دكتور عبدالرحيم عباس يناشد الرفاق بالتمسك بأسم الحزب الشيوعي السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2008, 06:29 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور عبدالرحيم عباس يناشد الرفاق بالتمسك بأسم الحزب الشيوعي السوداني



    كثر النقد والحديث في كثير من آراءواحاديث الزملاء عن اللجنة المركزية وعدم انعقاد المؤتمر الخامس لمدى أربعين عاماً وكذلك عن ديكتاتورية ستالين والستالينية ثم آراء ومقترحات حول اسم الحزب... وهذا أمر جيد ومحبذ ،أي النقد بشروطه الهادنة لا الهادمة والانكسارية تفادياًلمقولة
    « متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا أنت تبني وغيرك يهدم » وإذا كان الزملاء ينتقدون حباً في حزبهم وإقالة عثراته واكتمال بنائه


    فهناك الانتهازيون المتربعون الشامتون بل المتوحشون المستغربون لصمود الحزب الشيوعي طيلة الأربعين عاماً رغم الانقسام الكبير والضربات الموجعة القاسية

    واﻟﻤﺠازر الدموية التي طالته... فالأجدر بالرفاق التثمين العالي والتقدير الذاتي لأولئك الذين استطاعوا الحفاظ على الحزب حتى يوم الناس هذا !! أو ليس شاذا أن يكون هنالك مؤتمر بلا حزب ؟ فطوبى لهم لا عليهم الذين هزموا المادة ١٠٥ واخواتها (قانون النشاط الهدام)
    من قانون العقوبات ايام الاستعمار والذين بنوا نقابات العمال، الطلاب، الزراع،النسائي والشباب، وهم الذين صمدوا عند حل الحزب عام ١٩٦٥ وطرد نوابه من

    البرلمان ومن ثم مطاردتهم واعتقالهم والذين عاشوا تحت الأرض وسكنوا الألواح!!

    في مساء ٢٥ مايو ١٩٦٩ م التقى الرفيق عبد الخالق محجوب بالأستاذ سراج سعيد عبد اللطيف (عليهما الرحمة) وهو من قيادات حزب الأمة وزعماء الأنصار..

    التقاه بطلمبة البنزين جوار منزلهم فسرد له ما حدث مؤكداً له أن الحزب الشيوعي ضد ما حدث بل وضد الانقلابات العسكرية عموماً... ومن هنا يتضح ومنذ

    يومه الأول في السلطة مدى الحقد الشخصي لنميري ضد عبد الخالق وحزبه وإلى أن حدث الانقسام الكبير

    داخل اللجنة المركزية والهرولة نحو السلطة والسلطان والكشف عن أسرار الحزب وكوادره مما أدى تسونامي ذلك الزمان وما جاء بعد ذلك من أن إلى

    « نحروه أم انتحر » لفؤاد مطر... ومجزرة ١٩ يوليو والصدمة القاتلة التي لم تستطع قبرهم بل وبقدرة التفكير السليم

    والهدف النبيل مع الجسارة أوقفوا حياتهم من أجل « من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته » واستطاعوا الحفاظ على الحزب وما تبقى من لجنته المركزية بل

    ومن تحت الأرض تم انتخاب السكرتير العام والذي من المفترض أن لا يكون بيننا اليوم أن استطاعت يد السفاح أن تطاله في تكلم الأيام السوداء .. وحقاً لا

    يعرف العشق إلا من يكابده. تم كل هذا نتيجة جسارته ورفاقه في تكلم الأيام والتي إذا صاح فيها مخبول « شيوعي »

    فكان مصيره خلف الشمس تواً وفي الحال.. أن مواقف وبساله هؤلاء الرفاق يذكرني بالأنصاري (البارقزان) البلغاري الذي قبض عليه الفاشست في إحدى قمم جبال

    « فيتوشا »وبدأوا بالترغيب... والترهيب والتعذيب لكي يدلهم على جورجي ميخالي ديمتروف سكرتير الحزب الشيوعي البلغاري، وسكرتير عام الكمنتيرن (الأممية الثالثة)...

    إلا انه وقف كالصخر الجلمود غير مبال بخطو السيل من علٍ!!فعادوا إلى العذاب ذاته فوقف كالحجر وكأن التعذيب لا يعنيه..


    فصاح فيه الجلاد.. وكان رده باللغة البلغارية ولكن بالحروف اللاتينية والترجمة

    ?KAMAKLUM CU
    هل أنت حجر؟

    NE CAM
    لا
    ?MARTAN LU CU
    هل أنت ميت؟
    NE CAM
    لا
    ?KAKAV LU CU
    إذاً ماذا تكون ؟ من أنت؟
    !!KOMONUCT CAM
    شيوعي أنا
    ولم ينبس ببنت شفه لا عن سكرتير الحزب ومكانه ولا عن الحزب الشيوعي البلغاري ولجنته المركزية/ كما فعل الانقساميون الذين يصفهم بعض الزملاء بالديناصورات!!
    حقاً ما كان لسنمار من جزاء... أن هذا البارتراني صار يصيح.. شيوعي أنا ... شيوعي أنا إلى أن غاب صوته وكتمت أنفاسه على قمة جبال


    فيوتشا!! وبقى جورج ديمتروف وحزبه إلى أن تسلموا الحكم في ٩ سبتمبر وذهب هتلر وذهبت النازية إلى مقبرة التاريخ...


    لقد انصب معظم النقد حول الأربعين عاماً
    ما بين المؤتمرين ولكني أقول أن الأمر، أربعة
    لا أربعون وبالحساب:-
    جعفر نميري – ١٩٦٩ إلى ١٩٨٥ ( ١٦ عاماً).
    الجبهة الإسلامية ١٩٨٩ إلى ٢٠٠٨ (٢٠ عاماً)

    وعليه المحصلة ١٦ + ٢٠ =٣٦ ,٤٠-٣٦ =٤ سنوات.
    إذاً تكون المحاسبة عن ١٩٨٥ إلى ١٩٨٩ م رغم اعتذار اللجنة المركزية واضع هذا الاعتذار في ميزان حسناتهم والتواضع.. وحتى وأن كانت الفترة أربعون

    عاماً ففي فترة ال ٣٦ عاماً هاجر عدد مهول من خيره الرفاق والكوادر المتمرسة من البلاد هرباً من حياة لا تطاق لا بالوطن ولا بأهله ولكنهم بقوا للإبقاء على حزبهم وهم ذاتهم ملح الأرض..

    ألم يكن هم الذين قضوا جل أعمارهم في المعتقلات والسجون،والحجز المنزلي مع التمام اليومي لدى الشرطة، وتحت الأرض يأكلون الخبز


    الجاف بالجبنه والطعمية وكان بالامكان الاستمتاع بالميري وترابه وبحوزتهم أعلى الشهادات العلمية وأرقاها !! ألم يكن بمقدورهم تكوين أسرهم والعيش

    الهاني واللقمة الدافئة؟
    كان الرفيق عبد الخالق محجوب طالب الشهادة السودانية الوحيد حتى كتابه هذا في يومنا هذا الذي نال درجة الامتياز في جميع المواد ودخل كلية

    الطب كلية غردون الأمر الذي لم يتكرر..
    ورغم ذلك ترك المبضع والمشرط واتجه شمالا لدراسة الأدب الإنجليزي وبدلاً عن شكسبير (الشيخ زبير) أتانا بماركس أنجلز لينين وبلخانوف ، حستو والجبهة

    المعادية للاستعمار ثم الحزب الشيوعي السوداني والذي قدم الوعي والمعرفة لشعبنا كما أسلفنا .. وعليه فإن الذين أسسوا هذا الحزب وغادروا دنيانا والذين

    ما زالوا يقبضون على الجمر طوبى لهم فالجميع ظل ممسكاً بهذه الراية فكيف يتسنى لنا أن نبخس هؤلاء أشياؤهم ونضالاتهم طيلة هذه السنوات الممتدة


    والمتمددة .. ستون عاماً وما زال الدرب شائكاً وليس خاسراً فأبقوا على الحزب الشيوعي السوداني بأسمه ورسمه ولا يجوز أن نغيب ”سيد الاسم“ من اسمه

    طالما بقى المنهج ماركسياً!! أما إذا آراد الرفاق تغيير نهجهم ومناهجهم وفلسفة حزبهم كما أراد الزميل خاتم عدلان وعليه الرحمة)

    فالأسماء بالكوم في سنتر الخرطوم!! أو يظن الرفاق بأن بتغيير الاسم سوف يرضى عنهم اليهود والنصارى؟! أم المراد هو إتباع ملتهم؟ وحذارا من
    تسونامي آخر إذا تم التغيير بعدد ٣٠٠-٤٠٠ زميل (مناديب المؤتمر) حتى وإن جمد أمر التغيير للمؤتمرالسادس بعد إحصاء عددي فردي لمن يرغبون التغيير

    والذين هم ضد (أي استثناء)حزبي! المسح والضو من كافة العضوية وإلى حين ذلك فليبق الاسم كما ألفناه وعهدناه. والنهج ماركسياًلينينياً... ولن يأتون زرافات


    ووحدانا
    حاشية:- قبل موت لينين استطاع ستالين نيل ثقته ومدد نفوذه داخل اللجنةالمركزية وبعكس لينين في إقامة الديمقراطية داخل الحزب والوطن والأحزاب


    المناصرة كان ستالين حاداً ذو قبضة حيدية (لفت لينين الانتباه لهذا الأمر وحذرهم من ستالين، وبدلاً من التأثر بخلفيته الدينية المتسامحة


    (كقسيس) كوته نار الحداده كصانع أقفال إلى أن استطاع بعد موت لينين ( ١٩٢٤ ) أن يكون رجل الحزب والدولة الأوحد بل طالت أذرعه حتى


    المكسيك لإغتيال تروتسكي في منفاه والصراع بين البلشفيك والمنشفيك وأي الأغلبية والأقلية، ما زال محترفاً وحكم الاتحاد السوفيتي (العظيم) حتى


    وفاته في مارس ١٩٥٣ (ثلاثون عاما) وبالرغم من معارضتي للستالينية والقبضةالشمولية والدكتاتورية إلا إنني لا أنكر انجازاته فاستطاع

    بناء دولة قوية وأقام المعسكر الاشتراكي بالتعاضد مع الأحزاب الشيوعية لتلئم البلدان، بعد أن طارد هتلر من أبواب موسكو إلى

    قلب برلين وما زالت كنيسة برلين باقية بآثار حريقها كما شاهدت صيف ١٩٧١ .. كما كان له القدح المعلى وسبق الولايات المتحدة

    في ارتياد الفضاء (الكلبة لايكا ، فلنتينا ترشكوفا يوري قاقارين ألخ ألخ.

    كما بنى مترو أنفاق موسكو (أحد أعاجيب الدنيا) كتحد للغرب في الابداع الفني كما شاهدت بنفسي الجمال والروعة ودقة التماثيل والمرمر وكذلك

    التصنيع الثقيل وبناء الجيش الأحمر كأقوى آلة حربية تصدت للإمبريالية وساعدت حركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيافي التخلص من الاستعمار وعلى

    بعد ٩٠ ميلاً من فلوريد"دولة كوبا الاشتراكية الشيوعية كوباجيفارا وكاسترو!! هذه القوة العسكرية الرهيبة والتي لولاها لما انتصر الحلفاء وغنى لها

    شعوب الاتحاد السوفيتي العظيم كما غنوا لمشروبهم المفضل قائلين: صافية كالدموع قوية كالسلطةالسوفيتية كما يلي بالأحرف اللاتينية لا السلافية


    CNESTA KATO CLZI …
    CULNA KATO CVETESKIA
    .VLAST
    وكما جاء في كتاب بالإنجليزية: عنوانه
    THE RISE and FALL
    OF STALIN
    LENIN ESTABLISHED) THE
    USSR BUT STALIN IS THE
    REAL MAKER OF THE
    USSR
    وترجمته: لقد أسس لينين الاتحادالسوفيتي ولكن يبقى الصانع الحقيقي للاتحاد السوفيتي هو المارشال جوزيف استالن. وعليه

    يبقى لنا التقييم السليم للإيجابيات والسلبيات ودور الفرد في الحزب والتاريخ فالتاريخ نفسه لا ينكر دور الفرد!!...

    وكخاتمة أكرر المناشدة للرفاق أن يبقوا على الحزب الشيوعي أشداءأقوياء.


                  

12-31-2008, 07:28 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور عبدالرحيم عباس يناشد الرفاق بالتمسك بأسم الحزب الشيوعي السوداني (Re: elsharief)



    ان الاوان التمسك بارث الحزب ونضالات المؤسسين والشهداء


    من الارشيف

    دفاع الشهيد عبدالخالق محجوب فى قضية الشيوعية الكبرى

    منذ ان تم القبض علينا.. ونحن نشاهد مظاهرة كبرى ينظمها المختصون فى جهاز الامن بالاثارة وبالاشاعات... بان ثمة شخصيات خطيرة على امن الوطن تم القبض عليها... لكن المظاهرات المصطنعة والضوضاء الجوفاء لايمكن ان تلهى شخصا عاقلا ولايمكن ان تصرف فكره عن الحق فالحق ابلج والباطل لجلج

    ان هذه القضية المعروضة امامكم ياسعادة القاضى تمس مباشرة نشاطى السياسى ونشاط زملائى وذلك الرهط من الرجال الشرفاء الذين قام على اكتافهم حزب الجبهة المعادية للاستعمار
    اننى لم اصل الى النظرية الماركسية عبر طريق النضال السياسى فحسب ولكننى توصلت اليها فى بحثى وراء الثقافة التى تنسق عقل الانسان ووجدانه
    كيف دعوت الى مبادئ فى الاستقلال والاشتراكية؟؟ والى اى مدى وصلت ؟ لقد سلكت منذ اول يوم رجعت فيه الى بلادى طريق الشرح والاقتناع للدعوة للمبادئ الاشتراكية ولم يثبت على ولن يثبت اننى سلكت طريق الارهاب او تسببت فى اراقة دماء المواطنيين.. لقد ساهمت النظرية الماركسية فى توسيع نطاق الحركة الشعبية فى البلاد: اذ ان الرجال الذين اتخذوها منهجا,نظموا الطبقة العاملة السودانية فى نقابات متينة كانت قاعدة ثابتة وصلبة للنضال من اجل الاستقلال
    ان نشاطنا الايجابى البناء لم يقتصر على المساهمة فى انجاز الاستقلال... بل امتد وتزايد مداه بعد اعلان الاستقلال ان حزبنا اول مؤسسة دعت الى مناهضة الاحلاف العسكرية الاستعمارية... وكنا الحزب الوحيد الذى يملك برنامجا ايجابيا لمابعد الاستقلال... شرحنا للشعب اهمية الديمقراطية.. وشرحنا خطر المعونات الاميريكية.. وبصرنا الشعب بكل الاخطار المحدقة باستقلاله وكرامته
    والحزب الذى يناضل من اجل الديمقراطية هكذا حزب واضح ومفهوم لدى الشعب لايحتاج لاخفاء نفسه عن الجماهير الشعبية
    اننا نفهم التقاليد السودانية متركزة فى حب الحرية والكرامة والصراحة والشهامة وفوق كل ذلك فى قولة الحق,لكن هذه التقاليد عرضه للانهيار .اذا اندفعت البلاد فى طريق الانانية والفردية التى تعبر عنها المجتمعات الراسمالية والاقطاعية؟؟
    طريقان لاثالث لهما طريق الراسمالية وهو طريق لامنفذ له ... وطريق الاشتراكية الوضاء
    ان الديمقراطية فى نظرى هى الضمان لمكافحة الفساد فما من قوة تستطيع مراقبة الفساد واجتثاثه غير رقابة الشعب ولارقابة للشعب الااذا تمتع بحرياته كاملة واصبحت له سلطة تغيير الحكام....


    القاضى يحي عمران يحيل المتهمين الى محكمة كبرى
    يحدد ميعادها فيما بعد؟؟؟؟؟؟

    لكن الموعد لم يحدد ابدا فقد ادرك ملفقوا القضية ان الشيوعيين سيحاكمون السلطة بدلا من ان تحاكمهم
                  

12-31-2008, 08:18 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور عبدالرحيم عباس يناشد الرفاق بالتمسك بأسم الحزب الشيوعي السوداني (Re: elsharief)


    لم نرتكب اى خيانة ضد الوطن وشعبه وقفنا مع التقدم ومصالح الناس .واذا متنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التى اشتركنا فى بنائها مع آلاف الناس
    الشهيد الشفيع احمد الشيخ
                  

12-31-2008, 08:41 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور عبدالرحيم عباس يناشد الرفاق بالتمسك بأسم الحزب الشيوعي السوداني (Re: elsharief)



    حول اسم الحزب

    تاج السر عثمان [email protected]

    من القضايا التي سوف يناقشها المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني هي اسم الحزب:هل يظل الحزب مستمرا باسمه القديم الحزب الشيوعي السوداني ام يتم تغيير اسمه؟، ومؤتمر الحزب هو الذي يفصل في ذلك، وهذا الموضوع يحتاج لمناقشة عميقة قبل البت فيه.

    معلوم أن المؤتمر الثالث في فبرايرعام 1956 م هو الذي قرر تعديل اسم الحزب ليكون الحزب الشيوعي السوداني ، فقبل ذلك كان الاسم : الحركة السودانية للتحرر الوطني ، وكما هو واضح كان ذلك تعبيرا عن هدف الحزب المباشر عندما تأسس في اغسطس 1946 المتمثل في الجلاء التام وتقرير المصير ، وبعد الاستقلال نشأت ظروف جديدة تناولها بالدراسة والتحليل المؤتمر الثالث في وثيقة( سبيل السودان نحو تعزيز الاستقلال والديمقراطية والسلم) ، وهى أن البلاد دخلت فترة جديدة تتطلب مواصلة النضال من اجل استكمال الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي والثقافي ، بانجاز مهام االثورة الوطنية الديمقراطية .

    وكما هو واضح تم اتخاذ اسم الحزب الشيوعي في ذلك المؤتمر في وجهة تحقيق اهداف الحزب القريبة والبعيدة ، اى انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية التى تفضي الى المجتمع الاشتراكي ، وأن الاشتراكية هى الطور الادني من المجتمع الشيوعي ، في الاشتراكية يتفاوت الناس حسب مقدراتهم الذهنية والعضلية ويكون للانسان حسب عمله ، اما المجتمع الشيوعي فهو طور اعلى تتدفق فيه ينابيع الثروة وياخذ الانسان من المجتمع حسب حاجته ويتم فيه الغاء قانون القيمة واستغلال الانسان للانسان ويتحقق فيه تطور الفرد الحر باعتباره الشرط لتطور المجموع الحر.

    جاء في دستور الحزب الشيوعي السوداني المجاز في المؤتمر الرابع المنعقد في اكتوبر 1967 وتحت عنوان الاهداف والوسائل: ( ان الحزب الشيوعي بطبيعته هذه يهدف الى تغيير المجتمع بانجازالثورة الوطنية الديمقراطية والسير بالبلاد نحو الاشتراكية ثم الشيوعية).

    كما جاء ايضا( هذا المجتمع-الشيوعي- الذي يضعه الحزب الشيوعي هدفا نهائيا له ويستمد منه اسمه هو المجتمع المتطور ماديا وروحيا، تنسجم فيه مصالح الفرد مع مصالح الجماعة وتتطهر فيه علاقات البشرمن الاعتبارات النفعية وتقوم على اساس من الاخاء الحق).

    ومعلوم أن ماركس وانجلز ولينين كانوا يركزون على اسم الحزب الشيوعي بهدف التمايز عن الاحزاب الاشتراكية الاخرى سواء كانت اشتراكية وطنية أو فاشية أو فابية أو ربطت نفسها بسياسات الدولة البورجوازية ، وفي مجتمعاتنا العربية والافريقية سادت في الفترة التى اعقبت نهوض حركات التحرر الوطني شعارات الاشتراكية العربية والافريقية والقومية ... الخ.

    أشار انجلز الى أن الاشتراكية تحولت الى علم باكتشاف المفهوم المادي للتاريخ ونظرية فائض القيمة التى كشفت جوهر الاستغلال الرأسمالي يومئذ ، وهذا هو ما ميز الاشتراكية العلمية أو الشيوعية العلمية عن بقية المدارس الاشتراكية الاخرى ، واصبح الواجب تطويرها في كل النواحي ، وأن الصراع الباطني أوالتناقضات الكامنة في الرأسمالية سوف تؤدي الى نفيها ديالكتيكيا ، وان الاشتراكية سوف تخرج من رحم الرأسمالية ، وبالتالى سوف تظل حاملة لسماتها لفترة تاريخية طويلة، وانها سوف تستند على منجزات الرأسمالية في التكنيك والانتاج وفي الفكرالسياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وطالما كانت الاشتراكية هى طور ادنى من الشيوعية ، وبالتالى سوف تكون حاملة لكل تناقضات الرأسمالية لفترة طويلة بحيث لايمكن القفز فوق هذه المرحلة التى سوف يكون فيها الحق برجوازيا ، وأن قانون القيمة الذي يعبر عن حركة انتاج وتبادل السلع في الرأسمالية سوف يفعل فعله ، وبالتالى لابد من التحكم في مساره ومجراه ، بتلبية المتطلبات الأساسية للمواطنين وتوفير احتياجاتهم الاساسية في التعليم والصحة والضمان الاجتماعي والسكن وضمان حق الامومة والطفولة والشيخوخة ... الخ ، وان مرحلة الانتقال للمجتمع الشيوعي سوف تستغرق فترة تاريخية طويلة ، كما تفادى ماركس السؤال حول شكل المجتمع الشيوعي القادم بقوله أن العلم هو الكفيل بالاجابة في المستقبل.

    اذن الموضوع في نظر ماركس وانجلز كان مبنيا على العلم والمعرفة واخذ واقع وخصائص كل بلد في الاعتبار وعدم القفز فوق المراحل ، وجاءت التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي في ظروف كانت البلاد فيها متخلفة تقنيا ، فقد كان ماركس يفترض أن الاشتراكية سوف تنطلق في بلدان رأسمالية متطورة تقنيا مثل انجلترا والمانيا ، ولكن ذلك لم يكن متوفرا في روسيا التى كان حوالى 70% من سكانها يعيشون في امية ، وبالتالى ، فان ستالين انجز مهمة التصنيع واللحاق بركب الدول الرأسمالية الصناعية بتكلفة انسانية باهظة وفي ظروف حصار اقتصادي وفي حروب اهلية اضافة للحرب العالمية الثانية التى فقد فيها الاتحاد السوفيتي 20 مليون شهيد ، اضافة لسباق التسلح الذي انهك الاقتصاد السوفيتي ، اضافة للتوجهات الايدولوجية الخاطئة التى كانت تشير الى ان البلاد دخلت مرحلة الاشتراكية المتطورة ، وأن البلاد اصبحت على قاب قوسين أو أدنى من المجتمع الشيوعي. اضافة لغياب الديمقراطية جراء فرض نظام شمولي في المجتمع تميز بنظام الحزب الواحد وربط النقابات والاتحادات والمؤسسات التشريعية بالدولة ، والغاء دور منظمات المجتمع المدني الاخرى ومصادرة نشاطها بعيدا عن الدولة. اضافة للسياسة الخاطئة تجاه الاديان فقد جعل ستالين من الالحاد سياسة رسمية للدولة ، في حين كان ذلك يتعارض مع افكار ماركس وانجلز التى كانت تركز على حرية الضمير والمعتقد ، وان المسائل التي تتعلق بضمائر الناس ومعتقداتهم لايمكن حلها بقرارات ، وترك كل شئ للتطور الطبيعي. هذا اضافة الى أن الهدف ليس احلال دين محل دين بجعل الالحاد سياسة رسمية للدولة ، فالدولة كما هو معلوم لكل الناس بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والسياسية والفكرية والفلسفية.

    ان فشل التجربة الاشتراكية لايعنى فشل الماركسية ، ولكننا نستخلص دروس تلك التجربة ونبني على ايجابياتها ونستفيد من اخطائها في بناء نماذج اشتراكية اكثر عدالة وديمقراطية وانسانية، صحيح أن الهدف المباشر هو انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية ، وأن الهدف المباشر الاكثر من ذلك هو اصلاح الخراب الذي احدثه نظام الانقاذ في مختلف مناحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية، ولكن هل ذلك يعنى التخلى عن هدف المجتمع الشيوعي الذي تشكل الاشتراكية طورا ادنى منه؟.

    قد يشير البعض الي أن الشيوعية مازالت حلما طوباويا بعيد المنال، ولكن كما هو معلوم أن اعظم الانجازات البشرية كانت حلما راود المفكرين والمخترعين ولماذا لانحلم بعالم سعيد ؟ ولماذا نقنع بابيات الشعر: لاتحلموا بعالم سعيد / فخلف كل طاغية يموت / طاغية جديد. ؟ وأن الاحلام والاهداف العظيمة سوف تظل طاقة محركة للبشرية طالما ارتبطت بالنشاط والنضال والعمل. وهكذا كان حلم المدينة الفاضلة منذ افلاطون والفارابي وعدالة عمر بن الخطاب وفكرة المهدى المنتظر في الفكر الصوفي الذي سوف يملاء الارض عدلا بعد أن ملئت جورا.

    وأن الحلم والنضال من اجل المجتمع الاشتراكي بشعاراته في المساواة والعدالة الاجتماعية ومساواة المرأة بالرجل وازالة الاضطهاد الطبقي والقومي والجنسي و حق تقرير المصير وتوفير احتياجات الناس الاساسية في التعليم والسكن والعلاج وضمان حقوق الامومة والشيخوخة ... الخ ، أتي اكله، اذ اصبحت تلك الشعارات من المواثيق العامة للامم المتحدة، وأن حركة العاملين والكادحين في البلدان الرأسمالية المتطورة حققت مكاسب كثيرة بتأثير من الافكار الاشتراكية وأن الرأسمالية ادخلت تحسينات كثيرة في نظامها بفعل ذلك النضال ولم يكن منحة منها.وبتأثير الافكار الاشتراكية والتحررية نالت كثير من بلدان العالم الثالث استقلالها السياسي وخاضت تجارب التنمية المستقلة بعضها سقط والبعض الآخر مازال سائرا في الطريق مثل الصين وفيتنام وكوبا.. الخ. ومازال البعض ينهض من جديد في امريكا اللاتينية وغيرها، ومازالت حركة العاملين باجر في بلدان العالم الرأسمالي في حالة نهوض من اجل تحسين اوضاعها المعيشية والثقافية ومازالت حركة الشعوب تقاوم مؤسسات الرأسمالية المعاصرة والتى تتجلى في المظاهرات خلال اجتماعات دول الثمانية الكبار والناتو وبقية مؤسساتها مثل منظمة التجارة العالمية والبنك والدولي وصندوق النقد ، ومازالت حركة التضامن مع شعب العراق مستمرة والمطالبة بسحب القوات الاجنبية منها ، اضافة الى مقاومة النزعات الفاشية والاتجاه لمصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية بدعاوى محاربة الارهاب الذي تغذية وتفرزه الرأسمالية المعاصرة كما تفرز الكبد الصفراء، ومازال النضال مستمرا ضد شراسة الرأسمالية في مرحلة العولمة الحالية.

    هذه أبرز الحجج الذي يطرحها الذين يؤيدون الابقاء على اسم الحزب الحالى ، وأن تجديد الحزب لايعنى تغيير اسمه ، فهناك احزاب كثيرة جددت نفسها وظلت على اسمها القديم : الحزب الشيوعي ، فتجديد الحزب ليس مرادفا لتغيير اسمه .

    اضافة للخصوصية التي تميز بها الشيوعيون في السودان وبشهادة اعدائهم مثل: طهارة اليد والدفاع عن قضايا الناس وعن الحقوق والحريات الديمقراطية في بلادنا واسهامهم في ادخال الوعي في صفوف الجماهير وبناء التنظيمات النقابية والديمقراطية في البلاد ، حتى اقترن اسم الشيوعية بكلما هو عادل ونبيل في بلادنا ، وحتى لو تم تغيير الاسم ، فان اسم الحزب الشيوعي السابق سوف يظل يلاحقنا ، وأن الافتراءات على الشيوعيين سوف تستمر ، وسوف تزداد شراسة الحملة ضدهم طالما تمسكوا بمبادئهم والدفاع عن قضايا العدالة الاجتماعية والديمقراطية في بلادنا، وان تغيير اسم الحزب يجب أن يستند على حجج عميقة ، ليس من بينها اننا اذا غيرنا الاسم سوف نتحول الى قوى اجتماعية كبرى!! ، هذا علما بأن الحزب عندما تم تأسيسه كان باسم الحركة السودانية للتحرر الوطني ، ولم يعصم ذلك الاسم من هجوم القوى الرجعية ضده، ووصفه بالالحاد ، فهذه حجة مردودة.

    لم يحظ اسم الحزب في المناقشة العامة بدراسة ومناقشة وافية ، فمن مجموع المساهمات التى نشرت في الكتاب الثاني(أ) من التلخيص الختامي للمناقشة العامة والتى بلغت 275 تطرق 107 لاسم الحزب أى بنسبة 38,9% ، هذا فضلا عن أن المناقشات التى وردت حول اسم الحزب في تلك المناقشات لم تكن عميقة وبحيثيات كافية لها مرتكزاتها الفكرية والسياسية والفلسفية والتي توضح لماذا الابقاء على اسم الحزب أو تغييره ، ماعدا مساهمة واحدة هى مساهمة عبد الرحمن التى وضحت حيثيات تغيير اسم الحزب الى الاشتراكي .

    الاعتبارات التى اشار اليها المساهمون حول تغيير الاسم ارتكزت على الآتي :

    - ارتباط اسم الحزب بالالحاد ونحن لسنا حزبا الحاديا.

    - اسم الحزب الذي اتخذه المؤتمر الثالث لم يكن يعبر عن حقيقة الصراع في بلادنا.

    - من شأن التغيير أن يجذب عضوية اكبر تحت شعارات الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية .

    كما ارتكزت اسس التسمية على الآتى :

    - بناء على متطلبات العصر مثل : الديمقراطية والنضال من اجلها ومتطلبات الواقع السوداني ، تقاليد الشعب السوداني وتطلعاته.

    - ارتباط الاسم بالمرحلة الوطنية الديمقراطية.

    - كما أن هناك اقتراح بالتطرق للاسم(بقاء أو تغيير) بعد اقرار الدستور والبرنامج.

    هذا وقد بلغت نسبة الذين مع تغيير الاسم 85,1% ، اما بقية المساهمات وعددها 186 فلم تتطرق للاسم بينما رأى البعض انهم مع تغيير الاسم اذا رأت الأغلبية ذلك.

    هذا اضافة الى أن أسم الحزب يرتبط ايضا بالمحورين الاول والثاني في المناقشة العامة ( دروس انهيار التجربة الاشتراكية والماركسية) ، وأن المناقشة العامة حول هذين المحورين سوف تستمر لسنوات طويلة ولايمكن حسمها باجراءات ادارية بل يجب اعطاءها الوقت الكافي حتى تنضج الافكار وتتبلور علي نار هادئة وعلى اساس قناعة عميقة ، خاصة وأن كل الاحزاب الشيوعية تعكف على دراسة هذين المحورين ، وأن اغلب الاحزاب الشيوعية التى حضرت اجتماع الاحزاب الشيوعية والعمالية الأخير في منسك الفترة:3- 5 /نوفمبر 2007م ( 72 ) حزب مازالت متمسكة باسم الحزب الشيوعي .

    كما ورد في المقترحات عمل استبيان تشترك فيه كل عضوية الحزب توضح الابقاء على الاسم او تغييره والاسم البديل مع الحيثيات ، وهذا لم يتم .

    خلاصة القول في هذه الورقة أن قضية اسم الحزب وتغييره ليست كاسماء الشركات السودانية المسجلة حسب قانون 1925 ، يمكن تغييره بسهولة ، بل أن للمسالة مرتكزات سياسية وفكرية وفلسفية تتعلق بفترات ومراحل التطور الاجتماعي في البلاد ، والتمايز في التوجهات الطبقية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عن الاحزاب الاخرى، وبالتالى ، لابد من المناقشة العميقة والمرتكزة على جيثيات ، حتى يتم الابقاء على اسم الحزب أو تغييره بقناعات وحجج منطقية مقنعة لاغلبية عضوية الحزب . وأن تجديد وتطوير الحزب ليس مرادفا لتغيير اسمه، فالمهم هو محتوي الحزب وتوجهاته الطبقية المنحازة للطبقة العاملة والكادحين، وتوجهاته الفكرية التي تتخذ من الماركسية هاديا ومرشدا لدراسة الواقع من اجل استيعابه وتغييره الي الافضل.


                  

12-31-2008, 08:48 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور عبدالرحيم عباس يناشد الرفاق بالتمسك بأسم الحزب الشيوعي السوداني (Re: elsharief)



    حوار حول اسم الحزب

    تاج السر عثمان

    الخرطوم: بري
    [email protected]

    كتب الي الصديق مجدي عمر تعليقا علي مقالي حول اسم الحزب، خلص فيه الي استحالة قيام المجتمع الشيوعي، وبالتالي الاكتفاء بالمجتمع الاشتراكي، وبالتالي لابد من تغيير اسم الحزب الشيوعي.

    اشار مجدي الي دستور الحزب: بان الهدف انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية التي تفضي الي المجتمع الاشتراكي ومن ثم الي المجتمع الشيوعي، وكل ذلك ( تحت قيادة الطبقة العاملة كما عرفها ماركس وانجلز ولينين(العمل اليدوي) وهي لاتشمل العمل الذهني(المهنيين)، وتحديدا يتم ذلك تحت قيادة الطبقة العاملة(الحزب الشيوعي).

    كما اشار( يجب أن نتفق اولا بأن هدف الحزب واستراتيجيته هي التي تحدد الاسم وليس الرغبات الذاتية او الاحلام أو التصويت).

    اولا: لااتفق مع ما ذكره ان الطبقة العاملة تشمل العاملين اليدويين، ولا تشمل العاملين بادمغتهم أو بذهنهم. هذا مفهوم غير صحيح وغير ماركسي، كما تعلم أن ماركس في مؤلفه(رأس المال) المجلد الاول عرّف قوة العمل بأنها:

    (نعني بقوة العمل او القدرة على العمل، مجموع المقدرات العقلية والجسمانية الموجودة في شكل جسماني، في شخصية حية، نقصد قدرات الانسان التي يضعها في الحركة كلما انتج سلعة إستعمالية من أي نوع’’[1] )

    يواصل ويقول ‘‘إن قوة العمل توجد فقط كقدرة، كقوة لشخص حي’’

    ويستدرك قائلا ‘‘ولكن قوة العمل تصبح حقيقة فقط في الممارسة، إنها تحرك نفسها فقط من خلال العمل حيث يتم إستعمال كمية محدودة من العضلات والاعصاب والدماغ...الخ).

    اذن غير صحيح تعريف الطبقة العاملة بانها (العمل اليدوي)، فهذا مفهوم غير ماركسي، اضافة للثورة العلمية التقنية التي نعيشها اليوم، التي اتسع فيها مفهوم الطبقة العاملة التي اصبحت تضم العاملين بايديهم وادمغتهم، والذين يتعرضون للاستغلال الرأسمالي، ويتم الاستحواذ علي فائض القيمة منهم، رغم التفاوت في التركيب العضوي والمهني لقوى العمل اليدوي والذهني، ولكن مايجمع بينهم انهم يتعرضون للاستغلال الرأسمالي، وقد جرت سجالات واسعة حول هذا الموضوع في المناقشة العامة(راجع اعداد مجلة قضايا سودانية التي كانت تصدر في الخارج في التسعينيات من القرن الماضي، علي سبيل المثال راجع مناقشة د.صدقي كبلو للمرحوم الخاتم عدلان حول مفهوم الطبقة العاملة، في كتاب صدقي حول موسم الهجرة الي اليمين).

    ثانيا: حول مفهوم الدور القيادي للطبقة العاملة، توصلنا من خلال تجربتنا ومن خلال نقدنا للتجربة الاشتراكية الستالينية، ان الدور القيادي لا يتم بالفرض او الوصاية أو فرض الحزب الواحد بالقانون، ولكن بالاقناع ومن خلال النشاط العملي والمثابرة في الدفاع عن قضايا الكادحين حتي تصبح قيادة فعلا لاقولا، من اخطاء التجربة السوفيتية دمج الحزب بالدولة ودمج النقابات بالدولة، والواقع ان الطبقة العاملة لم تكن تحكم في التجربة الستالينية، فقد سلبت البيروقراطية الحاكمة الطبقة العاملة هذا الدور، وهذا مفهوم غير ماركسي، كما توصلنا عن طريق تجربتنا الطويلة ان الوصول للنظام الوطني الديمقراطي، ومن ثم الاشتراكي، يتم عبر التعددية السياسية وبطريق ديمقراطي جماهيري.

    ثالثا:أري انه توصل الي حكم نهائي باستحالة بناء مجتمع شيوعي، رغم انه اتفق معي ان النقاش سوف يستمر حول ذلك لفترة طويلة بعد المؤتمر الخامس، حين ذكر (لايمكن بناء مجتمع شيوعي كما تحدث عنه ماركس وانجلز ولينين لا في السودان ولا في اى بلد من بلاد العالم. لذا يجب الا يكون بناء هذا المجتمع هدفا للحزب ، وبالتالي يجب أن لا نبقي علي الاسم الحالي، لهذا السبب). كما أشار الي أن المجتمع الشيوعي (مجتمع طوباوي).

    كنت سوف اتفق معه اذا اشار أن الي أن الشيوعية هدف بعيد، وحتي علي مستوي ذلك الهدف البعيد، نلاحظ ان ماركس وانجلز في البيان الشيوعي كان يتحدثان عن ان من اهداف المجتمع الشيوعي تحقيق مجانية التعليم العام، نجد أن هذا الهدف تحقق بفضل نضال العاملين حتي في المجتمعات الرأسمالية المتطورة.

    ولكن لااتفق معه حول هذا الحكم النهائي، ودعنا نرجع للمبادئ الاولية التي تحدث عنها ماركس والذي اعتقد انه كان من اكثر المفكرين والفلاسفة واقعية وبعيدا عن الطوباوية، علي سبيل المثال: تحدث ماركس في مؤلفه(نقد برنامج غوتا) عن مجتمع اشتراكي سوف يخرج من احشاء المجتمع الرأسمالي الحالي الذي يتميز بالتناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج وعلاقات الانتاج التي تقوم باستحواذ قلة علي جهد العاملين، اى ان فائض القيمة يذهب لثراء قلة من الرأسماليين بحكم منطق نمط الانتاج الرأسمالي الهادف الي تحقيق اقصي قدر من الارباح علي حساب الكادحين. اشار ماركس الي انه عندما يخرج المجتمع الاشتراكي من صلب المجتمع الرأسمالي، سوف يكون حاملا لسماته لفترة تاريخية طويلة، اطلق عليها ماركس الاشتراكية أو الطور الادني من الشيوعية، وفي هذه الفترة سوف يظل التفاوت بين الناس حسب قدراتهم الجسدية والعقلية قائما، و بالتالي سوف يتفاوتون في دخولهم وهو ما اطلق عليه ماركس ( من كل حسب قدرته ولكل حسب عمله)، اي أن الحق البورجوازي سوف يظل مستمرا، اى أن قانون القيمة الخاص بحركة السلع في المجتمع الرأسمالي سوف يظل فاعلا، وبالتالي ان هدف مرحلة الانتقال(الاشتراكية) هي لجم التطور الرأسمالي وليس ايقافه، اما فائض القيمة الناتج من عمل الكادحين فسوف يتحول الي تلبية احتياجات الناس الاساسية: في التعليم الصحة،

    حماية الامومة والطفولة، الضمانات الاجتماعية ضد الشيخوخة..الخ.

    كان ماركس واقعيا، لأنه افترض ان الرأسمالية لايمكن ان تزول بين يوم وليلة، وبالتالي أشار الي مرحلة الاشتراكية كطور ادني من الشيوعية، والتي يستمر الحق البورجوازي فيها لفترة تاريخية طويلة.



    أى أن الاشتراكية هي طور ادني من المجتمع الشيوعي الذي يشكل بداية تاريخ الانسانية الحقيقي، ويتحقق شعار لكل حسب حاجته، وتطور الفرد الحر كشرط لتطور المجموع الحر، والانتقال من مملكة الضرورة الي مملكة الحرية، واضمحلال الدولة وليس الغاءها، والغاء قانون القيمة الذي يتم فيه سيطرة المنتوج علي المنتجين(زوال الاستلاب).

    ورغم أن الشيوعية مازالت هدفا بعيد المنال، وحتي الاشتراكية، والمرحلة الوطنية الديمقراطية، اذ أن الهدف المباشر حاليا هو برنامج اسعافي يتم فيه اصلاح الخراب الذي تم في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاخلاقية، وهذا البرنامج يتداخل ويتشابك مع المهام الوطنية الديمقراطية، اذ أن كل خطوة نحققها في ذلك تقربنا من البرنامج الوطني الديمقراطي.

    ارى، انه ليس هناك مبرر منطقي لأن نتخلي عن هدفنا البعيد المجتمع الشيوعي، الذي يبدأ فيه تاريخ الانسان الحقيقي، ويزول فيه كل اشكال الاستغلال، فالاشتراكية هي طور ادني، يظل قانون القيمة الذي يعبر عن التفاوت موجودا، فلماذا نستبدل الذي هو اعلي بالذي هو ادني؟.

    هذا اضافة الي أن الارتداد من الاشتراكية الي الرأسمالية يمكن أن يتم بسهولة، كما حدث في التجربة الاشتراكية السوفيتية.

    فاذا كان هدفه النهائي المجتمع الاشتراكي كما اشار، فانه يطلب الطور الادني الذي يسهل منه الارتداد للرأسمالية، وليس الطور الاعلي الذي يتم فيه الغاء كل اشكال الاستغلال، ويستحيل فيه الارتداد للرأسمالية.

    رابعا: اود أن اؤكد مرة اخري، أن تجديد وتطوير الحزب ليس مرادفا لتغيير الاسم، علي سبيل: انني حضرت اجتماع الاحزاب الشيوعية والعمالية في منسك الفترة(3- 5 نوفمبر 2007م)، لاحظت أن اغلب الاحزاب التي جددت نفسها في اوربا واسيا وامريكا اللاتينية..الخ، ما زالت محتفظة باسم الحزب الشيوعي، وحتي التي لها اسم غير الحزب الشيوعي مازالت قناعتها بالهدف البعيد المجتمع الشيوعي، لم تتغير. ومن الممكن أن يكون هدفك المجتمع الشيوعي، ولكن اسمك غير الحزب الشيوعي، مثال الحزب الاشتراكي الالماني الموحد في المانيا الذي كان هدفه النهائي المجتمع الشيوعي ولكن اسمه لايعبر عن الهدف النهائي.

    خامسا: اشار الي أن اغلب عضوية الحزب مع تغيير اسم الحزب ، في حين أن الصحيح أن ماورد في المناقشة لعينة محدودة شملت 107 من الذين تطرقوا لاسم الحزب في المناقشة، واغلب الحيثيات كما اوضحت في المقال كانت ضعيفة في نظري، ولم تستند الي مناقشة فكرية عميقة.

    باختصار أود ان اوضح لمجدي، من منطلق الواقعية، ان الهدف المباشر الآن: برنامج اسعافي يتم فيه اصلاح الخراب التي تم في فترة الانقاذ، باعادة تاهيل القطاع الزراعي والصناعي والبنيات الاساسية مثل السكة الحديد والنقل النهري والخطوط الجوية والبحرية، وان تدعم عائدات النفط التعليم والصحة والخدمات(مياه، كهرباء.الخ)، التحول الديمقراطي والغاء القوانين المقيدة للحريات، السيادة الوطنية، توحيد الوطن علي اسس طوعية وديمقراطية، الحل الشامل لقضية دارفور..الخ، هذا البرنامج الاسعافي يتشابك ويتداخل ولاينفصل عن المهام الوطنية الديمقراطية بقواها وتحالفاتها، اضافة الي أن المرحلة الوطنية الديمقراطية تتشابك ولاتنفصل عن المرحلة الاشتراكية، والاشتراكية نفسها لاتنفصل عن المرحلة الشيوعية، اذ أن الاشتراكية هي الطور الادني من الشيوعية.

    اذا امتلكنا هذا الوضوح النظري والمتماسك الذي يربط ربطا ديالكتيكيا بين الاهداف البعيدة والقريبة، فلن تركبنا الحيرة، ولانحتاج لتغيير اسم الحزب، أو نصفي الحزب بحجة استحالة الوصول الي المجتمع الشيوعي بطرح غير سليم لمفهوم الشيوعية، علما، بان طرح مجدي غير جديد، فقد تبنته احزاب الاممية الثانية بعد وفاة ماركس وانجلز، صحيح انها طرحت جانبا سليما مثل الوصول لللاشتراكية بطريق برلماني، ولكنها حذفت المجتمع الشيوعي كهدف بعيد من برامجها، واكتفت بالاشتراكية فقط، ولكنها في النهاية وقعت في مصيدة الرأسمالية، ولم تنجز حتي تحولات اشتراكية عندما وصلت للسلطة، بل ابقت علي المجتمع الرأسمالي بركائزه.

    سألني مجدي عن رأي حول اسم: راى واضح أنه اذا تم الاتفاق علي الهدف البعيد المجتمع الشيوعي، فلا يغير من الموضوع اسم الحزب الشيوعي أو أى اسم آخر.

    مع تحياتي وتقديري لمجدي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de