|
|
 Re: الى اعضاء سودانيز اون لاين الشرفاء بالداخل بمناسبة الدعوة لزيارة سد مروى (Re: azz gafar)
|
لقن المناصير المتاثرون بخزان الحمداب، الدوله السودانيه ممثله في إدارة الخزان لقنوها درسا لن تنساه وستظل تلوكه لعقودا طويله.
فبالرغم من ان المناصير لا يرفضون قيام الخزان من حيث المبداء؛ إلا ان خيارهم في مسالة اعادة التوطين كان البقاء علي الارض حول البحيره مهما كانت النتائج. ولاسباب غير واضحه ويبدوا انها تتعلق بالتصرف في الارض مع جهات خارجيه، اصرت إدارة الخزان علي اخراج المناصير من ارضهم بكل السبل.
لاكثر من خمس سنوات اطلقت الدوله يد اجهزتها الامنيه والاعلاميه والماليه وغيرها لارهاب المناصير او اغرائهم او تخويفهم او الايقاع بين قياداتهم لشق صفوفهم ونشر العنف بينهم من خلال عملائهما. ثم طفقت في سياسة شراء الذمم بمبالغ طائله الله وحده يعلم مقدارها، ثم جنحت كما كان متوقعا للتزوير، فزورت حقوق الالاف من المواطنيين. وعندما لم تنال كل هذه الاساليب من عزيمة المناصير وتمسكهم بارضهم، كشفت الدوله عن طبيعتها الاجراميه فقررت اغراق المناصير وتدمير حياتهم وسبل معيشتهم.
ولتنفيذ مخططها قامت إدارة الخزان بقفل ابواب الخزان منذ 24 يوليو الماضي والي اليوم ( اي لاكثر من ثلاث اشهر) ويبدوا مما توفر من معلومات اوليه، ان إدارة الخزان اتفقت مع وزارة الري لتمرير المياه التي كان يجب حجزها لمشروع خشم القربه الي خزان الحماداب لزيادة حجم التخزين لتتمكن ادارة الخزان من اغراق المناصير. فقد نقلت صحيفة الصحافه في صدر صفحتها الاولي قبل أيام مايلي ( ابلغت وزارة الري رسميا إدارة مشروع حلفا الجديده الزراعي بعدم وجود مياه لري محاصيل العروه الشتويه لقلة مخزون المياه في خزان خشم القربه) (الصحافه 25 اكتوبر 2008 العدد 5505). إذن تم تجويع وإفشال الموسم الزراعي لمشروع حلفا الجديده للاستغلال مياه المشروع لتدمير واغراق المناصير.
يلاحظ ايضا ان دراسة شركة لاهماير المستشار الفني للخزان تقول ان ابواب الخزان تقفل بعد منتصف سبتمبر، وتقول بهذا ايضا إدارة الخزان في مرافعاتها عن المشروع وانه لن يحرم المناطق خلفه من الطمي لان ابوابه لن تقفل ابان موسم الفيضان. إلا ان ما حدث يشير الي عكس ذلك تماما. فقد قامت إدارة الخزان بقفل ابواب الخزان في اوج فيضان النيل ( 24 يوليو) ولازالت ابواب الخزان مقفوله لاكثر من ثلاث اشهر وذلك لغرض احداث اكبر قدر من الدمار في حياة المناصير لاجبارهم علي مغادرة ارضهم للصحراء.
ولكن هل نجحت المؤامره؟ :
بعد اكثر من ثلاث اشهر من قفل مجري النيل وتدمير عشرات القري ومئات الالاف من اشجار النخيل والفواكه والاراضي الزراعيه والخدمات الصحيه والمدارس والمساجد وعلف البهائم وتشريد اكثر من 15 الف اسره الي العراء، لم يهاجر فرد واحد من المنطقه الي الصحراء التي تسميها إدارة الخزان بمشروعات اعادة التوطين.
في زيارتي للمنطقه في منتصف اكتوبر الماضي وفي منطقة برتي الاكثر تضررا ( الصور) قال لي السيد سليمان خليفه رئيس اللجنه المحليه لمنطقة ( برتي التحدي) ( وهو الاسم الجديد الذي اطلقه المواطنيين علي الموقع الجديد الذي رحلوا فيه بدلا عن برتي اسم المنطقه الاصلي)، قال سليمان في لهجة تحدي يرددها كل المواطنيين " شوف ... خزانهم ده اليعملوه تلاته طوابق او يقرنوه في السماء... نحن قاعدين ...قاعدين... عايزين يسوا شنو...؟ الارض ارضنا وما فايتنها... اليركبوا اعلي خيلهم.... نحن قاعدين....!"
من ناحيه اخري تكشف تجربة المناصير في المقاومه السلميه ( وهو موضوع امل ان اعود له بشيء من التفصيل والتوثيق) تكشف التجربه في تجلياتها الكثيره ان الدوله السودانيه تصبح كسيحه وعاجزه عندما تواجه بمقاومه سلميه متماسكه وقويه... لقد اثبتت التجربه ان الدوله السودانيه لا تجيد غير العنف وثبت انه هو السلاح الوحيد الذي تحزقه، اما عندما تواجه بمقاومه سلميه متماسكه فانها تصبح كالمسطول تحدق في اللاشيء لا تدري ما تفعل.. وهو الامر الذي يحدث الان... يكشف نضال المناصير ومقاومتهم السلميه ان الدوله السودانيه لا تمتلك اليات لحل المشاكل والقضايا سلميا وهو امر معيب وخلل كبير في دوله تزعم انها اختارت السلام والحلول السلميه.
في برتي التحدي توجد حوالي 750 اسره اضطرت لتهجيير مساكنها خمس مرات امام المياه واخير استقرت في هذه المنطقه المرتفعه(الصور). انتهت الكثير من الاسر من تشييد منازلها بمجهودها الذاتي كما توضح الصور والباقي يعمل لاكماله في فتره وجيزه كما يلاحظ ذلك من قلة عدد الخيام. كما شرعت هذه الاسر في زراعة حوالي فدانيين من الاعلاف لمواشيهم بغرض توفير الالبان لاطفالهم وكان قد تم توزيع الاغنام علي الاقارب في القري الاخري لحين انتاج العلف.
ورغم الكارثه وفداحتها لم يعد المناصير يعيرون اهتماما لما تقوله الدوله و اجهزتها واصبحوا يدبرون حياتهم باستقلاليه تامه عن اجهزة الدوله المختلفه، وفي نظر المواطنيين فان اجهزة الدوله تتامر مع بعضها ضدهم لتنفيذ خطة إدارة الخزان لتهجيرهم للصحراء خارج ارضهم.
الصور أدناه من منطقة برتي توضح حجم الدمار الذي احدثته إدارة الخزان بالمنطقه... ومنطقه برتي منطقه واحده من عشرات المناطق والقري التي تم تدميرها وفي بعض المناطق حجم الدمار افظع.
المؤسف في الامر ان اغلب القوي السياسيه لم تهتم بهذه الجريمه النكراء.. فقط الحركه الشعبيه وحزب الامه القومي قاما بزيارة المنطقه والوقوف علي احوال المواطنيين بها، اما القوي الاخري فقد فشلت حتي في اصدار بيان يدين هذا العمل المدر الذي ارتكبته اجهزة الدوله في مواطنيين لها معهم اتفاق مبرم ينص علي تشييد مساكن لهم حول البحيره.
الدعوه موجه لكل القوي السياسيه والناشطين والمنظمات الطوعيه والمهتمين افرادا وجماعات لزيارة المنطقه والوقوف علي الاحداث
| |
 
|
|
|
|
azz gafar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست