الإنقاذ ، بعد أن كابرت ، وبعد أن حاولت التوصل إلى مشروع شراكة مع الحركة الشعبية ، عادت لتكتشف أن المكابرة لم تعد تحميها من السقوط ، وأن التحدث بعين ، والغمز بأخرى لم يعد ينطلي على أحد ، وأن الحركة الشعبية لن تكون شريكا في الحكم بفهم الإنقاذ . اكتشفت الإنقاذ أن الحركة الشعبية لن تبيع الشعب ، ولن تبيع الحليف . ولن تبيع رفيق النضال . أثبتت الأيام مقدرة التجمع على الصمود ، وأثبتت أن الوطن والوطنية ليست لعبة يمارسها بعض الصبية ، وأن محاولة تجاوز الأحزاب التي تتمتع بالقواعد الشعبية الراسخة ليست إلا حرثا في البحر . الشعب كله يقول كلمته ، كل منظمات المجتمع المدني نادت بالسلام الشامل ، الكل ينادي بوطن للجميع ، حتى الطرف الذي أرادت الإنقاذ أن تنفرد به رفض ذلك وقال قولته الفصل ، السلام للجميع . لم تتمكن الإنقاذ من تجاوز التجمع ، لأن التجمع ليس لافتة تتقاذفها الرياح ، بل هو تجمع الوطن والوطنيين . التجمع هو الممثل الحقيقي للشعب السوداني مهما كابر المكابرون . والتجمع هو رائد وقائد السودان الجديد ، وما ذلك إلا لأن التجمع هو من عارض ونادى وقاتل من أجل الديمقراطية ، وظلت الديمقراطية المفصل الرئيسي في كل أعمال التجمع السياسية والعسكرية والأدبية ، الحركة الشعبية جزء لا يمكن فصله من التجمع ، اتفقت الحركة مع كل فئات التجمع على التنادي من أجل الديمقراطية والعدالة والمساواة ، وهي الأسس التي سيقوم عليها السودان الجديد . هناك من كان يسعى لاستبدال الإقصاء الحالي بإقصاء من نوع آخر ، هناك من مارس الشماتة وقال أن الحركة باعت التجمع . لكن الحركة قالت لا مرات عديدة ، لأن الحركة تعرف قدر التجمع وأهمية التجمع وعلاقتها بالتجمع ، والحركة تعرف أن التجمع هو الذي يمتلك القواعد ، وطالبت الحركة بإشراك التجمع ، ورفض الآخرون ، وأعلن التجمع صموده ، وأعلن استعداده لتقبل السلام الشامل ، أو البقاء في خندقه . الآن صحت الإنقاذ من غفوتها ، وعرفت أنها سلبت حقا ليس لها ، وأن مشروع السلام إن أريد له أن يكون شاملا وعادلا ووطنيا فلابد من أن يكون التجمع جزءا من حساباته ، وإلا فإنه سيكون اتفاقا محدودا وغير عادل ، وأن الجماهير التي تنتظر السلام لن تكون راضية عن السلام الجزئي ،
حق للشعب السوداني أن يسعد بتوقيع اتفاق التجمع والحكومة ، وهو اتفاق يمثل ركيزة من ركائز السودان الجديد .
12-06-2003, 10:56 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51257
أخي ياسر الشريف أتفق مع ملاحظاتك ، وأتفق معك على ضرورة الدقة ، وعلى أن الحكومة ليست محل ثقة ، لكن ألا تتقف معي أن الحكومة نفسها بدت لها سوءاتها وهي تحاول أن تستر بعض عورتها ، وأن هذا في حد ذاته ضمانة لعدم نكوصها بوعودها هذه المرة ، أعتقد أن الإنقاذ ستتم هزيمتها في التفاصيل بشكل أكبر ، كما أن الاتفاق الموقع بين التجمع والحكومة لابد من ربطه باتفاقيات السلام ، حتى يدخل في مظلة الرقابة الدولية ، ثم أن رقابة الجماهير ووعيها ويقظتها هي التي تصنع الأسس المستقبلية للحفاظ على الديمقراطية . وعلينا جميعا أن نسهم بتوضيح ملاحظاتنا ونشرها والإعلان عنها ليتم استصحابها في المفاوضات القادمة .
مشكلة الجبهة انها بتفهم ببطء شديد جدا جدا، وتحتاج لعشرات السنين لمعرفة بديهيات الدنيا، والشعب يدفع ثمن هذا كله ليس فقط من طول الانتظار وتعطيل المصالح وانما ايضا من التخبط والاضرار البليغة التي يوقعونها به في هذه الفترة.
والان بعد ان فهمت الجبهة انها لا تستطيع الانفراد بالسلطة، ولا حتي بنصفها مع الحركة الشعبية فقط، فانها لم تفهم بعد ان هذه الخطوة لا ينبغي لها ان تكون مناورة وقتية ومحاولة فهلوية خبيثة لاسكات صوت التجمع وصوت القوي الوطنية. اقول مع اخي ياسر: الحذر ثم الحذر، فهناك الكثير من العموميات في هذا الاتفاق، والجبهة لا تري اي باس من تناول العموميات ما دام التفصيل والتطبيق متروك لهم هم، ولسلطتهم التنفيذية القابضة، ولاجهزتهم ومؤسساتهم المستمرة في السلطة.
ومن هنا فانني اري ان الواجب الوطني يقتضي اشياء محددة وواضحة وهي:
بقاء القوي الوطنية موحدة حول اهداف ورؤي واضحة، هي سيادة الديمقراطية وحقوق الانسان ومحاسبة المجرمين واعادة قومية المؤسسات جميعا بلا استثناء. ولا داعي للالتفاف علي ذلك بالقول ان تصفية الامن مثلا امر خطير، مع ضرب المثل بما جري بعد الانتفاضة، ما جرى بعد الانتفاضة صحيح مائة بالمائة، ولم يتضرر المواطن السوداني ولا سيادة وامن السودان من حل جهاز امن نميري. التحايل بالالفاظ لا معنا له لانه لا احد يطالب بان تبقي البلاد بلا امن، ولكن الناس تطالب بتكوين مؤسسة امنية جديدة بعقلية جديدة وعقيدة جديدة اساسها حماية الوطن والمواطن، لا النظام، وتكون الحماية من خلال ما هو معروف عن الاجهزة الامنية والاستخباراتية في النظم الديمقراطية، بجمع وتحليل المعلومات وتقديم المشورة للمؤسسات على اساس ذلك. الامن ليس مؤسسة شرطية تقوم بمطاردة من تظنهم مجرمين من افراد الشعب وتوقيع العقوبة عليهم، كلا، الامن هو عمل استخباراتي Inteligence لا علاقة له بما يفعله امن الجبهة.
إذن المطلوب هو وحدة القوي الوطنية خلف اهدافها الوطنية وعدم الانجرار الى الصراعات الجانبية والمنافسة الحزبية المقيته والقصيرة النظر، والجري وراء المصالح الصغيرة مما يجهض حلم الناس بالخلاص على ايديهم، ويدفعهم للوقوع يأسا في براثن العسكريين والشموليين وغيرهم. وعلى القوي الوطنية ان تستمر في حالة حرب او طوارئ او سمها ما شئت، المهم حالة ادراك ان مهام مرحلة تصفية الجبهة لم تنجز بعد، وستستمر طويلا وكثيرا وتحتاج للكثير من الجهد والتخطيط والجماعية والتجرد، وعلى القوي الوطنية السعي باصرار لتطبيق كافة بنود برنامجها دون اي تهاون او تنازلات، مع الواقعية والعملية التي تتطلبها هذه المهمة الضخمة، والتي لن تعجز القوي الوطنية بكل خبراتها النضالية والعملية والعلمية.
فلتحذر القوي الوطنية من الاصوات التي تحاول تصوير ما تحصل عليه الحركة الشعبية وكانه خصم على الوطن او على الشمال. ان الحركة الشعبية فصيل وطني من فصائل هذا الشعب، ولو حصلت على مائة بالمائة من كل ثروات ومناصب السلطة لكان ذلك امرا طبيعيا ومقبولا، فقد احتكرت الجبهة، وهي حزب مايكروسكوبي شهد له اهله بعدم الكفاءة وبالسرقة وبالطمع في الدنيا والمناصب، احتكرت كل شئ خمسة عشرة عاما، فلا اري انه كثير على الحركة الشعبية وهي حزب كبير ومناضل ووطني، ان تحصل خلال الفترة الانتقالية او ما بعدها على اي شئ، وهي في النهاية اقرب في برنامجها وتفاهماتها كلها الى القوي الوطنية والديمقراطية.
علينا الا ننفض ايدينا من النضال الموحد وسط الجماهير، والا نعتبر ان المشكلة انتهت. بل ان الجهاد الاكبر قد بدأ لتوه، ما دامت ساحات العمل صارت مفتوحة للقوي الوطنية من الداخل وفي احتكاك مباشر مع جماهير الشعب. وعلينا ان نرجع لموضوع ود قاسم السابق حول دور منظمات المجتمع المدني، والمثقفين، في التنوير والفعل والتثوير والتنظيم والمشاركة الفعالة. لان الساحة صارت مهيئة الان ولا عذر لمن يجلس على الرصيف متفرجا او منتظرا فرجا ياتي من تلقاء نفسه. ان السماء، دعك عن الجبهة، لا تمطر ذهبا ولا فضة ولا تنمية ولا حلولا للمشاكل ولا تنمية.
12-06-2003, 12:28 PM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21173
الاخ ودقاسم والاخوان الصاوى والاستاذ ياسر الشريف احيكم اطيب تحية وانتم متابعون بعين اليقظة التى لا تنام لكل حالاتنا الوطنية بما فيها افعال واقوال اهل الحكم الذين حوصروا واستحكم الحصار حولهم الي ان رضخوا لارادة الشعب باستعادة الديموقراطية التى كابروا حولها وانكروا وجودها وقالوا انها لا تتناسب مع طبيعة الشعب السودانى .عادوا اليوم يبحثون عنها عند اهلها والمبشرين بها لكى تحميهم من غضب الشعب ومن غضب الله اولا ومن غضب امريكا وهذه يخافون منها اكثر من خوفهم من الله .. وافقوا علي كل مقررات اسمرا وزيادة بعد مكابرة دامت اثنى عشر سنة هلك فيها من هلك ومات من مات ودمرت قرى وابيد الزرع وانقطع الضرع وهذا هو الفهم المتاخر كما قال اخونا الصاوى واضيف اليه الجبان الذى لا يعرف الا لغة القوة .. اتصلت بالخرطوم لمعرفة رد فعل اهل الجبهة فعلمت ان الوجوم والاندهاش والتفكير المشلول يعمهم لا يعرفون الي اين هم متجهون لا الامر كان مفاجاة لهم وهم يرون اشياء تحدث امامهم كانت من المستحيلات.. ياسر عرمان بينهم تحمله الجماهير رغم اعلامهم المضلل ومولانا يتحدث للشعب السودانى من تلفزيون التوجه الحضارى بلسان مبين وسماحة لا يعرفونها انها اشياء مدهشة و ..محيرة لهم..ما الذى يحدث ؟ما هذا الزلزال ؟ انهم محتارون ومندهشون لما يحدث. وغدا يرون ما هو اكثر اندهاشا ..
12-06-2003, 12:10 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51257
الاخوة الصاوي ، الكيك ، ياسر لكم التحية بقاء نظام الجبهة غريبا ومعزولا طيلة هذه السنين ، هو السبب ، وهو ما فتحت الجبهة عينها عليه لتعلم أنها ستظل نظاما مرفوضا من ذرات تراب الوطن حتى لو كسر رقاب الشعب ، نعم تعلمت الجبهة ببطء شديد ، لكنها ذاقت الأمرين وهي تتعلم ، وأذاقتنا الأمرين أيضا ونحن نواجهها ، الآن حان وقت القطاف ، وكما يقول مثلنا ( بعد ما لبّنت ما تديها للطير ) وعي الجماهير ويقظتها ووحدتها خلف مطالبها الأساسية أشياء مهمة ، وأي تفريط في حقوقنا ستلتهمه الجبهة ، وتحوله رصيدا لها ، على الحركة الشعبية أن تظل شعبية وأن تهتم أكثر فأكثر بقضايا المهمشين ، وعلى التجمع أن يظل تجمعا من أجل الديمقراطية والعدالة والمساواة ، حقيقة أقول أنني متفائل ، لأن التجربة كانت قاسية ومريرة ، فلنجعل تكرارها غير ممكن ، وقد تكون هناك بعض النواقص في الاتفاق الإطاري ، لكن وقوفنا صفا خلف حقوقنا هو وسيلتنا للوصول إلى هذه الحقوق . ولنواصل عرض ملاحظاتنا ونبش كل صغيرة وكبيرة ليتمكن التجمع من إدراجها ضمن مفاوضاتة التفصيلية مع الحكومة
التقارير السائده هنا ان الاتفاق مع الميرغني كان يتجه لان يكون مع الاتحادي الديمقراطي و ليس مع التجمع. و الفضل يعود لتدحلات بعض الدول الخليجيه في اخراجه في هذه الصوره. اذا لايجب الانتشاء من الانتصارات المزعومه. و كون الحركه الشعبيه كانت في وارد الاتفاق مع الحكومه من غير الاهتمام بالمعارضه هذا ايضا مؤكد.
اذا يجب العتراف ان الاتفاق الجديد املته لهفه السيد لابرامه والضغوط الخارجيه.
لقراءه صحيحيه علي اعضاء الاتحادي الديمقراطي النظر بعين فاحصه و الحزب الاتحادي اضعف من ان يجبر الحكومه علي ابراماتفاق لاتوافق عليه.
المهم ان نستعد لممارسه تستوعب التجارب الاليمه التي اوصلتنا للدرك الذي اوصلتنا اليه الانقاذ و الحكومات الحزبيه و غير الحزبيه التي سبقتها. اذا لم نعترف بالمشاكل فلن يكون هناك حلا.
12-06-2003, 01:37 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأخ عمر 54 التقارير أيضا قالت أن الميرغني رفض فكرة الاتفاق بين الحزب الاتحادي الديمقراطي والحكومة . الحركة الشعبية هي الطرف الذي كان ينادي بإشراك كل القوى السياسية ، لكن الحكومة هي الطرف الرافض . الضغوط الخارجية على الحكومة أكبر بكثير ولا أعلم من مارس ضغطا على التجمع أو رئيسه ، فالوسطاء خليجيون وهم لا يستطيعون تشكيل ضغط على التجمع . الحزب الاتحادي الديمقراطي ليس لافتة وهو أيضا ليس الميرغني ولا أي شخص آخر ، هو الجماهير الواعية في السودان .
12-06-2003, 02:01 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51257
خطوه جيده توقيع أى اتفاق لتفكيك النظام سلميا والاستفادة من حركة الجماهير بالداخل ودعمها للسلام وخاصة بعد زيارة وفد الحركة, اى المرحلة تطلب وحدة الجميع وخاصة الاحزاب الوطنية التى خارج مظلة التجمع مع رفع الملاحظات حول بعض نقاط الاتفاق للحوار التفصيلى مع النظام
12-06-2003, 03:51 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الشريف لك التحية تعرف أسباب تفاؤلى ناتجة عن رهاني على حركة الجماهير ، والوعي الذي تكتسبه الأحزاب كل يوم بعد صقلها خلال تجربة الإنقاذ ، الحرية والعدالة والمساواة مطالب لن تتخلى عنها جماهيرنا هذه المرة ، لكن لابد أن تستمر ثورتنا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ودقاسم
Yasir Elsharif
الكيك
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست