|
Re: ذكر السودان وأنسابهم واختلاف أجناسهم وأنواعهم (Re: Sabri Elshareef)
|
هذه بعض مقتتطفات من مخطوطة (تقريع العصا في الرق والنخاسة والخصا) الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء
إذا نظرنا إلى مخلفات التاريخ العربي القديم وجدناها مضطربة متهافتة من حيث التسمية العربية للجنس الأسود، فمن المؤرخين العرب من يرى أن السودان والأحباش والزنوج ألفاظاً مترادفة ومنهم من يرى أن الأحباش والزنوج ألفاظاً مترادفة، والسودان أسم شامل لهما وللنوبة والسند والهند. ومنهم من ينظر في المسألة نظراً طبيعياً ويذكر الميزات الخاصة لهذه العناصر، ولكنه يُحْمَل من حيث التسمية واللغة العربية، ولا نكاد نجد في التاريخ العربي ومعالم اللغة ما يشفي العلة. ويروي الغلة والمتأخرون أهملوا النظر في ذلك من الوجهة اللغوية، وتعرضوا لذكر الجنس الأسود من حيث عناصره وتفرعاته وقبائله وذكروا ميزاتهم الجسمية والأدبية.
والأمر الذي لا ريب فيه أن أسم السودان كان يطلقه العرب على كل ما ليس بأبيض، ومهما اختلفت أقاليمه وأقطاره، والذي يهمنا التعرض إليه في هذا الفصل الزنوج دون غيرهم من السودان وما نذكره من أمم الجنس الأسود، ومن غيرهم فإنما يذكر بالمناسبة عفواً. وتاريخ الزنوج وآدابهم وعاداتهم وأديانهم غامضة، فهي أمة أطبق عليها الجهل من القديم الغابر إلى العصر الحاضر، فليس عندها مؤلفات يعتمد عليها ولا كتب يرجع إليها إلا ما كتبه عنهم بعض الرحالين من العرب والأوربيين، ونحن نذكر ما تيسر لنا جمعه وإحصاؤه فما أمكننا الوقوف عليه في هذا الشأن لا ريب.كاشف
إن جملة من عناصر السودان تنحدر من أصل واحد ينتهي إلى سلالة الأثيوبيين . و الأثيوبيون أمة سامية قديمة النشأة . كان مبدأ ظهورها على ضفاف النيل ما بين شلال أسوان والنيل الأزرق فعبرت شاطئه إلى داخل البلاد ومن ثم إلى ضفاف البحر الأحمر إلى أن تفرقت في شرقي أفريقيا.
وقد قسموا الأمة الأثيوبية إلى قسمين الأول أثيوبيا السفلى، وهي القسم الشمالي وأوله عند شلال أسوان وآخره عند الدامر، والقسم الثاني أثيوبيا العليا وأوله عند النيل الأزرق وآخره ضفاف البحر الأحمر والخليج العربي، ويعرف أهله أيضاً بالكوشيين أو (بنو كوش) أو بالأحباش أو (بنو حبش)، أما سبب التسمية بالأثيوبيين فقد أكثر المؤرخين من تحريه وتحليله بحثاً وتنقيباً، فذهب بعض إلى أن أصل أثيوبيا تحريف لأصل مجهول عندنا الآن. وقال مارينيت باشا أن أسم أثيوبيا كان يطلق قديماً على جميع القارة السوداء أو الجهات الجنوبية لبلاد مصر، وهي المنطقة المحترقة التي يقطنها الجنس الأسود من بني البشر. وقال جيبون المؤرخ الإنكليزي نقلاً عن المؤرخين القدماء: إن لفظة أثيوبيا كلمة أصلية في اللغة اليونانية يراد بها احترق وجهه أي اسوّد لكنها أشربت معنى خاصاً فأريد بها الأحباش، لجوارهم لخطّ الاستواء وتوطنهم في المنطقة المحترقة التي سوّدت جلودهم وأفحمتها.
أما التسمية بالكوشيين فهي معروفة منذ العصور القديمة وهي نسبة إلى كوش بن حام بن نوح جدهم الأعلى، وقد نصت التوراة على ذلك، والمصريون القدماء دعوهم بهذا الاسم ونقشوه على آثارهم الباقية إلى الآن وقد أطلق هذا الاسم على جميع القبائل والسلالات التي من عقب كوش.
| |
|
|
|
|