|
أبناء الشوارع - مقال آمال عباس ج(الصحافة)
|
أبناء الشوارع آمال عباس
نقلاً عن (الصحافة)
[email protected] لم تكن الايام عادية في زمان السودان هذا.. الايام غير عادية ونحن نقوم من مأساة لنقع في اخرى.. مايو منذ تلته الاول تمزقت احاسيسنا بفعل مغامرة خليل ابراهيم وتلتيه الاخيرين مع الغلاء والمغالطات والمبادرات والعذابات المتلاحقة مع ما يجري في دارفور وفي ابيي.. وجاء يونيو ومع تلته الاول كانت كارثة طائرة الخطوط الجوية السودانية التي ابكتنا بدموع كثيفة.. زرفناها على شهدائها وعلى اخفاق الادارة.. إدارة الأزمة التي ظلت متضاربة المعلومات والبيانات حتى تحدثت عن مفقودين في حادث تم في مطار الخرطوم.. ونناشد الذين غادروا الطائرة بأن يبلغوا عن انفسهم لتجعلنا نقع في اعماق الحيرة في سهولة مغادرة مطار الخرطوم.. اين إدارة المطار. ? المهم بالرغم من ان الايام غير عادية إلا اني رأيت ان انقل صورة يوم بالتحديد.. شوارع الخرطوم التي تعج ارصفتها كالعادة بالمارة والمتفرجين.. ويختفي شارع الاسفلت الطويل تحت عجلات العربات الكثيرة والتي اعجب كل العجب من انها تملأ الطريق بهذه الكثافة مع واقع غالبية الناس البائس.. ? واجهات المحلات تطل بكل وسائل الاغراء تلفت انتباهك ولو كنت مصمما على عدم الشراء وعدم الالتفات اليها.. كل شيء براق ولماع في محلات الخرطوم ذات العمارات الزجاجية.. لكن من الذين يستطيعون الشراء. ? كنت اسير على الرصيف.. تصطرع افكاري وخواطري وانا اتأمل في وقع خطوات الناس.. كلهم يسيرون في ايقاع غير منتظم وجوههم عابسة عيونهم تنظر الى لا شيء.. قلت في نفسي ربما استفزتهم حاجيات السوق المعروفة ولسان حالهم يقول (العين بصيرة والايد قصيرة) وغرضي محدد وهو شراء كتاب.. كتاب محدد فقدته من مكتبتي واردت ان اجدد الاحتفاظ به.. واتجهت الى المكتبة وهالني سعر النسخة ولكن لم استغرب فالدواء في السودان رفع عنه الدعم ناهيك عن المعرفة وتحسست محفظتي ومضيت حزينة. ? (حرامي.. حرامي) كان صوت مجموعة من الناس يطاردون طفلا.. أي والله طفل لا يزيد عمره عن التاسعة بأي حال من الاحوال.. وقفت.. وقفت هذه المرة تخنقني العبرات. 2 الطفل نحيل الجسم بائس المظهر يكسو وجهه الصغير شحوب الحاجة قابض على يديه بكل قوة بضع (تمرات) هى التي سرقها او بالاصح خطفها من امام الدكان وكان الذي كان.. ? ما كان لي ان اتكلم أو اناقش المجموعة التي تجري خلف الطفل وفي يده (التمرات) صائحة حرامي.. حرامي.. لكن انفجر في ذهني تساؤل كبير ومؤلم.. احرامي هذا الطفل الجائع الذي يخطف (تمرات) ام حرامية المحترمون الذين يمارسون هذه الجريمة تحت الالقاب والمواقع والاسماء الرنانة. ? حاولت ان التفت واحدق اكثر في وجه الطفل الذي كثرت عليه الاسئلة.. ولكن فضلت ان يظل وجهه تائهاً في الذاكرة فامثاله كثيرون ولكنهم يحملون هوية واحدة اولاد الشوارع او الشماشة.. اليوم يخطفون التمرات ولكن غداً ما الذي يخطفون وكيف؟؟ سؤال كبير يجب ان نبحث له عن اجابة ونلتفت الى الحرامية الحقيقيين عل ايام السودان ترجع الى عاديتها. هذا مع تحياتي وشكري
|
|
|
|
|
|