|
اطفالنا محارم من ورق ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
لم يفكر كثيراً ... لم يتردد ... لم يحرك ضميره ساكناً ... ان ملك ضميراً اصلاً ... بعينين تشعان موتاً ... نظر الي ضحيته ... لم يلحظ الفرق في كل شي بينهما... بداية بالحجم ... نهاية بالعقل ... لم يتوقف و لن يتوقف ... و اذا ما توقف تحرك ... دون تردد انقض ... دموع و دماء لم يرق لها قلبه ... لم تنقذها دموع زرفتها ... لم تحركه أنات الم أصدرتها ... و هل يسمع قلب تحجر ... ام هل يعي قلب تحوصل ... اصرخي و ما ناديت اذ صرختي حياً ... لم يسمع صرخات رعب تعبر عن ألم عميق... جرح دفين سيبقي ان كتبت لها النجاة سنين... لم ينظر الي وجهها ... وان نظر فلم تاثر فيه كل معاني الذعر و الخوف التي احتلت ماكان يحمل يوماً بسمتها و برائتها ... لم يؤثر فيه اي شي ... كما لم يحرك فيه اي شي ساكناً الا رغبة مريضة ... و نفس معتلة ... و مدينة جريحة ...
ظن انه سيد الموقف و اسير/امير النشوة... راقت له فكرة كونه حيوان كاسر فارتاح نفسياً ...
كان وقتها بيدق في رقعة المدينة الفاضله تحركه غريزته الحيوانية وشهوته الشيطانية... اما هي فكانت لا شي مجرد منديل ورقي ...
صاحب مغامرة حمراء كم مني نفسه بها... الان حلمه يتتحقق ... ولو كان مع طفلة لم يتجاوز عمرها السنوات الخمس. .. لم يتوقف عن الحراك رغم ان صوت الصغيرة ضاع في الهواء و توقفت عن الحراك ... ماتت هي و ارتعش هو ... بكل ظفر حملها و رماها في بئر .. تخلص منها كمحرم ورقي احادي الاستخدام ...
هي قصة قد تكون واقعية ... قد تحدث في اي رقعة جغرافية اما حدوثها في المدينة الفاضلة فأمر جلل يستحق الوقوف طويلاً ...
ففي مدينتي الفاضلة لا تكاد شمس براءة ان تشرق و الا غربت قسراً ... في مدينتي الفاضلة ما نبتب زهرة الا وئدت سراً ...
و كما يختنق شارع مدينتي الفاضلة ... تختنق الضحكات عند ميلادها هنا ... و كم يضيع صوت العقل و الضمير وسط الازدحام... في مدينتي الظالم/ه اهلها لا ضير ان تسرق ضحكة طفل او طفلة ... وفي الليلة الظلماء يغتصب شبل او شبله ...
وان نجا من الاغتصاب لحقته اسائة جنسية او جسدية ... في ليلة ظلماء كان الشيطان سيدها و حاضرها ... و ما اكثر ليالي مدينتي الفاضلة الظلماء ...
اطفال متعددة الاستخدام و الاغراض ... اطفال محارم ورقية لاضير ان تستخدم مرة واحدة و ان ترمي في مرحاض او بئر ليلاً... لتكتشف جثة البرائة بعد ان اغابت شمس الحق فجراً ... وكما سرق منا ماض/حاضر ... ربما غد تسرق الفرحة من قلب اسرة ... وتسلب السعادة كما تنتهك الانثي ..
فالذئاب يعلوا عوائها .. لم تعد تسكن تلك الاماكن القصية و الاوكار ... صارت تسكن بيننا ... و تسكن الافكار ... تمشي بيننا مرفوعة الزيل و الراس ... ليل نهار ... ونعوي نحن في الصحراء بلا مأوى ... و نتسأل هل هذا وطن أم مبغى؟
و نتسأل عن كوارث الاغتصاب الي متي ... سؤال له الف إجابة ... و اجابة ...
و اذا ما خرجنا عن اطار الاغتصاب تلاحقنا الاسائة الجنسية .. و البدنية ... فكم كانت دهشتي عندما اكتشفت ان البالغين في مدينتي الفاضلة لا يعرفون كيف يكون التصرف في حالة الاساءة الجنسية فمابالك بالاطفال ...
جرائم الاغتصاب و الاسائة الجنسية تعد واحدة من اخطر الجرائم التي توثر تأثيراً كبيراً في النسيج الاجتماعي ... فلها مردود اني وان كان سيئاً و اسود لا يقل اثراً عن مشاكل و اثار تظهر بعد سنين ... هداء قلبي قليلاً لتحرك عدد من القانونيين والمختصين في المدينة الفاضلة للوقوف عل حجم الظاهرة و اسباب تفشيها ... بل مضي البعض الي سبل اخري محاولين انقاذ طفولة انتهكت ... و مد يد عون مساعد ...عل الضحايا يستطيعون اكمال مسيرة حياة اهتزت في مهد الطفولة ... و ذهب بعض الاصدقاء من ذوي التخصصات الرفيعة في الطب النفسي ... ان السبب في تفشي تلك الظاهرة هي الاعتلالات النفسية من الذين يعانون من عقد تدفعهم لارتكاب تلك الجريمة ... عقد ناتجة عن طفولة مشروخة او واقع اليم .. ارفض ان اعترف بذلك و لكن العد يقتضي ذلك ... و لسان العقل يقول "ان اتعرض للاسائة قد يرد الاسائة باسواء منها "... الا ان وجد المساعدة ...
وذهب البعض الي لاسباب التعليقية (الشماعات التي نحملها وزر مالانحتمل) ... كالفقر... العطالة ... المخدرات و النزوح و النزاعات الداخلية ... التركيبة الاجتماعية ... الخ من افرازات المدينة الفاضلة ... تلك الحاضرة و الغائبة ... فيلجأ الشباب لملء فراغ وقتهم بارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها وأنماطها ... جرياً وراء المتعة الجنسية دون اعتبار لسن المجني عليه/ا تارة و جرائم اخري تارة اخري ...
و تطرق البعض الرقابي للاسرة و المجتمع فغياب الرقيب جعل فلاذات اكبادنا تمشي بلا رقابة ظناً منا ان المدينة الفاضلة مازالت فاضلة ... ناسين او متناسين ما تركته تركمات الافرازات السالبة علي الشارع الافلاطوني ... حروب ... نزوح ... غلاء معيشة ... تعثر زواج ... و تجارب مماثلة حولت الضحية الي سفاح ...
إذاً فإن القضية أو ظاهرة الاطفال المحارم الورقية ظاهرة متعددة المصادر و الاسباب ... تتطلب حضور جماعي للجميع بدأ من الاسرة و الشارع الي المشرع ... فكم من الاسائات تولد داخل منازلنا قبل الشارع و تسقط سهواً ... كما تسقط محارمنا تلك الورقية و البشرية
| |
|
|
|
|