أخي العزيز د . كرار التهامي الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج
سلامٌ على روحك الطيبة وبعد
اولاً أهنئك بالتكليف لتحمل أمانة هذا الجهاز وأحسب أن هذا حملٌ تنوء من حمله الجبال ولكنه قدرك وفي ذات الوقت أنت أهلٌ لذلك خاصة من خبروك عن قرب وعرفوا ما تتمتع به من عفة اللسان وطهارة اليد بالإضافة إلى أنك مؤهل لهذا التكليف كونك عشت سفر الأيام المرة والمجاهدة حين كان الذين يتشدقون الآن ؛ كانوا قد لآذوا بصمت الحملان وتركوا الساحة و الدفاع لقلة محسوبة على أصابع اليد وأنت منهم ؛ وحين إستقر الوضع تداعوا إلى القصعة وكأنهم من زاد بالمال والكلمة والجهد أوجاهد وأعطى وفي هذه الأيام أسبغوا على أنفسهم ألقاباً مزدوجة ما سمعناها في تاريخ الحركة الوطنية في السودان لا عليك يا أخي فما مضى قد مضى والتاريخ سيشهد إن عاجلاً أو آجلاً.
أخي كرار ، وإن كانت التهنئة متأخرة لكن هذا التأخير كان من باب الشفقة عليك لأن الأمانة عُرضت على الجبال الرواسي فأبينَ أن يحملنها؛ تأخرت إشفاقاً عليك لأنه لا يهنأ عزيز في مصيبة رغم يقيني بأنك أهلٌ لذلك التكليف ؛وأيضاً لأنك حُمِلّت مسئولية جهاز يفترض أنه جهاز خدمي راعٍٍ لأبناء الوطن العاملين بالخارج ؛ وأنت تعلم علم اليقين كيف كانت العلاقة بين المغترب والجهاز !! ..ولأنك كنت بين ظهرانينا بالرياض وضمن تلك الثلة التي كانت تعطي بتجرد ولأنك أيضاً كنت منغمس بتجرد حتى أخمص قدميك في العمل العام.
أخي كرار، نعم ؛ أعلم أن الحمل ثقيل والتركة مربكة ، لأن العمل المؤسسي ينبغي أن يُبنى على دراسات علمية وفنية وجدوى إقتصادية ولا يجوز فيه العمل العشوائي غير المؤسس على دائم الفكر الحديث المتجدد ؛ ليس من المعقول ونحن في أعتاب الألفية الثالثة أن لا نأخذ بالأسباب والأساليب الحديثة في الدراسات . إن المغتربين ينتظرون منك الكثير ولكن الواقع يفرض نفسه وأنك لا تحمل عصا موسى ، وهذا الجهاز الآن مثل الأكمه والأبرص ونعلم أنك لا تملك معجزات السيد المسيح – عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. أنت تحتاج للوقت لتدرس الوضع الحالي بالجهاز وتخطط تخطيطاً علمياً مؤسساً لتحديد العلاج بعد أن تحدد كل مكامن الضعف والتي أحسب أنك تعلمها حتى تحقق بعض من متطلبات ولا أقول طموحات المغتربين!! وسنعطيك الوقت اللآزم لتدرس .
أخي كرار ؛ من نافلة القول لا بد من أن نذكرك فالذكرى تنفع المؤمنين ؛ إن أول خطوة نقترحها عليك هي أن تبدأ ببناء الثقة المفقودة أصلاً بين إدارة الجهاز السابقة وجموع المغتربين وذلك للقيام بحملة تستنفر الجميع ؛ فمن المفترض أن الجهاز هو المظلة التي يجب أن يستظل تحت فيئه ويحتمي بصدره كل أبناء السودان العاملين بالخارج ؛ هو لكل أبناء السودان بكل توجهاتهم واتجاهاتهم و طوائفهم وسحناتهم وإنتماءآتهم ومعتقداتهم أي أن الأصل هو المواطنة وأن لا عزل ولا استبعاد لفكرٍ طالما أن التوجه هو خدمة المغترب المواطن السوداني ، وأن الذين يظنون أنهم يملكون الحقيقة وغيرهم قبض الريح قد ولّى زمنهم " وتلك الأيام نداولها بين الناس" فالزبد يذهب جفاء ولا يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس.!! ويفترض إن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وأن منهج الإقصاء لا ينتج ولا يتولد منه إلا احجام ذي الأفكار المستنيرة والمقرحات الإيجابية من العطاء والمساهمة ؛ آلا تتفق معي أن إبداع الجماعة خير من عطاء الفرد؟!!
أخي كرار، أرجوك لا تتضجر مني فما سأطرحه من أسئلة أمرٌ مشروع وخاصة أنني أعلم يقيناً أن " بالك طويل " وتتمتع بهدوٍء وكياسة تجعلك تستقطب من هو أمامك حتى ولو كان مشحوناً بأسئلة كالتي سأطرحها:
هناك دول كثيرة لها من الأبناء المغتربين مثلنا بل أكبر عددا ؛ قامت أجهزة المغتربين بها بتكوين شركة قابضة ساهم فيها مغتربيهم مساهمة عامة ؛ وأحسب أن هنالك ما أعتبره وفي تقديري نواة هي " شركة المهاجر"ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو ما مدى إستفادة المغترب من هذه الشركة المتواضعة وهل تلمس منها ما عاد عليه بالنفع وإنعكس على أحواله المعيشية ومداخيله – آسف – دخله فليس منهم من يحصل على مداخيل ؛ لذا علينا أن نطرح بعض الأسئلة من باب عصف الأفكار: أ) هل أقامت شركة المهاجر مشروعات صناعية إنتاجية تستوعب ذوي الخبرة من العاملين بالخارج في خاصة العمالة الفنية والفنيين والمحاسبين والإقتصاديين والمهندسين وفي ذات الوقت إنعكس ذلك بالإيجاب على الإقتصاد القومي؟
ب) آلا تتفق معي أن هناك أزمة ثقة وُلدت وتراكمت بين الجهاز والعاملين بالخارج وأنت كنت هنا بين ظهرانينا في مقاعد المتفرجين تسمع وترى من همس الحديث ومُعلنه جعلتْ المغتربون يحجمون ليس فقط عن المساهمة في أي مشروعات إقتصادية وصناعية إنتاجية يفترض أنهم مالكوها ولا بد أن تعود عليهم بعائدٍ مجزٍ ؛ وأحسب أننا كنا ندرك بالحاسة السادسة والسابعة من أحاديث مسئولي الجهاز السابقين الذين ما كانوا يأتون إلا لحملات " التشليح " و " الجباية " تحت مسميات مضحلة حين تلبس شعارات بعينها أنت تعلمها؟ !!
ت) هل إستعد الجهاز للعودة الطوعية والهجرة العكسية أم أن العائدين هم إضافة لجحافل المتعطلين عن العمل رغم رغم تحصيلهم العلمي وخبراتهم المكتسبة؟ أظن أنك يا أخي سمعت من العائدين وأقاربهم بالمهجر ليس فقط الجفاء بل الإذدراء الذي قوبلوا به من قبل مسئولي الجهاز ناهيك عن تقديم خدمات هي من أبسط مقومات مسئولياته.
ث) أليست هناك أزمة ثقة وجفاء صنعها مسئولو الجهاز السايقين بين الوزارات الخدمية والمسئولين فيها كوزارة التربية ووزارة التعليم العالي حتى بدت المواقف السالبة المتصلبة تجاه أبناء المغتربين رغم يقيني بأن الكلمة الطيبة صدقة وتسمك في وجه أخيك صدقة ناهيك عن يقيني بأن المسئولين يكنون كل تقدير للمغتربين وأبنائهم ولكن يجب أن نتحاور بمودة وايجابية لنصل إلى الحلول ونلتقي جميعنا في منتصف الطريق؟!!
ج) هل لدى شركة المهاجر القدرة والملاءة المالية للمساهمة كمؤسس شريك في جامعة المغتربين التي ما زالت تراوح مكانها حيث أن كل من ساهم بجهده وفكره في دراستها كمشروع يظن أنها كعكة لا بد من تقاسمها؟ أين جهاز المغتربين من كل هذا. وأين شركاته المهاجرة أو المقيمة ؟!! أم أن ليموزين المهاجر هو قمة الإنجاز؟!
ح) السكن يا سيدي وما أدراك ما السكن آلا تتفق معي أن من المعضلات الكبرى التي تثير الفزع في نفوس الذين عليهم العودة القسرية ؟ هل فكر الجهاز في تأسيس شركة للمهاجر للتطوير العقاري لتؤمن له السكن المتواضع الآدمي له ولأسرته بسعرٍ معقول؟ أم أن ليمزين المهاجر أسرع ربحية؟!
خ) الطبابة يا سيدي والتأمين الطبي هل من الصعب أن تقام مشروعات طبابة مشتركة بين المغتربين والأطباء الزائرون عند قضائهم إجازاتهم بالوطن وأن تقدم خدمات طبية تعاونية بمقابل معقول ومناسب يتحمله العائد طوعاً أو العائد قسراً؟! يتصل...
الأخ الدكتور/ كرار التهامي الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج
أما بعد ؛ فقبل أن أسترسل بالجزء الثاني من هذا الموضوع أنقل إليك إقتباساً معاناة الأخ الأستاذ/ ابوبكر ابوالقاسم رداً على مداخلتي فيما نشره من معاناته مع ضرائب المغتربين!! ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[الأستاذ أبوبكر يوسف ابراهيم سلامات
Quote: في الجزء الأول من رسالتي لك والمنشورة في هذا الموقف حدثتك عن أزمة الثقة بين الجهاز والمغتربين .. ما ينتظرك كثير فأبدأ بتعليم الأباطرة أنه هنا لدافع الضرائب الذي معاشه الشهري!! ( مقتطف من رسالتي إليك إقتطفه الأخ ابوبكر)
====================================================================== المؤسف أن تلقى هذه المعاملة بعد استنزاف أكثر من أربعة ساعات فى الصفوف:
- حوالى ساعة لإستلام أورنيك التأشيرة ... على الرغم من وجود كثيرون يقومون بتجهيز الدمغات والأرانيك وحتى إرفاق إيصالات الدعومات والإيصال المالى حيث كل المطلوب كتابة إسمك على الإيصال المالى وتسلم النقود.
- صف مستخرجات الكمبيوتر حيث تمً دمج المساهمة الوطنية والزكاة فى شباك واحد ... ولكن تبقى مشكلة التعامل مع التكنلوجيا.
- صف جديد منفصل لسداد رسوم التأشيرة ، حيث كنا فى السابق نقوم بسدادها ضمن المستحقات الأخرى.
- صف جديد لإستخراج ما ابتُدع بتسميته " شهادة خلو طرف "... رغم أنك بقيامك بإستخراج مستخرجات الكمبيوتر من واقع شبكة موحدة كان يتوجب
أن يكون الإفتراض أنك استوفيت متطلبات الضريبة والزكاة لأن الأمر يتعلق بأوامر تشغيل الشبكة وعم إمكانية إجراء أى تعديل من الموظف
لأن الأمر محكوم بضوابط المشرف المفوّض ... إذاً ما الداعى لشهادة خلو الطرف؟
هل هى بسبب الشك فى موظفيهم ؟
أم الشك فى إمكانية قيامنا بالتزوير ؟
أم لمجرد " تحلية" سدادنا لألف جنيه إضافية يقوم بها جيش جرّار من (5) موظفين:
الأول يستلم الأوراق وقبلها الألف ريال.
تذهب لموظف يقبع فى آخر الطاولة ... يناولها لموظفة تليه ثم أخرى ... وأخيراً موظفة تتربع على صدر الطاولتين الممدتين لإستيعاب هذا
العدد ... ثم ترجع المعاملة للموظف الأخير فى الشباك ( كل هذا العدد فى الشباك 10).
والأدهى والأمّر أن الجهاز لم يستوعب متغيرات سوق العمل بالخارج وتدنى الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد الأعباء المعيشية ومشكلة
إنقسام الأسرة بين الداخل والخارج وتكرار المصاريف من سكن ومعيشة وسفر ......إلخ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست