الصديق مرتضى جعفر تعلم كم من المرات قلت لك إن صوت عثمان حسين يحمل من الشجن والحزن والأمل ما يشبه معاناة وأحلام وآمال هذه الأمة الصابرة الصامدة. العزاء للوطن كله في رحيل العمالقة تباعا.
06-09-2008, 05:06 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أخي الحبيب / المهندس محمد عثمان "عاهدتني" اختيار موفق. قل لي بربك أيهاالصديق أي أغنيات عثمان حسين تخلو من موجات الطرب الأصيل؟ كان عثمان حسين مفردة صعبة في دفتر النغم. شكرا يا صديقي العزيز على تزويد كلماتي بدرة بازرعة وصوت الراحل الغالي.
أختي الشاعرة الرقيقة / سومة في حديث الأمس عبر الهاتف جاءك صوتي مجهدا كما أكدت أنت بنفسك. كنت - يا لسخرية الأقدار - قد وعدت نفسي بالتحدث إليه هاتفيا للإطمئنان على صحته كما أفعل في فترات متباعدة. أجلت الاتصال لسبب لا أعرفه.. حتى نعاه الناعي. نعم.. منذ الأمس والحزن أنيسي. ولعل وجودأم شيراز معي بالمنزل - وهي تعلم حبي لسيرته - وهواتف ورسائل بعض الأصدقاء وأنت منهم.. لعل كل ذلك قد خفف عني كثيرا. أليس من سخريات القدر أن يرحل قبله بيومين الشاعر الكبير مصطفى سند الذي كان يذوب عاطفة حين تأتي سيرة ألحان عثمان حسين؟! قال لي مصطفى سند ذات يوم بانبهار شديد: تعرف يا استاذ، في حنجرة عثمان حسين شي غير طبيعي من الشجن والحزن!! شكرا لك على تصويب تاريخ كتابة القصيدة يا سامية..فعلا الواحد أصبح كلو ملخبط.
06-09-2008, 05:46 AM
khatab
khatab
تاريخ التسجيل: 09-29-2007
مجموع المشاركات: 3433
المسرحي الأديب / خطاب أكرمتني كثيرا بمرورك البهي في هذه المناسبة الحزينة. كان الله في عون أمتنا. إن أمة أنجبت باشري ومحي الدين فارس ومصطفى سند وعثمان حسين - وقد رحلوا تباعا في اسبوعين..إن أمة تنجب هؤلاء العمالقة ليست بعاقر.
06-09-2008, 05:34 AM
شهاب الفاتح عثمان
شهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937
أخي الدكتور شهاب الفاتح شكرا على المرور وأحسن الله عزاءنا جميعا في الراحل المقيم عثمان حسين. أما إن كنت تعني بشجن تلك الأغنية ذائعة الصيت فهي ليست من كلماتي. تمنيت لو شدت حنجرته بشعري ..لكني صادقت ألحانه وتشرفت بمحبته والحديث إليه. كان في المرات القليلة التي التقينا-خاصة في السنوات الأخيرة- يبرني كثيرا بمودته الصادقة.
Quote: العزيز فضيلي الأيام مالها حولنا مافتئت تطوي سرادق هنا حتى تقيم عزاء لفقد عزيز هناك، ولكنها مشيئة الله ولا حول لا قوة إلا بالله..
العزيز/ الطيب عبدالرحيم خلف الله ما عشت الحزن قاسيا مذ فقدت سيدتي الوالدة قبل سنوات وبعدها صديق عمري الفاتح عبدالله مختار كما أعيشه هذه الأيام. لكنها مشيئة الله كما قلت ونحن راضون بقضاء الله وقدره.
Quote: كم هى مصادفة حزينة ان يكون تواصلى معك بعد غيبة فى سيرة الراحل عثمان حسين.
الصديق زمراوي..أن نلتقي في هذا الفضاء السايبري بعد غياب طال تحت غيوم هذه المناسبة السودانية الحزينة إنما هو الدلالة أن الوطن بأفراحه وأتراحه هو الذي يجمعنا. أفتقدك من فترة. كيف حالك ايها الصديق؟
06-09-2008, 11:27 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
عبقرية عثمان حسين تتجلى في أن كل هذه الجمل الموسيقية الصعبة نبعت من شخص لا دراية له بالنوتة الموسيقية وعلم التأليف الموسيقي كدراس أكاديمي. الذي يملكه الراحل عثمان حسين ليس مجرد موهبة..إنه العبقرية في أقصى درجات تجلياتها.
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام صدق الله العظيم قبل الولوج في عوالم عثمان حسين رحمه الله لابد من شحذ الذاكرة واستدعاء نحو ستين عاما من الفرح والالق والسمو والعشق والدخول في رسايل الغرام التي سودها العاشقون منذ طلعته الجميلة منتصف الأربعين شاديا بنبض عتيق " حارم وصلى مالك يا المفرط كمالك " ثم الصوفي المعذب الفراش الحائرقرشى محمد حسن والعاشق الولهان باز رعه الزابط العابد عوض احمد خليفة وصلاح احمد محمد صالح حتى يتم ذلك أعزى في مقام الرحيل والحزن الشاعر الكبير العاشق فضيلى جماع الذي رايته يذوب وجدا وهياما عندما يسمع إلى شدو عثمان حسين... محمود أبو العزائم الاعلامى الكبير الذي حدق في الموت قبيل الفراش الحائر أبو عفان ب" مقدار ما يشيل البرق ويختفي ". تنبه إلى دور عثمان حسين وأخدانه من لدن أمير العود و"الساس القديم " كما كانت تسميه ألفلاتيه رفيعة الشأن إسماعيل عبد المعين مموسق شعار المار ينز !!! إلى سيد خليفة..... تنبه إلى قيمتهم الرفيعة في توحيد وجدان وشعور الامه الممزقة بفعل " الجوع والقهر وفساد الحكام " على قول محيميد أيضا!!... .المهم محمود ابوالعزائم بحسه الرفيع وذاكرته السليمة وحبه للفن والتاريخ تمكن من سرد كتابه التاريخ الاجتماعي والفكري والنفسي للامه السودانية عبر استنطاقه لمرققي وصانعي ذاك الوجدان عبر برنامجه العظيم كتاب الفن الذي استمر سنوات طوال ..... في حلقات الراحل محمود أبو العزائم مع الراحل المقيم عثمان حسين كشف الأخير عن البذور الأولى لتكوينه الفني السليم والأنهار ألباطنه التي روت " قلبه الأخضر" الذي ضخ عبر شرايين الوطن وأوردته فنا راقيا يظل يغسل الأذن آمادا وآمادا حيث اعترف أن صباه الأول كان شغوفا بارتياد حلقات الذكر التي كانت تقام في خلوه الشيخ الكنزى والشيخ محمد الحنفي " احد شيوخ حسن عطية والشاعر عبد المنعم عبد الحي" إلى جانب ارتياده وهيامه بخيام الذكر والإنشاد والنوبات الهدارة " مثل انهار وطني المهدرة" في المولد بالخرطوم القديمة التي كانت تنصب فيما يعرف الآن بالمكتبة الخضراء " -ميدان الأمم المتحدة حتى ظهور ما يسمى بثوره الإنقاذ-" لدرجه أن سرقه النوم ذات ليله حتى الفجر وهو صبى دون البلوغ . أشار صاحب عشره الأيام وربيع الدنيا كذلك إلى اثر الاسطوانات المشروخة التي خلفها النهر العاتي " التعبير لعلى ألمك في مدينه من تراب" خليل فرح لوجدان أمته أعنى اسطوانتي عزه في هواك التي رافق الخليل فيها على البيانو الخواجة " ارمناكو" بعد أن عجز الخليل لمرضه ونحوله الشديد وقتها عن مجاراة التسجيل على عوده القديم فقط " ذكر عبد المعين في كتاب الفن أن ذاك الخواجة قد عزف البيانو للخليل على طريقه عزف العود!!!!!" إلى جانب الاسطوانة الانشاديه الأخرى لانشوده عبده لعمر بن ابن ربيعه التي ذكروا لاحقا أن محمد سعيد العباسي هو واضع لحنها الترنمى الذي أداها به الخليل بتلك الطريقة الراقية في الإنشاد لدرجه ابتلاع بعض المفردات الأمر الذي صار ديدنا لحسن عطية....-" حسن عطية استمع فى طفولته إلى الخليل وهو يترنم ويغنى ويعزف ويسكر !!!! قال : " جمدانه وإبريقين وكأس وساقي خدود ماس.. أنا والحبيب ما معانا ناس" ** " في رواية شيخ العبادى للأبيات يبدل " الحبيب" ب "أم سماح" كما ذكر عثمان حسين ضمن مصادر تكوينه النغمي اسطوانة كرومه " يادمعه الشوق كبي " لشاعر بحري مصطفى بطران " تقريبا " و ما أجملها على مزهر كابلى لدرجه أن صبى القهوة ومشغل تلك الاسطوانات بذاك المقهى الذي " يملأ ويفضى بتلك الاسطوانات" واسمه على قد صار صديقا حميما للصبي عثمان حسين ........ بعد استقرار وجدان الصبي عثمان حسين وتدرجه نحو سن الرشد ذكر أن نبض حسن عطية تحديدا " محبوبى لاقاني " و ..... فراق الزين ونار البين حموني النوم أنا مساهر أحب الليل وسمارو حوالي نجوم ,...ووووو الخ إلى جانب أغنيات احمد المصطفى الأولى تحديدا " يا بنات المدرسة " التي تعلم عليها ضبط العود أثناء تتلمذه عليه " الضمير يعود للعود"على يد فني أشعه بمستشفى الخرطوم اسمه فتحي " تقريبا "وغيرها مع اعتراف خاص بأثر الكاشف تحديدا عليه لملكته اللحنية وتجريبه الموسيقى كما ذكر .... تحديدا أغنيته " أنت عارف أنا بحبك وبحلف بك ولا ماك عارف بالمرة \\ أنت صارف عنى مده ولاخايف .....الخ ولقد غناها في أكثر من مره أثناء حياه الكاشف وفى حفل تأبينه كذلك بصوره حدت بعبد العزيز داؤد وهو بصير بفن الكاشف أن يعتلى المسرح في منتصف الاغنيه ليشاركه الأداء الراقي .. في الحلقات الأولى من برنامج كتاب الفن صدح عثمان حسين على مزهرة فقط برائعة الأسطى عبد الحميد يوسف وعتيق " اذكريني يا حمامه" بدرجه تكاد تستنطق الصخر خصوصا عبر العزف الشفيق والصوت الجميل ربما لأنه شارك عبد الحميد كثيرا أثناء بروفاته بالسجانة في ليل بيت ناس " عوض الله " وسجلها معه على الاذاعه كعازف عود بمشاركه كمنجات ناس خواض وعربي وفتاح وبدر وشيللو النقر " رحم الله الأول والأخيرين" إلى جانب شدوه كذلك برائعة حسن سليمان التي وهبها لحسن عطية شقيقه بالرضاعة!! : جذب الفكر حسن وجهر العيون نور علما أنه دوزن العود في بداية تلك الحلقات على نغم احمد المصطفى القديم " يا بنات المدرسة " وصدح لاحقا برائعة خورشيد والتاج مصطفى : أنت يا حمام الحمام الزاجل أمشى للحبيب بس أوعاك تغازل الخدود السادة أدوا قلبي النار حرقوه زيادة بالذوق والجمال رحم الله أبا العزائم و عثمان حسين وخورشيد وحسن سليمان والتاج واحمد المصطفى وخليل فرح وبطران وكرومه ..... * ملحوظة: عنوان قصيده الشاعر فضيلى في رحيل أبى عفان " صوتك القرنفل والند" تعيد إلى ذهني خريده له قديمه عنوانها " صوتك الوتر" مهداه إلى الراقي محمد وردى وقد ألقاها فضيلى بصوته وقوفا أمام وردى في محفل سوداني بقاعه الكوفة غرب لندن 1996فهل " أصوات" المغنين تيار جديد والاحتفال بنبضهم تيار جديد يلمع ضئيلا داخل شعر فضيلى؟؟ وأتمنى أن لا تكون القصيدة التي موضوعها " صوت وردى " المعنية قد طواها النسيان داخل أضابير فضيلى بفعل الرحال والتمزق بين اكثر من فضاء داخ قارات العالم ...
06-09-2008, 05:13 PM
Safa Fagiri
Safa Fagiri
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 3642
عنوان قصيده الشاعر فضيلى في رحيل أبى عفان " صوتك القرنفل والند" تعيد إلى ذهني خريده له قديمه عنوانها " صوتك الوتر" مهداه إلى الراقي محمد وردى وقد ألقاها فضيلى بصوته وقوفا أمام وردى في محفل سوداني بقاعه الكوفة غرب لندن 1996فهل " أصوات" المغنين تيار جديد والاحتفال بنبضهم تيار جديد يلمع ضئيلا داخل شعر فضيلى؟؟ وأتمنى أن لا تكون القصيدة التي موضوعها " صوت وردى " المعنية قد طواها النسيان داخل أضابير فضيلى بفعل الرحال والتمزق بين اكثر من فضاء داخ قارات العالم ...
الصديق الباحث /أحمدالأمين: أكتب على عجل لضيق الوقت..فسامحني على التقصير في ردي الذي لن يوفي مقالك الدسم حقه. تكلمت في نشأة ومصدرأنغام الراحل العظيم فأوفيت الكيل يا صاحبي. وعرجت على قصيدة عثرت مرة على قصاصتها ولكني لأ أدري أين هي الآن. تعبت من سفر الحرف والمكان ياأحمد.
لقد هطلت حروفك دمعاً غزيراً وهو ثخين وسؤالك الحائر الحزين . . قد أبكى العذارى والعاشقين ورهط اليتامى والمعدمين جف في كاسنا الرجاء ولم يبق لنا سوى النغم المستريح وفوح الزعفران.. وسؤالك الحائر الحزين.. إلى أين والليل داج؟
06-09-2008, 10:00 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
ليتك سيدي الشاعر كُنت بيننا اليوم الإثنين : يوم منتدى السودان الفكري ،ففي الصالة الكُبرى للنادي السوداني كان مقام عثمان حُسين على أكُف حرير الذكرى . سمعنا :
من الدكتور"عزالدين هلالي" كان التقديم ونفثات خطابه الرقيق وذكرياته الفارهة مع الراحل .
من "أمير أبوقناية "تاريخ الشاعر وملف أغنياته .
من الكاتب " عثمان حامد سليمان " رواية كيف أصبح " عثمان حسين " : فنان السودان الأول والأخير وكيف ألهم الراحل بشجنه كنوز الأنفس وعبق القلوب .
ومني تحية له في رحيله المهيب ، كتبت من البطين إلى الأُذين كيف جمّل " عثمان حسين " وجداننا.
ومن الشاعر : محمد سليمان قصيدة في رثائه بكى وأبكى .
والأستاذ / فخري كرار فتح ذكرياته مع الراحل ، ولون مسامعنا بخرز من أغنياته ...
ومن هنا أهدي سلامي لسيدنا رقيق الحال " المهندس المعماري والصديق : محمد عثمان عبد الله محمد أحمد ، فقد كان الراحل زادنا عندما نخلو بأنفسنا ونفتح كوة يُضيئها يراع عثمان المُضيء عند ائتمار الأحزان في أفق الدنيا فنختار من بازرعه أو عوض أحمد خليفة أو محجوب سراج أو صلاح أحمد محمد صالح أو السر دوليب أوعبد المنعم عبد الحي أو إسماعيل حسن أو التجاني يوسف بشير ... نختار أي الأنجم الغنائية التي ندور في أفلاكها كل العُمر : ماضيه وحاضره والمستقبل . سلِمتَ أيها الشاعر الفخيم .
***
06-09-2008, 10:16 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
الصديق الأديب/ عبدالله الشقليني كبرت وكبر رفاقك ممن شارك في تلك الأمسية الحزينة، كبرتم في نظري ألف مرة. ليتي كنت معكم، لا لأقرا شعري ، لكن لأضم أحزاني إلى أحزان الجميع بلا استثناء. هذا الذي قمتم به فعل حضاري من الدرجة الأولي.
06-09-2008, 10:19 PM
osama dahab
osama dahab
تاريخ التسجيل: 06-17-2007
مجموع المشاركات: 749
Quote: فالعاشقون اليتامى وأحبابك الفقراءُ ورهطٌ من المعدمين على جنباتِ المقاهي يلوذون من لسعةِ الجوعِ والفقر بالأمل المستريحِ على رجْع أنغامك الذاخراتِ بفيض الشجونِ النديّاتِ والأمنياتِ العِذابْ!
أخي الأستاذ فضيلي ما أجمل تعبيرك عن فداحة الفقد ولكن العزاء في أن الجمال الذي خلقه ونشره الراحل المقيم سيظل شذاه يفوح ويعطر سماء الغلابة والمساكين الى ان يرث الله الأرض ومن عليها .. عليه الرحمة والسلام في دار الخلد .. (إنا لله وإنا اليه راجعون) عمر
06-10-2008, 04:43 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
Quote: ما أجمل تعبيرك عن فداحة الفقد؛ولكن العزاء في أن الجمال الذي خلقه ونشره الراحل المقيم سيظل شذاه يفوح ويعطر سماء الغلابة والمساكين الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ..
العزيز/ Omer Abdalla ما قلته في هذا الإقتباس عن خلود أنغام عثمان حسين أخي الفاضل عين الحق. الفن الصادق هو ترجمان الحياة..هو التعبير عن أجمل أفعال الإنسان في علاقته بالكون في أروع تجلياتها..لذا أراهن مثلك أن فن الراحل المقيم عثمان حسين سيظل إرثا إنسانيا ما دامت دورة الحياة في هذا الكوكب. مثل بتهوفن وباخ وتشايكوفسكي وعبدالوهاب وام كلثوم وخليل فرح والكاشف واحمدالمصطفى .. لم يزد الدهر خمر أنغامهم إلا عتقاً.
الاخ فضيلي كتبت و كتب العديد من الإخوة في وفاة الفنان المبدع الذي دخل وجدان الشعب السوداني فهو ذادهم في الزمن الذي لا يرحم و هو ملاذهم الآمن وهو ظلهم الوريف و لي أنا كل شئ عزائنا صديقي فضيلي أن ألحانه باقية بيننا
06-10-2008, 04:51 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
وصل الراحل المقيم إلى العاصمة البريطانية ذات صيف برفقة نجله المهندس صلاح. كان ذلك قبل ثلاث سنوات. ولأني كنت موزعا بين عملي اليومي وبين مكتبة جامعة لندن (بحث أكاديمي) فقد فاتني أن التقط خبر زيارته. كان وصلاح إبنه يقيمان في منطقة (إجوار رود) الكائنة بقلب لندن بشقة صغيرة لكنها أنيقة. علمت بخبر وجوده ظهرا وأنه سيغادر عشية الغد عائدا إلى الوطن. لم يكن هنالك إمكانية من طرفه لتلبية دعوة غداء خاصة وأنه قلل من الاجتماعيات قدر الإمكان بقصد الالتزام ببرنامج الفحوصات الطبية التي جاء لأجلها. كان لابد من الاطمئنان عليه. وفي حوالي أقل من الساعة كنت على بعد 100 متر من موقع الشقة. هاتفتهما بالجوال. كان على طرف الخط باشمهندس صلاح عثمان حسين. لم يكن لي شرف اللقاء به من قبل. قدمت نفسي بسرعة: - استاذ صلاح أنا فلان..سوداني مقيم هنا. لو ألقى زمن بسيط أسلم فيه على الأستاذ واطمن عليه. أرجوك قول ليه (فلان الفلاني) ..أنا على بعد مسافة بسيطة من شقتكم. بأدب جم تحدث معي صلاح. أخبرني أنه يعرفني تماما. ناول الهاتف للأستاذ. ضحكة طفل صافحت أذني ، أتبعها بقوله: - يعني حظنا البطال ما نشوفك إلا ونحن مسافرين من بلدكم دي؟ وأنا أدخل الشقة قابلني عند الباب هاشا وفاردا ذراعيه. حاولت قدر الإمكان أن أختصر الجلسة وفي كل مرة أحاول الاستئذان كان يعاجلني بقوله والبسمة على وجهة - وجه فلاح من قرية مقاشي في شمال بلدي: - أقعد.. لاحق شنو؟ بعدين نحن ما طالعين المسا دا أي حتة! تحدثنا في أشياء عديدة..في ماضي الأغنية السودانية ،حدثته عن جيلنا الذي يحبه ويعرف مكانته الكبيرة في نفوس أبناء شعبنا..كان حين يسمع مثل هذا الكلام يضع يده بتهذيب على صدره والبسمة الصافية على وجهة مرددا: - الله يفتح عليك يا أستاذ..ريحتني بكلامك الحلو دا والله. أنا كدة مطمئن إنو السودان بخير.
لن أنسى أبدا كيف استقبل هدية متواضعة قدمتها له معتذرا عن ضيق الوقت من طرفهم لاستضافته والمهندس صلاح. كان يمدح الهدية البسيطة ويثني على حسن ذائقتي في الاختيار..كرر ذلك عدة مرات. واتفقنا أن أزوره في داره بالسجانة في أول زيارة لي للوطن: - ما مسامحك لو ما بريتني بزيارة في بيتي! - لي الشرف يا أستاذ الأجيال. هل التقينا؟ ماذا قلنا؟ تلك قصة تنضح بالشفافية وصفاء الإنسان مثل ألحانه. الفن والعلم والأدب لا تنفصل عن شخص من طبع بها..وأهم ما يميز حامليها التواضع ودماثة الخلق. كان الفنان عثمان حسين الذي عشقت أغانيه وأحببت شخصه في المرات القليلة التي جمعتني به مثالا للتواضع ودماثة الخلق حين تضاف إليهما العبقرية. أنا فخور بانتمائي إإلى وطن أنجب عثمان حسين وبازرعة والكاشف واحمد المصطفى والفلاتية وشرحبيل احمد ويوسف أتاسي ومحمد وردي والنعام آدم وعبدالقادر سالم والبلابل وشاك (فنان راب من الجنوب يسير نحو العالمية بثبات ) وكل هذا التنوع النغمي الجميل.
06-10-2008, 11:38 AM
rosemen osman
rosemen osman
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2916
الأديب الأستاذ/ فضيلي.. (لك البنفسج وللخاسرين الرماد) حيال تلك الفصيدة الباذخة حد الروعة .. يكون الاقتباس مأزق .. بمثل ما يكون ذات الأمر حيال أغنيات الشامخ (عثمان حسين)
Quote: تميل خطواتى نشوانا تعانق دربك الأخضر وحات اللوعه والاهات يا مشوار ما تقصر على دربك زرعت الحب جمــال و كمـال ريــاض وزهـور غزلت صبابة العشاق أماني تزيد صبـــــاح وعـطور شلت اللهفة والأشواق هيام وســــــــــلام ومنـــــــــــــابع نور مواكب روعه وإبداعات سلام وخيال قصاده شعور ما بدلت الأيام ولا في مره اتغير رفَّ علي جناح أخضر وحات اللوعة والآهات يا مشوار ما تقصر
حيث لا زبد هنا أو هناك .. سلام على (عثمان حسين) في عليائه (إلى أين؟ والليل داج) يا لهذه الزفرات الحرى .. بخٍ .. بخٍ .. فقد أوفيت .. فقد أوفيت .. فمن غيرك .. لنظم الكلام في حضرة (روح النغم السوداني الخالد/ عثمان حسين) متعك الله بالصحة والعافية وحفظك
أخي الفاضل/نصر الدين عثمان كتبت تقول: سلام على (عثمان حسين) في عليائه (إلى أين؟ والليل داج) يا لهذه الزفرات الحرى .. بخٍ .. بخٍ .. فقد أوفيت .. فقد أوفيت .. فمن غيرك .. لنظم الكلام في حضرة (روح النغم السوداني الخالد/ عثمان حسين) متعك الله بالصحة والعافية وحفظك بهذا الكلام الجميل يا نصر نقلت حزن القصيدة إلى حفاوة بسيرة مطربنا العطرة. أروع ما في أغنيات عثمان حسين أنها احتفاء بالحياة وروعة ما فيها. شكرا لك على كلمات رفعت همتي!
06-10-2008, 07:57 PM
محمد فضل الله المكى
محمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846
مات صاحب الإبتسامة الوضيئة والوجه الصبوح كان عثمان حسين يؤمن بأن الفن رساله وإن الرسول لابد أن يكون مقنعا لمن يبلغهم سلوكا وأخلاقا وإحتراما لنفسه وفنه....وكان مبدعنا كذلك .
كان عثمان حسين أنيقا فى ملبسه..راقيا فى طلته لقناعته بأنه لا يمكن ( لأشعث أغبر ) أن يمتلك قلوب محبيه ما وقف عثمان حسين أمام الكاميرا إلا وتوارى ضوؤها خجلا من بريقه.
عرفته من خلال صديقى بابكر على يعقوب ( ود الرواسى ) قبل أكثر من عشرين سنه فكان لقاؤنا الأول كأنه الأول بعد المائه، فهو من وده ينفذ إلى القلب دون استئذان ثم كانت لنا أيام ، فى قلبى ذكراها ، ما زلت أطراها .
اللهم ارحم عثمان حسين واغفر له ، وامطر قبره شآبيب الرحمة ولك أخى وصديقى فضيلى ، ولمعجبى عثمان حسين خالص العزاء .
06-10-2008, 08:45 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
كان عثمان حسين أنيقا فى ملبسه..راقيا فى طلته لقناعته بأنه لا يمكن ( لأشعث أغبر ) أن يمتلك قلوب محبيه ما وقف عثمان حسين أمام الكاميرا إلا وتوارى ضوؤها خجلا من بريقه. الأخ الصديق/ محمد فضل الله المكي صدقت وأنت تعرض للمظهر الذي غالباما يعكس مزاج وصورة الشخص. نعم..كان الآستاذ أنيقا في مظهره..كثير الاهتمام بملبسه. كان عثمان حسين من مدرسة أمير العود حسن عطية من حيث أناقة المظهر.
06-10-2008, 11:32 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
Quote: فالعزاء لك ولآله ولمحبيه وللسودان الذى تساقطت أوراقه وكان الزمان خريفا للرحيل
الصديق الأديب / منصور المفتاح..شكرا على بطاقة العزاء. منذ قرابة العقدين والسودان يعيش أطول الفصول وأكثرها هما وحزنا وغما. كشف الله عنا وعن بلادنا البلاء.
06-11-2008, 04:33 PM
محمد المرتضى حامد
محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
أجمل أيامى.......... تلك التى عرفت فيها عثمان حسين ! الدرب الأخضر.......... أصابه الجفاف والتصحر ! أوراق الخريف .......... تساقطت ولن تعاود النمو ! الوكر المهجور .......... سيظل مهجورا ! الفراش الحائر ..........فقد الدليل..سيظل حائرا ! لا تسلنى .......... ماعدت أملك جوابا ! مالى والهوى ..........ومالى به ؟ يا ربيع الدنيا ..........لم يعد فيها ربيع ! ليه تسيبنا؟..........نرضى بقضاء الله . بعد الصبر .......... إلا الصبر .
الرجل الوطني الكبير سعادة اللواء محمد فضل الله المكي..أحسنت يا صديق، أنت حقيقة عشت عصر عثمان حسين!
06-12-2008, 04:54 AM
يا بت يا نيل
يا بت يا نيل
تاريخ التسجيل: 11-27-2003
مجموع المشاركات: 366
برحيل الفنان القامة عثمان حسين تفتقد الاغنية السودانية واحدا من ابرز معالمها وبناتها ... اسهم في صياغة الوجدان السوداني بتناغم وتناسق فاق حد الوصف وثنائية لن يجود الزمان بمثلها.... تلكم هي (عثمان حسين ...وحسين بازرعة )
Quote: هذا النشيدُ المضمّخُ بالحزنِ والشجوِ والُّروحِ والرّاح ياسو جراح المحبين يهبط برداً عليهم
برحيل الفنان القامة عثمان حسين تفتقد الاغنية السودانية واحدا من ابرز معالمها وبناتها ... اسهم في صياغة الوجدان السوداني بتناغم وتناسق فاق حد الوصف وثنائية لن يجود الزمان بمثلها.... تلكم هي (عثمان حسين ...وحسين بازرعة ) الصديق/ باكتاش..عاطر التحايا لك وللأسرة الكريمة. صدقت يا أخي، ثنائية عثمان حسين وحسين بازرعة منحت فن التطريب السوداني واحدة من أكثر صفحاته إشراقا.
06-12-2008, 06:00 PM
عبدالفتاح أبوشيمة
عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
رهافة حسك هي عشقك لهذا العثمان حسين فل يسكنه الله الفراديس
استاذي .... في اعوام خلت زرت الصعيد ...... فوجدت رعاة البقر ( الامبرورو ) يعشقون عثمان حسين وهم يحملون اجهزة الكاسيت المزركشه على اكتافهم فحسيت بسر عجيب في تلك العلاقه العميقه بين صوت عثمان حسين وبداوة تلك القبيله يا سلام عليك صوتك القرنفلي والزعفراني كما قال استاذنا فضيلي له الرحمه ولك الصبر
06-12-2008, 11:03 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
الأخ الفاضل/ معتصم ودالجمام حديثك عن عشق رعاة البقر (امبررو) لغناء عثمان حسين وأنهم يحملون أجهزة التسجيل فوق ظهورهم ومن داخلها تنطلق حنجرة الراحل المقيم..هذا الكلام في حد ذاته يمثل البرهان على أن الفن لغة عالمية وكلما كان الفن أصيلا وراقيا كلما عبر الحدود بيسر وتربع على قلوب الناس. وكذا كان فن عثمان حسين!
06-12-2008, 10:52 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أخي الفاضل/عبدالفتاح أبوشيمة شكرا لك وأنت تشاطرنا الأحزان في الشاعر الكبير مصطفى سند وفي النغم السوداني الخالد عثمان حسين. حقا إنها سنة جثم فيها وحش الحزن على بلادنا. كان الله في عون أمتنا.
06-12-2008, 11:18 PM
sumah
sumah
تاريخ التسجيل: 08-27-2002
مجموع المشاركات: 1737
الإحتفاء بكبار المبدعين أحياء وبعد رحيلهم يؤكد قيمة الوفاء عند الأمم وحيوية حسها الحضاري. فتح بوست عن الراحل عثمان حسين ليس لمجرد إزجاء أو قبول التعزية. كان عثمان حسين وجيل من المطربين والعازفين والشعراء والصحافيين يقتطعون من عمرهم كل غال ونفيس من أجل المساهمة في عملية التنوير الحضاري وبناء بلد ضمن منظومة العصر. كانوا قد واجهوا حربا من مجتمع يحارب الانقلاب في منظومته الرجعية فرماهم بكل قبيح..لكنهم مضوا غير آبهين، فربحوا الجولة وربحنا أجمل عطاء في الفن والأدب.
06-13-2008, 10:23 PM
محمد فضل الله المكى
محمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846
إنها مرثية الوداع ويبدو أن فهرش الشعراء هذه الأيام يتفرد بالوداعيات... تذكرني تلك الأيام الخوالي به ؛ يوم كان العمر يمتد في عيني الزمن كانت تسكن الريح روح عثمان حسين حتى يوم بقيت .. كان طيبا ورقيقا كالحب .. ولطيفا كعصفور .. نغمه قطفة من حبق واغنيات لعمر مليء بالآمال . وكان صوته تنويعات على وتر الحلم نبع من روحه.. ويمامة الكلام تحلق عاليا ليبني اهازيج للمطر والسنين.. ان للنغم حكاية وللكلمة حكاية وفي الحكاية صور للكون بكل معطياته لذا كانت إبداعات الراحل عثمان حسين متفردة .. هذه الأيام احتل موضوع الموت مساحة كبيرة نت وجداننا ليرصد في كتابات الرحيل والإختيار فراقد الزمن الجميل من شتى اطياف المبدعين..الناس كلهم يعيشون ويموتون .. لكن قلة يحيون .. ويعطون ؛ وهكذا كان عثمان حسين .. وإنا لله وإنا إليه راجعون
06-14-2008, 11:18 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
Quote: الناس كلهم يعيشون ويموتون .. لكن قلة يحيون .. ويعطون ؛ وهكذا كان عثمان حسين .. إنا لله وإناإليه راجعون
الأخ الفاضل/ أبوبكر يوسف ابراهيم .. هنا بيت القصيد. نأتي كلنا إلى الحياة ونمضي منها. والذي يبقى هوالسؤال: ماذا أخذنا من حياتنا وماذا أعطينا؟ شكرا على المرور البهي.
06-14-2008, 07:44 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة