|
|
 طريق نصرة غزة يعلمه كل فقيه ولا يقول به فقيه!!
|
ضد الوهن
محمد علي عبد الله
طريق نصرة غزة يعلمه كل فقيه ولا يقول به فقيه!!
أننا جميعًا إلا من رحم الله ضحية تضليل كبير وضحية غيبة الوعي، وضحية انعدام الرؤية الشرعية الشاملة، وضحية دجل العلماء، وضحية تضليل المثقفين، وضحية جبروت السلطان، وضحية شعوذة الإعلام الكذوب
أسبوع مر على بداية القصف الوحشي لغزة وما زال العدوان الصهيوني مستمرًا وما زالت جامعتنا العربية تتنظر من مجلس الرعب الدولي قرارًا لإيقاف ذلكم النزيف، والجامعة العربية لا أظنها معنية بإيقاف القصف الوحشى على غزة وإنما تهدف إلى دعوة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار بما يعني أن تتوقف حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ وتقبل بهذا الحصار المضروب على غزة لتموت بعد ذلك جوعًا ومرضًا حيث لا طعام ولا دواء وهي طريقة للموت لا تستفز أحرار العالم كما استفزهم هذا القصف، والذين يفرِّقون بين القصف والحصار وخرجوا فى طرقات المدن والأرياف ينادون بتوقف القصف الصهيونى على غزة ويرون أن مشكلتنا تنتهى بانتهاء القصف هم يفرِّقون بين أن تموت ذبحًا أو خنقًا وهكذا دائمًا ما يتم إفراغ طاقات الأمة وتوجيه تركيزها على ضرب من ضروب التصعيد من قبل الاحتلال وتبح أصوات الشعوب بالمناداة بإيقاف هذا التصعيد بينما ينسى الجميع أن الاحتلال نفسه هو أُس المشكلة سواء صعد أو لم يصعد وسواء حاصرنا أو أطعمنا المن والسلوى وسواء قصفنا أو ملأ جيوبنا نقودًا، إن احتلال الأرض المباركة هو المشكلة الأساسية ولو لم يكن هنالك احتلال لما احتاجت حماس لإطلاق صواريخ أصلاً والبُلهاء من مثقفي المارينز الذين يزعمون أن ما يجري فى غزة سببه صواريخ حماس يمارسون دورًا تضليليًا خبيثًا لا يقل كارثية عن تلك القذائف التى تسقط على رؤس الأطفال والنساء والشيوخ بل هو أخطر إذ تقتل تلك القذائف الأجساد بينما تعمل مقالتهم هذه على قتل الوعي والأمة حين تفقد وعيها ما ضرها بأي طريقةٍ تُقتل، أيها السادة نحن اليوم أمام حقيقة مُرة ومُرة جدًا هى أننا جميعًا إلا من رحم الله ضحية تضليل كبير وضحية غيبة الوعي، وضحية انعدام الرؤية الشرعية الشاملة، وضحية دجل العلماء، وضحية تضليل المثقفين، وضحية جبروت السلطان، وضحية شعوذة الإعلام الكذوب، إذ أن هذه الجهات التى ذكرت هي التي تحدد أولويات خطابنا وهي التي تشكِّل وجداننا وانفعالاتنا، غضبنا وثورتنا هي التي تحدد متى نبدأ وكيف وأين نتوقف ومتى؟ القارئ الكريم إذا أردت أن تعرف صدق مقالتي ما عليك إلا أن تتخيل لو أن اجتماع الجامعة العربية طالب الكيان الصهيوني بالوقف الفوري للقصف الوحشي على غزة وإلا فستنظر الجامعة العربية فى خيارات أخرى إذا لم يتوقف هذا القصف، وخرجت علينا الصهيونية ليفني لتقول إن بلادها ـ وهي لا تملك بلادًا فى الأرض المباركة ـ استجابت لهذا الطلب وتوقف القصف عن غزة هنا سنرى أننا قد انتصرنا ويعود كل منا إلى بيته ومكتبه وتخلو الشوارع من التظاهرات ويظل أهالي غزة يعانون من الموت جوعًا ومرضًا بسبب الحصار، ونرى أن حالة الحصار أهون وكأننا انتقلنا من كارثة القصف إلى نعمة الحصار، وهذا يعنى أن الطاقة الغضبية تم إفراغها فى صورة من التصعيد وهى القصف الوحشي بطريقة جعلت تلك الطاقة تبدو باردة راضية بحالة الحصار التي كانت موجودة أصلاً قبل القصف، وبهذا حقَّق العدو هدفه بقبولنا للحصار!!، إن المتابع لسياسة الكيان الصهيوني ومحطاتها يجد نماذج كثيرة لما نعاني منه الآن فى تشكيل خطابنا وإفراغ طاقتنا، والأمة ستظل على هذه الحالة ما لم تنطلق فى فهمها للمعركة من منطلقات صحيحة ورؤى ثاقبة تستمدها من مرجعيتها المعرفية بعيدًا عن التعاطي العاطفي فقط مع القضية، وما أريد قوله هنا يعلمه كل فقيه لكن لا يقول به فقيه إلا من رحم الله، وهي نقاط فى حروف الأزمة حتى نتمكن من قراءتها قراءة صحيحة:
1/ إن فلسطين تلك الأرض المباركة هي أرض إسلامية لا عربية ولا فلسطينية وإن الأرض الإسلامية هذه كل ما يقع فيها هو مسئولية كل مسلم وهذا حكم كل أرض كانت فى يوم من الأيام أرض إسلام أى عَلَتها أحكام الإسلام وحكمت بشريعته وإن لم تكن بها مقدسات، فكيف إذا كانت أرضًا مباركة وفيها المسجد الأقصى وكانت مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعراجه إلى السماء.
2/ إنه إذا اعتدى كافرٌ على أرض إسلامية بل لو اعتدى عليها مسلم وأرعب أهلها وانتهك حقوقهم كان قتاله واجبًا فكيف إذا كان المعتدي كافرًا وحوَّل الأرض من دار إسلام إلى دار كفر طارئ فيبقى جهاده فرض عين على كل مسلم جهاده أعني قتاله بالسنان ولا أعني جهاد الكلمة ولا جهاد المال فحسب ولا الجهاد المدني ولا غيره من المصطلحات الحادثة الخبيثة التى أراد بعض أنصاف الرجال أن يحولوا بها معنى الجهاد بمفهومه القتالي إلى معانٍ أخرى تستطيعها نفوسهم الخائرة وقلوبهم المرتجفة، وكل فقيه فى العالم اليوم يعلم أن جميع الفقهاء مجمعون على هذا حتى الذين قالوا إن فرض العين يكون على أهلها ابتداء فإن عجزوا عن تحريرها كان الوجوب على الأقرب فالأقرب وهاهي فلسطين منذ ستين عامًا محتلة لم يستطع أهلها تحريرها مما يدل على أن الوجوب العيني انتقل إلى الأمة كلها .
3/ إن الجهاد المتعيِّن هذا يُستحب أن تقوم به جماعة المسلمين ويقوده ولاة الأمر منهم، فإن كانت جماعة المسلمين التى تجمع شملهم جميعًا غير موجودة ونكل عنه ولاة أمرهم انتقل الوجوب إلى جماعاتهم وهيئاتهم، فإن انشغلوا هم كذلك بما اسموه تربية وتصفية ودعوة كان الوجوب متحتِّمًا على أفراد الأمة فردًا فردًا وإنه يجب على المسلم القيام به ولو وحده وأن الله وعد المقاتل الفرد الصادق النية بالنصر المؤزر، هذه الحقيقة كذلك يعلمها كل فقيه لكن لا يقولها فقيهٌ إلا من رحم ربي، إن أزمتنا الحقيقية فى علمائنا قبل أن تكون فى سلاطيننا وحكامنا، قال الله تعالى: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا) يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: »يَأْمُر تَعَالَى عَبْده وَرَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُبَاشِر الْقِتَال بِنَفْسِهِ وَمَنْ نَكَلَ عَنْهُ فَلَا عَلَيْهِ مِنْهُ وَلِهَذَا قَالَ (لَا تُكَلَّف إِلَّا نَفْسك)«، فمن تقطَّع قلبُه ألمًا وحزنًا على ما يراه من وقوع بأس الكافرين على المؤمنين فى غزة قتلاً وسحلاً فليعلم أن الآية الكريمة ذكرت العلاج القرآني لكفِّ بأسهم إذ لو علم الله طريقًا لكفِّ بأس الكافرين غير القتال لدلَّنا عليه وأرشدنا إليه، ويقول الإمام القرطبى: (لَا تَدَعْ جِهَاد الْعَدُوّ وَالِاسْتِنْصَار عَلَيْهِمْ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَلَوْ وَحْدَك لِأَنَّهُ وَعَدَهُ بِالنَّصْرِ)، ونقل عن ابن عطية قوله: »أَيْ أَنْتَ يَا مُحَمَّد وَكُلّ وَاحِد مِنْ أُمَّتك الْقَوْل لَهُ (فَقَاتِلْ فِي سَبِيل اللَّه لَا تُكَلَّف إِلَّا نَفْسك) وَلِهَذَا يَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِن أَنْ يُجَاهِد وَلَوْ وَحْدَهُ«، وهذا أيضًا أمرٌ يعلمه كل فقيه لكن لا يقول به فقيهٌ إلا من رحم ربي، ولو صدع علماؤنا بهذه الحقيقة منذ عام 48 ما بقيت فلسطين المباركة محتلة ستين عامًا، فإن لم تدفعهم أشلاء الأطفال التي تمزَّق على الصدع بالحق فمتى يصدعون؟! وأختم فأقول إلى شباب الأمة وشاباتها ورجالها ونسائها فليلتفت كل واحد منك يمنة ويسرى وينظر أين يمكن أن ينكأ العدو وليفعل ولا يستفتي ولا يستشير فى ذلك أحدًا فإن علماءنا ما باتوا أمينين على الحق ولا على فقه الكتاب والسنة.
|
|
 
|
|
|
|
فدوى الشريف
القلب النابض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست