|
تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟
|
(*)
(*)
عندما نودي (الدكتور جون قرنق دي مابيور) , لوضع يده على أيدي القوى السياسية التي نهضت لترسي قواعد الديمقراطية الثالثة في تأريخنا الحديث , قال قولته الشهيرة دي مايو تو )... ورفض مفاوضة من إعتبرهم إمتداداً لنظام مايو الذي خرج عليه متمرداً ,لكنه قبل بهم , بعد أن صاروا في مقام المعارضة وتحالف معهم مكوناً (التجمع الوطني الديمقراطي المعارض) وهو الجبهة العريضة التي شكلت لإسترداد الديمقراطية , ذات الديمقراطية التي أعتبرها هو يوماً (مايو تو) , فكيف عاد ليناضل معهم لإستعادة ما رفضه على طبق من ذهب ..؟ , ذات التجمع الذي تسربت مكوناته الرئيسة لتشكل حكومة الوحدة الوطنية الراهنة , والتي تغيرت في تشكيلتها قوانين اللعبة القديمة وموازين القوى السياسية , لتجعل من (الحركة الشعبية) اللاعب الرئيس بعد أن كانت حركة مسلحة جهوية , إستعانوا بها لزعزعة النظام , النظام الذي أسهموا في مجيئه حين فشلوا في صياغة نظام ديمقراطي مدني متحضر يستطيع جمع كافة ألوان الطيف السياسي والإثني في السودان , ليس هذا فحسب , بل هو ذات النظام الذي كانت (الجبهة الإسلامية) التي إنقلبت عليه تشكل ثالث القوى السياسية الأكبر حجماً في تكوينه .. , فهل إستطاع هذا التجمع تحقيق شئ يحسب له , ..؟ أم أنه ساعد على إطالة عمر نظام الإنقاذ ..؟ وهل ظلت مكوناته تلعب الدور ذاته , حتى بعد وفاته وتفككه وعودة الكيانات المكونة له إلى أصلها , لتفاوض فراداً على الدوران في فلك النظام القائم , ...؟ تأريخ لن يذكره المؤرخون , فلا زالت تلك القوى تتمتع بجماهير ية (القطيع) , التي لا ترى إلا من خلال مصالح (تنظيماتها) و(مكتسباتها) , وهل إستطاع (قرنق) الذي كانوا يريدون له أن يلعب دور الزراع العسكري الذي سيعودن على فوهة بنادقه إلى سدة الحكم , هل إستطاع قلب الطاولة على رؤوسهم والإستفادة من خدماتهم , حتى كلل نضاله بأن كسب كل شئ , وترك لهم المباركة والإستمرار في حلم العودة ..؟
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-10-2008, 07:32 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
نعم.. صدق (قرنق) وكان قد تفوق على غيره من الزعماء السياسيين ,من حيث مقدرته على قراءة الواقع السياسي , (مايو تو) لم تكن عبارة ساخرة فحسب بل هي عبارة لخصت الواقع السياسي السوداني منذ فجر الإستقلال , والمراقب للخارطة السياسية السودانية , يجد أن الأنظمة العسكرية الثلاث التي جثمت على صدر السودان جاءت بعد تجربة سياسية تعددية , لم تستطع خلق موروث سياسي ديمقراطي حقيقي , والأدهى أن الأنظمة الثلاث خرجت من عباءة الأحزاب السياسية المكونة للنظام الديمقراطي التعددي وبمباركتها (جزئياً أو كلياً) , وهذا يقودنا إلى التجاسر بالقول أن أحزابنا السياسية المنوط بها ترسيخ مبادئ الحكم الديمقراطي التعددي المدني المتحضر , لا تؤمن بمبدأ الديمقراطية حين يتعارض مع مصالحها ومبادءها الأساسية , لكنها سرعان ماتعود لتتباكى عليه وتتداعى لتكوين جبهات معارضة لإسترداد الديمقراطية التي أستبيحت على أيديهم وذبحت بخنجر أحد شركاءهم في النظام الديمقراطي الذي ذهب مأسوفاً عليه وغير مأسوف , (نوفمبر الفريق عبود) و(مايو العقيد نميري) و(يونيو العميد البشير) جميعها بنات الأحزاب السياسية التي إمتلكت وزناً مقدراً بالنظام الديمقراطي الذي أتت عليه بليل .. !!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-10-2008, 08:04 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
ثمة تشابه كبير , بل تطابق مريع بين خاتمة (التجمع المعارض) للنظام (المايوي) , وسليله (التجمع الوطني المعارض) للنظام (الإسلاموعروبي) الحالي , حيث أن مسيرة التجمعين قد أخذت شكلاً واحداً تكوينا وتطوراً , من حيث القوى المكونة لكل منهماومن حيث سقف المطالب الذي يبدأ بشعار (كل شئ أو لاشئ ) , ثم يتضاءل إلى (فالتعطونا أي شئ) , بدأ سابقاً بالتهافت على (الإتحاد الإشتراكي) والمشاركة وأنتهى اليوم بالركض وراء (مجلس الإنقاذالوطني ) ووزارت (النظام) , فموروثنا السياسي لم يعلم قوانا السياسية وزعماءنا أن يستحوا , بل علمهم أن يبحثوا عن مصالحهم , و(الديمقراطية ) تظل في موسوعتهم السياسية تعنى (أن يحكمونا هم) بأي شكل وعلى أية نهج , لا يهم , المهم أن تواجدهم على سدة الحكم هو التعريف الأوحد للديمقراطية في بلادنا ..
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-10-2008, 09:18 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
وتظل مسيرة الحركات الإنقلابية الثلاث التي أفرزتها تجاربنا السياسية وتجاربنا الديمقراطية البائسة , في تشابه حتى بأخطاءها , حيث أن الخلاف لا يلبث أن يدب بين (العسكر) و(المدنيين) و(العسكر ) و(العسكر) , لتشهد البلاد حمامات من الدم , ومن ثم يبدأ النضال من جديد من أجل القضاء على النظام الذي صنعته هذه القوى السياسية وأنقلب عليها , ودوننا (حوادث عنبر جودة) وتصفية (نميري) لشركاء ه بالأمس , ثم أخيراً المفاصلة بين (الترابي) وتلاميذه , ويكرر التأريخ نفسه دون أن يستحى زعماءنا ودون أن نعي نحن أننا مجرد (قطعان) تختلف (آيدولوجياً ) و(إثنياً) وتتفق على المضي وراء الزعامات السياسية , دون أن نبصر أنه ذات الطريق الذي قادونا إليه يوماً ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
تجربة أحزابنا السياسية تناهز نصف القرن من الزمان , أو تزيد , لكنها تفشل دائماً في خلق تيارات سياسية تتوازى فكرياً وتلتقى على المصالح الوطنية , لازالت تتحد وتتناحر على أساس مصلحي لا علاقة له بالمبدئية أو الرؤيا السياسية , لا زالت برلمانات (حكومات العسكر) تتفنن في إستقطاب القوى السياسية (يمينها ويسارها) وجمعها تحت (قبتها) , ولا تستحي تلك القوى من إعطاءها شرعية غير مستحقة, تبادلاً مصلحياً فجاً , يتكرر دائماً بتأريخنا المعاصر , هذا التبادل المصلحي حال دون تكون تيارات سياسية وطنية تستطيع تعريفها , وتبين ملامحها , بالسودان يتحالف (اليمين واليسار), و(الراديكالي الإسلامي) و(اللبرالي) في مشهد لا تشهده إلا في محراب السياسة السودانية , حيث أن من أرسوا قواعد اللعبة السياسية علموا من جاؤوا وراءهم باباً واحداً من أبواب علم السياسة هو (التحالفات المصلحية) و(المرحلية) , وهؤلاء لا زالوا يفرخون ساسة , شكلوا (شلليات سياسية) تربطها مصالح مشتركة , على حساب تكون (تيارات سياسية) تتحالف وتختلف على أساس مبدئي , والآن يستفيد (النظام القائم) من هذا الخلل التكويني , ليواصل إمتصاص أسباب حياته من دورة التجاذب والإستقطاب والترغيب التي طالما أحتفى بها معارضوه ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-11-2008, 09:08 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
Quote: في بالى قصة تكررت بصورة تكاد تكون متطابقة وبطلها في المرتين كان( الصادق المهدي ) فتي السياسة السودانية الذهبي عقب هجمات 1976 م صالح نظام مايو بالمصالحة الوطنية المعروفة في يوليو 1977 م .... وفي بالى الصورة القديمة بصحف الخرطوم أواخر السبعينات الصادق وجعفر نميري على جيادهم يلعبون ( البولو )
-------------- تري الأن هل تقدم السن بفتي السياسة السودانية الذهبي على ركوب الجياد أم أن الرئيس الحالى لا يعرف هذا النوع من الهوايات ....... أن يكون فارس
ولا عزاء |
العزيز/ عبدالناصر
السيد/ الصادق المهدي , جزء لا يتجزأ من الموروث السياسي القائم على المصالح والتحالفات المرحلية ,
وسنتناول أمره ليس بمعزل عن ذلك ..
عاطر تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: سنتناول صراع (التكنوقراط الحزبي متمثلاً بالأزهري والمحجوب)من جهة و(القيادة الطائفية متمثلة في
السيدين علي الميرغني وعبدالرحمن المهدي) من جهة أخرى , ..
لأن هذا الصراع هو الذى قاد البلاد إلى هاوية (الإنقلابات) التي لازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم ..!! |
وفي بالى إن الحزبين الكبيرين لم يحتمل زعمائهم الاكتفاء بالرعاية ( الوكالة ) حيث يترك أمر السياسة لساسة محترفون أمثال عبد الله خليل والأزهري والمحجوب والهندي ...... الخ فجتهدوا على إضعافهم لينتجوا زعمات جديدة (بالاصاله) محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي لينتهي الحد الفاصل بين طوائف دينية تمثل مرجعيات لأحزاب سياسية لطوائف دينية تستخدم ثقلها كامل في ممارست اللعبة السياسية ...
لم يقدموا الكثير لعدم صبر المؤسسة العسكرية على الديمقراطية أو لانقضاض أحزاب أقل ثقل على السلطة لان الديمقراطية من الصعب أن تأتي بهم للسلطة
ولا عزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تأريخ مالن يذكره التأريخ : هل صدق (قرنق) ..؟ التجمع الوطني المعارض كيف أضاع البلاد ..؟ (Re: كمال علي الزين)
|
في بالى رسالة كتبت بعد ايام من الانتفاضة من المشير (م) سوار الدهب للمشير (م) نميري بلغة راقية جنرال يشرح لقائده الاعلى أسباب أستيلاء القوات المسلحة على السلطة في سبت 6/ أبريل 1985 م موضح له طلبهم للحكومة المصرية أستضافة جعفر نميري بمصر ......
في سبع7 صفحات بديباجة رئاسة الجمهورية مكتوبة بخط اليد *فيما بعد صورت منها نسخ ووزعت للمايويين في السودان
------------------------------ غضب الشارع السوداني من مصر التي رفضت تسليم نميري بينما الثابت أنه لا في الفترة الانتقالية ولا أيام حكم الاحزاب ان الحكومة السودانية قد طلبت من الحكومة المصرية رسمياً تسليمه مطلقاً!!!!!!!!!!
قصة ربما تدلل أن الخافي في السياسة السودانية أكثر من الظاهر بكثير ... ولا عزاء
| |
|
|
|
|
|
|
|