عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع......

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2006, 07:48 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع......

    عبدالغني كرم الله القاص والاديب

    بقلم : فضيلي جماع

    حدثوني عنك وقرأت بعض ما كتب عن مجموعتك التي تحمل عنوان: (آلام ظهر حادة) واراد الله ان نلتقي هذه المرة في الدوحة ونتفاكر لهنيهة من الوقت رغم زحمة برنامجي كما رأيت بنفسك. واكرمتني بنسخة من (آلام ظهر حادة) الغيت متابعة القراءة في كتابين كنت احملهما معي في هذه الرحلة وانصرفت لقراءة مجموعتك. كنت مع مذكرات الحذاء المدلل - نزيل البترينة الزجاجية الانيقة بالسوق الافرنجي والذي رماه حظه العاثر في يد لص يجوب به اكثر الشوارع قذارة!! كنت منهمكا مع خيالك البديع وانا على ارتفاع «33» الف قدم. غفوت قليلاً ثم صحوت على صوت مخملي ناعم (المضيفة آسيوية الملامح وهي تسألني ماذ اشتهي من قائمة الطعام)؟ كنت مشبعاً بعالمك الذي اعاد الى ذاكرتي «معطف قوقل» وتشريح النفس عند اميل زولا وعبثية ألبير كامي في «الغريب». اقول - على مسئوليتي الكاملة - كتابتك هي البشارة بأننا موعودون ان شاء الله بجيل يكتب كتابة الجن!! بعيداً عن المجاملات دعني اقول بأنني فرح بك. ان يولد في عقد واحد في غربتنا القاسية كاتبون من امثالك وامثال محسن خالد ومروان حامد الرشيد وامير تاج السر وآخرين مبدعين فهذا مؤشر على اننا في طريقنا لنهزم القبح الذي منيت به الساحة الثقافية السودانية ردحاً. لن احكي هنا عن «آلام ظهر حادة» فمجال ذلك قريباً بإذن الله في ملحق الصحافة الثقافي.

    سعدت بلقائك كثيراً، مثلما سعدت في أبوظبي بلقاء محسن خالد. يجمع بينكما اكثر من خصلة كريمة، لعل اهمها في نظري تلك التلقائية الاقرب الى عالم الطفولة، وذلك التواضع الجم، احس أنني التقيتكما منذ أمد.. اين ومتى؟ لست ادري، فالارواح جنود مجندة.

    شكراً على اهدائك الانيق الذي زان النسخة المهداة. اسأل الله ان اكون كما توسمت في شخصي الضعيف لك محبتي ايها الفنان
                  

11-30-2006, 03:52 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    عبدالغنى كرم الله من مبدعى السودان الشباب ومن كتاب المنبر وكذا الكاتب الناقد والشاعر القاص فضيلى جماع الذى تذوق كتابة عبدالغنى ووجد فيها متعة حقيقيه طمأنته على مستقبل الكتابة فى السودان طالما هنالك نفر عمروا الحاضر بروائع إبداعهم كعبدالغنى وأمير تاج السر ومحسن خالد وخالدعويس وآخرون فالشكر لصاحب الفضائل فضيلى جماع والتهانى لعبدالغنى بالتعريف الذى قام به ذلك الفطحل................................




    منصور
                  

11-30-2006, 03:59 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    منصور المفتاح
    تحيات تهدئ اوجاع الظهر

    شكرا لنقلك ما قاله استاذنا فيضلي (وفردك لصفحة له)
    وشهادته التي وضعها في صدر عبد الغني

    شكرا لتنبيهك بعبد الغني
    فهو حقيقة سرد جديد يضاف الي المشاوير السرديه في مشاهداتها المختلفه بسوداننا,,
    شخوصه, احداثه, افكاره,ادبه وكل ما حوله يمتاز بغرائبيه متفرده..
    فمثلا شخوصه في آلام ظهر حاده (نص قصصي) هم في الاصل (احذيه) تجدهم ياخذونك (القاري) الي المكان نفسه الذي تم فيه الحدث وهنا تجد نفسك تبحث عن مكان لتكون (الفرده التالته)
    مما يجعلك في وضع تكون فيه العين التي تضيف للنص وكاتبه صورا أخرى.
    فهذا يعني دقته في التصويرالمكاني والزماني مما يجعلك حاله في لا فكاك منها من دائرة النص.
    من جماليات الكتابه عند عبد الغني انه غالبا ما يبتدر النص بمعلومات اوليه تحس بانها لا تمثل معلومات مهمه في واقع النص
    لكنك حينما تخطو خطوتين الي داخل النص تحس بانك في حالة انجذاب وانتباه متزايد , وهو في اعتقادي
    بانه كان يرمي بذلك الي احتجاز معلومات اكثر اهميه لدوافع تتصل بـ اهداف الصياغه عنده,,

    المنصور
    لا ابالغ ان قلت لك انني تحسست آلام ظهري وحدتها
    عندما امسكت بالكتاب لاول مره
    ولكن!!
    وجدتها آلام اخرى اكتر حميميه
    وتمنيت ان تطول ...


    شكرا لك ايها المفتاح
    وليتك تأتينا بما قاله استاذنا فضيلي في الملحق الثقافي
    معزتي لكم
                  

11-30-2006, 07:07 AM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: فيصل عباس)

    عزيزى منصور المفتاح ,
    وأنا أدخل هنا على إستحياء !
    وسط هذا اللفيف المدهش من عمالقة
    الفكر والأدب . أولاً للتحيه .. ثم إحتفاء
    بهذا العبد الغنى , الذى تكرم الله به علينا ..
    فقط أحاول تأكيد قناعه تكونت عندى من قبل ,
    بأن هذا الخيط أو الخط ما هو إلا إنبثاق لحصاد نذر
    يسير من تلك الفكره ! أو إن جاز لى أن أقول ما هى إلا البدايه
    لأدب جمهورى !!!... عبدالغنى صديقى الحميم منذ بداياته الأولى وأنا
    أعشق فيه روحى التى إنقسمت منى وذابت فيه ! لكم خالص معزتى ..
    مامون أحمد إبراهيم

    (عدل بواسطة Abu Eltayeb on 11-30-2006, 07:09 AM)
    (عدل بواسطة Abu Eltayeb on 11-30-2006, 08:10 AM)

                  

11-30-2006, 02:21 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: فيصل عباس)

    الأخ فيصل عباس

    السلام والرحمه لم أقرأ له حتى جاء به الأخ محمد عبدالجليل فى لقاء معه بإحدى الصحف ثم انداح ذاك البوست سردا لا لعثمة ولا لجلجة فيه كماء السواقى فى جدائلها لسلباق يعشق سقى نعناعه فجرا ويكرف دعاش تلك السقيه فكرم الله وابوعسل عسل الرواة الآتى..................................



    منصور
                  

11-30-2006, 05:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    الأخ Abu Eltayeb

    السلام والرحمه

    عزيزى لا يدانيك ولا يضاهيك حتى السمؤال فى الوفاء فقلت الرجل بما يكشف عنه أو يخلع عليه خلعة يوسف فى الروح والملامح فلله دركما ودر تلك الرابطه غير المنفصمه والمتأصلة فى الصدق ..........................



    منصور
                  

11-30-2006, 07:22 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    سلامات
    وعوافي
    استاذ منصور ..
    لك المودة
    لا قول يعلو علي "كلام" "استاذنا العالي فضيلي جماع "..
    Quote: كنت مشبعاً بعالمك الذي اعاد الى ذاكرتي «معطف قوقل» وتشريح النفس عند اميل زولا وعبثية ألبير كامي في «الغريب». اقول - على مسئوليتي الكاملة - كتابتك هي البشارة بأننا موعودون ان شاء الله بجيل يكتب كتابة الجن!! بعيداً عن المجاملات دعني اقول بأنني فرح بك. ان يولد في عقد واحد في غربتنا القاسية كاتبون من امثالك وامثال محسن خالد ومروان حامد الرشيد وامير تاج السر وآخرين مبدعين فهذا مؤشر على اننا في طريقنا لنهزم القبح الذي منيت به الساحة الثقافية السودانية ردحاً
                  

11-30-2006, 10:29 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: ودرملية)

    هذه هى الرؤى الدسمه التى خطها منفعلا فضيلى الحاذق المجيد لمطالعته لرواية آلام الظهر لكرم الله وبثها كنفح الجوافه حين تنضج فى بساتين الثقافه ومازال حامل ذلك المسك يتربص بذوى الإبداع من الشباب ليقدمهم للناس بمنتهى التواضع غير متكلس فى أبراج التميز الذى هو أحق الناس بها فلك الشكر يا جماع ولك الدعاء على ذلك الفضل...................................

    منصور







    فضيلي جماع:
    تجليات الوجود في:
    "آلام ظهر حادّة"، للقاص /عبدالغني كرم الله
    * "أنسنة" الحيوانات والأشياء ، في الحدث اليومي!
    * لعبة التجريب في العمل الإبداعي فضاء مفتوح..
    * أحسبُ أنّ جانب القصور في هذا العمل الإبداعي – على قلته – حدث نتيجة التسرّع والإهمال !


    في السودان اليوم أكثر من تيار في القصة القصيرة والرواية ؛ يغلب عليها جميعها إنزواء صوت الأيديولوجيا الذي كان السمة الأساسية للتيارات الإبداعية في الفترة بين منتصف الستينات وبداية ثمانينات القرن الماضي. من حيث الشكل واللغة يلاحظ القارئ أن هناك تطوراً نوعياً يأتي كإضافة لما كان في الساحة حتى الثمانينات . وبما أن تجليات الواقع بكل تقلباته السياسية والإقتصادية تمثل أحد أهم شروط إنتاج العمل الأبداعي فإنّ قراءة سريعة لبعض نماذج القصة القصيرة في السودان في العقدين الأخيرين تفصح عن منتج جديد يحمل تفرداً – ليس في الشكل والمضمون فحسب – بل في الصيغ الجمالية للقصة. ونعني بجماليات القصة بعض الصنعة التي تمنح الوسيط اللغوي المحدود حيوية حين تنقله من مجرد كونه ماعوناً للحكاية إلى رؤية جمالية متفردة في عصب البناء القصصي. يصف الكاتب المغربي مصطفى جباري هذه المعادلة بقوله: "إنّ الحكاية وحدها لا تنتج قصة، واللغة وحدها لا تنتج قصة ، لأنهما لا ينتجان رؤية بالمدلول الجمالي للكلمة بمعزل عن الصيغ الفنية والجمالية ، وهذه تأخذ شكل صنعات تنمذج اللغة من خلال بعض الوسائط ، فتنطبع في القصة بناء ومعماراً وإيقاعاً وصورة وتشكيلاً." (أصوات وأصداء – ندوة في القصة المغربية) ، ص17.
    ولعل جيلاً جديداً في السودان أتيح له – رغم الإحباط القائم- فرصة التلقي المعرفي بغزارة ، عبر انتشار المطبوعة ووسائط النقل المختلفة من راديو وتلفاز وصحيفة وشبكة الإنترنت وغيرها مما جعل تجربته بنت عصرها ، وجعل إبداعه للقصة القصيرة متفرداً.
    أكتب اليوم عن صوت جديد في القصة القصيرة السودانية في نسختها العربية..(وأقول نسختها العربية لأن هناك قاصين سودانيين يكتبون بالإنجليزية، مثل: آلفريد تابان ، جمال محجوب و ليلى أبوالعلا وغيرهم). ما زالت القصة السودانية - منذ خليل عبدالله الحاج وملكة الدار محمد والطيب زروق مروراً بالطيب صالح وجيل أبوبكر خالد وعلي المك وعيسى الحلو ، وانتهاء بكتابات بشرى الفاضل واحمد الفضل احمد – ما زالت تعيش مرحلة التجريب بحثا عن شكلها وسمتها الخاص.

    بين يدي مجموعة قصصية توسمت في كاتبها الموهبة والقدرة على معالجة هذا الجنس الأدبي معالجة لها مذاق مختلف. تحمل المجموعة القصصية عنوان "آلام ظهر حادة" للقاص السوداني الشاب عبدالغني كرم الله. تتوزع المجموعة من حيث الشكل بين القصة القصيرة وبين الأقصوصة بحجمها المتعارف عليه كجنس سردي يتوسط القصة القصيرة والرواية..إضافة إلى ما درج النقدة وبعض الكاتبين على تسميته بالنص، وهي تسمية أقرب للتعريف المبهم لجنس أدبي ليس سرداً قصصيا ً كاملاً. ولعل الكاتب نفسه وجد المتعة في لعبة التجريب ، فلم تتقيد مجموعته بأي من الأنماط الثلاثة المذكورة ضربة لازب. حول إشكالية التجريب يقول نور الدين صدوق: (كل كتابة إبداعية – مهما كان الجنس الذي تنضوي تحته- إن هي في الجوهر سوى تجريب من بين أهدافه الأساسية التميز عن السابق.) "أصوات وأصداء" ، ص83. وبهذا المفهوم فإن من الجائز إدراج العمل الإبداعي عموماً في دائرة المغامرة ؛ فالتجريب هنا محاولة استكشاف للذات وللوجود من حولها. .إذ أنّ الغاية من الكتابة في الغالب هي طرح أسئلة ، ليس بالضرورة أن تتوفر الإجابة لها في الآن والمكان. يقول محمد امنصور من المغرب في هذا المعنى: (إننا نكتب لنطرح سؤآلاَ على الكتابة والوجود. نكتب القصة لنكشف شيئاَ جديدا، تقنية جديدة، علاقة جديدة باللغة ‘وذلك متى امتلكنا القدرة على صياغة أسئلة جديدة تسبر عمق وجودنا الإنساني.)- "أصوات وأصداء" ‘ ص78. يصدق هذا الكلام على مشروع النثر (القصة والمسرح والمقالة) ؛ فالكاتب ناثرا مطلوب منه أن يقف على دلالة الكلمة وما تفصح عنه من فكرة. عليه أن يفصح من خلال الكلمات ماذا يريد أن يقول ؟ على عكس الشاعر الذي تبدو الكلمات في عالمه غاية لا أداة وأنها حمالة أوجه. ولعلّ جان بول سارتر أوجز ذلك حين قال: (واللغة للشاعر مخلوق له كيانه المستقل. ولكنها للمتكلم مجال نشاطه حين يستعين بالكلمات التي تمثل وحدة اللغات. .......فهو محوط بمادة اللغة التي لا يكاد يعي سلطانها عليه ‘ وهي بعد ذلك ذات أثر بالغ في عالمه. والشاعر خارج عن نطاق اللغة ‘ يرى الكلمات من جانبها المعكوس ‘ كأنه من غير عالم الناس.) "جان بول سارتر – ما الأدب؟ ترجمة د. محمد غنيمي هلال" ص34。 وانطلاقاَ من هذا الفهم لمدلول الكلمة عند القاص تتوقف درجة النجاح أوالفشل في قيمة السرد القصصي. من حيث مواعين الكلام واستخدام المفردة ودلالتها أستطيع أن أقول إن لغة السرد عند عبدالغني كرم الله ثرة وحية . تطفر منها هنا وهناك إشارات ثقافة قرآنية وحكمة للمتصوفة دون تكلف أو حذلقة.
    ولعل أول ما يلفت نظر القارئ لهذه المجموعة غرابة أبطال قصصها ‘ إذ أنّ معظم "الشخصيات" الرئيسية في هذا العمل ليسوا أشخاصا بشراً!! فالأقصوصة التي حملت المجموعة عنوانها يروي أحداثها نعال..أي نعم "جوز حذاء"..(أنا زوج حذاء رجالي مقاس 42). وهنالك قصة بطلتها أنثى كلب ‘ وأخرى تحكي فيها نسمة لرائحة الطمي تجربتها: (كنت على يقين – أنا رائحة الطمي –أنّ السفينة ستتأخر.) ص81
    يستعير الوجود في قصص عبدالغني كرم الله النبض الحي للإنسان - أروع مخلوقات هذا الكوكب وأكثرها إبداعاَ. يستنطق كاتبنا الشاب الأشياء العادية في قارعة الطريق ؛ ينفخ فيها روحا وحيوية. الحذاء المدلل داخل "البترينة" يخشى على نفسه أن يرميه حظه العاثر في أصحاب الأرجل الخشنة ؛ يلبسونه ويعبرون به أقذر الأزقة ...هذا ‘ ناهيك عن الرطوبة التي ستتغلغل في عظامي بفضل عرق أرجلهم المشققة ‘ والتي تحشر بداخلي بلا رحمة أو جوارب !) ص8. هذا الحذاء -الذي حملته إحداهن هدية لخطيبها -عاش أسعد اللحظات؛ فكان العين التي ترقب حركات وسكنات المحبوب وهو يسعى خفيفا كالريشة إذ يضرب موعداً مع المحبوبة: ( ولقد لاحظت خفة وزن بني آدم حين يسير مع المحبوب ؛ إنه يكاد يكون بلا وزن‘ وكأنّ روحه الثملة قد أفنت ثقل جسده ، فيغدو واهناً وكأنه يسير على القمر مثل رواد الفضاء.) ص 13

    لكن أيام الدعة والسكون لا تدوم طويلاً للحذاء المسكين..فقد تسلّل إلى الدار سارق (ودخل الغرفة للسطو على شيء ثمين.) فكان الحذاء الموضوع في صندوق ملفوف بورق السولوفان – لكونه هدية الحبيبة – أول ما وقعت عليه يد اللص. ومن ذاك اليوم لم يكن بالمدينة زقاق مترب أو كثير الطين إلا وديس عليه في تربته الرطبة القذرة. وإذ يبلى الحذاء فإن مكانه القمامة أو ركن قصي بالمنزل في أفضل الأحوال..ويصبح مرتعاً للحشرات والآفات: (في ركن قصيّ تمّ إلقائي ‘ وكأنّي لم استبسل وأدافع بشجاعة عن سعادة وسلامة وجمال الأرجل البشرية، ليس فيّ سنتمتر مربع واحد إلا فيه طعنة شوكة أو ضربة حصى أو شرخ علبة صلصة .) ص34
    يتميز قلم عبدالغني كرم الله بالسخرية المريرة من سلبيات ابن آدم التي تصاحبه في قيامه وقعوده فيعتادها الآدمي ويجد لها العذر والتبرير. بل إن بعض تلك العادات البشرية الذميمة تصبح سجناً لبعض الناس حتى تدخلهم تجارب الحياة مآزق ومطبات كانوا في غنى عنها، وسعيد الحظ منهم من أخرجته التجربة من سجنه ، وعتقته من عبودية إدمانه السلبيات ، فيخرج إلى الحياة الرحبة من جديد كما الطفل .

    يحكي قصة "كلبة فاطمة" طالب فاشل ، لا يجد فرصة للتسلل خلسة من الفصل ومغادرة اليوم الدراسي إلا فعل. لكن الطالب – وهو يتسلل من الحصة الخامسة ذات يوم ليمارس هوايته في تسلق شجرة النيم الضخمة قبالة السوق- يفاجأ بأن ناظر مدرسته المهيب يهرع إلى ذات الشجرة ، ويتسلقها، جالساً على أحد فروعها إلى جواره طالباً النجاة من كلبة فاطمة ! يكثف عبدالغني كرم الله الحدث في هذه القصة ‘ ويشحن التفاصيل الدقيقة بدراما تجعل التوتر عالياً من أول سطر في القصة حتى نهايتها ، فكأنما أريد لسياق القصة أن يجئ ساخناً وسريعاً وغارقاً في الكوميديا . فالقصة تبدأ بالذروة – حيث ساق الحظ العاثر ناظر المدرسة المتجهم ، والصارم ليكون طريدة كلبة فاطمة..فيخلع بنهاية القصة خيلاءه الكاذبة ويعود إلى صورة الإنسان فيه ؛ وقد كان قبل ذلك التاريخ شخصاً من طين آخر طين لا يعرف النكتة والحنان ومسح رؤوس الأيتام ، طين لا يعرف الخوف. كانت حياته محسوبة ، عبارة عن معادلة رياضية ، أي تغير في طرف يخل بالطرف الآخر، خطواته ونظراته ، صورة صارمة وبغيضة يقشعر لها جلد وعيون وشنط وخطوات وكراسات الطلاب.) ص51
    يعطي الإيقاع السريع هذه القصة نفثاً درامياً عالياً ،فالمسرح (ساحة السوق) وهو يكتظ بالجمهور متعدد السحنات والمهن والأغراض ، يجذبه العرض الفجائي الذي جاء على غير موعد أو إنذار. تطلق الكلبة نباحاً داوياً وسط السوق وقد اختارت فريستها على مرأى من هذا الحشد. ثم تبدأ الكوميديا، ينسى الناظر صرامته ووقاره المصطنع ويعطي قدميه للريح. (وكلما اقتربت الكلبة من رجليه نسي جزءاً من الوجود المحيط ، من الباعة والنساء والشماسة وأهل الحي) ص53. تزداد وتيرة الوصف وروعة السرد صعوداً مع الحدث ، حتى لنشعر في حالات أنّ تكثيف السرد والعناية بالتفاصيل المتتابعة إنما هو جزء من معركة الجري والملاحقة بين كلبة فاطمة وطريدتها ناظر المدرسة الذي يبحث عن طوق نجاة: (أما أهل السوق‘ فالجائع نسي جوعه ، والحرامي أجّل شغله ، والصعلوك همدت رغبته، فقد تأجل البيع والشراء حتى يتفرجوا عليه ، حتى ينسوا همومهم وغمومهم للحظة صغيرة .) ص53
    حررت كلبة فاطمة الناظر من فظاظته وكبريائه الزائف ، وأعادت لساحة المدرسة ضحكات الأطفال ولعبهم دون حذر أو خوف: (لقد خرج من سجنه بسبب الكلبة العجفاء، جنود الله التي لا نراها . لقد غسلته من كل فهم أو عرف قديم صبغ به ، إنه ينظر للحياة نظرة طفل حديث في السبعين من عمره . أما أنا فقد صرت بطل الحكي بالمدرسة . أدركت بأن الناظر مجرد إنسان، يخاف ويحب وينام ، مثلي إن لم يكن أقل مني.) ص61

    لعبة التجريب في العمل الإبداعي فضاء مفتوح ، يصعب السيطرة على مجاذيفه. وفي هذه المجموعة جنس إبداعي يستعير شيئاً من طبيعة السرد القصصي وتداعيات الخاطرة. وهو ما اصطلح بعض النقدة على تسميته أحياناً بالنص ، وهي تسمية كما نرى لا تفصح عن دلالة وطبيعة هذا اللون من الكتابة. وعلى سبيل المثال فإن المقطوعات التي حملت عناوين : "الدجاجة أقوى من الأسد" و"أجمل سباق" و"رقص على طبول النسيم" هي أقرب إلى الخواطر وتداعيات الكتابة في لحظة تحرر من قيود الشكل والنمط. إنها محاولات لسبر غور ما في النفس من أمور قد تكون الكتابة الحرة من كل شكل أحياناً أقرب إلى استيعابها، الشيء الذي يجعلها تتأرجح بين السرد القصصى والخاطرة الشخصية.
    ألفت نظر الكاتب – في ختام هذه القراءة العابرة- إلى بعض المآخذ التي أحدثت بعض الدمل والخدش الطفيف في جسد هذا العمل الجيد بكل المقاييس. وظني أنّ هذه الكراسة لم تجد حظها من المراجعة الدقيقة قبل ابتعاثها إلى الناشر .أقول هذا دون قصد للحط من لغة أديبنا الشاب ، فالقصص في مجملها كتبت بلغة أنيقة ، وغاية في الفصاحة ..لكن ما أعنيه يقع تحت دائرة الإهمال أو الاستعجال ، ولم أر في تجربتي المتواضعة شيئا أكب المبدعين على وجوههم مثل الاستعجال والإهمال. وأحسب أنّ جانب القصور في هذا العمل الإبداعي – على قلته – جاء نتيجة التسرع والإهمال. وردت بعض العبارات الفطير –على ندرتها - من حيث الصياغة اللغوية . ترد في الصفحة 37 عبارة تقول : ( أي قسوة هذه تلك التي تواجه بها الحياة النفوس!) يمكن للقارئ العادي أن يلحظ ببساطة تكرار أسم الإشارة مما يخلق ركاكة في التعبير إذ يقول: (...هذه تلك التي تواجه..الخ....). أو أن يقول في ص52فاقشعر نظر الناظر..) ، والقشعريرة مقرونة في الغالب الأعم بالبدن. أو أن يقول في موضع آخر: (في ترديد أغان سمجة ظل يحرمها عن فتيات الحي) ص73 ..والصواب "يحرمها على" وليس عن. أو أن يهمل الصفة تماماً بدل أن يتبعها الموصوف كما ينبغي ، كأن يقول: (يجر عبئاً ثقيل...) إذ ليس من عذر يحذف بمقتضاه تنوين الفتح عن كلمة ثقيل..فالصحيح إيرادها : عبئاً ثقيلاً كما تقضي بذلك ضرورة اللغة.
    أتسقط كل هذه الهفوات لحرصي على موهبة كاتب أتوسم أن يردّ - هو وآخرون خرجوا من صلب زمن الخيبة والإحباط الماثل - أن يردوا إلى دفتر الإبداع السوداني بعض العافية.

    فضيلي جمّاع
    لندن


                  

12-01-2006, 03:04 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    في السودان اليوم أكثر من تيار في القصة القصيرة والرواية ؛ يغلب عليها جميعها إنزواء صوت الأيديولوجيا الذي كان السمة الأساسية للتيارات الإبداعية في الفترة بين منتصف الستينات وبداية ثمانينات القرن الماضي. من حيث الشكل واللغة يلاحظ القارئ أن هناك تطوراً نوعياً يأتي كإضافة لما كان في الساحة حتى الثمانينات . وبما أن تجليات الواقع بكل تقلباته السياسية والإقتصادية تمثل أحد أهم شروط إنتاج العمل الأبداعي فإنّ قراءة سريعة لبعض نماذج القصة القصيرة في السودان في العقدين الأخيرين تفصح عن منتج جديد يحمل تفرداً – ليس في الشكل والمضمون فحسب – بل في الصيغ الجمالية للقصة. ونعني بجماليات القصة بعض الصنعة التي تمنح الوسيط اللغوي المحدود حيوية حين تنقله من مجرد كونه ماعوناً للحكاية إلى رؤية جمالية متفردة في عصب البناء القصصي. يصف الكاتب المغربي مصطفى جباري هذه المعادلة بقوله: "إنّ الحكاية وحدها لا تنتج قصة، واللغة وحدها لا تنتج قصة ، لأنهما لا ينتجان رؤية بالمدلول الجمالي للكلمة بمعزل عن الصيغ الفنية والجمالية ، وهذه تأخذ شكل صنعات تنمذج اللغة من خلال بعض الوسائط ، فتنطبع في القصة بناء ومعماراً وإيقاعاً وصورة وتشكيلاً." (أصوات وأصداء – ندوة في القصة المغربية) ، ص17.
    ولعل جيلاً جديداً في السودان أتيح له – رغم الإحباط القائم- فرصة التلقي المعرفي بغزارة ، عبر انتشار المطبوعة ووسائط النقل المختلفة من راديو وتلفاز وصحيفة وشبكة الإنترنت وغيرها مما جعل تجربته بنت عصرها ، وجعل إبداعه للقصة القصيرة متفرداً.
                  

12-02-2006, 03:41 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    أكتب اليوم عن صوت جديد في القصة القصيرة السودانية في نسختها العربية..(وأقول نسختها العربية لأن هناك قاصين سودانيين يكتبون بالإنجليزية، مثل: آلفريد تابان ، جمال محجوب و ليلى أبوالعلا وغيرهم). ما زالت القصة السودانية - منذ خليل عبدالله الحاج وملكة الدار محمد والطيب زروق مروراً بالطيب صالح وجيل أبوبكر خالد وعلي المك وعيسى الحلو ، وانتهاء بكتابات بشرى الفاضل واحمد الفضل احمد – ما زالت تعيش مرحلة التجريب بحثا عن شكلها وسمتها الخاص.
                  

12-02-2006, 02:53 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    بين يدي مجموعة قصصية توسمت في كاتبها الموهبة والقدرة على معالجة هذا الجنس الأدبي معالجة لها مذاق مختلف. تحمل المجموعة القصصية عنوان "آلام ظهر حادة" للقاص السوداني الشاب عبدالغني كرم الله. تتوزع المجموعة من حيث الشكل بين القصة القصيرة وبين الأقصوصة بحجمها المتعارف عليه كجنس سردي يتوسط القصة القصيرة والرواية..إضافة إلى ما درج النقدة وبعض الكاتبين على تسميته بالنص، وهي تسمية أقرب للتعريف المبهم لجنس أدبي ليس سرداً قصصيا ً كاملاً. ولعل الكاتب نفسه وجد المتعة في لعبة التجريب ، فلم تتقيد مجموعته بأي من الأنماط الثلاثة المذكورة ضربة لازب. حول إشكالية التجريب يقول نور الدين صدوق: (كل كتابة إبداعية – مهما كان الجنس الذي تنضوي تحته- إن هي في الجوهر سوى تجريب من بين أهدافه الأساسية التميز عن السابق.) "أصوات وأصداء" ، ص83. وبهذا المفهوم فإن من الجائز إدراج العمل الإبداعي عموماً في دائرة المغامرة ؛ فالتجريب هنا محاولة استكشاف للذات وللوجود من حولها. .إذ أنّ الغاية من الكتابة في الغالب هي طرح أسئلة ، ليس بالضرورة أن تتوفر الإجابة لها في الآن والمكان. يقول محمد امنصور من المغرب في هذا المعنى: (إننا نكتب لنطرح سؤآلاَ على الكتابة والوجود. نكتب القصة لنكشف شيئاَ جديدا، تقنية جديدة، علاقة جديدة باللغة ‘وذلك متى امتلكنا القدرة على صياغة أسئلة جديدة تسبر عمق وجودنا الإنساني.)- "أصوات وأصداء" ‘ ص78. يصدق هذا الكلام على مشروع النثر (القصة والمسرح والمقالة) ؛ فالكاتب ناثرا مطلوب منه أن يقف على دلالة الكلمة وما تفصح عنه من فكرة. عليه أن يفصح من خلال الكلمات ماذا يريد أن يقول ؟ على عكس الشاعر الذي تبدو الكلمات في عالمه غاية لا أداة وأنها حمالة أوجه. ولعلّ جان بول سارتر أوجز ذلك حين قال: (واللغة للشاعر مخلوق له كيانه المستقل. ولكنها للمتكلم مجال نشاطه حين يستعين بالكلمات التي تمثل وحدة اللغات. .......فهو محوط بمادة اللغة التي لا يكاد يعي سلطانها عليه ‘ وهي بعد ذلك ذات أثر بالغ في عالمه. والشاعر خارج عن نطاق اللغة ‘ يرى الكلمات من جانبها المعكوس ‘ كأنه من غير عالم الناس.) "جان بول سارتر – ما الأدب؟ ترجمة د. محمد غنيمي هلال" ص34。 وانطلاقاَ من هذا الفهم لمدلول الكلمة عند القاص تتوقف درجة النجاح أوالفشل في قيمة السرد القصصي. من حيث مواعين الكلام واستخدام المفردة ودلالتها أستطيع أن أقول إن لغة السرد عند عبدالغني كرم الله ثرة وحية . تطفر منها هنا وهناك إشارات ثقافة قرآنية وحكمة للمتصوفة دون تكلف أو حذلقة.
                  

12-03-2006, 01:26 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    عزيزي، وأخي استاذ منصور

    صباح بهي، وخلاق، وحنون.....


    للحق، وفي ذات الأمسية، بل قبيل الامسية التي التقيت فيها بالاستاذ فضيلي، بالدوحة، كنت أحس بحزن كبير، بهوان، ذاتي، لا أدري، فاسبابه شتى، ليس بمقدوري الامساك بها، أو حتى رؤيتها، أو حتى تذكرها الآن، ولكني احس بها، ماثلة في ارنبه القلب، كسراب خفي، يتراءى لي في وضع متردي لبلادي، ولذاتي، ولغدي، قيم تتهاوى، وخرائط تنفرط، وكيان يحتضر، وكون فقد مغزاى، وحيرة مطبقة، ولا بديل، بل كوابيس، واضغاث احلام...!!

    وفي تلكم الحالات تأتي رؤية (الإنسان)، كي تعزيك، احب (الإنسان)، الحر، المرهف، وحين زار استاذ فضيلي الدوحة، أحسست (بإنسان)، يحس بعمق، وبصدق بالاشياء والاحياء، وتكم هي الصفة الازلية، إنسااااااااااااااااااااااااااااان!!...

    وهذه الاشياء تفرحني بصدق، أحب رؤية الإنسان الطفل، الإنسان المرهف، فنحن بلد قام على فكرة التواضع (الدقة صدرو شيطانو قدرو)، لا نبحث عن مجد، بل عن (رضى البال)، وكفى!!...

    صوته، مجرد صوته، أخذني لأفاق جميلة، لنضرة النفس، وبهاء التفكير، وسلامة القلب، لذاكرة شكلت من عجين الامهات الأصيلات والاباء الكرام، والارض الحنون، وعقول وقلوب كانت ضالتها المعرفة والحقيقة، وكنه الذات... وكفى...

    تحس معه بمتعة، بعشرة عميقة، وبلا تكلف، وبشاعرية تطفو بك لأفاق داخلك، وخارج، هذا مجرد أحساسي الذاتي..

    لا أدري، أخذني الأنسان فيه، وكفى!!! ناهيك عن تشجيعه الاصيل، المتجرد، وهو الهرم الشعري والادبي والفكري الكبير، ومع هذا يأبه لنا، ويقوم الخطو، ويقيل المتعثر، فقد ظلننا في دولة (الجهل والتخلف)، نعتثر، ونقع، ولا احد يأخذ بيد الأخر، انبهمت الطرق، وصدئت النفوس، ولكن ظلت هناك شعل، تتوهج بفطرتها السوية، وقلبها الحنون، وعقلها الصافي..


    لكم، حبي وشوقي، وتقديري....
                  

12-03-2006, 03:12 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الأخ العزيز عبدالغنى كرم الله فقد أكرمك الله بعد ذلك الحزن بأحد ممن خصهم الله بقضاء حوائج الناس وحببهم للخير وفعله وحبب الخير إليهم ولقسم الله الغليظ باليسر بعد العسر وتوكيده لذلك (إن بعد العسر يسر إن بعد العسر يسر) جاء فضيلى كأطياف البشرى ليمتص حزن الحيره الذى إكتنفك ويبث فيك وعدا وتمنى...فمنحته ألام الظهر التى التى كانت أنيسا له فى تلك الضامره التى أعادته لعميق فجه الذى ترك فيه زغب حواصله وشريكة حياته والتى كانت تتسابق أشواقهم باسرع من تلك الضامره وتخترق بعضها بعضا قبل أن يطل عليهم من باحة الإستقبال بمطار مدينته...ورغم ذلك كانت تختمر الرؤى والأفكار عن ألام الظهر فسطرها سجلا أضاء جوانبه وعرضها فى فترينة الصحافة بجزالة جاذبه...................................


    فالتحايا لك أخى عبدالغنى ومثلها لفضيلى جامع الكلم إلى يوم الدين وأبد الآبدين وعميق السلام والدعاء



    منصور
                  

12-09-2006, 04:04 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)

    ولعل أول ما يلفت نظر القارئ لهذه المجموعة غرابة أبطال قصصها ‘ إذ أنّ معظم "الشخصيات" الرئيسية في هذا العمل ليسوا أشخاصا بشراً!! فالأقصوصة التي حملت المجموعة عنوانها يروي أحداثها نعال..أي نعم "جوز حذاء"..(أنا زوج حذاء رجالي مقاس 42). وهنالك قصة بطلتها أنثى كلب ‘ وأخرى تحكي فيها نسمة لرائحة الطمي تجربتها: (كنت على يقين – أنا رائحة الطمي –أنّ السفينة ستتأخر.) ص81
                  

12-10-2006, 03:03 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: munswor almophtah)


    عزيزي منصور..

    جئت من السودان قبيل اسبوع، ولا يزال قلبي مبلل بملامح طيبة، ومتعبة، ومناضلة، ومشرقة، كل الافاق كانت تدهشني، كطفل، وكعاشق، ضجة الشارع، اسراب الحافلات (بري، الصحافة، اركويت، الشعبية، الثورة)، وبداخلها انفاس، ونفائيس، ورأيت مشاهد من الحزن، والبؤس، لن تمر بخلد مخرجي الأفلام الهندية، ورأيت حفلات زواج (في السندباد، القاعة، الفخمية والتي تؤجر 30 مليون فقط)، فكارل ماركس يحق له الأن، وفي قبره الأمن أن يقول (صارت الخرطوم مدينة طبقية بمعنى الكلمة)، كما قال الاشتراكي الاول (الامام علي)، "ما رأيت نعمة موفورة وإلا بجانبها حق مضيع)...تساهر الخرطوم للصبح، بسبب الجوع، وبعلة تدبير قوت الغد، وبالدش، و(كلام ياعوض دكام، الكلام بالجات)، وبسبب الخوف من سطو مسلح، أو ذبحة صدرية، أو.....

    لم يعد للخرطوم حد، تمتد كالهم، وكأشعة الشمس، وكالإطلاق، استدرجت السياسات الفاشلة، والظالمة، والجاهلة أهل بلدي للخرطوم، لحواشي الخرطم، نفر كرام، فروا من حقولهم وعزتهم، وذاكرتهم، كي يعسكروا في الخرطوم، من فتات الموائد، ومهن مؤذية للنفس، وأخرى مرهقة للجسد، وثالثة حديثة وليدة المعاناة (ولكل مقام مقال)، فأطل السؤال القديم الجديد، ما المخرج، فنحن بلد مترامي الاطراف، غني بثرواته البشرية والطبيعة، والنيل والبترول يجريان داخل الارض وخارجه، ولكن (الاقزام يحكمون العملاقة)، باستغلال طبيبة شعب وحبه الفطري (للدين)، ولمكارم الأخلاق، بل استغلوا (صبره الاسطوري للمكاره)...

    للخرطوم عشرات الاوجه...
    ثم نعرج بك للوجه الادبي، فحقا المعاناة تولد الابداع، أنه زمن البحث الصادق عن الهوية، بعيدا عن الاكاذيب القديمة، اكاذيب الساسة ومدعي الفكر.. الخرطوم تبحث عن هويتها، السودان يبحث عن هويته، استمتعت بندوة، اقامها مركز (وليد مادبو)، قدم فيها كتاب (الآخر)، للاستاذ كمال الجزولي، وكانت عن الهوية، (من نحن، ...) وكانت حبلى بالمداخلات والنقاشات...

    وللخرطوم عشرات الاوجه..
    حضرت ندوة جماهيرية كبرى، بمركز راشد دياب، بين (محمد المكي ابراهيم ومحمد وردي)، غرد وردي بالاغاني الوطنية، غنى اكتوبر، حائط السجن انكسر، وغنى (عمق احساسك بحريتك يبقى ملامح في ذريتك)/ وغنى، وهاج الحضور، وتذكروا ايام بيض، واحلام منسية، ووطن حر، حدادي مدادي..

    وللخرطوم اوجه كثر..
    في معية مامون التلب، ومحمد الصادق، والاسباط، حامد بخيت، وسارة، ونجلاء التوم، ووديدي، وطلال عفيفي، وشذى بله، والصادق الرضي، والنشادر، ابو حازم، ومحمد خير، وعاصم ومنصور الصويم، وبثينة خضر مكي، وأحمد يونس، تحس بخرطوم أخرى، بجمال أخر، بفكر وشعر وقصة، بميلاد عشرات الشموش الحية المتألقة، بوطن بديل، بوطن حنون..

    وللخرطوم مئات الاوجة
    في مستشفى ابن خلدون، جرت عملية للاخ العزيز أحمد، فرأيت عبقرية شعب، لن تموت، شعب اشتراكي بالفطرة، اشتراكي في مشاعره وانفعالاته وماله، صورة نادرة من جمال التضمامن والحياة..

    وللخرطوم مليون وجه، بين كالح وجميل وساحر وفاتك... واسماء حسنى لا تحصر..
                  

12-10-2006, 05:02 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالغني كرم الله القاص والاديب..........بقلم : فضيلي جماع...... (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الأخ عبدالغنى والأديب الأريب فضيلى لكما من السلام الصادق الوافى

    كان الناس فى بلادى يتاكون الباب ويتكئون على بعضهم بعضا...وكانت نفاجات الخير فجاجات الحالكات من النازلات والفجائيات الفاجعات وساعا واتساعا ساعات الفرح....لا تعرف أين الحدود وأين خاص البنود....وكان الناس عفوا يتعاطون العوافى...وكانت الكلفه مرفوعة والعروض ممنوعه وثمن الظروف مدفوعه...وكان للجمل طريقا وإن دخل الفريق فيترجل صاحبه حتى لا يكشف العورات وراء الحجب وفى الخدور...ولكن الأن شمخت تلك التى لا تنيخ ولا يعرف صاحبها الرسن...ولا خاصيته...ويتعدى على خصوصية الناس بتلك الأبراج التى عرجت به إلى سماوات دنيا فى بلاد رحبت لتسع ووتتسع لتستوعب الكل....ولكنهم يحلمون بالتميز حتى فى المقابر تخرج ابراجهم عن أدراجهم ودرجاتهم يعلمها رب الناس...وتكالبت الإحن على الناس بفعل ذوى الشره الذى استشرى فى غفلة من الزمان بأيدى من إدعوا أنهم ماسايات جاءوا لإخراج الناس من الظلمات إلى النور فغبشوا ما كان من بصيص...وأعموا من كان لصيصا حريصا من أن يأتين بقبس...اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إنا من الظالمين..............................




    خالص الود والسلام

    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 12-10-2006, 07:09 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de