التحقيق في حادث مثل احتراق الطائرة . . لا يكون هكذا

Quote: أصوات واصداء ضرورة تشكيل لجنة تحقيق محايدة لاجراءات السلامة الجوية محجوب محمد صالح كُتب في: 2008-06-14 [email protected] ما تزال حادثة كارثة الطائرة السودانية التي احترقت في مطار الخرطوم تتفاعل خاصة بعد ان استطاع بعض الناجين ان يروي تفاصيل ما حدث داخل الطائرة ويبدو ان الاجراءات التي اعقبت وقوع الحادث اعقبها كثير من القصور لو صحت روايات الناجين من جحيم الحريق، ان اللجنة الفنية التي ستشكل بموجب قوانين الطيران المدني لمعرفة اسباب وقوع الحادث ستأخذ وقتا طويلا لكي تفرغ من عملها وهكذا الحال دائما في حوادث الطيران ولكن الشئ العاجل والذي لا يحتمل تأخيرا هو مراجعة ما حدث بعد وقوع الكارثة لمعرفة اوجه القصور التي شابت عمليات الانقاذ، فحوادث الطيران ستظل تقع في سائر انحاء العالم ولكن المهم هو التأكد من صحة اجراءات السلامة وعمليات الانقاذ فالتهاون والخلل في هذا العمل هو الذي يزيد عدد الضحايا الذين كانوا من الممكن انقاذهم. لا نشك ان الخطوط الجوية السودانية ستجري تحقيقا داخليا حول ما حدث حسب النظم المتبعة وان سلطات الدفاع المدني في مطار الخرطوم ستجري تحقيقا حول ما حدث من اجراءات على الارض في مطار الخرطوم بعد وقوع الحادث للتأكد من ان الاجراءات مطابقة للممارسات المعتمدة عالميا في مثل هذه الظروف وكل هذا بالاضافة للتحقيق الدولي في اسباب الحادث، ولكن الذي نطالب به اليوم هو تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة حول الاجراءات التي تمت بعد وقوع الحادث سواء داخل الطائرة او في عملية الانقاذ بعد ان ادلى الناجون بتصريحات توحي بقصور في تلك الاجراءات او اهمال. لقد ردد الناجون من الحادث اقوالا تشير الى انه: * كان هناك قصور في فتح كافة منافذ الطوارئ فور وقوع الحادث وان بعض الركان اضطر للقيام بنفسه بمحاولة فتح منافذ الطوارئ او كسر النوافذ حتى يخرج، فهل هذا صحيح وهل كان هناك قصور في هذه الناحية مما تترتب عليه عدم تمكن البعض من الخروج، وما هي حقيقة ما حدث داخل الطائرة في تلك اللحظات الحرجة. * هل كانت قائمة اسماء المسافرين على متن الطائرة مكتملة وصحيحة؟ احد الركاب، عمر عبد القادر البلولة، اشار الى انه فقد زوجته وابنه في الحادث وان اسميهما لم يردا في كشف ركاب الطائرة ولا في كشف الناجين او المفقودين. * كيف امكن ان يغادر بعض الركاب الطائرة ثم يغادروا المطار باكمله دون ان يوقفهم احد وقبل ان تسجل اجراءات وصولهم وخروجهم من ارض المطار مع ان المطار محروس ولا يمكن اجتياز بواباته دون علم الحراس واذنهم، فهل انعدمت الرقابة في المطار؟ * المستشفيات استقبلت المرضى واهتمت برعايتهم واعلن مديروها على شاشات التلفاز اكتمال الاستعدادات وتوفر الاخصائيين في كل المستشفيات للتعامل مع الحادث ولكن احد الناجين قال انه كان قد اجرى عملية صمام في القلب وانه افتقد الرعاية في المستشفى وان حالته تدهورت في الخامسة صباحا ووعده الطبيب المناوب بأن الطبيب الاخصائي سيحضر في الثامنة صباحا لمراجعة حالته لانه يعاني من ضعف في سيولة الدم ويحتاج الامر لاخصائي لكن لم يمر عليه اي اخصائي حتى الثانية ظهرا مما اضطر اهله ازاء تدهور حالته لنقله الى مستشفى احمد قاسم لرعايته، الم يكن مطلوبا من الخطوط الجوية ان تتابع حالة الناجين من كارثة طائرتها والتأكد من حصولهم على الرعاية الطبية المطلوبة بالسرعة المطلوبة؟ * بالنسبة للمياه الراكدة في ارض المطار لا بد ايضا من جراحة فنية مستقلة لتحديد اي خلل في هذه الناحية واثر عدم تصريف المياه وركودها خاصة وقد ردد بعض الخبراء ان هذه المياه تؤثر على عمل الكوابح عند هبوط الطائرة مما يؤدي الى انحرافها عن المدرج، واذا صح ذلك فانه يمثل خللا يشكل خطورة على سلامة الطيران. ولا نود ان نسترسل في الشكاوي التي يرددها الناجون من هول الكارثة ولكن الذي لا بد ان نؤمن عليه هو ضرورة اجراء تحقيق محايد يتولاه فنيون مستقلون لمعرفة التصرفات التي اعقبت الحادث واداء كل الاجهزة المعنية لدورها بعد وقوع الكارثة وان يتم ذلك بالسرعة المطلوبة حتى نستطيع ان نعالج اي خلل حتى لا تتكرر مثل هذه الاخطاء مستقبلا.