوابه وحمل زعماء الاحزاب علي ذلك حملا وكان له ما اراد فدخلنا في الدائرة المفرغة ،عسكر آحزاب عسكر . وفي مايو وحتي دون كل احزاب الجبهة الوطنية صالح نظام نميري الي ان جاءت قوانين سبتمبر فحمل لواء تنفيذها وفي ابشع صورها وانتهز الفرصه لاغتيال الاستاذ محمود محمد طه بدل ان يقارعه الحجة بالحجة ، وتنبه نميري ولكن لم يستبن النصح الا ضحي الغد . وأنتهى مايو وجاءت الديمقراطية الثالثة ، وآوجد الشيخ لحزبه قاعدة برلمانية مريحة ولكن كيف يهدأ له بال فاتخذ من "أمان السودان" مطية للاستفراخ داخل القوات المسلحة . ولم يأبه بحليفه المستتر ونفذ انقلابا اوهم الكل بأنه لايد له فيه..وعندما ناخت جماله توجه الى الشعب السوداني كله فأوسعه بسياط الذل والهوان..وأقام المشانق..وشيّد السجون..وبيوت الأشباح وجعل التعذيب وجبة رسمية لمناهضيه ومخالفيه دون ان يتحركوا ضده . ثم جاءت الكارثه بتدين الحرب في الجنوب فكانت المحرقه التي راح ضحيتها ملايين الشباب والنساء والأطفال والنازحين والمشردين في ادغال افريقيا . احتمي بقبة البرلمان فازدرى كل الاعراف البرلمانية والدستوريه واراد ان يجعل من الرئاسه خيال مآته فدارت عليه الدوائر وانقلب السحر علي الساحر . ولكن لم يستسلم وذهب ينكأ الجرح في دارفور فأصابنا بمحرقه أخرى لا ندري الى أين تأخذنا فاصبح السودان يجلس على برميل من بارود والدكتور غرير العين يفتي في إمامة المرأه وآذانها وزواجها من غير المسلم وتوليها الولايات دونما وازع ولا رادع . واخيرا يطالب رئس البلاد ان يسلم نفسه للمحكمة الدولية حتى لا تخرب ديار السودان ، في خطوة لم يسبقه عليها أحد ودون مراعاة لكل الاعراف وحتي عدو النظام اللدود نقد لم يقل بذلك ، ولكنها الضغينة والشحناء وسفه الشيخ الذي لا حلم بعده . ورغم ذلك نطالب بصوتٍ عالٍ بالافراج عنه .
|
|
|
|
|
|