|
إلـى مفيد . . شهيد الإسفلت
|
مرثية لشهداء غـــرة رمضــان « طريق شريان الشمال » إلـى مفيد . . شهيد الإسفلت
يا شاب يا راحل سلامات . .
إزيّـك ؟
يا غيمة تشيل في عز الصيف
مطر الحنيّة. . جوابات
أفراح الناس . . أحزانا
ومآسي أولاد الخرطوم
يا جايب ليهم . .
أشواق الأُمّات
يا طير مجروح
لفّيت بجناحك . . أحلى مسافرين
يا الريشك نقّط . . (غنوات)
خليت الغربة القاسية
وقسيت غربتنا
يالصوتك كان في الغيمة الهازلة
مطرة بتتقدّل . .
وهي نازلةْ
على كيف الغيم
ورتبتَ القسمات
دي ملامح جاية . .
ودي ملامح راحلةْ
تشتاقلك كل بيوت الغربة
والناس الخليتا في كُربة
ويممت تجاه الأزرق
صليت في الغيمة وجيت واقع
خشيت التُربة . . .
خشيت مُشتاق
غذيّت كيمياء الأشواق
وخليتنا سريع
وعشقك . . ما كنتَ اتصوّر
إنّو يكون سرّاق
يا داب اتاوق . . اتلفّ على حيلو
وبهدلنا . . وفــات
يا موتِّر جينات اللون
يا مُدسي في رحم . . الغيب
ومُتلفف بعباية الكون!
والكون . . من بعدك
ما راق
يا نسخة مُصغرّة من والديك
طبق الأصل
وحاشاك يا مفيد . .
ما كنتَ قليل الأصل!
لا عاق
وأخيراً يا زول يا رايع
دمك عِرف الاسفلت
صاحبو شديد
قدامك يا زول يا راحل
كمين سكة تودي عليك
دي مواني قزاز
ومطارات . .
وسكة حديد
آآآآخ يا مفيد
لو كان تتأخر . .
لو كان تستنى . .
لو كانت ( لو ) بتفيد
ولو كان بالإيد
كان صالحتك . .
كان ختيتك على ظُلّة ريد
يا زِينة بلح البركل
يا لون تُوشِيقة أركل
ما كان في إمكانا الأفضل
فاعذرنا . . آسفين
قصّرنا . .
وما في إيدنا غير الدعوات
وغير نكتب ليك . .
ونبيع أحزانك . .
نقبض فاتورة حلمك . .
ونقايض بسُكاتك . . كلمات
لاكين وحياتك يا مفيد
سفرك حرّك عتمة نورنا
هدّ بلونه الأسود . .
لون الفرح البنكي
لو كان تتاكى، وتحكيلنا
عن حلمك . . وعن طير الشارع
عن طين اللون . .
وعن شجر النبق الفارع
مين جابك من آخر الدنيا
لي آخر الدنيا
وخلاك في بالنا مضارع
وخلاص!!!
هل كنتَ بتهوى الاسفلت؟
هل كان حلمك مقدود .. حصحاص؟
هل كان بينقّط . . رصّاص
أو قطران؟
شكراً . . آسفين
وريتنا العيب الفينا
علّمتنا إنو الخوف . . مالينا
وإنو الناس . . مقامات
وريتنا وشوشنا في راحة إيدك
علّمتنا إنو الدم . . بيريدك
ولونو تحدي
يا شاب يا راحل
أحلفك إنو رحيلك . .
ماسك عصب الذكرى
وشادد وتر الزات
رابطنا عليهو شديد
فتّحنا عيونا عليك
ولقيناك . .
جهجهتَ الجِيهة البي هناك
وموانيك يا زول يا راحل
موقف باصات
مين سمّاك في الآخرة شهيد؟
مين غنّاك في كل بيوت العزا
زغرودة تصاحب . .
أحلى نشيد؟
لي مين يا مفيد الدنيا تدوم
ومين . . بالطوب الأحمر
راح يبني الظِل
لو ظلنا ميّل . . مات
آآآآه يا مفيد . .
سلّمت عليك في الغيب
شمّيت في عيونك ريحة الموت
ريحة الزلط . . وزيت العربات
حبيّتك من جوّا
ورسمتك . .
في قماشة القلب المحروق
شجرة سنط . . وزهرة ياسمين
ملّيتك في بهو الروح . .
أسماء الأربعة وعشرين
وعبيت في كل دقايق اللحظة
لون السنوات
وفي آخر حيطة الشوق
علقت أولادك فهرس
ولقيتني عليك . .
من نفسك أحرص
يا طيّب . .
يا الغضبك ما بيبين
علّقتَ في صدر الروح . .
بخرة وخرزات
وحوّطتك بي ياسين
زفيتك من أول غنوة . .
لي آخر نفس الموال
يا راحل . . ما بقول ليك
في رحم الغيمة: ( تعالْ )
ولا بقول ليك
اشمعنا اخترت الآخرة . .
مع إنو عيونا عشانك . .
فيها مجالْ!
وكيف يا مُركب . . غافلت المرسى
ويممت شِراعَك نحو الغيم
مع إنو قلوبنا حبالْ
ياخي .. تعالْ
ياخي . . تعالْ
ياخي . . تعالْ
حين شُفت الطير
واقف بينات البرزخ
وبينات بوابة العودة
شُفت عيونك . . لامعة
وحسيت . . وكإنّك مُتبسِّم
ولم شُفت عيونك دامعة
وحسيتْ . .
إنّك – سِرّاً –
بتوصي الناس القاعدين
"خلوكم عشرة على الوالدة . .
وبوسولي الأطفالْ"
صدقني إذا بالغتَ . .
أنا ما بتكلّم ساي . .
حسينا بأنّك ماشي وجاي !!
أوعك تتأخر
هل تعرف . .
إنو عذاب الناس العايشين
وأولادهم ماتوا
أفظع . . وأكبر!!
كيف تتخيّل أُمّك؟!
أُمّك بالزات!!
يا حتّة لحمة في قلب المسكينة
كيف تتحوّل سكينة
لفيت شريانا عليك
ومشيت
ويتمطّ الشريان . .
ياخوفي يقوم
يتقطّع!!
آآآآخ يا مفيد
لو كان تتأخر . .
لو كان تستنى . .
لو كانت ( لو ) بتفيد
يا زينة بلح البركل
يا لون تُوشِيقة أركل ما كان في إمكانا الأفضل
فاعذرنا . . معليش
قصّرنا . .
وما في إيدنا غير الدعوات يا شاب يا راحل
الناس تتشابا على عينيك
يكفيك النوم . . على راحت إيدي
شيلتني هم . . أبكيك
يا ماشي . . وكل خيوط الإلفة
معلّقة فيك
من يوم فارقت غبار
الحِلّة
والحِلّة بقت زي كوخ
يا شاب
يا الدّمك . . طالع بُوخ
راوني بدمك
وراوي شوارع العاصمة
يا بذرة فاكهة
في الأرض الجوخ
حلفتك بشبابك
اطلع خوخ
اطلع من بين أحضان الغيم
دفقني . .
واسقيني
أديني من الصبر السلوان
جُغمات
بديلك من شجر الحُرقة
بلح الفُرقة
يا نسمة شارع الريد
ونور الطُرقة
يا واحش كل الناس
وواحشني
وما تخاف
عصفورك . . علمني السر
شربني الموية الناشفة
كيمياء الغيم
وبرغم الريح الكاشفة
النخلة تطوّح وتموت . . واقفة
وما بتسمع . . آهات
حلفتك . .
بحنينك للبلد النايم
بينات الصحرا . .
والنيل العايم
حلفتك بأوراق التوت
والفرع القايم
لساك . . صايم؟
هل كنتَ بتحلم . . إنو تطير
تتلّم على الوليدات
وتلاقي حبيبتك . .
لِسّاك ؟
جهجهتَ الجِيهة البي هناك
حرّقت حشاها يا مفيد
وأولادك بوراك
يوماتي يساسقو عليك
يسألو منك في عز الليل
النجمات
بستنوك من تاني تعود
وبتمنوك
آآآآخ يا مفيد
لو كان تتأخر . .
لو كان تستنى . .
لو كانت ( لو ) بتفيد
يا زينة بلح البركل
يا لون تُوشِيقة أركل
ما كان في إمكانا الأفضل
فاعذرنا . . معليش
قصّرنا . .
وما في إيدنا غير الدعوات
هشام آدم محمد 4 ديسمبر 2005م
|
|
|
|
|
|