الذين شاهدوا فلم التايتنك صاروا ضحايا لقصة الحب والوفاء ونكران الذات في ساعة المحنة ، وخُلب المشاهدون بعقد الزفير الأزرق الذي رسا في قاع المحيط ، في هذه الساعات لا يهتم الناس بالمحافظة على المقتنيات النادرة بل المهم هو الحياة ، رفض قبطان سفينة التايتنك الخروج وعزف عن فكرة أن ينفذ بجلده ، فبقي في " العوسج " حتى طمرته المياه ، فقانون البحرية في ذلك الزمن يُعرض قبطان السفينة للمحاكمة العسكرية إن سلك طريق النجاة قبل بقية الركاب ، فهناك شيء اسمه شرف المهنة تقدسه البحرية البريطانية ، فإن هرب ربان السفينة فمن الذي يساعد الضعفاء ؟؟ ومن الذي يدل الناس على مخارج الطوارئ ؟؟ وكيف يستخدمون القوارب ؟؟ وفي أي إتجاه يسيرون ؟؟ كذلك بالمثل إذا نجا ربان الطائرة ومساعدوه فمن الذي يفتح أبواب النجاة المغلقة ؟؟ ومن الذي يرشد الركاب ويطالبهم بعدم الذعر والتحرك بسرعة وتهدئة مخاوفهم ؟؟ كارثة طائرة العاشر من يونيو سوف تظل لغزاً محيراً كما حدث في العاشر من مايو الماضي ، شهود كثر وروايات متضاربة ، لم نعرف حتى هذه الساعة كيف دخل خليل إبراهيم أمدرمان ؟؟ ومن هو المسؤول عن ذلك الإختراق ، فكما مضت أحداث العاشر من مايو كانها يوم عادي في حياة الشعب السوداني سوف تمضي كارثة العاشر من يونيو كقضاء وقدر ، وقد أفلحت الجهات المسؤولة في تبرير الحادث قبل تكوين لجان التحقيق ، فمن الساعة الأولى تواردت النظريات ، هناك من يتعلل بسوء الأحوال الجوية ، وهناك من يقول أن الإطار قد أنفجر مما جعل الطائرة تنحرف نحو اليمين ، ومحلل ملاحة مصري يرى إن الوقود إذا أنقطع عن المحرك يتسبب في حدوث إلتماس كهربائي مما يشعل الحريق ، واحد من هذه الأسباب أو كلها مجتمعة تصلح لتبرير الحادثة والتي لا نشك بأنها قضاء وقدر ، لكن التسرع في إطلاق نظريات الحدوث والطائرة تشتعل فيها النيران وهي تغص بالمسافرين أمر في غير أوانه . أنه يوم جمال الريان ، ففي هذا اليوم أستضاف كل من محمد يوسف عثمان كبر ، عبد الواحد محمد نور ، المحبوب عبد السلام ، ياسر عرمان ، وقد مضت حلقة النقاش سلسلة ومفيدة ، فقد نفض الأخ جمال ريان غبار تحيز قناة الجزيرة لحزب المؤتمر الوطني ، ولضعف كادرها البشري في السودان وقلة مقدراته الفكرية تم إنتداب الأخ جمال ريان لهذه المهمة وقد نجح في إدارة الحوار بطريقة متوازنة مما جعل الأخ عثمان كبر يهمهم ويتذمر بأنه لم يُمنح فرصةً كافية للحديث ، فهو يقيس زمن الحديث بميزان الفضائية السودانية التي تعطيك الليل كله أو ثلثه وزد عليه كثيرا . أنتهت الندوة كما أسلفنا ، وبعد تعليق الأخ جمال ريان على ثورة الأعاصير التي أجتاحت العاصمة الخرطوم ، وأظهرت كاميرة الجزيرة طاقم الفريق وهو يشد " راكوبة " من أكياس البلاستيك لحماية معدات التصوير من التلف وفجأءةً ظهر شريط الأنباء العاجل ، ومن الخرطوم سمعنا صوت الصحفي المعروف ، صاحب الجولات الفضائية ، يتحدث عن إشتعال الحريق في طائرة بمطار الخرطوم ، لا أعرف ماذا يفعل مصطفى البكري في الخرطوم ؟؟ وأظنه جاء في وفود العلاقات العامة التي يصنعها النظام ، فالكثيرون من أمثاله يملأون فنادق الخرطوم ، فهم أشبه بفريق الدعاية والإعلان ، فقد تمكن مصطفى البكري بطريقته الإسهابية في نقل كل ما يجري لقناة الجزيرة . يقول الرئيس البشير أن التقارير الحقيقية لأحداث 10 مايو أستقاها من التلفزيون السوداني ، بل هناك من وضع التلفزيون بأنه أهم سلاح أُستخدم في تلك الغزوة ، والسبب كما يقولون أن فريق التلفزيون نجح في تصوير قتلى حركة العدل والمساواة ورؤوسهم مشدوخة وأشلائهم ممزقة ، فهذا التصوير كما يقول المحللون النفسيون نجح في كسر شوكة المتمردين وأضعف روحهم المعنوية ، عرجت للفضائية السودانية لمتابعة الحدث فوجدت نفس الفريق الحربي الذي أشرف على دعاية الحرب في 10 مايو ، وقد تعامل مع كارثة عشرة يونيو بنفس الأسلوب في الحرب النفسية ، ونقل مشاهد لمصابين في مستشفى الشرطة من غير أن يراعي خصوصياتهم ، ثم بدأ المذيع في لعبة شد الحبل وهو يشير إلي أرقام الضحايا : نصف عدد ركاب الطائرة قد أستشهد أقل من نصف ركاب الطائرة قد أستشهد هناك عدد كبير من الناجين عدد الناجين 113 ، عدد الشهداء 28 ، عدد المفقودين 65 شخصاً ؟؟ هذا التفاوت الوضاح في التقديرات أشبه بالحرب النفسية ، وعبارة مفقود لا تُستخدم إلا في حالات الزلازل والإنهيارات الأرضية أو أن الطائرة سقطت كأجزاء متناثرة في سلسلة جبال الإنديز ، أو أن هؤلاء المفقودين خرجوا من الطائرة للشارع العام من غير المرور بالجمارك ، وقد كشفت هذه الكارثة أيضاً عدم وجود وسائل السلامة المدنية بمطار الخرطوم ، فقد ظهرت شرطة الدفاع المدني وهي تسخدم أسلوب بدائي في مكافحة الحريق ، حيث لا مجال للوصول إلي الأجزاء العلوية في الطائرة ، كما أن عربة الإسعاف كانت واحدة ، وهي عربة ميني باص صغيرة غير مجهزة بوسائل الإسعاف حيث يتم رمي الجرحى في داخلها كالبضاعة من غير مراعاة حالة الإصابة ، يقول خبير الملاحة المصري كابتن الدسوقي وهو يعلق على هذه الحادثة في قناة الجزيرة أن العشرة دقائق الأولى التي قضتها هذه الطائرة وهي تحترق كانت كافية لإنقاذ كآفة الركاب ، والوقت القياسي لعملية الإخلاء وإنسياب الركاب عبر الأنابيب هي عشرة ثواني وقد تم تدريب طاقم الطائرة للقيام بهذا العمل ، وبما أن كامل فريق قيادة الطائرة قد نجا من الموت ، فهذا يدل أن ترتيب الأوليات لم يشمل الركاب ، هذا هو السودان يسير من كارثة إلي كارثة ، وكما أنكشف ضعفنا في حماية أمدرمان من المهاجمين ، أتضح لنا بجلاء ونحن نشاهد طائرة الموت وهي تحترق ، وفي داخلها أطفال وشيوخ ونساء وعجزة ، في الحقيقة أننا نتفرج على جهنم ولا نحرك ساكناً ، لا نملك وسائل الإطفاء المتقدمة ، ولا نملك حتى سيارات إسعاف ، ولا نملك قول الحقيقة للشعب المرتاع ، ولا نعترف بأننا أخطأنا أو قصرنا ..لكننا إنتصرنا في كل معركة !! سارة عيسي
06-11-2008, 08:27 AM
ترهاقا
ترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8422
Quote: هناك عدد كبير من الناجين عدد الناجين 113 ، عدد الشهداء 28 ، عدد المفقودين 65 شخصاً ؟؟ هذا التفاوت الوضاح في التقديرات أشبه بالحرب النفسية ، وعبارة مفقود لا تُستخدم إلا في حالات الزلازل والإنهيارات الأرضية أو أن الطائرة سقطت كأجزاء متناثرة في سلسلة جبال الإنديز ، أو أن هؤلاء المفقودين خرجوا من الطائرة للشارع العام من غير المرور بالجمارك ، وقد كشفت هذه الكارثة أيضاً عدم وجود وسائل السلامة المدنية بمطار الخرطوم
الاخت سارة ، لك التحية
تخيلى فى مطار دولى كما يقولون ما فى عربية إطفاء ؟ وازيدك فى الشعر بيتا الطيارة دى ما مستأجرة مشترنها من الخطوط الجوية الهندية بعد إنتهاء مدة إستعمالها
ولك كل الود
06-11-2008, 08:29 AM
SAMIR IBRAHIM
SAMIR IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 01-05-2007
مجموع المشاركات: 2628
Quote: هذا التفاوت الوضاح في التقديرات أشبه بالحرب النفسية ، وعبارة مفقود لا تُستخدم إلا في حالات الزلازل والإنهيارات الأرضية أو أن الطائرة سقطت كأجزاء متناثرة في سلسلة جبال الإنديز
Quote: وقد كشفت هذه الكارثة أيضاً عدم وجود وسائل السلامة المدنية بمطار الخرطوم ، فقد ظهرت شرطة الدفاع المدني وهي تسخدم أسلوب بدائي في مكافحة الحريق ، حيث لا مجال للوصول إلي الأجزاء العلوية في الطائرة ، كما أن عربة الإسعاف كانت واحدة ، وهي عربة ميني باص صغيرة غير مجهزة بوسائل الإسعاف حيث يتم رمي الجرحى في داخلها كالبضاعة من غير مراعاة حالة الإصابة
Quote: وكما أنكشف ضعفنا في حماية أمدرمان من المهاجمين ، أتضح لنا بجلاء ونحن نشاهد طائرة الموت وهي تحترق ، وفي داخلها أطفال وشيوخ ونساء وعجزة ، في الحقيقة أننا نتفرج على جهنم ولا نحرك ساكناً
Quote: لا نملك وسائل الإطفاء المتقدمة ، ولا نملك حتى سيارات إسعاف ، ولا نملك قول الحقيقة للشعب المرتاع ، ولا نعترف بأننا أخطأنا أو قصرنا ..لكننا إنتصرنا في كل معركة !!
شكرا ليك يا اخت ساره .... وما تنسي غز الكيعان ...
06-11-2008, 08:48 AM
عمران حسن صالح
عمران حسن صالح
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 10159
رحم الله الضحايا ووالهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء عجل بالشفاء للجرحى .. نشكي لمين ان كان الخصم هو الحكم عموما اتمنى ان نسمع ان هناك جهة من داخل الدولة ومؤسساتها او الحكومة ستقود تحقيقا يحدد المسؤولية ويحاسب الجناة .
06-11-2008, 09:43 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48791
هذه الكارثة كشفت أن السلطات في المطار فشلت في إنقاذ كثير من الركاب الذين كان يمكن إنقاذهم.. أحد الناجين قال أن أحد الركاب هو الذي قام بفتح باب الطوارئ عندما عالجه ثم ركله برجله بقوة.. فلماذا لم يقم الطاقم بفتح بقية أبواب النجاة؟؟ هذا الفشل أدى في ازدحام الناس على باب واحد.. أحد الناجين قال أنه وقع وقام مرتين..
الكارثة كشفت ضعف قوات المطافئ وافتقارها لأجهزة الإطفاء الحديثة.. لقد شاهدنا محاولة الإطفاء تستخدم المياه فقط، مع أن المعروف أن الماء يعتبر غير فعال في إطفاء حرائق السوائل الملتهبة، بل يزيد الأمر سوءا.. فهناك بعض السوائل التي عندما تُرش على جسم الطائرة تمنع الإشتعال وتطفئ المناطق المشتعلة.. هناك الرغوة كما في هذا الفيديو وقد شاهدنا في التلفزيون كيف تم إطفاء حرائق الطائرات بهذه الوسيلة الفعالة..
عائدات المطار تغطي شراء طائرات تستخدم الرغوة التي تمتص الأوكسجين حتى لا يزداد الحريق ، وهناك سلم كهربائي يجعل رجال الإطفاء يرتفع عن الأرض بل بالإمكان نشر الطائرة حتى يخرج الركاب لكن السبق الصحفي وهو رؤية الناس وهي تحترق كان هو الأهم
06-11-2008, 10:16 AM
Murtada Gafar
Murtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726
لا زالت قضية طائرة لوكيربي تدفع ليبيا في تعويضاتها لأسر الضحايا وأحد رعاياها الذين أسقطوا الطائرة قابع في السجون الأوربية، ولا تزال قضية العبارة المصرية التي غرقت بالقرب من ميناء سفاجة المصري في طريقها من جدة، لا تزال تلك القضية حية ويتناولها الإعلام، في السودان لا أحد يحاسب أحد خاصة في زمن لصوص المؤتمر الوطني، لأنهم لو جنحوا إلى المحاسبة لقطع محمد يد فاطمة بنته، فهم اللصوص أنفسهم وهم من يقف وراء الصفقات الخاسرة لشراء هذه الطائرات-طائرة بورتسودان وهذه- وهم من يشيدون المباني التي تنهار حتى قبل اكتمالها وهم من يشترون السلع الفاسدة والمنتهية الصلاحية ويبيعونها للشعب. لم ولن نسمع بلجنة للتحقيق في الحادث، ولن نسمع بتعويضات تدفع لأسر الضحايا ولا الناجين منهم الذين فقدوا مقتنياتهم. فلتغلق سودانير فلا طائل من وراء وجودها.
المؤسف أن هذه الطائرة مشتراة من الهند يعني " إستخدام هنود " والفضيحة الكبيرة سوف تظهر عندما يراجع المحققون سجل الطائرة ..من ناحية الصيانة وتجديد قطع الغيار ..هناك راكب قال أن الإطار قد أنفجر ..يعني أبسط مقومات السلامة غير موجودة
06-11-2008, 11:50 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة