|
القذافي يطالب أوباما ألا يخضع لعقدة النقص كونه "أسود" فيكون أسوأ من "الرؤساء البيض"
|
القذافي يعود إلى خطابه وزيه القديمين!
تقرير: عمر الكدي- إذاعة هولندا العالمية
12-06-2008
شن العقيد القذافي هجوما لاذعا على الولايات المتحدة الأمريكية، واصفا إياها بالدكتاتورية، وذلك في خطابه الذي ألقاه يوم أمس الأربعاء، في الذكرى 38 لجلاء القوات الأمريكية عن قاعدة هويلس الجوية، التي كانت أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج التراب الأمريكي. ويشير الخطاب بلهجته الناقدة إلى تغير سياسة العقيد القذافي تجاه الغرب بشكل عام، وتجاه الولايات المتحدة بشكل خاص، وهي السياسة التي اعتمدها عام 2003، والتي سلم بمقتضاها مكونات البرنامج النووي الليبي، وأسلحة الدمار الشامل، وتخلى عن الإرهاب، وكان من أهم نتائجها عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي، وشطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأيضا شطبها من "محور الشر"، بالإضافة إلى حل قضية لوكربي، ورفع العقوبات الدولية نهائيا عن ليبيا، وعودة الشركات الأمريكية والغربية للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، وكذلك عودة العلاقات الدبلوماسية مع الكثير من الدول الغربية التي قطعت علاقاتها مع ليبيا في مطلع ومنتصف الثمانينات.
العودة إلى الزي العسكري
ليس فقط العودة إلى الاحتفال بهذه المناسبة، يعتبر رسالة إلى الغرب، وإنما عودة العقيد القذافي إلى ارتداء بدلته العسكرية، والتي فضل عليها الأزياء ا
القذافي يعود إلى لهجته وزيه القديمين لإفريقية منذ مطلع التسعينات، وكانت ليبيا قد ألغت الاحتفال بذكرى جلاء القوات الأمريكية منذ مطلع التسعينات أيضا. وفي خطابه يوم أمس، قال القذافي أن عودة الشركات الأمريكية تمت وفقا لشروط ليبيا، حيث تتحصل هذه الشركات على 10 % من الأرباح، بينما تتحصل ليبيا على 90 % منها عكس ما كان عليه الأمر في الستينات والسبعينات، ويبدو أن القذافي يراهن على فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقد خصه بفقرات طويلة من خطابه قائلا إن:
"تصريحات أخينا الكيني الأميريكي الجنسية أوباما عن القدس ودعم الإسرائيليين وتجاهل الشعب الفلسطيني، تدل على أنه إما يجهل السياسة الدولية ولم يطلع على منطق الصراع في الشرق الأوسط أو هذه كذبة على اليهود في حملته الانتخابية". وذلك ردا على كلمة أوباما أمام منظمة ايباك، عندما تعهد بأن يقدم لإسرائيل كل الوسائل للدفاع عن نفسها، كما قال أن القدس ستبقى عاصمة لإسرائيل، ويجب أن تبقى موحدة.
من الشر إلى الخير
وعلى غير عادته منذ أن توقف عن القول "(.........) في أمريكا"، انتقد العقيد القذافي باراك أوباما بطريقة تخلو من الدبلوماسية، مركزا على لون بشرته، وعلى كونه من أصل إفريقي، ومحذرا إياه من الشعور بعقدة النقص بسبب لون بشرته، مما يجعله يتصرف أسوأ من الرؤساء البيض:
"إننا ندعوه للفخر بنفسه كأسود، وأن يشعر أن القارة الأفريقية بأكملها وراءه، لأنه في حال خضوعه لعقدة النقص تلك، فإنه سينهج سياسة خارجية أسوأ من تلك التي اتبعها البيض في الماضي".
ودعا القذافي أوباما إلى تبني سياسة مؤيدة للشعوب الفقيرة والضعيفة مثل الشعب الفلسطيني، وأن يكون صديقا للشعوب العربية "الحرة"، وليس "لعملاء" واشنطن الذين تكرههم شعوبهم:
"ما زلنا نأمل أن هذا الأسود يكون معتزا بإفريقيته وبإسلامه وبعقيدته وبأنه صاحب حق في أمريكا وأن يغّير أمريكا من الشر إلى الخير، وأن تقيم العلاقات التي تخدمها مع الشعوب الأخرى خاصة مع العرب، وتتخلص من انحيازها للإسرائيليين الذي جعل المواطن العربي يكره أمريكا."
وتساءل القذافي عن برنامج التغيير الذي يدعو له أوباما، إذا كان لا يزال مصرا على دعم إسرائيل بالمليارات، وتساءل أيضا لماذا لم يقدم أوباما دعمه للعرب قائلا "لأن العرب في نظر الأمريكيين لا شيء. أذلاء. منبطحين، فلماذا يحسب حسابهم ما داموا هم في جيبه؟ لماذا يستجديهم أو يمنيهم لكي ينجح في الانتخابات؟"
لسنا كلابا
يأتي هذا الخطاب بعد يوم واحد من القمة المصغرة، التي جمعت في طرابلس قادة بلدان شمال إفريقيا، والرئيس السوري بشار الأسد، وغاب عنها الرئيس المصري حسني مبارك، والتي يبدو أنها كانت تهدف للمصالحة بين الاثنين الأخيرين على حساب السعودية، ولم يصدر عن القمة التي استغرقت ساعات محدودة أي بيان، باستثناء تصريحات العقيد القذافي، التي رفض فيها مشروع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي الاتحاد من أجل المتوسط، وهو ما يؤكد تغير السياسة الخارجية للعقيد القذافي، حيث قال القذافي:"نحن لسنا جياع ولسنا كلابا يلوح لنا بالعظام فنجرى وراءها نحن لسنا فقراء وهم المحتاجون للنفط والغاز والخامات التي تحويها أرضنا". ودعا القذافي ساركوزي طرح مشروعه على الجامعة العربية، أو الاتحاد الإفريقي، واصفا المشروع الحالي بأنه إهانة للعرب والأفارقة.
أحكام قضائية قاسية
يلاحظ أن القذافي لم يذكر الرئيس جورج بوش أو إدارته بأية كلمة في خطابه أمس، وهو ما يعني أنه يخشى من سياسة التغيير التي قد ينتهجها أوباما إذا نجح في الانتخابات، والتي قد تكون عكس سياسة جورج بوش، والتي ستركز على الاصطلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكانت الحكومة الليبية قد ألغت قد ألغت يوم الثلاثاء إشهار جمعية العدالة لحقوق الإنسان، وأيضا مركز الديمقراطية، اللذين يقف خلفهما ابن العقيد القذافي سيف الإسلام، وكانت محكمة ليبية قد أصدرت أحكاما بالسجن لمدة طويلة على 11 شخصا، كانوا قد دعوا إلى تنظيم اعتصام سلمي في قلب العاصمة طرابلس، وهو ما يعني أن العقيد القذافي لم يغير فقط سياسته الخارجية فحسب، وإنما أيضا سياسته الداخلية، بالرغم من أن تأسيس المنابر السياسية مؤخرا، قد أدى إلى تراشق بين ما يعرف في ليبيا بالإصلاحيين والثوريين، إلا أنه تراشق متفق عليه ولا خوف من خروجه على السيطرة، وقد يؤدي إلى مصالحة بين التيارين تضمن انتقال السلطة بسلاسة إلى سيف الإسلام.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القذافي يطالب أوباما ألا يخضع لعقدة النقص كونه "أسود" فيكون أسوأ من "الرؤساء (Re: Frankly)
|
Quote: وعلى غير عادته منذ أن توقف عن القول "طـــــــز في أمريكا"، انتقد العقيد القذافي باراك أوباما بطريقة تخلو من الدبلوماسية، مركزا على لون بشرته، وعلى كونه من أصل إفريقي، ومحذرا إياه من الشعور بعقدة النقص بسبب لون بشرته، مما يجعله يتصرف أسوأ من الرؤساء البيض:
"إننا ندعوه للفخر بنفسه كأسود، وأن يشعر أن القارة الأفريقية بأكملها وراءه، لأنه في حال خضوعه لعقدة النقص تلك، فإنه سينهج سياسة خارجية أسوأ من تلك التي اتبعها البيض في الماضي".
ودعا القذافي أوباما إلى تبني سياسة مؤيدة للشعوب الفقيرة والضعيفة مثل الشعب الفلسطيني، وأن يكون صديقا للشعوب العربية "الحرة"، وليس "لعملاء" واشنطن الذين تكرههم شعوبهم:
"ما زلنا نأمل أن هذا الأسود يكون معتزا بإفريقيته وبإسلامه وبعقيدته وبأنه صاحب حق في أمريكا وأن يغّير أمريكا من الشر إلى الخير، وأن تقيم العلاقات التي تخدمها مع الشعوب الأخرى خاصة مع العرب، وتتخلص من انحيازها للإسرائيليين الذي جعل المواطن العربي يكره أمريكا."
|
| |
|
|
|
|
|
|
|