|
|
 يا ليلى ليلك جنّ
|
الحب حاله قبل المعرفة وبعدها , والماعنده محبه ما عنده الحبه
يقول سيدي أبو يزيد البسطامي (إذا شربوا بكأس محبته وقعوا في بحار أنسه، وتلذّذوا بروح مناجاته، وإذا عرفوه حق معرفته ولهوا في عظمته).
إذاً حب الله للإنسان يفوق حب الإنسان لله فالله هو الأكرم، هو مصدر الحب، بل هو الحب ذاته , وقد عبًّر الصوفيون عن تقديرهم الكبير لحب الله لعباده، فمحبة الله أصل، ومحبة العبد فرع يقول سيدي ابن عربي (محبته لك محبة الأصل لفرعه، ومحبتك لـه محبة الفرع لأصله)
فالتجربة الصوفية بها جماليات التأليف نظماً أونثراً وجماليات الحديث العادي حتى يصبح نصّاً فنياً ممتلكاً مواصفات جمالية ,
وقد كنت استمع وأستمتع بنظم
يا ليلى ليلك جنّ ** معشوقك أوّه وأنّ
أم مرحي فوق جبلنا ** أصلو الإكسير معدنا
وجدتُ بها الفكر والعبادة فهي كلمات ليست عفوية بل بها ذوق رفيع , حيث أنها مشحونة بالانفعال والمعني , لجأ إلي مفردة رمزية في مطلع النص "ليلي" أنثي وقد جاء رمز الأنثى للذات الإلهية من كون المرأة رمزاً من رموز الخلق، وبعدَ أن كان الاتجاه التقليدي في التصوف يرى الحب علاقة من طرف واحد أصبح علاقة حب متبادلة. , إختياره مفردة معشوقك فالعشق هو أرفع درجات المحبة، لأنه حب الله لذاته، لا لإحسانه إلى الخلق، ولا لصفاته، العشق الإلهي ليس مجرد امتثال للأوامر، والميل إلى المحبوب، بل هو بذل الروح في سبيل هذا المحبوب , وفي سبيل الوصول للمحبوب يكثر الانيين والتأوه .
والعشق هو الدرجة الثالثة والأخيرة والأعلى في سلم درجات الحب الإلهي في نظرية محي الدين بن عربي بعد درجتي الهوى، والحب، إذ يُقدّم ابن عربي نظرية متكاملة في الحب الإلهي؛ في طبيعته، وبواعثه، وأحواله النفسية، المكمّلة لـه، والنتائج التي يُولّدها، وموجزها أنّ الهوى هو الدرجة الأولى، وهو ميلٌ عاطفي على المستوى الإلهي، وأمّا العشق فهو الدرجة الثالثة، وهو إفراطٌ في التعلق على المستوى البشري، وتوحّدٌ على المستوى الإلهي .
و"الاكسير " وهو مادة يعتقد أنها تحول الفضة إلي ذهب , وهنا أعتماده علي القلب للمعرفة وتغيب العقل وهنا كثير من الصوفية يعتمدون علي العلم اللدوني وخاصة العوام والدليل علي ذلك النص الذي يله هو
الشرب بالكوب والشنه ** كل الغشاهو تهنّا
فالشرب رمز للمعرفة , فالكوب هو إناء صغير والشنة الدلو , و(كل الغشاهو تهنا) هنا في الظاهر يقصد ممدوحه , ولكن في الرمزية يقصد كل من قصد الذات الإلهية ينال السعادة والحقيقة المطلقة ,
هذا العشق لديه صلة بالخيال؛ لأنّ القلب موطن الأحاسيس، ومصدر الحب، ينصرف إلى المحبوب بعد أن يصوغ لـه الخيال صورته في جمال، وكمال، مثاليين، فالعاشق يحب الصورة التي يحلم بها، والتي تكفّلَ الخيال برسمها لـه، والعالم الجميل الذي يعيش فيه رمزٌ لخالقه الأكثر جمالاً؛ لأنّ الجمال لا يصدر إلاّ عن الجمال، والخيال هو الذي يتذوق الجمال، ويُسهم في كشف مخابئه، وهو خير دافع إلى حب المخلوق للخالق، وهكذا يصبح أي حب موجّه لموجود مخلوق، في هذا الكون حُبّاً منصرفاً في غايته الحقيقية نحو الواجد الخالق، الخالد، لأن الحب الخالد لا يجدر إلا لخالد، فهو حقٌ لله مانح الحياة .. فقد ذكر في النصوص السابقة مدركات مادية ( ليلك , جبلنا , معدنا ) فهو هروب من العالم المادي والشكل الهش ، إلى عالم الروح والمضمون،ولا يتسنى لـه هذا الهروب بغير وساطة الخيال التي تصله بحقيقة ذاته، وحقيقة الكون من حوله، وقد يأخذ هذا الهروب شكل تحويل الروح , فيلجأ إلي , (بدءالزراعة ) فهي حياة وبها وروح فيقول
بعد الغرب ساهلنا **وسقنا تيرابنا شتلنا
دورين دور ودنا ** وصاح بالجلالة ورنا
في الواقع تكون الزراعة في الصباح , لكنه أختار الغروب حتي يوضح أنه لا يقصد الزراعة , ولكنه يريد ويقصد الذكر والتقرب والأنس مع الله فهنا تركيبات غير حقيقة وإنما يظهر المعاني المخبوءة في الأشياء
(عدل بواسطة emad altaib on 10-25-2008, 11:19 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يا ليلى ليلك جنّ (Re: mohmed khalail)
|
ــــ
صديقي محمد خليل شاعرنا الممتلي روعة وجمال
شفت كيف ناظم هذا العمل الإدبي الرفيع الجميل عشق في الحال, وسلم من فساد التكلف , وأطرب السامعين في وجدانهم , لأنه غسل الران في القلوب بالمحبة , فبها تلك المحبة تعمر القلوب , وحينها يصدق القول والفعل , هذا النوراني أستقو من القران محبته وشوقه (فسوف يأتي الله بِقَومْ يُحبُّهم ويحبّونَه) و(قُلْ إنْ كنتم تُحبّون الله فاتبعوني يُحْبِبكُمُ الله) ,
وسيد الحلاج يقول
ذِكْرُه ذِكرْي، وذِكْري ذِكْرُه*** هل يكون الذاكران إلاّ معاً
يعجبني أدب الخلوة وثقافتها حين يقول الله تعالي (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمنُ ودّاً) هؤلاء هضموا مفهوم القران والسنه والفعل والقول دون تكلف فالقاعدة الاساسية لهم(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) لا يوجد أغلي وأثمن من الروح , فوهبوها لمن أحبو وودو ..
لك كل الحب إخي محمد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ليلى ليلك جنّ (Re: emad altaib)
|
يا سلام أخي عماد ، علي هذا الإختيار .. و جزالة التذوق
.. وهي من اشغال الشيخ الذاكر ، الرجل السماني / ود المكاوي
.. تقصى يا عماد اثر و سيرة هذا الرجل النوراني ..
وهو ضمن جماعة حزب الامان
- الشيخ السماني الكبير هو سعودي و صاحب تلك القراءة المعروفة
بحزب الامان
- أعطى الحزب للشيخ الطيب ود البشير راجل ام مرحي
- عبر الشيخ الطيب وصل الحزب للشيخ عمر راجل الكريدة
- هذا بدوره اعطى اسرار تلك القراءة للشيخ محمد وقيع الله
الذي استوطن الزريبة و اعطى الحزب من ثم لأبنه الشيخ /
عبد الرحيم البرعي
* و قيل أن اغنية ابراهيم العبادي ( يا حليل رياضنا الغنا ) ..
قد سارت على ذات خطى الميلودي الصوفي المتدفق
امامنا معانقا الانفس و العقول
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ليلى ليلك جنّ (Re: أحمد طراوه)
|
ــــــ
الحبيب أحمد طراوه ,,, سعيد بوجودك
نعم هو أخي أحمد هو العارف بالله المكاوي أدركته في زيل لوحته الفنية تلك فزينها رونقاً,فكانت مسكها ختام الصلاة ممهورة بإسمه ,فأكتملت التحفة جمال حينما قال
الصلاه والسلام ما لاحا ** برق ونسيما فاحا
تلثم ضريح مصباحا ** يجد المكاوي رباحا
فكل من يذكر البرق والبروق , من أهل المعرفة وإن تنكر لها , والنكرة صفة العارف
وقفت أما كثير من مفرداته جاهلاً ومفضوح , أسأل عن هذه وتلك , فقد أستطاع أن يجمع فيها الموسيقي واللحن والحكمة والبساطة , مستنفذة غرضها أنظر إلي جمال هذا المقطع الذي يقول فيه
تربالنا سامر وغنى ** علّج رقابو تحنّا
صورة متحركة لوقوف , الذي يسامرهم في الذكر والانس ومدح المصطفي حين , يطلق العنان للصوت مع الكلمات النابعة من القلب , وحينها تكون الرقبة مائلة , يا جمال العشق حتي النفس يشهق
أخي أحمد زدنا من ما عندك ,,, وإني أجهل الكثير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ليلى ليلك جنّ (Re: emad altaib)
|
شكرا اخي عماد
.. و لعل بعد حين ان تسمعنا ايضا رائعة الشاعر الشيخ / ابراهيم العبادي
يا حليل رياضنا الغنّا .. هزار كنارا الغنا ، نعقد المقارنة
و نستبين وجه الشبه .. إن كان بطريقة بادي او اب داؤد
عليهم كلهم تتنزل شآبيب الرحمة
* و نكون علي سيرة ذلك الغناء المدون فى شان المصطفى
نبي الإسلام كما عند :
- علي ود حُليب
- و حاج الماحي
- و ود العاقب
- و ود سعد
- و ود اب شريعة .. الذي قال : يوم النهار قلع .. لولاهو نروح
جُرع .. قلبي زاد وجع .. حماني القيد منع
* ولا ننسى ان مُغني السودان الاول هو الشيخ الولي :
إسماعيل الدقلاشي سيد الربابة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
emad altaib
mohmed khalail
أحمد طراوه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست