الأغنية ألسودانية بين مطرقة ألعالمية وسندان ألتقوقع 1-

الأغنية ألسودانية بين مطرقة ألعالمية وسندان ألتقوقع
يتساءل ألكثيرون عن ألأسباب ألتي أدت الي عدم انتشار موسيقانا وأغنياتنا
عالميا ، وهذا بالطبع هو سؤال ألمشفق ألمحب وهو أكثر ألتساؤلات شرعية.
انه موضوع طويل سأحاول بقدر ألامكان أن أضع له اجابات تشكل نقاط
ارتكاز فوق حروف متحركه. هنالك عدة أسباب أدت الي ذلك منها
أولا أسباب فنيه تتعلق ب
1 النص ألشعري 2 القالب أللحني 3 الاداء ألآوركسترالي 4 ألمعالجة
ألموسيقية.
َثانيا أسباب اقتصاديه تتعلق ب
1 تمويل عملية ألانتاج 2 تمويل عملية ألانتشار بطريقة علميه ومدروسة.
ثالثا أسباب سياسيه تتعلق ب
1 انعدام ألنية لدي ألحكومات ألمتعاقبه في دعم ألفنون.2 ألنظره ألمتعالية
للتنظيمات ألسياسية تجاه ألفنون.
ألاسباب ألفنيه
ولنبدأ بالنص ألشعري في ألآغنية ألسودانية وهو من منظور ألجماليات
جيد ورائع لاشك في ذلك ولكنها تعاني من اسفكسيا ألطول وليس لشعرائنا
ذنب في ذلك ولكن أللوم يقع علي ألموسيقيين بما فيهم شخصي فلقد تأثرت
ألمدرسة ألسودانية ألموسيقية بالمدرسة ألموسيقية ألوهابية ألكلثومية
ومعاصريها وكان مايعني ان كانت ألآغنية طويلة فان ألفنان شاطر ومعلم كبير
وهذا لعمري حكم غير سليم وادي بكثير من مبدعينا الي ان يفتعلوا الطول
والتطويل دون داع أحيانا وليتهم اتبعو مدرسة سيد درويش ذات ألاسلوب
ألسهل ألممتنع . أخاطب شعرائنا ألمبدعين في أن يعيدو نظرتهم
فيما يختص بالآغنبة وهذا لايمنع من أن يكتبوا قصائدهم ألطويلة للنشر
لنستمتع بها قراءة.ان ألآغنية ألطويلة تفقد فرصة اذاعتها بالاذاعات والقنوات
ألتلفزيونية مما يفقدها أهم فرص ألانتشار.أذكر أنني حينما قمت بالتوزيع
ألموسيقي لآغنية سوف يأتي للشاعر ألمبدع ألسر كنه أن طلب مني ألفنان
ألصديق محمد ألامين أن أقوم بعملية ألمكساج أللحني بمدينة لوس أنجلس
كاليفورنيا.بالفعل قد ذهبت بها الي استوديو يملكه مؤلف أميركي حائز علي
عدة جوائز موسيقيه وقد أبدي هذا اعجابا شديدا بالعمل من ألناحية ألفنية
قائلا أنكم تملكون كنوزا من ألالحان ولكن أبدي تخوفه من الطول ألغريب
لآغنياتنا قائلا ان سوف يأتي يمكن أن تكون خمس أغنيات جميله. وبالفعل
من ذا الذي لديه ألوقت ليستمع الي أغنية زمنها نصف ألساعة برغم جودتها.
ولنعرج الي ألقالب أللحني
القالب أللحني لا يأتي من فراغ فهو ألابن ألشرعي للنص فان كان ألنص طويلا
كان أللحن كذلك وان كان قصيرا صار أللحن مثله.
ان لحن ألا غنية لدينا عموما يعاني من ألرتابة والدائرية ويفتقر الي عنصري
لكسر حاجز ألرتابة modulation والانتقالات أللحنية variationألتنويع
الذي يمييزها وهذا لايمنع من ان هنالك نماذج يمكن ان تكون رائعة نأخذ
منها رائعة ألكاشف فتنت بيه علي سبيل المثال لا ألحصر والتي تذكرني
بجماليات ألأغنية ألفنية في عهدي شوبرت وشومان في ألقرن ألثامن عشر
والتي لم يتم التفوق عليها حتي الأن في نظري.
ان للاداء ألاوركسترالي دورا هاما ومؤثرا في أمر قبول موسيقانا أو رفضه
فبرغم ألمواهب ألعديدة في بلادنا الا أن ألكثير من عازفينا دون ألمستوي
ألمتعارف عليه ليس لقصور فيهم ولكن لعدم وجود فرص تعادل ربع تلك
ألتي وجدها غيرهم في ألبلاد ألأخري كما أن معظمهم انشغل في توفير
ألعيش ألكريم لهم ولآسرهم مما زاد ألمشكلة تعقيدا.ان من عيوب ألاداء
في موسيقانا عدم وجود عنصر ألتفاوت في ألشدة واللين ألعلو والخفوت
ولمن يريد ألتأكد من حديثي هذا فليعاود الاستماع الي ما شاء من
تسجيلات .
ان ألمعالجة ألموسيقية أي ألتوزيع ألموسيقي للأغنية ألسودانية
له محاسنه ولكنني أركز علي مساوءه التي تتركز في في أن ألايقاع في
موسيقانا يعاني من عدم ألوضوح الجملة ألايقاعية غير متناسقة وانا
أول من يحاسب علي ذلك وأعترف بأخطائي في ذلك ومعرفة ألخطأ هي كنز
في حد ذاته. ان التوزيع ألموسيقي هو أصعب مراحل ألاغنيه لآنه يحولها
من أساس الي بناء لحني كامل لذا فان ألمؤلف ألموسيقي هو ألاعلي مقاما
ولكن لمساته يستحوز عليها ألاخرين كما يحدث في بلادنا.
هذا هو ألجزء ألاول وفي ألجزء ألثاني سنوصل ألحديث عن ألجانب ألاقتصادي
وعن استلاب حقوق ألآخرين وأنا جاهز لتعليقات ألجزء ألاول.
كل انماط الفن ألموسيقي اصبحت مرتبطه بالانتاج ولم يعد ألرمي
بالاسطوانات ألمدمجه والاشرطه ألموسيقية علي نواصي ألشوارع
في ألسودان مثل ألبصل والبطيخ والكوسه شيئا مفيدا لقد أصبحت
صناعة ألنجم أو تلميعه شيئي متعارف عليه عالميا وهذا يتطلب شئي
من رأس ألمال ألشجاع ألذي نفتقده مع استثناء واحد أو اثنين نريد رأسماليا
يتناول هذا ألامر من منظور وطني فكري وتجاري أيضا بالتاكيد ان ألتكلفه
علي سبيل المثال ما يعادل ألثلاثمائة وخمسيين الفا من الدولارات CDلعمل
ألامريكية يحسب في ذلك الانتاج للموسيقي وتحضير أغنيه واحده كفيديو
كليب ثم منصرفات الدعاية والاعلان ..نأكد أنه لن تكون هنالك خسارة طالما
أن ألامر مدروس بعناية.
أما ألاسباب ألسياسية فحدث ولا حرج ولدي من الحكي لاشياء واقعية قد
تصيب ألرؤس أليانعة بشيب شديد ألبياض فلقد ظلت ألحكومات ألمتعاقبه
في ألسودان تتعامل مع فن ألموسيقي كشكل من ألترف كما أسلفت ويكفي
أنه حتي ألان لاتوجد ميزانيه معقوله لوزارة ألثقافة والاعلام ويمكنني وبدون
مبالغه ان اقول أنها لاتساوي واحد علي عشره من اي ميزانيه لقناه تلفزيونيه
عربيه.ولا زالت ألاعمال ألفنيه ألتي نشاهدها بين ألفينة وألاخري تقف دليلا
علي عجزنا. انه حتي في جانب ألمعارضة نري شيئا من ألكشكرة
السياسية والتي سرعان ما يتم نسيانها حينما يصلون الي كراسي الحكم
ولدي كثير من ألامثلة لتساق ان دعي ألامر.
لا يفوتني في ختام هذا ألمقال أن أتطرق للنقد ألفني والذي في بلادنا هو
أنطباعي في كثير من الاحيان يميل حينا الي المجاملة وحينا اخرا الي
المنطق ألرقمى.
وفي خضم هذا تضيع حقوق كثير من المبدعين انه في غياب ألنقد ألفني
ألمؤسس تغيب ألحقيقة ألعلمية وحتي بعض نقادنا لايكلفون أنفسهم ألبحث
عن ألمصدر الرئيسي للمعلومة ألفنية باستخدام ألوسيلة ألسهلة ألا وهي
ألنقل وبذا يساهمون في الاضرار بالانتاج ألفني اقتصاديا.
كثيرين منا يجهل أن أعظم ألاعمال ألوطنية في نظري ملحمة قصة ثورة
بلحنها ألجميل لمحمد ألامين وشعرها ألمتقن لهاشم صديق وغناء
المجموعة الرائع لكل من عثمان مصطفي، خليل اسماعيل
،بهاء الدين ابوشله، أم بلينة ألسنوسي بقيادة محمد ألامين أن هذا ألعمل
من توزيع الرائع موسي محمد ابراه! يم الذي يكفيه أنه ملحن ماضي
ألذكريات. من منا يعرف أن ألوصية لوردي من ألحان برعي دفع ألله ومن
يعرف ان شعبك يابلادي لوردي من الحان ألطاهر ابراهيم ومن يعلم أن مرت
الايام لعبد الدافع عثمان من لحن عربي الصلحي ومن منا يعرف أن هبت
الخرطوم في جنح ألدجي من لحن عازف ألكمان عبد ألله عربي ومن
يعرف أن لمحتك وعارفني منك ومن بعيد لبعيد غناء الراحل مصطفي
من الحان بدر الدين عجاج،ومحمد سراج،وعبد التواب عبد ألله
ومن ومن ومن........ أعزائي والي لقاء آخر أقول شكرا لكم