|
أبيي الأرض ، الناس والحياه
|
كان وضعاً طبيعيا ومتوقعاً في ذلك الوقت أن تحتل عناصر الحركة الشعبية أبيي المنطقة. فمنذ أن خرجت لجنة الخبراء المكلفين بترسيم حدود أبيي لعام 1905... تلك اللجنه التي فشلت في أمر تكليفها بإعتراف أعضائها ، منذ أن خرجت اللجنه بتقريرها الذي وضع ديار المسيريه داخل جنوب السودان وأفتت الحركة الشعبيه بذلك وصمت آخرون، ظل أهالي المنطقه في مواجهه مستتره حتي قفزت النوايا السياسيه المبيته لإحتلال الإداريه ورفع شعار " السودان الجديد" ..
إن قضية أبيي تدخل الآن مرحلة ً حرجه وفاصله في تاريخ المسيرية والانقوك ، غير أن إعتقاداً وظناً حسناً وثقةً وتنامٍ و وعيٍ إستراتيجي بالقضية في أوساط المثقفين من أبناء المسيرية والأنقوك ، هو مايجعاني متفائلاً رغم ا لمتغيرات وضبابية الرؤية هناك . إن عملية إحتلال ابيي وقتئذٍ هي إفتعال سياسي تحركة بموجبه الحركة الشعبية لإستقطاب المتعلمين من أبناء الأنقوك .. فمثلما إستخدمت الحركة الشعببية أبناء النوبه في حرب ال"21 عاماً " ، النوبه الذين خرجوا من الحرب بلا" حرمص" ،، تريد الآن جر الأنقوك وسحبهم علي مستنقع أبيبي .. غير أن الفهم والوعي بالقضية الآن أظنه تجاوز تآمر السياسين .
فالعلاقات الأزلية بين االعجائره وأبناء الأنقوك ، حفدة كوال الروب بيونق ، هي من المتانة بحيث يصبح من المستحيل تمرير مثل ورقة الإستقطاب هذه . فالمطلوب من المسيرية الذين يعتبرون الحدود بينهم وجيرانهم في جنوب السودان ، ليست حدوداً إداريةً أو جغرافية ، ويعتبرونها خطوط تمازج وتصاهر وتعايش ، مطلوب وينبغي عليهم فهم هذه المؤامره في أبعادها الإستراتيجيه ، وأن يتحلوا برباطة الجأش ، ويفتحوا باباً للحوار . فقضية أبيي لايمكن تصور حلها إلا في إطار أهلها . أن مصير المسيرية والأنقوك مرتبط ببعض منذ أمدٍ بعيد فمصالح المسيرية الحيويه مع سكان جنوب السودان تجعلهم أكثر إرتباطاً بالأر ض والناس والحياة .
|
|
|
|
|
|