|
النميري في مذكرات المحارب اريل شارون
|
النميري في مذكرات "المحارب" آريل شارون
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي تقديم: نشر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق آريل شارون (بالاشتراك مع الكاتب ديفيد شانوف) مذكراته في كتاب بعنوان "المحارب" صدر في عام 1989 عن دار توطش استون الأميركية.
في هذا الجزء من المذكرات يكتب آريل شارون عن حضوره – مع آخرين – لجنازة الرئيس المصري السابق أنور السادات ووجوده – بالصدفة- بجنب الرئيس الأسبق جعفر النميري
ثم عن لقاءه به في كينيا.
كما هو الحال مع كل المذكرات التي يسطرها السياسيون، فإنه يصعب التحقق و التأكد من صحة المعلومات الواردة في هذا الجزء من مذكرات شارون لأنها لم تعضد أو تنفي من قبل النميري، رغم أن كل الدلائل تشير إلي أنه يمكن للنميري أن "يفعلها" أو "يديرها" كما يقول الليبيون! كما أنه ينبغي تذكر أن أي واقعة يمكن أن تروي بأكثر من طريق و بدوافع متباينة و أهداف مختلفة. و بما أن الشئ بالشئ يذكر لا بد من الإشارة إلي أنه من المؤلم أن لا نقرأ لسياسينا (إلا ما ندر) مذكرات تصف وقائع حياتهم و تاريخهم السياسي و آراءهم في مجريات أحداث عصرهم، و حتى تلك المذكرات القليلة المنشورة فهي – في الغالب- تفتقر للذكاء و الصراحة و التشويق، و غالبا ما تروي علي طريقة: قام سافر تاه!
ذكر لي أكاديمي مرموق و سياسي مشهور بأنه يفكر جديا في هجر وظيفته و "امتهان" حرفة "كاتب مذكرات" لواحد أو أكثر من السياسيين القدامى أصحاب البصمة و التأثير في تاريخ السودان. و هذا – إن حدث- سوف يشرع بابا واسعا للسياسيين الذين يرغبون في تسجيل مذكراتهم بيد أن الكتابة (و ربما القراءة) لم تك يوما من نقاط قوتهم!
نتمنى أن يأتي يوم – قبل أن نحمل علي "آلة حدباء" أو "عربة موتي سوداء كبيرة" أن نري مذكرات الرئيس الأسبق النميري (و معاونيه) تنشر حتى يمكن لمن سيرد ذكرهم في تلك المذكرات المفترضة الرد عليها، و أن تؤكد أو تنفي ما ذكره شارون في مذكراته.
كان من اهتماماتي السياسية توثيق علاقات إسرائيل التقليدية "الجانبية" في أفريقيا. تتطلب ذلك تدبير للقاء سري مع الرئيس السوداني النميري في يوم 13 مايو 1982 لمناقشة أمور إستراتيجية بالغة الأهمية. قام صديقي القديم و ضابط الاستخبارات المتقاعد و رجل الأعمال العالمي ياكوف نمرودي بتنظيم ذلك الاجتماع. كان نمرودي يحلم بجعل التعاون الاقتصادي العالمي مدخلا للسلام و التعاون بين إسرائيل و العالم العربي. رأيت النميري أول مرة في سبتمبر بعد مصرع الرئيس السادات علي أيدي المتطرفين الإسلاميين ( يجب ملاحظة أن السادات كان قد اغتيل في السادس من أكتوبر 1981!؟ المترجم). تقاطر علي القاهرة عدد من رؤساء و حكام الدول للاشتراك في جنازة ذلك الرجل الاستثنائي و كونت إسرائيل وفدا كبيرا ترأسه رئيس الوزراء مناحم بيجن للمشاركة في تلك الجنازة.
كانت مسيرة جثمان السادات طويلة و حزينة... حزينة حتى بالمعايير الإسرائيلية. و حتى لا نخالف تعاليم "يوم السبت" اليهودية، فلقد توجب علينا المشي لميلين أو ثلاثة من مقر سكننا إلي حيث موكب الجنازة حيث انضممنا إلي بقية الوفود الأجنبية التي كانت تسير خلف جثمان الرئيس الراحل إلي مرقده الأخير. و مع تحرك الموكب و مع اختلاف سرعة المشاة خلف الجثمان اختلطت الوفود بصورة لم تكن لتحدث في الظروف العادية. التفت للحظة لأري من بجانبي فإذا بي أسير بجنب النميري.رأيت وجه ذلك الرجل السوداني الصارم و رأيت "فصداته" القبلية الصغيرة علي صدغيه و التي كانت تعطيه مظهرا يطفح بالقسوة.
و أنا الآن أطير للقاء النميري في أفريقيا أسائل نفسي: أي نوع من الرجال سألتقي؟ و ماذا يخفي ذلك القناع القاسي علي وجه الرجل؟
توقفت أولا علي أرض كينيا حيث قابلت الرئيس الكيني دانيال أروب موي. و كانت كينيا (مثلها مثل غالب الدول الإفريقية) قد قطعت علاقاته السياسية مع إسرائيل في عام 1973، بيد أن كينيا حافظت علي صلاتها بإسرائيل رغم ذلك.
و بعد أن أنهيت محادثاتي مع الرئيس موي و التي شملت مصالحنا المشتركة ذهبت إلي مقر المباحثات المقررة مع الرئيس النميري. وجدت مع النميري الرجلين الذين قاما بترتيب لقائي مع الرئيس السوداني و هما ياكوف نمرودي و رجل الأعمال السعودي عدنان الخاشوقجي. كان أول انطباع لي عن النميري هو أنه رجل خفيض الصوت بالغ التهذيب، و كان ذلك مصدر استغرابي البالغ. و مع مرور الوقت تبينت لي سعة معارف ومعلومات الرجل و معرفته الوثيقة بما يجري في هذا الجزء من العالم.
خلال المناقشات التي تشعبت في كل الاتجاهات، خاصة في مجال السياسة الأفريقية تحدث النميري عن الأحوال الراهنة في بلاده و عن الدول المجاورة لها. خص أثيوبيا بالحديث و هي الدولة التي تجاور بلاده شرقا و قد تبنت حكومتها الماركسية و تخوض حربا ضروسا متطاولة ضد ثوار إرتريا و تعتمد تماما علي الإتحاد السوفيتي. و تحدث عن تشاد جارته الغربية و عن مصاعبها الجمة و صراع رئيسها حسين هبري ضد العقيد معمر القذافي و الذي يمده السوفيت بالسلاح و العتاد.
كان النميري (مثلي تماما) يؤمن بأن جهود ليبيا لزعزعة حكومة تشاد و الاستيلاء علي أراضيها هو جزء من مخطط سوفيتي لفرض السيطرة علي وسط أفريقيا، من ليبيا إلي تشاد إلي جمهورية أفريقيا الوسطي (و التي نجح الليبيون في تثبيت أقدامهم فيها قبل شهور قليلة من لقائي مع النميري) إلي الكنغو برازافيل حيث يسيطر السوفيت علي الأوضاع هناك.
كان النميري، و الذي تجاور بلاده ليبيا و تشاد و أثيوبيا و أفريقيا الوسطي شديد الانزعاج من الأوضاع السائدة و عن مسيرة الأحداث في المنطقة، و عبر لي عن استعداد الجيش السوداني للتعامل مع مختلف الصعوبات و المشاكل التي قد تحدث.
كنا في الجانب الإسرائيلي نهتم بالنشاط الليبي في المنطقة، و لا غرو فإن ليبيا هي أشد الدول العربية عداء لإسرائيل. و كان القذافي بأموال البترول الضخمة و بعلاقاته القوية مع السوفيت و بإمداداته الكبيرة من السلاح السوفيتي مصدر تهديد خطير (لنا) لمناصرته لقوي إرهابية عالمية و محلية عديدة كان يقوم بتدريبها و مدها بالسلاح ووسائل النقل و الحركة.
كان القذافي هو العدو المشترك الذي جمعني مع النميري في المقام الأول.
ناقشت مع النميري أمرا هاما وضعه مضيفنا عدنان الخاشوقي علي أجندة اجتماعنا يتعلق بإيران. كان للخاشوقي علاقة وثيقة بابن شاه إيران و الذي كان يقيم منفيا في المغرب و يخطط مع ثلة من الجنرالات الإيرانيين المتقاعدين للإطاحة بالنظام الحالي و تحرير بلاده. كانت الخطة – و التي كانت في بداياتها- تتضمن تجنيد قوات إيرانية حرة تقود ثورة داخل إيران ضد آية الله الخميني. كان الخاشوقي يطلب من النميري تدريب هذه القوات الإيرانية علي الأراضي السودانية إذ أن السودان بعيد جغرافيا عن إيران و يمكن بسهولة إقامة قواعد للتدريب علي أرضه دون أن يثير ذلك شكوك حكام إيران. كانت الخطة تتطلب أيضا تمويلا (عربيا) و تسليحا إسرائيليا. استمعنا لشرح مفصل من الخاشوقي عن هذه الخطة و عن تفاصيلها الدقيقة، ثم اتفقنا جميعا علي مواصلة الحوار حول الخطة في مدينة الإسكندرية في يوليو القادم، بيد أن ذلك الاجتماع المزمع لم يتم أبدا إذ أن إسرائيل انغمست في ذلك الوقت في حربها في لبنان.
ناقشت مع النميري في ذلك النهار أمرا علي جانب هام من الأهمية لبلدينا إسرائيل و السودان. كانت حكومتنا تتابع و بألم شديد و علي مدي أربعة أعوام ذلك الأمر و الذي كان يحتل بالنسبة لي موضع الصدارة من حيث الأهمية مقارنة بكل ما جاء علي أجندة اجتماعنا. كما هو معلوم تدفقت موجات كبيرة من مئات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين علي شرق السودان كان من بينهم عدد من اليهود الإثيوبيين (الفلاشا). كان هؤلاء اليهود - حتى وسط أولئك اللاجئين البؤساء الجوعي- يعانون من الاضطهاد و العزلة بيد أنهم لم ينقطعوا عن الحلم بوطن آخر و الأمل في حياة من نوع مختلف خارج أسوار معسكرات اللاجئين السودانية البائسة. كنا قد بدأنا منذ عام 1977 في إخراجهم في تكتم و هدوء و بأعداد صغيرة إلي إسرائيل، و كان ذلك أمرا حساسا بالغ الصعوبة و عالي الخطورة في آن معا بالنظر إلي مشاعر العداء الحادة التي يكنها النظام الإثيوبي لإسرائيل و تحالفه مع السودان العربي المسلم. (ذكر شارون في موضع آخر من الكتاب أنه في الفترة من 1987 إلي 1984 تم بنجاح ترحيل أكثر من ثمانية ألف من الفلاشا إلي إسرائيل. المترجم).
تحدثت مع النميري حول موضوع الفلاشا و عن ضرورة تسهيل أمر ترحيلهم لإسرائيل و ضمان أمنهم و عدم الإضرار بهم. سألته سؤالا مباشرا إن كان يسمح بترحيلهم بالطائرات من الخرطوم. كانت تلك هي المرة الأولي التي توجه فيها إسرائيل مثل ذلك الطلب المباشر و علي ذلك المستوي. لم أكن اعرف ما سيجيب به النميري علي طلبي المباشر، و زاد من تعقيد الموقف أنه في ذات اللحظات التي كنت أطلب فيها من النميري السماح لنا بترحيل الفلاشا من الخرطوم كانت تجري علي الأرض فعليا عملية سرية لنقل أعداد كبيرة من الفلاشا لإسرائيل من السودان، و لم تفلح كل التحوطات المتقنة و التخطيط الدقيق في تغيير مواعيد تلك العملية السرية أو موعدي مع النميري. كان موقفي مع النميري سيكون بالغ التعقيد ومحرجا جدا إن حدث ما لم نكن نود له أن يحدث في تلك العملية السرية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: النميري في مذكرات المحارب اريل شارون (Re: حذيفه ابراهيم الكباشي)
|
هذا ما ذكرته سابقاً في بوست سابق بأن المذكرات التي يكتبها الساسة الغربيون تكشف دوماً ما يحاول ساستنا دفنه....
واصل سرد المذكرات ثم نتناول الجوانب الأخرى التي تناولتها من الكتابة عند السودانيين سواء أن كانوا ساسة أو اكاديميين ...
شكرا اخي حذيفة الكباشي
موضوع هام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النميري في مذكرات المحارب اريل شارون (Re: حذيفه ابراهيم الكباشي)
|
عدنان خاشقجي: ولد في 25 يوليو 1935 في مكة، ملياردير سعودي وتاجر سلاح مشهور بصفقاته ونشاطاته الغامضة. اشتهر بدوره في فضيحة إيران - كونترا وعلاقته بالبنك المفلس حالياً بنك الاعتماد والتجارة الدولي والعديد من القضايا الشائكة الأخرى، كما أنه مشهور بعلاقاته في أوساط الطبقة العليا سواء في العالم الغربي أو العربي.
عائلته: أبوه هو الدكتور محمد خالد خاشقجي، طبيب بشري عمل طبيباً للملك عبدالعزيز بن سعود، وارتقى حتى أصبح وزير الصحة، وعدنان هو أكبر الأبناء في عائلته. أخته سميرة خاشقجي هي والدة دودي الفايد ابن المليادير المصري محمد الفايد صاحب محلات هارودز الشهيرة، وقد لقي دودي الفايد والأميرة ديانا مصرعهما في حادث سيارة اكتنفه بعض الغموض في باريس عام 1997، وقد توفيت سميرة خاشقجي عام 1986. له أخ يدعى عصام خاشقجي. زوجته الأولى ثرية وقد طلقها عام 1980 وله منها بنت واحدة هي (نبيلة) وأربع أبناء (محمد، خالد، حسين، عمر). وقد اعتبرت صفقة تسوية طلاقها أحد أكبر التسويات من نوعها (548.4 مليون جنيه استرليني). زوجته الثانية لورا بيانكوليني (عرفت باسم لمياء) تزوجها عام 1978 وأنجب منها ابنه علي، ويعتقد أنه قد تزوج أيضاً من العارضة جيل وليامز. كما جمعته علاقة بالعارضة هيثر ملز عشيقة المغني الإنجليزي بول مكارتني[1]، وقد راجت حول تلك العلاقة الكثير من القصص والشائعات. كما سبق له تولي رئاسة نادي الوحده السعودي لفتره بسيطه وأيضا هو عضو شرف داعم كبير لناديي الوحده واتحاد جده السعوديين.
حياته: تلقى تعليمه في كلية فيكتوريا في الأسكندرية كما درس في عدد من الجامعات ويعتقد أنه لم يكمل دراسته ليتفرغ لنشاطاته التجارية. وقد عرف بإنفاقه الباذخ وبعلاقاته التي بناها مع عدد كبير من أبرز الشخصيات العالمية.
نبعت شهرة عدنان خاشقجي بالأساس من الأدوار التي لعبها كتاجر وكوسيط في صفقات بيع السلاح بين الحكومة السعودية وشركات في الولايات المتحدة، وقد برز في هذا الميدان في سنوات الستينات والسبعينات. من بين أهم زبائنه شركة لوكهيد كوربوريشن (أصبحت فيما بعد لوكهيد مارتن كوربوريشن)، ورايثون، وشركتي جرومان ونورثروب (اللتين اندمجتا لتكونا شركة نورثروب جرومان).
ولتغطية عملياته المالية فقد استخدم واجهة شركات قام بتأسيسها في سويسرا وليختنشتاين ليتقاضى عمولاته عبرها وليطور علاقاته مع عدد من الأشخاص المهمين مثل عملاء وكالة CIA ورجل الأعمال الأمريكي بب ربونزو (Bebe Rebozo) أحد المقربين من الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون.
وقد تورط في فضيحة إيران - كونترا حيث كان هو الوسيط الأساسي في عملية تبادل الرهائن الأمريكيين بالسلاح. وقد وجد أنه في سلسلة الأحداث تلك قد اقترض بتغطية أمريكية وسعودية المال لشراء السلاح من بنك الاعتماد والتجارة الدولي والذي أفلس في وقت لاحق.
مايزال يعيش في موناكو بعيداً عن الأضواء، ولكن نشاطه مازال مستمراً، فقد اجتمع مع ريتشارد بيرل عام 2003 قبيل احتلال العراق.
نقلا عن : موسوعة ويكيبيديا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النميري في مذكرات المحارب اريل شارون (Re: حذيفه ابراهيم الكباشي)
|
Quote: الصوره موجوده في كل نسخ هّذا الكتاب
واغلب الظن ان الرئيس النميري يعلم بأمرها |
الأخ حذيفة .. بل تعليقي إشارة إلى "الكوت" الذي أشرت إليه فيها. فقد ذكرت:
Quote: كما هو الحال مع كل المذكرات التي يسطرها السياسيون، فإنه يصعب التحقق و التأكد من صحة المعلومات الواردة في هذا الجزء من مذكرات شارون لأنها لم تعضد أو تنفي من قبل النميري، |
وفي هذا الحديث حسن ظن شديد في مدارك أبعاج. أما الصورة، فنعم ... رأيناها كثيراً.
لك الشكر و ..... واصل
| |
|
|
|
|
|
|
|