في اجتماع عاصف مع وفد مجلس الآمن ..البشير :هناك حملة دولية شرسة وظالمة ضد السودان....

Quote: دافع الرئيس السوداني عمر البشير بقوة الخميس عن بلاده بعد تدخل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي انتقد بشدة نظامه، وندد امام وفد مجلس الامن الدولي ب "حملة شرسة" ضد الخرطوم. ودون ان يشير الى المحكمة الجنائية الدولية التي ابلغ مدعيها العام مجلس الامن رفض السودان التعاون في تسليم مشتبه بهما في جرائم حرب في دارفور، اكد الرئيس البشير ان الوضع في هذه المنطقة التي تقع غرب السودان وتشهد حربا اهلية، في تحسن. واكد "ان بلادي مستهدفة بحملة ظالمة ومتعمدة. وان هذه الحملة الشرسة سعت الى المبالغة وتحريف الوقائع ولطخت صورة شعبنا وتراثه وقيمه". واضاف الرئيس السوداني امام الوفد الذي قدم للقائه في الخرطوم ان هذه الحملة يتولاها اشخاص "يسعون الى الافادة من نزاع دارفور لتحقيق اهدافهم الخاصة". وطالب البشير مجلس الأمن بكبح "التدخلات التشادية" في شؤون بلاده قائلا إن ذلك يعيق الأمن والاستقرار في دارفور. وطلب البشير من مجلس الامن كبح جماح تشاد، وحذر "من ان تؤدي التدخلات التشادية في الشأن السوداني الى تقويض جهود المجتمع الدولي في بسط الامن والاستقرار في دارفور". واشار الى ان المشاورات مستمرة بين السودان والبعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي حول السبل الكفيلة لنشر القوات "الهجين"، وبحث الخطط لايجاد معابر بديلة، وبناء معسكرات جديدة، داعيا الشركاء الدوليين للاضطلاع بمسؤولياتهم في تأمين الشخصية الافريقية في العملية الهجين. وطالب الاسرة الدولية بتنفيذ تعهدات اوسلو في العام 2005 ومايو الماضي، وقال "اننا نتطلع لاعفاء مديونية السودان الخارجية، ورفع العقوبات التي تخدم الهدف الحقيقي لاتفاق السلام، في ان يرى المواطن ثماره". وشدد البشير على ان "الحكومة لن يهدأ لها بال الا بتحقيق الحل السياسي في دارفور، وانفاذ القضايا العالقة في تطبيق اتفاق السلام عبر الحوار". ونبه الى ان "المجتمع الدولي لم يتمكن من تنفيذ حزمتي الدعم الثقيل والخفيف مما أثر سلبا على النواحي الفنية في العملية الهجين، وتعهد بدعم الوساطة المشتركة"، لكنه طالب ايضا بمزيد من الفاعلية بما في ذلك تعيين المفاوض الرئيسي، ودعا للضغط على الحركات غير الموقعة على اتفاق ابوجا. وكان اعضاء الوفد الذي يمثل الدول الاعضاء ال 15 في مجلس الامن الدولي الذين انهوا زيارة من يومين للسودان التقوا في وقت سابق ضحايا النزاع في دارفور الذين انتقدوا المجتمع الدولي بشأن استمرار انعدام الامن في هذه المنطقة. واعرب بعض اعضاء الوفد عن خشيتهم من الغاء المباحثات مع البشير بسبب الانتقادات الحادة التي وجهها قبل ساعات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مارينو اوكامبو ضد النظام السوداني. وقال مصدر حضر جلسة مغلقة تتضمن اسئلة واجوبة مع المجلس ان البشير اوضح ان تعاون السودان مع المحكمة الجنائية الدولية سيكون فوق جثتي. وقال السفير الفرنسي جان موريس ريبرت للصحفيين بعد الاجتماع ان باريس قد تؤيد اتخاذخطوات اخرى اذا رفض السودان التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وقال يان الياسون مبعوث الامم المتحدة الخاص لدارفور وسالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي ان صراع دارفور قد يتصاعد اذا انهارت اتفاقية سلام بين حكومة الخرطوم والجنوب. وقال الياسون للصحفيين في جنيف علينا ان نتأكد الان ان هذا الصراع لا يتصاعد في ظل عدم وجود مفاوضات حقيقية بشأن دارفور خلال فترة زمنية قصيرة جدا بشأن القضايا الجوهرية انه خطر بما يكفي وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة جون سويرز للصحفيين ان المجلس اثار خلال الاجتماع مع البشير ضرورة تحسين وصول موظفي الاغاثة الى الجوعى في دارفور بالاضافة الى التوتر بين الشمال والجنوب بعد اندلاع اشتباكات في منطقة ابي الغنية بالنفط. كما التقى ممثلو الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن قادة القوة الدولية المنتشرة في الفاشر، عاصمة شمال دارفور ومقر القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. وبحث الوفد مع السلطات وضع هذه القوة التي تفتقر الى العناصر والمعدات، ثم زاروا مخيما للنازحين يضم خمسين الف رجل وامرأة وطفل. وقال رئيس الوفد سفير جنوب افريقيا دوميساني كومالو وهو خارج من مخيم زم زم القريب من الفاشر وغير البعيد عن المكان الذي قضى فيه الاسبوع الفائت عنصر اوغندي تابع للقوة الدولية، "اشعر باحباط فعلي". واضاف "في نيويورك، لدينا انطباع بان حكومة السودان هي مصدر مشاكلنا الاساسية، لكن الوجه الاخر للمسألة يتمثل في رجال القوة الدولية ونسائها الذين يفتقرون في شكل فظيع الى الدعم". واضاف الدبلوماسي الجنوب افريقي ان "الامم المتحدة تعاني مشكلة هنا. انها تفتقر الى الموارد وعاجزة عن القيام باي شيء. حتى الحكومة السودانية تشعر بهذا الاحباط". وتابع "الناس الذين التقيناهم في المخيم يقولون ان حمايتهم من مسؤولية الامم المتحدة. ولكن بماذا؟ لا نملك الوسائل، وهؤلاء المساكين اكثر ضعفا من السابق وانني اشعر باحباط كبير". وشدد كومالو على ان "المسؤولية تقع على المجتمع الدولي". في مخيم زم زم، تم اصطحاب اعضاء الوفد الى غرفة صغيرة التقوا فيها ثلاثين شخصا يمثلون السكان. واسف العديد من النازحين لعدم قيام اعضاء الوفد بجولة كاملة في المخيم. وحده السفير البريطاني جون سويرز تجول لربع ساعة في انحاء المكان. من جهته، اكد السفير السوداني في الامم المتحدة ان بلاده قادرة على التعامل مع الازمة الانسانية، واصفا المتمردين الذين نفذوا عملية احبطتها حكومة الخرطوم الشهر الفائت بانهم "ارهابيون ومستبعدون من اية مفاوضات". وقال عبد المحمود محمد ان "السودانيين قادرون على الادارة نقر بوجود مشكلات ونحن مصممون على وضع حد لها بمساعدة المجتمع الدولي".