رسـالـة الـغـفـران ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 06:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2008, 04:08 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسـالـة الـغـفـران ...

    ـــــــــــ
    اولا :قد يكون وصلت إلي قناعة أن المواضيع التي تكتب علي شاكلة الادب والمقالات الثقافة المطولةسوا كانت منقولة أو مكتوبه فلم يستفيد منها الناس كثيراً وأرهاقاُ لكل شيء ليس إلا وبالامس فقد فتحت بوستاً بعنوان إنه من سليمان.... وقد تداخله علي إخاً عزيزاً بمداخلته ترددت إن أغير موضوع البوست و.. وهذا البوست بما جاء إضطرارياً هدفه تنشيط للذاكرة بعد أن نفضت الغبار من الكتب التي تركناه من زمنناً ليس بقريب .. وفي هذا الخيط سوف أسرد رسالة الغفران لابي العلاء المعري دراسة حققها وشرحها الاستاذ محمد عزت نصر .. وكم أتمني أن يسعفي الزمن للكتابة التواصل فيها








                  

07-02-2008, 04:34 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسـالـة الـغـفـران ... (Re: emad altaib)

    أَظَلّ اَلْمُعَرِّي عَصْر اِضْطَرَبَتْ فِيهِ اَلْأَحْوَال اَلسِّيَاسِيَّة وَالِاجْتِمَاعِيَّة وَظَهَرَتْ فِي أَرْجَاء اَلْعَالَم اَلْإِسْلَامِيّ حَرَكَات وَثَوْرَات مَا تَكَاد تَنْهَض أَحَدَّاهُمَا حَتَّى تَخِرّ صَرْعَى تَحْت وَطْأَة حَرَكَة أَقْوَى , وَلَكِنَّ هَذَا اَلِاضْطِرَاب اَلسِّيَاسِيّ عَادَ عَلَى اَلْعِلْم وَالْأَدَب بِفَوَائِد لَا تُنْكَر , إِذْ عَمَدَ كُلّ أَمِير إِلَى حَشْد طَائِفَة مِنْ اَلْعُلَمَاء وَالْأُدَبَاء يُبَاهِي بِهِمْ خَصْمه , فَازْدَهَرَ اَلْأَدَب وَنَمَا اَلشِّعْر وَتَعَدَّدَتْ اَلْمَدَارِس اَلْعِلْمِيَّة , و اَلْأَدَبِيَّة وَأَتَتْ , فِي هَذَا اَلْعَصْر اَلتَّرْجَمَات عَنْ اَللُّغَات اَلْأَعْجَمِيَّة ثَمَرَات نَاضِجَات وَمِنْهَا ظُهُور فَلَاسِفَة كَاَلْفَارَابِيِّ وَابْن سِينَا وَأَخَوَانِ اَلصَّفَا ثُمَّ اَلْمُعَرِّي اَلشَّاعِر وَالْأَدِيب اَلنَّاقِد اَلْفَيْلَسُوف . فَكَانَتْ فَلْسَفَة اَلْمُعَرِّي وَآرَاؤُهُ فِي نَقْد اَلْحَيَاةاَلِاجْتِمَاعِيَّة وَالدِّينِيَّة ثَمَرَة لِمَا زَخَرَ بِهِ هَذَا اَلْعَصْر وَهُوَ اَلْقَرْن اَلرَّابِع اَلْهِجْرِيّ مِنْ مُتَنَاقِضَات اِضْطِرَاب فِي اَلْحَيَاةاَلسِّيَاسِيَّة وَرَقِيّ فِي اَلْعِلْم وَالْأَدَب وَلَوْ لَمْ يَرَ اَلْمُعَرِّي اَلنَّقَائِض اَلِاجْتِمَاعِيَّة اَلسَّائِدَة يَوْمئِذٍ لَمَا قَذَفَ مِنْ فِيهِ حُمَمًا يَرْمِي بِهَا اَلْحُكَّام وَالْعُلَمَاء وَالنَّاس وَكَافَّة وَقَدْ تَأَفَّفَ مِنْ اَلْحَيَاة وَمِنْ نَفْسه " وَمِنْ زَمَن رِيَاسَته خساسة " وَطَعْن بِالْحُكَّامِ وَحِقْد عَلَى جَمِيع وَلَا شَكّ أَنَّ تَجْرِبَته اَلْخَاصَّة مَعَ بَعْض اَلْأُمَرَاء قَدْ جَعَلَتْهُ يَثُور هَذِهِ اَلثَّوْرَة اَلْيَائِسَة , ضِدّ مُجْتَمِعَة اَلَّذِي لَمْ يُقَدِّرهُ حَقّ قَدْره فَاضْطَرَبَ فِي اَلنِّهَايَة إِلَى اَلِانْزِوَاء فِي دَاره يُمْلِي عَلَى كَاتِبه مَا يُبَرْهِن بِهِ عَلَى عُلُوّ كَعْبه فِي اَللُّغَة وَالْأَدَب .
                  

07-02-2008, 07:39 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسـالـة الـغـفـران ... (Re: emad altaib)

    المحترم emad altaib
    ابو العلاء المعري أو رهين المحبسين - البيت والعمى - كما يسميه بعض النقاد من أحب الشعراء لنفسي.
    سقط الزند واللزوميات في رأئي من اجمل دواوينه ورسالة الغفران من أهم اعماله. ولا يزال البعض محتارا في الرابط القوي بين " رسالة الغفران" والكوميديا الإلهية لفيلسوف التنوير دانتي، ذلك أن كلا العملين حاولا تصوير الحياة الآخرة إنطلاقا من مركزيتين مختلفتين.

    واصل ولنا عودة

    (عدل بواسطة الفاتح ميرغني on 07-02-2008, 08:17 AM)

                  

07-02-2008, 08:06 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسـالـة الـغـفـران ... (Re: الفاتح ميرغني)

    ـــــــــ
    Quote: الفاتح ميرغني

    كلُ من دانتي الرماني الاصل الإيطالي والمعري العربي , قدما أعمالأً أدبية رائعة فخراً للأنسانية ونقداً لازعاًللمجتمع والدوله من خلال قدرة شاعرية عملاقة , تطورت من خلالها اللغة ,وظهرت معها أتجاهات فلسفية , هدفها دفع الانسان أن يكون حراًمن ضغوط المجتمع ..

    أشكرك الاخ الفاضل الفاتح ميرغني للمشاركة والتواصل
                  

07-02-2008, 01:55 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسـالـة الـغـفـران ... (Re: emad altaib)

    ــــــــ
    وُلِدَ أَبُو اَلْعَلَاء أَحْمَد بْن عَبْد اَللَّه فِي سَنَة 363 ه بمعرة اَلنُّعْمَان بْن بَشِير اَلْأَنْصَارِيّ وَسَمَّى اَلْمُعَرِّنِسْبَة إِلَى هَذِهِ اَلْبَلْدَة , وَعَرَفَتْ أُسْرَته بِالْفَضْلِ وَالْعِلْم وَالْأَدَب كَانَ أَبُوهُ قَاضِي المعرة وَكَذَلِكَ جَدَهُ وَيَنْتَهِي نَسَبه إِلَى عَرَب اَلْيَمَن . لَاقَى اَلْمُعَرِّي فِي طُفُولَته عِنَايَة بِاللُّغَةِ مِنْ أَبَوَيْهِ , وَلَكِنَّ هَذِهِ اَلْعِنَايَة لَمْ تَمْنَع عَنْهُ تَصَارِيف اَلْقَدَر إِذْ أُصِيبَ بِالْجُدَرِيِّ , فَذَهَبَ بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ اِنْطَفَأَتْ اَلثَّانِيَة وَلَمْ يَكَدْ اَلْمُعَرِّي يَعِد سِنِي حَيَاته عَلَى أَصَابِع يَده وَيَتَحَدَّث هُوَ عَنْ نَفْسه فَيُخْبِرنَا بِأَنَّهُ لَمْ يَعْرِف مِنْ مَشَاهِد اَلدُّنْيَا غَيْر لَوْن اَلْحُمْرَة , لَوْن اَلثَّوْب اَلَّذِي كَانَ يَلْبَسهُ فِي مَرَضه وَهُوَ طِفْل , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مندوحة مِنْ اَلِانْصِرَاف لِلْعِلْمِ فَأَخَذَ أَبُوهُ بِتَلْقِينِهِ اَلْعِلْم حَتَّى شَبَّ , ثُمَّ انهدم رُكْن حَيَاته إِذْ مَاتَ أَبَوْهُ وحاطته فِي حَلَب , ثُمَّ نَضِجَ عِلْمه وَاسْتَقَرَّ فِي المعرة فَتْرَة مِنْ اَلزَّمَن , وَلَمْ تَهْدَأ تَحْصِيله فِي حَلَب , ثُمَّ نَضِجّ عِلْمه وَأَسْتَقِرّ فِي المعرة فَتْرَة مِنْ اَلزَّمَن , وَلَمْ تَهْدَأ نَفْسه فَطَافَ بِسَوَاحِل اَلشَّام فَعَرَفَتْهُ أَنْطَاكِيَة وَاَللَّاذِقِيَّة وَطَرَابُلُس وَزَارَ مَكْتَبَتهمَا اَلضَّخْمَة ,
    وَرُبَّمَا لَزِمَهَا أَيَّامًا . وَأَخِيرًا عَادَ إِلَى المعرة يَسْتَجِمّ مِنْ عَنَاء اَلرِّحْلَة , وَلَمْ نَدْرِ كَمْ بقى فِيهَا مِنْ
    اَلسِّنِينَ ثُمَّ تَطَلَّعَتْ نَفْسه إِلَى اَلرِّحْلَة فَقَصَدَ اَلْعِرَاق وَسَبَقَتْهُ شُهْرَته إِلَى بَغْدَاد فَأَسْتَقْبِلهُ عُلَمَاؤُهَابِالْحَفَاوَةِ وَالتَّرْحَاب وَلَقِيَ فِي مُخْتَلِف اَلْمَجَالِس اَلْعِلْمِيَّة إِكْرَامًا , و اِحْتِرَامًا لَوْلَا أَنَّهُ أُهِينَ فِي مَجْلِس اَلشَّرِيف المرتضى اَلَّذِي أَمَرَ بِطَرْدِهِ خَارِج اَلْمَجْلِس , فَجْر مِنْ قَدَمَيْهِ وَأُلْقِي فِي اَلشَّارِع هَذِهِ اَلْحَادِثَة حَزَّتْ فِي نَفَسِي
    اَلْمُعَرِّي وَجَعَلَتْهُ يَنْكَمِش عَلَى نَفْسه وَيَنْزَوِي فِي دَاره . وَلَمْ تُطِلْ أقامة اَلْمُعَرِّي فِي بَغْدَاد فَلَمْ تَمْضِ عَلَيْهِ سُنَّتَانِ حَتَّى عَاوَدَهُ اَلْحَنِين إِلَى المعرة وَعِنْدَمَا بَلَغَهُ أَنَّ أُمّه مَرِيضَة بِهِ لِيَكُونَ فِي قُرْبهَا , وَتَرَكَ بَغْدَاد عَائِدًا وَلَكِنَّهُ لَمْ يُدْرِكهَا إِذْ مَاتَتْ قُبَيْل وُصُوله وَكَانَ قَدْ بَلَغَ اَلثَّامِنَة , اَلثَّلَاثِينَ وَكَاأُمّه آخَر عِمَاد يَلْجَأ إِلَيْهِ فَرَثَاهَا أَحَرّ اَلرِّثَاء وَأَعْتَزِل اَلنَّاس وَالْحَيَاة وَالْعَامَّة , وَلَزِمَ بَيْته وَعَزَمَ عَلَى تَجَنُّب أَكَلَ لَحْم اَلْحَيَوَان وَنِتَاجه مُكْتَفِيًا بِالنَّبَاتِ , وَفِي
    ذَلِكَ يَقُول : -
    يَسُرّنِي بِلِسَان يُمَارِس لِي وَأَنْ أَتَتْنِي حَلَاوَة فَلَيْسَ وَجَاءَهُ طُلَّاب اَلْعِلْم مِنْ أَنْحَاء اَلْبِلَاد اَلْإِسْلَامِيَّة , يَتَلَقَّوْنَ عَنْهُ اَلْعُلُوم حَتَّى غَصَّتْ دَاره بِهِمْ وَكَانَ شَدِيد اَلْحَفَاوَة بِتَلَامِيذِهِ يحوطهم بِعِنَايَة وَرِعَايَته وَظَلَّ عَلَى هَذِهِ اَلْحَال إِلَى أَنَّ مَرَض , وَكَانَ قَدْ بَلَغَ مِنْ اَلْعُمْر عِتِيًّا و فَوَصْف لَهُ اَلطَّبِيب فَرَوَّجَا لِمَا جِيءَ بِهِ لَهُ مِيدَالْيَة ده وَهِيَ تَرْتَعِش فَمَا تَحَسَّسَهُ حَتَّى كَفّ يَده وَقَالَ اِسْتَضْعَفُوك فَوَصَفُوك هَلَّا وَصَفُوا شِبْل اَلْأَسَد ? ‎ وَأَسْتَمِرّ مَرَضه ثَلَاثَة أَيَّام قَضَى فِي نِهَايَتهَا وَدَفَنَ فِي اَلْمُعَمِّرَة وَهُنَالِكَ اِنْطَفَأَ مِصْبَاح شَعَّ عِلْمًا وَأَدَبًا وَمَلَأ اَلدُّنْيَا تَغْرِيدًا وَصَدَّاحًا إِذْ كَانَ اَلْمُعَرِّي كَاتِبًا وَشَاعِرًا مِنْ آثَاره اَلنَّثْرِيَّة " شَرْح دِيوَان اَلْمُتَنَبِّي وَاَلْبُحْتُرِيّ وَأَبِي تَمَام " وَلَهُ كِتَاب " ‎ اَلْفُصُول وَالْغَايَات " كَمَا لَهُ رَسَائِل مُتَعَدِّدَة مِنْهَا " رِسَالَة اَلْغُفْرَان " اَلَّتِي نَحْنُ فِي سَبِيل اَلْحَدِيث عَنْهَا , وَأَمَّا آثَاره اَلْمَنْظُومَة فَمِنْهَا " اللزوميات " و ‎ " سَقَطَ اَلزَّنْد ‎ " و " الدرعيات ‎ " فَهُوَ إِذَنْ
    مُفَكِّر وَكَاتِب , شَاعِر .
    وَرِسَالَة اَلْغُفْرَان قِصَّة خَيَالِيَّة فِيهَا رُمُوز وَإِشَارَات , وَفِيهَا أَحْيَانًا تَلْمِيحَات وَتَصْرِيحَات وَظَاهِرهَا جَوَاب عَلَى رِسَالَة تَلَقَّاهَا اَلْمُعَرِّي مِنْ أَدِيب حَلَبِيّ يُسَمَّى أَبَّنَ القارح وَيُسْتَعْرَض اَلْمُعَرِّي فِي رِسَالَته مَا يَتَعَرَّض لَهُ اَلنَّاس يَوْم اَلْحَشْر وَيَصِف حَالَة اَلنَّاس فَيَتَحَدَّث عَنْ اَلْمَوْقِف وَمَا يُلْقِي اَلنَّاس فِيهِ مِنْ أَهْوَال , وَتَدُور اَلْقِصَّة حَوْل علِيّ بْن مَنْصُور ( أَبَّنَ القارح ) إِذْ يَعْجَب مِنْ طُول وُقُوفه فِي اَلْحَشْر فَيَسْعَى إِلَى دُخُول اَلْجَنَّة قَبْل اَلنَّاس , وَهُنَا تَحَدُّث لِلرِّجَالِ حَوَادِث تَدْعُو إِلَى اَلضَّحِك و اَلسُّخْرِيَة إِذْ يُنَاقِش جَمَاعَة مِنْ اَلْعُلَمَاء وَالشُّعَرَاء فِي اَلْمَوْقِف كَمَا يُنَاقِش خَازِن اَلْجَنَّة وَيَمْدَحهُ بِشِعْر لَا يُفَقِّه مِنْهُ اَلْخَازِن شَيْئًا , وَبَعْد طُول عَنَاء يَدْخُل اَلْجَنَّة وَيَجْتَمِع بِشُعَرَائِهَا وَيُنَاقِشهُمْ فِيمَا قَالُوا فِي اَلدَّار اَلْفَانِيَة وَيَسْأَل كُلّ مَنْ يُلَاقِيه هَذَا اَلسُّؤَال " بِمَ يَغْفِر اَللَّه لَك ? ‎ " وَيُطِلّ عَلَى جَهَنَّم وَيَسْأَل مِنْ فِيهَا " لِمَ لَمْ يَغْفِر اَللَّه لَك ? ‎ " وَلِهَذَا تُسَمَّى رِسَالَته بِرِسَالَة اَلْغُفْرَان .
                  

07-04-2008, 09:15 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسـالـة الـغـفـران ... (Re: emad altaib)

    ــــــــ
    وَسَوَّقَ اَلْمُعَرِّي كَلَامه بِقَالَب غَامِض فِيهِ حَشْد مِنْ اَلْأَلْفَاظ اَلْغَرِيبَة لَا يَسْتَطِيع اَلْقَارِئ اَلْمُضِيّ فِي مُطَالَعَتهَا دُون أَنْ يَجُول جَوْلَة طَوِيلَة فِي اَلْمَعَاجِم لَقَدْ حَشَدَ فِي اَلرِّسَالَة ثَرْوَة ضَخْمَة مِنْ اَلْأَلْفَاظ حَتَّى لَا تَكَاد تُوجَد لَفْظَة مُعْجَمِيَّة إِلَّا أَحْيَاهَا فِي رِسَالَته هَذِهِ كَأَنَّهُ كَانَ يُرِيد أَنْ يُعْمِي عَلَى اَلنَّاس فَلَا يَفْهَم أَغْرَاضه فِيهَا غَيْر اَلنُّخْبَة مِنْ اَلْعُلَمَاء , وَالْغَرِيب فِي أَمْره أَنَّهُ تَعَرَّضَ لِلْجِنِّ وَأَوْرَدَ طَائِفَة مِمَّا نُسِبَ إِلَيْهِمْ مِنْ اَلشِّعْر وَكَأَنَّهُ فِعْلًا مِنْ شِعْر اَلْجِنّ فِي غَرَابَة أَلْفَاظه وَتَرْكِيبه وَظَاهِر
    اَلْكَلَام فِي اَلرِّسَالَة جَدّ وَبَاطِنَة هَزَلَ . وَيَخْتَلِف اَلنَّاس فِي سَبَب كِتَابَة هَذِهِ اَلرِّسَالَة وَعِنْدِي أَنَّ اَلْمُعَرِّي كَانَ يَحْمِل ثَرْوَة ضَخْمَة مِنْ عِلْم اَللُّغَة وَالدِّين , اَلْفَلْسَفَة , مِمَّا عَرَّفَهُ عَصْره مِنْ أَلْوَان اَلثَّقَافَات اَلْمُخْتَلِفَة وَكَأَنِّي بِهِ إِنَاء اِمْتَلَأَ مَاء فَلَا بُدّ لَهُ أَنْ يَفِيض فَفَاضَ اَلْمُعَرِّي بِمَا عِنْده مِنْ اَلْمَعْلُومَات وَذَكَرَ مَا أشتمل عَلَيْهِ صَدْره ثُمَّ أَنَّ اَلرَّجُل كَانَ ضَرِيرًا اِنْطَفَأَتْ مَدَارِكه إِلَى عَالَم بَاطِن فَجَعَلَ يَتَصَوَّر مَا يَمُرّ بِذِهْنِهِ فَجَمْع ذَلِكَ كُلّه وَأَلْف بَيْنه فَكَانَتْ مِنْهُ رِسَالَة اَلْغُفْرَان وَثُمَّ شَيْء آخَر وَهُوَ أَنَّ اَلْمُعَرِّي كَانَ رَجُلًا مُتَشَكِّكًا يُرِيد أَنْ يَفْهَم مَشَاكِل اَلْحَيَاة وَمَا بَعْدهَا فَهُمَا عَقْلِيَّا فَيَعْجِز تَارَة عَنْ ذَلِكَ فَيَثُور وَيُهَيِّج وَتَارَة يَرْضَخ لِلْقَضَاءِ وَيَسْتَكْنَ وَإِلَّا أَنَّ اَلْمُعَرِّي لَمْ يَتَقَرَّر عِنْده اَلْإِيمَان
    بِوُجُود اَلْجَنَّة أَوْ اَلنَّار فَشَكَّ فِي اَلْحَشْر وَأَحْوَاله مِنْ ثَوَاب وَعَذَاب , وَكَانَ يَتَمَنَّى فِي قَرَارَة نَفْسه أَنْ تُصَدِّق اَلْأَخْبَار عَنْ اَلْجَنَّة وَالنَّار فَيَكُون هُوَ مِنْ اَلْمُحْسِنِينَ اَلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ جَنَّات اَلنَّعِيم , وَلَمَّا لَمْ يَتَحَقَّق مِنْ إِمْكَان اَلْخُلُود تَخَيُّله فِي رِسَالَة اَلْغُفْرَان عَلَى نَحْو مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآن و فِي اَلْحَدِيث وَفِي اَلْأَخْبَار عَنْ اَلْجَنَّة وَالنَّار , وَإِنَّمَا كَانَ سِيَاقه فِيهَا عَلَى سَبِيل اَلْهَزْل وَالْمُبَطَّن إِذْ يُجْرِي
    مُنَاقَشَات بَيْن اَلشُّعَرَاء تَجُرّ إِلَى الملاحاه كَالْمُنَاقَشَةِ اَلَّتِي دَارَتْ بَيْن اَلْأَعْشَى والجعدي , إِذْ يَقُول هَذَا لِلْأَعْشَى : ‎ " يَا ضَلَّ يَا أَبِنْ الضل إِنَّ دُخُولك اَلْجَنَّة مِنْ اَلْمُنْكَرَات وَلَوْ جَازَ اَلْغَلَط عَلَى رَبّ اَلْعِزَّة لَقُلْت أَنَّهُ غَلِطَ بِك , وَكَانَ مِنْ حَقّك أَنْ تُصْلِي فِي اَلْجَحِيم وَقَدْ صَلَّى بِهَا مَنْ هُوَ خَيْر مِنْك " وَيَضْرِب اَلْأَعْشَى بِكُوز مِنْ ذَهَب لِيَقُولَ لَهُ بَعْض اَلْحَاضِرِينَ فِي اَلْمَجْلِس , أَلَّا تَخْشَى أَنْ يَمُرّ مَلِك يَكُون بِمَثَابَة اَلْحَفَظَة فِي أَهْل اَلدُّنْيَا فَيَرْفَع اَلْأَمْر إِلَى اَلْعَلِيّ وَالْأَعْلَى وَقَدْ اِسْتَغْنَى أَنْ تَرْفَع إِلَيْهِ , فَيَجُرّ إِلَى مَا تَكْرَهَانِ وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُوكُمَا آدَم مِنْ اَلْجَنَّة بِأَهْوَن مِمَّا تَصْنَعَانِ " .
    وَفِي اَلرِّسَالَة أَحَادِيث دَارَتْ بَيْن اَلشُّعَرَاء وَالْأُدَبَاء فِي اَلنَّحْر وَفِي اَللُّغَة و فِي اَلنَّقْد اَلْأَدَبِيّ وَفِي اَلْمَسَائِل اَلدِّينِيَّة وَهَكَذَا كَانَتْ رِسَالَة اَلْغُفْرَان وَعَاد ضَخْمًا أَفْرَغَ فِيهِ اَلْمُعَرِّي مَا عِنْده مِنْ طَاقَة لُغَوِيَّة وَأَدَبِيَّة وَتَارِيخَيْهِ وَلَمْ يَسْبِق اَلْمُعَرِّي إِلَى مِثْل هَذَا اَلْمَوْضُوع فَكَانَتْ رِسَالَة اَلْغُفْرَان مَصْدَرًا لِمَا كَتَبَ أُدَبَاء اَلشَّرْق وَالْغَرْب مِنْ اَلْقِصَص اَلْخَيَالِيَّة اَلْمُمْتِعَة . وَأَسْتَطِيع اَلْقَوْل أَنَّ مُصِيبَة اَلرَّجُل فِي بَصَره مَدَّتْ فِي خَيَاله فَجَعَلَ يَتَنَاوَل مَوَاضِيع لَمْ يَسْبِق إِلَيْهَا , وَقَدْ أُوتِيَ اَلْمُعَرِّي ذَكَاء حَادًّا وَلَهُ طَرِيقَته اَلْخَاصَّة فِي اَلتَّفْكِير وَطَرِيقَة اَلتَّعْبِير , وَإِنَّهُ لِمَنْ اَلْمُؤَكَّد أَنَّ اَلْمُعَرِّي قَدْ سَجَّلَ رَأْيه فِي كَثِير
    مِنْ اَلْمَسَائِل اَللُّغَوِيَّة وَالنَّقْدِيَّة فِي هَذِهِ اَلرِّسَالَة , وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ صِنْف سُكَّان اَلْجَنَّة وَالنَّار أَصْنَافًا وَجَعَلَهُمْ مَرَاتِب بَعْضهَا فَوْق بَعْض فَوَضْع فِي أَقْصَى اَلْجَنَّة بُيُوتًا حَقِيرَة وَأَسْكَنَ فِيهَا شُعَرَاء اَلرِّجْز وَقَالَ لَهُمْ لَقَدْ صَدَقَ اَلْحَدِيث اَلْمَرْوِيّ : ‎ " ‎ إِنَّ اَللَّه يُحِبّ مَعَالِي اَلْأُمُور وَيَكْرَه بِالْإِغْوَاءِ " وَإِنَّ اَلرِّجْز لِمَنْ سفساف القريض قَصَّرْتُمْ أَيُّهَا اَلنَّفَر فَقَصَرَ بِكُمْ " . وَهَذَا يَدُلّ عَلَى رَأْي اَلْمُعَرِّي فِي اَلرِّجْز وَلَمْ يَكُنْ
    يُنَظِّم شَعْرًا عَلَى هَذَا اَلْبَحْر . وَطَبَعَتْ رِسَالَة اَلْغُفْرَان لِلْمَرَّةِ اَلْأُولَى عَام 3091 فِي مِصْر , وَهِيَ مَا تَعْرِف بِطَبْعَة أَمِين هِنْدِيَّة , ثُمَّ طَبَعَتْ أَجْزَاء مِنْ هَذِهِ اَلرِّسَالَة شَرْحهَا اَلْأُسْتَاذ كَامِل كِيلَانِيّ ,
    وَتَلًّا ذَلِكَ طَبْعَة مُحَقَّقَة أَصْدَرَتْهَا دَار اَلْمَعَارِف بِمِصْر لِلدُّكْتُورَةِ عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن ( بِنْت اَلشَّاطِئ ) وَأُعِيدَ طَبْعهَا عِدَّة مَرَّات , وَهَدَّ أَوَّل طَبْعَة كَامِلَة مُحَقِّقَة لِرِسَالَة اَلْغُفْرَان , وَقَدْ اَلْمُحَقِّقَة نُسْخَة " كوبريلي زادة بِالْإِغْوَاءِ " , أَصْلًا لِطَبْعَتِهَا وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ اِسْتَأْنَسَتْ بِعِدَّة مَخْطُوطَات لِرِسَالَة اَلْغُفْرَان , وَبِمَا نَشَرَ فِي مَجَلَّة اَلْجَمْعِيَّة اَلْآسْيَوِيَّة اَلْمَلَكِيَّة مِنْ مَخْطُوط نِيكِلْسُون وَفِي بَيْرُوت ظَهَرَتْ
    طَبْعَة تِجَارِيَّة عَام 1964م صَدَرَتْ عَنْ " دَار صَادَرَ وَدَارَ بَيْرُوت " منقوله بِشَكْل سيء عَنْ اَلطَّبْعَة اَلَّتِي حَقَّقَتْهَا اَلدُّكْتُورَة بِنْت اَلشَّاطِئ وَقَدْ حَوَتْ هَذِهِ اَلطَّبْعَة , أَخْطَاء كَثِيرَة وَأَسَاءَتْ إِلَى نُصُوص رِسَالَة اَلْغُفْرَان إِسَاءَة كَبِيرَة . أَمَّا هَذِهِ اَلطَّبْعَة اَلْجَدِيدَة لِرِسَالَة اَلْغُفْرَان , فَقَدْ اُعْتُمِدَتْ فِي تَحْقِيقهَا عَلَى
    مَخْطُوطَة حَدِيثَة هِيَ طِبْق اَلْأَصْل , عَنْ مَخْطُوط " كوبريلي زادة " , وَقَدْ تَفَضَّلَ اَلسَّيِّد " سي رَابِح بُو رِبَاط " بِالْإِغْوَاءِ هَذِهِ اَلْمَخْطُوطَة إِلَّا أَنِّي لَا أُنْكِر اَلْبَتَّةَ أَنَّ اَلطَّبْعَة اَلرَّابِعَة , اَلْمُحَقِّقَة اَلَّتِي نَشَرَتْهَا اَلدُّكْتُورَة , عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن قَدْ أَفَادَتْنِي كَثِيرًا وَسَهَّلَتْ عَلَيَّ فَهُمْ بَعْض نُصُوص اَلْغُفْرَان وَالْإِلْمَام بِمَا جَاءَ فِي بَقِيَّة اَلْمَخْطُوطَات مِنْ كَلِمَات قُرِئَتْ أَوْ رَسَمَتْ بِشَكْل يُغَايِر مَا جَاءَ فِي مَخْطُوطَة كوبريلي رَادَّة اَلْأَصْلِيَّة , وَلَا شَكّ أَنَّ مَا جَاءَ فِي نُسْخَة " سي رَابِح بُو رِبَاط " يَخْتَلِف بَعْض اَلشَّيْء عَنْ طَبْعَة اَلدُّكْتُورَة بِنْت اَلشَّاطِئ وَذَلِكَ يَعُود إِلَى لَهُمْ اَلنَّاسِخ لِبَعْض اَلْكَلِمَات أَوْ سُوء فَهْمه لَهَا و إِنَّنِي سَأُشِيرُ عِنْدَمَا أُجِدّ فِي ذَلِكَ ضَرُورَة إِلَى تَرْجِيحَات نُسْخَة رَابِح بُو رِبَاط , بِرَمْز " سي ‎ " فَعَسَى أَنْ يَنْفَع ذَلِكَ جُمْهُور اَلْأُدَبَاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de