ليس في الهمس ما يغريني استمتع كثيرا وأنا أمشي في الأسواق ، تشدني نداءات البائعين على بضائعهم ، تشدني الحوارات بينهم وبين المشترين ، أستمتع كثيرا بالأصوات المنبعثة من أستيريوهات الكافتريات وسط الخرطوم . أتذكر فورة السوق الكبير ، والسوق الصغير في ودمدني ، ونداءات المســاعدية في سـوق المناقل . وفي معــــتوق ( بلدتي التي أعشقها ) تجذبني رائحة الكبدة الطازجة وهي تعلن عن نفسها عند وصولك أطراف السوق ، يعجبني أن يرفع الناس أصواتهم بالسلام على جيرانهم ، وعلى من يقابلهم في الطرقات . تأسرني أصوات المواشي وهي عائدة من مرعاها في المساء ، تنادي على بعضها وتنادي على صغارها ، ينبهني من غفلتي صوت الجرس المعلق في رقبة الكبش الذي اتخذه والدي فحلا للضأن ، صوت حمار والدي وهو ينهق من بعيد عندما يقترب من القرية عائدا من الغيط ، فيبشرنا بعودة أبي محملا بكل ما نشتهي . أصوات كلاب الصيد وهي تتحول إلى كلاب حراسة في ليل قريتنا البهيم ، تطرد المعتدي ، والآثم ، ومن يريد بنا سوءا ، يعجبني شدو الزرّاع ، وترانيم الرعاة ، وغناء عمال الحصاد ، وصيحات الحماس عند الحمالين وهم يفرغون شاحنة من حمولتها ، استمتع باحتفال الضفادع وإعلانها عن شبقها في موسم تزاوجها في حفير قريتنا مع بدايات الخريف . أحب صوت الحرفي الذي يصلح أوانينا ويصنع لنا كانون القهوة والشية وهو يخترق قريتنا وينادي : نصلح الكوانين والحلل أحب صوت سندانه يشتكي من ضربات مطرقتة ، وصوت الصفيح يئن بين الاثنين . أحب صوت ذلك الرجل الذي يتجول وينادي : ع قزاز صوت طاحونة قريتنا وصوت عصّارة الزيت التي تجاور بيتنا من أعذب الأغنيات عندي يحركني ويهز كياني صوت الدلوكة وشتميها ، ولسان المغنية ينطلق بالثناء على مكارم أخلاقنا ، وحلاوة معشرنا ، ونقاء سريرتنا ، أهتز بشدة لضربات النوبة ، والطار ، والرق ،والنحاس ، وأستمتع بشدو المدّاح وهم يتسابقون في تقديم المصطفى صلى الله عليه وسلم في الصورة التي تليق به ، ، لا أستطيع أن أنسى أصوات الصبية في مسيد طيبة الشيخ عبدالباقي ، أو مسيد ودبدر في أم ضبّان وهم يتلون القرآن من ألواحهم . أتذكر أصوات الحفلات وصخبها في كازينو النيل الأزرق أو كازينو حماد العائم ، أو دار الأطباء ، أو بنادي الضباط ، أو بأحد ميادين جامعة الخرطوم ، فأفرح لتلك الأيام وأحزن لذهابها ، وأغضب من كل من أسهم في استبدالها بأيام صامتة . أصوات المظاهرات التي اقتلعت حكومة عبود ، والمظاهرات التي استمرت طيلة سنين مايو ، كلها أجد صداها في أذني حتى اليوم ، صوت عمال السفرة في جامعة الخرطوم وهم يجمعون الأواني ويغسلونها ، فتصلنا أصوات الملاعق والأطباق والكبابي ونحن في داخلياتنا ، وفي مقهى النشاط تعجبني أركان النقاش ، وربما بلغتين وعدة لهجات ، أزور المزادات العلنية والدلالة واستمتع بأداء الدلالين وهم يرددون آخر سعر عرضه آخر مزايد , أحب الندوات العاصفة والمحاضرات الممتلئة بالحيوية ، أحب الصخب في صالة الكريزي هورس ، وفي غوردن ميوزيك هول ، أحب دخول ااسينما واستمتع بالجلوس في درجة الشعب ، و بتعليقات الحضور ، أذكر أصوات الصبية يتصاحون في حديقة الحيوان يرمون الأكل للقردة والتماسيح وحيوانات الغابة ، وعندما تقبل عليهم يفرون منها هاربين وصائحين . أحب صوت الجرسون في القهوة وهو يرد على الزبون : أيوة جااااااااي . أحب زوجتي وهي تعلن لي عن حبها بصوت عال ، لا أحب همسها ولا يثيرني ، أكره صمتها وأمله حين يزداد لأكثر ما أحتمل ، أحب أسرتي حين تكون في حالة هرج ومرج ، الأولاد يمازحون بعضهم ، أحدهم يفتح التلفزيون ، وآخر يفتح المسجل عاليا ، وثالث يلعب البلاي ستيشن فتخترق أصوات سيارات السباق حوائط البيت ، لا أحب أن أنادي أحد أولادي فيأتيني صامتا ، أحبه حين يقول لي : آآآآي يابابا . في كثير من الأحيان أكلم نفسي ، وأؤكد لنفسي أنني لست مجنونا ، إنما أنا أفكر بصوت مسموع . أكره الصمت ، ولا يثيرني الهمس ، وأحب ، أحب ، أحب كل ما هو علني ، هل أنا مفضوح حال ؟ هل أنا كائن صوتي ؟
لك الشكر أستاذ طه ، جرب أن تنام وابنك يتابع برامج الأطفال ، ستجد أنك نمت وكأن جدتك كانت تربت على كتفك وتمسح على شعر رأسك وتحطي لك الحكايات ، وتسمعك الأغاني ، بينما رحت أنت في نومتك العميقة ، وفي نفس الوقت يستمتع الولد ببرامجه دون أن يصيبه الإحساس بأنه أزعج والده
وصوت الحادى فى زمن الحصاد كاعياد الهنود فى صوتها الداوى
مرت على حالتك دى وانا منزوى فى قرية هندية تبعد عن المدينة التى فيها الشباب 90 كيلو وبقيت اذكر اهلى وابقوتة ومشروع عبد الماجد وايام حصد العيش ولقيط القطن واللورى ينقل العمال ويرمى بهم فى النمرة وقد جهز كل مزارع منازل القصب واستقبال العرب من كردفان واحضار المؤنة لهم , وذكريات تحضرنى وانا الاحظ اشجار اليوسفى تحيط بتلك القرية الهندية كانها شجيرات قطنا طويل التيلة ولكن قرية انما ايه فيها عمارات وموية وكهرباء وخدمات عامة المطر يهطل 3 ايام وتخرج الى الشارع ولا تجد قطرة ولا طين يبلل بطلون الجنز الذى شكت قاعات الكلية من لونه الداكن شكرا ودقاسم انت دائما تعزف على اوتارى الساكنة ربما تجمع بيننا الحضارة الوسطية التى يسيطر عليها دورات مشروع الجزيرة المتعاقبة ولك ودى
12-12-2003, 10:15 PM
aba aba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993
مرة يا ود قاسم في سوق السجانة جنوبه علي وجه الخصوص حيث رواكيب ودكاكين الحداديين وأصوات المطارق علي السندان والمناشير الكهربائية وأصوات ( تشتشة) اللحام رأيت رجل في العقد الرابع (متوكي) طوبة ونايم تحت شجرة نيم..يا سبحان الله نومة قيلولة وسط كل هذا الضجيج؟؟ ومن هندامه عرفت أنه يشقي ربما ليعول أسرة..ولكن وجه كان يخلو من الهم ..وتلك التجاعيد التي تلحظها في تجار الشر زوي الأيادي الناعمة..لست وحدك يا صديقي الفاضل ..تكره الهمس... كثيرون مثلك وأنا منهم..وربنا يديمها عليك نعمة..
12-13-2003, 04:03 AM
haneena haneena
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2002
الاخ ود قاسم كلما وجدت لك موضوعاً اندفعت بلاوعي لتسجيل اسمي، علي ما اظن يوماً قلت لك ان ناس القري يحبون الحكي والسرد، ربما لان السرد والحكايات كانت تسليتنا الوحيدة في ذلك الزمان، فدكان الحلة الكبير منه نستدين احتياجنا وفيه نضع اسرارانا او قصصنا اليومية، انا مثلك تماماً اكره الصمت واحب دائماً ان اتحدث بصوت عالي وملي بالانفعال، في يوماً ما فقدت حباً لاني كنت اصيح في كل مكان احبك يا ؟؟؟؟ ولكني رغم خسارتي تلك فلا زلت ادمن التفكير بصوت مسموع او ان شئنا الدقة لا زلت احب الونسة. لك الود لكل قطعة ادبية تعيدنا الي اياماً عشناه ولازلنا نحلم برجوعها.
12-13-2003, 05:44 AM
إيمان أحمد إيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468
العزيزة إيمان لك التحية ، والشكر على زيارتك لماذا ندخر أصواتنا ؟ والله إنه سؤال هام ، كثيرا ما يشتكي مدير الشركة التي أعمل بها من علو صوتي ، وكثيرا ما أحدث شخصا على الهاتف فتقول زوجتي : هو سيسمعك حتى بدون التليفون ، أهتف ببعض حبي وأنا أسير في الشوارع أو أقود سيارتي في الطريق ، وزرعت اسمك حارة حارة وأنا أيضا أزرع اسمها وين ما مشيت من يراك يرميك بالجنون ، لكن من يقضي حياته كلها همسا أو صمتا هو المجنون
أخي الكريم مسد لك التحية لا تتخلى عن رفع صوتك حتى لو ضاع بسببه ألف حب ، فستجد حبا أعظم ينسرب إلى داخلك لأنك تنادي بأعلى صوتك ، أهلنا حياتهم كلها علنية ، يسلمون بصوت عال ويتحادثون بصوت عال ، وينامون وسط أحواشهم دون خشية من أن يتلصص أو يتصنت عليهم أحد الدكان هو موقع أنسنا وأسمارنا وبثنا وإعلامنا ، كذلك يمتلئ الديوان بالناس ويتحاورون في كل شئ ، الكل يهتم بأمر الكل ، والطريق الذي يقودنا إلى حواشاتنا هو أيضا منتدى متحرك واللعب الجماعي والأكل الجماعي ولمة الأفراح والأنراح
12-13-2003, 11:03 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
حنينة الحنينة لك التحية أرغب في هدم كل جدران الصمت ، وأعلن عليها التحدي ، وأهددها بالهزيمة ، قبل ذلك ناديت بالبوح ، وبالمبادرة ، والآن أنادي الجميع أن : علي صوتك بالغنا لسة الأغاني ممكنة
12-13-2003, 12:06 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
أبا العزيز عساك طيب والله يا أبا الراجل بتاع السجانة ده يكون نايم على أنغام الموسيقى التي يعشقها ، ولاتوجد نومة أحلى من كده .
الراعي والفلاح ينام مستندا إلى جذع شجرة ، ولا يخشى من هوام الأرض ، ولا يمتلك بابا يوصده في وجه المارة أو العابرين ، لكنه ينام ويستمتع بنومته ايما استمتاع السعادة في الشفافية وفي الوضوع وفي الإعلان لماذا نهمس ولماذا نصمت خلونا نكورك
12-13-2003, 09:21 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
أبوقوتة العزيز لك التحية تعرف لو يرفع الفلاحون في الجزيرة أصواتهم ويجأرون بالشكوى ، لو يساندهم العمال الزراعيون ، لانهزم كل مسئول غير مسئول ، لماذا قرانا هكذا ولماذا قراهم هكذا ، لماذا يسكن العامل الزراعي في بيت القصب ، لماذا لا تكون هناك مباني جاهزة يتم تحريكها حسب احتياجات الدورة الزراعية ، لماذا نحمل قطننا إلى المحطة على الدواب ، لماذا ونحن نزرع منذ العام خمس وعشرين ، لماذا يكون سوداننا كله نسخة مكررة أو مشوهة لمشروع الجزيرة ، هل لصمتنا ، أو همسنا دور في ذلك ، هل نحن بحاجة إلى رفع أصواتنا
12-13-2003, 08:34 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
أخي نزار لك التحية الواضح ما فاضح ، والكثير مما يحاك في السر يقود إلى نتائج ليست طيبة ، يكفي ان السر والهمس ارتبطا بالتآمر والخسة والدس ، شكرا لأبيات عمنا الطيب ، وتعجبني حمرة عينهم
12-13-2003, 10:56 AM
Mayada Mayada
تاريخ التسجيل: 08-21-2002
مجموع المشاركات: 1817
كثيرا ما تــشــتــاق أذني لــمــعــانــقــة أصوات الباعة المتجولين، أصوات الدفارات ومواصلات بحري امدرمان، أصوات البهائم وهي تعبر من أمام بيتي...
تلك الأصوات الــتــي تحمــل المحبة و الاشــتــيــاق و لــوعــة الــفــراق ... تــلــك الأصوات الجميلة...الــتــي تــعــودت عــلــى احــتــضــان مــشــاعــري و أحاسيسي و عــواطــفــي الجياشة الــتــي دامــت سنين طوال ... حــتــى شــاءت الأقدار أن تفارق أذني الحياة، وعيني الرؤى...
هــاهــي الأيام و الــلــيــالــي تــنــقــضــي بطيئة ... صــعــبــه و قــاســيــة... يزيد مرارتها الاشــتــيــاق و الــفــراق... الاشتياق لأحبتي، نوري مصلح السراير، آدم سيد الكان، الاسيد بتاع الفول، وكثيرون غيرهم...
العزيزة ميادة لك التحية ومتى نامت مواجعنا ، فما دام الفراق قائما ، فالاشتياق قائم ، إذن المواجع ملتهبة ، لكن رفعنا لأصواتنا وكسرنا لحواجز الصمت ، وتخطينا لمراحل الهمس ، تهزم من فرض علينا الهمس والسكون ، تهزم من صادر حقنا في البكاء العلني والحب العلني والشكوى العلنية . لنرفع أصواتنا ولا نخفتها أبدا حتى بعد أن بنلغ أهدافنا ، فأصواتنا سلاحنا نشهره في وجه الصمت وفي وجه السكون وفي وجه الفراغ ماكتبتيه جميل ، ومن جانبي أعليه على البوست الأصلي . لك الود
12-13-2003, 01:31 PM
wd al geran wd al geran
تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 670
ود الجيران في الجزيرة كل الأشياء حية ، الماء ينساب في الترعة بخريره المسموع ، الكباري تفور وتغلي وهي توزع المياه إلى أنحاء عديدة ، الهواء يحرك سنابل الذرة ولوزات القطن وأغصان العدسي واللوبيا ، فينتشر عبيرها المختلط في كل مكان ، هو أريج الحياة في الجزيرة ، الناس في الجزيرة حركتهم كحركة النمل ، أناس رائحون وأناس عائدون ، نساء ورجال ، يعملون سويا ، نفيرا أو بأجر ، تسمع غناءهم وشدوهم من بعيد ، الدوبيت ، المسدار ، الحقيبة ، الحديث ، أول ما سمعت أغنية ياطير يا طائر ، سمعتها من خالي وعمره الآن خمس وسبعين ، يرددها في الغيط وهو ينظف الحقل من الحشائش والطفيليات وفي موسم الدرت ( الحصاد ) تتكاثر الزيجات والسيرات وتغني بنات الجزيرة أجمل الغناء ويتبرجن ويظهرن الهيام ( محمد المهدي المجذوب ) هل سمعت بنات الجزيرة يغنين ، من أرض المحنة من قلب الجزيرة برسل للمسافر أشواقي الكثيرة إعلان الشوق من أهل الجزيرة لأبنائهم وبناتهم الغائبين والغائبات مواشينا في الجزيرة لها مواسم ، موسم العشار ، موسم الولادة ، وفي خلال اليوم الواحد تتعدد حركاتها ، السرحة ، السربة ، الرتعة ،السدرة ، المرواح ، الرضاع ، الحليب وللفلاحين الضحوة ، المقيالة ، الضهرية ، والفرة ومطرنا يأتينا ضحى فيكون بكايا ويأتينا ظهرا فيكون كجّيرا ويأتينا ليلا فيكون حوّاما ويعم ورعوده وبروقه كلها تفيدك بأن افعلان وعلو الصوت من علو الهمة طوريتنا في الأرض تحدث صوتا كوريقنا كذلك المدقاق ( لدق العيش والفول والللوبيا ) حركتنا بين شجيرات القطن ونحن نجني ، حريق حطب القطن له صوت لا أنساه بعض ثعابيننا تطلق صوتا وفحيحا ، الجنادب في الليل ، الفئران ، الزرزور يأتينا أيام الحصاد ، الجرول ، الرهو دواويننا ، وبرندات دكاكيننا عامرة بالأنس والبوح والتلاقي ، أندية قرانا ، وملاعب كرة القدم ، ومباريات بين القرى يا زول الجزيرة دي عالم تاني خالص من لي بالجزيرة الصاخبة فأنام تحت ظلها
12-13-2003, 04:25 PM
wd al geran wd al geran
تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 670
إنما لك قلب قد قدّّ من ذهب لا يعرف الصدا فأهنأ بنومك الصخاب وصحوك العلنى , وصوتك الواضح ينساب فى بيادر هذا الحنين الفارع الوجع يا صديقى . كتب عبدالله بيكاسو ذات مقال فى سودانايل ما يفيد بأننّا من بين كل شعوب العالم نموت حنينالماضى أجمل من مستقبل ,نعرف بطريقة غامضة, انه قد سرق منّا قبل ان يشرق. لك حبى المبرأمن الخوف من العلن مستدام
12-13-2003, 02:42 PM
ابو جهينة ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
صخب الحياة و ضجيجها ،، تروس في عجلة الحياة عندما يأتينا الهدوء مخيما ،، نشتاق لسماع هذه التروس تثير بضوضاءها غبار أيامنا الحلوة التي انقضت و ولت دونما رجعة اجترارنا للذكرى هي زيوت تعطن هذه التروس لتواصل دورانها الأبدي عزاؤنا أن ذلكم الصخب و الضجيج ، حقيقة كانت ، أو بعضها الباقي في قرانا البعيدة عنا الآن أما في مدننا فقد تغير كل شيء طعم الكبدة رائحة الشواء مهارة الترزية و النقلتية حتى رائحة النعناع و القرفة ، كأنهم قد غشوا فيه و لم يعد الشاى ذلك الشاى الذي كنا نقول كما أهلنا الشوايقة ( أسكت كب ) حتى الروح المرحة في النادل و القهوجي قد تبدلت ، فقد تجهمت الوجوه بفعل فاعل معروف لدينا و لديكم الكمساري في الباص لم يعد ( يكشكش ) بالفكة ، حيث لا فكة الآن ، مجرد أوراق تتخم حقيبته المهترءة ها أنذا أفكر بصوت عال ود قاسم لا أريد أن أطلق لجام ذاكرتي حتى لا يجمح جوادها و لكن ، واصل كراهيتك للهمس و واصل عشقك لكل ما هو واضح و عال و في ضوء النهار فوق دربك المليء بالضجيج و الصخب
12-13-2003, 03:59 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
أبوجهينة لك التحية دائما آمل أن أكون أنا أنا ، وآمل أن تسير دروبي إلى الأمام ، وآمل أن أعيش تحت الشمس وفي الهواء الطلق وسنهزم من يعادينا ويكممنا ، ويضع أقفاله فوق أفواهننا أو يحاول تقصير ألسنتنا ، لك الشكر أبو جهينة وأنت دائما تكمل بوستاتنا الناقصة بكلامك الجميل .
12-13-2003, 03:47 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
قل لهم يا مستدام قل لهم يكفيكم اجترارا للماضي وللذكريات ، استشرقوا المستقبل واستشراق المستقبل يستدعي رفع أصواتنا لنطالب بعدم تكميمها ، بعدم إغلاقها ألم يقل أهلنا : الكحة ولا صمة الخشم الله لا جاب صمة الخشم
ود قاسم ياخي سكت البوست المزعج دا ياخي عايزين ننوم والاولاد عايزين يذاكروا وفي واحد عايز يسمع موسيقي هادية، وشايف امهم بتتكلم في التلفون وما قادرة تسمع كويس، من الجوطة
ياهل المغني دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله
بيرم التونسي
12-13-2003, 07:53 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الصاوي لك النحية البوست ممكن يسكت ، لكن من يسكت المردوم ، ومن يسكت صوت الفرار الذي يطق به الجنين ليخرج صمغا نفاخر بأننا أكبر منتجيه ، وهل تصان مخمسات السمسموتزرع وتحصد في صمت ـ وصوت الخور وهو ياتي بالسيل من يمنعه ، وصوت الراديو الترانسستور معلقا على كتف الراعي من يقفله ، الفلاح يحمل فأسه أو طوريته أو كوريقه على كتفه ، ويدلف إلى مزرعته وهو يغني ، من يسكته ، يذاكر الأولاد ، وتتحدث أمهم في التلفون ، ويستمع أخاهم لموسيقى صخبة ختى ، وأبوعم يتابع المنبر ويقرأ البوست الذي يدعو الناس لرفع أصواتهم ، فتكون هناك حياة وحركة وهزيمة للسكون والصمت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ودقاسم
abuguta
aba
haneena
إيمان أحمد
nazar hussien
Mayada
wd al geran
mustadam
ابو جهينة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست