د. عبد السلام نورالدين : من الغيبوبة الى الوعى عودة الوعى للثقافة والمجتمع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-10-2004, 02:34 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. عبد السلام نورالدين : من الغيبوبة الى الوعى عودة الوعى للثقافة والمجتمع

    نقلا عن سودانايل

    Quote: (1)

    من الغيبوبة الى الوعى
    عودة الوعى للثقافة والمجتمع السوداني


    يبدو ان لم ينعم السودان "الشرقى والاوسط والجنوبي" بقسط من الاستقرار منذ سقوط السلطنة الزرقاء 1505-1820- تحت سنابك خيول الغازي المصري التركي 1820م- وهزيمة سلطان دار فور ابراهيم حسين في موقعة منواشي 1874م على يد النخاس المعتمد لدى اسرة محمد على باشا – الزبير بن رحمه – الذي كان يحارب بالاصالة عن نفسه وبالوكالة عن دولة والي مصر ، التي انعمت عليه بلقب ورتبة الباشوية للخدمات الجليلة التى اداها لها فامدته بالسلاح الناري الفاتك المجهول لدى القبائل النيلية انئذ ، ليقتحم به مجاهل الغابات الاستوائية ويجتاح السلطنات المسلحة بالعصى ، والحراب والكرابيج والسيوف والسهام في دار فور ووادي وبا قرمي لادخالها تحت هيمنة الباشا محمد على الذي اعد نفسه لبناء وقيادة امبراطورية ضاربة تمتد من افريقيا الى الشرق العربي الي حدود البابا العالي في الاستانة لم ينعم هذا السودان منذئذ وحتي هذه اللحظة التي تنداح فيها دوامات الحروب الاهلية دوائرا لتتسع بانتظام بقدر من الاستقرار الاداري والسياسي ليتفرغ الي تنمية قواة البشرية والطبيعية وظل الاستثناء الفاقع اللون في خضم ذلك الاضطراب الممتد 1820-2004 تلك المفارقة الهازئة التي تؤكد باستفزاز ان الاستقرار الاداري والتنمية الاقتصادية والتعليمية المحدودة التي شهدها السودان في تاريخة الحديث والمعاصر قد اتفق لها ان تتحقق على يد الاستعمار البريطاني 1898- 1956م وليس الحكم الوطني من قبل ومن بعد ، فعرف السودان لاول مرة الخطوط الحديدية 1892-1912 ،، كلية الطب 1924، ، مشروع الجزيرة ،1926 كلية الخرطوم الجامعية، والمطبعة والصحيفة، وقلم الرصاص ولوح الاردواز كشارات ومعالم في طريق الحداثة السودانية . وتمضي المفارقة قدما وعلى نهج فضائحي تماما كراقصة عارية تداهم على حين غرة عبادا وزهادا في عقر معبدهم الديني المقدس بكامل عريها وفتونها فتقسرهم مفاجأة الذهول على الاستسلام والاستغراق في تامل جسدها العارم لا يلوون على شيء . المفارقة الفاجعة ان كل ما توغل السودان متباعدا من الفترة الاستعمارية كلما تقهقر بانتظام الي الخلف ادارة وسياسية واقتصاد وثقافة وعقلانية . اذا كان ثمة شيء قد تحقق منذ الاستقلال وحتي الان يستحق التوقف والنظر فان الذين حكموا السودان عبر ما يقارب نصف قرن من الزمن ( 48عاما) قد بذلوا كل ما فى وسعهم للبرهان على فرضية جد اسطورية تدحض مباديء علم الطبيعة التي تقول بان للزمان بعد واحد لاغير هو الاتجاه صوب الامام - من الحاضر الي المستقبل ومن ثم يصبح من العبث بمكان - السير عكس اتجاه حركة الزمن.

    ان تجربة الحكم الوطني السوداني منذ الاستقلال وعلى وجه خاص تجربة دولة الازمة ( بلغة د.حسن الترابي في اطروحته للدكتوراه بجامعة السربون اغسطس 1964م) او دولة الانقاذ – دولة الخيار الحضاري – هي سعي متصل دؤوب للسير بالزمان في السودان في اتجاه معاكس لبعدة الطبيعي، هذا التقدم المستحيل الي الماضي – لم يتسن له بكل اسف ان يضع السودان على اعتاب شعل انوار النبوة ايام الرسول (صلعم)، ولم يتسن له ان يضع السودان على اعتاب سني الراشدين من الخلفاء ابوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي ، ولم يتسن له ان يضع السودان على اعتاب العصر الذهبي للفتوحات الاسلامية الاموية والعباسية اليانعة التي امتدت من بحر قزوين شرقا الي جبال البرنيس غربا ، ولم يتسن له ان يضع السودان على اعتاب السلطنة الزرقاء فى سنار او سلطنة دارفور على ايام السلطان تيراب وعبدالرحمن الرشيد ومع ذلك والحق يقال فقد عاد السودان تكلأه عناية ورعاية رجالات المجلس الاربعيني للجبهة القومية الاسلامية 1989 الي ايام الجهدية ومجاعة سنى سته 1306هجرية في المهدية 1885-1898م مجتازا الي ايام التركيه الاولي 1820-1885 حيث تمنى السودانيون انئذ والخازوق امامهم والباشبو زق من خلفهم ان يحشروا عشرين في تربه ولا ريال في طلبه.

    يبدو ان اليسر والاستسهال الذى بدت به قابلية فكرة التقدم الى الخلف قد اغرت الرئيس عمر احمد البشير ان يوجه نداءه الشهير الي علماء الباطن والعالم السفلى ان يستعينوا بالجن في الاعمار والتنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا الي السودان.

    ويبدو ايضا ان قوانين علم الفيزياء لم تستجب لرغبات الانقاذ في السودان وبقي الزمان على بعده وضلاله القديم ، ويبدو ان الجن والجنيات لاسباب فوق ادراكاتنا البشرية القاصرة لم تستجب لنداءات واوامر علماء الباطن والعالم السفلى وفقا لتعليمات وطموحات الرئيس عمر احمد البشير وبدلا من نقل التكنولوجيا الغربية واعمار السودان على يد شياطين الانس والجن فقد تحول السودان على يد شياطين الانس في الجبهة القومية الاسلامية - الانقاذ – والمؤتمرين – الشعبي والوطني الي ركام وحطام تمرح فيه الخرافات والاساطير والسحر الاسود والخوارق وتراجعت العقلانية والفكر التنويري ومؤسسات المجتمع المدني واضحت للغيبوبة دور رسمية وبرامج ثقافية واتباع ومريدين وشيوخ واقطاب وقبل ذلك مؤسسات لتدريب السودانيين لاتقان فنون ومناهج اللاوعي والغيبوبة والتخاطب مع القوى الخارقة للطبيعة.

    هذا العجز الكامل والتضارب فى الاراء والبيانات والمواقف والاضطراب والتراقص والفوضى الذى تظهر بة دولة الانقاذ هذة الايام على مرأى من كل العالم وكبرى منظماتة وقبل ذلك امام الصابرين من شعب السودان وعلى وجة خاص ابناء دارفور الذين فرضت عليهم هذة الدولة القتل والقتال-يجسد ببلاغة قاتلة فكر الانقاذ الغيبوبى وسلوكها المراوغ فى محك عملى مسموعا ومرئيا ومذاعا وبكل اللغات التى يتحدثها البشر. يبدو ان قد اكملت الغيبوبة واللاوعى دوراتها الكاملة فى السودان وان اوان افولها ومحاقها، وقد ان ايضا الاوان لهذا الاصم الاعمى المقعد-الذى اطلق على نفسة-الانقاذ- ان يرى الجميع عرض اكتافة حيث لا يتم السرور الا بغيابة الدائم.

    (عودة الوعي)

    (2)

    إن اولى المهام التي تواجه قوى التنوير والعقلانية في السودان وعلى وجه خاص – مؤسسات المجتمع المدني في الداخل والمهاجر- العمل على عودة الوعى للحياة الاجتماعية والثقافية ومؤسساتها وذلك ليس بالامر اليسير – حيث تحولت اللاعقلانية – اللاوعي – الخرافات والاساطير الي ايدولوجية لها شيوخ وحواريون وقبائل يبذلون جهدا غير مقدس لتأصيلها في التربة السودانية بحسبانها هوية للفرد والمجتمع والدولة.

    تبدأ الخطوة الاولى في كشف قناع ايدولوجية الغيبوبة فى فضاء الثقافة بالاقتراب من الهوية السودانية المتعددة التي تم حصرها وحصارها في واحدية اللغة والدين-و الثقافة العربية الاسلامية- على الرغم من ان استقراء الجغرافيا والتاريخ والانثربولوجيا الثقافية تؤكد بالبيان الاحصائي - ان التعددية قسمة جوهرية في هوية الفرد والمجتمع السودانى - فالسودان متعدد القوميات – متعدد الاديان - متعدد الثقافات – متعدد اللغات – متعدد الهوية حتي على مستوى الفرد الواحد Multiple Identity - هذا التعدد غير قابل ان يبتسر فى الاحادية مهما تنوعت تجلياتها، و ليس جريا مع التبسيط نتاجا للدمج القسري الذي فرضه محمد على باشا باحتلاله في عام 1820م بحثا عن الذهب والعبيد ومطاردة المماليك كما اذاع وليس نتاجا للحكم الثنائي الذي اعاد استعمار السودان في 1898م ولكنه يمتد الي مجرى ومسارب ابعد غورا من القرن التاسع عشر الي الاف السنين التي صاغت شعوب وثقافات واديان ولغات واقاليم ما يعرف حاليا بالسودان. يكتسب مفهوم السوداني – متعدد الهوية- بعدا هاما في بناء مجتمع مدني فى السودان واعادة صياغة وتحديد الوظيفة والاطار للدور الذى يلعبه المجتمع السياسي( او الدولة – في مجتمع متعدد الاديان والثقافات واللغات –) حينها يضحى من الضرورة بمكان الاعتراف بكل اللغات الحية التي يتحدثها السودانيون( 130لغة) – والاعتراف – يعني كتابتها وتدوين ادابها وتاريخها وتدريسها في المدارس والجامعات للناطقين بها والراغبين في التعرف عليها - ويضحى من الضرورة ايضا فصل الاعلام والثقافة عن مؤسسة الدولة - ولا مناص من ان يكون الاعلام قوميا او استثمارا لمن اراد.

    واذا كان الاقتصادي يقترب من الثقافة ومؤسساتها ومفرداتها كاليات لتعزيز مجرى تنمية الثروة فأن الذى يعنى بتنمية الثقافة قد لا يفصل بينهما الا فى اطار ترسيم الحدود بين تخصصات العلوم الا نسانية على المستوى الاكاديمى الصرف سيما وان الثقافة فى امس الحاجة لذات شروط الثروة لتنمو وتزدهر مثلا:

    تنوع وتعدد المصادر الثقافية التراكم التدريجي.

    الاستقرار والاستمرارية.

    القوة البشرية ذات التجربة الفاعلة.

    الرؤية الواضحة لمعالم طريق مستقبل السودان الثقافى والاقتصادى.

    تثبت الشواهد ان التجربة السودانية منذ انتصار المهدية1885 ، فالحكم الثنائي 1898 – والحكم الوطني منذ الاستقلال 1956 وحتي غيبوبة الانقاذ 1989 قد تضافرت بمستويات متفاوتة في اختصار واختزال وابتسار الثقافة بدرجات متفاوته اما في الدين او اللغة العربية او اللغة الانجليزية ا و وزارة المعارف او وزارة التربية والتعليم او اذاعة هنا ام درمان، المسرح القومي، الفرق الشعبية للغناء والموسيقي، المجلس القومي للاداب والفنون، – المدائح النبوية، – حلقات تجويد القران والفقة ، الخ وكلها تجرى لتصب فى ا خضاع الثقافة لالة المجتمع السياسى(الدولة) - تؤكد تلك التجربة بشواهدها ان اهمال الثقافة بمعناها الواسع اواقصائها او اخضاعها كتابع ذلول لاتجاهات الادارة السياسية والايدولوجية قد كان جزئا مكونا للمعضل السوداني العام الذى دفع بالبلاد الي هاوية المجاعات والهجرات الجماعية والتطهير العرقي والثقافي ودوامات الحروب الاهلية، لذا لا بد كمدخل سليم يتجنب ابتسار الثقافافات او اقصائها في سودان المستقبل ان نضعها في اطارها الطبيعي كاحدى مقولات المجتمع المدنى الاساس ومن مداخلها للتنمية البشرية الشاملة.

    عبدالسلام نورالدين

    [email protected]

    P.O.Box 227

    Exeter Ex2 4XQ

    United Kingdom
                  

09-11-2004, 08:18 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبد السلام نورالدين : من الغيبوبة الى الوعى عودة الوعى للثقافة والم (Re: esam gabralla)

    شكراً عصام
    ولدكتور عبد السلام كل الاحترام والحب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de