|
Re: الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل (Re: انور الطيب)
|
صديقي بخاري ، ونحن أطفال صغار لم نتجاوز العاشرة أو أكثر بقليل في سبعينيات القرن الفائت كان رسولا لصديقنا علي الذي وقع في حب صبية صغيرة وجميلة وكان قدره أن يكون رسوله بخاري ، تخيل صديقنا علي أن الهدايا هي خير دليل على التواصل فاختار دكان والده كمورد أساسي لهداياه ، بخاري أبدا لم يكن رسولا ناصحا ، كل همه أن يتخير من دكان " أبو علي" ما تشتهيه نفسه ويقول له : " الكوتش عايز طحنية " ، لايوجد خيار أمام علي سوى تنفيذ رغبة " الكوتش" وجلب ما يستطيع جلبه لحظات غفوات أبوه ، بخاري لا يتوانى في أكل كل ماجادت به نفس علي من بسكويت ، تمر ، حلوى وغيرها .... لم يفكر بخاري في المصاريف النقدية أبدا لا أدري لماذا ، لكنه فكر يوما أن التمر ما أحلاه بالفول السوداني .. أتى علي متبخترا يسأل بخاري عن أخبار الحبيب ، كانت إجابات بخاري جاهزة ويرمي في علي كلمات يطير بها علي فرحا وينتشي بها نشوة يصل بها إلى الثريا ويعود وكلمات كثيرة مثل كريم ووسيم وغيرها من كلمات المدح .... وما أحلى التمر بالفول السوداني ، ياعلي والكلام لبخاري " الكوتش" يريد فولا مدمسا وما كان من علي إلا أن يهرول إلى سوق الحلفاية لجلب كميات من الفول بمصاريف تناولها خلسة من دكان أبيه ... بعد فترة بدأ علي يطمع أكثر من ابتسامة " الكوتش" لكنه لاحظ أن كل هداياه لا يوجد لها أثر في الواقع ..... خطة واثنتين اكتشف علي كذب بخاري وانتهت القصة بتخاصم علي وبخاري ، بخاري لم يندم أبدا على ما جادت به نفس علي ودكان أبوه ... وهذا مثال للرسول غير الناصح الذي ينتهي بك المطاف معه إلى خسائر روحانية ومادية لا تحصى ولا تعد ... من ذا رسول ناصح ...
| |
|
|
|
|