|
|
 الأولاد يطلقون رصاصة الرحمة في المقبرة !
|
الأولاد يطلقون رصاصة الرحمة في المقبرة !
طبيعي أن يخسر منتخبنا (الحمام) صقور الجديان سابقاً جولة الإياب الفاصلة المؤهلة لنهائيات بطولة إفريقيا المستحدثة للمحليين والتي ستقام فعالياتها بالعاصمة الايفوارية أبيدجان عام 2009 بعد أن أقصاه المنتخب التنزاني الشاب بهدفين مقابل هدف في إستاد الهلال بأم درمان.
نبدأ بتصريحات الجهاز الفني والإداري التي حفظناها وهي لقد أكمل منتخبنا كافة الاستعدادات والترتيبات لتجاوز الفريق التنزاني بعد أن اكتملت صفوفه بعودة اللاعبين المصابين والذين لم يشاركوا في جولة الذهاب.
شاهدنا ما يسمى بالمنتخب مكتملاً بوجود لاعبي الخبرة (الكابتن هيثم مصطفى!) وكابتن العجب ويا للعجب وهداف الدوري الممتاز والسودان هيثم طمبل والمدافعين الدوليين سفاري وجوليت والزومة وقلق والحارس العملاق المعز محجوب!! ولاعبي الوسط المهاجمين والارتكاز المقاتل علاء يوسف ومساوي ومهند الطاهر ماعدا (ريتشارد) لاعب واحد لا يؤثر هؤلاء جميعاً لنقل خيرة لاعبي السودان ماذا قدموا أمام Tanzania's boys ( أولاد تنزانيا) هذا الاسم يطلق على لاعبي جنوب إفريقيا.
الأسباب التي أدت لفوز المنتخب التنزاني تمثلت في الأداء الجماعي والضغط المتواصل من الأولاد على حامل الكرة وتفوقهم في المهارات إضافة إلى اللياقة البدنية العالية وأداء المباراة بإيقاع واحد والتنظيم والتواصل بين خطوطه الثلاثة والانضباط التكتيكي والعمق الدفاعي الذي أحبط المحاولات الهجومية للمنتخب السوداني
أما أسباب خسارة المنتخب السوداني يمكن إيجازها في الآتي: منطقة المناورة السودانية كانت مسرحاً لعمليات الأولاد الذين استغلوا بطء أداء الفريق وافتقاد التواصل في خطوطه الذي أدى إلى كشف الدفاع وغياب لاعبي المثلثات الدفاعية الذين يشكلون ستاراً خلف الأظهرة وقلبي الدفاع وعدم قدرة اللاعبين على التعامل كمجموعة في تغيير طريقة اللعب وتكرار الهجمات من العمق التي نجح الفريق التنزاني في إبطالها وكذلك غياب المساندة لحامل الكرة بصورة صحيحة لمنحه أكثر من خيار للتمرير.
حارس المرمى رغم خبرته الطويلة لا يجيد التمركز الجيد والتوقيت في الخروج للكرات العكسية ويعيبه الثبات داخل المرمى ولا يجيد التحرك والتمركز داخل المنطقة ورأس القوس عندما تكون الكرة في ملعب الخصم يفترض أن يقوم بدور الليبرو تحسباً لأي ارتداد وشاهدنا ولوج الهدف الذي تسبب فيه بخروجه غير السليم على الرغم من وصوله إلى اللاعب الذي كاتفه وطرحه أرضاً مما سهل مهمة اللاعب القادم من الخلف الذي تمكن من تسجيل الهدف بكل أريحية بمرافقة احد المدافعين.
افتقاد المنتخب للاعب التكتيكي في خط الهجوم إن لم يسجل الأهداف فهو على الأقل يمنع تقدم أظهره الخصم ويساهم في خلق مساحات للمهاجمين الآخرين كما يقوم بدور تكتيكي عالي هجوميا وأيضاً يقوم بدور دفاعي في الوسط مما يجعل خط الوسط أول ستار دفاعي في ملعبه.
إفتقار اللاعبين بأحكام وثقافة الكرة أي سوء التغذية الكروية باعتبار الثقافة تغذية معلوماتية مهمة في كرة القدم الحديثة .
الجهازان الإداري والفني (الحاضر الغائب) لم تظهر عليهما بصمات في المباراة توحي بوجودهما رغم الفرص الكثيرة التي منحت لهما لكنهما لم يستطيعا معالجة الأخطاء والسلبيات التي تكلمنا عنها فترة طويلة ولكن لا حياة لمن تنادي.
إذا أردنا أن نواصل بقية مشوار المونديال فلا بد من تبديل الجهاز الفني بجهاز فني أجنبي وان تعذر ذلك تمنح الفرصة لمدرب وطني آخر بعد أن منح مازدا فرصة أكثر من كافية ولم يحقق أي نجاح يذكر، ربما يحالف الحظ المدرب الجديد، وكذلك الاعتماد على لاعبين غير العواجيز الذين شاهدناهم مثل الأقزام أمام أولاد تنزانيا وألا نستعجل النتائج.
نصيحة إلى حراس المرمى في الفرق والمنتخبات الوطنية أتمنى ان تكونوا شاهدتم مباراة دربي الكلاسيكو في الليغا الاسباني بين ريال مدريد وبرشلونة حيث قدم فيها كاسيوس حارس الريال محاضرة كروية بعنوان حراسة المرمى التحرك بانضباط داخل منطقة العمليات توجيه المدافعين من أجل الخروج الموقوت لالتقاط الكرات العكسية والتدخل بقوة في الكرات الانفرادية والقيام بدور الليبرو التمركز الجيد في رأس القوس وتصديه لأكثر من أربعة أهداف بل وتمكن من صد ضربة جزاء من الأسد الكمروني ايتو المتخصص.
كنت أتمني ألا يلغي وزير الشباب والرياضة القرارات التي أصدرها ومن ضمنها إيقاف منافسات الدوري الممتاز والدعم الحكومي للاتحاد والتي تخالف المادة( 17) من قانون الفيفا التي تنص على عدم تدخل الحكومة في القرارات التي يصدرها الاتحاد التابعة له وتعطيل قرارات الفيفا في هذا الشأن ويعاقب عليها بحرمان الفرق والمنتخبات الوطنية من اللعب الخارجي لمدة ثلاث سنوات حتى نستطيع من خلال هذه الفترة أن نبني فرقاً ومنتخبات من الناشئين والشباب قادرة على تحقيق الانجازات إضافة إلى التخلص من الديناصور وأتباعه لأنهم وراء انتكاسة الكرة السودانية.
وفي الختام التحية والتقدير إلى المدرب محمد عبدالله مازدا بكل صدق وأمانة حيث لا نشك في علمك وثقافتك الكروية والشهادات التي حصلت عليها في علم التدريب لكنك لم توفق مع المنتخب السوداني بتركيبة الفنية الحالية في تحقيق أي انجاز فلماذا لا تستكين في استراحة المحارب لفترة ويا ليت لو قمت بالتحليل الفني العلمي للمباريات الذي نفتقده في قنواتنا الفضائية.
مرة أخرى أقول هاردلك أيها الجمهور الكريم الذي صبر على الهزائم المتكررة دون أن تكون هناك حلول لتلك المهازل لكن بالتأكيد سينجلي البلى وإن الله مع الصابرين.
نجيب عبدالرحيم
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست