|
نبقى..ويرحل من مكثَ كطيرٍ أدركَ القصائدَ بين الصائد والسنبلة
|
في هذه البلاد يذهب الأصدقاء فجأءةً بلا أي تلويحةٍ.. بعد ما يقصدون كعبة القلب.. يطوفون.. ولا يتعلقون بأستار لامعة تُسمى البقاء فيما يشبه الجسد، ولا جسد..
هكذا نبقى نحن.. ويرحل من مكثَ كطيرٍ أدركَ القصائدَ بين الصائد والسنبلة.
لا اقصد أن ارمي بحجر في بركة حزني/ حزنكم الساكنة..
عظيم حزننا..
موحش أن يمضي ويترك القصائد خاوية على الحانها..
مؤلم ان اركض لاهثاً بين غربتنا، وهجرته الى الله ذي الإستواء..
مُنهِكٌ أن اسكُن واقفاً بين خوفي، وسطوة إله هذي المدينة الرجلٌ.. والذي يطفىء الشموع ويقذفها من النافذة على درب قطارٍ مهجور.. ويلقمنا نَتَناً..
مفجع ألا نرى اياديه تمازج الأيادي التي ما امتدت –ابداً- الى خبز ازهت لونه البذلات الخضراء.. أو الجلابيب ذات العمامات اللائي ينسدلن على جيبٍ بظهر وصدر يكون.. الايادي التي ما امتدت لقماش الا وكان الوطن يتفيأ صدورها بوعي معلن و خفي.
كان حريٌ بنا من بعده أن نغني النشيد الوطني على كل بنبرٍ يدنو من الأرض مازجت رائحة بنه حلاوة "كيف انساك/ مصطفى".. وأن نرقص الكمبلا برفقته على ساحة المولد، ومقاهي امدرمان العتيقة.. جورج مشرقي.. زنك الخدار.. الطيب خوجلي.. دكاكين الكُلَف.. مظلة الورنيش.. فوال عم صالح.. زقاق الحلاوة.. زقاق الارياح (سوار دمور، الكولونيا، الخمره، المحلبيه، الدلكه، البخور، الصندل).. وغيرها من الأزقة المشتهاة.
دانقا..
كالعصافير.. وكالأنبياء في معانقة النهر.. والاختلاء بصورة المدينة، والكأس المعتق بلهاث الحب والخير والجمال.. النهر ماضٍ لمثوى بعيد.. وهو رافلٌ في ثياب الأنقياء للونٍ لا شك في اتيانه.
اعلَمُ انك انقضضت على النهر ممسكاً بالنصالِ مُوغلٌ في جسدك للفراغ السماوي تهتف: (طوبى للجدار للرجل الوحيد في المعبد الأخير يكتالُ بالصبر قمحاً يشعل غضباً ويمضي يفيء أردباً بليل)
ياااااااااااااااااااه.. هذا الفتى الفارع دانقا
.. اظنني سأبكي.. ..
هجرت ام درمان ذاكرتها في سماء البلاد.. وجفا دانقا جسده في عيون الكالحين..
ما عاد الأطفال يخرجون من المدارس ويتعاركون في الخيران.. وما عاد دانقا يخرج من الحلم يحمل "جيتارا"ً..
ما عاد هنالك "ردا" ازرق، ولا اخضر.. وما عادت اصابع دانقا تصنع الخبز..
لم يعد احد يذكر صبية الثانوي في كامل الأناقة يرتدون البني والقميص الأبيض ذو الكفة الواحدة .. تلمع من تحتها ساعة الـ SICO 5 .. تشي بهرعانٍ لموعد في زقاق شارع المدارس.. ثمة صبايا يمتلئن سودانوية ينتظرن.. يخبئن الفرحة في وجوههن.. ويخفين خطابات عشق خلف صدورهن الدافئات.. ويرتدين الأقمصة السماوية المميزة..
ثمة سكج بكج، ورمه وحراس.. كمبلت.. واشياء عفا عليها الـ Digtal والـPlay Station.
دانقا..
احب الناس جميعاً، ونافقوه احب الأرض كثيراً فعاندته احب Bob Marley، ومصطفى سيد احمد، وقاسم امين، واحببناه.. ثلة من الأولين وقليل من الآخرين.. واحببناه ايضاً..
- قلنا: (هيىء لنا من لدنك لحناً).. - قال: (أي صوت دار بالأمس خيالي).. - قلنا: (والعجب حبيبي؟!!!).. - قال: (وما صاحبكم بمجنون)..
فانفضضنا من حوله.. وما درينا كم يبعد رمقه عن السد.. وقلنا انه يدعو اورغنه خوفاً وطمعا..
كان في اقصى المدينة يتلفت.. ندهنا سراً وجهراً.. ولم يجبه سوى تيهنا.. واحد تلو آخر.. كان رجلاً عظيماً..لا نستحقه.. وكنا غافلين..
عاش فقيراً.. ومات يفتقد انثى كان يدعوها وطنه.
عبد الرحمن داؤود.. الأسمر الباسق.. "دانقا".. كما سمته الأرض في أول مرة اُلقى عليه الأصدقاء تحيةً راودته عن حبه فرضي، وابتسم بعذوبة، وصاح: (وين يااااااااااا).. ثم جرى ناحيتهم يحمل في قلبه مُغني وإنسان، وعصا ابنوسٍ زاهية.. ثم غادر فجاءةً. .. .. رأيتك الآن.. يفطرني طرق المعاول وانفتاح المكان لك سيمكث الشوق للأبد مكتوياً بحرقة ستعمل على الجسد حمى نارٌ تقيد كلما حمي البال بك تبحث عن قشة بينما يقصف الحصى حلمك رويداً رويداُ يأفل الآخرون عنك عميقاً عميقاً يحفر الحزن وجهك سحيقاً سحيقاً تنطفىء روحك في الجب تذوي .. رأيتني الآن اندهك أداريك وحيداً بلا صك ريحٍ واهذي غادر دانقا متعجلاً متعباً دونما فرح دونما حزن غادر النبي دانقا غادر النبي دانقا غادر النبي.
.. ..
اصدقائي.. يا أنتمو.. ترى.. أتكفي كلمة حب في حق "دانقا"، عندما يصير الدمع قطرة شوق الى حلق دانقا؟!!!!!!!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نبقى..ويرحل من مكثَ كطيرٍ أدركَ القصائدَ بين الصائد والسنبلة (Re: أحمد صديق ضاوي)
|
احمد ضاوي يا شهي الكلام..
سلامات من مافي..
.. تعرف.. اطمح لأن يكون البوست توثيقياً لعمر دانقا الذي مضى.. وعمره الذي سوف يأتي.. سأحرض الحارة كلها.. وأولاد الشوارع.. وصاحبة القهوة.. والمخبز البلدي الذي ينثر الدقيق عبر الجدار في وجه دانقا، ليوقظه لشاي الصباح. و.. ليتهم يكتبون.. عبد الوهاب شمس الدين "دنقل".. ووليد سيد سليمان "chance" .. ومجدي جعفر.. والباقر العقيلي.. ومعتز مكي "ميكي".. ربما علاء سنهوري.. وعلي نصر الله.. و,, و.. و.. و.. .. يا صديق كان صديقاً للجميع فمن يقول الليلةلا اعرفه)؟!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نبقى..ويرحل من مكثَ كطيرٍ أدركَ القصائدَ بين الصائد والسنبلة (Re: aseel el-amin)
|
ويكتب .. الشاب الوسيم التفاؤل.. الطيب نوره.. الطيب.. الصديق الشاعر الصحفي المحترم/ الطيب نور الدائم.. يكتب استهلالاً عن عبد الرحمن داؤود.. دانقا.. .. .. يكتب..
** ** ** **
بسم الله الجميل . . .
وجاء ولدُ من اقصى "امبده" يسعى قال: ماذا تظون اني فاعلُ بكم قلنا: ولد جميل .. وابن بلدٍ.. يتيم قال: اذاً اسمعوا.. ثم سما (هاهي الأرض تغطت بالتعب) . . . . اسيل... لنا الحزن الفسيح وإياك كم عذبٌ هو.. ولكن دمع العين مالحة ! . . . لقد فاجعني.. وفاجأني.. (علي نصر الله) في ذياك اليوم الماطر من خريفٍ إنجلى حينما سكت طويلاً بعد جملةٍ (انت عرفت؟) ثم همس كالملسوع: - دانقا - مالو؟.. في شنو؟.. مالك؟ كلها كانت (كمُكرٍ مُفرٍ مٌقبلٍ مُدبرٍ معاً) . . . قيل والعهده على الراوي.. انه ابتلعته امواج "الأتبراوي" وانسكب الصمت في المكان كأن الناس سُكارى.. وما هم بسُكارى... ولكن الحزن شديد .. والى مُلتقى قادم وأكيد
الطيب نور الدائم الطيب يونيو 2008م
| |
|
|
|
|
|
|
|