|
ما بـين الإحتفاء بيـوم المـرأة ... وعذاباتها..
|
على مدى أسبوعين .. توالت المكالمات على برنامج "ما في مشكلة" بالنيل الأزرق.. من زوجات لا يشكين من ضرب أزواجهن فقط .. بل يصفن صورة كلاسيكية للعنف الزوجي (الذي قد يؤدي للقتل) تحكّم، تحقير لفظي أمام الآخرين، عنف، وسيل من الإعتذارات والوعود.. ثم تتكرر الأحداث مرة أخرى.. غالبا بنفس الترتيب..
إحدى الزوجات والتي ذكرت أنها كانت في إنتظار البرنامج من أسبوعين تقول بالحرف "خايفة الأمور تتطور ويوم يقتلني"..
في خضم حيرتها وخوفها.. لم تصوره كوحش.. قالت انه "ما مقصّر في بيته وأولاده.. علاقتي مع أهله طيبة جدا.. وبيقيفوا معاي دايما".. (فقط.. خايفاه يوم يقتلها)
الضيوف الخبراء.. سارة أبّو (لا أعرف اختصاصها بالضبط).. ود. سليمان.. أخصائي نفسي من جامعة الخرطوم.. بعد كل مكالمة.. وبثبات يحسدان عليه: ينتقدا الضرب على إستحياء.. بصورة عابرة جدا، وبعد كم هائل من اللف والدوران.. ود. سليمان يسأل بإصرار.. "الحاجات البتخليهو يضربك شنو؟ مفروض توقفيها".. كم هو سهل.. إلقاء اللوم على الضحية .. ثم قام بتخويفها بالطلاق .. "اذا خربت بيتها".. أو "ما ح ترتاحي لو سكنتي مع أخوانك".. وفي خاطري احسن الواحدة تسكن مع أخوانها.. ولا تموت؟ لا الانسانية.. القانون.. ولا العلم .. لم يسعفوا الخبراء بجملتين تلاتة مفيدات لإرشاد الزوجات المغلوبات على امرهن.. ولا نصرتهم بالفم المليان وقولة انه لا مبرر للضرب والعدوان على الإطلاق.. لم يقترح الخبراء ان ينصح الزوج بمراجعة مختص.. وهذا مدهش فعلا..
ثم هل تنتهي حياة المرأة ان قررت الإنسحاب من زيجة غير صحية .. بل تهدد سلامتها؟.. اليس من الممكن ان تبدأ حياتها مرة اخرى مع رجل يحترمها.. إحدى المتصلات ذكرت انها بصدد العودة لمقاعد الدراسة للماجستير.. (دون كلمة تشجيع واحدة من الخبراء)..
هؤلاء نساء في محنة.. يحاولن جمع شتات أرواحهن وإعادة ترتيب حياتهن المبعثرة.. في محيط قاسي ومصادر دعمه شحيحة.. وعيهن بواقعهن متفاوت.. ومحتاجات بشدة لنصح مؤسس وعلمي.. أو على الأقل إرشادهن للجهات المختصة..
"ما في مشكلة" من البرامج القليلة (في تلفزيونات الونسة والضحك)..التي تعكس مجتمعنا بثوابته ومتغيراته.. وهذا ليس لعبقرية فريق البرنامج.. ولكن لأن المشاهد العادي هو المساهم الرئيسي عبر الهاتف.. كم هو مذهل تعلّق المهاتفين بهذه النافذة للتنفيس عن الضغوط.. وطلب العون للمشاكل الشخصية والأسرية والتي ظللنا لأعوام نكنسها تحت السجادة وتحت البرش.. حتى تكوّمت وصارت تعيق الحركة.. وبالمقابل.. كم هو مذهل افتقار خبراء النيل الأزرق للحدس العادي.. ناهيك عن المهنية.. أو لديهم أجندة تختلف عما تمليه ظروف المشكلة .. والمنطق.. ليس من ضمنها تنوير مجتمع نامي.. ولا مّد يد العون..
______ ولأجل زيادة الطين بلّة.. تم تغيير شكل البرنامج الآن كثر عدد "الخبراء"..تمت إضافة "ناس" دون خلفية محددة.. بالإضافة الى داعية.. وراحت العلمية شمار في مرقة..
عن الفورمات الجديد قالت رشا.. من اليوم "البرنامج ح يكون شكله كده".. (و"كده" دي ترجع لتقدير المشاهد).. ما لم تتعامل النيل الأزرق بمسؤولية تجاه مشاهديها وهمومهم الجادة أقترح أن يقتصر دورها على الونسة والضحك..
______ لكن من سيسمع نداء المستغيثات؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما بـين الإحتفاء بيـوم المـرأة ... وعذاباتها.. (Re: نجوان)
|
Quote: ود. سليمان يسأل بإصرار.. "الحاجات البتخليهو يضربك شنو؟ مفروض توقفيها".. |
ما دي المشكله يا نجوان، بعدين لمن هي تكون براها و حاسه بمسؤليه قرارها انها تتصرف كيف في مجتمع زي ده، و عارفه عواقب انفصالها مثلا او حتي تلميحها انها غير راضيه عن تصرفاته، اكيد كلمه زي دي من نافذه صغيره هي لجات ليها اكيد بعد ان استنفدت كل الطرق، حا تاكد تفكيرها انها هي سبب المشكله و ليس هو، و ما حاتحرك ساكن لوقف تصرفات الزوج او تلجا لحركه يائسه في النهايه تروح فيها الاسره
الغريبه، نفس الشخص ده تلقيهو بره عامل فيها ارق انسان و يشجب و يدين و يستنكر و لو حصلت الحاجه دي لاخته او زوجه صديقه حتي، حا يدينها و يكون من اول الرافضين
-------------------- سلام يا نجوان، بركه بالشوفه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بـين الإحتفاء بيـوم المـرأة ... وعذاباتها.. (Re: Rihab Khalifa)
|
Quote: حقيقي انا اندهش جدا لما تجي واحدة ست وتحكي وتبكي عن حياتها السيئة مع زوجها وتشتم وتسب ، وفى نفس الوقت عايشة معاه |
مافي مبرر يا شمائل و ليك حق تستغربي، بس دي المشكله الاساسيه
شيء غسيل مخ و جزء تحكم اسري و اجتماعي و جزء ضغوط ماديه و اجزاء دور الدوله و القانون و اهم جزء، هو شعور الضحيه بالضعف و الهوان، و ده شعور ما هين، لانه بيشل التفكير و التصرف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بـين الإحتفاء بيـوم المـرأة ... وعذاباتها.. (Re: نجوان)
|
Quote: حقيقي انا اندهش جدا لما تجي واحدة ست وتحكي وتبكي عن حياتها السيئة مع زوجها وتشتم وتسب ، وفى نفس الوقت عايشة معاه
|
سلامات يانجوان, رحاب وشمائل
فى بداية فبراير كنت ضمن مجموعة من النمساويات فى تدريب تخصصى عن كيفية مواجهة العنف اغلبهن موظفات فى مراكز الحماية اللى بتعمل ضد العنف بكل اشكاله
فى فقرة من الفقرات مفروض تكون فى حكايات من الواقع المعاش, تمّ سردها بالتفصيل لتحليلها نفس سؤال شمائل ده سألتو, وجاء الرد...
Die Liebe tut Weh
الحب سبب الالم .... الاجابة ماكانت مقنعة بالنسبة لىّ الاّ فى اطار غيبوبة {الضحية{ والتى تتحول الى جانى بوعى او بدون وعى وذلك بمشاركتها فى تعذيب ذاتها... هناك الكثير المسكوت عنه,,
كنت حينها والحوار دائر حول الحب عن حب الدولة!!
نعم حب الدولة للنساء!!
صفر كبير بيحاول يجيب على اسئلة عنف المؤسسات المتمثلة فى {الدولة} وكنت فى مرة سابقة تطرقت الى الموضوع ده وتمت مناقشته ايضا فى مؤتمر فيينا 26-28/8 2005
برجع كان الله هون
شكرا يانجوان, دائما مواضيعك فى المليان وفى العميق
| |
|
|
|
|
|
|
|