د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2008, 10:28 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين

    تنويه:
    يعاد نشر المقال مرة اخرى لاخطاء صاحبت نشره أمس
    (1)
    عدت بعد غياب طويل وفي اليوم التالي استيقظت باحساس غريب وغير مريح ران على نفسي منذ الصباح. ونسميه في الشمالية «اللارو» - أظنها كلمة نوبية - وهي كلمة نفسية أكثر منها ذات دلالة لغوية. ويعني جوها العام أن المرء سيسمع خبراً مزعجاً وحزيناً أو بكلمات مباشرة الخبر عن شخص عزيز. وبالفعل في ظهيرة يوم السبت اتصل بي من يخبرني أن عثمان حسين توفى، والدفن الساعة الرابعة بمقابر فاروق. وشعرت بأن جزءاً كبيراً من روحي وروح جيلي قد سقط في العدم والسديم، وأن أحد أقارب الوجدان والمزاج والنفس قد غادر العائلة التي نستظل بها، وهو فقد يتجاوز أحيانا حزن أقارب الدم والنسب. وقد كان عثمان حسين أباً روحياً ضم في جناحيه الباحثين عن الجمال والسمو وإتزان فوضى الحياة في مجتمع عالمثالثي متخلف وكئيب، ورب أبٍ لك لم تتزوجه أمك. وغمرني الحزن تماماً وتذوقت في لهاتي شيئاً مثل طعم الرماد، وفي مثل هذه الحالة لن تنقذك الدموع إلا أن تجهش بالبكاء. فأنت تشعر وكأن الكرة الأرضية قد سقطت أمامك. ووقفت عاجزاً عارياً من أي أدوات للصبر والجلد والتحمل، وفي نفس الوقت لا تجدى الانفعالات الهستيرية فتيلاً. وتساءلت كيف السبيل للسلوك العادي؟ وانقذني محمود درويش ببعض مقاطع الجدارية في مواجهة الموت، حيث يقول:-
    هزمتك يا موت الفنون جميعها
    هزمتك يا موت الأغاني في بلاد الرافدين.
    مسلة المصري، مقبرة الفراعنة.
    النقش على حجارة معبد، هزمتك وانتصرت
    وأفلت من كمائنك الخلود.
    فأصنع بنا، وأصنع بنفسك ما تريد!
    بالفعل ستهزم أغاني عثمان حسين الموت، لأنها ستظل تملأ أركان هذا الوطن الصحراوي، حتى في غاباته، بالشجو والنغم والخيال والمتعة التي نستلها من ذابلات الورود. ويهرب عثمان حسين من الموت لكي يختبئ في أغنياته وألحانه وسيظل خالداً إلى أن تطوى هذه الأرض ومن عليها. فالعمر الفيزيقي لعثمان حسين حتماً كان لابد له من نهاية، ولكن ينطلق العمر الروحي مخترقاً الدهر وملامساً للأبدية.
    رغم كل هذا التفاؤل ولكن تقبل مرارة الموت يظل قاسياً. ولكننا نتعود الموت وهذه جسارة وعظمة الانسان، وكما يقول الوجوديون إن سمو الانسان يكمن في كونه الكائن الوحيد الذي يدرك انه ميت ومع ذلك لا يتوقف عن الحياة. ولذلك يلجأ الموت دائماً للخديعة، وهذا ما أسماه الشاعر الجاهلي «الموت الفجاءة» ومع ذلك يتسلل الموت إلينا بحيل شتى، وللمتنبئ قول رائع - كالعادة - في هذا المجال:-
    لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
    لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
    فالمنايا تعودنا على قبولها حين نفارق الأحباب، ونرى الموت فيهم ونتألم لفقدهم. ومن التكرار، وفقد الأحباب ومفارقتهم، يحاول الموت أن يكون صديقاً وعادياً ومقبولاً وهذا هو الطريق السهل إلى أرواحنا والتي تكون قد عرفت الموت وتساكنت معه. وللألمان مثل يقول:- الفراق أو الوداع موت صغير، وهكذا أيضاً من خلال هذا الموت الصغير المستمر نصل في النهاية إلى الموت الكبير. هذه أشكال للسلوى في قبول فقد مثل فقد عثمان حسين، لقد تعودنا الموت وأن اختلفت عظمة المفقود.

    (2)
    اتضح بعد سنين طويلة أن السودانيين عاشوا مفارقة ومأساة، فقد ركنوا بحبور إلى أنهم شعب مسيس ومهتمون بالسياسة أكثر من شعوب المنطقة التي يعيشون فيها. وكانت النتيجة أنهم أهملوا الثقافي والاجتماعي والانتاجي، وفي النهاية ظهر جلياً أنهم لا يعرفون شيئاً في السياسة ولا في الاحتجاج ولا المعارضة. فقد جاء متسلطون استخدموا أساليب لم يعرفها السودانيون في كل التركيات السابقة، اخترعوا اشكالاً من التخويف والترهيب والترغيب والاغراء والإفساد بحيث حوّلوا الانسان السوداني إلى انسان آلي منوّم. هذا التسييس الفائض والمتضخم لم يمكن المثقفين السودانيين أو النخبة السودانية من رؤية جوانب أخرى في تطورها نحو الحداثة والتحديث والتغيير الاجتماعي والثقافي فقد رأوا في قيام مؤتمر الخريجين قبل سبعين سنة انجازاً سياسياً ووطنياً رائعاً ولا يضاهى. وغابت عن رؤيتهم مظاهر حداثة أخرى تمثلها مؤتمرات خريجين أخرى لم يكن لها نفس التنظيم والشكل ولكن لديها نفس الأهداف والغايات. وفي هذا المعنى مثّل عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعيا، فقد كان رجلاً يساوي أمة (أظن القول لإيمرسون، غير متأكد). فإذا كانت مهمة مؤتمر الخريجين أن يغرس في السودانيين وعي كيف ينظمون أنفسهم ويقاومون الاستعمار وبيّن لهم الطريق إلى البرلمان. فقد بيّن عثمان حسين لهم الطريق إلى الجمال والذوق والاحساس الرفيع، وسعى لكي ينبت في دواخلهم الرقة بغير ضعف أو وهن، والتغني بالحب والمرأة بلا إبتذال أو دونية واستغلال، وأن ينقلهم من جلافة الريف والبداوة ويساعدهم في أن يكونوا طبقة وسطى صاعدة تحاول الا يكون تعليمها مجرد قشرة خارجية.
    لم تكن السياسة وحدها قادرة على ملء وإزهار روح ووجدان الخريجين، فقد قدم لهم المؤتمر الشهير بعضاً قليلاً من إرضاء الذات والشعور بالقيمة كمواطنين والنضال من أجل تحقيق الحرية والكرامة. ولكن ليس بالسياسة وحدها يحيا الإنسان. وجاءت ظاهرة عثمان حسين وكان رجل الوقت - كما يقول الصوفية.فالخريج أو الأفندي صاحب التعليم المدني الجديد وليس الديني التقليدي وساكن المدينة النابتة وسط القيم الريفية والعقل المحافظ، كان في حاجة إلى غناء وفن جديدين، ولأن الغناء والألحان والموسيقى هي أهم الفنون والأقدر على الانتشار والتي يزداد عليها الطلب، كان عثمان حسين هو الفنان المنتظر الذي سيملأ الآذان طرباً وكلاماً شفيفاً بعد أن ملئت رتابة ومللاً. فالمجتمع في حركة وحراك جديدين، وكان من الطبيعي أن تهتز القيم والأذواق والسلوكيات، وأن تعيش حالة انتقال غير ثابتة ولم تتمكن بعد، ولكن المهم أن القديم نفسه لم يعد ثابتاً ولا مهيمناً.
    كانت نهاية الاربعينات من القرن الماضي فترة تطورات سريعة في السودان في كل المجالات، فقد كان القطر يهيئ نفسه لتقرير المصير. وعرف المظاهرات وقيام الأحزاب. ومن بينها حزب شيوعي، وتشكلت اتحادات العمال والطلاب والمزارعين وقامت الجمعيات النسائية. وانتشرت الصحف. كان هذا يرجع إلى صعود الطبقة الوسطى، فقد زاد عدد الخريجين وعرفوا البعثات إلى الخارج، مع وجود جاليات أجنبية مؤثرة ومندمجة أحياناً. وتخترق بذرة التحضر والتمدين بسرعة تحصينات التريف والبداوة. وكان الافندية - بالمعنى الايجابي للكلمة أي الفرد الحديث - هو طليعة للتغيير رغم ضعف تكوينه الفكري نسبياً وعدم قدرته على الذهاب في مواجهة القديم حتى النهاية. حتى ولو بحكم الحتمية التاريخية. قام الافندية أو الخريجون بخلخلة القديم حتى ولو ظاهرياً وشكلياً وبتردد. بدأوا في نقل قيم جديدة ومختلفة. فهم يلبسون بطريقة مختلفة تميزهم عن الآخر تشى عن جديد ما. وكانت معاركهم كثيرة ومعقدة وتبدو الآن مضحكة. فقد كان تحول الافندي إلى أن يحلق رأسه «الكارى» وليس صلعة نمرة واحد، كان يفرض عليه ان يحدد وضعه في سلم قيم الذكورة والفروسية والخشونة والتحمل. وهذا ما حدا بفتوات ان يفرضوا تصنيفهم المعروف في الحفلات: النسوان والافندية في الجهة دى والرجال بى هنا! كان الافندي يحاول ان يفرض قيماً ومظاهر جديدة للرجولة والضكرنة مثل الانضباط في مواعيد العمل وتجويده، وقضاء حاجات الآخرين بالاضافة للتهذيب والنظافة. ولكنه لم يستطع في حالات كثيرة وللمفارقة بعد نصف قرن من الزمان يكاد يسود رأي يرى في كل تلك القيم ما يسمى بالحنكشة. وأصبح على المرء ألا يكون نظيفاً وألا يبحث عن طعام صحي أو ماء نقي أما استخدام كلمات مثل من فضلك، أو لو سمحت وشكراً، فستجر عليك شكوكاً تضعك في موقع بيني أو بين الرجولة والانوثة.
    طالت تغييرات الافندى كل اركان الحياة اليومية والعامة، وكان في عجلة من أمره يريد أن يلحق ما اعتبرها روح العصر؛ رغم تردده في تغيير العقل. فهذه هي القطيعة المكلفة والصعبة. ومع ذلك لاحق الافندى كل قديم وشرع في إستبداله بجديد، حتى أكله فقد أدخل الافندية في وجباتهم المحشى والكفتة والمشويات والسلطات والتحلية، وتراجع الملاح المفروك والذى صار فولكلورياً حين يأتي الأهل من البلد، وان لم ينقطع تماماً. ولكن حل الرغيف لحد كبير محل الكسرة والقراصة والعصيدة، وشراب الشاي بالبسكويت أو الخبيز عموماً. وكان الافندى عند نزول الشمس يستحم ويتعطر ويلبس أحسن ما لديه، في كامل أناقته البنطلون (والجزمه لون) والقميص المتسق مع الكل. ولا ينسى التفاصيل، فالبنطلون تمسك به «الابازين» لكي لا يترهل. ويضع صندوق السجائر في الجيب الأعلى وغالباً ما يكون كرافن (A) أو روثمان أو بنسون وتمسك البعض بالبحارى. وفارق الافندى السعوط أو حقة التنباك فهي تنتمي للفلاحين والعرب، وللسخرية عاد كيس التنباك وارتبط بالحداثة وما بعد الحداثة. ويذهب الافندى إلى السهرة أو القعدة وقد تكون السينما الدور الثاني في الـ Blue Nile أو الخرطوم غرب مكملاً أو بديلاً. وفي هذه المنظومة من الحياة ازدادت الحاجة إلى فن وفنانين يشبهون هذه التحولات والتغييرات الجارية في المجتمع السوداني. كانت طبيعة المرحلة تحتم ظهور فن جديد لأن ذائقة الفئة الجديدة تغيرت ولم يعد القديم قادراً على إرضائها إلا بحكم المجاراة والعادة وسطوة الماضي. وهنا كان زمن عثمان حسين.
    جاءت الرومانسية أو الرومانتيكية في أوربا مع أفول النظام القديم، فالرومانسية روح جديدة. وهكذا كان الحال في السودان، فقد كان عثمان حسين وكوكبة شعرائه من بازرعة وقرشي محمد حسن والسر دوليب وصلاح أحمد محمد صالح وعوض حسن خليفة وحسين عثمان منصور وعبد المنعم عبد الحي ومحمد يوسف موسى والزين عباس عمارة، هم الذين رفدوه بالكلمات الحديثة التي تتغنى بحب الروح والوجدان بعيداً عن التغني بالشحم واللحم والأرداف الثقيلة التي يستحيل على صاحبتها أن تمشي خطوتين. وبشّر عثمان حسين الأفندية أو الخريجين بقلوب جديدة:ـ
    ... في القلوب لما بترد أي طارق أي زائر
    شايلة هم الدنيا زادها
    ماليه كل الكون مشاعر.
    وهذه القلوب لأنها كبيرة وعامرة بالإنسانية فهي قوية وصامدة لا تنقطع ولا تغرق في الهموم (يوم قسموك يا هم كتبوا عليك اسمي) فهي قلوب متفائلة ومستقبلية حتى الفراق، ما لا يقتلني يقويني. لذلك الفراق في أغاني عثمان حسين لا يعني نهايات ولكنه بدايات من نوع آخر، يغرد:ـ
    إفترقنا كل واحد في طريقه
    أنا ضايع وإنت مخدوع بالأماني
    كل زادي في ضياعي قلبي مفتوح للأحبة
    للجمال الأشجى روحي وفي شعوري سحره شب
    ورسالة فن سامي تدعو للخير والمحبة
    تختلف رومانسية عثمان حسين عن رومانسية أوربا الصفراء المحبة للموت والمعاناة والحزن المقيم، لا تلك الرومانسية العتيقة التي يغريها الهزال (جسمي انتحل) وتغريها الدموع. والسبب أن الحب في رومانسية عثمان حسين تعامل مع المرأة كندٍ ونصفه الأجمل وشقائق الرجال والمرأة عنده كائن علوي يطوف الفراش الحائر على زهراته، وكأنها تعيش في عالم غير عالمنا هذا «خلو الما خطر زول على بالها بكره الدنيا جايالا جايالا». تصور امرأة تأتيها الدنيا كلها فهي بالتأكيد ليست من ضلع رجل وليست ناقصة عقل ودين بل كاملة العقل والدين والجمال أيضاً. والرومانسيون يميلون إلى الاعجاب بالعيون فهي نافذة على الروح، لذلك لم يتغن عثمان حسين بالنهود أو الأرداف ولكنه أقسم:ـ «وحياة عيون الصيد الغارو من عينيك» والتشبيه رائع، لم يشبهها الشاعر بعيون الصيد ولكن يمكن لعيون الصيد أن تتشبه بعيونها لأنها تغير منها.
    يعتبر عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعياً لأنه منح المثقفين آذاناً جديدةً مجلوة تتذوق النغمة والكلمة. والأهم من ذلك ساهم في منحهم الخيال وكانت هذه هي دعوة السورياليين في بعث الجمال. وكان المثقفون في تلك المرحلة الانتقالية المعقدة الأكثر حاجة إلى التحليق والتهويم في سماوات الخيال بقصد عالم موازٍ لعالمهم المقيد والقامع والمكبوت. فقد كان الاحباط والخيبة يلاحقانه ويملآن عليه أقطار حياته: الأسرة الممتدة في قمتها سلطة أبوية مطلقة، والنظام التعليمي التلقيني غير الخلاق وغير المبتكر وممارس للقمع والعقوبة، والعمل في خدمة مدينة خبيثة وكئيبة، وفي النظام الأسري الزوجة المختونة والحبوبة التي لا تقهر. ومازال المجتمع ينظر للأفندي أو المثقف باستهجان وريبة وتستمر علاقة الحب ـ الكراهية فهو يحترم تعليمه ولكن يضيق بخروجه وتمرده ويحمله تهمة تخريب الأصول المجتمعية. فالفن انقاذ للعالم، وهنا قام عثمان بدوره في الانقاذ ببناء العالم الموازي. وأمسك بأيديهم إلى الوكر المهجور، والقبلة السكرى، والنجم والمساء، وربيع الدنيا، والفراش الحائر وغيرها وغيرها. كل هذه مرابع وأماكن وأحوال لا وجود حقيقي لها في المليون ميل بؤس مكعب، ولكن عثمان حسين جاء إلى المثقفين المنبتين بالخيال ورفعهم إلى الأعالي. لذلك احتفظ أغلبهم بالتوازن، رغم أن البعض رفض العودة إلى الواقع ووجد في الخمر أو العزلة أو التصوف مهرباً. وعندما يكون في الخيال يرفع عنه القلم لأنه خارج وضع التكليف. لذلك غنى للمثقفين:ـ
    الهوى دائي ودنياي وديني، أو لولا ربي وجهنم لعبدتك وسجدت بين إيديك.
    ظاهرة عثمان حسين أقرب إلى أن تكون خارقة ومعجزة. فذاك الفتى الذي أتى مع أسرته يسعى إلى المدينة التي كانت مثل النداهة للقرويين تغريهم بالفردوس الأرضي وأن يفارق الكد والرهق والطورية وشق الجداول. ولم يستطع أن يتسلح بالتعليم الجديد إذ وقفت الرياضيات ـ حسب إفادته ـ عقبة أمام استمراره، فامتهن الترزية. وبعد زمن يلحن ذلك الفتى: محراب النيل، فكيف يعقل ذلك؟ من أي وادي عبقر أتاه هذا الإلهام. يردد الشاعر محمدالفيتوري دائماً: الشعر هبة من عند الله! لذلك لا سؤال. فعثمان حسين في محراب النيل يبدع سيمفونية دون أن تكون له أي معرفة بقواعدها وأصولها. ففي مدخل الأغنية يضعك اللحن في قلب معبد فرعوني هائل ورهيب، ثم بعد ذلك تتابع حركات النيل وتقلباته وجريانه. ولا يسمح المجال بمثل هذه المتابعة كما أنني متذوق عادي فهو يحتاج لجهود الدارسين في معهد الدراما والموسيقى. فهو كما قال الأخ مرتضى الغالي: «أكاديمية أهلية» خرجت منها ألحان جل من ألهمها» (أجراس الحرية 9 يونيو 8002م).
    هذا المقال ليس مرثية لعثمان حسين بقدر ما هو محاولة لتخفيف الفقد وألمه بتحويله إلى كتابة. وهذه أيضاً من تربية عثمان حسين: متعة الخيال وبناء العالم الموازي والمضاد للقبح والركاكة والعادية الذي نعيشه الآن والذي نختنق فيه، لولا قبسات عثمان حسين وأقرانه من المبدعين. وأخيراً هذا هو قانون وحال الدنيا مما يخفف علينا ويمنحنا بعض السلوى والنسيان العابر. ونردد مع خيال عمر الخيام أيضاً:ـ
    ودنياك دار القرى للنزل
    وللدار بابان نور وظل
    فكم طارق إثر آخر حل
    ليرتاح يومين ثم إرتحل
                  

06-17-2008, 10:59 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: ظاهرة عثمان حسين أقرب إلى أن تكون خارقة ومعجزة. فذاك الفتى الذي أتى مع أسرته يسعى إلى المدينة التي كانت مثل النداهة للقرويين تغريهم بالفردوس الأرضي وأن يفارق الكد والرهق والطورية وشق الجداول. ولم يستطع أن يتسلح بالتعليم الجديد إذ وقفت الرياضيات ـ حسب إفادته ـ عقبة أمام استمراره، فامتهن الترزية. وبعد زمن يلحن ذلك الفتى: محراب النيل، فكيف يعقل ذلك؟ من أي وادي عبقر أتاه هذا الإلهام. يردد الشاعر محمدالفيتوري دائماً: الشعر هبة من عند الله! لذلك لا سؤال. فعثمان حسين في محراب النيل يبدع سيمفونية دون أن تكون له أي معرفة بقواعدها وأصولها. ففي مدخل الأغنية يضعك اللحن في قلب معبد فرعوني هائل ورهيب، ثم بعد ذلك تتابع حركات النيل وتقلباته وجريانه. ولا يسمح المجال بمثل هذه المتابعة كما أنني متذوق عادي فهو يحتاج لجهود الدارسين في معهد الدراما والموسيقى. فهو كما قال الأخ مرتضى الغالي: «أكاديمية أهلية» خرجت منها ألحان جل من ألهمها» (أجراس الحرية 9 يونيو 8002م).
    هذا المقال ليس مرثية لعثمان حسين بقدر ما هو محاولة لتخفيف الفقد وألمه بتحويله إلى كتابة. وهذه أيضاً من تربية عثمان حسين: متعة الخيال وبناء العالم الموازي والمضاد للقبح والركاكة والعادية الذي نعيشه الآن والذي نختنق فيه، لولا قبسات عثمان حسين وأقرانه من المبدعين. وأخيراً هذا هو قانون وحال الدنيا مما يخفف علينا ويمنحنا بعض السلوى والنسيان العابر


    مقال د.حيدر اعلاه مقال خالد فى تقديرى واجمل ما كتب عن الفنان الراحل حتى الآن فيما وقع عليه بصرى ، اجمل ما كتب برغم انه تواضع لدرجة تجاوز الحديث عن صوت الراحل الجميل العذب والنادر جدا.. كتابات د.حيدر نفسها خاصة جدا ومتميزة لانها تمزج لاسلوب العلمى بحكم تخصصه فى العلوم الاجتماعية، مع روح التصوّف السودانى لديه.
    المقال على ما اعتقد يتحدث ايضا عن كل الفنانين من جيل الراحل عثمان حسين والذين كانوا رموزا للحداثة وساهموا فى صياغة وجدان الافندى المضطرب، لكنى أعتقد انه خص الراحل لأن عثمان حسين بمثابة القلب لهذه الكوكبة من المبدعين.
                  

06-17-2008, 12:14 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    مقال د.حيدر اعلاه مقال خالد فى تقديرى واجمل ما كتب عن الفنان الراحل حتى الآن فيما وقع عليه بصرى ، اجمل ما كتب برغم انه تواضع لدرجة تجاوز الحديث عن صوت الراحل الجميل العذب والنادر جدا.. كتابات د.حيدر نفسها خاصة جدا ومتميزة لانها تمزج لاسلوب العلمى بحكم تخصصه فى العلوم الاجتماعية، مع روح التصوّف السودانى لديه.
    المقال على ما اعتقد يتحدث ايضا عن كل الفنانين من جيل الراحل عثمان حسين والذين كانوا رموزا للحداثة وساهموا فى صياغة وجدان الافندى المضطرب، لكنى أعتقد انه خص الراحل لأن عثمان حسين بمثابة القلب لهذه الكوكبة من المبدعين

    **************************

    لا أرغب في التكرار ياطلعت ولذلك ملت لكلامك.. أضيف فقط إنتباهي لظاهرة غريبة, تحتاج هي الأخرى لتشريح كتابي موازي لكتابة حيدر الفخمة هذه , والمتمثلة في أن مثل هذه الكتابات لحيدر وأترابه تمر في البورد, كانها (مقطوعة طارى)! فيندثر البوست الذي يحملها سريعآ (ويلحسه) الأرشيف للخور, بينما تتسيد موضوعات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان! وتفرض نفسها لتساهم في تشكيل وعي المتلقي ركاكة وتسطحآ!.. وربما لانحتاج لإجابة حول أصل هذه الظاهرة حيث أن دكتور حيدر ابراهيم تصدى لتشريحها في صدر مقالته القيمة أعلاه..ولو ما مصدق أقرأ المقال مرة تانية بتمعن!
    شكرآ لحيدر وشكرآ لطلعت
    .
                  

06-17-2008, 12:36 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: حسن الجزولي)

    اتضح بعد سنين طويلة أن السودانيين عاشوا مفارقة ومأساة، فقد ركنوا بحبور إلى أنهم شعب مسيس ومهتمون بالسياسة أكثر من شعوب المنطقة التي يعيشون فيها. وكانت النتيجة أنهم أهملوا الثقافي والاجتماعي والانتاجي، وفي النهاية ظهر جلياً أنهم لا يعرفون شيئاً في السياسة ولا في الاحتجاج ولا المعارضة. فقد جاء متسلطون استخدموا أساليب لم يعرفها السودانيون في كل التركيات السابقة، اخترعوا اشكالاً من التخويف والترهيب والترغيب والاغراء والإفساد بحيث حوّلوا الانسان السوداني إلى انسان آلي منوّم. هذا التسييس الفائض والمتضخم لم يمكن المثقفين السودانيين أو النخبة السودانية من رؤية جوانب أخرى في تطورها نحو الحداثة والتحديث والتغيير الاجتماعي والثقافي فقد رأوا في قيام مؤتمر الخريجين قبل سبعين سنة انجازاً سياسياً ووطنياً رائعاً ولا يضاهى. وغابت عن رؤيتهم مظاهر حداثة أخرى تمثلها مؤتمرات خريجين أخرى لم يكن لها نفس التنظيم والشكل ولكن لديها نفس الأهداف والغايات. وفي هذا المعنى مثّل عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعيا، فقد كان رجلاً يساوي أمة (أظن القول لإيمرسون، غير متأكد). فإذا كانت مهمة مؤتمر الخريجين أن يغرس في السودانيين وعي كيف ينظمون أنفسهم ويقاومون الاستعمار وبيّن لهم الطريق إلى البرلمان. فقد بيّن عثمان حسين لهم الطريق إلى الجمال والذوق والاحساس الرفيع، وسعى لكي ينبت في دواخلهم الرقة بغير ضعف أو وهن، والتغني بالحب والمرأة بلا إبتذال أو دونية واستغلال، وأن ينقلهم من جلافة الريف والبداوة ويساعدهم في أن يكونوا طبقة وسطى صاعدة تحاول الا يكون تعليمها مجرد قشرة خارجية.
    لم تكن السياسة وحدها قادرة على ملء وإزهار روح ووجدان الخريجين، فقد قدم لهم المؤتمر الشهير بعضاً قليلاً من إرضاء الذات والشعور بالقيمة كمواطنين والنضال من أجل تحقيق الحرية والكرامة. ولكن ليس بالسياسة وحدها يحيا الإنسان. وجاءت ظاهرة عثمان حسين وكان رجل الوقت - كما يقول الصوفية.فالخريج أو الأفندي صاحب التعليم المدني الجديد وليس الديني التقليدي وساكن المدينة النابتة وسط القيم الريفية والعقل المحافظ، كان في حاجة إلى غناء وفن جديدين، ولأن الغناء والألحان والموسيقى هي أهم الفنون والأقدر على الانتشار والتي يزداد عليها الطلب، كان عثمان حسين هو الفنان المنتظر الذي سيملأ الآذان طرباً وكلاماً شفيفاً بعد أن ملئت رتابة ومللاً. فالمجتمع في حركة وحراك جديدين، وكان من الطبيعي أن تهتز القيم والأذواق والسلوكيات، وأن تعيش حالة انتقال غير ثابتة ولم تتمكن بعد، ولكن المهم أن القديم نفسه لم يعد ثابتاً ولا مهيمناً


    الاخ حسن الجزولى
    عميق التقدير والامتنان لمرورك وملاحظاتك ، المقال ملحمة حقيقية بكل ما تعنى الكلمة من معانى. لاحظ ما تحته خط فى اهمية الطريق الى الوجدان الذى لا يقل عن الطريق الى البرلمان، وكيف ان الراحل عثمان حسين مايسترو فرقة المبدعين السودانيين فى مؤتمر خريجين آخر كان ضروريا فى تحجيم تضخمنا السياسى الذى اتضح انه مجرد زوائد دودية عند مواجهته للوحش الاصولى الدينى، ان الراحل عثمان حسين ورفاقه من رواّد نهضتنا الفنية هم قلب مجتمعنا المدنى الذى هددته الردة الاصولية.. انه الاخضرار الذى كان تجب ان ننظر اليه بشكل مختلف وان نتعهده وان نضعه فى حدقات العيون قبل ان يصيبنا التصّحر.. يا لفداحة الفقد

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 06-17-2008, 12:46 PM)

                  

06-17-2008, 01:05 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    هناك شىء آخر تتميز به كتابات حيدر وهى كون اللغة دائما ذات مدلولات ومدلولات عميقة جدا ، انظر مثلا وصفه للحزن فى انه (حزن تجاوز فقد اقارب الدم!!!!)

    Quote: عدت بعد غياب طويل وفي اليوم التالي استيقظت باحساس غريب وغير مريح ران على نفسي منذ الصباح. ونسميه في الشمالية «اللارو» - أظنها كلمة نوبية - وهي كلمة نفسية أكثر منها ذات دلالة لغوية. ويعني جوها العام أن المرء سيسمع خبراً مزعجاً وحزيناً أو بكلمات مباشرة الخبر عن شخص عزيز. وبالفعل في ظهيرة يوم السبت اتصل بي من يخبرني أن عثمان حسين توفى، والدفن الساعة الرابعة بمقابر فاروق. وشعرت بأن جزءاً كبيراً من روحي وروح جيلي قد سقط في العدم والسديم، وأن أحد أقارب الوجدان والمزاج والنفس قد غادر العائلة التي نستظل بها، وهو فقد يتجاوز أحيانا حزن أقارب الدم والنسب. وقد كان عثمان حسين أباً روحياً ضم في جناحيه الباحثين عن الجمال والسمو وإتزان فوضى الحياة في مجتمع عالمثالثي متخلف وكئيب، ورب أبٍ لك لم تتزوجه أمك. وغمرني الحزن تماماً وتذوقت في لهاتي شيئاً مثل طعم الرماد، وفي مثل هذه الحالة لن تنقذك الدموع إلا أن تجهش بالبكاء. فأنت تشعر وكأن الكرة الأرضية قد سقطت أمامك. ووقفت عاجزاً عارياً من أي أدوات للصبر والجلد والتحمل، وفي نفس الوقت لا تجدى الانفعالات الهستيرية فتيلاً


    ربما كان سبب الحزن هو بمثابة اعتذار للراحل وحسرة فى ان وجداننا لم يكن مهيئا بالقدر الكافى لان تغوص تلك الرسالة الفنية بعيدا فى الاعماق رغم التأهيل العالى للمسنجر(موهبة الراحل عثمان حسين والتى لا تضاهى) وذلك بسبب اضطراب وجدان الافندى المثقل بالتراث الوصائى والهموم الممتدة

    Quote: يعتبر عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعياً لأنه منح المثقفين آذاناً جديدةً مجلوة تتذوق النغمة والكلمة. والأهم من ذلك ساهم في منحهم الخيال وكانت هذه هي دعوة السورياليين في بعث الجمال. وكان المثقفون في تلك المرحلة الانتقالية المعقدة الأكثر حاجة إلى التحليق والتهويم في سماوات الخيال بقصد عالم موازٍ لعالمهم المقيد والقامع والمكبوت. فقد كان الاحباط والخيبة يلاحقانه ويملآن عليه أقطار حياته: الأسرة الممتدة في قمتها سلطة أبوية مطلقة، والنظام التعليمي التلقيني غير الخلاق وغير المبتكر وممارس للقمع والعقوبة، والعمل في خدمة مدينة خبيثة وكئيبة، وفي النظام الأسري الزوجة المختونة والحبوبة التي لا تقهر. ومازال المجتمع ينظر للأفندي أو المثقف باستهجان وريبة وتستمر علاقة الحب ـ الكراهية فهو يحترم تعليمه ولكن يضيق بخروجه وتمرده ويحمله تهمة تخريب الأصول المجتمعية. فالفن انقاذ للعالم، وهنا قام عثمان بدوره في الانقاذ ببناء العالم الموازي. وأمسك بأيديهم إلى الوكر المهجور، والقبلة السكرى، والنجم والمساء، وربيع الدنيا، والفراش الحائر وغيرها وغيرها. كل هذه مرابع وأماكن وأحوال لا وجود حقيقي لها في المليون ميل بؤس مكعب، ولكن عثمان حسين جاء إلى المثقفين المنبتين بالخيال ورفعهم إلى الأعالي. لذلك احتفظ أغلبهم بالتوازن، رغم أن البعض رفض العودة إلى الواقع ووجد في الخمر أو العزلة أو التصوف مهرباً. وعندما يكون في الخيال يرفع عنه القلم لأنه خارج وضع التكليف. لذلك غنى للمثقفين:ـ
    الهوى دائي ودنياي وديني، أو لولا ربي وجهنم لعبدتك وسجدت بين إيديك
                  

06-17-2008, 01:05 PM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام اخي طلعت نعم الاختيار فالدكتور نحن من تلاميذه ببحري الثانوية وكم مبدع وجم الادب هذا الاستاذ ،،متعه الله بالصحة والعافية وكتر خيرك.
                  

06-17-2008, 01:23 PM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طارق ميرغني)

    أخى طلعت...

    تحياتى نديّات


    كنت قد إطلعت على هذا المقال عبر جريدة الصحافة وهو كما قلت المقال الأميز
    من سيل المقالات التى كتبت فى عقابيل الرحيل الحزين للفنان الخالد عثمان حسين
    فهو بالحق (مقال) مفارق ... (شوف) بعين (ثانية) ومختلفة وذلك ديدن د. حيدر
    وقلمه الرصين ... فكرت أن أرفعه بالمنبر ولكنى خشيت عليه مما قاله أستاذ
    حسن الجزولى .....


    لك الود


    عبد الرحمن قوى
                  

06-17-2008, 01:36 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طارق ميرغني)

    عزيزى طارق
    تحية وتقدير على المرور والكلمات الجميلة
    ربما كان الوجدان المضطرب هو المسؤول عن اضعاف حهاز المناعة لدى المثقف او الافندى فكانت الجرثومة الاصولية وكان الفتك برسل الفن والحداثة ، فتك مباشر كما فى حالة المرحوم خوجلى وغير مباشر فى اضعاف تأثير رسالة هؤلاء الرواد.
    لذلك احسست بحزن كبير بعد قراءة المقال ، واعتقد ان د.حيدر نجح فى ايصال رسالته ، المسألة لم تكن حزن فقط على الراحل الفنان عثمان حسين ولكنه كان ذلك النوع من الحزن المرتبط بتأنيب الضمير
                  

06-17-2008, 01:52 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    الاخ عبد الرحمن
    سعيد بمشاركتك واتفق معك فى ان واقعنا الفكرى والثقافى غير مشجع.
    لكن صدقنى لم احس بنفسى وانا انقل المقال للحوار فى المنبر لم افكر فى كل ذلك وربما كان السبب هو الضمير المثقل.الم اقل ان المقال مؤثر للحد البعيد!!
                  

06-17-2008, 02:03 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    العزيز ..طلعت الطيب

    هذا عرض باذخ..لدكتور حيدر ابراهيم..
    وخوض متمكن.فى سيرة عيقرى فنان ..مزجت فيه تعابير اللغه بطلاوة ذلك القاموس السلس..والذى فى فذلكة تصريفه تكمن منابع الافاضه واللذه.والمتعه اللغويه الفاخره..ونضوج المعانى فى تزاوج ابداعى نسج هيكل التركيب لتلك المقاله .الابهه..
    دكتور حيدر ابراهيم.قدم فى هذا العرض البهيج كلف خصائص الربط وإيفاء لغة الوصف والتعبير.فى تداخل تجانس فى الربط والتنقل الزمنى والحسى بما يمنح كل مدى الاستجابه..ومذاق ذلك الطعم الشهى..للسرد.وتركيب مشاهد الصور.باناقة.وشفافية.وذكاء..وربط تدرج زمنة وتاريخى فى قران معطيات شتى متداخله فى معايير تفضح خصوصية الرؤى على مجهر الرصد والتشخيص للواقع والمرحله والتدرج وشخصية الفنان عثمان حسين ...واكتمل كل ذلك باخراج فنى متكامل..بريشة كميرا رقمية عالية الحساسيه فى إلتقاطها ومزجها الفنى..
    هذا اروع ما كتب عن العبقرى الراحل الفنان عثمان حسين..فى عرض سخى ومتعاظم...


    بديع دكتور حيدر ابراهيم..وفنان تشكيلى فى الوان لوحته الرائعه عن عثمان حسين..

    كثيف المعزه..

    (عدل بواسطة عصمت العالم on 06-17-2008, 05:37 PM)

                  

06-17-2008, 03:37 PM

ibrahim alnimma
<aibrahim alnimma
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: عصمت العالم)

    الاخ طلعت سعدت جدا بهذا المقال الذي لا يقل جمالا عن كلمات
    تلحن ...وتغذي فينا روح احترام المبدعين ...وهو مقالا يشكل سردا
    تاريخيا رائعا ...لمعاناة الانتلجيسيا السودانية في تغير الواقع...
    يطوف بنا لشباب الاربعينيات والخمسنيات اكاد اراهم ...وبازياءهم ومستويات
    شعورهم ...ويمكنك ان تتخيل حذاء الافندي الخاص بالحمام واخر خاص بالغرفة وهكذا
    .........ياه .............الي طريقة التدخين ..كما انه لم ينسى ان يشرح وبطريقة
    لا تقل مهارة عن تشريح مندل للزهرة ...
    لكم الشكر
                  

06-17-2008, 05:22 PM

ناظم ابراهيم
<aناظم ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    (طلعت)
    تحياتى
    كان عثمان حسين يمثل صرعه مثل (الفيس بريسلى ) لجيل الستينيات
    حكى لى اخى حيدر ابراهيم انه بعد نهاية حفل الاستاذ عثمان حسين فى نادى العمال وجدوا الفنان عثمان حسين قدامهم فوقع صديقه (غمران)
    لك التقدير
                  

06-17-2008, 07:28 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    أعجبني في المقال أن حيدر خفف من حدة نقد قديم قال به في فئة المثقفين السودانيين (الأفندية)، فقبلا كانو (في وجهة نظره)يخلون من الإبداع ويتدني لديهم الوعي بذاتهم (كمثقفين)

    المهم

    أتمني أن يدلو بشري الفاضل بدلوه في هذا البوست
                  

06-17-2008, 10:19 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: Nasr)

    من المقالات القليلة التي تتمنى ألا ينتهي المقال عند قراءتها ...

    ذلك بقدر تخبط و خواء سياسييه ... فقد أنبت مبدعين أسطوريين ... خرجوا من رحم المستحيل ... صنعوا نهضة كل دلائل الواقع لكانت تشير إلى إستحالتها

    ما زالت أعمالهم الخالدة تطربنا بعد أكثر من ستين عاماً ... و في عصر الردة هذا
                  

06-18-2008, 00:13 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: amin siddig)

    المرثى هو الذى يممون الراثى ويلهمه
    رحم الله الراحل المقيم
    جنى
                  

06-18-2008, 03:34 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: jini)

    العزيز عصمت العالم
    انا ممنون لهذه المداخلة الانيقة:

    Quote: دكتور حيدر ابراهيم.قدم فى هذا العرض البهيج كلف خصائص الربط وإيفاء لغة الوصف والتعبير.فى تداخل تجانس فى الربط والتنقل الزمنى والحسى بما يمنح كل مدى الاستجابه..ومذاق ذلك الطعم الشهى..للسرد.وتركيب مشاهد الصور.باناقة.وشفافية.وذكاء..وربط تدرج زمنة وتاريخى فى قران معطيات شتى متداخله فى معايير تفضح خصوصية الرؤى على مجهر الرصد والتشخيص للواقع والمرحله والتدرج وشخصية الفنان عثمان حسين ...واكتمل كل ذلك باخراج فنى متكامل..بريشة كميرا رقمية عالية الحساسيه فى إلتقاطها ومزجها الفنى..


    الرجاء تأمل الجزء التالى من المقال وتحشيد المفاهيم وسلاسة اللغة انه فعلا طعم شهى للسرد والاناقة والشفافية ولى عودة لهذا الجزء والجزء الذى يليه فى المقال

    Quote: كانت نهاية الاربعينات من القرن الماضي فترة تطورات سريعة في السودان في كل المجالات، فقد كان القطر يهيئ نفسه لتقرير المصير. وعرف المظاهرات وقيام الأحزاب. ومن بينها حزب شيوعي، وتشكلت اتحادات العمال والطلاب والمزارعين وقامت الجمعيات النسائية. وانتشرت الصحف. كان هذا يرجع إلى صعود الطبقة الوسطى، فقد زاد عدد الخريجين وعرفوا البعثات إلى الخارج، مع وجود جاليات أجنبية مؤثرة ومندمجة أحياناً. وتخترق بذرة التحضر والتمدين بسرعة تحصينات التريف والبداوة. وكان الافندية - بالمعنى الايجابي للكلمة أي الفرد الحديث - هو طليعة للتغيير رغم ضعف تكوينه الفكري نسبياً وعدم قدرته على الذهاب في مواجهة القديم حتى النهاية. حتى ولو بحكم الحتمية التاريخية. قام الافندية أو الخريجون بخلخلة القديم حتى ولو ظاهرياً وشكلياً وبتردد. بدأوا في نقل قيم جديدة ومختلفة. فهم يلبسون بطريقة مختلفة تميزهم عن الآخر تشى عن جديد ما. وكانت معاركهم كثيرة ومعقدة وتبدو الآن مضحكة. فقد كان تحول الافندي إلى أن يحلق رأسه «الكارى» وليس صلعة نمرة واحد، كان يفرض عليه ان يحدد وضعه في سلم قيم الذكورة والفروسية والخشونة والتحمل. وهذا ما حدا بفتوات ان يفرضوا تصنيفهم المعروف في الحفلات: النسوان والافندية في الجهة دى والرجال بى هنا! كان الافندي يحاول ان يفرض قيماً ومظاهر جديدة للرجولة والضكرنة مثل الانضباط في مواعيد العمل وتجويده، وقضاء حاجات الآخرين بالاضافة للتهذيب والنظافة. ولكنه لم يستطع في حالات كثيرة وللمفارقة بعد نصف قرن من الزمان يكاد يسود رأي يرى في كل تلك القيم ما يسمى بالحنكشة. وأصبح على المرء ألا يكون نظيفاً وألا يبحث عن طعام صحي أو ماء نقي أما استخدام كلمات مثل من فضلك، أو لو سمحت وشكراً، فستجر عليك شكوكاً تضعك في موقع بيني أو بين الرجولة والانوثة
                  

06-18-2008, 03:54 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    عزيزى ابراهيم
    الشكر والتحيّة على المرور والمشاركة
    كتب:

    Quote: الاخ طلعت سعدت جدا بهذا المقال الذي لا يقل جمالا عن كلمات
    تلحن ...وتغذي فينا روح احترام المبدعين ...وهو مقالا يشكل سردا
    تاريخيا رائعا ...لمعاناة الانتلجيسيا السودانية في تغير الواقع...
    يطوف بنا لشباب الاربعينيات والخمسنيات اكاد اراهم ...وبازياءهم ومستويات
    شعورهم

    المقال حقيقة يتطرّق لمعاناة الانتلجنسيا وجل المعانى التى كان يتغنى بها المرحوم عثمان حسين ويرسلها راديو امدرمان عبر الاثير بتلك الذبذبات الصوتية العذبة كانت تتعارض بشكل كبير مع قيم المجتمع الابوى البارترياركى، لكن كما لاحظ د.حيدر فى مقاله، لم يستطع هذا الافندى الذهاب بالتحديث اشواطا بعيدة والنتيجة انه حدث ترييف للمدن لاسباب متعددة منها الثقافى والاقتصادى، المدهش ان د.حيدر يضع سيادة مفهوم( الحنكشة) كمعيار لتلك الهزيمة القاسية التى تلقتها الحداثة بعد ستة عقود من الاستقلال، فالنظافة الشديدة والاناقة للرجل ربما كانت حنكشة واهم من ذلك فان استعادة العلاقة مع (عازة) بشكلها الانسانى وبالشكل الذى تغنى به الراحل، فى مظهرها العام حنكشة!!!!
                  

06-18-2008, 05:26 AM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    الاستاذ حيدر ابراهيم كتب عن وجدان باكمله صاغه رئيس جمهورية الغنا فى السودان

    الاستاذ عثمان حسين .. الله يرحمه وبغفر له ويجعله من اصحاب اليمين
                  

06-18-2008, 05:34 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: jini)

    العزيز ناظم
    كيف الاحوال يارجل، ارجو ان تبلغ الدكتور عاطر تحياتنا
    لا استغرب فى سقوط الرجل غمران كما حكى د.حيدر، خاصة اذا قرأنا الحدث مقرونا بالجزء التالى من المقال وحكاية العالم الجميل الموازى الذى منحه الراحل المبدع عثمان حسين



    يعتبر عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعياً لأنه منح المثقفين آذاناً جديدةً مجلوة تتذوق النغمة والكلمة. والأهم من ذلك ساهم في منحهم الخيال وكانت هذه هي دعوة السورياليين في بعث الجمال. وكان المثقفون في تلك المرحلة الانتقالية المعقدة الأكثر حاجة إلى التحليق والتهويم في سماوات الخيال بقصد عالم موازٍ لعالمهم المقيد والقامع والمكبوت. فقد كان الاحباط والخيبة يلاحقانه ويملآن عليه أقطار حياته: الأسرة الممتدة في قمتها سلطة أبوية مطلقة، والنظام التعليمي التلقيني غير الخلاق وغير المبتكر وممارس للقمع والعقوبة، والعمل في خدمة مدينة خبيثة وكئيبة، وفي النظام الأسري الزوجة المختونة والحبوبة التي لا تقهر. ومازال المجتمع ينظر للأفندي أو المثقف باستهجان وريبة وتستمر علاقة الحب ـ الكراهية فهو يحترم تعليمه ولكن يضيق بخروجه وتمرده ويحمله تهمة تخريب الأصول المجتمعية. فالفن انقاذ للعالم، وهنا قام عثمان بدوره في الانقاذ ببناء العالم الموازي. وأمسك بأيديهم إلى الوكر المهجور، والقبلة السكرى، والنجم والمساء، وربيع الدنيا، والفراش الحائر وغيرها وغيرها. كل هذه مرابع وأماكن وأحوال لا وجود حقيقي لها في المليون ميل بؤس مكعب، ولكن عثمان حسين جاء إلى المثقفين المنبتين بالخيال ورفعهم إلى الأعالي. لذلك احتفظ أغلبهم بالتوازن، رغم أن البعض رفض العودة إلى الواقع ووجد في الخمر أو العزلة أو التصوف مهرباً. وعندما يكون في الخيال يرفع عنه القلم لأنه خارج وضع التكليف. لذلك غنى للمثقفين:ـ
    الهوى دائي ودنياي وديني، أو لولا ربي وجهنم لعبدتك وسجدت بين إيديك


    واذا عرف السبب بطل العجب!
                  

06-18-2008, 05:55 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: أعجبني في المقال أن حيدر خفف من حدة نقد قديم قال به في فئة المثقفين السودانيين (الأفندية)، فقبلا كانو (في وجهة نظره)يخلون من الإبداع ويتدني لديهم الوعي بذاتهم (كمثقفين)

    الاخ Nasr
    تحيّة لك على مرورك
    حكاية العالم الموازى والخيال الذى منحه المبدع عثمان حسين طيب الله ثراه ، كفيلة بحشد روح المحبة وهى طاقة جبارة محفّزة على المواجهة والتغيير بعكس الكراهية التى تقود فى الغالب الى الخمول . المشكة فيمن لم يستطع المحافظة على التوازن بعد ارتقائه لذلك العالم الموازى هنا :
    Quote: رغم أن البعض رفض العودة إلى الواقع ووجد في الخمر أو العزلة أو التصوف مهرباً


    ايضا كتبت:

    Quote: أتمني أن يدلو بشري الفاضل بدلوه في هذا البوست


    ياريت
                  

06-18-2008, 06:06 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: جاءت الرومانسية أو الرومانتيكية في أوربا مع أفول النظام القديم، فالرومانسية روح جديدة. وهكذا كان الحال في السودان، فقد كان عثمان حسين وكوكبة شعرائه من بازرعة وقرشي محمد حسن والسر دوليب وصلاح أحمد محمد صالح وعوض حسن خليفة وحسين عثمان منصور وعبد المنعم عبد الحي ومحمد يوسف موسى والزين عباس عمارة، هم الذين رفدوه بالكلمات الحديثة التي تتغنى بحب الروح والوجدان بعيداً عن التغني بالشحم واللحم والأرداف الثقيلة التي يستحيل على صاحبتها أن تمشي خطوتين. وبشّر عثمان حسين الأفندية أو الخريجين بقلوب جديدة:ـ
    ... في القلوب لما بترد أي طارق أي زائر
    شايلة هم الدنيا زادها
    ماليه كل الكون مشاعر.
    وهذه القلوب لأنها كبيرة وعامرة بالإنسانية فهي قوية وصامدة لا تنقطع ولا تغرق في الهموم (يوم قسموك يا هم كتبوا عليك اسمي) فهي قلوب متفائلة ومستقبلية حتى الفراق، ما لا يقتلني يقويني لذلك الفراق في أغاني عثمان حسين لا يعني نهايات ولكنه بدايات من نوع آخر، يغرد:ـ
    إفترقنا كل واحد في طريقه
    أنا ضايع وإنت مخدوع بالأماني
    كل زادي في ضياعي قلبي مفتوح للأحبة
    للجمال الأشجى روحي وفي شعوري سحره شب
    ورسالة فن سامي تدعو للخير والمحبة


    امين صديق
    تحياتى
    اهديك الجزء اعلاه من المقال على ان اعود لمداخلتك مرّة ثانية
                  

06-18-2008, 06:07 AM

Hatim Alhawashai


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    رحم الله أبو عفان بقدرُ ما أعطى, كان جيلا من العطاء والابداع
                  

06-18-2008, 06:16 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: Hatim Alhawashai)

    Quote: المرثى هو الذى يممون الراثى ويلهمه
    رحم الله الراحل المقيم
    جنى [/QUO

    مرحب بيك جنى
    كلامك فى محله لذلك جاء المقال بهذا المستوى من العمق و الابداع والمتانة .... وربما التروى ايضا
    ويبدو أن د. حيدر يعى تماما معنى ان يأتى المقال فى رثاء المبدع الراحل عثمان حسين وكأنما هو رثاء للحداثة كلها ...
    فى السودان ...هو كذلك فعلا
    ولذلك كتب

    Quote: هذا المقال ليس مرثية لعثمان حسين بقدر ما هو محاولة لتخفيف الفقد وألمه بتحويله إلى كتابة. وهذه أيضاً من تربية عثمان حسين: متعة الخيال وبناء العالم الموازي والمضاد للقبح والركاكة والعادية الذي نعيشه الآن والذي نختنق فيه، لولا قبسات عثمان حسين وأقرانه من المبدعين.
                      

06-18-2008, 06:47 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    الاخ HAMZA
    نعم رحم الله الفنان المبدع عثمان حسين رحمة واسعة ونسأله تعالى ان يتقبله تقبل حسن بقدر ما قدّم من عطاء
    تشكر على المرور والمشاركة، اهديك هذا المقطع منقول من (الصحافة) حول الموضوع نفسه للكاتب عبد العزيز حسين الصاوى:

    Quote: في الموضوع الغالب علي الانتاج الغنائي وهو الحب كتب عثمان حسين ورفيقه حسين بازرعه بالقلم والنغم سيرة جديده شكلت عواطف وخيالات الجيل الطالع بعد الاستقلال مباشرة من معاهد التعليم ومن تجارب مختلفة في الحياه والتفاعل مع العالم الخارجي بالمقارنة لجيل ابائهم وجدودهم. في أغان مثل "القبلة السكري " " والوكر المهجور " صورة للعلاقة مع الحبيبه تختلف تماما عن صورة العلاقة في غناء الحقيبه والجيل السابق، وحتي لدي احمد المصطفي من الجيل اللاحق لها مباشرة. الحبيبة التي توصف من بعيد في الحقيبه تغدو موضوعا اقرب لغزل حيي وخجول عند احمد المصطفي يراعي حدود المسموح به اجتماعيا وقتها، ولكنه غزل في بنات مدينه اكثر حداثة، من اسمائهن ( محاسن وبثينه ) ويرتدن ( بيت الخياطه والسينما). لدي الثنائي بازرعه- عثمان حسين وايضا قرشي محمد حسن، تتحول الحبيبه الي كائن اكثر قربا، قربٌ ملموسٌِ احيانا لمسة الساعد والشفتين يكاد يصل حدود إلايروتيك. مع هذا الفرق في صورة الحبيبه يتمشي فرق في طبيعة الصوت والحنجره. احمد المصطفي صوت رقيق هادئ يوحي بالوقار والاحترام مشّكلا بذلك، وبجماع شخصيته كما يبدو، رافعة وتمهيدا ضرروين للنقلة التي احدثها عثمان حسين : الصوت هنا عالي النبره منطلق، جرئ كما محتوي الغزل نفسه. ولاتتوقف النقلة عند هذا الحد فالاهم في تقدير هذا المقال هو نقلة التأليف الموسيقي. في " الفراش الحائر " يمكن ان تلمس بذور هذه النقله في مايمكن اعتباره حواراً بين الالات الموسيقيه، خطوة نحو التأليف والهارموني حيث تؤدي كل اله دورا معينا كما ظهرت تلك النقله بشكل مختلف في اعمال اخري مثل " في محراب النيل" بعد فترة بدا فيها ان عثمان حسين تخلي عن هذا التوجه. فأذا اعتبرنا الكاشف، وفق الاجماع السائد، مفتتح عصر الاوركسترا السودانيه هل يمكن اعتبار عثمان حسين مفتتح عصر التأليف الموسيقي السوداني؟
                  

06-18-2008, 08:08 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: رحم الله أبو عفان بقدرُ ما أعطى, كان جيلا من العطاء والابداع

    الاخ حاتم
    التحية لمرورك
    رحمه الله رحمة واسعة
    قياسا الى فرص التعليم الضئيلة التى نالها فان الرحل كان معجزة

    Quote: ظاهرة عثمان حسين أقرب إلى أن تكون خارقة ومعجزة. فذاك الفتى الذي أتى مع أسرته يسعى إلى المدينة التي كانت مثل النداهة للقرويين تغريهم بالفردوس الأرضي وأن يفارق الكد والرهق والطورية وشق الجداول. ولم يستطع أن يتسلح بالتعليم الجديد إذ وقفت الرياضيات ـ حسب إفادته ـ عقبة أمام استمراره، فامتهن الترزية. وبعد زمن يلحن ذلك الفتى: محراب النيل، فكيف يعقل ذلك؟ من أي وادي عبقر أتاه هذا الإلهام. يردد الشاعر محمدالفيتوري دائماً: الشعر هبة من عند الله! لذلك لا سؤال. فعثمان حسين في محراب النيل يبدع سيمفونية دون أن تكون له أي معرفة بقواعدها وأصولها. ففي مدخل الأغنية يضعك اللحن في قلب معبد فرعوني هائل ورهيب، ثم بعد ذلك تتابع حركات النيل وتقلباته وجريانه. ولا يسمح المجال بمثل هذه المتابعة كما أنني متذوق عادي فهو يحتاج لجهود الدارسين في معهد الدراما والموسيقى. فهو كما قال الأخ مرتضى الغالي: «أكاديمية أهلية» خرجت منها ألحان جل من ألهمها» (أجراس الحرية 9 يونيو 8
                  

06-18-2008, 10:31 AM

فضيلي جماع
<aفضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: تختلف رومانسية عثمان حسين عن رومانسية أوربا الصفراء المحبة للموت والمعاناة والحزن المقيم، لذا يعتبر عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعياً لأنه منح المثقفين آذاناً جديدةً مجلوة تتذوق النغمة والكلمة. والأهم من ذلك ساهم في منحهم الخيال وكانت هذه هي دعوة السورياليين في بعث الجمال. وكان المثقفون في تلك المرحلة الانتقالية المعقدة الأكثر حاجة إلى التحليق والتهويم في سماوات الخيال بقصد عالم موازٍ لعالمهم المقيد والقامع والمكبوت.

    الأخ طلعت الطيب، أحسنت إذ نقلت هذا المقال الرائع للمفكر السوداني ، أستاذ علم الإجتماع ، الدكتور حيدر إبراهيم علي. كعادته كان حيدر موضوعيا وسلسا في تناوله لظاهرة استمرارية حياة المبدع عبر فنه/ إبداعه من خلال تناوله لظاهرة النغم الخالد عثمان حسين. بتركيزه على اقتران فن عثمان حسين ببزوغ نجم الأفندي المتعلم صاحب الوظيفة ..الأفندي الذي كان العمود الفقري للطبقة الوسطى أعطى حيدر المقال قيمة بحثية كبيرة. بيد أني أعبت عليه تجاهل اقتران ظاهرة عثمان حسين بالشخص العادي (العامل والمزارع وحامل صندوق الورنيش وصبي المقهى وغيرهم من قطاع الهامش الكبير الذي جاء من صلبه عثمان حسين نفسه). كانت اغنيات عثمان حسين غذاء الروح لجمهور يعيش رزق اليوم باليوم وكثيرون منهم لا يفكون الحروف ولا يعرفون الواو الضكر، لكنهم يحفظون (أنا والنجم والمسا) و (كل طائر مرتحل عبر البحر) و(ما بصدقكم) وغيرها من قمم التطريب التي كتبها شعراء مقتدرون هم نتاج تلك الفترة التي كانت فترة تحول في المزاج العام.. فترة خروج الناس من الماضي أوالركون إليه والتطلع نحو فجر جديد مختلف. تلك كانت -باعتقادي- نقلة كونية في أدوات التقدم وفي طليعتها الفعل الثقافي. وفن التطريب الراقي عمل ثقافي متقدم لذا لم يكن حكرا لطبقة بعينها - وإن ساهمت فيه الطبقة الوسطى - طبقة الأفندية- واستوعبته بشكل أفضل.
    أصبحت أغنيات عثمان حسين -الفتى القادم من مجتمع الكادحين من مقاشي (إحدى قرى الشايقية في الشمال النيلي) - أصبح ظاهرة ثقافية بحجم الوطن، تتماهي تلك الظاهرة حزنا ورجاء من جنينة تاج الدين في أقصى الغرب إلى سواكن عثمان دقنة في الشرق ومن حلفا دغيم في أقصى الشمال إلى كايا في أقصى الجنوب. ولم تكن تلك النقلة النوعية العظيمة ممكنة لو لا أنها في حد ذاتها نتاج التطور المعرفي للإنسان بعد حربين كونيتين وبعد تنامي حركات التحرر العالمي ضد الاستعمار. لم يكن عثمان حسين إذن موهبة مقروءة بمعزل عن واقع كوني متحرك آنذاك.فالرومانسية نفسها كانت تطرح نفسها عالميا كفعل معرفي ووجداني متقدم (ضد الكلاسيكية).
    سيظل عثمان حسين علامة فارقة في وعينا الفني وتراثناالثقافي ما دام في المليون ميل مربع حياة.
                  

06-18-2008, 10:37 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: اتضح بعد سنين طويلة أن السودانيين عاشوا مفارقة ومأساة، فقد ركنوا بحبور إلى أنهم شعب مسيس ومهتمون بالسياسة أكثر من شعوب المنطقة التي يعيشون فيها. وكانت النتيجة أنهم أهملوا الثقافي والاجتماعي والانتاجي، وفي النهاية ظهر جلياً أنهم لا يعرفون شيئاً في السياسة ولا في الاحتجاج ولا المعارضة. فقد جاء متسلطون استخدموا أساليب لم يعرفها السودانيون في كل التركيات السابقة، اخترعوا اشكالاً من التخويف والترهيب والترغيب والاغراء والإفساد بحيث حوّلوا الانسان السوداني إلى انسان آلي منوّم. هذا التسييس الفائض والمتضخم لم يمكن المثقفين السودانيين أو النخبة السودانية من رؤية جوانب أخرى في تطورها نحو الحداثة والتحديث والتغيير الاجتماعي والثقافي فقد رأوا في قيام مؤتمر الخريجين قبل سبعين سنة انجازاً سياسياً ووطنياً رائعاً ولا يضاهى. وغابت عن رؤيتهم مظاهر حداثة أخرى تمثلها مؤتمرات خريجين أخرى لم يكن لها نفس التنظيم والشكل ولكن لديها نفس الأهداف والغايات. وفي هذا المعنى مثّل عثمان حسين مؤتمر خريجين إبداعيا، فقد كان رجلاً يساوي أمة (أظن القول لإيمرسون، غير متأكد). فإذا كانت مهمة مؤتمر الخريجين أن يغرس في السودانيين وعي كيف ينظمون أنفسهم ويقاومون الاستعمار وبيّن لهم الطريق إلى البرلمان. فقد بيّن عثمان حسين لهم الطريق إلى الجمال والذوق والاحساس الرفيع، وسعى لكي ينبت في دواخلهم الرقة بغير ضعف أو وهن، والتغني بالحب والمرأة بلا إبتذال أو دونية واستغلال، وأن ينقلهم من جلافة الريف والبداوة ويساعدهم في أن يكونوا طبقة وسطى صاعدة تحاول الا يكون تعليمها مجرد قشرة خارجية.
    لم تكن السياسة وحدها قادرة على ملء وإزهار روح ووجدان الخريجين، فقد قدم لهم المؤتمر الشهير بعضاً قليلاً من إرضاء الذات والشعور بالقيمة كمواطنين والنضال من أجل تحقيق الحرية والكرامة. ولكن ليس بالسياسة وحدها يحيا الإنسان. وجاءت ظاهرة عثمان حسين وكان رجل الوقت - كما يقول الصوفية.فالخريج أو الأفندي صاحب التعليم المدني الجديد وليس الديني التقليدي وساكن المدينة النابتة وسط القيم الريفية والعقل المحافظ، كان في حاجة إلى غناء وفن جديدين، ولأن الغناء والألحان والموسيقى هي أهم الفنون والأقدر على الانتشار والتي يزداد عليها الطلب، كان عثمان حسين هو الفنان المنتظر الذي سيملأ الآذان طرباً وكلاماً شفيفاً بعد أن ملئت رتابة ومللاً. فالمجتمع في حركة وحراك جديدين، وكان من الطبيعي أن تهتز القيم والأذواق والسلوكيات، وأن تعيش حالة انتقال غير ثابتة ولم تتمكن بعد، ولكن المهم أن القديم نفسه لم يعد ثابتاً ولا مهيمناً.


    عزيزى امين صديق
    من المعروف ان العادات والقيم والمعتقدات وكل الممارسات الثقافية هى متكاملة بمعنى ان التغيير فى واحدة منها يقود الى تغييرات فى اخرى. احد مصادر الضغوط الثقافية ينشا بين الثقافة كواقع موجود وتلك المثالية والمتخيلة بضم الميم وكذلك الصراع او الضغط الذى ينشأ بين الثقافة السائدة وتلك الجديدة الناهضة. فى ذات الوقت فان انتاج الفن الذى يحوز على القبول هو عملية اجتماعية تعكس اشكال الواقع الاجتماعى المحيط. ولاحداث اي تغيير فى واقع ثقافى ما لا بد من ان يحوز التغيير المذمع على القبول بمعنى ان يتواءم مع العادات والقيم السائدة. هنا تأتى أهمية مشروع الاستنارة الهادفة الى احداث تغيير ما فى القيم لاحداث ذلك التقبّل وبالتالى التغيير المطلوب نحو الحداثة. لا بد من التحرر من كوننا حيوانات سياسية ، التحرر من استبطان اننا سجناء للثقافة فعلى العكس مما قاله ماركس فان الثقافة ليست انعكاس فقط للوجود الاجتماعى وهى لا تخلقنا فقط ولكننا ايضا نخلق الثقافة، صحيح ان الثقافة الموروثة تحدد خياراتنا ولكنها لا تتحكم فينا بشكل كلى.. من هنا تأتى الاهمية البالغة للنضال على جبهات الفن والثقافة جنبا الى جنب مع جبهة السياسة فى هزيمة ثقافة وقيم المجتمع الريفى المحافظ الجامدة واستشراف آفاق الحداثة. قيم الحداثة التى تغنى بها الراحل عثمان حسين كانت ستجد حظا افضل فى التغيير لو تبنتها الجماعات ، لذلك تحدث المقال عن خلخلة القديم مع انعدام القدرة على التجاوز النهائى له وقد أشار فى هذا الشأن الى ان ذلك يعود الى ضعف التكوين النفسى والفكرى لدى الافندى. والى عدم قدرة الافندى على مواجهة القديم حتى النهاية حتى ولو بحكم الحتمية التاريخية، ودعنى اضيف تغييرا على صياغة الدكتور لتكون (وبسبب من تلك الحتمية كان عجز مشروع الحداثة والتحديث قد منى بالفشل لانه اصاب مسالة ترقية التكوين النفسى والفكرى للافندى فى مقتل للدرجة التى جعلها قضية ثانوية تتم بعد انجاز التغيير باستلام السلطة السياسية) .
                  

06-18-2008, 11:10 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    Quote: عدت بعد غياب طويل وفي اليوم التالي استيقظت باحساس غريب وغير مريح ران على نفسي منذ الصباح. ونسميه في الشمالية «اللارو» - أظنها كلمة نوبية - وهي كلمة نفسية أكثر منها ذات دلالة لغوية. ويعني جوها العام أن المرء سيسمع خبراً مزعجاً وحزيناً أو بكلمات مباشرة الخبر عن شخص عزيز. وبالفعل في ظهيرة يوم السبت اتصل بي من يخبرني أن عثمان حسين توفى، والدفن الساعة الرابعة بمقابر فاروق. وشعرت بأن جزءاً كبيراً من روحي وروح جيلي قد سقط في العدم والسديم، وأن أحد أقارب الوجدان والمزاج والنفس قد غادر العائلة التي نستظل بها، وهو فقد يتجاوز أحيانا حزن أقارب الدم والنسب. وقد كان عثمان حسين أباً روحياً ضم في جناحيه الباحثين عن الجمال والسمو وإتزان فوضى الحياة في مجتمع عالمثالثي متخلف وكئيب، ورب أبٍ لك لم تتزوجه أمك. وغمرني الحزن تماماً وتذوقت في لهاتي شيئاً مثل طعم الرماد، وفي مثل هذه الحالة لن تنقذك الدموع إلا أن تجهش بالبكاء. فأنت تشعر وكأن الكرة الأرضية قد سقطت أمامك. ووقفت عاجزاً عارياً من أي أدوات للصبر والجلد والتحمل، وفي نفس الوقت لا تجدى الانفعالات الهستيرية فتيلاً. وتساءلت كيف السبيل للسلوك العادي؟ وانقذني محمود درويش ببعض مقاطع الجدارية في مواجهة الموت، حيث يقول:-
    هزمتك يا موت الفنون جميعها
    هزمتك يا موت الأغاني في بلاد الرافدين.
    مسلة المصري، مقبرة الفراعنة.
    النقش على حجارة معبد، هزمتك وانتصرت
    وأفلت من كمائنك الخلود.
    فأصنع بنا، وأصنع بنفسك ما تريد!
    بالفعل ستهزم أغاني عثمان حسين الموت، لأنها ستظل تملأ أركان هذا الوطن الصحراوي، حتى في غاباته، بالشجو والنغم والخيال والمتعة التي نستلها من ذابلات الورود. ويهرب عثمان حسين من الموت لكي يختبئ في أغنياته وألحانه وسيظل خالداً إلى أن تطوى هذه الأرض ومن عليها. فالعمر الفيزيقي لعثمان حسين حتماً كان لابد له من نهاية، ولكن ينطلق العمر الروحي مخترقاً الدهر وملامساً للأبدية.


    سقوط روح جيل فى العدم والسديم بعد رحيل المبدع عثمان حسين حقيقة وواقع . بل يجوز لنا القول بتلاشى راديو امدرمان تماما .. فيا لفداحة الفقد و يا لطعم الرماد
                  

06-19-2008, 02:30 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    اعتقد ان البوست لم يستنفذ اغراضه بعد ولهذا قمت برفعه
    مداخلتى القادمة حول د. حيدر واستخدامه لللغة كأهم رمز للثقافة ومقدرته الخلاقة على خلق المعانى والصور فى هذا المقال
                  

06-19-2008, 04:41 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    عزيزي ... طلعت ... تسلم,

    إختيارك يشبهك ويحمل ملامحك,

    موضوعة تفرك الإحساس وتستنبت المشاعر,

    عثمان حسين ... مؤتمر الخريجين الإبداعي,

    د. حيدر ابراهيم ... وجليل عالم فى نبضنا.

    فضيلي جماع ... وعصارة قلب مهرود ... ومنيع.


    فبالله { أمنع } هذا البوست من مداهم الأرشفة,

    لنعود سيرة الفقيد ... بإستحقاق أرفع.


    مع مودتي
                  

06-19-2008, 05:22 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: HAYDER GASIM)

    أستاذنا فضيلى
    مجرد وجودك فى هذا البوست شرف كبير
    اعود لاحقا للتعليق على مداخلتك القيّمة والقيّمة جدا
                  

06-21-2008, 05:56 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم يكتب فى (الصحافة) عن الراحل عثمان حسين (Re: طلعت الطيب)

    كتب الاستاذ فضيلى جماع:

    (لأخ طلعت الطيب، أحسنت إذ نقلت هذا المقال الرائع للمفكر السوداني ، أستاذ علم الإجتماع ، الدكتور حيدر إبراهيم علي. كعادته كان حيدر موضوعيا وسلسا في تناوله لظاهرة استمرارية حياة المبدع عبر فنه/ إبداعه من خلال تناوله لظاهرة النغم الخالد عثمان حسين. بتركيزه على اقتران فن عثمان حسين ببزوغ نجم الأفندي المتعلم صاحب الوظيفة ..الأفندي الذي كان العمود الفقري للطبقة الوسطى أعطى حيدر المقال قيمة بحثية كبيرة. بيد أني أعبت عليه تجاهل اقتران ظاهرة عثمان حسين بالشخص العادي (العامل والمزارع وحامل صندوق الورنيش وصبي المقهى وغيرهم من قطاع الهامش الكبير الذي جاء من صلبه عثمان حسين نفسه). كانت اغنيات عثمان حسين غذاء الروح لجمهور يعيش رزق اليوم باليوم وكثيرون منهم لا يفكون الحروف ولا يعرفون الواو الضكر، لكنهم يحفظون (أنا والنجم والمسا) و (كل طائر مرتحل عبر البحر) و(ما بصدقكم) وغيرها من قمم التطريب التي كتبها شعراء مقتدرون هم نتاج تلك الفترة التي كانت فترة تحول في المزاج العام.. فترة خروج الناس من الماضي أوالركون إليه والتطلع نحو فجر جديد مختلف. تلك كانت -باعتقادي- نقلة كونية في أدوات التقدم وفي طليعتها الفعل الثقافي. وفن التطريب الراقي عمل ثقافي متقدم لذا لم يكن حكرا لطبقة بعينها - وإن ساهمت فيه الطبقة الوسطى - طبقة الأفندية- واستوعبته بشكل أفضل.)
    نعم استاذ فضيلى كانت اغنيات المرحوم غذاء الروح لجمهور يعيش رزق اليوم باليوم وقد كانت تلك الفترة فترة تحوّل فى المزاج العام ، ولكنى اعتقد ان استاذنا حيدر قصد التركيز على طليعة التغيير، الحقيقة هى ان المثقف او الافندى (بالمعنى الايجابى) هو طليعة التغييرفيما يتعلق بالحداثة والتحديث - تلاحظ حتى قيادة الاحزاب التى تتحدث عن الطليعة العمالية مثلا تضع على قيادتها الافندى(البرجوازى الصغير)وحتى حينما تصعّد العمال انما بفعل ثقافتهم ومعرفتهم وليس (نقاءهم الطبقى) فالمرحومان قاسم والشفيع قد أهلتهما( ثقافتهما) لقيادة الحزب الشيوعى فى الاساس. الطليعى والمثقف هو الحامل البشرى القادر على التبشيربالقيم الثقافية الجديدة جنب الى جنب مع السياسية وذلك حتى يحدث التحوّل المطلوب نحو التحديث والحداثة..جدير بالذكر ان معركتنا فى الاساس موجهة نحو ثقافة المجتمع الابوى الوصائى وهو مجال خصب جدا يمكن ان يلعب فيه الفن الدور المطلوب، لكن الثقافة الناهضة لن تتمكن من منازلة القديم دون ان تجد القبول من المجتمع وهو الدور الذى تنهض به عادة هذه الطلائع ، انها تلعب دورها فى تهيئة المجتمع لذلك التقبّل.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de