.... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2008, 02:54 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
.... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!!

    *** - غـدآ الأثنيـن 17 نوفـمبـر 2008 وتأتي مناسـبة الذكري نـصـف قرن علي انقلاب الفريق ابراهيـم عـبود والتـي وقعـت في عام 1958،

    *** - ولست هنا بصـدد الكلام عن الانقلاب وكيف ولـماذا تـم، ولااود ان اسرد تفاصيـل الاتفاق الذي تـم سرآ مابيـن عبداللـه خليل مـمثلآ عن حزب الأمة مع الفريق ابراهيـم عـبود وتسليـمه السلطة عبـر قيام انقلاب عسـكري وحـتي لاتقع البلاد تـحـت سـيطرة الحزب الوطـنـي الاتـحادي الذي كان سيفوز بالأنتـخابات ويـسـحـب بسـاط السلطة من حـزب الأمـة،

    *** - لن اتكـلم عن كيف كانت الاحـوال الـمعيشيـة في السـودان وقبيل الانتخـابات، ولكـنـي فقـط السـؤال عـن لـماذا وبالرغـم من مرور خـمسـيـن عامآ علي انقلاب عـبود مازالت هناك حـقائق كثيـرة خافية وغيـر مدونة?، لـماذا نـجـد ان مــجـموعة الكتيبات وااـمؤلفات عن 17 نوفـمبر لاتتعـدي العشـرة كتب وطوال هـذه السـنييـن?،

    *** - لـماذا يـحـجـم الذين عاصروا هـذه الفتـرة وان يكتبوا ويؤلفوا الكتب وينشروا الحـقائق ويزيـدوا معرفة الناس بتاريـخـهم?،

    *** - مادور الضباط القـدامي الذين شاركوا في هـذا الانقلاب عام 1958 ولـماذا لايكتبون عـنه ويزودوننا بالجـديـد عنـه?،

    --- ونواصـل ...
                  

11-16-2008, 03:38 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)

    *** - الذي يزور منا القاهرة ويسـتعرض اسـماء الكتب والـمؤلفات عـن "ثورة 23 يوليو 1952" بـمكتبة "الـمدبولـي" او باي مكتبات اخري كبيـرة ، يـجـد انـها مكتبات زاخـرة ومليئة بـمئات الـمؤلفات عن الثورة وباقلام معاصـريـها من الضباط والـمدنييـن. بل ويـجـد الباحـث عن خفايا واسرار انقلاب مـحـمد نـجـيب علي الـملك فاروق كل الحـقائق من لسان الذين عـملوا بقصـور المـلك في القاهرة والاسـكندرية، مئات الضباط الذين كانوا وراء مـحـمد نـجـيب ليلة الأنقلاب وبعـد تقاعـدهـم تفرغوا لكتابة ادوراهـم في الانقلاب وكشـفوا الكثيـر من خفايا ليلة الانقلاب،

    *** - الكاتب الكبيـر مـحـمد حـسنييـن هـيكل والذي كان وقتـها مقربآ من السلطة وعـمل بـجـريدة "الاهـرام" ألف الكثيـر من الكتب عن "ثورة 23 يوليو" وفـض الغلاف عـن كثيـر من الاسـرار التـي زادت فيـما بعـد من رقعة الـمعرفة عـن الثورة وابطالـها،

    ***- لقـد قصـدت ان أخـذ مايـجـري في مـصر كـمثال لاسـأل " ماالذي يـمنع كتابنا وضباطـنا وصـحافينا الذين عاصـروا هـذه الفتـرة 1958 - 1964 وان بكتبوا ويؤلـفوا ويعـرفوا الأجـيال الـجـديدة حـقيقة انقلاب 17 نوفـمبر 1958 ، ولكي يلـموا باطـراف تاريـخـهم الـمبتور الـمشوة?.
                  

11-16-2008, 04:52 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبوب،
    سجيمان،
    تـحياتي ومـودتي،

    *** - تعـرف ياسجيمان، نـحـنا الحلفاوييـن عنـدنا عادة لـما يزورنا واحـد او واحـدة اصـلو مامتوقعيـن حـضـوره ( زي زيارتك لي الليلة ) ، بنقول " زارنا النـبـي "....

    ... شـكرآ لقـدومك ياأميـر.

    *** - وصـلتنـي رسالة من اخ عزيز يقول لـي فيـها " ياصائغ انت من الناس العاصـروا زمن الانـجليـز والحاكم العام البريطاني وسودان الحكم الثنائي، ومابعـدهم من حكام وطنييـن والميرغني الاول والازهري وعبداللـه خليل وعائشـة الفلاتية وزنقار وقرعـم والحـنطور والموريس ماينر، وعاصـرت زمن الوايت ليبل والكيتي كولا وافلام اسماعيل ياسين وماري منيب، واللـه يديك طول العـمر ولكن ماشـفنا وانك طلعت كتاب ولو حـتي بتسـعة سـطور تـحكـي لينا فيه عن فتـرة زمنية عشـتها في الزمن القـديـم داك!!!

    *** - انت تقعـد تنـصـح الناس القـدامي والـجـدد بالكتابة عن حـقبات تايـخيةعاصـروها وانت اخـر من يكتب!!! ، اها دي نفـهمها كـيف?.

    +++ - واوعـدكـم ياأخـواني، ان اللـه مـد في العـمر حاطلع كتابي.
    لك مودتي ياسجيمان.
                  

11-16-2008, 03:42 PM

سجيمان
<aسجيمان
تاريخ التسجيل: 10-03-2002
مجموع المشاركات: 14875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)



    بكري الصايغ ازيك
    وحات الله متابعك من صًحي....

    ووحات الله تاني..انت ما قاعد تنضم نضم فاضي... نضمك كلو مجيه ...

    (عدل بواسطة سجيمان on 11-16-2008, 03:45 PM)

                  

11-16-2008, 08:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)

    الفريق ابراهيم عبود.
    ----------------------

    من ( ويكيبيديا )، الموسوعة الحرة.

    إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان ورئيس الوزراء السوداني للفترة(1958-1964م)،ولد عام 1900 بشرقى السودان من قبيلة الشايقية.

    تخرج في كلية غردون عام 1917م، ثم التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918م، عمل بسلاح قسم الأشغال العسكرية بالجيش المصري حتى انسحاب القوات المصرية في عام 1924م، حيث انضم إلى قوة دفاع السودان، عمل في سلاح خدمة السودان وفرقة العرب الشرقية وفرقة البيادة. عين قمنداناً لسلاح خدمة السودان عند السودنة ثم ترقى إلى رتبة أميرلاي عام 1951م. نقل إلى رئاسة قوة الدفاع كأركان حرب ثم ترقى إلى منصب نائب القائد العام عام 1954م. قاد أول انقلاب عسكري بالسودان في نوفمبر 1958م.

    وكان انقلابه في الحقيقة استلاماً للسلطة من رئيس وزرائها آنذاك عبد الله خليل عندما تفاقمت الخلافات بين الأحزاب السودانية داخل نفسها وفيما بينها، وقد كانت خطوة تسليم رئيس الوزراء السلطة للجيش تعبيرا عن خلافات داخل حزبه، وخلافات مع أحزاب أخرى.

    حينما استلم السلطة,أوقف العمل بالدستور, وألغى البرلمان, وقضى على نشاط الأحزاب السياسية, ومنح المجالس المحلية المزيد من السلطة وحرية العمل, وبارك انقلابه القادة الدينيون في ذلك الوقت لأكبر جماعتين دينيتين: السيد عبد الرحمن المهدي زعيم الأنصار، والسيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية.

    ولكن انخرط في معارضته معظم الأحزاب السودانية وقاد المعارضة السيد الصديق المهدي رئيس حزب الأمة. اتجه حكمه باتجاه التضييق على العمل الحزبي والسياسي وقد حل الأحزاب وصادر دورها. كما اتخذ سياسة فاقمت من مشكلة جنوب السودان حيث عمل على أسلمة وتعريب الجنوب قسراً.

    أطاحت به ثورة أكتوبر الشعبية 1964م، وقد استجاب لضغط الجماهير بتسليم السلطة للحكومة الانتقالية التي كونتها جبهة الهيئات. توفي في سبعينيات القرن العشرين.

    7 سـبتـمبـر 1983:
    وفاة الرئيس السوداني الأسبق الفريق إبراهيم عبود عن عمر يناهز 78 عاما.
                  

11-16-2008, 09:36 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)

    عبداللـه خليل.
    -----------------

    من ( ويكيبيديا ) الموسوعة الحرة.

    الله بك خليل ولد بأم درمان عام 1892م

    تخرج من كلية غردون قسم المهندسين وألحق بالمدرسة الحربية.

    وحصل على رتبة أمير آلاي. كان من أعضاء جمعية اللواء الأبيض منفذة ثورة 1924م التي كان المثقفون (الأفندية) في طليعتها.

    بعد فشل الثورة والموقف المتخاذل الذي وقفته الأورطة المصرية والحكومة المصرية منها تحول عبد الله خليل للفكرة الاستقلالية. وكان من أبرز المؤسسين لـ حزب الأمة كحزب يقود الشعار الاستقلالي وقد انتخب عبد الله خليل كأول سكرتير عام للحزب.

    كان رئيسا للوزراء في أول حكومة بعد الاستقلال وقد سلم السلطة لقيادة القوات المسلحة ممثلة في الفريق عبود في 17 نوفمبر 1958م وذلك وفق رؤية معينة نكصت عنها قيادة الجيش وبطشت به وبحزب الأمة على وجه الخصوص وبكل القوى السياسية السودانية عموما. توفي عام 1971م.

    ***********
    ***********
    عبداللـه خليل...
    أصـل الـمصـيبـة والبـلاء!!!
                  

11-17-2008, 04:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)


    الأخ الصائغ لك شكري ،
    لدي بعض المختلف عما ذكرت وآمل أن يكون صحيحاً :
    أول رئيس وزراء من بعد الإستقلال : السيد إسماعيل الأزهري ،
    في حكومة الوطني الإتحادي أول حكومة حازت أغلبية مطلقة ولم يتكرر
    الفوز الطلق لحزب واحد منذ ذلك التاريخ .

    السيد عبد الله بك خليل كان في رتبة تعلوا عن رفاق السلاح أيام 1924 م
    وكان ناصحاً على مسافة من ثوار 1924 م ولم يكن منهم .
    وأحضرته الحكومة البريطانية تنفيذ الإعدامات التي تمت من بعد فشل الحركة
    .....
    آمل أن أكون قد أصبت .
    شكراً لك ولأضيافك

                  

11-17-2008, 04:47 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: عبدالله الشقليني)




    بـيـان الفـريـق / أبـراهـيـم عـبــود
                  

11-17-2008, 11:49 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    عبدالله الشقليني،

    تـحـية الود والأعـزاز،
    والشكر علي قـدومك الـمقدر، ومشاركتك الكـريـمة.

    *** - اخـي علـداللـه، اوافقك 100% علي كلامك، ولكنـي لااملك الحـق في تغييـر ماورد بـالموقع " ( ويكيبيديا ) الموسوعة الحرة.

    *** - لقـد سبق لـي ان كتبت ب( الـمنبـر العام ) من قبل تاريخ الحكومات التـي تعاقبت علي السودان قبل انقلاب 17 نوفمـبر 1958 وقلت ان حكومة اسماعيل الأزهـري حكـمت البلاد لـمدة شـهر واحـد فقط بعـد الأستقلال وسـقطت في فبـرائر 1956 بسـبب "العـملة" وصـورة اسـماعيل الازهري علي العـملة الورقية.

    لك مودتي عبـداللـه.


    **********************
    **********************

    اخفاقات الديمقراطية.. خمسون عاماً على الانقلاب الأول-
    --------------------------------------------------

    جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الصحافة.

    لإثنين 17 نوفمبر 2008م.

    د . حيدر ابراهيم علي-
    ---------------------------

    استيقظ السودانيون صباح يوم شتوي مماثل لهذا اليوم، صبيحة 17 نوفمبر 1958 على موسيقى مارشات عسكرية أعقبها صوت أبوي رتيب غير متحمس، مثقل، بمسؤولية أكبر من طموح صاحب الصوت - الضابط العظيم الذي كان ينتظر التقاعد القانوني بعد شهر يونيو 1959 ليعيش شيخوخة مطمئنة.

    وكان ينوي بسبب خلفيته الهندسية افتتاح محل لبيع الدراجات واصلاحها (شهادة الفاتح بشارة مدير مكتب الرئيس الأسبق عبود - صحيفة الحياة 4/12/1998)، ولكن وجد نفسه يخاطب الشعب السوداني: (.. كان من الطبيعي ان تهب قواتكم المسلحة).

    وكان هذا بعد قائمة قوية من الاتهامات، استهلها بقول حاسم، بان البلاد قد وصلت حالة من الفوضى وسوء الأحوال امتدت الى جميع مرافق الدولة، وان هذه الفوضى سببها صراع الأحزاب التي سعت للمصالح الشخصية والحزبية فقط. ولذلك استولى الجيش على السلطة لاقرار الأمن وتحقيق الاستقرار.

    السؤال هو: هل صحيح ان هذا الانقلاب حقيقة هو المسار الطبيعي او النتيجة الوحيدة الممكنة لانتهاء أول تجربة ديمقراطية بعد عامين فقط من الاستقلال ؟ تصعب الاجابة بلا او نعم، لان التاريخ هو دائماً ما حدث ولا يمكن القول بانه لو كان هكذا هو الحال كان سيحدث ذلك الشئ ! (مثال: لو كان شكل انف كليوباترة مختلفاً كان يمكن ألا تحدث تلك المعارك !) وفي السودان السلوك السياسي الحزبي وفهم السياسيين للحكم وادارة البلاد جعل اصحاب الانقلاب يظنون ان الاصلاح لابد ان يأتي من الجيش.

    وبعيداً عن الدوافع السياسية للانقلاب، هناك رأي عام بين العسكريين بان الفساد وضعف الأحزاب والتسيب والفوضى ترجع كلها الى ان السياسيين مدنيون او ملكيون (Civil) وبالتالي ينقصهم الضبط والربط والنظام. وغياب هذه الصفات في العمل السياسي يؤدي حتماً الى عدم الاستقرار. هذا العامل السايكولوجي في شخصية العسكري يجعله اكثر ثقة بقدرته على تخليص او انقاذ البلاد من الفوضى ومن احتمال التفكك والإنهيار.

    أما الأسباب السياسية البنيوية، فتبدأ ايضاً بسؤال حول: مدى ديمقراطية احزابنا السياسية الوليدة عقب الاستقلال ؟ ونقصد الديمقراطية الداخلية ثم الديمقراطية في الاداء السياسي اي صنع القرار واتخاذه وتنفيذه ديمقراطياً. صار من نافلة القول ان هذه الاحزاب مجرد تجمعات قبلية وطائفية دينية وشخصيات كارزمية وبالتالي لم تهتم بشكل وهيكل الحزب من ناحية، ولا بالبرامج والسياسات.

    وهذه الوضعية لم تتغير بعد نصف قرن ما عدا الاستثناءات لدى ما نسميه بالأحزاب العقائدية والتي تفتقد الديمقراطية الداخلية. وهذا يعود بنا الى قول علماء السياسة بانه لا تقوم انقلابات بلا سبب، وقد يكون السبب صعب القبول او ضعيفاً لدينا ولكنه قوي لدى الانقلابيين، وفي السودان كان السبب موجوداً ولكن هل كان يقتضي الانقلاب على الديمقراطية مهما كان ضعفها وسلبياتها ؟ والمحير في السودان هو ان كل الانقلابات الناجحة لم تجد مقاومة شعبية تذكر عند حدوثها. وهذا يكشف ضمنياً عن مدى صدقية وايمان الأحزاب وجماهيرها بالديمقراطية لدرجة الدفاع عنها وحتى الموت في سبيل حمايتها.

    واقارن دائماً، بدفاع سلفادور اليندي في شيلي وكيف دافع حاملاً مدفعه الرشاش من على شرفة القصر الجمهوري حتى قتلته العصبة الانقلابية، بينما قادتنا ما زالوا يملأون الفضاء بالمصطلحات: تهتدون، وتعودون وترضون، وكان الكلام هو عوض الفعل. وما زلنا نتذكر شريك الحكم ونائب رئيس الوزراء حين قال بان السلطة مرمية في الشارع ولو جراها كلب مافي زول بيطرده او يهشه، وكان على قمة هذه السلطة.

    وهذه ظاهرة تستحق التوقف والبحث: لماذا لم يدافع حكامنا عن سلطتهم الشرعية التي اكتسبوها من الشعب وعن طريق الانتخابات ؟ أم مهمتهم ان يحكموا فقط والا يحموا هذا الحكم حين يقتضي الأمر بذل التضحيات ؟ فالحكم مجرد امتياز، والديمقراطية هي الوسيلة الأسهل ولا تحمل لديهم اي فكرة او مبدأ او قيم، فهي مثل السيارة او التلفزيون فقط. ولم تعمل الاحزاب على تعميق مفهوم الديمقراطية واختزلتها في البرلمانية والتصويت.

    يتحمل حزب الأمة مسؤولية الانقلاب الأول كاملة ويعطي دليلاً واضحاً لفهم الحزب للديمقراطية والتي يفترض فيها اعطاءه الشرعية، ولو أحس الحزب بأي خطر يقوم - ببساطة - بعملية تسليم وتسلم للجيش.

    فقد تم هندسة عملية تسليم بواسطة عبدالله خليل رئيس الوزراء المنتخب وسكرتير عام الحزب مع زين العابدين القيادي والمقرب للسلطة الانصارية الروحية. يقول الفريق عبود: (كنت في سنة 1958 القائد العام للجيش ومهمة الجيش معروفة هي الحفاظ على الأمن وكنت اتلقى تعليماتي من رئيس الوزراء ووزير الدفاع. قبل الانقلاب بنحو شهرين جاءني عبدالله خليل في المكتب، وقال لي: ستكون هناك جلسة في منزل السيد الصديق بام درمان، ودعاني لحضورها، فأخذت معي أحمد عبدالوهاب وكان موجوداً السيد الصديق وعبدالله خليل وزين العابدين صالح.

    تطرق الكلام الى الموقف السياسي وشرحه السيد الصديق وقال إن البلد غير مستقرة واذا عمل وزير دفاع من الجيش فإن هذا سيساعد على الاستقرار. (فانفضت الجلسة). ويضيف (قبل انعقاد البرلمان بنحو عشرة ايام جاءني عبدالله خليل وقال لي الحالة السياسية سيئةجداً ومتطورة ويمكن تترتب عليها اخطار جسيمة ولا منقذ لهذا الوضع غير ان الجيش يستولى على زمام الأمر.

    فقلت هذا الى ضباط الرئاسة احمد عبدالوهاب وحسن بشير وآخرين. مرة ثانية جاءني عبدالله خليل فاخبرته بان الضباط يدرسون الموقف، فقال لي ضروري من انقاذ البلاد من هذا الوضع، ثم ارسل لي زين العابدين صالح ليكرر لي نفس الكلام، والضباط وقتها كانوا يدرسون تنفيذ الخطة. قبل التنفيذ بثلاثة ايام جاءني عبدالله خليل في الرئاسة ليطمئن على الموقف، فقلت له كل حاجة قد انتهت وحتتم قبل انعقاد البرلمان، فقال لي: ربنا يوفقكم، سألته عما اذا كان هذا العمل مقبولاً ؟ فقال لي ان العقلاء والسيدين مؤيدين للحركة) (افادة ابراهيم عبود: تقرير التحقيق في الاسباب التي أدت الى انقلاب 17 نوفمبر 1958، وزارة العدل، ص26).

    أظهرت القوى السياسية عجزاً بيناً في ادارة شؤون بلد حديث الاستقلال يواجه تحديات عظيمة بالذات في تثبيت الوحدة الوطنية وانطلاق التنمية.

    وكانت ظاهرة شراء النواب وانتقالاتهم بين الاحزاب دليلاً على هشاشة فهم الديمقراطية والولاء الحزبي. فقد كان البرلمان يعكس قوة الولاءات القبلية اكثر، حيث كرس التقسيم الجغرافي حقيقة النظام القبلي. وكانت قوانين الانتخابات تتبنى الشكل البريطاني: صوت لكل شخص، واستبعدت نظام القوائم والذي يفترض ان تقدم القائمة برنامجها الانتخابي ويصوت المواطنون لهذا البرنامج وليس لاشخاص بعينهم.

    ورغم العيوب المشتركة بين الأحزاب ولكن حزب الأمة كان الأكثر حركة لتخريب التجربة الوليدة وان يجهضها بتسليم السلطة الى الجيش، ويعود ذلك الى عدد من الأسباب التي يختلف فيها عن بقية الأحزاب حتى الطائفي منها مثل حزب الشعب الديمقراطي.

    أولاً: طائفة الأنصار التي تمثل العمود الفقري لحزب الأمة هي في الأصل حركة جهاد وبالتالي استمرت كمليشيات اكثر منها طائفة مدنية او حزب سياسي. وهذا أقرب لسؤال راهن كيف تتحول الحركة الشعبية من حركة مسلحة الى حزب سياسي مدني ؟ فالانصار رغم هزيمة المستعمر، لم تُسحق الحركة كما بقيت (المهدية) فكرة وثقافة يمكن احياء اشكالها التنظيمية ومنها العسكرية في اي لحظة. وكان تنظيم شباب الأنصار شبه عسكري في الزي الموحد والتدريب والأناشيد او النداءات، وينشط في المناسبات الدينية. وفي بعض الفترات الأولى للحكم الثنائي كان الانصار محط شك ورقابة ولكن الطائفة صارت صديقة للحكم لذلك لم تتم ملاحقة الطائفة والتي برزت مع انشاء حزب الأمة عام 1945.

    ثانياً: لا تمتلك طائفة الانصار وحزب الأمة تراثاً في الممارسة الديمقراطية بحكم ان الطائفة بشكلها التراتيبي المتوارث هي المكون الأساسي للتنظيم الحزبي. فكانت العائلة - الطائفة هي التي تتخذ القرارات، ولم يعرف حزب الأمة الشكل الديمقراطي الحديث للحزب السياسي، لذلك لم يشعر حزب الأمة انه يرتكب خطأ حين قرر تسليم السلطة للجيش.

    ثالثاً، وهذا مرتبط بالنقطة السابقة. فقد كانت زعامة الانصار تعتقد بانها ذات شرعية تاريخية في حكم السودان. وان الاستعمار قطع استمرارية دولة المهدية ولابد ان تعود سواء عن طريق الانتخابات او الانقلابات العسكرية. وكان اهتمام حزب الأمة باجازة الدستور الدائم مجرد ترتيب لاستعجال انتخابات رئاسة الجمهورية ليتم انتخاب إمام الانصار اماماً للسودان او أميراً للمؤمنين. وفي هذا عودة الحق لاصحابه الشرعيين. وكان الانقلاب قطعاً لوحدة الاتحاديين وهم المنافس الوحيد والقوي.

    وجاء في أقوال عبود: (بعد الانقلاب بنحو شهر جاءني عبدالله خليل وقال لي ان السيد عبدالرحمن صحته معتلة واذا ممكن تعملوه رئيس جمهورية فقلت له إنني أعمل مع مجلس وهذا كلام غير مقبول) (التحقيق، ص28). ويبدو ان الانقلابيين والذين كانوا ينوون اجراء الانتخابات بعد عام، شعروا بانهم قادرون على حكم البلاد بمفردهم مع مساعدة بعض المدنيين مثل أحمد خير وزيادة أرباب ومحمد احمد علي وعبدالماجد أحمد كوزراء تكنوقراط.

    من الغريب ان الطائفتين الختمية والانصار أيدا الانقلاب الذي اطاح بحكومة ائتلافية تمثلهم. وهذا يظهر عدم الجدية في التعامل مع الديمقراطية ولو شكلياً وظاهرياً: الدفاع عن حق اكتسبوه جماهيرياً. وجاء في بيان السيد علي الموجه للمواطنين: (لقد تقبلنا نبأ تسلم جيش السودان بقيادة ضباطه العاملين زمام السلطة في بلادنا وإننا نأمل ان تتضافر الجهود وتخلص النوايا لتحقيق الطمأنينة في النفوس وتوطيد الأمن والاستقرار في ربوع البلاد (صوت السودان، 20/11/1958). اما السيد عبدالرحمن فقد كان أقل تحفظاً في تأييده، جاء في بيان الامام (أيدوا يا ابنائي هذه الثورة وادعو لها بالتوفيق والسداد واعينوها بان يكون كل منكم عيناً ساهرة وعزماً قوياً لتحقيق ما قامت من أجله ثورتكم وما تقدم اليه جيشكم المظفر من حمل أمانة الاستقلال والعمل الجاد (صحيفة النيل 21/11/1958).

    اما الحزب الشيوعي فقد عارض الانقلاب لان القوى الرجعية هي التي قامت به ولم يدن الحزب فكرة الانقلاب العسكري من أساسه. فقد جاء في ادانة الانقلاب (جرى الانقلاب تحت اشراف القيادة الرسمية للجيش ولم تقم به هيئة مناوئة من الضباط كما جرى في مصر او العراق) وهذا يعني ضمناً ان الانقلاب لو قام به ضباط مثل عبدالناصر او عبدالكريم قاسم يمكن ان يكون مقبولاً. ويناشد البيان، وكأنه يدعو الى انقلاب مضاد وطني وتقدمي، والذي جاء بالفعل في 25 مايو 1969، يقول (يجب ان يضع حزبنا امام القوى الوطنية من الضباط في الجيش أهمية النضال ضد الحلقة الرجعية التي قادت الانقلاب والوقوف سداً منيعاً ضد تدبيراتها واستبدالها بقيادة وطنية متجاوبة مع مطالب الشعب الاساسية) (محمد سليمان: اليسار السوداني في عشرة أعوام، ص365).

    تعتبر الفقرة السابقة مدخلاً جيداً لبحث علاقة الجيش بالسياسة في السودان، فمن الملاحظ ان القوى السياسية السودانية لا ترى أية غضاضة في تدخل الجيش في السياسة ويعود ذلك الى ان الاحزاب كلها تعمل داخل الجيش بالذات الاحزاب التي تسمى عقائدية. فهي تعمل على (تجنيد) - لاحظ المفهوم - الطلاب منذ المرحلة الثانوية وبعض هؤلاء الطلاب يلتحقون بالكلية الحربية فهم ضباط المستقبل واحتمال ان يكونوا انقلابيّ الغد ايضاً.

    لذلك يتم التعامل مع الجيش او بالاصح ضباطها في الجيش كقوة مخبأة يمكن الاستعانة بها في اليوم الأسود اي عندما تتأزم الاحوال. وقد اعتبر احد علماء السياسة الانقلاب هو المقابل الوظيفي للانتخابات (Samuel Decalo) ويسميه البعض انقلاب (النخبة الجديدة) والتي تستخدم الجيش وليس الحزب لتحقيق طموحاتها باكتساب السلطة والثروة والمكانة الاجتماعية باحتلال مناصب الحكم. وهذا يدل على هشاشة الدولة الوطنية والنظام السياسي ككل. وفي السودان اقحم السياسيون الجيش في السياسة ولم يلتزموا بتقسيم العمل والذي يحدد دور الجيش في الأمن الخارجي فقط اي الدفاع عن الوطن من الاخطار الخارجية.

    اما الأمن الداخلي فهناك أجهزة مكلفة بذلك الا في حالات التمرد المسلح. يروي عن عبدالناصر قوله (لا نريد سياسة داخل الجيش، ولكن الجيش كله قوة داخل السياسة الوطنية) (أنور عبدالملك، المجتمع المصري والجيش، بيروت 1974، ص331). وهذه ما قصده البعض بان السياسة تسئ الى الجيش، يقول خبير عسكري: (للقائد العسكري هدف واحد، فاذا تولى السلطة أصبح له هدفان ووظيفته كجندي لابد ان تخضع للاعتبارات السياسية). ولهذه الاعتبارات فإن أية قيود على العسكريين تضر باختصاصهم ويجد العسكريون بالذات حين يستولون على السلطة انفسهم في وضع جديد ليس أفضل مما سبق، ويكونون أسرى الصفات ذاتها التي كرهوها في خصومهم. وهكذا ينقلب المحررون الى طغاة ومستبدين.

    من الواضح ان السودانيين بعد الاستقلال فشلوا في تحديد وتخصيص وتقسيم العمل في قضية الجيش والسياسة، فأضروا بقومية ومهنية الجيش السوداني. فقد تجاذبت القوى السياسية الجيش واقحمته في السياسة. وهنا لابد من الاشارة الى انتهازية القوى السياسية التي تلجأ الى الجيش وتستخدمه في السياسة. فالمدنيون من الساسة يعتقدون بان لهم القدرة الفكرية والتنظيمية على استغلال العسكريين والتخلي عنهم بعد ان يقوموا ( بالمهمة المؤقتة) اي اسقاط النظام السابق. ولكن التجارب اثبتت باستمرار قدرة وذكاء العسكريين اكثر من المدنيين.

    فقد استغل العسكريون المدنيين باكتساب القاعدة الشعبية وابعاد او تهميش المدنيين بعد ذلك، وتحولوا من أدوات الى فاعلين حقيقيين. وغالباً ما يحاولون الاتصال بالجماهير مباشرة، واحياناً يؤسسون تنظيمات سياسية جديدة - وقد تكون فوقية ولكنها مختلفة عن رؤى القوى السياسية التي اعتقدت انها دفعتهم الى الانقلاب واستلام السلطة.

    ساهمت القوى السياسية في عسكرة الحياة السياسية منذ انقلاب 17 نوفمبر 1958 والذي كان من بعض مبرراته ان صغار الضباط كانوا يخططون للانقلاب. ويعرف معجم المصطلحات السياسية العسكرة بانها نظرية او اعتقاد تعمل القوات المسلحة وفقاً له يقول بضرورة ممارسة التأثير او السيطرة على الحياة السياسية. وقد اعترفت كثير من دول العالم الثالث بهذا الدور حين اعتبرت الجيش صاحب دور حاسم في حماية الدستور، وأهم مثال تركيا.

    وفي دول أخرى ظهر مفهوم المؤسسة العسكرية والتي لا وجود مباشر لها في السياسة والحكم ولكنها تمسك في الواقع بخيوط اللعبة السياسية. والسودان بعد تجربته الغنية وبكل سلبياتها وايجابياتها يقف عند مرحلة لابد ان يحدد فيها دور الجيش، ليس فقط حسب نصوص الدستور، بل وفق ممارسة الأحزاب السياسية نفسها، مع الجيش ككيان قومي ومهني. وهذا المقال هو فتح للحوار والنقاش اتاحته مناسبة مرور نصف قرن على أول انقلاب عسكري في السودان.
                  

11-18-2008, 00:39 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .... 17 نوفـمبـر 1958 : ..... و50 عـامآ ..... انقلاب ابراهـيـم عـبود!! (Re: بكري الصايغ)

    الراحـل احـمـد خـيـر:
    -------------------------
    مـن منا لايعـرف الـمحامي الراحـل احـمـد خـيـر الذي شـغل مـنصـب وزير الـخارجـية ابان فـتـرة حكـم الرئيـس وكان هـو الـدينـمو والـمحرك للسياسـة الخـارجـية للسودان فـي ذلك الو قت، وقـد رأيت وان عليـه الضـوء اليوم بـمناسبة مرورر 50 عـامآ علي انقـلاب ضـباط 17 نـوفـمبـر 1958 بـحـكم انه كان من ابرز وزراء الخـارجـية بافريقيا والعالـم العربي فـي تلك الفتـرة من اعـوام الخـمسينيات والسـتينيات
    --------------------------------------------


    *** - كان الـراحـل احـمـد خـيـر عـنـده مكـتبة قانونيـة وبهـا مـراجـع نادرة وثـميـنة ويقال ان بعـض القضــاةورجـال القانون البـريطانيـون كانوا يـجـئون خـصــيصآ للسـودان للأطـلاع عـليها واخـذالـحـحـج القانونية مـنها، وكان الراحـل يشـتـرط عـليهـم الاطـلاع عـليهـا داخـل داره وعـدم الـخـروج بـهـا مـهـما كـانت الظـروف. احـد البـريطـانييـن احـتـج عـلي طـريقةاحـمـد خـيـر فـي عـدم" تسـليـف" احـدآ ما كـتبـه، فـردعـليـه احـمـد قـائـلآ " مـادي تـربيتـكم الربتـوناعـليـهـا!!!!".

    *** - كان الراحل احـمد خـيـر يتـمتـع وحـتـي اخـر ايام عـمـره " مات عـن 91 عـامـآ " بـذاكرة قـويـة ويسـرد الوقائـع والأحـداث السـودانيـة القديـمـة ماقبـل الاسـتقـلال وسـنوات حـكـم الأنـجـليـز في الثلاثينيـات والاربعـينيات بـطلاقـة وبلا تـوقـف وكـانهـااحـداثآ وقـعـت قبـل سـاعـات.

    كان مـن احـسـن السـودانييـن تكـلـمآ باللـغةالانـجـليـزية وقتها، ومـن الـطـرائـف الـتي تـقال عـنه انه كان يشـرف بنـفسـه عـلي امـتـحانات الراغـبييـن بالالـتـحاق بالسـلك الـدبلوماسـي او العـمل بـوزارة الـخارجـيـة، وفـي احـدي الـمعاينات وفـي التصـفيات الأخـيرة لبـعـض الذيـن اجـتازوا كل الامـتحـانات الشـفهـية والكـتابيـة وبقـيت لـهـم مـعايـنة مـع الـوزيـر " الـصـعـب " احـمـد خـيـر، وبـعـد ان جـلسـوا كـلهـم فـي مـكـتبه سـألـهـم باللغـة انجـليـزيـة ســؤالا يـقول مالفـرق بـيـن " اسـتيـوبيـد" و "فـلـش ?"، وتـعلـثـموا وراحـوا يتخـبطـون فـي الأجـابة " لابـلادة مـنهـم او عـدم مـعـرفة" ولكـنهـم كانوا يتـوقعون اسـئلة في التاريـخ او العـلاقات الـدولية. وراح احـمـد خـيـر وبكـل صبـروهـدوء ينـتظـر الاجـابة ويراقـب تـخـبطاتهـم ويـلاحـظ نـطـق الكـلام منهـم بالانـجـليـزية، وبـعـد ان مـل الوزيـر الاجـتماع مـعـهـم نـهـض من مـقعـده وامـرهـم بالخـروج مـن مكـتبـه قـائلآ لـهـم " انا الـ "سـتيـوبيـد" البـضـيـع وقـتـي مـعاكـم!!!!.

    *** - معلومة غريبة : عطفا على ماسبق :
    اخبرني المرحوم عبده دهب (اليساري المعروف )انه وفي اثناء زيارة وفد السودان لمصر وكان أحمد خير احد ابرز اعضائه وانشطهم واقامتهم هنالك .. اتاح له فرصة مقابلة هنري كوريل وفي هذا اللقاء طلب أحمد خير من هنري كوريل ان يمكنه من ان يكون رئيسا لفرع هذا التنظيم في السودان!!!! ...الا ان هنري كوريل رفض هذا الطلب حيث ان الوصول لذلك المنصب يتطلب ـ كما يري هنري كوريل ـ انخراط العضو في سلك التنظيم من القاعدة وان يتم التدرج بعد ذلك الي القمة وهذا ما لم يتح لأحمد خير ( مقابلة شخصية مع عبد دهب بمنزله بالعمارات بالخرطوم يوم 8 / 2/ 1995 )ما رائكم ؟؟؟ - ( Omer Hummeida).
    -----------------------------------------

    هـذا الكلام الذي قاله عـبـده دهـب قاله- ايـضآ لي فـي سـنوات الاربعـينيات وبـحـكم ان عـبـده دهـب كان نوبيـآ فكانت عـلاقتـتنا الأسـرية قـوية ومـتـرابطـة وازوره يـوميـآ في مـيدان عـبـدالمـنعـم بالخـرطوم " حـديـقـة الأسـرة " حـاليـآ ويـحـكي قـصـص واقعـية عـن تكويـن الاحـزاب السـودانيـة والشـخـصيات اللأمـعة فـي الـمـجـتمع، وكانت " القـهـوة " مـحـل مـلتقي كبـار رجـالات الـحـكومـة والبـرلـمان وكان الـمـرحـوم محـمـد توفيـق وسـليمان داوؤد مـنديل واحـمـد يوسـف هـاشـم واحـمـد السيـدحـمـد واحـمـد سـليمان المـحـامـي مـن ابـرز الـوجـوه الـمعـروفة ودائـمة الـحـضـور بالـ " قـهـوة ". ويعـتبـرعـبـده دهـب هـو الـمـؤسـس الاول للـحـزب الشــيوعـي السـودانـي.

    *********************************

    وللـمزيـد من الـمعرفة :

    Re: ما بيني وبين أحمد خير المحامي.... ما ورائيات

    ما بيني وبين أحمد خير المحامي.... ما ورائيات

    المنتدى العام ل ( سودانيز أون لاين ) دوت كوم.
    مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م:

    ما بيني وبين أحمد خير المحامي.... ما ورائيات

    28-06-2007, 11:32 ص

    Omer Hummeida
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de